!! دهـن العـود !!
22-05-2006, 11:27 PM
نجا من الموت في غزوة نورماندي ومات بلسعة بعوض
من الواقع العجيب : مزارع كندي نجا من الموت في غزوة نورماندي ومات بلسعة بعوض
6 مايو 2006
نجا فاليري دروملياري، 82 سنة، من الموت خلال غزو نورماندي في الحرب العالمية الثانية، ولكنه لم ينج من لسعة بعوضة. فبعد مضي 6 عقود من الحرب، تعرض المزارع الكندي في ولاية ساسكاتشوان الى لسعة بعوضة تحمل مرضا انتقل من خط الاستواء الى كندا في اطار ارتفاع درجات الحرارة. وخلال اسابيع مات من فيروس غرب النيل. وقد ادت ظاهرة الدفء الحراري المصحوبة بزيادة في الفيضانات وفترات الجفاف الى انتشار الاوبئة في مناطق ليست مستعدة لهذه الامراض، طبقا لما ذكره العديد من خبراء الشؤون الصحية في العالم. فحشرات مثل البعوض والقُراد والفئران وغيرها من الحيوانات التي تحمل الامراض تعيش في مواسم الشتاء الدافئة ويتسع نطاق انتشارها، وتحمل معها تهديدات صحية. فالملاريا تصعد الجبل لتصل الى سكان في مناطق مرتفعة في افريقيا واميركا اللاتينية. والكوليرا تنتشر في البحار الدافئة. وحمى الدنغ ومرض لايم يتجهان شمالا. وفيروس غرب النيل، الذي لم يشهد في القارة الاميركية الا قبل سبع سنوات، اصاب 21 الف شخص في الولايات المتحدة وكندا وقتل اكثر من 800 شخص.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية اكثر من 30 مرضا جديدا او نشطت مرة اخرى في العقود الثلاثة الماضية، وهو زيادة كبيرة من النوع الذي ـ كما ذكر الخبراء ـ لم يحدث منذ ادت الثورة الصناعية الى انتقال الجماهير الى المدن. وقالت ماريا بوجاك، 63 سنة،: «لم نعرف ان فيروس غرب النيل منتظر هنا» وكان زوجها اندرو قد اصيب بالمرض بسبب بعوضة لسعته في حديقته في عام 2002 ولم يشف زوجها من المرض تماما، ومات بعد عامين. واوضح دوغلاس اليوت، وهو محام من تورونتو انه رفع قضية ضد حكومة ولاية اونتاريو بالنيابة عن 40 ضحية، مشيرا الى ان الحكومة لم تبذل ما يكفي لابلاغ الرأي العام بأخطار فيروس غرب النيل «الامراض الاستوائية اصبحت هنا وستبقى». وقد حذر العلماء لاكثر من عقد من الزمان من ان تغييرات الطقس ستؤدي الى زيادة نطاق العديد من الامراض، الا ان التحذيرات لم تحظ بالاهتمام الكافي. ويسود انتشار الامراض كثير من الغموض، بما في ذلك مقاومة لم تكن متوقعة للمضادات الحيوية، وفشل نظم الصحة العامة، وتنقلات السكان والتقلبات الجوية السنوية. ولذلك يلتزم بعض العلماء جانب الحذر بخصوص العلاقة بين الامراض وظاهرة الاحتباس الحراري. الا ان بول ابستاين، وهو طبيب عمل في افريقيا وعضو في كلية الطب بجامعة هارفارد، اشار الى ان العلماء لا يشعرون بقلق كاف بخصوص هذه المشكلة. واوضح ابستاين في مقابلة صحافية «الاشياء التي كنا نتوقع وقوعها في 2080 تحدث في العام الحالي. الشيء الذي لم نستوعبه هو مدى سرعة وحجم انتشار الامراض». وقد ادت الزيادة التي تم اكتشافها في درجة حرارة الارض الى توسيع نطاق ونشاطات الحيوانات والحشرات حاملة الامراض، طبقا لتقرير اعده ابستاين ومجموعة من علماء مركز هارفارد للصحة والبيئة العالمية في شهر نوفمبر.
