شماسي
01-07-2006, 11:53 AM
الســـلام عليــكم والرحمه لله وبركاتــه
مراتب الاسلام في القران
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم
و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و اكرامه
------------------------------
للإسلام مراتب متفاوتة , نذكرها باختصار :
المرتبة الأولى :
التلفظ بالشهادتين, والقبول لظواهر الأوامر والنواهي باللسان، سواء وافقه القلب ، أو خالفه،
قال تعالى( قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَإِن تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
ويتعقب الإسلام بهذا المعنى أول مراتب الإيمان,
وهو الإذعان القلبي بمضمون الشهادتين إجمالاً , ويلزمه العمل في غالب الفروع .
المرتبة الثانية :
ما يلي الإيمان بالمرتبة الأولى ، وهو التسليم والانقياد القلبي لجلّ الاعتقادات الحقة التفصيلية
وما يتبعها من الأعمال الصالحة وإن أمكن التخطي في بعض الموارد ،
قال الله تعالى في وصف المتقين ( الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ) [2]،
وقال أيضاً ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) [3]
، فمن الإسلام ما يتأخر عن الإيمان محققاً فهو غير المرتبة الأولى من الإسلام .
ويتعقب هذا الإسلام المرتبة الثانية من الإيمان وهو الاعتقاد التفصيلي بالحقائق الدينية
،
قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) [4] ،
وقال أيضاً ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )
[5] ،
وفيه إرشاد المؤمنين إلى الإيمان ، فالإيمان المرشد إليه غير الإيمان الفعلي الذي هم عليه.
المرتبة الثالثة :
ما يلي الإيمان بالمرتبة الثانية فإن النفس إذا أنست بالإيمان المذكور وتخلقت بأخلاقه
تمكنت منها وانقادت لها سائر القوى المائلة إلى الدنيا وزخارفها الفانية الداثرة ،
وصار الإنسان يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه ،
ولم يجد في باطنه وسره ما لا ينقاد إلى أمره ونهيه أو يسخط من قضائه وقدره ،
قال الله سبحانه ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) [6]،
ويتعقب هذه المرتبة من الإسلام المرتبة الثالثة من الإيمان ،
قال الله تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ! الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ! وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) [7]،
ومنه قوله تعالى ( إِذ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) [8]
إلى غير ذلك ، وربما عدت المرتبتان الثانية والثالثة مرتبة واحدة .
والأخلاق الفاضلة من الرضا والتسليم ، والصبر في الله ، وتمام الزهد والورع ،
والحب والبغض في الله من لوازم هذه مرتبة .
المرتبة الرابعة :
تلي المرتبة الثالثة من الإيمان فإنّ حال الإنسان وهو في المرتبة السابقة مع ربّه حال العبد المملوك مع مولاه ،
إذ كان قائماً بوظيفة عبوديته حق القيام ، وهو التسليم الصرف لما يريده المولى أو يحبه ويرتضيه ،
والأمر في ملك رب العالمين لخلقة أعظم وأعظم من حق المولى البشر على عبده ,
فذاك حقيقة الملك الذي لا استقلال دونه لشيء من الأشياء لا ذاتاً ولا صفة ولا فعلاً .
فالإنسان - وهو في المرتبة السابقة من التسليم - ربما أخذته العناية الربانية فأشهدت له أن الملك لله وحده ,
لا يملك شيء سواه لنفسه شيئاً إلا به , لا ربّ سواه ، وهذا معنى وهبي ،
وإفاضة إلهية لا تأثير لإرادة الإنسان فيه ، ولعل دعاء إبراهيم وإسماعيل
( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا )
إشارة إلى هذه المرتبة من الإسلام .
