بنت العزبة
19-04-2011, 12:18 AM
كارثة .. أن ترى نفسك "إنسانا " وترى غيرك من الناس أدنى منك , في الوقت الذي لاتمارس دورا إنسانيا تستحق عليه أن تكون في مرتبة الإنسانية . وحين يسكرك الاعتقاد حتى ثمالة التخيل أن ماتوفره لك الظروف يضعك في مكانة عليا , يتضخم اعتقادك حتى ترى انك كائن أرقى من البشر , ولك الفضاء الذي تمارس فيه " سلطويتك " وفي اعتقادك انك بكل ما تمارسه من سوء في حق الناس هو جزء من مهمتك الملائكية التي تجعلك هكذا تحلق حرا في فضاءك , ليس لأنك تؤمن في الحرية وإنما لأنك تجهل معناها حتى أصبحت تفكر أن لك الحق أن تملك كل الأشياء دون غيرك , وان لك الحق أن تمنح الناس الثواب والعقاب ليس إتباعا لقانون وإنما خضوعا لشهوة جهلك ونزواتك وضعف تكوينك المعرفي الذي لم يرتق بك من القاع كي تحلق في الفضاء الحقيقي وليس فضاءك الذي يتخيله عقلك الذي لايفكر .
أنت .. يامن تضع نفسك فوق مرتبة البشرية , لست إلا فقاعة تطفو فوق الماء وسرعان ما تختفي , وليس كل من علا فوق السطوح يعتبر عاليا بالمعنى الحقيقي , لان العلو ينبثق من أعماق الإنسان , تكونه الروح المتسامية على التوافه والجراح والشهوات ونزعة التسلط .
ليس مهما أن تتخيل نفسك ساميا , وإنما المهم انك تعرف حقيقة نفسك التي لا تبوح بها , ومن جوف الحقيقة يراك الناس . فأنت تتخيل نفسك أسمى من غيرك , لكن حقيقة نفسك تعكس دنو أخلاقك التي تجعلك في مرتبة " التسفل " وهذا هو سر شقاء الجاهل , حتى وان تلحف بجلابيب الكتب وتزركش بملابس الحضارة وتحدث بلغة البلغاء .لأن التلحف والزركشة والبلاغة لا تضعه في المرتبة العليا وإنما تخسف به إلى التسفل مما يجعله يجنح إلى التخيل كي يرى نفسه كائنا فوق البشر .
والتخيل ممارسة عظيمة , عندما يكون وسيلة العلماء والمفكرين والنابهين والرسامين والفنانين والشعراء كي يخلقوا إبداعا جديدا . لكنه يصبح ممارسة كارثية عندما يمارسه الجاهل لإشباع نهم جوعه المعرفي بإقصاء نور الفكر , وعندما يمارسه السارق كي يقنع نفسه بأنه شريف وليس لصا , وعندما يمارسه المجرم ليضفي على جريمته الجبانة صفة الجهاد والبطولة.
أنت أيها المتعالي " تخيلا " وليس حقيقة , لست إلا ذلك الشقي الذي كلما ازداد ثراء ماديا وسلطويا , كلما ازداد شقاء , لان عقله لم يسعفه كي يدرك أن ثراء الفكر هو مايجعل الإنسان في مرتبة التسامي والعلو , لان الفكر الحر المستنير ينقي النفس من شوائب الجهل والشهوة والتسلط .
أن تتعالى أيها المتعالي تخيلا ... على فكر الأوباش والمرتزقة والمأجورين هو ما يجعلك عاليا , دون أن تشعر انك كائن يتميز عن الكائنات بصفات ملائكية .
التميز : أن تكون عاقلا تحترم الحياة والإنسان والنظام , وتشارك في خلق واقع جميل .
وكلما أخلصت في عطاءك كلما أصبحت أكثر تميزا في قلوب الناس التي بيدها أن تضعك عاليا أو سافلا , ليس لأنهم يملكون سلطة رسمية وإنما لأن سلطتهم تنبع من إرادة جماعية تحكم عليك حسب ما ينبثق من حقيقة نفسك .
من حبه الناس حبه الله ... والناس هنا : ليس المتسفلين وإنما الشرفاء الذين لم تتلوث أنفسهم بقبح .
أيها الإنسان المتعالي تخيلا .. أينما كنت على وجه الأرض , إن كنت تريد أن تكون إنسانا حقيقيا , فدع منك التخيل المنبثق من عقل أمرضه حب الشهوة والتسلط , وانهج درب العلو والتسامي , اخرج من سجن الذات إلى حرية الفكر , لترى أن الحياة أجمل من واقعك المصطنع , وابتعد عن الذين يجعلونك ملاكا وأنت لست إلا كائنا بسيطا لا تستطيع أن تدفع لحظة الموت التي قد تصيبك من قرصة حشرة صغيرة .
