تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة حزينة<<< الحساسين لا يدخلون



مربوشه
13-05-2006, 12:47 PM
فجـراً استيقظت نور على الصلاة وذكرت اذكـار الصبـاح و قرأت ما تيسر لها من القرآن .. ودعت ان يكون هذا اليوم اقل عبئاً عليها من أمسه .. وبعد ان اغلقت المصحف بعد تنهيده طويله اتجهت الى وسادتها ورفعتها قليلاً وتأملت بتلك الصور المندسه بأسفلها ..!!
صورة ابنهـا الوحيد "سيف الدين "
اخذت تقبل الصوره مراراً كعـادةُ لها من ثلاث سنوات .. كل يوم قبلتين قبل النوم وبعد النوم .. واحيانا تأتي اضطراريه عندمـا تبكي بحرقه اشتياقا له .. او عندما يرسل لها زوجها رساله يحمل فيها عتاب ابنها .. هذا كل ما تستطيع فعله لإسعـاده .. عليها ان تجمع المال لكي تأمن له حياه هنيه او بالمصطلح الاخر لكي يستطيع ان يعيش في ظل الفقر المدقع في بلادهم ..!!

بعدما فركت الصورة بإبهامها الايمين بحرقه دستها مرةُ اخرى أسفل الوسادة .. ولبست حجابها ونزلت تباشر عملها اليومي ..

" خـادمه "

لاخفيكم سراً ان العائله التي تعمل عندهم نور هي عائله ميسورة الدخل .. وعائله متدينه نوعـا ما محافظه تحترم الخادمات ميقنه تماماً ان الخدم لم يأتوا ويتغربوا الا من اجل الحـاجة .. لولاها لما تركوا ديارهم واهاليهم وفلذات أكبادهم .. !!

هذا المنطق الذي ينتهجه اهل هذا البيت يسعد نور وجعلها تعمل عندهم طِوال السنوات الثلاث ..

نور أتت هنـا لاشغال المنزل ولتربيه الطفل الاصغر "معاذ"
سن معاذ مقارب لسن سيف الدين ابنها .. لذلك هي تحبه حباً جما .. اعتنت به كمـا تعتني بطفلها الذي تركته وهو بشهره الرابع على ابوه .. وذلك لإلحاح والدة على عملها بالخارج .. وبالدول المقتدرة بالذات..

يوم من تلك الايام .. طرقت نور الباب على أم معاذ وأذنت لها بالدخول ..
نور : سيدتي لقد انهيت نشر الغسيل هل من آوامر اخرى ؟
أم معاذ كانت لتو قد انتهت من فريضتها وكانت تسبحن بأصابع يدها وهي تنظر إلى الاخبـار والفاجعه الجديده ..!! " حـادثه تسونامي "
نور لم تعلم ماذا يحدث في ديارهم تستيقظ وتنام على غسيل الثياب و الاعتناء بالطفل و تنظيف المنزل ..
أم معاذ : لا جزاك الله خيراً تستطيعين الخلود الى النوم ..
استدارت نور ووضعت السله الفارغه بمكانها المناسب وإذا بأم معاذ تناديها ..!
أم معاذ : نور توقفي من فضلك
نور : نعم سيدتي هل نسيتي شيئا ؟
أم معاذ : أما اتصلتي بأهلك واطمئنيتي عليهم ؟
نور اطرقت رأسها بالارض .. ممتنه لهذه الانسانه .. لانها تحثها دوما على الاتصال بأهلها والسؤال عنهم من هاتفها الخاص ..
نور : الاسبوع الماضي كان اخر اتصال لي بهم .. الحمدلله هم على احسن حـال ..
أم معاذ : إن الكارثه حدثت بالامس .. اما هاتفتهم واطمئنيتي عليهم ؟
نور تجمدت تعابير وجهها ..
نور : أيةِ كارثه التي تتحدثين عنها سيدتي ؟
أم معاذ: " كارثة تسونامي" التي حلت بدياركم أكلت الاخضر واليابس ومات ملايين البشر أثر حدوثها ..!! ألم تعلمي بالامر ؟
نور لم تحملها ساقيها واتكأت على الطاوله ..
نور : ويلي ابني وزوجي ؟؟؟؟؟؟؟
وهرعت ام معاذ واعطتها الهاتف ..
نور كل شي انمسح من ذاكرتها وكأن ذاكرة ال25 سنه لم تحتفظ الا بصورة واحدة صورة تجمع ابنها مع زوجهـا وهم مبتسمان !!
أم معاذ : خذي واتصلي بهم
نور بيد راجفه : آآآ نسيت كل الارقام انقذيني سيدتي !!
أم معاذ هدأت من روعها : اهدئي كل شيء سيصبح على مايرام .. استهدي بالله ..
نور شرعت بالبكـاء حينمـا تبدلت صورة ابنها وزوجها بمخيلتها من الابتسامه الى الموت ..!!
حينها استقامت ومسكت يد مخدومتها بتوسل
نور : سيدتي اتوسل إليكي لم اعد احفظ شي من تلك الارقام التي خزنتها بذاكرتي ..!! ارجوكي ساعديني .......

