شليويح
02-05-2006, 11:17 PM
هذه القصة دارت أحداثها في قاعة المحكمة التي انعقدت لمحاكمة مجموعة من الشبان الذين تم إلقاء القبض عليهم في إحدى المراكز التجارية وهم يتتبعون الفتيات مطلقين من أفواههم كلمات الغزل وهم يواجهون الآن حكم بالحبس لمدة شهر وغرامة مالية.
في سكون قاعة المحكمة وفي هيبتها وجلالها قطع هذا السكون صرخت الحارس وهو يقول بصوت مرتفع مــحـــكـــمــــة ,,,, بعد هذه الكلمة دخل القاضي بزيه الأسود المحلى بالطوق الأخضر وهو يمشي بوقار حتى استقر في منصته المرتفعة.
طرق بمطرقته سطح المنصة معلناً بداية المحاكمة , بعدها بقليل قلب ملفات المتهمين فأصدر حكمة على بعض الشباب وقبل أن يصدر حكمة على الشاب الأخير ,,, هب واقفاً وهو يقول سيدي القاضي سيدي القاضي .
التفت القاضي إلى قفص الاتهام وهو يقول ماذا هناك أيها الشاب ؟؟؟
فقال الشاب : سيدي القاضي أنتم أساس العدل ومنبر العدالة , فبكم يقوى كل ضعيف ويضعف كل قوي ظالم ,, نحتمي تحت سقف عدالتكم من لهب الجائرين ,, فلا تصل إلينا بعدها السن المتطاولين ولا أيادي العابثين ,,, أنتم يا معشر القضاة خلفاء الله في الأرض ,, تحكمون بأسمه وبكتابه ,, فأتمنى أن لا تفوتني عدالة الأرض لأنها وان فاتتني فلان تفوتني عدالة السماء .
القاضي : نشكرك على هذه المقدمة الجميلة ,,, وواجبنا كقضاة نعرفه جيداً ,,, أما الآن فجلس حتى تسمع الحكم الصادر عليك .
الشاب : سيدي القاضي كيف تحكم على من لم تسمع مقولته ولم يظهر حجته ..؟؟
القاضي : أولست متهم بالتحرش يا هذا وبتتبع الفتيات في المراكز التجارية الم يتم القبض عليك متلبس بالجرم ؟؟
الشاب : سيدي القاضي أوليس المتهم برئ حتى تثبت أدانته !!!
القاضي : نعم ... هذا صحيح .
الشاب : اذاً اسمح لي يا سيدي أن ابدي ماعندي .. أنا شاب في العقد الثاني من العمر .. قذف الله في قلبي خصلتان فأصبحت اتصف بهما أينما حللت ... أول تلك الصفات الكرم ... أساعد الناس قضاء حوائجهم .. ابذل مالي للقريب والبعيد .
أما الخصلة الثانية .. هي حب النساء فكلما رأيت سيدة جميلة انشرح صدري ودبت الحياة في قلبي .. فنظرتي للمرأة ليست كنظرة باقي الرجال .. نظرتي لها خالية من النزعات الشيطانية .
وربما كانت الصفة الأولى التي أتحلى بها وهي الكرم منبعها الصفة الثانية وهي حب النساء ... فالكرم عندي كالعربة و النساء كالخيول ..فكل عطاء أقدمه اقصد من خلاله هذه وتلك .
القاضي : لا نريد معرفة صفاتك التي تتصف بها يا هذا ..؟؟
الشاب : إذاً اجعلني أحدثك بما جراء .. لقد ذهب إلى احد المراكز التجارية في ذلك اليوم المشئوم بالنسبة لأصحابي واليوم المحمود والمشئوم بالنسبة لي ؟؟
دخلت ذلك المركز لشراء حاجة لطالما أجلتها مراراً وتكرارً لكسلي وتقاعسي وما أن دخلت حتى دب النشاط إلى جسمي فزادت همتي وتمنيت أني لم أأخر هذه الحاجة كثيراً.
فقد دخلت وانبهرت بما رأيت ... فقد رأيت الكواكب تسبح في أفلاكها وكل ما تقدمت قليلاُ أشاهد بعيني المجردة كوكب أجمل من الكوكب الذي قبله .. فتيات يا سيدي القاضي في أبهى حله وأجمل صورة .... وكل ما تقدمت بينهن أراء نفسي جرم صغير يسبح في أفلاكهن .. وبينما أنا كذلك وأمام ذلك المحل إذ أشرق من بابه نور كاد أن يخطف بصري تقدمت إلى مصدره فإذا بها الشمس قد أشرقت .. فطمست في عيني نور الكواكب التي رأيتها .. وما تلك الشمس المشرقة الا فتاة لا اعرف كيف أصورها ولا كيف أصفها فقد خلقها ربي فأحسن صورتها كأنها خلقت كما تشاء .