اهبط بخيالك المريض إلى ارض الناس الأبرياء الشرفاء كي ترتفع إلى سموات العلو الجميل , ستجد نفسك تكبر كلما نظرت إلى الأمور بعقلك وليس بعواطفك التي صنع منها المنافقون بالونات يملؤها الهواء وكلما ازدادت انتفاخا كلما صارت اقرب للانفجار الذي يحولها أشلاء بالونية لا يحفل بها احد .
لاتكن بالونة منفوخة , تحيطها الدبابيس الصغيرة .
لان دبوسا صغيرا كفيل بتفجيرك , ليصبح الأمر سيان :
أن يفجرك النفخ أو لدغة الدبوس الصغير .
إن كنت حقا أيها الإنسان , تريد أن تكون كبيرا فاعلم :
انك أولا إنسان ولست ملاكا , وانه تكبر في عين الصغير الصغائر , وتصغر في عين الكبير العظائم .
وان السلطة والجاه والمال لا تمنح الإنسان حب الناس ولا احترامهم , وما يمنح الإنسان الاحترام والحب هو أن يملك نفسا طيبة وعقلا متحررا من خرافة التقليد والجهل وقبل كل شيء إيمان الإنسان إيمانا حقيقيا بنفسه.
احترم نفسك أيها الإنسان كي يحترمك الناس .
والاحترام للنفس له قوانين وشروط وضوابط أهمها أن تكون حضاريا في تعاملك مع كل شيء حولك .
لكن ... أن ترى نفسك فوق كل شيء , دليل على دونيتك وليس على علوك.
المنافقون يجعلون من الإنسان بالونا للنفخ يكون قابلا للانفجار متى ما أرادوا بلدغة دبوس منهم أو بنفخة منتفخ أشبعه النفاق هواء ملوثا ولم يجد له مخرجا سوى أن ينفخ غيره حتى ينفجر .
لا تفكر بعقلية الغزو .. أيها الإنسان , وهي عقلية الغازي عندما يغزو شعبا يعتقد أن الشعب الذي يغزوه لا يختلف عنه فحسب وإنما هو دون ذلك , وهذا نزوع عنصري كما يقول " ادونيس " يدفع الغازي إلى المزيد من التمسك بما يبقي على المسافة بينه وبين الآخر , أي بلغته وبماضيه وثقافته , لكن المغزو عندما ينتفض قد يسحق الغازي !
لا تكن شامخا أيها الإنسان ... برأس فارغ !
ملء السنابل تنحني بتواضع ... والشامخات رؤوسهن فوارغ
و الحكمة تقول : أن الإنسان من صنع شغفه .
فإذا كان الإنسان شغوفا بالسرقة أصبح سارقا
وإذا كان شغوفا بالاستبداد أصبح مستبدا أو خانعا وكلاهما المستبد والخانع : ذليل.
وإذا كان شغوفا بالحرية أصبح حرا شريفا عالي الهمة كريم النفس عفيف اليد واللسان.
كن نظيفا أيها الإنسان .. كيلا يقول لك الناس باحتقار وسخرية : عيب!!
للكاتب .. سالم اليامي ..
أنت .. يامن تضع نفسك فوق مرتبة البشرية , لست إلا فقاعة تطفو فوق الماء وسرعان ما تختفي , وليس كل من علا فوق السطوح يعتبر عاليا بالمعنى الحقيقي , لان العلو ينبثق من أعماق الإنسان , تكونه الروح المتسامية على التوافه والجراح والشهوات ونزعة التسلط .
ليس مهما أن تتخيل نفسك ساميا , وإنما المهم انك تعرف حقيقة نفسك التي لا تبوح بها , ومن جوف الحقيقة يراك الناس . فأنت تتخيل نفسك أسمى من غيرك , لكن حقيقة نفسك تعكس دنو أخلاقك التي تجعلك في مرتبة " التسفل " وهذا هو سر شقاء الجاهل , حتى وان تلحف بجلابيب الكتب وتزركش بملابس الحضارة وتحدث بلغة البلغاء .لأن التلحف والزركشة والبلاغة لا تضعه في المرتبة العليا وإنما تخسف به إلى التسفل مما يجعله يجنح إلى التخيل كي يرى نفسه كائنا فوق البشر .
والتخيل ممارسة عظيمة , عندما يكون وسيلة العلماء والمفكرين والنابهين والرسامين والفنانين والشعراء كي يخلقوا إبداعا جديدا . لكنه يصبح ممارسة كارثية عندما يمارسه الجاهل لإشباع نهم جوعه المعرفي بإقصاء نور الفكر , وعندما يمارسه السارق كي يقنع نفسه بأنه شريف وليس لصا , وعندما يمارسه المجرم ليضفي على جريمته الجبانة صفة الجهاد والبطولة.
