الزير سالم
28-04-2010, 04:13 PM
السلام عليكم
هذه القصة قد قرأتها في احدى المجلات واتمنى ان تنال اعجابكم
إليكم القصه على لسان صاحبتها وتقول:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لكم كلمات مبعثرة كبعثرة روحي ومشتتة كتشتت حياتي .. فاعذروني لأن دموعي تسابق كلماتي ..
أنا فتاة في الـعشرين من العمر .. عانيتُ بحياتي منذ ظهرت على هذه الدنيا لأجد أبي قضى عليه المرض الخبيث وأمي لديها فشل كلوي !! ولم تكمل أمي سنتين من عمري حتى رحلت خلف أبي !!
كانت أختي الكبيرة قد وضعت مولودتها بنفس الشهر الذي وضعتني به أمي .. فاحتوتني أختي مع ابنتها وأرضعتني فأصبحت أختي أماً لي..
عشتُ وتربيت في أسرة أختي بعد رحيل أمي .. ولم تشعرني أسرة أختي يوما بالنقص .. ولم يحسسوني يوما أنني لستُ منهم !! وعاملوني بمنتهى الطيبة .. ولكن عندما كبرت عرفت الحقيقة من الأطفال !! أن أختي هي أختي وليست أمي .. ومن كنتُ أظنه أبي هو زوج أختي وليس أبي !! عرفتُ ذلك وأنا ذات التسـع سنوات !! ولا أنسى ذلك اليوم الذي صُدمت فيه وبكيتُ وتألمت !! كنتُ صغيرة ذلك الوقت وكان وقع الأمر علي ليس سهلا ..
تقبلتُ الأمر مع الشهور والسنين .. ولكن كنتُ أواجه صعوبة في استيعاب التغير الذي طرأ على أفكاري .. عندما أرى أخواتي ليسوا أخواتي إنما بنات أختي .. ! كنتُ لمجرد ما أستوعب تلك الحقيقة أبكي وأتألم !! حتى كبرت وصرت في مرحلة المراهقة .. وكم انطويتُ على نفسي ذلك الوقت وكنتُ أستحي أن أطلب من زوج أختي الذي هو بمثابة أبي .. كل ذلك بسبب معرفتي للحقيقة !! كم تمنيتُ لو لم أعرف وعشتُ طول عمري بذلك الوهم !! كم تمنيتُ لو أخبروني بذلك منذ صغري وليس بعدما كبرت ..
ومرت السنوات والأوضاع مستقرة والحمدلله ولكن شخصيتي بدأت تميل للانطوائية .. لا أعرف لماذا صارت شخصيتي ضعيفة وأفضل الصمت دوما ..
وعندما تخرجتُ من الثانوي تقدم لخطبتي رجل لا أقوى سوى حسبي الله عليه وعلى أهله الذين دمروا حياتي وكياني
فالآن تبدأ معاناتي الحقيقية :
تزوجت ذلك الرجل بعد سنة من الخطوبة .. كنتُ ألمس خشونة تعامله من أيام ملكتنا أي قبل الزواج !! ولكن لم أعري ذلك اهتماما واعتقدتُ أن الزواج سيغير كل شي ..
وتزوجنا وليتني لم أؤمل نفسي بذلك التغيير !!
من أول يوم لنا وهو ثائر الأعصاب يتطاير الشرر من عينيه .. ينام بغرفة وأنا بغرفة بأي ذنب اقترفته لا أعلم !!! اسبوع واحد وباع أثاث الشقة وأسكنني عند أهله !! بحجة أنه لا يستطيع فراق أمه ولا يصبر عن طعامها !! كنت طول اليوم لا أراه !! يعيش كما أنه لم يتزوج !! صبرت وتحملت على أمل أن يتغير .. أهله يعاملوني كالخادمة !! لم أخبر أحدا أنني أعاني من كل هذا وإلا أوقفوهم عند حدودهم !! وبررت أمر انتقالنا لبيت أهله أننا لم نرتاح بالشقة !!