سيدي القاضي أقسم لك كأنها كما قال الشاعر :
كأنها شمس والنساء كواكبٌ . . . . . . إذا بدت لم يبد منهن كوكبا
تقدمت بلا وعي ولا شعور , أحث الخطى أليها وكلما تقدمت اضطربت حركاتي فزاد دافقان قلبي ... فما إن وصلت إليها حتى نسيت الكلام الذي حضرته في ذهني وانعقد لساني .. كأن قاموس عقلي مسح كل حروفه .. فلم أجد لي كلمة تسعفني .
فقالت لي : ماذا تريد ...؟؟؟؟
قلت : لا أدري ..!!!
فقالت : من أنت ؟؟
قلت : لا أدري ...!!!
فقالت : كأنك طفلاً ضائع من أهله .. أبحث عنهم جيداً .
فهمت بالانصراف فستوقفتها لحظة ,, وقالت : ما بك ؟؟
قلت لها : أنت هي .
قالت : ومن هي .
قلت : أنتي التي لولاك ما ذقت الهوى . . . . . يوماً ولا سكن الغرام بداخلي .
قالت : أشكرك على كلماتك .
قلت : وفي نفسي كثير أريد أن أبوح به .
قالت : لا تقل أكثر مما قيل فنحن لا نعرف بعضنا البعض .
فقلت : والله كأني أعرفك من قبل أن اعرف نفسي .
قالت : وماذا تريد يا هذا ؟؟
قلت : أريدك أن تقبلي بي .
قالت : أقبل بك ماذا ؟
قلت : أقبلي بي زوجً صالحً أصون العهود و أوفي بالوعود.
صمتت قليلاٌ... وسكنت... وسكنت الدماء بداخلي.
قلت لها : أتقبلين ..؟؟
قالت : قبلت.
فهذه الكلمة كانت أغلى كلمة سمعتها في حياتي.
وما إن سمعت هذه الكلمة إذ تسلل إلينا رجل لا نعرفه ومعه صاحبه مسك بذراعي وقال لي : تعال معنا ..
توجهت معهم كأني أساق إلى حتفي وأنا أنظر من ورائي إلى فتاة أحلامي التي وجدتها بعد صبرِِِ طويل ..
ومنذ تلك اللحظة غابت تلك الأميرة التي سكنت مخيلتي فلا اعرف عنها سواء ابتسامتها الخفية حتى اسمها لم أعرفه بعد .
ولكني أحببتها من أول لحظة فأقسمت وأنا في زنزانتي لان خرجت لأبحث عنها حتى آخر يوم في حياتي.
واليوم أنا أمامك يا سيدي تم إلقاء القبض علي لمعاكستي الفتيات وهل كانت هي مثل باقي الفتيات. ألم أتقدم إليها وأنا محب فهل كنت أول من أحب،فالناس من قبلي يعشقون ولا يتوارى أحدهم عن كشف عشقه لمعشوقته (قيس ألم يطرحه العشق صريعً) فالعشق سيدي القاضي عقاب وكفى به من عقاب، ألم تسمع قول أحد العاشقين وهو يقول: لو وكل إلى أمر يوم القيامة لعاقبت كل مذنب إلا العشاق،فيكفيهم ما تجرعوه من سهر وشوق، ثم يا سيدي ألم أقل لها: أتقبلين بي زوج ..
وهي قالت: قبلت. فماذا يعني لك ذلك يا سيدي.؟؟
القاضي: هذا ما نسميه التقاء الإيجاب بالقبول..؟؟
الشاب: بمعني إنها زوجتي، أليس كذلك؟؟
القاضي: نعم.
الشاب: إذا يا سيدي القاضي لا وجه للإقامة الدعوى علي فأنا مثلي كمثل من سرق ماله، فهل يمكن أن يقدم للمحاكمة بتهمة السرقة..!!
القاضي: أيها الشاب أتمنى تلتقي بمن أحببت.. فقصتك أثرت في ..
الشاب: أتمنى أن التقي بها يا سيدي القاضي،أتمنى ذلك ... وأنشد قائلاٌ:
إذا لم نلتقي بالأرض يوم ... وفرق بيننا كأس المنونٍ
فإن لقائنا في دار صدق ... مع يحنو الحنون مع الحنونٍ.