أنت أيها المتعالي " تخيلا " وليس حقيقة , لست إلا ذلك الشقي الذي كلما ازداد ثراء ماديا وسلطويا , كلما ازداد شقاء , لان عقله لم يسعفه كي يدرك أن ثراء الفكر هو مايجعل الإنسان في مرتبة التسامي والعلو , لان الفكر الحر المستنير ينقي النفس من شوائب الجهل والشهوة والتسلط .
أن تتعالى أيها المتعالي تخيلا ... على فكر الأوباش والمرتزقة والمأجورين هو ما يجعلك عاليا , دون أن تشعر انك كائن يتميز عن الكائنات بصفات ملائكية .
التميز : أن تكون عاقلا تحترم الحياة والإنسان والنظام , وتشارك في خلق واقع جميل .
وكلما أخلصت في عطاءك كلما أصبحت أكثر تميزا في قلوب الناس التي بيدها أن تضعك عاليا أو سافلا , ليس لأنهم يملكون سلطة رسمية وإنما لأن سلطتهم تنبع من إرادة جماعية تحكم عليك حسب ما ينبثق من حقيقة نفسك .
من حبه الناس حبه الله ... والناس هنا : ليس المتسفلين وإنما الشرفاء الذين لم تتلوث أنفسهم بقبح .
أيها الإنسان المتعالي تخيلا .. أينما كنت على وجه الأرض , إن كنت تريد أن تكون إنسانا حقيقيا , فدع منك التخيل المنبثق من عقل أمرضه حب الشهوة والتسلط , وانهج درب العلو والتسامي , اخرج من سجن الذات إلى حرية الفكر , لترى أن الحياة أجمل من واقعك المصطنع , وابتعد عن الذين يجعلونك ملاكا وأنت لست إلا كائنا بسيطا لا تستطيع أن تدفع لحظة الموت التي قد تصيبك من قرصة حشرة صغيرة .
اهبط بخيالك المريض إلى ارض الناس الأبرياء الشرفاء كي ترتفع إلى سموات العلو الجميل , ستجد نفسك تكبر كلما نظرت إلى الأمور بعقلك وليس بعواطفك التي صنع منها المنافقون بالونات يملؤها الهواء وكلما ازدادت انتفاخا كلما صارت اقرب للانفجار الذي يحولها أشلاء بالونية لا يحفل بها احد .
لاتكن بالونة منفوخة , تحيطها الدبابيس الصغيرة .
لان دبوسا صغيرا كفيل بتفجيرك , ليصبح الأمر سيان :
أن يفجرك النفخ أو لدغة الدبوس الصغير .
إن كنت حقا أيها الإنسان , تريد أن تكون كبيرا فاعلم :
انك أولا إنسان ولست ملاكا , وانه تكبر في عين الصغير الصغائر , وتصغر في عين الكبير العظائم .
وان السلطة والجاه والمال لا تمنح الإنسان حب الناس ولا احترامهم , وما يمنح الإنسان الاحترام والحب هو أن يملك نفسا طيبة وعقلا متحررا من خرافة التقليد والجهل وقبل كل شيء إيمان الإنسان إيمانا حقيقيا بنفسه.
احترم نفسك أيها الإنسان كي يحترمك الناس .
والاحترام للنفس له قوانين وشروط وضوابط أهمها أن تكون حضاريا في تعاملك مع كل شيء حولك .
لكن ... أن ترى نفسك فوق كل شيء , دليل على دونيتك وليس على علوك.
المنافقون يجعلون من الإنسان بالونا للنفخ يكون قابلا للانفجار متى ما أرادوا بلدغة دبوس منهم أو بنفخة منتفخ أشبعه النفاق هواء ملوثا ولم يجد له مخرجا سوى أن ينفخ غيره حتى ينفجر .
لا تفكر بعقلية الغزو .. أيها الإنسان , وهي عقلية الغازي عندما يغزو شعبا يعتقد أن الشعب الذي يغزوه لا يختلف عنه فحسب وإنما هو دون ذلك , وهذا نزوع عنصري كما يقول " ادونيس " يدفع الغازي إلى المزيد من التمسك بما يبقي على المسافة بينه وبين الآخر , أي بلغته وبماضيه وثقافته , لكن المغزو عندما ينتفض قد يسحق الغازي !
لا تكن شامخا أيها الإنسان ... برأس فارغ !
ملء السنابل تنحني بتواضع ... والشامخات رؤوسهن فوارغ
و الحكمة تقول : أن الإنسان من صنع شغفه .
فإذا كان الإنسان شغوفا بالسرقة أصبح سارقا
وإذا كان شغوفا بالاستبداد أصبح مستبدا أو خانعا وكلاهما المستبد والخانع : ذليل.
وإذا كان شغوفا بالحرية أصبح حرا شريفا عالي الهمة كريم النفس عفيف اليد واللسان.
كن نظيفا أيها الإنسان .. كيلا يقول لك الناس باحتقار وسخرية : عيب!!
للكاتب .. سالم اليامي ..