حاولتُ التقرب لأمه بشتى الطرق .. اشتريت لها يوما ساعة من أروع الماركات .. وبالغد وجدت الخادمة تلبسها !! اشتريتُ لأخوته أروع الشنط .. فأجدها مرمية بكل إهمال بالمخزن !! بذلتُ أقصى جهدي لإرضائه هو بالذات .. ولكني لم أجد منه إلا الصد والنفور والضـرب والسب والخصام على أتفه الأسباب !!
كان يتصيد الأخطاء ويدبرها من تحت الأرض حتى يخلق مشكلة ولو من الهواء !!
أكثر من مره يتغيب وعندما أسأل أهله عنه يخبروني أنه سافر !! هكذا دون علمي !! يسافر إلى لبنان ومصر بدون أي سبب منطقي !! تعبتُ وعانيت ومع ذلك صبرت وتحملت ..
حتى بدأت الأمور تزداد سوءا .. لدرجة أنه في أحد المرات وضعني بالسوق ثم ذهب .. ولم يعود إلا بآخر الليل !! و المحلات أغلقت وأنا وحدي بالشارع أرتجف خوفا وأرتعب من نظرات المارة !! وإشاراتهم وهمسهم !! اتصلتُ به خائفة وأخبرته أنني وحدي وحولي رجال مخيفون ينظرون إلي .. فصرخ بي أن لاأزعجه بالاتصال وأن أقف مكاني أنتظره وأغلق الخط !! انتظرتُ وأصبحت أقرأ ماتيسر لي من آيات وأدعية وأنا أرتجف خوفا ..
وعندما عاد أسرعتُ خائفة وركبت السيارة ولا أعرف كيف أصف لكم هيئته !! عيناه حمراوتان وصوته غريب .. وصرخ بي فور ركوبي وأنا لم أفعل شيئا .. تمنيتُ لحظتها لو بقيتُ بالشارع أرحم لي من هذا الشخص !! ظنيتُ أنه الأمان ولكن وجدته مصدر الرعب والخوف!!
أعادني للمنزل وبعدها انطلق عائدا لمكان ما أتى !!
حياته كلها لعب وفسق وضلال !!
لاحظوا أهلي هيئتي الحزينة وضعف صحتي وشكوا بالأمر !! ولكنني أنكرتُ شكوكهم ولا أعلم لماذا كنتُ أفعل ذلك .. لماذا لا أريدهم يعلمون أي شي عني !! ربما كنتُ أخشى وقوع أمرا كان يلوح لي من بعيد .. وهو الطلاق !! لم أكن أتقبل فكرة أن أكون مطلقة ومنيتُ نفسي بالتغيير وتعلقت بأوهام وسراب !!
حتى كان ذلك اليوم الأسود !!!!
حل بمنزل أهل زوجي ولا أريد قول زوجي ولكن لكي تفهموني .. المهم حل بمنزلهم ضيوف وكنتُ حينها خارج المنزل .. تصوروا أنهم استقبلوهم بغرفتي !! وأخبروهم أنها ستكون هي مطرحهم خلال الثلاث أيام التي سيبقون بها !! لأنها الغرفة الوحيدة المناسبة والقريبة من المدخل .. دون أي شور مني ولا إذن ولا مراعاة !! كم صُدمت عندما عدت للمنزل ومن قبل أن أستفهم عن أي شي قالولي أنني سأنام بالغرفة الاضافية بأعلى المنزل حتى يذهبوا الضيوف .. !! حينها ضاقت بي الدنيا .. !! أي نوع من البشر أنتم !! لا احترام ولا محبة ولا مودة لا من الزوج ولا من أهله !!