القاضي: حكمت المحكمة حضورياُ ببراءة الشباب جميعاُ عن التهم المسندة إليهم... كل ذلك من أجل هذا الشاب الذي حرم من نصفه الآخر..
... أتمنى أن تعجبكم القصة ... وهي من نسج الخيال ...
في سكون قاعة المحكمة وفي هيبتها وجلالها قطع هذا السكون صرخت الحارس وهو يقول بصوت مرتفع مــحـــكـــمــــة ,,,, بعد هذه الكلمة دخل القاضي بزيه الأسود المحلى بالطوق الأخضر وهو يمشي بوقار حتى استقر في منصته المرتفعة.
طرق بمطرقته سطح المنصة معلناً بداية المحاكمة , بعدها بقليل قلب ملفات المتهمين فأصدر حكمة على بعض الشباب وقبل أن يصدر حكمة على الشاب الأخير ,,, هب واقفاً وهو يقول سيدي القاضي سيدي القاضي .
التفت القاضي إلى قفص الاتهام وهو يقول ماذا هناك أيها الشاب ؟؟؟
فقال الشاب : سيدي القاضي أنتم أساس العدل ومنبر العدالة , فبكم يقوى كل ضعيف ويضعف كل قوي ظالم ,, نحتمي تحت سقف عدالتكم من لهب الجائرين ,, فلا تصل إلينا بعدها السن المتطاولين ولا أيادي العابثين ,,, أنتم يا معشر القضاة خلفاء الله في الأرض ,, تحكمون بأسمه وبكتابه ,, فأتمنى أن لا تفوتني عدالة الأرض لأنها وان فاتتني فلان تفوتني عدالة السماء .
القاضي : نشكرك على هذه المقدمة الجميلة ,,, وواجبنا كقضاة نعرفه جيداً ,,, أما الآن فجلس حتى تسمع الحكم الصادر عليك .
الشاب : سيدي القاضي كيف تحكم على من لم تسمع مقولته ولم يظهر حجته ..؟؟
القاضي : أولست متهم بالتحرش يا هذا وبتتبع الفتيات في المراكز التجارية الم يتم القبض عليك متلبس بالجرم ؟؟
الشاب : سيدي القاضي أوليس المتهم برئ حتى تثبت أدانته !!!
القاضي : نعم ... هذا صحيح .
الشاب : اذاً اسمح لي يا سيدي أن ابدي ماعندي .. أنا شاب في العقد الثاني من العمر .. قذف الله في قلبي خصلتان فأصبحت اتصف بهما أينما حللت ... أول تلك الصفات الكرم ... أساعد الناس قضاء حوائجهم .. ابذل مالي للقريب والبعيد .
أما الخصلة الثانية .. هي حب النساء فكلما رأيت سيدة جميلة انشرح صدري ودبت الحياة في قلبي .. فنظرتي للمرأة ليست كنظرة باقي الرجال .. نظرتي لها خالية من النزعات الشيطانية .
وربما كانت الصفة الأولى التي أتحلى بها وهي الكرم منبعها الصفة الثانية وهي حب النساء ... فالكرم عندي كالعربة و النساء كالخيول ..فكل عطاء أقدمه اقصد من خلاله هذه وتلك .
القاضي : لا نريد معرفة صفاتك التي تتصف بها يا هذا ..؟؟
الشاب : إذاً اجعلني أحدثك بما جراء .. لقد ذهب إلى احد المراكز التجارية في ذلك اليوم المشئوم بالنسبة لأصحابي واليوم المحمود والمشئوم بالنسبة لي ؟؟
دخلت ذلك المركز لشراء حاجة لطالما أجلتها مراراً وتكرارً لكسلي وتقاعسي وما أن دخلت حتى دب النشاط إلى جسمي فزادت همتي وتمنيت أني لم أأخر هذه الحاجة كثيراً.
فقد دخلت وانبهرت بما رأيت ... فقد رأيت الكواكب تسبح في أفلاكها وكل ما تقدمت قليلاُ أشاهد بعيني المجردة كوكب أجمل من الكوكب الذي قبله .. فتيات يا سيدي القاضي في أبهى حله وأجمل صورة .... وكل ما تقدمت بينهن أراء نفسي جرم صغير يسبح في أفلاكهن .. وبينما أنا كذلك وأمام ذلك المحل إذ أشرق من بابه نور كاد أن يخطف بصري تقدمت إلى مصدره فإذا بها الشمس قد أشرقت .. فطمست في عيني نور الكواكب التي رأيتها .. وما تلك الشمس المشرقة الا فتاة لا اعرف كيف أصورها ولا كيف أصفها فقد خلقها ربي فأحسن صورتها كأنها خلقت كما تشاء .
