@المتفيجه@
12-03-2006, 09:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا ونفسي والشيطان
نارك وجنتك بين جنبيك ..
نارك وجنتك فيما تختار وما تعجل إليه من أقوال وأفعال وما تبادر
إليه من عمل وما تمتد إليه يدك من حلال وحرام ...
يدك هي التي تحفر بها قبرك وتصنع بها مصيرك ..
ولسانك هو الذي يهوي بك إلى الهاوية أو يصعد بك إلى
أعلي عليين ..
أنت ما تقول وأنت ما تفعل ...
انظر ماذا تفعل تعلم مسكنك وتشهد قيامتك قبل قيامتك
وتعلم ساعتك قبل ساعتك
قال لي شيطاني مستنكرا :
وأين أنت من قيامتك وأين أنت من ساعتك .. هذا الوسواس الشؤم الذي
تصحو وتبيت فيه .. انظر حولك يا فتى ... أنت مازلت في الدنيا ..
اقطف زهرتها وانعم بملذاتها وأمامك فرص التوبة ممتدة بطول عمرك ...
وأنت ما عشت فأنت في رعاية التواب الغفار قابل التوب وغافر الذنب ...
فلا تعقد أمورك واضحك للأيام تضحك لك ...
قلت وأنا أتحسب كل كلمة :
تضحك لي أو تضحك علي يا لعين ... ومن أدراني أن ما أقول الآن هو
آخر أقوالي وما أفعل الآن هو ختام أفعالي وأني ميت اليوم ومن مات فقد
قامت قيامته وبدأت ساعته ..
قال شيطاني :
أعوذ بالله من غضب الله !!
ما هذا الكابوس الذي تعيش فيه .. حياة كالموت وموت كالحياة .. لم يبق
إلا أن تصنع لنفسك تابوتا وتنسج لك كفنا تتمدد فيه ..
أين أنت من هذا اليوم يا رجل ...
قلت : ومن يدريني أن بعد اليوم بعد !!
قال شيطاني :
هل أقمت من نفسك قابضا للأرواح وفالقـا للإصباح أم أنك المتنبي
الذي لا تخيب له نبوءة ... الزم غرزك يا رجل ما أنت إلا عبد من عباد الله ..
عش يومك كأنك تعيش أبدا ...
قلت : ما قالوها هكذا يا لئيم .. بل قالوا ... اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا ... أرأيت كيف تقلب كل الحقائق ...
قال شيطاني : إنما أردت لك الحياة وأردت أنت لنفسك الموت ..
ومرادي كان دائما مصلحتك ..
قلت : بل موت النفوس كان مرادك .. وهلاكها في الجحيم كان شغلك الشاغل
وهمك المقيم يا سمسار الجحيم ...
هل كنت أكلم أحدا ؟!! ... أم كان يكلمني أحد ؟؟
هل كان حوارا بحق ... أم كان خيالا أتخيله !!
إن حديث النفس حقيقة لاشك فيه ... وهو نوع من الإعجاز الرباني ...
فهو حديث داخلي لا يسمعه غيرك ولا يطلع عليه سواك .. ولا يستطيع أي
جهاز إلكتروني بشري أن يسجله عليك ... والنفس فيه طرف ..
والطرف الآخر يمكن أن يكون النفس ذاتها... ويمكن أن يكون الشيطان ..
وحينما تكون وساوس النفس من المستوي الشيطاني .. يمكن أن يكون
الشيطان طرفا في الحديث .. وحينما ترتفع النفس إلى المستوي الملائكي ..
يمكن أن يكون القرين المتحدث ملائكيا .. وكلما ارتفع مستوي الحديث
ارتفع مستوي المتحدثين ..
والشيطان حقيقة وليس شخصية روائية خيالية من بنات خيال المؤلفين ..
وفي آخر الزمان حينما تقوم القيامة سوف يعترف الشيطان بما فعل بضحاياه
أمام الملأ وأمام الحشر المجتمع من كل الخلائق ..
وهكذا ينزل ستار الختام علي الدراما الكبرى للوجود التي استغرقت أجيالا
وقرونا من آدم أول الخلق إلى الخاتم محمد بن عبد الله آخر الرسل
عليه الصلاة والسلام ... في كلمات هائلة تتصدع لها القلوب ومشهد جامع
يشيب لهوله الولدان ..
وسوف نرى الشيطان ساعتها وهو يتكلم في قلب الجحيم وسوف نسمع
آخر كلماته ..
إن الشيطان حقيقة وليس أسطورة ... والنار حق والعذاب حق ..