واوضح دليل على ذلك، طبقا للتقرير، هو المناطق الباردة. فالمناطق المرتفعة في افريقيا وجبال الانديز في اميركا الجنوبية والالب في اوروبا تزداد دفئا بمعدلات اسرع من السهول. ومع ذوبان القمم الثلجية والجبال دائمة التجمد تمتد الغابات الى المناطق المرتفعة وتحمل الحشرات الامراض من المناطق الدافئة المنخفضة الى المنحدرات. وكشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية في عام 2000 ان ظاهرة الاحتباس الحراري ادت الى انتشار الملاريا من 3 مناطق في غرب كينيا الى 13 منطقة وادت الى وباء ملاريا في رواندا وتنزانيا. وفي السويد زادت حالات الالتهاب الدماغي المنقولة عن طريق القُراد مع موسم انتشار مواسم الشتاء الدافئة. كما ظهر البعوض المعروف باسم بعوض النمر الاسيوي الذي يتسبب في حمى الدنغ، في هولندا في شمال اوروبا. ومع ارتفاع درجة حرارة البحار يزداد انتشار بعض الحشرات. فقد ظهرت الكوليرا، وهو مرض يتكاثر في المياه، في اميركا الجنوبية في عام 1991 لاول مرة في القرن العشرين. وانتقلت، بسبب الفقر وسوء برامج الصحة العامة من بيرو عبر القارة الى المكسيك وقتلت ما يزيد على 10 الاف شخص. كما تنتشر الامراض بطريقة معقدة ترتبط بالبيئة، وتستفيد من تقلب المناخ من الجفاف الى السيول، الناتج عن الاحتباس الحراري، كما يذكر ابتستاين. والبعوض العادي المنزلي يزداد انتشارا في الجو الجاف فهو يعيش في انابيب المياه وبرك المجاري الراكدة، فخلال فترات الجفاف الطويلة، تنتشر في تلك البرك الراكدة المواد البروتينية وتجذب الطيور التي يعيش عليها البعوض. وفي نفس الوقت تنخفض كميات ذبابة اليعسوب والضفادع التي تلتهم البعوض. وهذا البعوض هو النوع المفضل لنقل مرض اكتشف للمرة الاولى في امرأة مصابة بالحمى في منطقة غرب النيل في اوغندا عام 1937. كما ظهر المرض مرة اخرى في الخمسينات في اسرائيل وفي رومانيا في 1996. ويأتي انتشار المرض عقب فترة جفاف غير عادية، وارتفاع درجات الحرارة، وهي اوضاع تتزايد نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي عام 1999 ظهر الفيروس في نيويورك، ربما في مطار لاغوارديا في نيويورك. ويعتقد الخبراء انه كانت تحمله بعوضة في طائرة في المطار، او في مجرى دم شخص مصاب. وكان فصل الصيف في نيويورك انذاك حارا وجافا بطريقة غير عادية.
وقبل انتهاء العام اصيب 62 بالمرض، مات سبعة منهم. وكان المناخ معتدلا في العامين التاليين، ولكن المناخ في صيف عام 2000 كان حارا وجافا، ما ادى الى انتشار المرض في الولايات المتحدة وكندا.
وقد ادى مرض غرب النيل الى مقتل 304 أشخاص في اميركا الشمالية في عام 2002 و 276 في العام التالي. ثم انخفض عدد الضحايا الى مائة في عام 2004، ربما بسبب الطقس الاكثر برودة واجراءات التحكم في انتشار البعوض. وبالرغم من انخفاض عدد الضحايا في السنوات الاخيرة، فإن الطيور والخيول في المناطق الغربية من الولايات المتحدة تتعرض للاصابة بالمرض بأعداد كبيرة، كما ان الاصابات مستمرة مع البشر.
وقال ادوارد هايس، وهو خبير اوبئة في مركز التحكم في الامراض ومنعها في جامعة فورت كولينز بولاية كولوراد، «فيروس غرب النيل لم يتلاش. وعلى الناس فهم ذلك». وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت في تقرير لها في العام الماضي، ان التغييرات المناخية ادت الى وفاة 150 الف شخص سنويا، لاسباب تتراوح من الموجات الحارة الى امراض الجهاز التنفسي.
ويرى بعض العلماء ظاهرة الاحتباس الحراري باعتبارها دورة طبيعية ستتغير من تلقاء نفسها، ولكن بالنسبة لعديد من الحكومات يزداد وضوح الادلة. فقد حذرت وزيرة البيئة البريطانية في العام الماضي من احتمال وصول الملاريا الى بريطانيا. وذكر وزير البيئة في جنوب افريقيا في العام الماضي ان البلاد يمكن ان تواجه زيادة في حالات الاصابة بالملاريا بحلول عام 2020. وترى الحكومة الكندية ان زيادة انتشار فيروس غرب النيل تعود الى تغييرات مناخية. وفي العام الماضي حذر من ان احتمال انتشار حمى الدنغ والحمى الصفراء والملاريا.
