إماراتية
15-03-2006, 11:10 PM
الفرقة الناجية والأصل المهجور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد,
اعلم رحمك الله بأن السمع والطاعة أصلُ ُ أصيل من أصول أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية وهم أيضا الطائفة المنصورة كما وصفهم نبي الرحمة حين قال : (لا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ ظاهرين لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتّى يأتي أمر اللّه عزّ وجلّ وهم على ذلك)
وقال عليه الصلاة والسلام بعد أن حدثنا عن افتراق اليهود والنصارى قال: (وستفترق هذه الامه على ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحده) قالوا من هم يا رسول الله,
قال:( الجماعة ) وفي رواية قال : (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
وأولى الناس بالنجاة والنصر هم الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه البررة رضي الله عنهم ثم ظهرت الفتن بعد عهد الشيخين أبي بكر وعمر وفي أخر ولاية ذي النورين عثمان رضي الله عنهم أجمعين , فتسمى أهل الحق بأهل السنة والجماعة ليتميزوا عن أهل الباطل أمثال الخوارج والشيعة ثم توالى ظهور الفرق أمثال القدرية والمعتزلة والمرجئة , ثم ظهرت الصوفية وظهرت الأشاعرة وهي منسوبة إلى عالم جليل وهو أبو الحسن الأشعري رحمه الله, وقد تراجع آخر حياته عن معتقده الفاسد الذي خالف فيه السلف في الصفات والأيمان وألف كتاباً أسماه (الإبانة في أصول الديانة) قرر فيه عقيدته التي يدين الله بها وقال فيه : وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ، ورفع درجته ، وأجزل مثوبته – قائلون.أهـ
فلترجع لهذا الكتاب أخي الكريم وهو موجود , ولكن للأسف بقي بعض المنتسبين زوراً بهتاناً لعقيدة الأشعري المنقوضة من صاحبها , وهم يتخذونها ديناً يعادون ويوالون عليها وينسبون أنفسهم إلى أهل السنة والجماعة , واليوم هناك بعض الجماعات الحزبية البغيضة من أهل المناهج الفاسدة يتسترون بمسمى أهل السنة والجماعة وهم ابعد ما يكونون عنهم , لأن أهل السنة والجماعة جماعه واحده في العقيدة وعلى منهج السلف إلى يوم الدين.
لذلك قال الإمام احمد في أصول أهل السنة والجماعة التي قررها رحمه الله:
وهذه الأصول التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها.أهـ
فلو علمت أخي باغي الحق بأن النبي عليه الصلاة والسلام قد أخبرنا بأن القرون الثلاثة الأولى هم خير هذه الأمة قطعاً لقوله (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام: تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته).البخاري
فأنك ستعرف أن هذه الأمة المنصورة متمثلة في سلفها الصالح من الصحابة الكرام والتابعين الأعلام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ورأس السلف الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أنها هي الفرقة الناجية المنصورة التي لا تجتمع على ضلالة كما وصفها الذي لا ينطق عن الهوى بقوله في حديث صحيح (لا تجتمع أمتي على ضلالة).
فقد مّن الله على هذه الأُمة عند الإختلاف بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله كما قال تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) وبهذا لا تجتمع الأمة على ضلالة أبداً ولله الحمد والمنة , فأولى الناس بالحق هم الرجّاعون إلى الكتاب والسنة وهذا هو فعل السلف الصالح , وهو الواجب علينا إن كنا متبعين لهم بإحسان ومؤمنين بأنهم خير الفاهمين للكتاب والسنة كما هو ثابت في الوحيين.
ولا مجال لمن يقول بأن الامه الإسلامية في كل عصر ومصر هم الموصفون بعدم الاجتماع على ضلالة , وهذا قول باطل فالمطلع على تاريخ أمتنا يعرف بأنه قد حصل لها من الإختلاف وظهور الفرق الضالة وكثرة البدع وتعدد الجماعات ما الله به عليم.
فمن بعد القرون الثلاثة المفضلة تكاثر أهل الباطل وأصبحوا ينتسبون زوراً وبهتاناً إلى أهل السنة والجماعة, لذلك أصبح أهل الحق هم من يفتخرون بانتسابهم إلى السلف الصالح أصحاب الطريقة السلفية, وهم القلة الممدوحة في كتاب الله وسنة نبيه وآثار السلف.
قال تعالى (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) , وقد ذكرنا آنفاً إخبار النبي عليه الصلاة والسلام لنا بأنهم فئة قليلة وإنهم ((فرقة واحدة من ثلاث وسبعين فرقة)) , وثبت عن رسول الله أنه قال :(( طوبى للغرباء فقيل من الغرباء يا رسول الله قال أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم)).صحيح
وقد جاء عن بعض السلف أنه قال: أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريبا وأغرب منه من يعرفها.
