مجرد ذكريات!
18-03-2009, 03:46 AM
http://www2.0zz0.com/2009/03/17/23/479933786.jpg (http://www.0zz0.com)
لندن- تخرج الفتاة من منزلها حاملة الجوال الذي شدَّت سماعتيه علي الأذنين وبين الشفاه تدلت السيجارة التي قد لا ترتشف من دخانها شيئاً. يوحي مظهر الفتاة بالكثير من الإثارة والريبة ويعكس واقعاً حياً تعيشه الشوارع الخلفية للمدينة، وأصبح ظاهرة تهدد الناس الأبرياء ولو فتشت حقيبتها ستجد أنها قد خبأت سلاحا فيها. وربما يكون هذا السلاح سكيناً أو غازاً مخدراً أو مسيلاً للدموع أو هراوة أو عصا قصيرة قابلة للتمدد حين الاستخدام.
وتملك هكذا فتيات من الشراسة الكثير وإن البعض منهن يقفن كالند للرجال من أعضاء العصابات الأخري ولا يترددن في فعل أكثر مما يفعله الذكور في العصابات الأخري.
في الواقع إن هذه القصة التي نشرتها الديلي اكسبريس وتناولت مضاعفاتها حقيقية وهي عن فتاة بريطانية تتحدث كيف أنها اتجهت للانضمام الي إحدي العصابات التي أصبحت أعدادها كبيرة في الشارع - وكيف انها استطاعت اخيراً أن تعود الي رشدها بعد أن شعرت بأن السجن سيكون مصيرها المحتوم. ولأن القضية أصبحت تخص الشارع البريطاني بشكل عام فقد ناقشت الصحيفة الأسباب والحلول للقضاء علي هذه الظاهرة.
ودعونا نتعرف سوية علي اعترافات إليشا عن انتمائها وفراقها عصابة البنات.
تختلف إليشا كثيراً عن أي فتاة مراهقة أخري كونها عاشت في كواليس عالم الجريمة وتقمصت الدور الذي قد تكون اختارته وغادرته بمحض إرادتها.
كانت إليشا ترتدي من أعلي رأسها وحتي أخمص قدميها أحد أشهر وأغلي الماركات العالمية فضلاً عن تبرجها بمختلف أنواع الماس التي ارتدتها في كل مكان من جسدها يمكن أن توضع عليه تلك الحلي الغالية الثمن علماً أنها في سن المراهقة.
وقد ركبت إليشا أسرع أنواع السيارات وارتادت مختلف الحانات الليلية الرخيصة وحظيت بالاحترام من نظيراتها اللاتي كن سابقاً معها ضمن عناصر فريق الأحلام في المدرسة.
وحتي في هذا العمر الغض كانت تعرف إليشا جيداً من أين تأتي كل هذه الاكسسوارات الغالية الثمن لكنها لا تسأل قطعاً بل إنها سرعان ما غضت الطرف عن العنف الذي يجري حولها.
ظلت إليشا طوال ثلاث سنوات تتعامل مع عصابة محلية في إحدي المدن البريطانية. وفي الوقت الحاضر ومع كشف عدد من الشخصيات الجديدة عن انفجارات عنف تورطت فيها فتيات صغيرات السن، تقدمت إليشا لتقدم صورة مرعبة عن العنف المتزايد في أوساط عصابات البنات بعد أن أصبحت ظاهرة في شوارع لندن.
الانتساب للعصابة
ولم يتجاوز عمر إليشا سوي الخمسة عشر ربيعاً عندما بدأت تواعد شاباً من الحي الذي تسكنه حيث كان عضواً في إحدي العصابات التي تنشط في شمال لندن ويقود سيارة من نوع بي إم دبليو. ومن جانبها تعترف إليشا أنها كانت مفتونة بالصخب والبهرجة وكذلك بالحالة التي تتكون من جراء ارتباطها بعضو في عصابة وما تفرزه تلك العلاقة من هالة تحيط بها اينما سارت. كما أن الواجبات المدرسية والمدرسة بشكل عام لم تعد تشكل لها شيئاً.
وتقول إليشا التي تبلغ من العمر (20) سنة وهي من توتنهام: لقد أعطاني الذهب الأبيض والملابس الفاخرة علماً أني أدرك انه لا يعمل وليس له وظيفة وبإمكاني أن أدرك وبسهولة أن الأموال التي معه يحصل عليها إما من المتاجرة بالمخدرات أو من قيامه بأعمال السرقة في الشوارع لكني لم أسأله.
