الرحال
23-11-2009, 02:43 PM
العطس...
إشارة الجسم إلى وجود حساسية!
العطس هو اندفاع الهواء بشكل لاإرادي، بسبب حساسية معينة تتمثّل بوخز على مستوى
الأنف.
تتعدد الأساطير المتعلّقة به لكنها اختفت جميعاً مع مرور الزمن. بالنسبة إلى الإغريق، كانت
روح الآلهة تمرّ عبر نَفَس العطس. أما في الهند، فكان يرمز إلى جنّ شرير ويدلّ على نذير
شؤم. في اسكتلندا، بلد الجنّ والأشباح، كان الاعتقاد السائد يقول إنّ الطفل تتملّكه الأرواح
طالما لم يعطس. لكنه يتخلص منها بفضل طريقة العطس الآتية من العالم الآخر!
ما من شيء مقلق في هذه الظاهرة، لكنّ التدبير الوقائي الوحيد الذي يجب تعليمه للأطفال،
والكبار أحياناً، هو ضرورة وضع اليد أمام الفم، لأنّ الفرد معرّض لنشر جميع الميكروبات في
محيطه عندما يعطس.
في الواقع، يكون العطس عادةً عنيفاً جداً. للتخلّص من العامل الذي يزعج الأنف، ترسل
الحساسية معلومة إلى المستقبلات التي تتواصل بدورها مع الدماغ. عندها، يأمر الدماغ بردة
فعل تتمثّل بالعطس. يخرج الهواء المندفع بسرعة هائلة تتراوح بين 150 و200 كيلومتر
بالساعة. حين تعلم أنّ 5 آلاف قطرة لعابية تخرج من الفم عند حصول العطس، لا بدّ من أن
تقتنع بضرورة الابتعاد عن أي شخص يعطس أمامك.
حساسية التهاب الأنف
غالباً ما يكون التهاب الأنف مسؤولاً عن العطس. في الواقع، لا يدعو هذا الوضع إلى القلق،
لكنه يوتّر الأعصاب ويرهق الجسم. يؤدي فصل الربيع مثلاً إلى إيقاظ الحساسية في الأنف
وارتفاع قابلية التعرّض للزكام والتهاب الأنف. تتشابه العوارض دائماً في هذه الحالات: يبدأ
الأنف بالسيلان حتى لو لم يكن الفرد مصاباً بالزكام. إنها حالة التهاب تقود في غالبية الأحيان
إلى حساسية في العيون. تُقدَّر نسبة الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بعشرة بالمئة.
أسبابها
يعود السبب الرئيس إلى خلل في عمل جهاز المناعة. يبدأ هذا الأخير بإبداء ردود فعل دفاعية
لأنه يظنّ أنه يتعرض لهجوم معرّض، ما يحتّم عليه الدفاع عن نفسه. لكن في الواقع، يعود
الأمر إلى عناصر تسبّب الحساسية، مثل غبار الطلع. نتيجةً لهذا الهجوم الزائف، تتوالى ردود
فعل الجسم التي تنمّ عن وجود حساسية، فيطلق جسماً مضاداً يُفترض أن يدمّر «العدوّ».
بعد أن تنهي الأجسام المضادة مهمّتها، تحثّ على إفراز الهيستامين المسؤول عن انتفاخ
الأنف وسيلانه. تترافق هذه العملية مع التهاب الملتحمة (غشاء جفن العين المبطّن من
الداخل) أو نوبات العطس.
الحساسية الموسمية
يمكن أن يكون التهاب الأنف موسمياً، لكنه قد يدوم لفترة طويلة أو يتكرر خلال السنة الواحدة.
في هذه الحالة، يكون الوضع مزعجاً أكثر من العادة. إذا تحوّل الأمر إلى حالة مزمنة، تتأثر
الصحة عموماً ويصبح التعب سيّد الموقف.
الحساسية الدائمة
حين يصبح التهاب الأنف جزءاً دائماً من الحياة، يجب البحث عن أسباب أخرى لتفسير هذه
الحساسية، عدا عن غبار الطلع أو الأعشاب، والبحث داخل المنزل عن وبر أو ريش حيوانات
مثلاً.