وقال سفيان الثوري : استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء.
وقال أيضا رحمه الله: إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث إليهما بالسلام وادع لهما فما أقل أهل السنة والجماعة.
قال الحسن البصري: يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس.
وقد أجتمع قول السلف على أن الفرقة الناجية المنصورة هم الذين يهتدون إلى الصراط المستقيم والسبيل القويم في عبادتهم لله.
قال تعالى(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ** صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وقال تعالى (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) وقال سبحانه (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) فالمتأمل لهذه الآيات يجد أن جميع هذه الآيات تدندن حول [طريق مستقيم واحد لجماعة واحدة] وقد وصف هذا الطريق بقوله تعالى(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وقوله سبحانه (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي) وقوله جل في علاه (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) , والسبيل في اللغة هو الطريق.
فمن هم هؤلاء الذين أنعم الله عليهم ونحن نطلب الله في كل صلاة إن يهدينا إلى صراطهم المستقيم؟
ومن هم الذين اتبعوا سبيل الرسول ودعوا إلى الله على بصيرة؟
ومن هم المؤمنين الموصفون في الآية الثالثة وما هو سبيلهم الذي من خالفه يصلى جهنم وساءت مصيرا؟؟ والخطاب لمن تبين لهم الهدى!!! وليس للكافرين فلتتنبه رعاك الله.
فالجواب عن هذه الأسئلة هي كالآتي:
أما سبيل المؤمنين فهو الصراط المستقيم الذي يوصل أصحابه إلى جنه الخلد ,
قال ابن كثير في تفسير الصراط المستقيم: هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.
أما المؤمنون الذين أنعم عليهم رب العالمين هم المذكورون في قوله جل في علاه
{ وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلاَْوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأَنْصَـٰرِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } قال شيخ الإسلام ابن تيميه في قوله تعالى (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) : وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان، فعلم قطعاً أنهم المراد بالآية الكريمة فلذلك تقرر أن من اتبع غير سبيلهم ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم.أهـ
فلعمري أنه هو هو طريق السابقين الأولين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين جعلنا الله واياك أخي الكريم عليه وفيه ومع أصحابه ابد الآبدين ,
وقد جاء عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : خط رسول الله خطاً بيده, ثم قال «هذا سبيل الله مستقيماً» وخط عن يمينه وشماله ثم قال «هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه, ثم قرأ { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} مسند احمد وصححه الألباني.
وبعد أن أثبتنا بعون من الله بما لا يدع مجالاً للشك بأن السلامة والنجاة في إتباع هؤلاء الأخيار وهو صراط الصحابة والتابعين ومن تبعهم با أحسان إلى يوم الدين وهم سلف الأمة الذين أخذوا الدين غضاً طريا من في رسول الله عليه الصلاة والسلام وفهموه أحسن الفهم.
كما وصف ذلك ابن القيم في كتابه أعلام الموقعين قال رحمه الله: فمستندهم في معرفة مُرَاد الرب تعالى من كلامه ما يشاهدونه من فعل رسوله وهديه الذي هو يفصل القرآن ويُفَسره، فكيف يكون أحد من الأمة بعدهم أوْلى بالصواب منهم في شيء من الأشياء؟
هذا عين المحال.أهـ
لذلك أصبح أهل الحق هم من يتبعون طريق السلف ويرجعون إلى فهم السلف والى منهجهم في الدعوة إلى الله ولا يستحسنون طرق لم تكن موجودة في العصور المفضلة وأصبحوا يتميزون بهذا الاسم (السلفية) وهي تسميه حق ولا تجد من يؤمن بالله واليوم الأخر يتبرأ منها لان من يتبرأ منها , يتبرأ من طريقه الرسول عليه الصلاة والسلام وهو رأس السلف الصالح.
فلا ريب ولا عيب على من جمع هذا الشرح كله في كلمة واحدة وقال أنا سلفي وهو المتبع طريق السلف ولكن بحق وليس ادعائاً باطلاً وهم اليوم كثير وللأسف.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه : لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقًا. أهـ
وقال أيضا رحمه الله : واعلم أنه ليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلا. أهـ
فبعد أن عرفت أرشدك الله إلى الحق , الواجب عليك في فهم الدين عن طريق الأولين من سلفنا الصالح ومن تبعهم بإحسان فيجب أن تعرف بأنهم كانوا من أشد الناس تمسكاً بهذا الأصل ألا وهو السمع والطاعة لولي الأمر في غير معصية الله , وهم كانوا يتقربون إلى الله بهذا الأصل لقوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }.
