بن بلوش
01-06-2006, 01:19 AM
[align=center][size=3]http://img191.imageshack.us/img191/4229/18ym1.jpg
http://www.alriyadh.com/2005/03/19/img/203105.jpg
الامير السعودي سيف الاسلام
مساعد الثبيتي من دبي: مريم البلوشية فتاة قادها حظهاوساقتها أقدارها للوقوع بين يديّ تجار بشر. خطفوها من أرضها، ونزعوها من وسط اهلها. لم يرحموا طفولتها ولم تلن قلوبهم لتوسلاتها. من أرض بلوشستان قادوها وفي أرض السعودية باعوها. مرت السنوات وكُف البصر، ونسيت كل شي إلاّ حلم العودة لمراتع الصبا وديار الأهل والاحباب. قصة طويلة اختلطت فيها المأساة بالآلام والأشواق، فجعلت من ابنها يسترجع معها تفاصيل حياتها في رواية سماها "قلب من بنقلان" يروي فيها تفاصيل خطف والدته وزواجها من والده، ومن بعد شهادتها على احداث عاصرتها. قصة قد تكون عادية لولا ان كاتبها أمير ابن ملك وحفيد ملك. رواية قد لا تُحدِث كل هذه الضجة لولا ان البطلة هي والدة مؤلف الرواية الأمير سيف الاسلام بن سعود وجزء من محورها العبودية. في "ايلاف" نستضيف الأمير الدكتور سيف الاسلام بن سعود الذي يتحدث عن روايته واسباب سحبها من الاسواق الى جانب حديثه عن موقف افراد الاسرة الحاكمة من العمل الذي يصنفه بعض النقاد انه من اقوى الاعمال جرأة. في اول حوار اعلامي له .اختار "ايلاف" لتكون نافذته الاولى للاعلام العربي.
- وهنا نص الحوار
-دعنا نبدأ من عملك الروائي الأول "قلب من بنقلان" الذي أثار ضجة كبيرة ، لماذا كتبت هذا العمل؟
الانسان عندما يكتب أمرا ما، لا يسأل لماذا كتبه , والكاتب عندما يتطرق لقضية معينة ليسأل عن أسباب تطرقه لهذه القضية. كتبت هذه الرواية في لحظات اقرب ما تكون للحظات البوح او للحظات الانفعال العاطفي . مرّ في ذهني افكار وددت ترجمتها لرواية يشاركني القراء فيها . الرواية جاءت بعد شعور تلبسني تجاه قضية معينة رأيت انه لا بد من كتابتها.
-هناك من رأى انك قصدت من خلف الرواية تبيان دور الملك سعود ؟
صدقني وانا اكتب سطور هذه الرواية لم يخطر على بالي ما تسأل عنه . ما ورد عن دور الملك سعود "رحمه الله" جاء نتيجة تقاطع الاحداث التي مرت بها بطلة الرواية مع فترة حكم الملك سعود , وبالتالي لا يمكن فصل الاحداث عن بعضها بعضا. هناك قضايا تاريخية اخرى , لو وددت الحديث عنها لا يمكن فصل اجزاء منها عن بعضها بعضا , فلا يمكن على سبيل المثال ان تتحدث عن علي ابن ابي طالب ولا تمر على ذكر معاوية رضي الله عنه , فالاحداث او السير للاثنين متداخلة لا يمكن فصلها عن بعض.
بالاضافة الى ذلك فانا لا ارى ما يمنع ابدا تبيان دور الملك سعود , فهذا ملك له من الانجازات والمواقف ما يشهد لها التاريخ وتعد مرتعا خصبا ومباحا لخوض الباحثين فيه , لذلك لا ادري لماذا يعد هذا الموضوع "تابو" يستغرب من طرحه او الخوض فيه.
