تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رد الشيخ بدر العتيبي على الجفري الصوفي



إماراتية
24-03-2006, 02:31 PM
رد الشيخ بدر العتيبي على الجفري الصوفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

هذا رد الشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي على الجفري الصوفي .

قال الشيخ بدر حفظه الله :

قرأت في ملحق الرسالة من جريدة (المدينة) يوم الجمعة 21 شوال 1425هـ اللقاء المختصر مع الشيخ علي الجفري تحت عنوان (نحن امة اكبر من ان تختلف على زيارة نبيها في مسجده). وقد رأيت في كلامه ما يوجب الوقفة اليسيرة التي آمل أن يتسع صدره وصدر كل قارئ لها، وهو أن الخلاف مما لا شك فيه شر ووبال، ودفعه مما لا يستطيع أحد القيام به مهما كلف الأمر، وإنما الواجب عليه ذم الفرقة وهي نتيجة سلبية للخلاف المستساغ، أما الخلاف الشرعي مع من خالف أمر الله تعالى، وحاد عن شرعه، فهو اصل من أصول دين الإسلام لا يستطيع أحد دفعه ولا إنكاره، وآيات القرآن الكريم مليئة بتحقيق اصل الولاء والبراء تحقيقاً لتوحيد الله تعالى، واتباع أمره، وسرد النصوص الشرعية في ذلك لا يحتملها هذا التعليق المختصر، وعلى هذا، وقد عهد الله إلينا أن لا نعبده إلا بما شرع لنا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا أصل يجب أن يستحضر عند الكلام على كل عبادة اختلف في مشروعيتها من عدمها، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء:59] وقال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد)، إذا تقرر هذا كله، فإن في كلام الشيخ الجفري عدة مواطن خالف فيها الصواب مما وجب تنبيهه عليها عله أن يتفطن لها فيما بعد:

أما الموطن الأول: فهو قوله: (إن المسجد النبوي اكتسب أهميته من وجود النبي صلى الله عليه وسلم فيه..).

فيقال: وهذا كلام غير صحيح!، بل أهمية هذا المسجد اكتسبت من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعظيمه، وحثه على الصلاة فيه، وتفضيله على سائر مساجد الأرض عدا المسجد الحرام كما قال عليه الصلاة وأفضل التسليم: (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام). وليست الفضيلة لمجرد وجود ذاته فيه حياً أو ميتاً، أما حياً فان النبي صلى الله عليه وسلم قد نزل بقاعاً عدة، وحل في أكثر من محل، ومع ذلك لم يكن لها فضيلة على غيرها من سائر البقاع، ولم يشرع فيها عبادة. أما بعد موته، فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في مسجده حتى يعظم من أجل جسده الطاهر الشريف، وإنما دفن في بيت عائشة بإجماع المسلمين، وهو فيه إلى اليوم، ولا يشمله حكم المسجد مطلقاً. فبأي دليل بعد ذلك يكون مجرد وجود النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد سبباً لتفضيله على غيره من البقاع؟ وبهذا يتبين الخطأ في قوله بعد ذلك بأن: (المساجد متعددة في العالم لكن لم يكن لمسجد هذه الميزة والفضيلة ما لهذا المسجد الذي ضم النبي صلى الله عليه وسلم..) ومن العجيب أن الجفري لم يستدل على هذه الفضيلة بآية ولا بحديث وإنما استدل بصنيع من لا عصمة له، من فعل الشيخ الشعراوي، والشيخ زايد آل نهيان، ومثل هذا لا يعد دليلاً، ولا يشرع عبادة، مع أن ما قاله الشيخ الشعراوي خطأ بلا شك، حيث قال: (لو كان - قصدي- المسجد فلماذا اترك المسجد الحرام والصلاة فيه بألف صلاة إنما اقصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم). هذا ما نقله عن الشعراوي، وهذا عجيب للغاية، بل مفاده أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل مكانة، وأعظم أجراً من الصلاة في المسجد الحرام!!، وهذا ما لم يأت به دليل لا من قرآن ولا من سنة!، بل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح يخص زيارة قبره بالفضيلة دون غيره من القبور، وان قلنا بفضيلته على سائر المقبورين في الزيارة على الوجه المشروع. بل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم ير أنها تفضل على زيارة مسجده!، كيف والمسجد يصلي فيه ويذكر الله تعالى وفضيلة الصلاة فيه ليست كغيره عدا المسجد الحرام؟! وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم، ومضى على وفاته السنوات العديدة، والصحابة رضي الله عنهم يرحلون ويرتحلون إلى مسجده، ولم يرد على لسان أحدهم من بعيد ولا من قريب قال: اقصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم!، وإنما كانوا يزورون قبره لمكانته صلى الله عليه وسلم إذا صلوا في مسجده، ولهذا استحب العلماء زيارة قبره لمن قدم إلى المدينة للصلاة في مسجده، مع منعهم المواظبة على ذلك، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (لا تجعلوا قبري عيداً) وثبت عن الإمام مالك بن انس أنه أنكر ذلك جداً، فلا يختلط على أحد منع أهل العلم للسفر إلى زيارة القبر مع إقرارهم زيارة القبر لمن قدم المدينة، وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد وهي المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي الشريف. وانقل كلاماً حسناً للحافظ ابن عبدالهادي في كتابه (الصارم المنكي: 82) حيث يقول: (فالذي يقصد مجرد القبر ولا يقصد المسجد مخالف للحديث فانه ثبت عنه في الصحيح أن السفر إلى مسجده مستحب وان الصلاة فيه بألف صلاة، واتفق المسلمون على ذلك، وعلى أن مسجده أفضل المساجد بعد المسجد الحرام، ومسجده يستحب السفر إليه، والصلاة فيه مفضلة لخصوص كونه مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بناه هو وأصحابه، وكان يصلي فيه هو وأصحابه، فهذه الفضيلة ثابتة للمسجد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يدفن في حجرة عائشة، كذلك هي ثابتة بعد موته، ليست فضيلة المسجد لأجل مجاورة القبر، كما أن المسجد الحرام مفضل لا لأجل قبر، وكذلك المسجد الأقصى مفضل لا لأجل قبر، فمن ظن أن فضيلته لأجل القبر، وانه مستحب السفر إليه لأجل القبر فهو جاهل مفرط في الجهل مخالف لإجماع المسلمين..) إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى. والغلو في القبور أوصل البعض إلى الإشراك بالله تعالى، وصرف شيئاً من أنواع العبادة لها من تقديم القرابين، والذبح، والنذر لها، والاستغاثة باصحابها، وطلب قضاء الحوائج منهم، والاستشفاع بهم، وهذا كله من الشرك بالله تعالى والعياذ بالله.

