الموناليزا
14-03-2006, 11:14 PM
صحة الطفلة لا تسمح... ولكنه يُسمح بموتها أمام أعينهم
في استمرار مسلسل الذبائح البشرية وامتياز مقاصبنا ومسالخنا الطبية في أداء رسالتها الملائكية، توفيت الطفلة نهى ذات الأربعة أعوام في مستشفى الجيمي لأسباب لست أعلمها، ولمرض قيل أنه الحمى الشوكية. فإن كان والد الطفلة المكروب قد تقدم بشكوى ضد المستشفى، فسيبت القضاء بهذا الأمر، ولئن قضاء الله أعدل وأرحم، وأدعو بأن يصبر أهل الفقيدة ويأجرهم في مصيبتهم ويثبت عقولهم من ضياعها.
الطفلة نهى شكت من وجعٍ في البطن وإسهال قامت على إثره والدة الطفلة بعرضها على طبيب العيادة الذي باشر بحقنها بالمغذي لمدة ساعتين مع إجراء الفحوصات اللازمة، حتى قرر أن حالتها تتطلب إدخالها المستشفى، وتم نقلها بسيارة الإسعاف. توالت الأحداث في مستشفى الجيمي باستمرار إمدادها بالمغذي وعمل ما لزم من الفحوصات. وقرر الطبيب إجراء تصويرٍ للطفلة بالأشعة المقطعية، والذي يلزمه تخدير للمريض، فأعطى الطبيب نهى أربعة إبر ما بين إبرٍ مخدرة وأخرى لتسكين ألم بطنها.
هنا بدأت الأحداث الدراماتيكية التراجيدية، فتطورت مضاعفات أعراض المرض إلى بقع في الجسم وغيبوبة. وهنا تدخل الأب وطلب نقل ابنته إلى مستشفى توام، حيث رفض طبيبها ذلك الطلب، ولا نعلم لماذا، حتى إذا رأى بأم عينه أن حالة الطفلة تتدهور وتسوء طلب هو بنفسه نقلها إلى مستشفى توام. لكن طبيب التخدير أفتى بأن صحة الطفلة لا تسمح، ولكنه يُسمح بموتها أمام أعينهم. عموماً قام الطبيب بمساعدة نهى على التنفس، وأفاقت للحظة، ومن ثم أغمضت عينيها للمرة الأخيرة وهي لا تدري بأي ذنبٍ قتلتْ.
الأب المكلوم بابنته له الحق في استيضاح الحقائق من المستشفى بطريقة أو أخرى، والأم كذلك والأهل. فإذا جيء بشخص ليشرح لهم الأسباب، فليتلطف وليقل خيراً أو ليصمت. أما أن يأتي رئيس قسم الباطنية ويفسر قصة موت الطفلة بسهولة ويسر وينهيها بوقاحة، فأرجو له أن يدخل في دورات تعليم مهارات التحدث والتواصل مع الناس المنتشرة في كل مكان قبل أن يظهر على وسائل الإعلام بترهاته.
يقول أن الكادر الطبي المتخصص حاول بقدر استطاعته إنقاذ الطفلة، ولكن نفذ أمر الله. وماذا عن رفضهم طلب الأب بنقل ابنته إلى مستشفى توام؟ لعل في ذلك إنقاذ لما يمكن إنقاذه من حياة البنت. لمَ رفض كادرك الطبي النقل؟ لإثبات أن مستشفاكم ليس أقل من مستشفى توام؟.
أنا هنا لا أزكي مستشفى توام لعلمي بأن ما خفي أعظم في كلا المستشفيين، ولكن لربما كان في نقل نهى إنقاذ لحياتها. لمَ غير الطبيب رأيه ووافق على نقل البنت بعد أن ساءت حالتها؟ لعلمه بعجزه؟ أم لإقراره بجهله؟ وما الذي لا يسمح في حالة الطفلة لنقلها لمستشفى آخر كما زعم طبيب التخدير؟ فحالة نهى ليست كسور وارتجاج حتى نقول بأن تحريكها من مكانها سيؤدي قطعاً لمضاعفات أخرى، ويقول: نفذ أمر الله. ما أسهل هذه الكلمة على ألسنتكم. تردون أخطاءكم وجبنكم لقدر الله والله بريء مما تقولون.