-وماذا تسمي تركيزك في الفصل السابع الذي يعتبر اطول فصول الرواية على شخصية الملك سعود وابراز مآثره؟
لسبب بسيط أن البطلة عاشت جزءا كبير من حياتها ومرت بكثير من الاحداث في الفترة التي كانت فيها مع الملك سعود . قبل ذلك كانت البطلة تعيش طفولة لم يكن فيها الكثير من الابهار ؛ حتى خطفت من بلوشستان , ونزعت من ارضها , لتذهب بعدها للمملكة , وتعيش مع الملك سعود , وهناك عاشت الكثير من عمرها , وكانت شاهدة على الكثير من الاحداث .على هذا الاساس من الطبيعي ان يستحوذ الحديث عن الملك سعود"رحمه الله" على المساحة الاكبر.
-في نقطة اخرى , قبل ان ترى هذه الرواية النور .. ألم تحاول استشارة قريب او صديق نظرا لحساسيتها؟
اطلاقا , كما تعرف أن الاستشارة لمثل هذه الاعمال قد تفقدها أهميتها او طابعها, لأن " المشير" ربما يطلب منك حذف فصل او الاستغناء عن بعض السطور , وعلى هذا اتخذت القرار وسرت في تنفيذه دون العودة لاحد.
-وكم استغرق العمل حتى خرج بهذا الشكل؟
ثلاث سنوات.
-العمل ظهر فجأة واختفى فجأة . هل سحبته أم طلب منك سحبه من المكتبات؟
انا الذي قمت بسحبه من الاسواق ولم يفرض علي احد سحبه.
-لماذا؟
المجتمع السعودي حتى ومع التطورات والتغيرات الملحوظة التي يعيشها في سنواته الاخيرة, الا أنه يظل في بعض الاحيان لا يتقبل شفافية القول او الطرح , لهذا رأيت أنه من المناسب "ارقاد" هذه الرواية .
-هل هناك مخطط لاعادتها للمكتبات خاصة وان هناك اشاعات تقول إن الامير سيف الاسلام بصدد اعادة روايتة للاسواق؟
في الوقت الحاضر لا اعتقد.. لكن لدي مشاريع روائية اخرى , ونزل للاسواق مؤخرا روايتي الجديدة "طنين" وهي بشهادة النقاد من افضل ما كتب عن الدولة السعودية الاولى والثانية .
-هل تعرضت لضغوط لسحب الرواية؟
غلاف رواية قلب من بنقلان
اطلاقا , انا شعرت انه من غير المناسب توزيع الرواية في اجواء مليئة ـ للاسف ـ بالتوجس .. الكاتب يفرح عندما يرى أثر عمله الادبي في عيون الاخرين , اما عندما يرى التوجس والاسئلة الكثيرة تتطاير من هنا وهناك , يرى انه من الافضل التريث , انا الان في حالة تريث.
-ألم تشعر بان هناك ربما من يتوجس من العمل قبل ان تطرحه؟
قبل هذا العمل لم يكن هناك نوعية مشابهه لما طرحت لأقيس عليه. كل ما أعتقد قوله انه لم يكن هناك في تاريخ العمل الادبي في السعودية نوع من الطرح الجريء ؛ كما طرحت في هذه الرواية.
-بعد خروج الرواية لم يعاتبك احد من داخل الاسرة؟
هناك عتب , وهناك كثير من التشجيع, لكن الاصداء الجيدة للرواية اسعدتني كثيرا . هنا , اوضح لك امرا , أن القراء اثنان , قارئ يحكم على العمل قبل قراءته عن طرd
وصدقني انا لا اسعى لكسب عطف القارئ بقدر ما اسعى لتوضيح حقيقة وامتاع المتلقي.
