المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ست كلمات علمتني نغمه الحب



@سرقتي قلبي@
16-04-2010, 12:33 AM
كانت في ربيعها السادس عندما التقيتها على

شاطيء البحر قرب المكان الذي اقيم فيه .

فأنا الجأ الى ذلك الشاطيء على مسافة خمسة

كيلومتر او ستة من منزلي , كلما ضاقت بي الدنيا .

كانت تبني قلعة من الرمال عندما طالعتي بعينين لهما زرقة البحر .

وبادرتني : " مرحباً "

فأجبت بايماءة .

ذلك لأن مزاجي حينئذ لم يسمح لي بمحادثة طفلة صغيرة .

" اني اشيد بناء . "

وقلت غير مبالية : " استطيع ان ارى ذلك ماهو ؟ "

اه .. لستُ ادري انا احبُ ملمس الرمال وراقتني الفكرة ,

فخلعتُ حذائي واحط بقربنا طائر بحري من فصيلة (زمــار الرمل) ..


فهتفت الفتاة : " هذا مُفرح . "

- " مــــاذا ؟؟؟ "

- " هذا مفرح , تقول امي ان (زمــار الرمل) يجلب الفرح "

ومضى الطائر البحري نحوالشاطيء فغمغمتُ في نفسي

وداعاِ ايُها الفرح .واستدرت كي اعود ادراجي .

كنتُ مُكتئبة , وبدت حياتي بلا معنى .

وسمعتُ صوتا صغير ورائي : " ما اسمُك ؟؟ "

اه من تلك الفتاة انها لم تستسلم .

- " روث . انا روث بيترسون "

- " وانا ويندي . وعمري 6 سنوات "

- " مرحبا يا ويندي . "

وكرت ضحكتها المتقطعة : انتِ مُسلية

وعلى رغم همومي ضحكتُ انا ايضاً.

ومضيت , تتبعني ضحكتُها الموسيقية :

تعالي ثانية يا سيدة بيترسون .

سنمضي يوما سعيدا اخر.

لكن الايــام والاســابيع اللاحقة شغلها اُناس اخرون .

مجموعة من الكشافة المشاكسين ,

مجالس اولياء الطلبة , وام مريضة .

وذات صباحا مُشمس , بعدما انتهيت من غسيل الصحون ,

قُلت في نفسي : انا في حاجة الى طائر زمار .

وتناولتُ معطفي وخرجت وهناك كان بلسم الشاطيء في انتظاري .

واسترسل النسيم باردا يبعث القشعريرة ,

لكني مضيتُ في خطي سريعة , احاول استعادة صفائي الذي افتقدته .

كنتُ نسيت الطفلة فأجفلتُ حين طالعتني مرة اخرى .

- مرحباً , سيدة بيترسون هلا شاركتني اللعب ؟؟؟

- "واي لعبة تقترحين ؟

" لم يخل صوتِي من نبرة انزعاج

- " لستُ ادري . اختاري انتِ . "

- فسألتها في تهكم : " مارأيك في لعبة الاحجية ؟؟؟ "

- وكرت ضحكتها الرنانة من جديد : " لستُ اعرف تلك اللعبة "

- " اذا دعينا نتمشى . "

ورحت اتأمل تقاطيع وجهها الناعمة , وسألتها اين تسكن .

" هُناك " . واشارت الى صف من الشاليهات الصيفية .

وتملكتني الدهشة : كيف تعيشي هُنا في الشتاء ؟

واين مدرستُك ؟

- " لم اعد اذهب اليها . تقول امي اننا في اجــازة !! . "

ورحنا نجوب الشاطيء , و الفتاة تثرثر بلغة الأطفال ,

لكني عقلي كان منشغلا بأمور اخرى .

وعندما غادرتُ المكان لم تنسي وينــدي ان تقول انه كــان يوماً سعيداً .

وكُنت احس براحة نفسية لم اعتدها . فابتسمتُ لها موافقة.

بعد ثلاثة اسابيع عُدت الى ملاذي الوحيد في حال يقارب الذعر .

ولم اجد ميلا حتى الى تحية ويندي .