حبستُ نفسي بتلك الغرفة باكية حزينة !! متحسرة على حالي وحظي .. أحدا منهم لم يسأل عني طول الثلاث أيام .. حتى من هو زوجي لم يسأل عني ولم يبالي !! لم أكن أخرج الا للضرورة التي تقيني من الموت كشرب الماء فقط .. وذلك عندما يعم الهدوء وأعلم أنهم ناموا ..
وفي اليوم الثالث صباحا ..
عم الضجيج على البيت أطفالا وصغارا وكبارا وانا وحدي حبيسة .. حتى لو فكرتُ بالخروج .. لن أجد سوى الإهانة والتحقير .. وبعد فترة تعبت وخلدتُ الي النوم .. ساعات واستقيظتُ على رائحة كريهة خانقة !! وسواد منبعث من فتحات الباب والشبابيك !! قمتُ فزعة !! لا أعرف ماالذي جرى وماهذا الدخان الأسود .. صابتني كحة شديدة .. وبالقوة كنت أمشي وأتحسس الباب وأخرج .. لأتفاجئ بالكم الهائل من الدخان في باقي المنزل .. صرختُ خائفة وأنا أناديهم بأساميهم ولا أجد من يرد علي النداء !! مشيت أتخبط بطريقي وأنا لا أرى شيئا .. لمست يداي بابا وفتحته ولم أكن أعلم أنني سأوقع بالطامة الكبرى !!
فقد كانت تلك الغرفة تحترق وعندما فتحتُ الباب انقض النار على جسدي !! صرخت ووقعت وصرت أزحف وأنا أصرخ حتى وصلت للدرج دون علمي وسقطت من فوق الدرج لآخره .. وخارت قواي حينها وضاق تنفسي وغبتُ عن الوعي !!
استقيظتُ بعدها لأجد نفسي بالمستشفى يدي ورقبتي أكلتهم النار !! أجروا لي عملية استطاعوا من خلالها اسعافي قدر المستطاع ولكن ظلت رقبتي وذراعي مشوهين !!
آلام بالصدر انتابتني من الاختناق !!
تصورا أن المكيف انحرق وعندها خرج كل من كان بالبيت واتصلوا على المطافئ وذهبوا !! وتركوني وحدي بالبيت دون أن يخبروني وينقذوني !!
بكيتُ بالمستشفى مرتعبة وأقول أنني انتهيت ولا أريد العودة لذلك المنزل وأني خائفة وأرجو الأمان
علم أهلي بكل شئ وانصدموا وطلبوا طلاقي ومع هذا لم يطلق الرجل حتى نعيد له المهر !! كان من الممكن أن يطالبوه أهلي بالأضرار الصحية والنفسية التي ألحقني بها ولكني رفضت !! لاااااااااا أريد منه شيئا .. أريد أن أرتاح
فلقد تدمرت
6 أشهر فقط .. عشتها مع ذلك الرجل
خرجتٌ منها مدمرة ومحطمة ومشوّهة !!
فقدتٌ الثقة بنفسي .. وبالرجال .. وبالناس وبالجميع
الآن أنا حبيسة المنزل .. كنتُ حبيسة الغرفة .. لا أخرج حتى يترجاني كل أهلي .. كنتُ أقوم فزعة من النوم أصرخ وأنا أتخيل رجال بالشارع يهاجموني
أو النار تأكلني !!
مر على طلاقي سنة كاملة .. أنا الآن أحسن نوعا ما .. فارقتني الكوابيس الحمدلله .. ولكنني صرتُ منطوية بشكل كبير .. لا أخرج حتى لا أسمع كلام الناس كيف تطلقتُ وأنا بشهوري الأولى !! لا أريد أن أرى نظرات الشفقة .. لا من هيئتي ولا من شكلي لأني دوما ألف وشاحا حول رقبتي لأخفي تشوهها .. تركتُ الدراسة والشغل وكل شي
وفقدت الثقة بالناس .. وكرهت الرجال وفقدت الثقة بهم وبنفسي أيضا !!