وتضيف: وعندما أهداني إسورة الماس جميلة وكنت حينها فتاة صغيرة أبهرتني الهدية، وانتشيت بذلك السلوك واحترمت فيه ثقته بنفسه لأنني كنت أعرف انه يحمل سكيناً بين ثنايا ملابسه، ومستعد أن يستخدمها في أي لحظة. حينها شعرت أنه عندما أكون معه يمنحني حالة من الزهو لم آلفها من قبل. كان الشارع خطراً جداً ومرافقته تعني انا وأخوتي سنكون محميين. لقد أصبح الناس يعرفون من هو صديقي لذلك تركونا بحالنا. وفي بعض الأحيان أن تكون عضواً في عصابة أكثر أماناً من ألا تكون.
وأصبحت إليشا تتصل بشكل منتظم بصديقات أعضاء عصابة أخري حيث تقول: لقد كنا نتوقع ذلك الاحترام لذلك كنا نرتدي الملابس بطريقة معينة. وصرت ارتدي ملابساً مضغوطة علي جسمي وبألوان كوكتيل. لقد تم تزويدي بأحدث أنواع الموضة التي كنت مستمتعة بها لكنها أدني من مستوي حالتي المادية.
ومع ذلك تزعم إليشا انها لم تتورط بشكل مباشر في أعمال عنف لكنها تعترف.
البنات تفعل كما يفعل الرجال
بلا شك ان وجودي مع جميع الفتيات الأخريات وإحاطتنا للضحية يعمل علي تشجيعه ، وكان هناك الكثير من التبجح والتظاهر بالشجاعة ومن جانبهن ستقوم الفتيات بإجراء مقارنة حول أي من الرجال سيكون الأسوأ. ولكن عندما ستكون هناك مشاكل مع عصابة أخري فيجري انسحاب سريع بالسيارات.
ولم يكن دور الفتيات شكلياً فقط وإنما في الغالب يحملن سكاكين في حقائبهن اليدوية لأنهن أقل عرضة للتفتيش من قبل رجال الشرطة. أما المسدسات فإنها نادراً ما تحمل، وعادة يتم وضعها في السيارات.
وسرعان ما تعلمت إليشا أن تميز بين أنواع مختلفة من الفتيات اللائي علي درجة من الخطورة لا تقل عن خطورة الشباب. ولأنها من الفتيات التي تميل الي الصخب والي ممارسة الأفعال التي يمارسها الصبيان لم تكن مستعدة لأن تكون عبارة عن معجبة بين ذراعي شاب عنيف.
وكذلك لأنها عزباء فإنها من نوع الفتيات اللاتي يرتدين الملابس غير الرسمية، وتحديداً تلك الملابس التي تبرز العضلات وفي أكثر الأحيان ملابس رياضية والأكثر من ذلك أنها تميل الي أن تعامل الند للند. وباللغة الشائعة للشارع فإنها ترغب في أن تكون عنصراً من عناصر العصابة.
وضمن نطاق الدوائر التي كانت فيها اليشا كان هناك بعض العراك الذي ينشب بين الفتيات لكن هذه مجموعة أخري من المراهقات اللاتي ينصبن أنفسهن ويعطين الحق لأنفسهن بالتصرف بالطريقة التي يرغبن. وحالما تشاهد ذلك النزاع بين أعضاء عناصر عصابتين للفتيات تسرع في حله من خلال ضربة بالمطرقة من الخلف. وبالنسبة لهؤلاء الفتيات لا تعني المساواة الاستسلام والتعاطي بالضرب بل حتي الرغبة في أن تكون متشبهة جداً بالرجال وبالطريقة نفسها التي يمارسون بها العنف ضد أعضاء العصابات الأخري.
وفي لندن وحدها استطاع رجال الشرطة أن يحددوا حوالي 170 عصابة رجال وتحمل أسماء منها علي سبيل المثال الأرواح المفقودة (تي 3 - ظل الملك وغيرها. في حين أن هناك حفنة من عصابات النساء تم الكشف عنها ولكن يخشي من أن هناك الكثير منها في لندن وفي مدن أخري.
وتقول إليشا: ان عصابات الفتيات لسن علي درجة كبيرة من التنظيم فهي واهنة وسريعة التصدع والعضوية فيها تتغير بشكل سريع وباستمرار. وفي الحقيقة إنها عصابات لكن في الحدود الدنيا لهذه الكلمات. أعلم ان هناك فتيات يحملن أسلحة كالسكاكين والقناني وأنواع من الغازات المخدرة والعصي الغليظة وشاهدت الكثير من الفتيات يستخدمن هذه الأسلحة لا سيما ان الانتماء للعصابة يمنح العضو شعوراً بالقوة.