والموطن الثاني: قوله: (والفرق بيننا وبين من يخالفنا انه لما تمكن استعلى!!) إلى أن انشد:

(فلما ملكنا كان العفو منا سجية *** ولما ملكتم سالت بالدماء الاباطح!!).

فيقال: وهذا كلام مخالف للواقع، فإن القائمين على شؤون الحرمين، علماء أفاضل، وأهل فقه وديانة، ولم يحصل منهم علو ولا استعلاء، بل يرشدون الناس بالرفق واللين، ويحذرونهم من البدع والخرافات، ومن التصرفات المحرمة عند قبره صلى الله عليه وسلم، وهذا من سياسة هذه الدولة المباركة منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى، فقد كان الناس قبل مقدمه، وتوليه زمام الحكم يعيشون في بدع وخرافات، وتعلق بالقبور، مع الفرقة والخلاف حتى في فروع الدين، بل مع الصد عن حج بيت الله الحرام!، وسفك دماء الموحدين، فلما تولى الحكم، جمع الناس على إمام واحد، وأنكر كل مظاهر الشرك والبدعة، وسد ذرائع الشرك، وأسباب الخلاف، ودعا الناس للحج كافة، فما قصد البيت آمن من قبل كمثل الناس بعد حكم آل سعود حفظهم الله تعالى. فأين الاستعلاء الذي يقصده الشيخ الجفري؟!

الموطن الثالث: قوله: (ان مكة ما ذكرت بالشرف إلا لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان حالاً فيها واقرؤوا القرآن الكريم (لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) [البلد:1-2 ] فكيف بالمدينة التي عاش فيها.)؟

فيقال: وهذا الكلام غير صحيح قطعاً، فان فضيلة مكة كانت من قبل أن يخلق النبي صلى الله عليه وسلم بنص كلام الله تعالى وبنص كلامه عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [البقرة:126] . ومع ذلك فإن تفسيره للشهادة بهذا المعنى يلزم منه أن لا يشد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقول في شرع الله تعالى ما لم يأذن الله تعالى به لان الله تعالى أمرنا بان لا نتكلم إلا بعلم قال تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الاسراء:36]، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد)،

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

الرسالة 5 ذي القعدة 1425هـ ـ الموافق 17 ديسمبر 2004م

بدر بن علي بن طامي العتيبي

شوقي حمايم
24-03-2006, 10:44 PM
مشكوره اختي عالموضوع المهم
وجعله الله في ميزان حسناتج

بنت زاااخر
25-03-2006, 07:51 PM
مشكوره ختييه اماراتيه على الموضوع

وجعل الله في ميزان حسناااتج

إماراتية
26-03-2006, 07:35 AM
جزاكم الله خيرا والله يفضح أهل البدع والخرافات من أممثال الجفري وغيره الله يخلص المسلمين وبلدنا منهم انه هو السميع العليم