وجاء من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه, أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، والطاعة والسمع ، وإن عبداً حبشياً ، فإنه من يعش منكم بعدي سيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين..)ابوداود والترمذي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد,
اعلم رحمك الله بأن السمع والطاعة أصلُ ُ أصيل من أصول أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية وهم أيضا الطائفة المنصورة كما وصفهم نبي الرحمة حين قال : (لا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ ظاهرين لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتّى يأتي أمر اللّه عزّ وجلّ وهم على ذلك)
وقال عليه الصلاة والسلام بعد أن حدثنا عن افتراق اليهود والنصارى قال: (وستفترق هذه الامه على ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحده) قالوا من هم يا رسول الله,
قال:( الجماعة ) وفي رواية قال : (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
وأولى الناس بالنجاة والنصر هم الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه البررة رضي الله عنهم ثم ظهرت الفتن بعد عهد الشيخين أبي بكر وعمر وفي أخر ولاية ذي النورين عثمان رضي الله عنهم أجمعين , فتسمى أهل الحق بأهل السنة والجماعة ليتميزوا عن أهل الباطل أمثال الخوارج والشيعة ثم توالى ظهور الفرق أمثال القدرية والمعتزلة والمرجئة , ثم ظهرت الصوفية وظهرت الأشاعرة وهي منسوبة إلى عالم جليل وهو أبو الحسن الأشعري رحمه الله, وقد تراجع آخر حياته عن معتقده الفاسد الذي خالف فيه السلف في الصفات والأيمان وألف كتاباً أسماه (الإبانة في أصول الديانة) قرر فيه عقيدته التي يدين الله بها وقال فيه : وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ، ورفع درجته ، وأجزل مثوبته – قائلون.أهـ
فلترجع لهذا الكتاب أخي الكريم وهو موجود , ولكن للأسف بقي بعض المنتسبين زوراً بهتاناً لعقيدة الأشعري المنقوضة من صاحبها , وهم يتخذونها ديناً يعادون ويوالون عليها وينسبون أنفسهم إلى أهل السنة والجماعة , واليوم هناك بعض الجماعات الحزبية البغيضة من أهل المناهج الفاسدة يتسترون بمسمى أهل السنة والجماعة وهم ابعد ما يكونون عنهم , لأن أهل السنة والجماعة جماعه واحده في العقيدة وعلى منهج السلف إلى يوم الدين.
لذلك قال الإمام احمد في أصول أهل السنة والجماعة التي قررها رحمه الله:
وهذه الأصول التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها.أهـ
فلو علمت أخي باغي الحق بأن النبي عليه الصلاة والسلام قد أخبرنا بأن القرون الثلاثة الأولى هم خير هذه الأمة قطعاً لقوله (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام: تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته).البخاري
فأنك ستعرف أن هذه الأمة المنصورة متمثلة في سلفها الصالح من الصحابة الكرام والتابعين الأعلام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ورأس السلف الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أنها هي الفرقة الناجية المنصورة التي لا تجتمع على ضلالة كما وصفها الذي لا ينطق عن الهوى بقوله في حديث صحيح (لا تجتمع أمتي على ضلالة).
فقد مّن الله على هذه الأُمة عند الإختلاف بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله كما قال تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) وبهذا لا تجتمع الأمة على ضلالة أبداً ولله الحمد والمنة , فأولى الناس بالحق هم الرجّاعون إلى الكتاب والسنة وهذا هو فعل السلف الصالح , وهو الواجب علينا إن كنا متبعين لهم بإحسان ومؤمنين بأنهم خير الفاهمين للكتاب والسنة كما هو ثابت في الوحيين.
ولا مجال لمن يقول بأن الامه الإسلامية في كل عصر ومصر هم الموصفون بعدم الاجتماع على ضلالة , وهذا قول باطل فالمطلع على تاريخ أمتنا يعرف بأنه قد حصل لها من الإختلاف وظهور الفرق الضالة وكثرة البدع وتعدد الجماعات ما الله به عليم.
فمن بعد القرون الثلاثة المفضلة تكاثر أهل الباطل وأصبحوا ينتسبون زوراً وبهتاناً إلى أهل السنة والجماعة, لذلك أصبح أهل الحق هم من يفتخرون بانتسابهم إلى السلف الصالح أصحاب الطريقة السلفية, وهم القلة الممدوحة في كتاب الله وسنة نبيه وآثار السلف.
قال تعالى (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) , وقد ذكرنا آنفاً إخبار النبي عليه الصلاة والسلام لنا بأنهم فئة قليلة وإنهم ((فرقة واحدة من ثلاث وسبعين فرقة)) , وثبت عن رسول الله أنه قال :(( طوبى للغرباء فقيل من الغرباء يا رسول الله قال أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم)).صحيح
وقد جاء عن بعض السلف أنه قال: أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريبا وأغرب منه من يعرفها.