إنها ليست أوبرا يا سادة .. يصفق بعدها الحضور وتنزل الستار ...
كما يتصور الأوروبيون المتحضرون عشاق الفن ..
والأمر ليس كما تصوره الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران في حديث
تليفزيوني أجاب فيه علي المذيع الذي سأله .. ماذا تقول لله حينما تراه
يا سيادة الرئيس .... فأجاب ميتران :
سوف أقول له :sorry !!!
هكذا قال الرئيس ميتران في بساطة فرنسية ..
ولا أظن أن الرئيس ميتران سوف يري الله ... ولا أظنه سوف يقوي
على مكالمته ..
ولا أظنه سوف يجتمع له رشد أمام ذلك المشهد الرهيب
إنه قطعا لم يتصور أنه يتحدث عن واقع سيقع
ليرحمنا الله جميعا ...
فهذا مشهد يشق على الجبابرة ...
فما بال الضعفاء أمثالنا ...
والأوروبي العادي يفتح فمه في دهشة إذا قلت له انه سوف يقوم من الموت
ليقف بين يدي الله .. رب العالمين ... ولو أنه أيقن بذلك وآمن به
لما كان هناك استعمار ... ولما كانت هناك تلك المجازر البشعة والإبادة
المنظمة التي زاولها الرجل الأبيض في حروبه مع السود في أفريقيا وآسيا
ومع المسلمين في كل مكان ..
وإنما الظلم كان يملأ صفحات التاريخ ليقين الظالمين بأنه لا قيام بعد الموت
ولا حساب ولا مساءلة .. والذين خطر لهم أنهم يمكن أن يموتوا كان يقينهم
أن الله سيبعثهم ملوكا .. وأن جنة الآخرة لهم ... كما كانت جنة الدنيا لهم ..
وشيطانهم صنع لهم ذلك الوهم وأقنعهم به ..
وأكثر الشعوب تقدما وأقواها بأسا كانت أكثرها كفرا ...
وهكذا كان ظن جاجارين حينما خرج من جو الأرض إلى الفضاء بلا نهاية :
لا وجود لأحد هنا غيري ... ولم أجد الله .. وحيثما أتلفت لا أجد إلــها ...
لا أحد سواي ...
ورددت أبواق الإذاعة الشيوعية في موسكو لفورها ...
إن جاجارين جاء بالخبر اليقين وإنه لم يجد إلـها في السماوات !!
هل تصور جاجارين أنه سيجد الله في شرف استقباله وأن موسيقي الملائكة
سوف تعزف له السلام الملكي ..
وقد مات جاجارين بعد ذلك بشهور في حادث تصادم .. ليس في الفضاء ..
ولكن في الأرض ... وفي أزقة موسكو كأي كلب ضـــال ... ورأى
سـاعتها ما كان ينكره ... ولكن بعد فوات الأوان بعد أن أصاب لسانه
الخرس وتوقف قلبه عن الخفقان .. ودفن مع سره في ظلام النسيان ..
وسيظل ما بعد الموت طلاسم وظنونا وغيوبا مغيبة ولن يكشف السر إلا بعد
أن يغلق الباب الدائري خلف كل مرتحل ويستحيل التواصل بينه وبين أحد
من الأحياء .. وفي ظلام الوحدة المطلقة سوف تتجلي له الحقيقة وسوف
يري كل شئ ... وساعتها لن ينفع الندم ... فكتاب الأعمال أغلق ...
وحياته انتهت ... وما بقي سوف تتقطع له نياط القلوب ...
والويل لمن لا يفهم ...
إن الله موجود ليس لأن المسلمين يؤمنون بوجوده ..
ولكن لأنه حقيقة مطلقة أزلية لا معني لأي شئ بدونها ..
الله هو سر الجمال والرحمة والمودة والحرية والحياة
وأسماؤه الحسني مطبوعة علي الوردة وعلى إشراقة الفجر
وعلى ابتسامة الوليد وعلى إطلالة الربيع وعلى كفتي الميزان
وعلى صولجان الحكم ..
فهو العدل الحكم ... وبدونه يستحيل العدل وتستحيل الرحمة
وينطمس الكون ويظلم .. فهو نور السموات والأرض ...
إن الدين يبدأ به .. والفلسفة تنتهي اليه ... والعقل يتوقف عنده ...
فلا كيف ولاكم ولا أين ولا متي !!!
وإنما ... هو ..
ولا إله إلا هو ...
ولا يملك العقل إلا السجود .. ولا تملك العين إلا البكاء ..
رفعت الأقلام وجفت الصحف
انتهى..
اسأل الله العظيم العفو والعاافية..