*تورنتو: دو ستراك ( واشنطن بوست )
من الواقع العجيب : مزارع كندي نجا من الموت في غزوة نورماندي ومات بلسعة بعوض
6 مايو 2006
نجا فاليري دروملياري، 82 سنة، من الموت خلال غزو نورماندي في الحرب العالمية الثانية، ولكنه لم ينج من لسعة بعوضة. فبعد مضي 6 عقود من الحرب، تعرض المزارع الكندي في ولاية ساسكاتشوان الى لسعة بعوضة تحمل مرضا انتقل من خط الاستواء الى كندا في اطار ارتفاع درجات الحرارة. وخلال اسابيع مات من فيروس غرب النيل. وقد ادت ظاهرة الدفء الحراري المصحوبة بزيادة في الفيضانات وفترات الجفاف الى انتشار الاوبئة في مناطق ليست مستعدة لهذه الامراض، طبقا لما ذكره العديد من خبراء الشؤون الصحية في العالم. فحشرات مثل البعوض والقُراد والفئران وغيرها من الحيوانات التي تحمل الامراض تعيش في مواسم الشتاء الدافئة ويتسع نطاق انتشارها، وتحمل معها تهديدات صحية. فالملاريا تصعد الجبل لتصل الى سكان في مناطق مرتفعة في افريقيا واميركا اللاتينية. والكوليرا تنتشر في البحار الدافئة. وحمى الدنغ ومرض لايم يتجهان شمالا. وفيروس غرب النيل، الذي لم يشهد في القارة الاميركية الا قبل سبع سنوات، اصاب 21 الف شخص في الولايات المتحدة وكندا وقتل اكثر من 800 شخص.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية اكثر من 30 مرضا جديدا او نشطت مرة اخرى في العقود الثلاثة الماضية، وهو زيادة كبيرة من النوع الذي ـ كما ذكر الخبراء ـ لم يحدث منذ ادت الثورة الصناعية الى انتقال الجماهير الى المدن. وقالت ماريا بوجاك، 63 سنة،: «لم نعرف ان فيروس غرب النيل منتظر هنا» وكان زوجها اندرو قد اصيب بالمرض بسبب بعوضة لسعته في حديقته في عام 2002 ولم يشف زوجها من المرض تماما، ومات بعد عامين. واوضح دوغلاس اليوت، وهو محام من تورونتو انه رفع قضية ضد حكومة ولاية اونتاريو بالنيابة عن 40 ضحية، مشيرا الى ان الحكومة لم تبذل ما يكفي لابلاغ الرأي العام بأخطار فيروس غرب النيل «الامراض الاستوائية اصبحت هنا وستبقى». وقد حذر العلماء لاكثر من عقد من الزمان من ان تغييرات الطقس ستؤدي الى زيادة نطاق العديد من الامراض، الا ان التحذيرات لم تحظ بالاهتمام الكافي. ويسود انتشار الامراض كثير من الغموض، بما في ذلك مقاومة لم تكن متوقعة للمضادات الحيوية، وفشل نظم الصحة العامة، وتنقلات السكان والتقلبات الجوية السنوية. ولذلك يلتزم بعض العلماء جانب الحذر بخصوص العلاقة بين الامراض وظاهرة الاحتباس الحراري. الا ان بول ابستاين، وهو طبيب عمل في افريقيا وعضو في كلية الطب بجامعة هارفارد، اشار الى ان العلماء لا يشعرون بقلق كاف بخصوص هذه المشكلة. واوضح ابستاين في مقابلة صحافية «الاشياء التي كنا نتوقع وقوعها في 2080 تحدث في العام الحالي. الشيء الذي لم نستوعبه هو مدى سرعة وحجم انتشار الامراض». وقد ادت الزيادة التي تم اكتشافها في درجة حرارة الارض الى توسيع نطاق ونشاطات الحيوانات والحشرات حاملة الامراض، طبقا لتقرير اعده ابستاين ومجموعة من علماء مركز هارفارد للصحة والبيئة العالمية في شهر نوفمبر.