ويتعقب الإسلام بهذا المعنى المرتبة الرابعة من الإيمان وهو استيعاب هذا الحال لجميع الأحوال والأفعال ،
قال تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) [9]،
فإن هؤلاء المؤمنين المذكورين في الآية يجب أن يكونوا على يقين أن لا استقلال لشيء دون الله ،
ولا تأثير لسبب إلا بإذن الله حتى لا يحزنوا من مكروه واقع ، ولا يخافوا محذوراً محتملا
تحياتي لكم
مراتب الاسلام في القران
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم
و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و اكرامه
------------------------------
للإسلام مراتب متفاوتة , نذكرها باختصار :
المرتبة الأولى :
التلفظ بالشهادتين, والقبول لظواهر الأوامر والنواهي باللسان، سواء وافقه القلب ، أو خالفه،
قال تعالى( قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَإِن تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
ويتعقب الإسلام بهذا المعنى أول مراتب الإيمان,
وهو الإذعان القلبي بمضمون الشهادتين إجمالاً , ويلزمه العمل في غالب الفروع .
المرتبة الثانية :
ما يلي الإيمان بالمرتبة الأولى ، وهو التسليم والانقياد القلبي لجلّ الاعتقادات الحقة التفصيلية
وما يتبعها من الأعمال الصالحة وإن أمكن التخطي في بعض الموارد ،
قال الله تعالى في وصف المتقين ( الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ) [2]،
وقال أيضاً ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) [3]
، فمن الإسلام ما يتأخر عن الإيمان محققاً فهو غير المرتبة الأولى من الإسلام .
ويتعقب هذا الإسلام المرتبة الثانية من الإيمان وهو الاعتقاد التفصيلي بالحقائق الدينية
،
قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) [4] ،
وقال أيضاً ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )
[5] ،
وفيه إرشاد المؤمنين إلى الإيمان ، فالإيمان المرشد إليه غير الإيمان الفعلي الذي هم عليه.
المرتبة الثالثة :
ما يلي الإيمان بالمرتبة الثانية فإن النفس إذا أنست بالإيمان المذكور وتخلقت بأخلاقه
تمكنت منها وانقادت لها سائر القوى المائلة إلى الدنيا وزخارفها الفانية الداثرة ،
وصار الإنسان يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه ،
ولم يجد في باطنه وسره ما لا ينقاد إلى أمره ونهيه أو يسخط من قضائه وقدره ،
قال الله سبحانه ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) [6]،
ويتعقب هذه المرتبة من الإسلام المرتبة الثالثة من الإيمان ،
قال الله تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ! الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ! وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) [7]،
ومنه قوله تعالى ( إِذ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) [8]
إلى غير ذلك ، وربما عدت المرتبتان الثانية والثالثة مرتبة واحدة .
والأخلاق الفاضلة من الرضا والتسليم ، والصبر في الله ، وتمام الزهد والورع ،
والحب والبغض في الله من لوازم هذه مرتبة .
المرتبة الرابعة :
تلي المرتبة الثالثة من الإيمان فإنّ حال الإنسان وهو في المرتبة السابقة مع ربّه حال العبد المملوك مع مولاه ،
إذ كان قائماً بوظيفة عبوديته حق القيام ، وهو التسليم الصرف لما يريده المولى أو يحبه ويرتضيه ،
والأمر في ملك رب العالمين لخلقة أعظم وأعظم من حق المولى البشر على عبده ,
فذاك حقيقة الملك الذي لا استقلال دونه لشيء من الأشياء لا ذاتاً ولا صفة ولا فعلاً .
فالإنسان - وهو في المرتبة السابقة من التسليم - ربما أخذته العناية الربانية فأشهدت له أن الملك لله وحده ,
لا يملك شيء سواه لنفسه شيئاً إلا به , لا ربّ سواه ، وهذا معنى وهبي ،
وإفاضة إلهية لا تأثير لإرادة الإنسان فيه ، ولعل دعاء إبراهيم وإسماعيل
( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا )
إشارة إلى هذه المرتبة من الإسلام .
ويتعقب الإسلام بهذا المعنى المرتبة الرابعة من الإيمان وهو استيعاب هذا الحال لجميع الأحوال والأفعال ،
قال تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) [9]،
فإن هؤلاء المؤمنين المذكورين في الآية يجب أن يكونوا على يقين أن لا استقلال لشيء دون الله ،
ولا تأثير لسبب إلا بإذن الله حتى لا يحزنوا من مكروه واقع ، ولا يخافوا محذوراً محتملا
تحياتي لكم