فكيف بالله أعيش ؟؟
"" اتمنى ان تنال اعجابكم تحياتي لكم""
هذه القصة قد قرأتها في احدى المجلات واتمنى ان تنال اعجابكم
إليكم القصه على لسان صاحبتها وتقول:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لكم كلمات مبعثرة كبعثرة روحي ومشتتة كتشتت حياتي .. فاعذروني لأن دموعي تسابق كلماتي ..
أنا فتاة في الـعشرين من العمر .. عانيتُ بحياتي منذ ظهرت على هذه الدنيا لأجد أبي قضى عليه المرض الخبيث وأمي لديها فشل كلوي !! ولم تكمل أمي سنتين من عمري حتى رحلت خلف أبي !!
كانت أختي الكبيرة قد وضعت مولودتها بنفس الشهر الذي وضعتني به أمي .. فاحتوتني أختي مع ابنتها وأرضعتني فأصبحت أختي أماً لي..
عشتُ وتربيت في أسرة أختي بعد رحيل أمي .. ولم تشعرني أسرة أختي يوما بالنقص .. ولم يحسسوني يوما أنني لستُ منهم !! وعاملوني بمنتهى الطيبة .. ولكن عندما كبرت عرفت الحقيقة من الأطفال !! أن أختي هي أختي وليست أمي .. ومن كنتُ أظنه أبي هو زوج أختي وليس أبي !! عرفتُ ذلك وأنا ذات التسـع سنوات !! ولا أنسى ذلك اليوم الذي صُدمت فيه وبكيتُ وتألمت !! كنتُ صغيرة ذلك الوقت وكان وقع الأمر علي ليس سهلا ..
تقبلتُ الأمر مع الشهور والسنين .. ولكن كنتُ أواجه صعوبة في استيعاب التغير الذي طرأ على أفكاري .. عندما أرى أخواتي ليسوا أخواتي إنما بنات أختي .. ! كنتُ لمجرد ما أستوعب تلك الحقيقة أبكي وأتألم !! حتى كبرت وصرت في مرحلة المراهقة .. وكم انطويتُ على نفسي ذلك الوقت وكنتُ أستحي أن أطلب من زوج أختي الذي هو بمثابة أبي .. كل ذلك بسبب معرفتي للحقيقة !! كم تمنيتُ لو لم أعرف وعشتُ طول عمري بذلك الوهم !! كم تمنيتُ لو أخبروني بذلك منذ صغري وليس بعدما كبرت ..
ومرت السنوات والأوضاع مستقرة والحمدلله ولكن شخصيتي بدأت تميل للانطوائية .. لا أعرف لماذا صارت شخصيتي ضعيفة وأفضل الصمت دوما ..
وعندما تخرجتُ من الثانوي تقدم لخطبتي رجل لا أقوى سوى حسبي الله عليه وعلى أهله الذين دمروا حياتي وكياني
فالآن تبدأ معاناتي الحقيقية :
تزوجت ذلك الرجل بعد سنة من الخطوبة .. كنتُ ألمس خشونة تعامله من أيام ملكتنا أي قبل الزواج !! ولكن لم أعري ذلك اهتماما واعتقدتُ أن الزواج سيغير كل شي ..
وتزوجنا وليتني لم أؤمل نفسي بذلك التغيير !!
من أول يوم لنا وهو ثائر الأعصاب يتطاير الشرر من عينيه .. ينام بغرفة وأنا بغرفة بأي ذنب اقترفته لا أعلم !!! اسبوع واحد وباع أثاث الشقة وأسكنني عند أهله !! بحجة أنه لا يستطيع فراق أمه ولا يصبر عن طعامها !! كنت طول اليوم لا أراه !! يعيش كما أنه لم يتزوج !! صبرت وتحملت على أمل أن يتغير .. أهله يعاملوني كالخادمة !! لم أخبر أحدا أنني أعاني من كل هذا وإلا أوقفوهم عند حدودهم !! وبررت أمر انتقالنا لبيت أهله أننا لم نرتاح بالشقة !!