نقلته لكم..
أنا ونفسي والشيطان
نارك وجنتك بين جنبيك ..
نارك وجنتك فيما تختار وما تعجل إليه من أقوال وأفعال وما تبادر
إليه من عمل وما تمتد إليه يدك من حلال وحرام ...
يدك هي التي تحفر بها قبرك وتصنع بها مصيرك ..
ولسانك هو الذي يهوي بك إلى الهاوية أو يصعد بك إلى
أعلي عليين ..
أنت ما تقول وأنت ما تفعل ...
انظر ماذا تفعل تعلم مسكنك وتشهد قيامتك قبل قيامتك
وتعلم ساعتك قبل ساعتك
قال لي شيطاني مستنكرا :
وأين أنت من قيامتك وأين أنت من ساعتك .. هذا الوسواس الشؤم الذي
تصحو وتبيت فيه .. انظر حولك يا فتى ... أنت مازلت في الدنيا ..
اقطف زهرتها وانعم بملذاتها وأمامك فرص التوبة ممتدة بطول عمرك ...
وأنت ما عشت فأنت في رعاية التواب الغفار قابل التوب وغافر الذنب ...
فلا تعقد أمورك واضحك للأيام تضحك لك ...
قلت وأنا أتحسب كل كلمة :
تضحك لي أو تضحك علي يا لعين ... ومن أدراني أن ما أقول الآن هو
آخر أقوالي وما أفعل الآن هو ختام أفعالي وأني ميت اليوم ومن مات فقد
قامت قيامته وبدأت ساعته ..
قال شيطاني :
أعوذ بالله من غضب الله !!
ما هذا الكابوس الذي تعيش فيه .. حياة كالموت وموت كالحياة .. لم يبق
إلا أن تصنع لنفسك تابوتا وتنسج لك كفنا تتمدد فيه ..
أين أنت من هذا اليوم يا رجل ...
قلت : ومن يدريني أن بعد اليوم بعد !!
قال شيطاني :
هل أقمت من نفسك قابضا للأرواح وفالقـا للإصباح أم أنك المتنبي
الذي لا تخيب له نبوءة ... الزم غرزك يا رجل ما أنت إلا عبد من عباد الله ..
عش يومك كأنك تعيش أبدا ...
قلت : ما قالوها هكذا يا لئيم .. بل قالوا ... اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا ... أرأيت كيف تقلب كل الحقائق ...
قال شيطاني : إنما أردت لك الحياة وأردت أنت لنفسك الموت ..
ومرادي كان دائما مصلحتك ..
قلت : بل موت النفوس كان مرادك .. وهلاكها في الجحيم كان شغلك الشاغل
وهمك المقيم يا سمسار الجحيم ...
هل كنت أكلم أحدا ؟!! ... أم كان يكلمني أحد ؟؟
هل كان حوارا بحق ... أم كان خيالا أتخيله !!
إن حديث النفس حقيقة لاشك فيه ... وهو نوع من الإعجاز الرباني ...
فهو حديث داخلي لا يسمعه غيرك ولا يطلع عليه سواك .. ولا يستطيع أي
جهاز إلكتروني بشري أن يسجله عليك ... والنفس فيه طرف ..
والطرف الآخر يمكن أن يكون النفس ذاتها... ويمكن أن يكون الشيطان ..
وحينما تكون وساوس النفس من المستوي الشيطاني .. يمكن أن يكون
الشيطان طرفا في الحديث .. وحينما ترتفع النفس إلى المستوي الملائكي ..
يمكن أن يكون القرين المتحدث ملائكيا .. وكلما ارتفع مستوي الحديث
ارتفع مستوي المتحدثين ..
والشيطان حقيقة وليس شخصية روائية خيالية من بنات خيال المؤلفين ..
وفي آخر الزمان حينما تقوم القيامة سوف يعترف الشيطان بما فعل بضحاياه
أمام الملأ وأمام الحشر المجتمع من كل الخلائق ..
وهكذا ينزل ستار الختام علي الدراما الكبرى للوجود التي استغرقت أجيالا
وقرونا من آدم أول الخلق إلى الخاتم محمد بن عبد الله آخر الرسل
عليه الصلاة والسلام ... في كلمات هائلة تتصدع لها القلوب ومشهد جامع
يشيب لهوله الولدان ..
وسوف نرى الشيطان ساعتها وهو يتكلم في قلب الجحيم وسوف نسمع
آخر كلماته ..
إن الشيطان حقيقة وليس أسطورة ... والنار حق والعذاب حق ..
إنها ليست أوبرا يا سادة .. يصفق بعدها الحضور وتنزل الستار ...