-الفصل السابع يعتبر اقل من نصف الرواية قليلا ، تحدثت فيه عن الملك سعود كثيرا . هل كنت تقصد هذا التركيز للحديث عن جوانب مضيئة في حياة الملك سعود اغفل ذكرها في السعودية؟
الحديث عن الملك سعود كما قلت جاء نتيجة تقاطع الاحداث للبطلة التي عاشت جزءا كبيرا من احداث حياتها مع الملك سعود . كما لا ننكر أن للمك سعود تاريخا يجب ان يحكى لانه تعرض لظلم تاريخي , ويجب على الباحثين المخلصين ان يتعرضوا لتاريخ هذا الرجل.
-لكن عند الرغبة في الحديث لا يجد الكتاب متسعا ، كما حدث مع الكاتب داوود الشريان عندما كتب في زاويته "اضعف الايمان" ومنعت الحياة من دخول السعودية واوقف عن الكتابة؟
اذكر هذه القصة مع الاستاذ داوود ولا أعلم لماذا. هناك قصة حدثت في اوربيت في برنامج عماد الدين اديب عندما استضاف الشيخ احمد زكي يماني وقال عن الملك سعود كلاما لا يجوز , وعندما ابتغيت الرد عليه وافق الشيخ احمد اضافة الى ادارة اوربيت ولكن فوجئنا بايقاف المقابلة . انا ارى ان هناك توجها غير مستغرب في الدولة الكريمة - لاظهار تاريخ الملك سعود وانصافه ولكن هناك شيئا لا اعرف ماذا اسميه في عدم انصاف ما كان في عهده.
-الا يتحمل ابناء الملك سعود جزءا في عدم ابراز مآثر والدهم؟
نحن نتحمل مسؤوليات كبيرة ويكفي ان هذا الرجل لم يعمل له مؤسسة خيرية حتى الان.
-دعنا نعود للرواية ، هناك استطراد كبير في الرواية على سبيل المثال كتبت عن عُمان اكثر من اربعين صفحة؟
انا من الناس المسكونين بالاماكن والازمنة. اقول لك من الصعب ان تتحدث عن تاريخ ابن عباد في الاندلس دون ان تذكر الممالك العربية حوله ودون ان تتحدث عن تاريخ قرطبة وغرناطة واشبيلية, ودون ان تذكر تاريخ بني الاحمر والاخرين هنا وهناك. الاستطراد عن ذكر عمان ليس لمجرد الاستطراد فقد كانت بطلة الرواية تريد ان تعرف عن تاريخ عمان ولماذا كانت هذه البلد تحديدا فيما مضى منطلقا لتجارة العبيد.
-ايضا هناك مأخذ عليك في الرواية انك اسقطت علمك على روايات والدتك ، فالافكار الكبيرة التي وردت على لسانها لم يكن من الممكن ان تأتي على لسان فتاة حظها من التعليم قليل؟
انا اعترف ان هناك تدخلات كثيرة مني في الرواية. هناك بعض الاحداث غير المترابطة اعدت صياغتها الى جانب صياغة بعض الالفاظ لسبب ان كل ما يقال بالعامية لا يمكن اسقاطه في الرواية.
-ايضا من المآخذ ان لغة الرواية لغة اكاديمية طغت فيها لغة الدكتور على لغة الاديب؟
لا اظن والدليل ان هناك صغارا دمعت عيونهم عند اخر فصول الرواية . ولا اظن وربما توافقني ان هناك اكاديميا يجعل اعين الناس تدمع.
-بدأت الرواية بالبكاء والمشهد الموثر عقب الزلزال الذي ضرب ديار صبا والدتك , لماذا بدأت بالبكاء؟
انا نقلت ما حدث فقد كانت تسعى لان لا تتذكر بلوشستان كثيرا لكن عندما حدث الزلزال الذي وقع صيف 2001 كان بمثابة الحدث الذي تجددت معه كل الذكريات.
-اذا فكرة الرواية تشكلت بعد هذا الزلزال ومع بكاء والدتك التي تذكرت الاهل والارض؟
نعم و هذا ماحدث.