ثم استطرد في وصف حالة الطفلة وختم ما قال: "إن الطفلة نُقلت من العيادة إلى المستشفى بواسطة سيارة الإسعاف، وهذا ما يؤكد أن حالتها كانت سيئة قبل وصلوها إلى المستشفى". الله أكبر عليك! يعني جنه يقول: نحن مالنا خص! هي يتنا بحالة سيئة. منو قالها تمرض وتسوء حالتها؟ يعني إذا ماتت هذا مب شغلنا". خلاص يا دكتور يا فاهم! ضع لوحة كبيرة تحت اسم مستشفاكم واكتب: المستشفى يستقبل الحالات الطبيعية فقط! مستشفى يا ناس! ماذا يعمل المستشفى إن كان يلوم الناس بإصابتهم بالأمراض وتفاوت أعراضها؟.
أغرب حالات الموت أسمعها من مستشفياتنا، وأغرب الأعذار والتصاريح تخرج أيضاً من مستشفياتنا، وأغرب حالات حكم في القضايا الطبية أقرؤها تُكتب عن مستشفياتنا. فيا وزارة! ويا هيئة! أتحفونا بقوانين الأغلاط الطبية عندكم، حتى نُري أبا نهى قوانينكم، وأن ملاحقته للمستشفى والكادر الطبي في أروقة المحاكم لا يخرج عن كونه آخر سيناريو في القضية وتحصيل حاصل لا طائل من ورائه! ويا روح ما بعدك روح.
منقول المصدر:فتى دبي
الله يستر من القادمـ....وهذا حال بعض مستشفياتنا...
دمتمـ بكل خير
poneeta
في استمرار مسلسل الذبائح البشرية وامتياز مقاصبنا ومسالخنا الطبية في أداء رسالتها الملائكية، توفيت الطفلة نهى ذات الأربعة أعوام في مستشفى الجيمي لأسباب لست أعلمها، ولمرض قيل أنه الحمى الشوكية. فإن كان والد الطفلة المكروب قد تقدم بشكوى ضد المستشفى، فسيبت القضاء بهذا الأمر، ولئن قضاء الله أعدل وأرحم، وأدعو بأن يصبر أهل الفقيدة ويأجرهم في مصيبتهم ويثبت عقولهم من ضياعها.
الطفلة نهى شكت من وجعٍ في البطن وإسهال قامت على إثره والدة الطفلة بعرضها على طبيب العيادة الذي باشر بحقنها بالمغذي لمدة ساعتين مع إجراء الفحوصات اللازمة، حتى قرر أن حالتها تتطلب إدخالها المستشفى، وتم نقلها بسيارة الإسعاف. توالت الأحداث في مستشفى الجيمي باستمرار إمدادها بالمغذي وعمل ما لزم من الفحوصات. وقرر الطبيب إجراء تصويرٍ للطفلة بالأشعة المقطعية، والذي يلزمه تخدير للمريض، فأعطى الطبيب نهى أربعة إبر ما بين إبرٍ مخدرة وأخرى لتسكين ألم بطنها.
هنا بدأت الأحداث الدراماتيكية التراجيدية، فتطورت مضاعفات أعراض المرض إلى بقع في الجسم وغيبوبة. وهنا تدخل الأب وطلب نقل ابنته إلى مستشفى توام، حيث رفض طبيبها ذلك الطلب، ولا نعلم لماذا، حتى إذا رأى بأم عينه أن حالة الطفلة تتدهور وتسوء طلب هو بنفسه نقلها إلى مستشفى توام. لكن طبيب التخدير أفتى بأن صحة الطفلة لا تسمح، ولكنه يُسمح بموتها أمام أعينهم. عموماً قام الطبيب بمساعدة نهى على التنفس، وأفاقت للحظة، ومن ثم أغمضت عينيها للمرة الأخيرة وهي لا تدري بأي ذنبٍ قتلتْ.
