إماراتية
26-04-2006, 08:27 AM
علاقة التصوف بالثورات السياسية على الحكام وبالتكفير والانقلابات
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
لقد استقر في صفحات التاريخ مفاسد الإنحراف عن جادة السنة وفهم الأئمة الاعلام في منازعة حكام المسلمين في سلطانهم ، وزعزعة الأمن في بلدانهم وأوطانهم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولعله لا يكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته " .
وقد ظلت الصوفية تُبدي من نفسها السلام ، متظاهرة بالخنوع والخضوع والاستسلام ، حتى إذا حانت الفرصة ، أرسلت سهامها من طرف خفي ، فجاءت هذه المقالة لتوضح وبشكل مبسط ما هو خاف على كثير من العقلاء ، أخذت عامة مادتها من كتاب : "الوجه الآخر للصوفية " ،وسميتها باسم أصلها ، ومع أن هذا الملخص لا يغني عن مصادره ، لكن فيه مهم الإفادة ، وهذا أوان الشروع في المقصود :
المجال : الموضوع والتحليل : الوقائع والنقول :
(1)
سياسي عقدي (م) :تعريض الصوفية بحكام المسلمين ، والإدعاء بأن نصرة الإسلام في يد السادة العلويين .
قال المشهورالعدني : "ولأن مركز القرار في الإسلام لا يمتلكه سلطان مسلم ...والمخرج السليم من هذه الفتنة وحرجها هو موقف آل البيت النبوي إذا عرفوا موقعهم الطبيعي من الدعوة الإسلامية " .
(2)
سياسي عقدي
(م) : تشكيك الصوفية في شرعية حكام المسلمين، وادعاء بعضهم بأنهم الملوك على الحقيقة، وغيرهم ليس لهم من الملك إلا رسمه وعقابه.
(تحليل) : وهذا مبني على اعتقادهم في الأقطاب والأولياء المتصرفين في الكون، وأنه لا يكون شيء إلا بأمرهم ،من هنا يعلم أن غلوهم في المقبورين له أهدافه السياسية الخطرة . كثيرا ما يتمثل الصوفية بقول قائلهم :
ملوك على التحقيق ليس لغيرهم
من الملك إلا رسمه وعقابه .
قال الدباغ عن قدرة الأقطاب (علية الأولياء): " فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله ،وفي خواطرهم وما تهمس به ضمائرهم، فلا يهمس في خاطر واحد منهم بشيء إلا بإذن أهل التصرف " .
فإذا كان الولي يقول للشيء كن فيكون، ويخلق الطفل في بطن أمه من غير أب (كما سمعناه جميعا بصوت علي الجفري )، فلا شك أن الصوفي يقدم طاعة الشيخ على ولاة الأمر عند التعارض .
(3)
سياسي عقدي (م) : تحول الصوفية عند القدرة من الانقياد الطوعي إلى الانقلاب العسكري .
(تحليل): ولهذا السلوك اتصال مباشر بخلق التقية وبدعة علم الباطن الصوفية كما يأتي، ولذا قال أبو قلابة: "ما ابتدع قوم بدعة إلا استحلوا السيف". ومن الأدلة الواقعية ما يلي :
- محاولة محمد بن عقيل بن يحيى العلوي للترشح لإمارة حضرموت ومحاولة طاهر بن حسين بن طاهر العلوي (الملقب بناصر الدين ) بعد مبايعة العلويين له في اقتحام تريم وجعلها عاصمة الدولة الهاشمية عام 1220هـ، وإقامة دولة ابن مقيص في بيت جبير عام 1243هـ، وترشيح أحمد بن علي الجنيد إماما لحضرموت عام 1837م، ومحاولات أخرى خارجية كجزر القمر .
(4)
سياسي عقدي (م) الصوفية تنقض مبايعة الحكام بمبايعة مشائخ الطرق الصوفية، وتعتبرها أعظم من مبايعة الحاكم وألزم؛ لأنها كمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم. قال الشيخ الفوتي الصوفي: "الفصل الثامن عشر في إعلامهم أن الشيخ –وهو الولي الكامل- في قومه كالنبي في أمته، وأن مبايعته كمبايعة النبي –صلى الله عليه وسلم-" .
