المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليد القاتله ...!



كيـ عيناوية ـفي
24-07-2006, 12:03 AM
اليد القاتله ...!


والتف النساء والرجال حول قاضي التحقيق برموتيه في قاعة الاستقبال حيث كان يبدي رايه في الجريمه الغامضه التي وقعة في سانت كلود والتي روعة باريس .


وقال سيده وهي شاحبه الوجه بعد ان التزمة الصمت لمده قصيره : " انها جريمه مرعبه وخارقه للعاده ولن نعرف اي شيء عن اسباب هذه الجريمه ! "


فاستدار القاضي برموتيه في اتجاه السيدة وقال : " نعم سيدتي ... ربما لن نعرف اي شيء عن دوافع الجريمه ... فنحن نواجه جريمه ارتكبت في مهاره وبراعه واحيطت بستار من الغموض لا يمكن فصل الضروف التي احاطت بها . ولكن واجهت مره في حياتي , جريمه اكتشفتها ظروف غير غامضه وغير عاديه , وقد تخليت عنها اضطرارياً لانه لم يتوفر لي الاسباب لجلاء الامور والابهام اللذين احاطا بها .


وطالبت السيدات بصوت واحد وفي وقت واحد القاضي برموتيه ان يروي لهن تفاصيل هذه الجريمه . فابتسم القاضي ابتسامه صفراء وقال : " كان قاضياً في اجاكيو , وهي بلده بيضاء صغيره تقع على حدود خليج جميل تحيط بها جبال شامخه , وقد استدعى اهتمامي ولفت نظري اعمال الثأر التي اشتهر بها الكورسيكيون سكان البلده . وكانت اعمال الثأر تتميز بعضها بالخارقه والمأساويه والوحشيه والبطوليه .


وبقيت هناك عامين لم اسمع خلالها الا حديث سفك الدماء ورأيت رجال واطفال قد قطعت رقابهم مما ملأ رأسي بهذه الحوادث والجرائم !


وسمعت ذات يوم ان انكليزياً استأجر فيلا صغيره لبضع سنوات في أقصى البلده واحضر من مارسيليا خادماً فرنسياً . وسرعان ما اهتم سكان البلده بهذا الرجل الوحيد الذي يعيش بمفرده في البيت لا يغادره الا لصيد الحيوانات والاسماك .


ولم يكن يتحدث الى احد ولا يأتي الى البلده , وكان كل صباح يتدرب على اطلاق النار بمسدسه وبندقيته لساعه او ساعتين . وكثرت الشائعات حوله , منها ماذكر بأه شخصيه هامه فرت من بلادها لاسباب سياسيه , ومنها ما ذكر بأنه اركب جريمه نكراء وجاء الى البلده ليختبئ فيها , وبصفتي قاضي رغبت في جمع المعلومات ع حقيقة هذا الرجل ولكن بدون جدوى وكان ما علمته ان اسم الرجل هو جون رويل . فبدأت اراقبه عن كثب ولكن مراقبتي له لم تسفر عن اي شكوك تدور حوله . وتقصيت أحوال الرجل ولكن لم اهتد الى حقيقه امره .


صممت على مقابلة هذا الغريب بنفسي وحملة بندقيتي ذات يوم وتوجهت على منطقه مجاوره لأرضه فاصطدت طائر من الحجر ووقع بالقرب من الرجل الانكليزي . وجاءني به كلبي فالتقطه وتوجهت به الى جون وقدمته اليه معتذراً عن تطفلي ! وكان رجلاً طويل القامه ذا شعر احمر ولحيه حمراء قوي البنيه . وتوثقت عرى الصداقه بيننا والتقينا مراراً عديده كنا خلالها نتجاذب اطراف الحديث حول مختلف المواضيع .

وذات مساء كنت ماراً بالقرب من بيته رايته جالسن على كرسي في حديقته يدخن الغليون فألقيت على التحيه , ودعاني لتناول قدح من البيرا فقبلت دعونه شاكراً , واستقبلني بترحاب حرا وتحدثنا فأعرب عن حبه الكبير لفرنسا وكورسيكا وقد لاحظة ان لعته هي مزيج من الانكليزيه والفرنسيه والكورسيكيه .

