تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الامام الشافعي رضي الله عنه



غرنجي
23-03-2010, 08:52 PM
اسمه و مولده وكنيته

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد الله بن ابن يزيد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكّي يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف. ولد في سنة مائة وخمسين وهي السنة التي توفّي فيها أبو حنيفة. وُلِد بغزّة، وقيل بعسقلان, ثم أُخِذ إلى مكة وهو ابن سنتين.

سيرتـــــــــه

نشأ يتيمًا في حجر أمّه في قلّة من العيش، وضيق حال، وكان في صباه يجالس العلماء، ويكتب ما يفيده في العظام ونحوها، حتى ملأ منها خبايا، وقد كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام العرب والأدب، ثم اتّجه نحو تعلّم الفقه فقصد مجالسة الزنجي مسلم بن خالد الذي كان مفتي مكة.
ثم رحل الشافعي من مكّة إلى المدينة قاصدًا الأخذ عن أبي عبد الله مالك بن أنس رحمه الله، ولمّا قدم عليه قرأ عليه الموطّأ حفظًا، فأعجبته قراءته ولازمه، وكان للشافعيّ رحمه الله حين أتى مالكًا ثلاث عشرة سنة ثم نزل باليمن.
واشتهر من حسن سيرته، وحمله الناس على السنة، والطرائق الجميلة أشياء كثيرة معروفة. ثم ترك ذلك وأخذ في الاشتغال بالعلوم، ورحل إلى العراق وناظر محمد بن الحسن وغيرَه؛ ونشر علم الحديث ومذهب أهله، ونصر السنة وشاع ذكره وفضله وطلب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام أهل الحديث في عصره أن يصنّف كتابًا في أصول الفقه فصنّف كتاب الرسالة، وهو أول كتاب صنف في أصول الفقه، وكان عبد الرحمن ويحيى بن سعيد القطّان يعجبان به، وقيل أنّ القطّان وأحمد بن حنبل كانا يدعوان للشافعيّ في صلاتهما.
وصنف في العراق كتابه القديم ويسمى كتاب الحجة، ويرويه عنه أربعة من جلّ أصحابه، وهم أحمد بن حنبل، أبو ثور، الزعفراني والكرابيسي.
ثم خرج إلى مصر سنة تسع وتسعين ومائة -وقيل سنة مائتين- وصنّف كتبه الجديدة كلها بمصر، وسار ذكره في البلدان، وقصده الناس من الشام والعراق واليمن وسائر النواحي لأخذ العلم عنه وسماع كتبه الجديدة وأخذها عنه. وساد أهل مصر وغيرهم وابتكر كتبًا لم يسبق إليها منها أصول الفقه، ومنها كتاب القسامة، وكتاب الجزية، وقتال أهل البغي وغيرها.

مصنفاتــــــه

·كتاب الأم.
· رسالة في أصول الفقه.
· كتاب القسامة.
· كتاب الجزية.
· قتال أهل البغي.
· سبيل النجاة.
· 111 ديوان شعر.