(5)
سياسي عقدي (م) عامة الصوفية لا ترى لحكام المسلمين بيعة شرعية ملزمة، وإنما هي للخليفة الواحد، فلا يجوز عندهم أن تكون الإمامة في أكثر من شخص في الدنيا، وحكوا عليه الإجماع ولم يشذ منهم إلا النفر القليل، ونقض هذا الإجماع ابن تيمية رحمه الله . قال ابن حزم: " اتفق من ذكرنا ممن يرى فرض الإمامة على أنه لا يجوز كون إمامين في وقت واحد في العالم ولا يجوز إلا إمام واحد " ، وفي المقابل يقول ابن تيمية : "وأما أئمة الفقهاء فمذهبهم أن كلا منهما ينفذ حكمه في أهل ولايته كما ينفذ حكم الإمام الواحد، وأما جواز العقد لهما ابتداءً فهذا لا يفعل مع اتفاق الأمة،وأما مع تفرقتها فلم يعقد كل من الطائفتين لإمامين" .
(6)
سياسي عقدي (م):أطماع الصوفية في إقامة الدولة العلوية الهاشمية .
(تحليل) : وذلك على مرحلتين : [المرحلة الأولى ]: الانقلاب والسيطرة الفكرية ، و[المرحلة الثانية] : الانقلاب والمقاومة المسلحة . كما حصل من جد سادة حضرموت أحمد بن عيسى المهاجر (وكان شيعيا إماميا)، عندما قدم من العراق وتحولت مواجهاته الكلامية إلى مواجهات دموية ، قال كرامة مبارك بامؤمن: " وتبنى حركات المهاجر(أحمد بن عيسى جد الجفري والشاطري وابن حفيظ ونحوهم من صوفية حضرموت ) في عدة مناطق من حضرموت ...إنها لم تكن عشوائية أو سياحية،بل هي مدروسة وهادفة لغاية في نفسه، اعتقد إنها لتلمس الطريق نحو إمامة علوية حضرمية " .
(7)
سياسي عقدي (م) : الأصول العقدية عند الصوفية تدعم التطرف والتكفير .
(تحليل): يدين عامة متصوفة هذا العصر بالأشعرية ،وليس هو الأمر عند الأوائل، بل كثير من الأشعرية الأوائل يذمون المتصوفة كالشاطبي وأبو شامة وغيرهما ، وللأشعرية أصول كثيرة تنعش وتقيض لظى التكفير (فمنها وجوب النظر ،وأول واجب ، وعدم تجزء الإيمان... ) وغيرها، ومن تخبطات الأشاعرة قول الأستاذ أبو اسحاق(وهومن أئمة الأشاعرة) : " أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا " ،قال ابن تيمية : والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة ، وقال : "ثم مع هذا الاضطراب الغالب عليهم يكفر بعضهم بعضا كما هو أصول الخوارج والروافض والمعتزلة وكثير من الأشعرية " . قال العلامة المقبلي : " ومن مفاسد الخلاف استحلال الاعراض وهو واضح فانظر ما في هذه المصنفات من العياط والهتور والتكفير بلا دليل حتى أن الأشاعرة أصلوا أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة وإنما الكفر البواح ولا كفر بالتأويل ثم تجد في تضاعيف كتبهم المناقضة، وكذلك الماتريدية في كلام إمامهم الأعظم أن لا يكفر أحد من أهل القبلة ولم أر التكفير أسهل على أحد ولا أكثر منه في متأخري الحنفية كأنهم يكفرون بكل إلزام ولو في غاية الغموض " ، والأشاعرة مرجئة في باب الإيمان، وقد قال عنهم الصابوني نقلا عن عبدالله بن طاهر :"إنهم لا يرون للسلطان طاعة" ، وقال سفيان الثوري :" كيف أكون مرجئا فأنا لا أرى السيف" ، وبناء على ذلك كله اشتطوا في تعصبهم فذكروا أن من استثنى في إيمانه فقد كفر وفرعوا عليه أنه لا يجوز للحنفي أن يتزوج بالمرأة الشافعية وتسامح بعضهم فأجاز ذلك دون العكس وعلل ذلك بقوله : تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب وأعرف شخصا من شيوخ الحنفية خطب ابنته رجل من شيوخ الشافعية فأبى قائلا : . . . لو لا أنك شافعي .