حاولتُ التقرب لأمه بشتى الطرق .. اشتريت لها يوما ساعة من أروع الماركات .. وبالغد وجدت الخادمة تلبسها !! اشتريتُ لأخوته أروع الشنط .. فأجدها مرمية بكل إهمال بالمخزن !! بذلتُ أقصى جهدي لإرضائه هو بالذات .. ولكني لم أجد منه إلا الصد والنفور والضـرب والسب والخصام على أتفه الأسباب !!
كان يتصيد الأخطاء ويدبرها من تحت الأرض حتى يخلق مشكلة ولو من الهواء !!
أكثر من مره يتغيب وعندما أسأل أهله عنه يخبروني أنه سافر !! هكذا دون علمي !! يسافر إلى لبنان ومصر بدون أي سبب منطقي !! تعبتُ وعانيت ومع ذلك صبرت وتحملت ..
حتى بدأت الأمور تزداد سوءا .. لدرجة أنه في أحد المرات وضعني بالسوق ثم ذهب .. ولم يعود إلا بآخر الليل !! و المحلات أغلقت وأنا وحدي بالشارع أرتجف خوفا وأرتعب من نظرات المارة !! وإشاراتهم وهمسهم !! اتصلتُ به خائفة وأخبرته أنني وحدي وحولي رجال مخيفون ينظرون إلي .. فصرخ بي أن لاأزعجه بالاتصال وأن أقف مكاني أنتظره وأغلق الخط !! انتظرتُ وأصبحت أقرأ ماتيسر لي من آيات وأدعية وأنا أرتجف خوفا ..
وعندما عاد أسرعتُ خائفة وركبت السيارة ولا أعرف كيف أصف لكم هيئته !! عيناه حمراوتان وصوته غريب .. وصرخ بي فور ركوبي وأنا لم أفعل شيئا .. تمنيتُ لحظتها لو بقيتُ بالشارع أرحم لي من هذا الشخص !! ظنيتُ أنه الأمان ولكن وجدته مصدر الرعب والخوف!!
أعادني للمنزل وبعدها انطلق عائدا لمكان ما أتى !!
حياته كلها لعب وفسق وضلال !!
لاحظوا أهلي هيئتي الحزينة وضعف صحتي وشكوا بالأمر !! ولكنني أنكرتُ شكوكهم ولا أعلم لماذا كنتُ أفعل ذلك .. لماذا لا أريدهم يعلمون أي شي عني !! ربما كنتُ أخشى وقوع أمرا كان يلوح لي من بعيد .. وهو الطلاق !! لم أكن أتقبل فكرة أن أكون مطلقة ومنيتُ نفسي بالتغيير وتعلقت بأوهام وسراب !!
حتى كان ذلك اليوم الأسود !!!!
حل بمنزل أهل زوجي ولا أريد قول زوجي ولكن لكي تفهموني .. المهم حل بمنزلهم ضيوف وكنتُ حينها خارج المنزل .. تصوروا أنهم استقبلوهم بغرفتي !! وأخبروهم أنها ستكون هي مطرحهم خلال الثلاث أيام التي سيبقون بها !! لأنها الغرفة الوحيدة المناسبة والقريبة من المدخل .. دون أي شور مني ولا إذن ولا مراعاة !! كم صُدمت عندما عدت للمنزل ومن قبل أن أستفهم عن أي شي قالولي أنني سأنام بالغرفة الاضافية بأعلى المنزل حتى يذهبوا الضيوف .. !! حينها ضاقت بي الدنيا .. !! أي نوع من البشر أنتم !! لا احترام ولا محبة ولا مودة لا من الزوج ولا من أهله !!
حبستُ نفسي بتلك الغرفة باكية حزينة !! متحسرة على حالي وحظي .. أحدا منهم لم يسأل عني طول الثلاث أيام .. حتى من هو زوجي لم يسأل عني ولم يبالي !! لم أكن أخرج الا للضرورة التي تقيني من الموت كشرب الماء فقط .. وذلك عندما يعم الهدوء وأعلم أنهم ناموا ..