-ما هو الدافع الذي دفع الامير سيف الاسلام للاتجاه للادب وكتابة الرواية؟
منذ الصغر لدي ميل للكتابة وكتبت مشاريع عدة لكنها لم تر النور. عندما كبرت فكرت بالكتابة واكتب الان في صحيفة عكاظ . ايضا قبل روايتي صدر لي كتاب اسمه " تنهيدة العرب الاخيرة " عبارة عن مقالات من ضمنها الحديث عن تاريخ الدولة الاسلامية في الاندلس وانهيارها.
-يلاحظ عليكم انتم الروائيين السعوديين انكم تبدأون نتاجكم الروائي بسيركم كما حدث معك في نقل سيرة والدتك او كما حدث مع القصيبي في شقة الحرية التي تحدث فيها عن جزء من حياته في مصر كما يقال او كما كان مع الدكتور تركي الحمد الذي تحدث كما يقال ايضا عن انتماءاته الفكرية في بداية شبابه؟
ما كتبته لم يكن سيرة ذاتية بل جزء من الذات لان فيها احداثا كثيرة متداخلة , وما طرح فيها يختلف عن طرح الاساتذة الافاضل القصيبي والحمد . انا اعتقد ان "قلب من بنقلان" اقرب للبوح وملامسة هموم النفس البشرية اكثر من السيرة.
-هناك من رأى ان هذه الرواية صرخة من سيف الاسلام للقول بان الأمراء أناس يتألمون ويحزنون ويفرحون وان ليس كل شيء متاح لهم؟
لامست بسؤالك الجرح , فالامراء ليس هم الناس الذين يولدون وفي افواههم ملاعق من ذهب, ليسوا هم الناس الذين يولدون وهم غير محرومين وكل شيء موفر لهم . بل هم اناس مثلهم مثل خلق الله عندهم امال, وطموحات ,وخيبات, يفرحون ويتألمون .
-دار الفارابي التي طبعت روايتك دار عرف عنها أنها طبعت كتب الشيوعيين واليساريين , هل للامير سيف الاسلام علاقة بهذه التوجهات ومن هذا توجه لطباعة روايته في هذا الدار ؟
عندما طبعت الرواية في هذه الدار لم يخطر في بالي هذا الذي تقوله كنت ابحث عن دار تطبع الكتاب وتوصلت مع دار الفارابي الى اتفاق وعلى ضوئه بدأت الطبعة. للاسف نحن مسكونون بالاسئلة فعندما يذهب كاتب للفارابي قالوا عنه شيوعي وعندما يذهب لدار الساقي قالوا ضد المملكة وعندما يذهب لدار رياض الريس قالوا له موقف من البلد. " والله اذا ودنا بطباعة كتاب ودخلنا في مثل هذه الاسئلة فلن ننتهي".
-روايتك رغم ما فيها من بوح ورغم قوة طرحها الا ان الاعلام السعودي تجاهلها تماما.. لماذا؟
هنا مربط الفرس , انا لا اعتب على من عاتبني من جهات لها علاقة بالاحداث , او لها ارتباط معين بتاريخ معين ورد في الرواية. انا اعتب على من يدعون للشفافية والانفتاح وحين نمارس ما يدعون له يتجاهلون ما نكتب . انا اعتب على نقادنا الذين لم يمروا على ذكر الرواية سوى بالسلب او الايجاب. للاسف ان هذه الرواية نقدت في معظم البلاد العربية وتقاعس نقادنا حتى عن الاشارة الى اسمها.