ولمحتُ امرأة في شرفة الشاليه ظننتها امها .

وانتابتي رغبة قوية في ان اطلب منها منع طفلتها من الخروج .

ولحقتني ويندي . فخاطبتُها مؤنبة اريد ان اكون وحدي اليوم ,

اذا كُنت لا تمانعين .

وبدت الصغير شاحبة ولاهثة . وسألتني ببرائة : لمــــاذا ؟

وانفجرت في نوبة من الأنفعال : لأن امي ماتت !!!

وسرعان ما عضُضتُ شفتي ندما : ربـــاه كيف اقول ذلك لطفلة ؟.

وردت ويندي بهدوء : اووه . اذا فهو يوم سيء .

- اجل , وكــذلك امس وقبل امس و .......... اه , اذهبي بعيداً .

- اكان ذلك مؤلما ؟.

وكُدت اثور غضبا منها ومن نفسي فقلت : ماذا تعنين ؟

عندما ماتت . بالطبع كان مؤلما .

كنت قاسية مع الصغيرة ومنغلقة على نفسي واسرعتُ مبتعدة .

بعد شهر او نحوه عدت الى الشاطيء لم تكُن ويندي الصغيرة هناك .

وكنت اشعر بالندم والخجل من معاملتي لها واعترف بأني افتقدتها .

وقصدت كوخ اسرتها بعد جولتي وطرقت الباب ,

ففتحت لي امرأة شقراء على وجهها مسحة حزن .

فابدرتها مرحبا . انا روث بترسون لقد افتقدتُ صغيرتكِ

اليوم وتسألت اين تراها تكون .

آه... اجل ... السيدة بيترسون . تفضلي بالدخول .

حدثتني ويندي كثيرا عنكِ , اخشى ان اكون سمحتُ لها بأزعاجك

اذا بدر عنها اي سلوك سيء فأرجوا ان تقبلي اعتذاري .

- ابداً فهي تجلبُ لي الفرح .

كنت اعني ما اقول . وتابعت : اين هي ؟.

وينــدي مــاتت في الأسبـوع الماضي .

وكانت مصابــة بسرطان الــدم الم تخبـرك ؟.

وجمدت الكلمات على لساني وتلمستُ طريقي الى احد المقاعد

وتابعت السيدة : كانت ويندي تحب هذا الشاطيء وعندما طلبت المجيء

لم نستطع رفض طلبها . بدت افضل كثيرا هنا ,

وتمتعت بما سمته اياما سعيدة .

لكن صحتها تدهورت بسرعة في الاسابيع الاخيرة ....

وهنا تلعثمت ....... لقد تركت لك شياء مـا ... ليتني اجده .

هلا تنظرين لحظة ؟

و اومأت ببلاهة وانا ابحث عن كلمة عزاء اقولها لهذة الأم الشابة .

وناولتني مغلفا وسخا كُتب عليه اسم السيدة بيترسون .

وفتحت المغلف ووجدت داخلة رسما بألوان الشمع الزاهية ,

شاطيء اصفر , وبحر ازرق , وطائر بني

وفي اسفل الصورة كُتب بعناية :

( طـائر زمــار ) لجلب الفــرح لصديقتي .


واغرورقت عيناي بالدموع .

وفاض الحب في قلب نسي .

او كاد ينسى كيف يحب.

واخذت ام ويندي بين ذراعي وانا اردد :

ليرحمها الله ؟ وبكينا معاً .

ذلك الرسم الصغير يزين اليوم جدار مكتبتي .

((ستُ كلمات . واحد عن كل سنة من عمرها ,

كلمني عن الرضا والشجاعة والحب المعطاء .

تلك هديتي من طفلة عيناها من زرقة البحار

و شعرها بلون الرمال علمتني نعمة الحب .



------------------------





حقيقية و بقلم الكاتبة (ماري البرت )
وعلى فكرة هذة القصة استحقت جائزة عالمية
في معرض الادب العالمي في فرانكفورت - المانيا

غرنجي
18-06-2010, 11:27 AM
وهي بالفعل كذلك
قصة مميزة ورائعه جدا
شكرا لجميل اختيارك
ورقي طرحك
دمتي بخير