انسحاب إليشا من العصابة
وتقول إليشا التي هي الآن طالبة جامعية انها في النهاية شعرت بالقرف والتقزز من كل العنف والكذب المستمر علي والدتي عن كيفية قضائي أوقاتي.
كما كان هناك خوف آخر يحيط بها حيث تقول: لقد كنت أخشي أن أتعرض للاغتصاب وهو من الأساليب الشائعة بين العصابات كوسيلة لإذلال صديقي وقد حدث ذلك لفتيات أخريات في عصابات تجوب الشوارع.
وبكل شجاعة قررت إليشا التي طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقي إنهاء العلاقة بالعصابة. وفي ذلك الحين اقتيد صديقها السابق الي السجن لطعنه أحد المنافسين له. وتعترف إليشا بأنها لو لم تنسحب من العصابة فإن نهايتها حتماً ستكون في السجن ايضاَ. وإذا لم يحدث ذلك فإن مصيبة أكبر ستقع لي.
حقائق وأرقام
وقد أظهر تقرير لمجلس قضاء الشباب ان هجمات العنف التي تقوم بها الفتيات التي تتراوح أعمارهن بين عشر الي سبع عشرة سنة قد ارتفعت بمعدل 25% في غضون ثلاث سنوات. ويعتقد الكثيرون أن ذلك يعزي الي انتشار العصابات. وزُعِم ان البعض منهن قمن بأعمال سطو مسلح وعلي سبيل المثال نفذن سرقات شوارع في وضح النهار.
ويقول جسنس وليامس - عامل شاب سابق في برمنغهام - والذي يدير الآن مشروعاً لمساعدة المراهقين للتخلص من العصابات والشروع بأعمالهم الخاصة: إن كل التركيز حالياً منصب علي إطلاق النار من قبل الشبان في حين انه وراء المشهد هناك الكثير من العنف الذي تغذيه المراهقات.
تلك الفتيات شاهدن الحياة ورغبن في ان يكن جزءاً منها، وقد بدأت المسألة مع المزاح والصخب والتعلق بالأصدقاء ومن ثم تأخذ بالتزايد اكثر فأكثر. ويضيف: اليوم - وفي الشارع - أصبح إثبات النفس بالنسبة للعديد من الفتيات والشابات ليس باجتياز الامتحانات أو الحصول علي وظيفة جيدة ولكن من تستطيع أن تكون الأشرس.
ويعتقد وليامس أنه في مكان ما أصبحت رسالة القوة عند الفتيات قد أخذت مسارات ملتوية. حيث يقول: عندما كنت صبياً لم تكن هناك عصابات فتيات. في حين أن الفتيات الآن يحاولن الوقوف علي أرجلهن ويؤكدن وجودهن بطريقة ما، ولا يرغبن في أن يتم استخدامهن من قبل الرجال. انه من الوقاحة بالنسبة لفتاة في السنين الأولي من مراهقتها وترغب أن تكون في عصابة أو ضمن طاقم يخصها لوحدها. وفي الوقت الحاضر تجد أن الفتاة تحمل سكيناً وعندما تتخذ فتاة أخري موقفاً منها تسارع الي توجيه طعنة إليها. والقضية لم تعد فقط شد شعر البعض.
حفلات الخمر والشرارة الأولي
ويضيف وليامس: عموماً إن الميل نحو إقامة حفلات الصخب المرافقة لاحتساء المشروبات يعني ان الشجارات التافهة علي الأكثر تتحول الي عنف. كما ان هناك معارك من نوع آخر في برمنغهام تدخل ضمن نطاق مناطق النفوذ كما هو الحال مع أستون وهانسورث. ويمكن للعنف والجريمة أن تندلع بسهولة إذا ما حدث ان فتاة من جزء آخر من المدينة أرادت ان تنظر الي منافستها بطريقة يمكن أن تفسر علي أنها تهديد أو عدم احترام.
كما أن أيقونات الموسيقي من الإناث الذين يظهرن ويستعرضن الرفاهية والعنف يتحملن لوماً بنفس القدر في بروز هكذا ظواهر، فعلي سبيل المثال ان مطربة الراب الأمريكية السمراء ريمي ما قد حكم عليها بالسجن لمدة ثمان سنوات لإطلاقها النار علي أعز صديقاتها. كما أن ليل كم حكم عليها بالسجن ثمانية أشهر لأنها حنثت اليمين لتغطي علي معركة بالأسلحة النارية تورطت بها مع مجموعة راب منافسة لها.