-لو نبتعد عن الرواية قليلا انت استاذ اجتماع ، بودي ان اسألك عن المجتمع السعودي.. لماذا بقي مجتمعا كل شخص فيه يحمل ثقافته القبلية او المناطقية ، لم يتمدن المجتمع على الرغم من حمل افراده للشهادات العليا , كل احتفظ بثقافته الاصلية . ألم يكن هناك خليط بين الثقافات تنتج مجتمعا جديدا؟
السبب هو تلك النوعيات من الثقافة الاولية وطرق التعليم ومخرجاته التقليدية.
http://www.alriyadh.com/2005/03/19/img/203105.jpg
الامير السعودي سيف الاسلام
مساعد الثبيتي من دبي: مريم البلوشية فتاة قادها حظهاوساقتها أقدارها للوقوع بين يديّ تجار بشر. خطفوها من أرضها، ونزعوها من وسط اهلها. لم يرحموا طفولتها ولم تلن قلوبهم لتوسلاتها. من أرض بلوشستان قادوها وفي أرض السعودية باعوها. مرت السنوات وكُف البصر، ونسيت كل شي إلاّ حلم العودة لمراتع الصبا وديار الأهل والاحباب. قصة طويلة اختلطت فيها المأساة بالآلام والأشواق، فجعلت من ابنها يسترجع معها تفاصيل حياتها في رواية سماها "قلب من بنقلان" يروي فيها تفاصيل خطف والدته وزواجها من والده، ومن بعد شهادتها على احداث عاصرتها. قصة قد تكون عادية لولا ان كاتبها أمير ابن ملك وحفيد ملك. رواية قد لا تُحدِث كل هذه الضجة لولا ان البطلة هي والدة مؤلف الرواية الأمير سيف الاسلام بن سعود وجزء من محورها العبودية. في "ايلاف" نستضيف الأمير الدكتور سيف الاسلام بن سعود الذي يتحدث عن روايته واسباب سحبها من الاسواق الى جانب حديثه عن موقف افراد الاسرة الحاكمة من العمل الذي يصنفه بعض النقاد انه من اقوى الاعمال جرأة. في اول حوار اعلامي له .اختار "ايلاف" لتكون نافذته الاولى للاعلام العربي.
- وهنا نص الحوار
-دعنا نبدأ من عملك الروائي الأول "قلب من بنقلان" الذي أثار ضجة كبيرة ، لماذا كتبت هذا العمل؟
الانسان عندما يكتب أمرا ما، لا يسأل لماذا كتبه , والكاتب عندما يتطرق لقضية معينة ليسأل عن أسباب تطرقه لهذه القضية. كتبت هذه الرواية في لحظات اقرب ما تكون للحظات البوح او للحظات الانفعال العاطفي . مرّ في ذهني افكار وددت ترجمتها لرواية يشاركني القراء فيها . الرواية جاءت بعد شعور تلبسني تجاه قضية معينة رأيت انه لا بد من كتابتها.
-هناك من رأى انك قصدت من خلف الرواية تبيان دور الملك سعود ؟
صدقني وانا اكتب سطور هذه الرواية لم يخطر على بالي ما تسأل عنه . ما ورد عن دور الملك سعود "رحمه الله" جاء نتيجة تقاطع الاحداث التي مرت بها بطلة الرواية مع فترة حكم الملك سعود , وبالتالي لا يمكن فصل الاحداث عن بعضها بعضا. هناك قضايا تاريخية اخرى , لو وددت الحديث عنها لا يمكن فصل اجزاء منها عن بعضها بعضا , فلا يمكن على سبيل المثال ان تتحدث عن علي ابن ابي طالب ولا تمر على ذكر معاوية رضي الله عنه , فالاحداث او السير للاثنين متداخلة لا يمكن فصلها عن بعض.
بالاضافة الى ذلك فانا لا ارى ما يمنع ابدا تبيان دور الملك سعود , فهذا ملك له من الانجازات والمواقف ما يشهد لها التاريخ وتعد مرتعا خصبا ومباحا لخوض الباحثين فيه , لذلك لا ادري لماذا يعد هذا الموضوع "تابو" يستغرب من طرحه او الخوض فيه.