أم معاذ : لا تقلقي فأنا محتفظه بأرقامهم بهاتفي .. انتظري
وبعد فتره قصيره أًجري الاتصال .. والمفاجأة انه الطرف الاخر اجاب ..

نور وهي تبكي : يونس ...!!
يونس : اهلالالا نور كيف حالكِ ؟
نور بسعادة لا توصف لم تعد تصدق ان من اجابها هو زوجها ؟؟؟!!
نور : انا بخير كيف حالك وحال سيف الدين ؟؟
يونس : انه معي الان ..!
نور : أصحيح ما حدث ببلادنا ؟
يونس بخيبه امل : نعم ولكن رحمة الررب اني كنت مع سيف الدين في مصر حيث كنت ابحث عن عمل ..
نور : ياااااااا إلهي ..... الحمدلله الحمدلله على سلامتكم .. قد اثلجت صدري .. ومنزلنا ؟
يونس : لا احد يعلم .. ان الكارثه حدثت امس .. ولم اكن انوي الذهاب الى مصر ولكن مشئيه الرحمن ..
نور : رحمة ربك واسعه ... اني ادعي ليل نهار بأن يحفظكم الله..
-

-

-

مجرد فكرة انها بعيدة عن ابنها وعن تربيته امر صعب جدا على كل ام بهذه المجرة ..

خصوصا انها قادرة على التربيه بدليل انها تربي ابناء الغير ولا تستطيع تربية ابنها ومسح دمعته اذا بكى ..!!

شعور قاتل مميت ..!! انكِ تسمعين صوت ابنك يجهشُ بكاءاً على الهاتف وانتِ لاتستطيعين فعل شيء سوى مسح دمعتك انتِ بقلبٍ محترق!!
وفي يوم من تلك الايام ..
دخلت نور واغلقت باب غرفة معاذ وهي تطير فرحـا ..
هذه المرة لم يكتفي زوجها ببعث مكتوب !! انما مكتوبٌ مرفق بألبوم صور لإبنها سيف الدين ..

طـارت وغردت في سماء الفرحه ... آخر صورة تحتفظ بها عندما كان عمره سنه وستة اشهر .. هو الان سيطبق على السنه الثالثه ..!!

فرحه وشعور لا يوصف ابداً ..!!

عندما فتحت الالبوم .. وجدت صورته .. وكأتها تشاهده للمرة الاولى ..!!
عيناه ناعستان تحيطها رموش كثيفه مقدمة أنفه دائريه .. تعلو خديه حمرة تزيده جمالاً ..فمة لا يأخذ حجمه بضع "سانتيمترات" ..!!

أخذت تحظن صورته وتبكي على تلك السنون التي قضتها بعيدةً عنه .. دخل معاذ الغرفه .. ورأها أقبل نحوها مستغرباً ..!

معاذ : نور مابكِ ؟
نور : لا عليك .. انظر .. انه سيف الدين قد اصبح يقاربك سنا ..!
معاذ بشقاوة الاطفال: لا فأنني اكبر منه !
نور : صحيح ولكن هذا لا يتعدى الاشهر فقط ..
معاذ : نور أتحبينني أنا ام هو ؟
نور صعقت من السؤال ..!! نعم هي تحب معاذ حبا جما .. ولكن ابنها وفلذة كبدها تحبه اضعاف اضعاف حب أي ام تعيش مع ابنها بسقفٍ واحد ..

نور : معاذ ماهذا السؤال ..!
معاذ : اممم لاداعي للإجابه فأنني اكتشفتها ...

وذهب بحزن ..

نور : توقف معاذ .. أنني احبك واحبه مثلي بعض .. لا افضل احدا على احد ..
معاذ بحزن : ولكن سيأتي اليوم الذي ستتركيني لأجله !
نور : هو ابني وقد حُرم من حناني ورعايتي ثلاث سنوات .. وانت تربيت بأحضاني طول تلك المدة التي حرم هو منها ..
معاذ : هو تعود على ذلك او....
نور بخوف : او ماذا ؟
معاذ : يجوز انه لا يعرفك اصلا ..!!
هلعت نور من هذه الفكره المحبطه ..
نور : كيف لابن لا يعرف امه ماهذه التراهات بالله عليك يا معاذ .. اذهب اذهب والعب في الحديقه سآتيك حالاً ..
انصرف معاذ وهو يعلم انها ستغلق الموضوع ولا تريد التعمق به .. معاذ طفل الرابعه وشهرين يفهم ويستوعب مايدور حوله ..