تجنّبها
للتوقّف عن العطس في كلّ مناسبة، تتوافر الحلول التالية:
· تأتي مضادات الهيستامين على شكل رذاذ للأنف أو أقراص. في الواقع، يشكّل عنصر
الهيستامين سبب الحساسية الفعلي، لأنه يتفاعل عند الاحتكاك بغبار الطلع ويعطي ردود
فعل متفرّقة.
· تعطي الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون مفعولاً مضاداً للالتهاب.
· يمكن الخضوع لاختبارات جلدية لتحديد الأسباب الدقيقة. لكن يجب التنبه إلى أنّ الحساسية
تتغيّر مع الوقت. قد نعاني من الحساسية في أيّ سنّ أو قد تختفي من دون معرفة سبب
الحالة الأساسي.
· من الأفضل تجنّب نشر الغسيل في الخارج في مواسم غبار الطلع إذا كان هذا الأخير يشكّل
أصل المشكلة.
· النظافة الشخصية: يجب الاهتمام بنظافة الأنف وتفادي التدخين طبعاً. يؤدي التلوّث دوراً
كبيراً في هذا المجال، لكن يصعب تجنّب هذا العامل إذا كنّا من سكان المدن. قد ينجم العطس
عن منتجات متنوعة، منها العطور، مستحضرات الشعر، بعض أنواع مزيل الرائحة... لا يناسب
استعمال المحارم الورقية البشرة لكنه يضمن النظافة على الأقلّ. وتساهم أجهزة التكييف أو
منقّيات الهواء في تنقية الجوّ شرط صيانتها بالشكل المناسب.
· الغذاء: ينبغي اتباع نظام غذائي متوازن قليل الدهون والإكثار من شرب الماء للتمكّن من
مكافحة أنواع الحساسية بأفضل طريقة.
· إذا كنت من الأشخاص الذين يعتمدون العلاجات النباتية، ثمة أنواع نقيع مفيدة كتلك التي
تحتوي على القرّاص أو الغبيراء مثلاً.
· يقدّم الطب التجانسي علاجات عدة في هذا المجال، لكن من الأفضل استشارة خبير في
الطب التجانسي لأنه يعرف ردود الفعل وطرق علاجها.
تفادي ردود فعلها
لاتخاذ تدابير وقائية فاعلة، يجب تحديد أصل المشكلة. إذا كان سبب الحساسية يعود إلى
القُراديات مثلاً، يجب إحداث تغييرات في المنزل مثل نزع أرضية الموكيت والسجّاد أو تنظيفها
بشكل متكرر، وشراء شراشف سرير مضادة للقُراديات، والأهمّ تهوئة المنزل يومياً.
إذا كان غبار الطلع مسؤولاً عن الحساسية، من الأصعب تجنّب التهاب الأنف ونوبات العطس، إذ
لا يمكن أن نحجز أنفسنا داخل المنزل طوال اليوم. لكن يمكن تجنّب التنزه في الأرياف خلال
هذه الفترة. في حال الرغبة في السفر، يُفضّل الذهاب باتجاه البحر أو الجبل، والخروج في
الصباح الباكر أو في الفترات الماطرة. تتراجع نسبة غبار الطلع خلال هذه الأوقات. كذلك،
يمكن اتباع علاج مضاد للهيستامين ما إن يبدأ غبار الطلع بالانتشار في الهواء.
آثار جانبيّة
قد يبدي الجسم ردة فعل موضعية في مكان الإبرة، أو قد يصاب الفرد أحياناً بالتهاب أنف
خفيف، لكن غالباً ما يطلب الطبيب من المريض البقاء في العيادة بعد الحقنة للتأكد من حُسن
سير الأمور. تعطي هذه الحقن مفعولاً ممتازاً إذا حُصر سبب الحساسية. بالتالي، يمكن
الشفاء من الحساسية تجاه القُراديات، غبار الطلع، لسعة الدبور أو النحلة، بنسبة 100%
تقريباً.