-وماذا تسمي تركيزك في الفصل السابع الذي يعتبر اطول فصول الرواية على شخصية الملك سعود وابراز مآثره؟
لسبب بسيط أن البطلة عاشت جزءا كبير من حياتها ومرت بكثير من الاحداث في الفترة التي كانت فيها مع الملك سعود . قبل ذلك كانت البطلة تعيش طفولة لم يكن فيها الكثير من الابهار ؛ حتى خطفت من بلوشستان , ونزعت من ارضها , لتذهب بعدها للمملكة , وتعيش مع الملك سعود , وهناك عاشت الكثير من عمرها , وكانت شاهدة على الكثير من الاحداث .على هذا الاساس من الطبيعي ان يستحوذ الحديث عن الملك سعود"رحمه الله" على المساحة الاكبر.
-في نقطة اخرى , قبل ان ترى هذه الرواية النور .. ألم تحاول استشارة قريب او صديق نظرا لحساسيتها؟
اطلاقا , كما تعرف أن الاستشارة لمثل هذه الاعمال قد تفقدها أهميتها او طابعها, لأن " المشير" ربما يطلب منك حذف فصل او الاستغناء عن بعض السطور , وعلى هذا اتخذت القرار وسرت في تنفيذه دون العودة لاحد.
-وكم استغرق العمل حتى خرج بهذا الشكل؟
ثلاث سنوات.
-العمل ظهر فجأة واختفى فجأة . هل سحبته أم طلب منك سحبه من المكتبات؟
انا الذي قمت بسحبه من الاسواق ولم يفرض علي احد سحبه.
-لماذا؟
المجتمع السعودي حتى ومع التطورات والتغيرات الملحوظة التي يعيشها في سنواته الاخيرة, الا أنه يظل في بعض الاحيان لا يتقبل شفافية القول او الطرح , لهذا رأيت أنه من المناسب "ارقاد" هذه الرواية .
-هل هناك مخطط لاعادتها للمكتبات خاصة وان هناك اشاعات تقول إن الامير سيف الاسلام بصدد اعادة روايتة للاسواق؟
في الوقت الحاضر لا اعتقد.. لكن لدي مشاريع روائية اخرى , ونزل للاسواق مؤخرا روايتي الجديدة "طنين" وهي بشهادة النقاد من افضل ما كتب عن الدولة السعودية الاولى والثانية .
-هل تعرضت لضغوط لسحب الرواية؟
غلاف رواية قلب من بنقلان
اطلاقا , انا شعرت انه من غير المناسب توزيع الرواية في اجواء مليئة ـ للاسف ـ بالتوجس .. الكاتب يفرح عندما يرى أثر عمله الادبي في عيون الاخرين , اما عندما يرى التوجس والاسئلة الكثيرة تتطاير من هنا وهناك , يرى انه من الافضل التريث , انا الان في حالة تريث.
-ألم تشعر بان هناك ربما من يتوجس من العمل قبل ان تطرحه؟
قبل هذا العمل لم يكن هناك نوعية مشابهه لما طرحت لأقيس عليه. كل ما أعتقد قوله انه لم يكن هناك في تاريخ العمل الادبي في السعودية نوع من الطرح الجريء ؛ كما طرحت في هذه الرواية.
-بعد خروج الرواية لم يعاتبك احد من داخل الاسرة؟
هناك عتب , وهناك كثير من التشجيع, لكن الاصداء الجيدة للرواية اسعدتني كثيرا . هنا , اوضح لك امرا , أن القراء اثنان , قارئ يحكم على العمل قبل قراءته عن طرd
وصدقني انا لا اسعى لكسب عطف القارئ بقدر ما اسعى لتوضيح حقيقة وامتاع المتلقي.
-الفصل السابع يعتبر اقل من نصف الرواية قليلا ، تحدثت فيه عن الملك سعود كثيرا . هل كنت تقصد هذا التركيز للحديث عن جوانب مضيئة في حياة الملك سعود اغفل ذكرها في السعودية؟
الحديث عن الملك سعود كما قلت جاء نتيجة تقاطع الاحداث للبطلة التي عاشت جزءا كبيرا من احداث حياتها مع الملك سعود . كما لا ننكر أن للمك سعود تاريخا يجب ان يحكى لانه تعرض لظلم تاريخي , ويجب على الباحثين المخلصين ان يتعرضوا لتاريخ هذا الرجل.