سيدي القاضي أقسم لك كأنها كما قال الشاعر :
كأنها شمس والنساء كواكبٌ . . . . . . إذا بدت لم يبد منهن كوكبا
تقدمت بلا وعي ولا شعور , أحث الخطى أليها وكلما تقدمت اضطربت حركاتي فزاد دافقان قلبي ... فما إن وصلت إليها حتى نسيت الكلام الذي حضرته في ذهني وانعقد لساني .. كأن قاموس عقلي مسح كل حروفه .. فلم أجد لي كلمة تسعفني .
فقالت لي : ماذا تريد ...؟؟؟؟
قلت : لا أدري ..!!!
فقالت : من أنت ؟؟
قلت : لا أدري ...!!!
فقالت : كأنك طفلاً ضائع من أهله .. أبحث عنهم جيداً .
فهمت بالانصراف فستوقفتها لحظة ,, وقالت : ما بك ؟؟
قلت لها : أنت هي .
قالت : ومن هي .
قلت : أنتي التي لولاك ما ذقت الهوى . . . . . يوماً ولا سكن الغرام بداخلي .
قالت : أشكرك على كلماتك .
قلت : وفي نفسي كثير أريد أن أبوح به .
قالت : لا تقل أكثر مما قيل فنحن لا نعرف بعضنا البعض .
فقلت : والله كأني أعرفك من قبل أن اعرف نفسي .
قالت : وماذا تريد يا هذا ؟؟
قلت : أريدك أن تقبلي بي .
قالت : أقبل بك ماذا ؟
قلت : أقبلي بي زوجً صالحً أصون العهود و أوفي بالوعود.
صمتت قليلاٌ... وسكنت... وسكنت الدماء بداخلي.
قلت لها : أتقبلين ..؟؟
قالت : قبلت.
فهذه الكلمة كانت أغلى كلمة سمعتها في حياتي.
وما إن سمعت هذه الكلمة إذ تسلل إلينا رجل لا نعرفه ومعه صاحبه مسك بذراعي وقال لي : تعال معنا ..
توجهت معهم كأني أساق إلى حتفي وأنا أنظر من ورائي إلى فتاة أحلامي التي وجدتها بعد صبرِِِ طويل ..
ومنذ تلك اللحظة غابت تلك الأميرة التي سكنت مخيلتي فلا اعرف عنها سواء ابتسامتها الخفية حتى اسمها لم أعرفه بعد .
ولكني أحببتها من أول لحظة فأقسمت وأنا في زنزانتي لان خرجت لأبحث عنها حتى آخر يوم في حياتي.
واليوم أنا أمامك يا سيدي تم إلقاء القبض علي لمعاكستي الفتيات وهل كانت هي مثل باقي الفتيات. ألم أتقدم إليها وأنا محب فهل كنت أول من أحب،فالناس من قبلي يعشقون ولا يتوارى أحدهم عن كشف عشقه لمعشوقته (قيس ألم يطرحه العشق صريعً) فالعشق سيدي القاضي عقاب وكفى به من عقاب، ألم تسمع قول أحد العاشقين وهو يقول: لو وكل إلى أمر يوم القيامة لعاقبت كل مذنب إلا العشاق،فيكفيهم ما تجرعوه من سهر وشوق، ثم يا سيدي ألم أقل لها: أتقبلين بي زوج ..
وهي قالت: قبلت. فماذا يعني لك ذلك يا سيدي.؟؟
القاضي: هذا ما نسميه التقاء الإيجاب بالقبول..؟؟
الشاب: بمعني إنها زوجتي، أليس كذلك؟؟
القاضي: نعم.
الشاب: إذا يا سيدي القاضي لا وجه للإقامة الدعوى علي فأنا مثلي كمثل من سرق ماله، فهل يمكن أن يقدم للمحاكمة بتهمة السرقة..!!
القاضي: أيها الشاب أتمنى تلتقي بمن أحببت.. فقصتك أثرت في ..
الشاب: أتمنى أن التقي بها يا سيدي القاضي،أتمنى ذلك ... وأنشد قائلاٌ:
إذا لم نلتقي بالأرض يوم ... وفرق بيننا كأس المنونٍ
فإن لقائنا في دار صدق ... مع يحنو الحنون مع الحنونٍ.
القاضي: حكمت المحكمة حضورياُ ببراءة الشباب جميعاُ عن التهم المسندة إليهم... كل ذلك من أجل هذا الشاب الذي حرم من نصفه الآخر..
... أتمنى أن تعجبكم القصة ... وهي من نسج الخيال ...