المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخوف عند الأطفال.!



جريح الحب
06-03-2011, 10:51 PM
[/CENTER]





[IMG]http://www.lahamag.com/getImage.aspx?imagename=pictures/Articles/s_s_101004124241003%2Ejpg&width=1000&height=74

يستيقظ نبيل (4 سنوات) من نومه يبكي خائفًا وتحاول والدته تهدئته وطمأنته لكنه يقول لها إن الثعلب المكّار طرق بابه ويريد أن يلتهمه. إنه الخوف الذي ينتاب معظم الأطفال في هذه السن، ويظهر بأشكال مختلفة: الخوف من العتمة، الخوف من الحيوانات المتوحشة والأليفة، الخوف من الماء...
من المعلوم أن الخوف عند الطفل شعور طبيعي وجزء من تطوّره النفسي والعاطفي. ويرى اختصاصيو علم نفس الطفل أن الشعور بالخوف يبدأ بالظهور في سن الثمانية أشهر، ففي هذه السن يتولّد لدى الطفل قلق الانفصال عن والدته، وعندما يرى شخصاً غريباً قد يخاف، ويقال بالعامية «استغرب»، وهذا أول مظاهر الخوف العلنية عند الطفل. ففي هذه السن صارت لديه القدرة على حفظ وجوه بعض الأشخاص المقرّبين منه، وعندما يرى وجهاً غير مألوف قد يخاف ويرفض الاقتراب منه ويعبّر عن ذلك بالبكاء. وعندما يبلغ الطفل الثلاث سنوات يصبح عنده نموّ عقلي وتتطوّر عنده ملكة التخيل، فيخترع أموراً وهمية لا وجود لها في الواقع، إلا أنه في الوقت نفسه لا ينسجها من محض خياله فقط، بل يستمدها من مشاهد رآها في التلفزيون أو قصصاً قرأتها له والدته.

وقد يكون الخوف شعورًا مزمنًا يظهر من شيء أو شخص موجود في الواقع ويعتبره الطفل لسبب ما خطرًا عليه، وهذا الخوف المزمن بحسب سيغموند فرويد ثابت: فمثلاً الخوف من اللون الأسود، ومن الوحدة ومن الغرباء والأشياء الجديدة ومن الحيوانات كالكلاب... وعندما يظهر الخوف بشكل مكرر ومنظم أثناء وجود شيء ما أو في موقف محدّد مسالم، يمكن التحدّث عن الفوبيا أو الرهاب ويظهر بين الخامسة والسادسة. وإذا لاحظ الأهل أن طفلهم يعاني هذا النوع من الخوف عليهم استشارة اختصاصي نفسي لمعرفة أسباب المشكلة ومساعدة الطفل في التخلّص منها.
ويشير الاختصاصيون إلى أن بعض المخاوف تكون عادية ويجب عدم القلق منها. فالطفل الرضيع يخاف من الضجيج المفاجئ، والطفل الصغير يخاف من الانفصال عن والديه، والخوف من الغرباء يظهر في الشهر الثامن. وفي السنة الأولى يخاف الطفل من صوت المكنسة الكهربائية، ورنين الهاتف... في الثانية يخاف الطفل من الضجيج القوي مثل صوت الإسعاف ونباح الكلب... في الثالثة يبدأ الطفل يخاف من الحيوانات، خصوصًا إذا كان سلوك الحيوان الأليف عدوانيًا ومن الطبيعي أن يخاف منه الطفل.
الخوف من الظُلمة لأنها تجعله تائهًا
من النادر أن نجد طفلاً لا يخاف من الظُلمة. ويظهر هذا الخوف بشكل متكرر بين الثانية والخامسة، وتكرس هذا القلق أمور مختلفة. ففي العتمة يستحيل على الطفل إيجاد لعبته المفضّلة والسيطرة على محيطه، والتأكد من أن الوحش لا يطوف في أرجاء غرفته. كما أنه في العتمة لا يستطيع أن يعرف مكان سريره أو التوجه إلى الحمام. وتصبح العتمة بالنسبة إلى الطفل شركًا كبيرًا يباغته ليجد نفسه في وسطه مجرّدًا من أسلحة الأمان. فهو ينام بصعوبة، وعندما يستيقظ ليلاً باكيًا ينادي أمه لإنقاذه من العتمة. عندها على الأم أن تتوجه مباشرة إلى غرفته وتشعل النور، وإذا أخبرها أن الساحرة تختبئ وراء الستارة عليها أن تمسكه بيدها و تتأكد معه أن لا وجود للساحرة خلف الستارة ثم تحضنه وتطمئنه وتعيده إلى النوم.
وينصح الاختصاصيون الأم أن تضع في غرفة طفلها مصباحًا خافت الضوء أو أن تُبقي رواق غرف النوم مضاءً على أن تترك باب غرفة الطفل مفتوحًا قليلاً. فبين العتمة والنور الخافت جدًا فارق كبير، العتمة تسبب القلق، والنور الخافت يمنح الطمأنينة.