وقال سفيان الثوري : استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء.
وقال أيضا رحمه الله: إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث إليهما بالسلام وادع لهما فما أقل أهل السنة والجماعة.
قال الحسن البصري: يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس.
وقد أجتمع قول السلف على أن الفرقة الناجية المنصورة هم الذين يهتدون إلى الصراط المستقيم والسبيل القويم في عبادتهم لله.
قال تعالى(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ** صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وقال تعالى (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) وقال سبحانه (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) فالمتأمل لهذه الآيات يجد أن جميع هذه الآيات تدندن حول [طريق مستقيم واحد لجماعة واحدة] وقد وصف هذا الطريق بقوله تعالى(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وقوله سبحانه (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي) وقوله جل في علاه (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) , والسبيل في اللغة هو الطريق.
فمن هم هؤلاء الذين أنعم الله عليهم ونحن نطلب الله في كل صلاة إن يهدينا إلى صراطهم المستقيم؟
ومن هم الذين اتبعوا سبيل الرسول ودعوا إلى الله على بصيرة؟
ومن هم المؤمنين الموصفون في الآية الثالثة وما هو سبيلهم الذي من خالفه يصلى جهنم وساءت مصيرا؟؟ والخطاب لمن تبين لهم الهدى!!! وليس للكافرين فلتتنبه رعاك الله.
فالجواب عن هذه الأسئلة هي كالآتي:
أما سبيل المؤمنين فهو الصراط المستقيم الذي يوصل أصحابه إلى جنه الخلد ,
قال ابن كثير في تفسير الصراط المستقيم: هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.
أما المؤمنون الذين أنعم عليهم رب العالمين هم المذكورون في قوله جل في علاه
{ وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلاَْوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأَنْصَـٰرِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } قال شيخ الإسلام ابن تيميه في قوله تعالى (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) : وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان، فعلم قطعاً أنهم المراد بالآية الكريمة فلذلك تقرر أن من اتبع غير سبيلهم ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم.أهـ
فلعمري أنه هو هو طريق السابقين الأولين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين جعلنا الله واياك أخي الكريم عليه وفيه ومع أصحابه ابد الآبدين ,
وقد جاء عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : خط رسول الله خطاً بيده, ثم قال «هذا سبيل الله مستقيماً» وخط عن يمينه وشماله ثم قال «هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه, ثم قرأ { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} مسند احمد وصححه الألباني.
وبعد أن أثبتنا بعون من الله بما لا يدع مجالاً للشك بأن السلامة والنجاة في إتباع هؤلاء الأخيار وهو صراط الصحابة والتابعين ومن تبعهم با أحسان إلى يوم الدين وهم سلف الأمة الذين أخذوا الدين غضاً طريا من في رسول الله عليه الصلاة والسلام وفهموه أحسن الفهم.
كما وصف ذلك ابن القيم في كتابه أعلام الموقعين قال رحمه الله: فمستندهم في معرفة مُرَاد الرب تعالى من كلامه ما يشاهدونه من فعل رسوله وهديه الذي هو يفصل القرآن ويُفَسره، فكيف يكون أحد من الأمة بعدهم أوْلى بالصواب منهم في شيء من الأشياء؟
هذا عين المحال.أهـ
لذلك أصبح أهل الحق هم من يتبعون طريق السلف ويرجعون إلى فهم السلف والى منهجهم في الدعوة إلى الله ولا يستحسنون طرق لم تكن موجودة في العصور المفضلة وأصبحوا يتميزون بهذا الاسم (السلفية) وهي تسميه حق ولا تجد من يؤمن بالله واليوم الأخر يتبرأ منها لان من يتبرأ منها , يتبرأ من طريقه الرسول عليه الصلاة والسلام وهو رأس السلف الصالح.
فلا ريب ولا عيب على من جمع هذا الشرح كله في كلمة واحدة وقال أنا سلفي وهو المتبع طريق السلف ولكن بحق وليس ادعائاً باطلاً وهم اليوم كثير وللأسف.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه : لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقًا. أهـ
وقال أيضا رحمه الله : واعلم أنه ليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلا. أهـ
فبعد أن عرفت أرشدك الله إلى الحق , الواجب عليك في فهم الدين عن طريق الأولين من سلفنا الصالح ومن تبعهم بإحسان فيجب أن تعرف بأنهم كانوا من أشد الناس تمسكاً بهذا الأصل ألا وهو السمع والطاعة لولي الأمر في غير معصية الله , وهم كانوا يتقربون إلى الله بهذا الأصل لقوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }.
وجاء من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه, أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، والطاعة والسمع ، وإن عبداً حبشياً ، فإنه من يعش منكم بعدي سيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين..)ابوداود والترمذي.