تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحوار فريضة إسلامية



راعيها
13-12-2005, 08:40 AM
لم يرد وجوب الحوار مع الآخر في أي دين من الأديان كما ورد في الإسلام، وكذلك لم يهتم أي مذهب من المذاهب الفكرية بالحوار مع الآخر اهتمام الإسلام به؛ فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالحوار مع أهل الكتاب، مما جعل الحوار الديني مبدأً أساسيًّا في منهج الدعوة إلى الإسلام، يقول الله تعالى: “قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله...” (آل عمران: 64)، وبهذا كان الحوار مع الآخر فريضة من فرائض الإسلام، التزم به النبي صلى الله عليه وسلم، فأجرى حوارات مع الوفود التي وفدت عليه في المدينة، والتي بلغت أكثر من ثلاثين وفداً في عام واحد، سمي عام الوفود، وكان من أشهر تلك الوفود، وفد نصارى نجران، الذي قدم المدينة بقيادة أسقفهم أبي الحارث، فتحاور معهم النبي صلى الله عليه وسلم. ومما يدل على سماحة الإسلام وتعامله مع الآخر بأسلوب حضاري في ذلك العصر الذي لم يعرف المتخاصمون فيه إلا السيف لغةً للحوار أنه صلى الله عليه وسلم سمح لأعضاء الوفد أن يقيموا صلاتهم في أحد أركان مسجده صلى الله عليه وسلم، وتلك لفتة لم يُعْرَف مثلها في تلك العصور، ونادراً بل يكاد يكون من المستحيل أن يحدث مثلها في هذا العصر في القرن الحادي والعشرين الذي يفخر أبناؤه بأنهم قطعوا شأواً كبيراً في الحضارة، مما جعلهم يتعاملون مع الآخر بأسلوب مهذب وراقٍ.

ومن المبادئ الإسلامية التي تدعو المسلم إلى التعايش مع الآخر والحوار معه واحترام رأيه:

الحرية، فقد قدسها الإسلام، ودعا إلى كفالتها، ولو أدى ذلك إلى عدم الاعتراف به ديناً يقول الله تعالى: “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” (البقرة: 256)، ويقول: “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” (البقرة: 256)، ويقول: “ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين” (يونس: 99).

فالله يبين لرسوله صلى الله عليه وسلم في هذه الآيات أن الإيمان متروك لحرية الإنسان، فلا ينبغي أن يمارس أحد الإكراه لحمل الناس عليه، لأنه لو شاء الله لأكرههم على الإيمان.

ولهذا نظر الإسلام إلى المجتمع نظرة شمولية، فهو لا يفرق بين الناس على أساس معتقداتهم، بحيث يسلبهم حريتهم بسبب هذه المعتقدات، بل يكفل لهم أسس العيش في سلام واطمئنان داخل المجتمع الإنساني، وأعطاهم حرية كاملة في ممارسة بناء المجتمع، فلا زال قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً” ناقوساً يرن في آذان كل المجتمعات البشرية، معلناً أن المسلمين طبقوا قواعد الحرية كما أمرهم الإسلام.

ومما يدل على سماحة الإسلام مع الآخر، أن الرسول صلى الله عليه وسلم عقد مع نصارى نجران عهدا مع بقائهم في أماكنهم، وإقامتهم في ديارهم، دون أن يكون معهم أحد من المسلمين، وقد تضمن هذا العهد حمايتهم، والحفاظ على حرياتهم الشخصية والدينية، وإقامة العدل بينهم، والانتصاف من الظالم. وقام الخلفاء من بعده على تنفيذه حتى عهد هارون الرشيد، فأراد أن ينقضه، فمنعه محمد بن الحسن، صاحب الإمام أبي حنيفة. وفي هذا دلالة واضحة على روح التسامح في معاملة غير المسلمين، إذ حافظ على حرياتهم في العبادة، وفي إقامة شعائرهم الدينية من غير تضييق عليهم ولا تعكير لصفو الجو الروحي لطقوسهم الدينية.

تقبله للثقافات والحضارات الأخرى، مما يدل على أن فكرة الصراع الحضاري لا وجود لها في مبادئه وتعاليمه، ويوضح نظرته العالمية الواسعة إلى الأديان والأجناس الأخرى، ولهذا أقام حضارة كبرى أسهم فيها أهل هذه الأجناس والأديان في كل ناحية من نواحي الحياة، والفكر، والفلسفة، والأدب، والفن، والطب، واللغة، والتصوف، وكانت تلك الحضارة تأليفاً وتوحيداً لكل الحضارات قبلها في: الصين، والهند، وفارس، والروم، واليونان.


د. محمد شامة - الخليج

بنت العين
13-12-2005, 06:21 PM
مشكور اخويه راعيها عالموضوع ويزاااااااك الله خير

Domo3
19-12-2005, 12:29 PM
الصراحة اول مرة اسمع انه الحوار فريضة تسلم على هذي المعلومة و جعلها في ميزان حسناتك

العامريه
19-12-2005, 02:13 PM
تسلم اخوي على الموضوع والله يعطيك العافيه