(8)
سياسي (م):التصفية الجسدية في الخط الصوفي.
(تحليل) : بل ولهم أمور كثيرة يخالفون فيها الشرع والعقل بدعوى العلم اللدني . حاول الصوفية اغتيال كل من الشيخ أحمد بن محمد السوركتي، بدس السم في طعامه ، والعلامة السيد أبي بكر بن عبدالله الهنداوي ، وغيرهما كثير.
(9)
سياسي (م) الصوفية تثير الخلافات بين قبائل المنطقة للحصول على مآربها السياسية. كتحريشهم بين آل كثير ويافع وغيرهما، معتقدين أن دولتهم لا تقوم إلا بسقوط الطائفتين أو إحداهما .
(10)
سياسي عقدي (م) :الدعوة لاعتماد العمل بالمذهب الزيدي ، وأنه لم ينفرد أحدٌ من علمائهم بشيء يخالف الإجماع .(تحليل):وما تقدم من المقاصد السياسية توضح هذه الدعوة، فالزيدية مذهب مبني على الخروج على الحكام، بل يشترط في الإمام عندهم الخروج على ولاة الجور، وفي هذه الدعوة إحياء لمذهب الخوراج ليس إلا، والعجب ممن قدم لكتاب غاية التبجيل لمؤلفه ممدوح سعيد وهم من سادة الصوفية :(علي عبدالرحمن الهاشمي ،والمشهور العدني، وعمر بن حفيظ ، وسالم الشاطري )، وقد طبع بمكتبة الفقيه الإماراتية لصاحب الإشراف فيها الحبيب علي الجفري، والغريب تزامن ظهور هذا الكتاب مع فتنة الحوثي، بل وقد ذكرت وسائل الإعلام أنهم وجدوا مذكرات لعلي الجفري عند الحوثي وقت قتله ؟؟!!
والعجب موصول في كون هؤلاء القوم من مقربي الأمراء ، لكن كما قال ابن المقفع: أكثر الناس جراة على الأسد أكثرهم رؤية له . قال عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف قوله:" وكل ما تجده في كتب الشافعية ولا سيما من منع تقليد السادة الزيدية مبني على عدم العلم بتدوين مذهبهم، وهوباطل والمبني عليه باطل، إذن الزيدية كغيره من المذاهب المدونة في جواز التقليد ، فلا بعد في القبول بجواز تقليده حينئذ..وما أذكر أن أحدا من مجتهديهم انفرد بقول خالف الإجماع " ،*ويوضح التحليل :ما قاله أبو الحسن الأشعري : " والزيدية بأجمعها ترى السيف والعرض على أئمة الجور،إزالة الظلم ، وإقامة الحق ، وهي بأجمعها لا ترى الصلاة خلف الفاجر، ولا تراها إلا خلف من ليس بفاسق " ، وقال زيد بن علي : " من شهر سيفه ، ودعا إلى كتاب ربه، وسنة نبيه ، وجرى على أحكامه، وعُرف بذلك، فذلك الغمام الذي لا يسعنا وإياكم جهالته، فأما عبدٌ جالس في بيته ، مُرخٍ عليه ستره ، مغلق عليه بابه ، يجري عليه أحكام الظالمين، لا يأمر بمعروف، ولا ينهى عن منكر فأنى يكون ذلك إماماً مفروضة طاعته" .
بل أيد العدني محاولات الزيدية في الخروج ووسمها بأنها ضبط لمسير العالم :" فقال : "لقد بذل العديد من آل البيت النبوي جهودهم عبر مسيرة التاريخ ؛ لضبط مسيرة العالم تحت الراية الواحدة " .