مناقبــــــــه

حفظَ القرءانَ الكريمَ وهو ابنُ سبعِ سنواتٍ، وأخذَ يحفظُ الأحاديثَ النبويةَ ويكتُبُها، ورحَلَ إلى الصحراءِ لطلبِ اللغةِ العربيةِ والشِعْرِ وبقيَ فيها عشرَ سنواتٍ، وتعلَّمَ الرميَ بالسهامِ فكانَ يصيبُ عَشَرةً من عَشَرَةِ، ولكنَّهُ كانَ في طَلَبِ العلمِ الشرعي مُجدًّا صادِقَ الهمةِ، ماضِيَ العزيمَة أُذِنَ لهُ وهو بمكةَ بالإفتاءِ رَغمَ حداثةِ سِنّهِ، ولكنهُ لم يكتفِ بذلكَ فسافرَ إلى المدينةِ ليتفقهَ على يدِ إمامِها مالكِ بنِ أنسٍ. استعارَ كتابَ الموطأِ للإمامِ مالكٍ فحفِظَهُ؛ وهنا نَلْحَظُ أنه لم يكنْ يستطيعُ أن يشتريَ الكُتُبَ من شدةِ الفقرِ، ولم يثْنِهِ ذلكَ عن مَقْصودهِ ومبتغاهُ وهو يعلمُ أن الله إذا أحبَّ عبدًا يُهيئ لَهُ من يعلِمُهُ أمورَ الدينِ على الوجهِ الصحيحِ، فلما أتى مجلسَ مالكٍ سألَهُ الإمامُ مالِكٌ عن اسمهِ فقالَ: محمدٌ، فقالَ لَهُ: "اتقِ الله يا محمدُ واجتنبِ المعاصيَ فإنهُ سيكونُ لكَ شأنٌ، إن الله قد ألقى على قلبِكَ نورًا فلا تُطْفِئْهُ بالمعصيةِ". ثمَ أخذَ الشافعيُّ يقرأُ على مالكٍ ويتلقى العلمَ منهُ، وظلَّ مَعَهُ يروي عنهُ إلى أن ماتَ الإمامُ مالِكٌ رحمهُ الله تعالى.
وقد نبغَ الشافعيُّ نبوغًا عظيمًا وعلا شأنهُ وسما عِلْمهُ. وقد تحقَّقَ فيهِ قولُ الرسولِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ في الحديثِ الشريفِ "لا تَسُبُّوا قريشًا فإنَّ عالمها يملأ طِبَاقَ الأَرضِ عِلْمًا" ومعناهُ: سيأتي عالمٌ من قريشٍ يملأُ جهاتِ الأرضِ علمًا، ففكرَ العلماءُ على من ينطبقُ هذا الحديثُ فوجدوهُ ينطبقُ على الإمامِ الشافعيّ لأنهُ من قريشٍ، أما الثلاثةُ الآخرونَ مالكٌ وأبو حنيفةَ وأحمدُ فليسوا من قريشٍ.
وقد أكرمَ الله تعالى الشافعيَّ بمواهبَ عديدةٍ منها حُسنُ الصوتِ، حتى إنهُ لما كان يقرأُ القرءانَ وهو فتًى كان يقصِدُهُ الناسُ للاستماعِ إلى صوتهِ الشجيِ، وكان بعضُ الجالسينَ المستمعينَ لقراءتهِ يتساقطونَ من شدةِ خشيةِ الله وما ذاكَ إلا لسِرّ في قراءَتهِ وكانَ من فضائلهِ رحمهُ الله أنهُ ذاتَ مرةٍ كانَ في مجلسِ الإمامِ مالكٍ فاستُفتيَ مالكٌ بمسألةِ شخصٍ قالَ لرجلٍ: "عليَّ الطلاقُ أنَّ هذا الطائرَ لا يهدأُ من صِيَاحٍ" فقالَ مالِكٌ: "طَلُقَت الزوجةُ" وذلكَ لأن هذا الطائِرَ يهدأُ من الصياحِ لأجلِ النومِ والأكلِ مثلا، وكانَ الإمامُ الشافعيُّ حاضرًا فلحِقَ الرجلَ وقالَ لهُ: "إنَّ زوجتَكَ لم تَطْلُق" وقد قالَ ذلكَ بالنسبةِ إلى قصدِ الحالِف بأن أغلبَ وقتهِ يصيحُ ولا يسكتُ وليسَ كُلَّ الوقتِ على الإطلاقِ؛ ولما أُخبرَ مالِكٌ بإفتاءِ الشافعيِ سألَهُ عن سببِ إفتائهِ بخلافِ ما قالَ، فقالَ: "ألستَ أنتَ حدثتَنا أن رجُلينِ خطبا امرأةً يقالُ لها فاطمةُ بنتُ قيسٍ، أحدُهُما معاويةُ والآخرُ أبو جهمٍ، فقالَ الرسولُ عن الأولِ "صُعلوكٌ لا مالَ لهُ" وعن الثاني وهو أبو جهمٍ "لا يضعُ العصا عن عاتقِهِ"، فهل أرادَ الرسولُ لما قالَ "لا يضعُ العصا عن عاتقهِ" أنهُ في حالِ النومِ والأكلِ والغُسْلِ ونحوِ ذلكَ تظلُّ على عاتقهِ أم أرادَ أنَّهُ كثيرُ الحملِ للعصا لأنهُ كثيرُ الضربِ؟ فمن هنا أخذتُ الحُكْمَ.
فسكتَ مالكٌ ولم يعارِضْهُ، وكانَ عمرُ الشافعيِ حينئذٍ أربعَ عشرةَ سنةً فأجازَهُ مالِكٌ بالإفتاء.
ومن الخصائصِ التي رَزَقَهُ الله إياها أنهُ كانَ من كبارِ أولياءِ الله الصالحينَ العارفينَ من أهلِ الكَشْفِ، وقَدْ قالَ ذاتَ مرةٍ لثلاثةٍ من أكابرِ تلاميذهِ كلامًا تحققَ فيهِم، الأولُ قالَ لهُ الشافعيُّ: "أنت في الحديثِ" واسمُهُ الربيعُ بنُ سليمانَ فطلَعَ كما قالَ من أهلِ الحديثِ، والثاني قالَ لَهُ: "أنت في المناظرةِ" وكانَ اسمُهُ المزنيَّ فطلَعَ مناظِرًا مُتَمَرِسًا قويًّا يغلِبُ المبتدعةَ ويقيمُ الحجةَ عليهم، والثالثُ قالَ لهُ "أنت في الحديدِ" وكانَ اسمُهُ البُوَيْطِيَّ، وكانَ في مصر عالمًا وذلكَ في زمنِ فتنةِ المعتزلةِ، فاقتيدَ مُكبَّلا بالسلاسلِ من مصرَ إلى بغدادَ بسببِ هذه المِحْنَةِ.

وفاتـــــــه

تُوفّي بمصر سنة أربع ومائتين وهو ابن أربع وخمسين سنة، قال تلميذه الربيع: توفّي الشافعي رحمه الله ليلة الجمعة وأنا عنده، ودفن في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين، وقبره بمصر وبنى على قبره القبّة القائد صلاح الدين الأيوبي
الجزء الاول

نآكس عقالهـ
23-03-2010, 08:58 PM
شكرا على هذه المعلومات القيمة عن امام المذهب الشافي
ننتظر كل ما هو جديد ، في حفظ الرحمن

الرحال
23-03-2010, 09:48 PM
يعطيك العافية غرنجي

موضوع قيم بما يحويه من معلومات

واصلي سيدتي

الرحال

عظام اليني
23-03-2010, 10:53 PM
رحم الله الامام الشافعي
وادخله ربي اوسع جناته

بنت العزبة
24-03-2010, 01:23 AM
رضي الله عنه ..

يزاج الله خير اختيه .. وماقصرتي في طرحج

والله يعطيج الصحه والعافيه يارب