-لكن عند الرغبة في الحديث لا يجد الكتاب متسعا ، كما حدث مع الكاتب داوود الشريان عندما كتب في زاويته "اضعف الايمان" ومنعت الحياة من دخول السعودية واوقف عن الكتابة؟
اذكر هذه القصة مع الاستاذ داوود ولا أعلم لماذا. هناك قصة حدثت في اوربيت في برنامج عماد الدين اديب عندما استضاف الشيخ احمد زكي يماني وقال عن الملك سعود كلاما لا يجوز , وعندما ابتغيت الرد عليه وافق الشيخ احمد اضافة الى ادارة اوربيت ولكن فوجئنا بايقاف المقابلة . انا ارى ان هناك توجها غير مستغرب في الدولة الكريمة - لاظهار تاريخ الملك سعود وانصافه ولكن هناك شيئا لا اعرف ماذا اسميه في عدم انصاف ما كان في عهده.
-الا يتحمل ابناء الملك سعود جزءا في عدم ابراز مآثر والدهم؟
نحن نتحمل مسؤوليات كبيرة ويكفي ان هذا الرجل لم يعمل له مؤسسة خيرية حتى الان.
-دعنا نعود للرواية ، هناك استطراد كبير في الرواية على سبيل المثال كتبت عن عُمان اكثر من اربعين صفحة؟
انا من الناس المسكونين بالاماكن والازمنة. اقول لك من الصعب ان تتحدث عن تاريخ ابن عباد في الاندلس دون ان تذكر الممالك العربية حوله ودون ان تتحدث عن تاريخ قرطبة وغرناطة واشبيلية, ودون ان تذكر تاريخ بني الاحمر والاخرين هنا وهناك. الاستطراد عن ذكر عمان ليس لمجرد الاستطراد فقد كانت بطلة الرواية تريد ان تعرف عن تاريخ عمان ولماذا كانت هذه البلد تحديدا فيما مضى منطلقا لتجارة العبيد.
-ايضا هناك مأخذ عليك في الرواية انك اسقطت علمك على روايات والدتك ، فالافكار الكبيرة التي وردت على لسانها لم يكن من الممكن ان تأتي على لسان فتاة حظها من التعليم قليل؟
انا اعترف ان هناك تدخلات كثيرة مني في الرواية. هناك بعض الاحداث غير المترابطة اعدت صياغتها الى جانب صياغة بعض الالفاظ لسبب ان كل ما يقال بالعامية لا يمكن اسقاطه في الرواية.
-ايضا من المآخذ ان لغة الرواية لغة اكاديمية طغت فيها لغة الدكتور على لغة الاديب؟
لا اظن والدليل ان هناك صغارا دمعت عيونهم عند اخر فصول الرواية . ولا اظن وربما توافقني ان هناك اكاديميا يجعل اعين الناس تدمع.
-بدأت الرواية بالبكاء والمشهد الموثر عقب الزلزال الذي ضرب ديار صبا والدتك , لماذا بدأت بالبكاء؟
انا نقلت ما حدث فقد كانت تسعى لان لا تتذكر بلوشستان كثيرا لكن عندما حدث الزلزال الذي وقع صيف 2001 كان بمثابة الحدث الذي تجددت معه كل الذكريات.
-اذا فكرة الرواية تشكلت بعد هذا الزلزال ومع بكاء والدتك التي تذكرت الاهل والارض؟
نعم و هذا ماحدث.