ثم تحدثت معه عن حياته والمشاريع التي يعتزم القيام بها فقال لي انه قام برحلات عديده في افريقيا وجزر الانديز واميركا , وحدثني عن المغامرات التي قام بها وافاض في الحديث عن مهارته في صيد فرس البحر والنمر والفيل وحتى صيد الغوريلا . فقلت ان صائد هذه الحيونات يعرض حياته للأخطار . فضحك جون ارويل وقال : " ان الانسان هو اسوأ حيوان " . واردف قائلاً : " لقد اصطدت الانسان ايضاً !" .

وتحدثت عن الاسلحه وطلب مني الذهاب الى قاعة الاستقبال في منزله لألقي نظره على أسلحته العديده والمصنوعه من مختلف الانواع .

وكانت القاعه مؤثثه بالحرير الاسود المطرز بالزهور الذهبيه الون فكانت تبدو ناراً مشتعله وقال انها من صنع اليابان , وفجأه لفت نظري يد لرجل تتوسط قطة قماش مخملي ارجواني لزينه , وكان لون اليد العاريه اسود دات مفاصل ذهبيه وعضلات عاره ملطخه ببقع دماء كأنها قطعه ببلطة وحل رصقها سلاسل حديديه مثبته الى الجدار بحلقه حديديه ضخمه !

فسألته عن امر هذه اليد , فأجابني الرجل الانكليزي بهدوء : " انها تخص الد اعدائي وهو اميركي قطعت يده بسيف ووضعتها تحت الشمس لتجفيفها لثمانيه ايام واعتبرت هذا رمز لأنتصاري . وقد وضعت حلقه باليد حتى لا تفلت مني وتهرب . فقلت يبدو ان الرجل كان قوي فقال الرجل الانكيزي : " ولكنني انا اقوى منه بكثير ! " واضاف قائلاً : " ان هذه اليد ترغب دائماً في الهرب ولهذا ربطتها بالحلقه محكمه ! " .

فسألأت نفسي : " اذا كان جون رويل مجنون او انه يروي نكته ولكني وجدته جاداً كل الجد " . لا حظت انه يضع ثلاث مسدسات محشوه بالرصاص على المائده كانه هذا الرجل يشعر برعب دائماً , وينتظر ان يتعرض لخطر الاعدء على حياته .

بعد ذالك زرته مراراً عديده ثم انقطعت زيارتي له . ومرة سنه ؛ وذات صباح من اواخر شهر نوفمبر ( تشرين الثاني ) ايقضني الخادم وهو في حالة ذعر ليعلن ان جون رويل وجد مقتول في فراشه في غرفه نومه خلال المساء !

وبعد نصف ساعه دخلت منزل الرجل الانكيزي ومعي رئيس رجال الشرطه وتوجهنا راساً الى غرفة النوم وكان الخادم لدى الباب في حاله انهيار يبكي وينتحب فحامة شبهاتي حول الخادم أولاً الا انني وجدت بعد ذالك بأنه برى .

ووجدت جثه جون رويل ممدده على الارض وصدريته ممزقه . وقد انتزعة منه الاكمام مما يدل ان عراكاً رهيباً حدث بينه وبين قاتله .

وتبين ان الرجل الانكليزي قد خنق وكان وجه اسود وعلامات الذعر تبدو عليه وبه خمسه ثقوب احدثتها قطعه حديد حاه ملطخه بالدماء , والنظم الينا الطبيب , وفحص الجثه بدقه وبصمات الاصابع على الحم . وقال هذه الكلمات الغريبه : " ما يدور بخلدي انها هيكلاً عضمياً ضل يلطمه ويضغط على عنقه حتى خنقه !.