ما هي تقنية الاعتياد على بواعث التجاوب؟
إنه علاج فاعل في حال تشخيص أسباب الحساسية بدقّة. إذا تعددت الأسباب، لا تفيد هذه
التقنية بشكل كامل. لا نفع إذاً من تحمّلها لأنها تتطلّب وقتاً طويلاً. ينصح الأطباء بهذه الطريقة
للأشخاص الذين يشعرون بانزعاج فعلي من هذه الظاهرة طوال أيام السنة. إنها تقنية بسيطة
تشبه اللقاح البطيء. يُلقَّح الجسم بنسبة ضئيلة من بواعث التجاوب (أي المواد المسبِّبة
للحساسية) وتتزايد هذه الكمية تدريجياً مع مرور الوقت إلى أن يعتاد الجسم على هذه المادة
ويصبح قادراً على تحمّلها بشكل طبيعي.
يمتدّ العلاج على مراحل عدّة تنتهي بأخذ جرعة قصوى من باعث التجاوب. تدوم هذه المرحلة
عادةً ثلاثة أشهر ونصف يُؤخذ العلاج خلالها بالإبر ثم أسبوعين بالتقطير. ثم تحلّ مرحلة صيانة
العلاج التي تتمثل بإعطاء الجرعة القصوى تدريجياً. تحصل هذه الخطوة عبر الحقن أسبوعياً،
لكن يمكن اعتماد القطرات البسيطة تحت اللسان يومياً.
يدوم العلاج على مدى أعوام عدة، بين ثلاث وخمس سنوات. يصعب التصرّف بوتيرة أسرع نظراً
إلى وجود خطر الإصابة بحساسية أخرى.
ماذا عن الصغار؟
بإمكان الصغار الذين يعانون من الحساسية الخضوع لتقنية الاعتياد على بواعث التجاوب منذ
سن الخامسة، لكن يجب استشارة الطبيب أولاً نظراً إلى طول مدة العلاج.
كيف يعمل غبار الطلع؟
تنتشر حبوب غبار الطلع في الجوّ للمساهمة في تطوّر النباتات والمشاركة في عملية تجدد
البيئة. لسوء الحظ، يعاني بعض الأشخاص من الحساسية بسبب غبار الطلع. إنها ظاهرة
معاصرة، تشير الإحصاءات إلى تضاعف نسبة المصابين بهذه الحساسية خلال عشر سنوات.
بيولوجيا الهواء
تتميّز كل منطقة بخصائص معينة، فنجد مثلاً نسبة كبيرة من الكولزا ودوار الشمس وشجر
الدلب والسرو في منطقة المتوسّط.
إذا اضطررتَ إلى الانتقال من منزلك بسبب الحساسية والتلوث، إحرص على التوجه نحو
منطقة مناسبة فعلاً. بالتالي، في حال قررت الاستقرار في منطقة جبلية، عليك معرفة أنّ
غبار الطلع ينتشر في فترة لاحقة. كذلك، قد ينتشر غبار الطلع في الجو أبكر من العادة في
حال اشتداد الحرّ. لكن لسوء الحظ، ثمة أنواع حساسية متشابكة بين الأشجار والنباتات
المختلفة.
إذا كنت تشعر بالتعب من هذه المشاكل كلها لأنها تفسد حياتك، لا تتردد في استشارة
الطبيب لأن العطس مؤشر على وجود خلل معيّن. قد تكون المشكلة بسيطة مثل العطس عند
التعرض للشمس، أو مزعجة جداً عند الإصابة بحساسية مزمنة. علينا أن نثق بالجسم لأنه لا
يكفّ عن إرسال إشارات ضرورية كالعطس. يكفي أن نصغي إلى رسائله.
لا تؤدي جميع أنواع غبار الطلع إلى التهاب الأنف تلقائياً. يجب أن تجتمع عوامل عدة لحصول
ذلك:
- وجود كمية كبيرة منه في الجوّ.
- صغر حجمه.
- أن يكون قابلاً للتسبّب بالحساسية.