-ما هو الدافع الذي دفع الامير سيف الاسلام للاتجاه للادب وكتابة الرواية؟
منذ الصغر لدي ميل للكتابة وكتبت مشاريع عدة لكنها لم تر النور. عندما كبرت فكرت بالكتابة واكتب الان في صحيفة عكاظ . ايضا قبل روايتي صدر لي كتاب اسمه " تنهيدة العرب الاخيرة " عبارة عن مقالات من ضمنها الحديث عن تاريخ الدولة الاسلامية في الاندلس وانهيارها.
-يلاحظ عليكم انتم الروائيين السعوديين انكم تبدأون نتاجكم الروائي بسيركم كما حدث معك في نقل سيرة والدتك او كما حدث مع القصيبي في شقة الحرية التي تحدث فيها عن جزء من حياته في مصر كما يقال او كما كان مع الدكتور تركي الحمد الذي تحدث كما يقال ايضا عن انتماءاته الفكرية في بداية شبابه؟
ما كتبته لم يكن سيرة ذاتية بل جزء من الذات لان فيها احداثا كثيرة متداخلة , وما طرح فيها يختلف عن طرح الاساتذة الافاضل القصيبي والحمد . انا اعتقد ان "قلب من بنقلان" اقرب للبوح وملامسة هموم النفس البشرية اكثر من السيرة.
-هناك من رأى ان هذه الرواية صرخة من سيف الاسلام للقول بان الأمراء أناس يتألمون ويحزنون ويفرحون وان ليس كل شيء متاح لهم؟
لامست بسؤالك الجرح , فالامراء ليس هم الناس الذين يولدون وفي افواههم ملاعق من ذهب, ليسوا هم الناس الذين يولدون وهم غير محرومين وكل شيء موفر لهم . بل هم اناس مثلهم مثل خلق الله عندهم امال, وطموحات ,وخيبات, يفرحون ويتألمون .
-دار الفارابي التي طبعت روايتك دار عرف عنها أنها طبعت كتب الشيوعيين واليساريين , هل للامير سيف الاسلام علاقة بهذه التوجهات ومن هذا توجه لطباعة روايته في هذا الدار ؟
عندما طبعت الرواية في هذه الدار لم يخطر في بالي هذا الذي تقوله كنت ابحث عن دار تطبع الكتاب وتوصلت مع دار الفارابي الى اتفاق وعلى ضوئه بدأت الطبعة. للاسف نحن مسكونون بالاسئلة فعندما يذهب كاتب للفارابي قالوا عنه شيوعي وعندما يذهب لدار الساقي قالوا ضد المملكة وعندما يذهب لدار رياض الريس قالوا له موقف من البلد. " والله اذا ودنا بطباعة كتاب ودخلنا في مثل هذه الاسئلة فلن ننتهي".
-روايتك رغم ما فيها من بوح ورغم قوة طرحها الا ان الاعلام السعودي تجاهلها تماما.. لماذا؟
هنا مربط الفرس , انا لا اعتب على من عاتبني من جهات لها علاقة بالاحداث , او لها ارتباط معين بتاريخ معين ورد في الرواية. انا اعتب على من يدعون للشفافية والانفتاح وحين نمارس ما يدعون له يتجاهلون ما نكتب . انا اعتب على نقادنا الذين لم يمروا على ذكر الرواية سوى بالسلب او الايجاب. للاسف ان هذه الرواية نقدت في معظم البلاد العربية وتقاعس نقادنا حتى عن الاشارة الى اسمها.
-لو نبتعد عن الرواية قليلا انت استاذ اجتماع ، بودي ان اسألك عن المجتمع السعودي.. لماذا بقي مجتمعا كل شخص فيه يحمل ثقافته القبلية او المناطقية ، لم يتمدن المجتمع على الرغم من حمل افراده للشهادات العليا , كل احتفظ بثقافته الاصلية . ألم يكن هناك خليط بين الثقافات تنتج مجتمعا جديدا؟
السبب هو تلك النوعيات من الثقافة الاولية وطرق التعليم ومخرجاته التقليدية.