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
لقد استقر في صفحات التاريخ مفاسد الإنحراف عن جادة السنة وفهم الأئمة الاعلام في منازعة حكام المسلمين في سلطانهم ، وزعزعة الأمن في بلدانهم وأوطانهم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولعله لا يكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته " .
وقد ظلت الصوفية تُبدي من نفسها السلام ، متظاهرة بالخنوع والخضوع والاستسلام ، حتى إذا حانت الفرصة ، أرسلت سهامها من طرف خفي ، فجاءت هذه المقالة لتوضح وبشكل مبسط ما هو خاف على كثير من العقلاء ، أخذت عامة مادتها من كتاب : "الوجه الآخر للصوفية " ،وسميتها باسم أصلها ، ومع أن هذا الملخص لا يغني عن مصادره ، لكن فيه مهم الإفادة ، وهذا أوان الشروع في المقصود :
المجال : الموضوع والتحليل : الوقائع والنقول :
(1)
سياسي عقدي (م) :تعريض الصوفية بحكام المسلمين ، والإدعاء بأن نصرة الإسلام في يد السادة العلويين .
قال المشهورالعدني : "ولأن مركز القرار في الإسلام لا يمتلكه سلطان مسلم ...والمخرج السليم من هذه الفتنة وحرجها هو موقف آل البيت النبوي إذا عرفوا موقعهم الطبيعي من الدعوة الإسلامية " .
(2)
سياسي عقدي
(م) : تشكيك الصوفية في شرعية حكام المسلمين، وادعاء بعضهم بأنهم الملوك على الحقيقة، وغيرهم ليس لهم من الملك إلا رسمه وعقابه.
(تحليل) : وهذا مبني على اعتقادهم في الأقطاب والأولياء المتصرفين في الكون، وأنه لا يكون شيء إلا بأمرهم ،من هنا يعلم أن غلوهم في المقبورين له أهدافه السياسية الخطرة . كثيرا ما يتمثل الصوفية بقول قائلهم :
ملوك على التحقيق ليس لغيرهم
من الملك إلا رسمه وعقابه .
قال الدباغ عن قدرة الأقطاب (علية الأولياء): " فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله ،وفي خواطرهم وما تهمس به ضمائرهم، فلا يهمس في خاطر واحد منهم بشيء إلا بإذن أهل التصرف " .
فإذا كان الولي يقول للشيء كن فيكون، ويخلق الطفل في بطن أمه من غير أب (كما سمعناه جميعا بصوت علي الجفري )، فلا شك أن الصوفي يقدم طاعة الشيخ على ولاة الأمر عند التعارض .
(3)
سياسي عقدي (م) : تحول الصوفية عند القدرة من الانقياد الطوعي إلى الانقلاب العسكري .
(تحليل): ولهذا السلوك اتصال مباشر بخلق التقية وبدعة علم الباطن الصوفية كما يأتي، ولذا قال أبو قلابة: "ما ابتدع قوم بدعة إلا استحلوا السيف". ومن الأدلة الواقعية ما يلي :
- محاولة محمد بن عقيل بن يحيى العلوي للترشح لإمارة حضرموت ومحاولة طاهر بن حسين بن طاهر العلوي (الملقب بناصر الدين ) بعد مبايعة العلويين له في اقتحام تريم وجعلها عاصمة الدولة الهاشمية عام 1220هـ، وإقامة دولة ابن مقيص في بيت جبير عام 1243هـ، وترشيح أحمد بن علي الجنيد إماما لحضرموت عام 1837م، ومحاولات أخرى خارجية كجزر القمر .
(4)
سياسي عقدي (م) الصوفية تنقض مبايعة الحكام بمبايعة مشائخ الطرق الصوفية، وتعتبرها أعظم من مبايعة الحاكم وألزم؛ لأنها كمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم. قال الشيخ الفوتي الصوفي: "الفصل الثامن عشر في إعلامهم أن الشيخ –وهو الولي الكامل- في قومه كالنبي في أمته، وأن مبايعته كمبايعة النبي –صلى الله عليه وسلم-" .