منقول للفائدة
شكرا
الرحال
إشارة الجسم إلى وجود حساسية!
العطس هو اندفاع الهواء بشكل لاإرادي، بسبب حساسية معينة تتمثّل بوخز على مستوى
الأنف.
تتعدد الأساطير المتعلّقة به لكنها اختفت جميعاً مع مرور الزمن. بالنسبة إلى الإغريق، كانت
روح الآلهة تمرّ عبر نَفَس العطس. أما في الهند، فكان يرمز إلى جنّ شرير ويدلّ على نذير
شؤم. في اسكتلندا، بلد الجنّ والأشباح، كان الاعتقاد السائد يقول إنّ الطفل تتملّكه الأرواح
طالما لم يعطس. لكنه يتخلص منها بفضل طريقة العطس الآتية من العالم الآخر!
ما من شيء مقلق في هذه الظاهرة، لكنّ التدبير الوقائي الوحيد الذي يجب تعليمه للأطفال،
والكبار أحياناً، هو ضرورة وضع اليد أمام الفم، لأنّ الفرد معرّض لنشر جميع الميكروبات في
محيطه عندما يعطس.
في الواقع، يكون العطس عادةً عنيفاً جداً. للتخلّص من العامل الذي يزعج الأنف، ترسل
الحساسية معلومة إلى المستقبلات التي تتواصل بدورها مع الدماغ. عندها، يأمر الدماغ بردة
فعل تتمثّل بالعطس. يخرج الهواء المندفع بسرعة هائلة تتراوح بين 150 و200 كيلومتر
بالساعة. حين تعلم أنّ 5 آلاف قطرة لعابية تخرج من الفم عند حصول العطس، لا بدّ من أن
تقتنع بضرورة الابتعاد عن أي شخص يعطس أمامك.
حساسية التهاب الأنف
غالباً ما يكون التهاب الأنف مسؤولاً عن العطس. في الواقع، لا يدعو هذا الوضع إلى القلق،
لكنه يوتّر الأعصاب ويرهق الجسم. يؤدي فصل الربيع مثلاً إلى إيقاظ الحساسية في الأنف
وارتفاع قابلية التعرّض للزكام والتهاب الأنف. تتشابه العوارض دائماً في هذه الحالات: يبدأ
الأنف بالسيلان حتى لو لم يكن الفرد مصاباً بالزكام. إنها حالة التهاب تقود في غالبية الأحيان
إلى حساسية في العيون. تُقدَّر نسبة الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بعشرة بالمئة.
أسبابها
يعود السبب الرئيس إلى خلل في عمل جهاز المناعة. يبدأ هذا الأخير بإبداء ردود فعل دفاعية
لأنه يظنّ أنه يتعرض لهجوم معرّض، ما يحتّم عليه الدفاع عن نفسه. لكن في الواقع، يعود
الأمر إلى عناصر تسبّب الحساسية، مثل غبار الطلع. نتيجةً لهذا الهجوم الزائف، تتوالى ردود
فعل الجسم التي تنمّ عن وجود حساسية، فيطلق جسماً مضاداً يُفترض أن يدمّر «العدوّ».
بعد أن تنهي الأجسام المضادة مهمّتها، تحثّ على إفراز الهيستامين المسؤول عن انتفاخ
الأنف وسيلانه. تترافق هذه العملية مع التهاب الملتحمة (غشاء جفن العين المبطّن من
الداخل) أو نوبات العطس.
الحساسية الموسمية
يمكن أن يكون التهاب الأنف موسمياً، لكنه قد يدوم لفترة طويلة أو يتكرر خلال السنة الواحدة.
في هذه الحالة، يكون الوضع مزعجاً أكثر من العادة. إذا تحوّل الأمر إلى حالة مزمنة، تتأثر
الصحة عموماً ويصبح التعب سيّد الموقف.
الحساسية الدائمة
حين يصبح التهاب الأنف جزءاً دائماً من الحياة، يجب البحث عن أسباب أخرى لتفسير هذه
الحساسية، عدا عن غبار الطلع أو الأعشاب، والبحث داخل المنزل عن وبر أو ريش حيوانات
مثلاً.