واوضح دليل على ذلك، طبقا للتقرير، هو المناطق الباردة. فالمناطق المرتفعة في افريقيا وجبال الانديز في اميركا الجنوبية والالب في اوروبا تزداد دفئا بمعدلات اسرع من السهول. ومع ذوبان القمم الثلجية والجبال دائمة التجمد تمتد الغابات الى المناطق المرتفعة وتحمل الحشرات الامراض من المناطق الدافئة المنخفضة الى المنحدرات. وكشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية في عام 2000 ان ظاهرة الاحتباس الحراري ادت الى انتشار الملاريا من 3 مناطق في غرب كينيا الى 13 منطقة وادت الى وباء ملاريا في رواندا وتنزانيا. وفي السويد زادت حالات الالتهاب الدماغي المنقولة عن طريق القُراد مع موسم انتشار مواسم الشتاء الدافئة. كما ظهر البعوض المعروف باسم بعوض النمر الاسيوي الذي يتسبب في حمى الدنغ، في هولندا في شمال اوروبا. ومع ارتفاع درجة حرارة البحار يزداد انتشار بعض الحشرات. فقد ظهرت الكوليرا، وهو مرض يتكاثر في المياه، في اميركا الجنوبية في عام 1991 لاول مرة في القرن العشرين. وانتقلت، بسبب الفقر وسوء برامج الصحة العامة من بيرو عبر القارة الى المكسيك وقتلت ما يزيد على 10 الاف شخص. كما تنتشر الامراض بطريقة معقدة ترتبط بالبيئة، وتستفيد من تقلب المناخ من الجفاف الى السيول، الناتج عن الاحتباس الحراري، كما يذكر ابتستاين. والبعوض العادي المنزلي يزداد انتشارا في الجو الجاف فهو يعيش في انابيب المياه وبرك المجاري الراكدة، فخلال فترات الجفاف الطويلة، تنتشر في تلك البرك الراكدة المواد البروتينية وتجذب الطيور التي يعيش عليها البعوض. وفي نفس الوقت تنخفض كميات ذبابة اليعسوب والضفادع التي تلتهم البعوض. وهذا البعوض هو النوع المفضل لنقل مرض اكتشف للمرة الاولى في امرأة مصابة بالحمى في منطقة غرب النيل في اوغندا عام 1937. كما ظهر المرض مرة اخرى في الخمسينات في اسرائيل وفي رومانيا في 1996. ويأتي انتشار المرض عقب فترة جفاف غير عادية، وارتفاع درجات الحرارة، وهي اوضاع تتزايد نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي عام 1999 ظهر الفيروس في نيويورك، ربما في مطار لاغوارديا في نيويورك. ويعتقد الخبراء انه كانت تحمله بعوضة في طائرة في المطار، او في مجرى دم شخص مصاب. وكان فصل الصيف في نيويورك انذاك حارا وجافا بطريقة غير عادية.
وقبل انتهاء العام اصيب 62 بالمرض، مات سبعة منهم. وكان المناخ معتدلا في العامين التاليين، ولكن المناخ في صيف عام 2000 كان حارا وجافا، ما ادى الى انتشار المرض في الولايات المتحدة وكندا.
وقد ادى مرض غرب النيل الى مقتل 304 أشخاص في اميركا الشمالية في عام 2002 و 276 في العام التالي. ثم انخفض عدد الضحايا الى مائة في عام 2004، ربما بسبب الطقس الاكثر برودة واجراءات التحكم في انتشار البعوض. وبالرغم من انخفاض عدد الضحايا في السنوات الاخيرة، فإن الطيور والخيول في المناطق الغربية من الولايات المتحدة تتعرض للاصابة بالمرض بأعداد كبيرة، كما ان الاصابات مستمرة مع البشر.
وقال ادوارد هايس، وهو خبير اوبئة في مركز التحكم في الامراض ومنعها في جامعة فورت كولينز بولاية كولوراد، «فيروس غرب النيل لم يتلاش. وعلى الناس فهم ذلك». وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت في تقرير لها في العام الماضي، ان التغييرات المناخية ادت الى وفاة 150 الف شخص سنويا، لاسباب تتراوح من الموجات الحارة الى امراض الجهاز التنفسي.
ويرى بعض العلماء ظاهرة الاحتباس الحراري باعتبارها دورة طبيعية ستتغير من تلقاء نفسها، ولكن بالنسبة لعديد من الحكومات يزداد وضوح الادلة. فقد حذرت وزيرة البيئة البريطانية في العام الماضي من احتمال وصول الملاريا الى بريطانيا. وذكر وزير البيئة في جنوب افريقيا في العام الماضي ان البلاد يمكن ان تواجه زيادة في حالات الاصابة بالملاريا بحلول عام 2020. وترى الحكومة الكندية ان زيادة انتشار فيروس غرب النيل تعود الى تغييرات مناخية. وفي العام الماضي حذر من ان احتمال انتشار حمى الدنغ والحمى الصفراء والملاريا.
*تورنتو: دو ستراك ( واشنطن بوست )