(5)
سياسي عقدي (م) عامة الصوفية لا ترى لحكام المسلمين بيعة شرعية ملزمة، وإنما هي للخليفة الواحد، فلا يجوز عندهم أن تكون الإمامة في أكثر من شخص في الدنيا، وحكوا عليه الإجماع ولم يشذ منهم إلا النفر القليل، ونقض هذا الإجماع ابن تيمية رحمه الله . قال ابن حزم: " اتفق من ذكرنا ممن يرى فرض الإمامة على أنه لا يجوز كون إمامين في وقت واحد في العالم ولا يجوز إلا إمام واحد " ، وفي المقابل يقول ابن تيمية : "وأما أئمة الفقهاء فمذهبهم أن كلا منهما ينفذ حكمه في أهل ولايته كما ينفذ حكم الإمام الواحد، وأما جواز العقد لهما ابتداءً فهذا لا يفعل مع اتفاق الأمة،وأما مع تفرقتها فلم يعقد كل من الطائفتين لإمامين" .
(6)
سياسي عقدي (م):أطماع الصوفية في إقامة الدولة العلوية الهاشمية .
(تحليل) : وذلك على مرحلتين : [المرحلة الأولى ]: الانقلاب والسيطرة الفكرية ، و[المرحلة الثانية] : الانقلاب والمقاومة المسلحة . كما حصل من جد سادة حضرموت أحمد بن عيسى المهاجر (وكان شيعيا إماميا)، عندما قدم من العراق وتحولت مواجهاته الكلامية إلى مواجهات دموية ، قال كرامة مبارك بامؤمن: " وتبنى حركات المهاجر(أحمد بن عيسى جد الجفري والشاطري وابن حفيظ ونحوهم من صوفية حضرموت ) في عدة مناطق من حضرموت ...إنها لم تكن عشوائية أو سياحية،بل هي مدروسة وهادفة لغاية في نفسه، اعتقد إنها لتلمس الطريق نحو إمامة علوية حضرمية " .
(7)
سياسي عقدي (م) : الأصول العقدية عند الصوفية تدعم التطرف والتكفير .
(تحليل): يدين عامة متصوفة هذا العصر بالأشعرية ،وليس هو الأمر عند الأوائل، بل كثير من الأشعرية الأوائل يذمون المتصوفة كالشاطبي وأبو شامة وغيرهما ، وللأشعرية أصول كثيرة تنعش وتقيض لظى التكفير (فمنها وجوب النظر ،وأول واجب ، وعدم تجزء الإيمان... ) وغيرها، ومن تخبطات الأشاعرة قول الأستاذ أبو اسحاق(وهومن أئمة الأشاعرة) : " أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا " ،قال ابن تيمية : والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة ، وقال : "ثم مع هذا الاضطراب الغالب عليهم يكفر بعضهم بعضا كما هو أصول الخوارج والروافض والمعتزلة وكثير من الأشعرية " . قال العلامة المقبلي : " ومن مفاسد الخلاف استحلال الاعراض وهو واضح فانظر ما في هذه المصنفات من العياط والهتور والتكفير بلا دليل حتى أن الأشاعرة أصلوا أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة وإنما الكفر البواح ولا كفر بالتأويل ثم تجد في تضاعيف كتبهم المناقضة، وكذلك الماتريدية في كلام إمامهم الأعظم أن لا يكفر أحد من أهل القبلة ولم أر التكفير أسهل على أحد ولا أكثر منه في متأخري الحنفية كأنهم يكفرون بكل إلزام ولو في غاية الغموض " ، والأشاعرة مرجئة في باب الإيمان، وقد قال عنهم الصابوني نقلا عن عبدالله بن طاهر :"إنهم لا يرون للسلطان طاعة" ، وقال سفيان الثوري :" كيف أكون مرجئا فأنا لا أرى السيف" ، وبناء على ذلك كله اشتطوا في تعصبهم فذكروا أن من استثنى في إيمانه فقد كفر وفرعوا عليه أنه لا يجوز للحنفي أن يتزوج بالمرأة الشافعية وتسامح بعضهم فأجاز ذلك دون العكس وعلل ذلك بقوله : تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب وأعرف شخصا من شيوخ الحنفية خطب ابنته رجل من شيوخ الشافعية فأبى قائلا : . . . لو لا أنك شافعي .