فشعرت بقشعريره تمر في انحاء جسدي وسرعان ما تحولت عيناي الى جدار الغرفه حيث كانت اليد العاريه مشدوده بالحلقه فلم اجدها وكانت الحلقه المشدوده باليد قد تحطمت !.

انحنيت على الجثه لأتفرص بها بدقه ووجدت احد الاصابع المفقوده من اليد الهاربه بين اسنان فمه ! وكان الغموض يكتنف هذه الجريمه التي لم تنجلي اسبابها . وحاولت تجميع الدلائل والبيانات بعد ان بذلت الجهود المضنيه لاكتشاف الحقيقه ولك بدون جدى . لم تحطم الابواب بالقوه ولم تفتح نوافذ الغرفه ولم تحرك اي قطعة اثاث ولم تتحرك كلاب الحراسه من مكانها !.

وطلبت من الخادم ان يدني معلوماته فقال ان سيده كان يشعر بالقلق لمده شهر وكان يتسلم عدداً كبيراً من الرسائل ما يلبث ان يحرقها بعد قرائتها ! .

وكان عندما يغضب يلتقط سوط جواده وينهال به على اليد العاريه المعلقه على الجدار !.

وينام في ساعه متأخره من الليل حامل سلاحه اثناء نومه وكان صوته يعلو ويرتفع خلال الليل كانه يتشاجر مع شخص ما .

وذات ليله لم يسمع ايه حركه او صوت يصدر عنه , وعندما فتح الخادم نوافذ غرفه النوم في الصباح وجد سيده مقولاً فأبلغ رجال الشرطه .

واطلع الخادم القاضي بالمعلومات التي يمتلكها عن قضيه الجريمه وبدأت الابحاث و التحقيقات لكشف الجريمه ولكنها لا تؤاد الى نتيجه ومعرفه الجاني .

وبعد مرور ثلاثه اشهر على حدوث الجريمه رأيت في احلامي كابوساً مزعجاً فقد رايت اليد , هذه اليد الرهيبه تركض كأنها عقرب حول ستائري وجدراني .

واستيقضت ثلاث مرات ثم عدت الى واليد تركض في غرفتي وهي تحرك اصابعها كبراثن حيوان .

وفي اليوم الثاني احضرو لي اليد التي وجدوها في المقبره بالقرب من قبر جون رويل ومبتور منها الاصبع !

هذه هي القصه ايتها السيدات ولا اعرف شيء اكثر !

وصاحت احدى السيدات قائله : " انها ليست نهايه القصه ... ولكنى ما تفسير ذالك ؟ اننا لا نستطيع ان ننام الليل مع الاحلام المزعجه ! "
فبتسم القاضي وقال : " بطبع سأفسر ما يدور في خلدي بشأن هذه الجريمه . ان صاحب هذه اليد المبتوره لم يمت وهو لا يزال على قيد الحياه وضل يطارد قاطعها حتى عثر عليه في منزله فأتى اليه ليستعيدها وينتقم منه فقتحم غرفة نومه خلال نومه وانهال بها عليه حتى قتله !

وهمهمت احدى السيدا قائله , وهيه ترتعد بما سمعته , : " انني لا اصدق ذالك ... ! "

فأضاف القاضي ان هذه الجريمه هي جريمه خارقه للعاده وشذت عن كل المألوف , ولهذا قلت في بدات قصتي انه من الصعب تصديق تفسيرها !

(( النهايه ))

للكاتب الفرنسي غي دي موباسان

مختاراة من

روائع

القصص العالميه

إعداد منير وجوزيف عبود



كيفي عيناوية

العيون السود
24-07-2006, 09:52 PM
تسلميــــن يالغالية على القصــــة
تعيبني هالنوعيه من القصص

واتمنى اشوف قصص ثانيه من هالنوع
والله يعطيج ألف عافية

كيـ عيناوية ـفي
24-07-2006, 11:05 PM
العيون السود

تسلمين يالغلااا

افا عليج غناااتي ما طلبتي ان شاء الله بنزل منهن

الله يعافيج يالغلااا

مشكوره على مرورج الحلوووو

كيفي عيناوية