راعيها
23-03-2011, 06:46 AM
تنعى وزارة شؤون الرئاسة، المغفور له سالم بن حم العامري يرحمه الله الذي وافته المنية صباح أمس"الجمعة 18/03/2011" . تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان . “إنا لله وإنا اليه راجعون” .
والمغفور له الشيخ سالم بن حم العامري أحد أعلام مدينة العين، عاصر مرحلتي الشدة والرخاء، فكان شاهداً على حياة الماضي بضنكها وشح مواردها، وعاصر الحياة الحاضرة وشهد الطفرة التي أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان “طيب الله ثراه” على هذه الأرض، فكانت الإمارات واحدة من أكثر دول العالم منافسة على التطور والتحضر .
في منطقة الصفا جنوبي الوجن الواقعة في المنطقة الشرقية لإمارة أبو ظبي، ولد سالم بن حم عام 1925م . . وهو بن مسلم بن حم العامري الذي كانت لمواقفه دورها الكبير في استتباب الأمن والاستقرار في العين وأبوظبي خلال العقود الأولي من القرن الماضي . . كما كانت علاقاته متميزة وقوية بشيوخ آل نهيان حتى وفاته (مسلم بن حم العامري) عام 1927م . وعُرف عن عمه الشيخ محمد بن حم رفقته للمغفور له الشيخ زايد الأول، وشاعريته المشهودة وقصائده تشكل ديواناً يؤرخ من تاريخ الإمارات، حيث توفي (محمد بن حم) عام 1940م .
نشأ سالم بن حم يتيماً، حيث توفي والده وهو لم يزل طفلاً، غير أن والدته أحسنت تربيته ونشأته، غرست فيه الصبر والجلد والقدرة على تحمل الصعاب وقسوة الحياة، بيئة قاسية لا ترحم وبلاد قفراء إلا من إيمان أهلها .
ويقول بن حم عن طفولته: طفولتي لم تكن تختلف عن طفولة أقراني الذين نشأوا وترعرعوا في ظل الظروف البيئية والمعيشية الصعبة التي كانت تسود المنطقة آنذاك . . لم تكن هناك طفولة بالمعنى الصحيح فظروف الحياة بمعطياتها في ذلك الحين أضفت علينا منذ نعومة أظافرنا نوعاً من الخشونة والقدرة على التكيف والمثابرة والتحلي بقدر من الإرادة والعزيمة القوية وروح المبادرة والتحدي، وجميعها في الواقع من المآثر التي أخذناها كجيل من آبائنا وأجدادنا الذين كانت حياتهم بطبيعة الحال أكثر صعوبة وقسوة . أما بالنسبة لترتيبي بين أفرد الأسرة فقد كنت الثاني، وتكبرني شقيقتي موزة رحمها الله وقد توفيت عام .2006 . كنت شغوفاً إلى درجة كبيرة بقصص الشجاعة والبطولة التي كنت أسمعها وأنا طفل عن أولئك الرجال الذين كانوا يدفعون حياتهم ثمناً للذوذ عن ديارهم وأهلهم .
في سنوات الشباب تزوج سالم بن حم وهو زواج لم يخرج كما يذكر عن نمط العادات والتقاليد التي كانت سائدة في تلك البيئة البدوية التي عاشها فالزواج تقليدي جداً وله طقوس في غاية البساطة . وأغلب الحالات كانت تتم بين أبناء وبنات القبيلة الواحدة، وزواجه لم يكن بعيداً عن هذه التقاليد، وان أولاده على التوالي : مسلم، محمد، حمد، مبارك، سهيل، عبدالله، سعيد . سالم بن حم في الصحراء كانت نشأته، ومدرسة زايد صقر الصحراء صنعته وصاغت شخصيته . . ورسمت مسار سنوات عمره . بل هي كما يقول كل شيء في حياته .
رافق سالم بن حم الشيخ زايد منذ صباه، شهد معه قسوة ماضٍ وعظمة حاضر، وفي الفترتين بكل امتدادها الزمني، اكتسب سالم بن حم مرتكزات أساسية في بنائه الشخصي وتجربة حياته، مرتكزات صنعتها رفقته للشيخ زايد، زايد عمل، صبر، أنجز .
وبن حم شهد معه الكثير من الأحداث والوقائع والتطورات والمتغيرات، وفي كل مساراتها كان يتأمل آفاق تفكيره، إرادته وعزمه، حنكته وفطنته، حكمته، مواجهته للمعضلات، قراءته للواقع، وتطلعاته للمستقبل، وفي أحد الأيام سأل أحد الصحافيين البريطانيين سالم بن حم حينما كان مرافقاً للمغفور له الشيخ زايد في إحدى رحلاته الخارجية . في أي مدرسة درست : أجابه على الفور وبذكاء البدوي الفطري “درست في مدرسة زايد، وما زلت طالباً العلم والمعرفة فيها إلى يومنا هذا” .
ويصف الشيخ سالم بن حم الشيخ زايد قائلاً: “تعجز كلماتي عن وصفه فقد كان طيب الله ثراه محباً للخير، ودوداً وعطوفاً، صاحب ذكاء فطري، باراً بأهله ووطنه، لديه عزيمة قوية وإرادة صلبة، إضافة إلى الحكمة وبعد النظر في كل الأمور، وهذا ما مكنه من تحقيق حلم الاتحاد، وبناء دولة عصرية قامت على إنجازات حضارية أقرب إلى المعجزات، والمتأمل في فكر الشيخ زايد يتبين مدى تركيزه الثابت على فكرة “بناء الإنسان” التي جعلها من أولوياته، وكانت نصب عينيه في فترة حكمه، وفي كل خطوة خطاها أو أمل تطلع إليه” .