تجنّبها
للتوقّف عن العطس في كلّ مناسبة، تتوافر الحلول التالية:
· تأتي مضادات الهيستامين على شكل رذاذ للأنف أو أقراص. في الواقع، يشكّل عنصر
الهيستامين سبب الحساسية الفعلي، لأنه يتفاعل عند الاحتكاك بغبار الطلع ويعطي ردود
فعل متفرّقة.
· تعطي الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون مفعولاً مضاداً للالتهاب.
· يمكن الخضوع لاختبارات جلدية لتحديد الأسباب الدقيقة. لكن يجب التنبه إلى أنّ الحساسية
تتغيّر مع الوقت. قد نعاني من الحساسية في أيّ سنّ أو قد تختفي من دون معرفة سبب
الحالة الأساسي.
· من الأفضل تجنّب نشر الغسيل في الخارج في مواسم غبار الطلع إذا كان هذا الأخير يشكّل
أصل المشكلة.
· النظافة الشخصية: يجب الاهتمام بنظافة الأنف وتفادي التدخين طبعاً. يؤدي التلوّث دوراً
كبيراً في هذا المجال، لكن يصعب تجنّب هذا العامل إذا كنّا من سكان المدن. قد ينجم العطس
عن منتجات متنوعة، منها العطور، مستحضرات الشعر، بعض أنواع مزيل الرائحة... لا يناسب
استعمال المحارم الورقية البشرة لكنه يضمن النظافة على الأقلّ. وتساهم أجهزة التكييف أو
منقّيات الهواء في تنقية الجوّ شرط صيانتها بالشكل المناسب.
· الغذاء: ينبغي اتباع نظام غذائي متوازن قليل الدهون والإكثار من شرب الماء للتمكّن من
مكافحة أنواع الحساسية بأفضل طريقة.
· إذا كنت من الأشخاص الذين يعتمدون العلاجات النباتية، ثمة أنواع نقيع مفيدة كتلك التي
تحتوي على القرّاص أو الغبيراء مثلاً.
· يقدّم الطب التجانسي علاجات عدة في هذا المجال، لكن من الأفضل استشارة خبير في
الطب التجانسي لأنه يعرف ردود الفعل وطرق علاجها.
تفادي ردود فعلها
لاتخاذ تدابير وقائية فاعلة، يجب تحديد أصل المشكلة. إذا كان سبب الحساسية يعود إلى
القُراديات مثلاً، يجب إحداث تغييرات في المنزل مثل نزع أرضية الموكيت والسجّاد أو تنظيفها
بشكل متكرر، وشراء شراشف سرير مضادة للقُراديات، والأهمّ تهوئة المنزل يومياً.
إذا كان غبار الطلع مسؤولاً عن الحساسية، من الأصعب تجنّب التهاب الأنف ونوبات العطس، إذ
لا يمكن أن نحجز أنفسنا داخل المنزل طوال اليوم. لكن يمكن تجنّب التنزه في الأرياف خلال
هذه الفترة. في حال الرغبة في السفر، يُفضّل الذهاب باتجاه البحر أو الجبل، والخروج في
الصباح الباكر أو في الفترات الماطرة. تتراجع نسبة غبار الطلع خلال هذه الأوقات. كذلك،
يمكن اتباع علاج مضاد للهيستامين ما إن يبدأ غبار الطلع بالانتشار في الهواء.
آثار جانبيّة
قد يبدي الجسم ردة فعل موضعية في مكان الإبرة، أو قد يصاب الفرد أحياناً بالتهاب أنف
خفيف، لكن غالباً ما يطلب الطبيب من المريض البقاء في العيادة بعد الحقنة للتأكد من حُسن
سير الأمور. تعطي هذه الحقن مفعولاً ممتازاً إذا حُصر سبب الحساسية. بالتالي، يمكن
الشفاء من الحساسية تجاه القُراديات، غبار الطلع، لسعة الدبور أو النحلة، بنسبة 100%
تقريباً.