(8)
سياسي (م):التصفية الجسدية في الخط الصوفي.
(تحليل) : بل ولهم أمور كثيرة يخالفون فيها الشرع والعقل بدعوى العلم اللدني . حاول الصوفية اغتيال كل من الشيخ أحمد بن محمد السوركتي، بدس السم في طعامه ، والعلامة السيد أبي بكر بن عبدالله الهنداوي ، وغيرهما كثير.
(9)
سياسي (م) الصوفية تثير الخلافات بين قبائل المنطقة للحصول على مآربها السياسية. كتحريشهم بين آل كثير ويافع وغيرهما، معتقدين أن دولتهم لا تقوم إلا بسقوط الطائفتين أو إحداهما .
(10)
سياسي عقدي (م) :الدعوة لاعتماد العمل بالمذهب الزيدي ، وأنه لم ينفرد أحدٌ من علمائهم بشيء يخالف الإجماع .(تحليل):وما تقدم من المقاصد السياسية توضح هذه الدعوة، فالزيدية مذهب مبني على الخروج على الحكام، بل يشترط في الإمام عندهم الخروج على ولاة الجور، وفي هذه الدعوة إحياء لمذهب الخوراج ليس إلا، والعجب ممن قدم لكتاب غاية التبجيل لمؤلفه ممدوح سعيد وهم من سادة الصوفية :(علي عبدالرحمن الهاشمي ،والمشهور العدني، وعمر بن حفيظ ، وسالم الشاطري )، وقد طبع بمكتبة الفقيه الإماراتية لصاحب الإشراف فيها الحبيب علي الجفري، والغريب تزامن ظهور هذا الكتاب مع فتنة الحوثي، بل وقد ذكرت وسائل الإعلام أنهم وجدوا مذكرات لعلي الجفري عند الحوثي وقت قتله ؟؟!!
والعجب موصول في كون هؤلاء القوم من مقربي الأمراء ، لكن كما قال ابن المقفع: أكثر الناس جراة على الأسد أكثرهم رؤية له . قال عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف قوله:" وكل ما تجده في كتب الشافعية ولا سيما من منع تقليد السادة الزيدية مبني على عدم العلم بتدوين مذهبهم، وهوباطل والمبني عليه باطل، إذن الزيدية كغيره من المذاهب المدونة في جواز التقليد ، فلا بعد في القبول بجواز تقليده حينئذ..وما أذكر أن أحدا من مجتهديهم انفرد بقول خالف الإجماع " ،*ويوضح التحليل :ما قاله أبو الحسن الأشعري : " والزيدية بأجمعها ترى السيف والعرض على أئمة الجور،إزالة الظلم ، وإقامة الحق ، وهي بأجمعها لا ترى الصلاة خلف الفاجر، ولا تراها إلا خلف من ليس بفاسق " ، وقال زيد بن علي : " من شهر سيفه ، ودعا إلى كتاب ربه، وسنة نبيه ، وجرى على أحكامه، وعُرف بذلك، فذلك الغمام الذي لا يسعنا وإياكم جهالته، فأما عبدٌ جالس في بيته ، مُرخٍ عليه ستره ، مغلق عليه بابه ، يجري عليه أحكام الظالمين، لا يأمر بمعروف، ولا ينهى عن منكر فأنى يكون ذلك إماماً مفروضة طاعته" .
بل أيد العدني محاولات الزيدية في الخروج ووسمها بأنها ضبط لمسير العالم :" فقال : "لقد بذل العديد من آل البيت النبوي جهودهم عبر مسيرة التاريخ ؛ لضبط مسيرة العالم تحت الراية الواحدة " .