هاتفت نور زوجها واخبرته عن خوفها من هذا الشي ان حدث ..!!
نور : أنني خائفه فعلا يا يونس أتراه لا يعرفني حقا ان رجعت ..!!
يونس يضحك : مابالكِ انت ؟ اهناك طفل لا يعرف امه ؟؟
نور : لما لا انني تركته بالاشهر والان عمره تعدى السنوات الثلاث بأربعة اشهر ..!!
يونس : لم اغفل عن هذه النقطه ابدا .. يوميا لا ينام سيف الدين الا وهو يقبل صورتك ويشتاق إليك ويطلب مني محادثتك .. ودائما اشتري له الالعاب واقول له هذه من امك .. انها تجمع لك المال لكي تصبح من احسن رجالات المنطقه ..
نور : آه أرحت قلبي أتراه يعرفني ان رجعت حقاً !!
يونس : لاتقلقي عزيزتي إنه حافظ قسمات وجهكِ اكثر مني حتما ً هاهاهاهاي
نور : ههههههههه الآن يجب علي اغلاق الهاتف انتبه على سيف الدين ..
يونس : حسنا لا تقلقي ..

-

-

-

وفي آخر رسالة وصلت لنور من زوجها ..
" عزيزتي نور ..

اطلب منك ِ العودة عاجلاً ابننا سيف الدين ليس على مايرام .. انني اخشى ان يرهقه المرض وانتِ تعلمين ان اقرب مشفى يبعد عن منزلنا قرابة الساعتين بالسيارة وانني لا املك المبلغ الذي استطيع ان اعالجه وان اقله لذلك المشفى عودي سريعا .. أخر ماقاله سيف الدين
" كيف لأمي ان تعتني بأبناء الغير وتتركني صريع المرض .. انني احتاجها اريد ان اراها امامي لا بالصور هذه اقصى امنياتي لا اريد ان اصبح اكبر رجالات المنطقه فقط اريد النظر اليك .. عودي امي "

وعلى اثر هذه الرساله اغلقت نور على نفسها الحجرة يومين وهي في حالة بكاءٍ مستمر .. إلى ان استفسرت مخدومتها منها وحجزت لها مقعد على متن احد الطائرات وزودتها بالمال الوفير .. واعطتها حقها للشهر القادم واكثر بقليل .. عطفا وشفقة بها على حال هذه الخدامه ..

قبل السفر بساعات ..

ابعدوا معاذ لبيت عمه وذلك منعاً لتعلقه بالخادمه قبل السفر .. وعرقلة امور رحلتها .. وذهبت نور الى اقرب محل للألعاب الاطفال واشترت له كمية العاب لا يحلم بها أي طفل .. وعبئت له حقيبة كبيره كامله كلها هدايا وثياب وحقائب مدرسيه.. السنه القادمه سيدخل المرحله التمهيديه .. التي تسبق الابتدائيه بعامين ..

وحانت لحظه الوداع ووادعت كل من بنات السيدة والسيدة واستأذنت من السيدة وأخذت صورة تذكاريه لمعاذ لكي تريه سيف الدين وتوجهت للمطـار واقلعت الطـائرة ..
وهي بالطائرة تستذكر عطف تلك السيدة ومدى كرمها وبعد ان شرحت لها ظروفها اعطتها المبلغ الذي سيجعل سيف الدين من اكبر رجالات المنطقه وستدخله اكبر مستشفيات المدينه وتسكنه بأفخم المنازل بمدينتهم .. شعور الفرحه انها سترى ابنها بعد كل تلك السنين شعور لا يظاهى ..!

وبعد ان وصلت مدينتها .. توجهت بسيارة التاكسي إلى منزلها ولم تتصل بزوجها لكي تفاجأة في المنزل .. وبعدما وصلت المنزل طرقته عدت مرات ولم يجيب احد .. وطرقت على منزل جارهم ولا احد يجيب .. وانتظرت الا ان رأت بائع الخضروات يفتح محله .. وهرعت إليه وسألته عن زوجها يونس ..


أجابها بحزن : إنني الان قادم من مراسم دفن ابنه سيف الدين ..!!




مـ ـصـ ـر و و و ق

₪ لبيـــه ₪
13-05-2006, 01:50 PM
تسلمين أختي ع القصه المؤثره

الله يعينها ويعطيها الصبر مسكينه

الله يعطيج العافيه ع النقل المميز

..:: قلــب بدويــه ::..
13-05-2006, 02:03 PM
ني حساسه بس دخلت :*_*:
<<< فضوليه
تسلمييييييييييييييييييييييييييين ع القصه الحلوه

جروح الفراق
13-05-2006, 05:51 PM
مشكووووورة
علا القصة المؤثرة

مربوشه
14-05-2006, 06:59 PM
تسلمـن الغااااليات على مرووركن ..
والله يعطييييكن العااافيه ..

الريم
16-05-2006, 01:03 PM
تسلمين الغاليه عالقصه ويعطيج العافيه

اسيره الغربه
18-05-2006, 01:32 AM
حرااااااااااااااااام

عاشقة البداوه
30-05-2006, 07:39 AM
سبحان الله ...........
الله يرحمه ........

شوقي حمايم
30-05-2006, 11:46 AM
الله يصبرهاا
وتسلمين ع القصه المحزنه

الفلاحي
01-06-2006, 01:18 PM
يزاج الله ألف خير وجعله في ميزان حزناتج
صراحة القصة مؤثرة
ونتريا من يديج المزيد المزيد