الأب المكلوم بابنته له الحق في استيضاح الحقائق من المستشفى بطريقة أو أخرى، والأم كذلك والأهل. فإذا جيء بشخص ليشرح لهم الأسباب، فليتلطف وليقل خيراً أو ليصمت. أما أن يأتي رئيس قسم الباطنية ويفسر قصة موت الطفلة بسهولة ويسر وينهيها بوقاحة، فأرجو له أن يدخل في دورات تعليم مهارات التحدث والتواصل مع الناس المنتشرة في كل مكان قبل أن يظهر على وسائل الإعلام بترهاته.
يقول أن الكادر الطبي المتخصص حاول بقدر استطاعته إنقاذ الطفلة، ولكن نفذ أمر الله. وماذا عن رفضهم طلب الأب بنقل ابنته إلى مستشفى توام؟ لعل في ذلك إنقاذ لما يمكن إنقاذه من حياة البنت. لمَ رفض كادرك الطبي النقل؟ لإثبات أن مستشفاكم ليس أقل من مستشفى توام؟.
أنا هنا لا أزكي مستشفى توام لعلمي بأن ما خفي أعظم في كلا المستشفيين، ولكن لربما كان في نقل نهى إنقاذ لحياتها. لمَ غير الطبيب رأيه ووافق على نقل البنت بعد أن ساءت حالتها؟ لعلمه بعجزه؟ أم لإقراره بجهله؟ وما الذي لا يسمح في حالة الطفلة لنقلها لمستشفى آخر كما زعم طبيب التخدير؟ فحالة نهى ليست كسور وارتجاج حتى نقول بأن تحريكها من مكانها سيؤدي قطعاً لمضاعفات أخرى، ويقول: نفذ أمر الله. ما أسهل هذه الكلمة على ألسنتكم. تردون أخطاءكم وجبنكم لقدر الله والله بريء مما تقولون.
ثم استطرد في وصف حالة الطفلة وختم ما قال: "إن الطفلة نُقلت من العيادة إلى المستشفى بواسطة سيارة الإسعاف، وهذا ما يؤكد أن حالتها كانت سيئة قبل وصلوها إلى المستشفى". الله أكبر عليك! يعني جنه يقول: نحن مالنا خص! هي يتنا بحالة سيئة. منو قالها تمرض وتسوء حالتها؟ يعني إذا ماتت هذا مب شغلنا". خلاص يا دكتور يا فاهم! ضع لوحة كبيرة تحت اسم مستشفاكم واكتب: المستشفى يستقبل الحالات الطبيعية فقط! مستشفى يا ناس! ماذا يعمل المستشفى إن كان يلوم الناس بإصابتهم بالأمراض وتفاوت أعراضها؟.
أغرب حالات الموت أسمعها من مستشفياتنا، وأغرب الأعذار والتصاريح تخرج أيضاً من مستشفياتنا، وأغرب حالات حكم في القضايا الطبية أقرؤها تُكتب عن مستشفياتنا. فيا وزارة! ويا هيئة! أتحفونا بقوانين الأغلاط الطبية عندكم، حتى نُري أبا نهى قوانينكم، وأن ملاحقته للمستشفى والكادر الطبي في أروقة المحاكم لا يخرج عن كونه آخر سيناريو في القضية وتحصيل حاصل لا طائل من ورائه! ويا روح ما بعدك روح.
منقول المصدر:فتى دبي
الله يستر من القادمـ....وهذا حال بعض مستشفياتنا...
دمتمـ بكل خير
poneeta