والمغفور له الشيخ سالم بن حم العامري أحد أعلام مدينة العين، عاصر مرحلتي الشدة والرخاء، فكان شاهداً على حياة الماضي بضنكها وشح مواردها، وعاصر الحياة الحاضرة وشهد الطفرة التي أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان “طيب الله ثراه” على هذه الأرض، فكانت الإمارات واحدة من أكثر دول العالم منافسة على التطور والتحضر .
في منطقة الصفا جنوبي الوجن الواقعة في المنطقة الشرقية لإمارة أبو ظبي، ولد سالم بن حم عام 1925م . . وهو بن مسلم بن حم العامري الذي كانت لمواقفه دورها الكبير في استتباب الأمن والاستقرار في العين وأبوظبي خلال العقود الأولي من القرن الماضي . . كما كانت علاقاته متميزة وقوية بشيوخ آل نهيان حتى وفاته (مسلم بن حم العامري) عام 1927م . وعُرف عن عمه الشيخ محمد بن حم رفقته للمغفور له الشيخ زايد الأول، وشاعريته المشهودة وقصائده تشكل ديواناً يؤرخ من تاريخ الإمارات، حيث توفي (محمد بن حم) عام 1940م .
نشأ سالم بن حم يتيماً، حيث توفي والده وهو لم يزل طفلاً، غير أن والدته أحسنت تربيته ونشأته، غرست فيه الصبر والجلد والقدرة على تحمل الصعاب وقسوة الحياة، بيئة قاسية لا ترحم وبلاد قفراء إلا من إيمان أهلها .
ويقول بن حم عن طفولته: طفولتي لم تكن تختلف عن طفولة أقراني الذين نشأوا وترعرعوا في ظل الظروف البيئية والمعيشية الصعبة التي كانت تسود المنطقة آنذاك . . لم تكن هناك طفولة بالمعنى الصحيح فظروف الحياة بمعطياتها في ذلك الحين أضفت علينا منذ نعومة أظافرنا نوعاً من الخشونة والقدرة على التكيف والمثابرة والتحلي بقدر من الإرادة والعزيمة القوية وروح المبادرة والتحدي، وجميعها في الواقع من المآثر التي أخذناها كجيل من آبائنا وأجدادنا الذين كانت حياتهم بطبيعة الحال أكثر صعوبة وقسوة . أما بالنسبة لترتيبي بين أفرد الأسرة فقد كنت الثاني، وتكبرني شقيقتي موزة رحمها الله وقد توفيت عام .2006 . كنت شغوفاً إلى درجة كبيرة بقصص الشجاعة والبطولة التي كنت أسمعها وأنا طفل عن أولئك الرجال الذين كانوا يدفعون حياتهم ثمناً للذوذ عن ديارهم وأهلهم .
في سنوات الشباب تزوج سالم بن حم وهو زواج لم يخرج كما يذكر عن نمط العادات والتقاليد التي كانت سائدة في تلك البيئة البدوية التي عاشها فالزواج تقليدي جداً وله طقوس في غاية البساطة . وأغلب الحالات كانت تتم بين أبناء وبنات القبيلة الواحدة، وزواجه لم يكن بعيداً عن هذه التقاليد، وان أولاده على التوالي : مسلم، محمد، حمد، مبارك، سهيل، عبدالله، سعيد . سالم بن حم في الصحراء كانت نشأته، ومدرسة زايد صقر الصحراء صنعته وصاغت شخصيته . . ورسمت مسار سنوات عمره . بل هي كما يقول كل شيء في حياته .
رافق سالم بن حم الشيخ زايد منذ صباه، شهد معه قسوة ماضٍ وعظمة حاضر، وفي الفترتين بكل امتدادها الزمني، اكتسب سالم بن حم مرتكزات أساسية في بنائه الشخصي وتجربة حياته، مرتكزات صنعتها رفقته للشيخ زايد، زايد عمل، صبر، أنجز .
وبن حم شهد معه الكثير من الأحداث والوقائع والتطورات والمتغيرات، وفي كل مساراتها كان يتأمل آفاق تفكيره، إرادته وعزمه، حنكته وفطنته، حكمته، مواجهته للمعضلات، قراءته للواقع، وتطلعاته للمستقبل، وفي أحد الأيام سأل أحد الصحافيين البريطانيين سالم بن حم حينما كان مرافقاً للمغفور له الشيخ زايد في إحدى رحلاته الخارجية . في أي مدرسة درست : أجابه على الفور وبذكاء البدوي الفطري “درست في مدرسة زايد، وما زلت طالباً العلم والمعرفة فيها إلى يومنا هذا” .
ويصف الشيخ سالم بن حم الشيخ زايد قائلاً: “تعجز كلماتي عن وصفه فقد كان طيب الله ثراه محباً للخير، ودوداً وعطوفاً، صاحب ذكاء فطري، باراً بأهله ووطنه، لديه عزيمة قوية وإرادة صلبة، إضافة إلى الحكمة وبعد النظر في كل الأمور، وهذا ما مكنه من تحقيق حلم الاتحاد، وبناء دولة عصرية قامت على إنجازات حضارية أقرب إلى المعجزات، والمتأمل في فكر الشيخ زايد يتبين مدى تركيزه الثابت على فكرة “بناء الإنسان” التي جعلها من أولوياته، وكانت نصب عينيه في فترة حكمه، وفي كل خطوة خطاها أو أمل تطلع إليه” .