ما هي تقنية الاعتياد على بواعث التجاوب؟
إنه علاج فاعل في حال تشخيص أسباب الحساسية بدقّة. إذا تعددت الأسباب، لا تفيد هذه
التقنية بشكل كامل. لا نفع إذاً من تحمّلها لأنها تتطلّب وقتاً طويلاً. ينصح الأطباء بهذه الطريقة
للأشخاص الذين يشعرون بانزعاج فعلي من هذه الظاهرة طوال أيام السنة. إنها تقنية بسيطة
تشبه اللقاح البطيء. يُلقَّح الجسم بنسبة ضئيلة من بواعث التجاوب (أي المواد المسبِّبة
للحساسية) وتتزايد هذه الكمية تدريجياً مع مرور الوقت إلى أن يعتاد الجسم على هذه المادة
ويصبح قادراً على تحمّلها بشكل طبيعي.
يمتدّ العلاج على مراحل عدّة تنتهي بأخذ جرعة قصوى من باعث التجاوب. تدوم هذه المرحلة
عادةً ثلاثة أشهر ونصف يُؤخذ العلاج خلالها بالإبر ثم أسبوعين بالتقطير. ثم تحلّ مرحلة صيانة
العلاج التي تتمثل بإعطاء الجرعة القصوى تدريجياً. تحصل هذه الخطوة عبر الحقن أسبوعياً،
لكن يمكن اعتماد القطرات البسيطة تحت اللسان يومياً.
يدوم العلاج على مدى أعوام عدة، بين ثلاث وخمس سنوات. يصعب التصرّف بوتيرة أسرع نظراً
إلى وجود خطر الإصابة بحساسية أخرى.
ماذا عن الصغار؟
بإمكان الصغار الذين يعانون من الحساسية الخضوع لتقنية الاعتياد على بواعث التجاوب منذ
سن الخامسة، لكن يجب استشارة الطبيب أولاً نظراً إلى طول مدة العلاج.
كيف يعمل غبار الطلع؟
تنتشر حبوب غبار الطلع في الجوّ للمساهمة في تطوّر النباتات والمشاركة في عملية تجدد
البيئة. لسوء الحظ، يعاني بعض الأشخاص من الحساسية بسبب غبار الطلع. إنها ظاهرة
معاصرة، تشير الإحصاءات إلى تضاعف نسبة المصابين بهذه الحساسية خلال عشر سنوات.
بيولوجيا الهواء
تتميّز كل منطقة بخصائص معينة، فنجد مثلاً نسبة كبيرة من الكولزا ودوار الشمس وشجر
الدلب والسرو في منطقة المتوسّط.
إذا اضطررتَ إلى الانتقال من منزلك بسبب الحساسية والتلوث، إحرص على التوجه نحو
منطقة مناسبة فعلاً. بالتالي، في حال قررت الاستقرار في منطقة جبلية، عليك معرفة أنّ
غبار الطلع ينتشر في فترة لاحقة. كذلك، قد ينتشر غبار الطلع في الجو أبكر من العادة في
حال اشتداد الحرّ. لكن لسوء الحظ، ثمة أنواع حساسية متشابكة بين الأشجار والنباتات
المختلفة.
إذا كنت تشعر بالتعب من هذه المشاكل كلها لأنها تفسد حياتك، لا تتردد في استشارة
الطبيب لأن العطس مؤشر على وجود خلل معيّن. قد تكون المشكلة بسيطة مثل العطس عند
التعرض للشمس، أو مزعجة جداً عند الإصابة بحساسية مزمنة. علينا أن نثق بالجسم لأنه لا
يكفّ عن إرسال إشارات ضرورية كالعطس. يكفي أن نصغي إلى رسائله.
لا تؤدي جميع أنواع غبار الطلع إلى التهاب الأنف تلقائياً. يجب أن تجتمع عوامل عدة لحصول
ذلك:
- وجود كمية كبيرة منه في الجوّ.
- صغر حجمه.
- أن يكون قابلاً للتسبّب بالحساسية.
منقول للفائدة
شكرا
الرحال