التآلف مع الخوف حتى يتمكن الطفل من تخطيه
يرى الاختصاصيون أن التحدي الحقيقي للأم يكمن في مساعدة طفلها في التآلف مع الخوف والانتصار عليه. ويحدث هذا عبر الحوار معه، وتحديد أسباب التوتر، وأخذ الأمر على محمل الجد من دون جعله دراماتيكيًا، وحض الطفل على إيجاد أجوبة عن أسئلته. ويكون ذلك بالطلب منه وصف خوفه من أجل تحديده. وعليها أن تظهر له أنها تفهم مخاوفه من دون أن تتبنّاها أو تُشعره بأنها خائفة مثله، فبدل أن تقول له مثلاً: «أنا أيضًا أشعر بالخوف من كذا»، وبالتالي تعزّز خوفه، عليها أن تتذكر أحد مخاوفها التي لا تشبه مخاوفه ، مما يشعره بأنه قوي. ويمكنها أن تذكّره بخوف شعر به في الماضي وعرف كيف يتخطّاه، مثلا النوم في بيت الجدة أو السباحة في البحر خلال العطلة، وتتيح له الوقت ليتذكر بنفسه كيف استطاع التغلب على خوفه في تلك الفترة.
وعند المساء ساعة الذهاب إلى السرير، يمكن أن تغني الأم والطفل معًا أغنية تتحدث عن الانتصار على الخوف مما يساعده في استخراج خوفه. كما يمكن الأم أن توفّر في غرفة طفلها نقاط مرجع يمكنه اللجوء إليها عند الحاجة، كأن يكون زر تشغيل النور في متناول يده: «إذا رغبت في النور يمكنك إشعاله بهذه الطريقة». ويشير الاختصاصييون إلى أنه من الطبيعي ألا تتبدد مخاوف الطفل بين ليلة وضحاها، ولكن بهذه الطريقة يمكن الطفل الانتصار على مخاوفه كي يتقدم بشكل هادئ في حياته.

الخوف من الوحوش
الساحرة الشريرة والثعلب الخبيث... يحب الأطفال قراءة القصص التي تثير الخوف فيهم، وإن كانت هذه القصص أخافت أهلهم عندما كانوا صغارًا. ورغم ذلك فإن هذا الميل للشعور بقشعريرة الخوف أمر طبيعي جدًا، ولا داعي للقلق. فالخوف هو جزء من مراحل النمو النفسي عند الطفل، إلى درجة معينة. و إذا نتج عن هذا الخوف كوابيس وقلق نهاري، فهذا مؤشر لأن هذه القصة أثارت خوفًا دفينًا عند الطفل. وعمومًا يكفي عدم المبالغة بجعل الأمر دراماتيكيًا والتركيز على الشخصية الخيالية الموجودة في القصة.

لماذا يحب الأطفال هذا النوع من القصص؟
يرغب جميع الأهل في حماية أطفالهم من الألم والحزن، فمن منا لم يحاول أن يخفي أو يحوّر فكرة موت أحد الأقارب، بالإدعاء أنه سافر إلى بلاد بعيدة. ورغم محاولات محيط الطفل الاجتماعي فإنه لا يستطيع تجنب الخوف، فيقلق من خلاف والديه، أو هموم سببها العمل، أو ببساطة يسأل عن الضجيج الغريب الذي يسمعه ليلاً. إذا اتصاله بالواقع ليس مطمئنًا بالضرورة، وهو في حاجة إلى اختراع عالم حيث يكون فيه السيد ويمارس كل سلطته، من ضمنها مخاوفه. والقصص التي تتحدث عن الساحرة والأشرار تساعد الطفل في السيطرة على المتخيّل. إذ تظهر التحليلات النفسية لقصص أدب الطفل الكلاسيكية، أن هذه القصص لا ترعب الطفل بل تعزز هيكلية تفكيره بإخباره عما يمكن مواجهته من صعاب.وهي طريقة للتآلف مع المخاوف الواقعية. ومهما كانت القصة تتضمن من ساحرات وأشرار، فإن شخصيات القصص الخيالية تستجيب بطريقة محددة لقلق الأطفال. الملك والملكة هما الوالدان الطيّبان اللذان يحميان ابنهما، وزوجة الأب و الوحش هما جزء من خيال الطفل الذي يرى الأهل أحيانًا أشرارًا ويسببون له توترًا.
ويشعر الطفل بالسعادة أيضًا عندما تكون الخاتمة سعيدة بالنسبة إلى شخص عاثر الحظ. ويعيش حالة من التغيير عندما يتماهى مع بطل القصة، ففي خياله ينتصر على الأشرار وقوى الشر. إذًا الطفل يتمتع بالخوف الذي يكون من فعله لأنه يدرك تمامًا أنه يسيطر عليه.

[/SIZE]

[/RIGHT]
[/RIGHT]

منقول للفائدة

جريح الحب[/CENTER]

خيؤط الشمس
06-03-2011, 10:56 PM
مؤضؤع قيم

جزيل الشكر لك جريح الحب على النقل الرائع


الله يعطيك العافيه ..

بو حمد الوشاحيـ
06-03-2011, 11:15 PM
مشكور اخويه ع الموضوع الرائع صح هالافكار تراودهم
بو حمد الوشاحيـ