كما يتصور الأوروبيون المتحضرون عشاق الفن ..
والأمر ليس كما تصوره الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران في حديث
تليفزيوني أجاب فيه علي المذيع الذي سأله .. ماذا تقول لله حينما تراه
يا سيادة الرئيس .... فأجاب ميتران :
سوف أقول له :sorry !!!
هكذا قال الرئيس ميتران في بساطة فرنسية ..
ولا أظن أن الرئيس ميتران سوف يري الله ... ولا أظنه سوف يقوي
على مكالمته ..
ولا أظنه سوف يجتمع له رشد أمام ذلك المشهد الرهيب
إنه قطعا لم يتصور أنه يتحدث عن واقع سيقع
ليرحمنا الله جميعا ...
فهذا مشهد يشق على الجبابرة ...
فما بال الضعفاء أمثالنا ...
والأوروبي العادي يفتح فمه في دهشة إذا قلت له انه سوف يقوم من الموت
ليقف بين يدي الله .. رب العالمين ... ولو أنه أيقن بذلك وآمن به
لما كان هناك استعمار ... ولما كانت هناك تلك المجازر البشعة والإبادة
المنظمة التي زاولها الرجل الأبيض في حروبه مع السود في أفريقيا وآسيا
ومع المسلمين في كل مكان ..
وإنما الظلم كان يملأ صفحات التاريخ ليقين الظالمين بأنه لا قيام بعد الموت
ولا حساب ولا مساءلة .. والذين خطر لهم أنهم يمكن أن يموتوا كان يقينهم
أن الله سيبعثهم ملوكا .. وأن جنة الآخرة لهم ... كما كانت جنة الدنيا لهم ..
وشيطانهم صنع لهم ذلك الوهم وأقنعهم به ..
وأكثر الشعوب تقدما وأقواها بأسا كانت أكثرها كفرا ...
وهكذا كان ظن جاجارين حينما خرج من جو الأرض إلى الفضاء بلا نهاية :
لا وجود لأحد هنا غيري ... ولم أجد الله .. وحيثما أتلفت لا أجد إلــها ...
لا أحد سواي ...
ورددت أبواق الإذاعة الشيوعية في موسكو لفورها ...
إن جاجارين جاء بالخبر اليقين وإنه لم يجد إلـها في السماوات !!
هل تصور جاجارين أنه سيجد الله في شرف استقباله وأن موسيقي الملائكة
سوف تعزف له السلام الملكي ..
وقد مات جاجارين بعد ذلك بشهور في حادث تصادم .. ليس في الفضاء ..
ولكن في الأرض ... وفي أزقة موسكو كأي كلب ضـــال ... ورأى
سـاعتها ما كان ينكره ... ولكن بعد فوات الأوان بعد أن أصاب لسانه
الخرس وتوقف قلبه عن الخفقان .. ودفن مع سره في ظلام النسيان ..
وسيظل ما بعد الموت طلاسم وظنونا وغيوبا مغيبة ولن يكشف السر إلا بعد
أن يغلق الباب الدائري خلف كل مرتحل ويستحيل التواصل بينه وبين أحد
من الأحياء .. وفي ظلام الوحدة المطلقة سوف تتجلي له الحقيقة وسوف
يري كل شئ ... وساعتها لن ينفع الندم ... فكتاب الأعمال أغلق ...
وحياته انتهت ... وما بقي سوف تتقطع له نياط القلوب ...
والويل لمن لا يفهم ...
إن الله موجود ليس لأن المسلمين يؤمنون بوجوده ..
ولكن لأنه حقيقة مطلقة أزلية لا معني لأي شئ بدونها ..
الله هو سر الجمال والرحمة والمودة والحرية والحياة
وأسماؤه الحسني مطبوعة علي الوردة وعلى إشراقة الفجر
وعلى ابتسامة الوليد وعلى إطلالة الربيع وعلى كفتي الميزان
وعلى صولجان الحكم ..
فهو العدل الحكم ... وبدونه يستحيل العدل وتستحيل الرحمة
وينطمس الكون ويظلم .. فهو نور السموات والأرض ...
إن الدين يبدأ به .. والفلسفة تنتهي اليه ... والعقل يتوقف عنده ...
فلا كيف ولاكم ولا أين ولا متي !!!
وإنما ... هو ..
ولا إله إلا هو ...
ولا يملك العقل إلا السجود .. ولا تملك العين إلا البكاء ..
رفعت الأقلام وجفت الصحف
انتهى..
اسأل الله العظيم العفو والعاافية..
نقلته لكم..