وفي اليوم الثالث صباحا ..
عم الضجيج على البيت أطفالا وصغارا وكبارا وانا وحدي حبيسة .. حتى لو فكرتُ بالخروج .. لن أجد سوى الإهانة والتحقير .. وبعد فترة تعبت وخلدتُ الي النوم .. ساعات واستقيظتُ على رائحة كريهة خانقة !! وسواد منبعث من فتحات الباب والشبابيك !! قمتُ فزعة !! لا أعرف ماالذي جرى وماهذا الدخان الأسود .. صابتني كحة شديدة .. وبالقوة كنت أمشي وأتحسس الباب وأخرج .. لأتفاجئ بالكم الهائل من الدخان في باقي المنزل .. صرختُ خائفة وأنا أناديهم بأساميهم ولا أجد من يرد علي النداء !! مشيت أتخبط بطريقي وأنا لا أرى شيئا .. لمست يداي بابا وفتحته ولم أكن أعلم أنني سأوقع بالطامة الكبرى !!
فقد كانت تلك الغرفة تحترق وعندما فتحتُ الباب انقض النار على جسدي !! صرخت ووقعت وصرت أزحف وأنا أصرخ حتى وصلت للدرج دون علمي وسقطت من فوق الدرج لآخره .. وخارت قواي حينها وضاق تنفسي وغبتُ عن الوعي !!
استقيظتُ بعدها لأجد نفسي بالمستشفى يدي ورقبتي أكلتهم النار !! أجروا لي عملية استطاعوا من خلالها اسعافي قدر المستطاع ولكن ظلت رقبتي وذراعي مشوهين !!
آلام بالصدر انتابتني من الاختناق !!
تصورا أن المكيف انحرق وعندها خرج كل من كان بالبيت واتصلوا على المطافئ وذهبوا !! وتركوني وحدي بالبيت دون أن يخبروني وينقذوني !!
بكيتُ بالمستشفى مرتعبة وأقول أنني انتهيت ولا أريد العودة لذلك المنزل وأني خائفة وأرجو الأمان
علم أهلي بكل شئ وانصدموا وطلبوا طلاقي ومع هذا لم يطلق الرجل حتى نعيد له المهر !! كان من الممكن أن يطالبوه أهلي بالأضرار الصحية والنفسية التي ألحقني بها ولكني رفضت !! لاااااااااا أريد منه شيئا .. أريد أن أرتاح
فلقد تدمرت
6 أشهر فقط .. عشتها مع ذلك الرجل
خرجتٌ منها مدمرة ومحطمة ومشوّهة !!
فقدتٌ الثقة بنفسي .. وبالرجال .. وبالناس وبالجميع
الآن أنا حبيسة المنزل .. كنتُ حبيسة الغرفة .. لا أخرج حتى يترجاني كل أهلي .. كنتُ أقوم فزعة من النوم أصرخ وأنا أتخيل رجال بالشارع يهاجموني
أو النار تأكلني !!
مر على طلاقي سنة كاملة .. أنا الآن أحسن نوعا ما .. فارقتني الكوابيس الحمدلله .. ولكنني صرتُ منطوية بشكل كبير .. لا أخرج حتى لا أسمع كلام الناس كيف تطلقتُ وأنا بشهوري الأولى !! لا أريد أن أرى نظرات الشفقة .. لا من هيئتي ولا من شكلي لأني دوما ألف وشاحا حول رقبتي لأخفي تشوهها .. تركتُ الدراسة والشغل وكل شي
وفقدت الثقة بالناس .. وكرهت الرجال وفقدت الثقة بهم وبنفسي أيضا !!
فكيف بالله أعيش ؟؟
"" اتمنى ان تنال اعجابكم تحياتي لكم""