لندن- تخرج الفتاة من منزلها حاملة الجوال الذي شدَّت سماعتيه علي الأذنين وبين الشفاه تدلت السيجارة التي قد لا ترتشف من دخانها شيئاً. يوحي مظهر الفتاة بالكثير من الإثارة والريبة ويعكس واقعاً حياً تعيشه الشوارع الخلفية للمدينة، وأصبح ظاهرة تهدد الناس الأبرياء ولو فتشت حقيبتها ستجد أنها قد خبأت سلاحا فيها. وربما يكون هذا السلاح سكيناً أو غازاً مخدراً أو مسيلاً للدموع أو هراوة أو عصا قصيرة قابلة للتمدد حين الاستخدام.
وتملك هكذا فتيات من الشراسة الكثير وإن البعض منهن يقفن كالند للرجال من أعضاء العصابات الأخري ولا يترددن في فعل أكثر مما يفعله الذكور في العصابات الأخري.
في الواقع إن هذه القصة التي نشرتها الديلي اكسبريس وتناولت مضاعفاتها حقيقية وهي عن فتاة بريطانية تتحدث كيف أنها اتجهت للانضمام الي إحدي العصابات التي أصبحت أعدادها كبيرة في الشارع - وكيف انها استطاعت اخيراً أن تعود الي رشدها بعد أن شعرت بأن السجن سيكون مصيرها المحتوم. ولأن القضية أصبحت تخص الشارع البريطاني بشكل عام فقد ناقشت الصحيفة الأسباب والحلول للقضاء علي هذه الظاهرة.
ودعونا نتعرف سوية علي اعترافات إليشا عن انتمائها وفراقها عصابة البنات.
تختلف إليشا كثيراً عن أي فتاة مراهقة أخري كونها عاشت في كواليس عالم الجريمة وتقمصت الدور الذي قد تكون اختارته وغادرته بمحض إرادتها.
كانت إليشا ترتدي من أعلي رأسها وحتي أخمص قدميها أحد أشهر وأغلي الماركات العالمية فضلاً عن تبرجها بمختلف أنواع الماس التي ارتدتها في كل مكان من جسدها يمكن أن توضع عليه تلك الحلي الغالية الثمن علماً أنها في سن المراهقة.
وقد ركبت إليشا أسرع أنواع السيارات وارتادت مختلف الحانات الليلية الرخيصة وحظيت بالاحترام من نظيراتها اللاتي كن سابقاً معها ضمن عناصر فريق الأحلام في المدرسة.
وحتي في هذا العمر الغض كانت تعرف إليشا جيداً من أين تأتي كل هذه الاكسسوارات الغالية الثمن لكنها لا تسأل قطعاً بل إنها سرعان ما غضت الطرف عن العنف الذي يجري حولها.
ظلت إليشا طوال ثلاث سنوات تتعامل مع عصابة محلية في إحدي المدن البريطانية. وفي الوقت الحاضر ومع كشف عدد من الشخصيات الجديدة عن انفجارات عنف تورطت فيها فتيات صغيرات السن، تقدمت إليشا لتقدم صورة مرعبة عن العنف المتزايد في أوساط عصابات البنات بعد أن أصبحت ظاهرة في شوارع لندن.
الانتساب للعصابة
ولم يتجاوز عمر إليشا سوي الخمسة عشر ربيعاً عندما بدأت تواعد شاباً من الحي الذي تسكنه حيث كان عضواً في إحدي العصابات التي تنشط في شمال لندن ويقود سيارة من نوع بي إم دبليو. ومن جانبها تعترف إليشا أنها كانت مفتونة بالصخب والبهرجة وكذلك بالحالة التي تتكون من جراء ارتباطها بعضو في عصابة وما تفرزه تلك العلاقة من هالة تحيط بها اينما سارت. كما أن الواجبات المدرسية والمدرسة بشكل عام لم تعد تشكل لها شيئاً.
وتقول إليشا التي تبلغ من العمر (20) سنة وهي من توتنهام: لقد أعطاني الذهب الأبيض والملابس الفاخرة علماً أني أدرك انه لا يعمل وليس له وظيفة وبإمكاني أن أدرك وبسهولة أن الأموال التي معه يحصل عليها إما من المتاجرة بالمخدرات أو من قيامه بأعمال السرقة في الشوارع لكني لم أسأله.
وتضيف: وعندما أهداني إسورة الماس جميلة وكنت حينها فتاة صغيرة أبهرتني الهدية، وانتشيت بذلك السلوك واحترمت فيه ثقته بنفسه لأنني كنت أعرف انه يحمل سكيناً بين ثنايا ملابسه، ومستعد أن يستخدمها في أي لحظة. حينها شعرت أنه عندما أكون معه يمنحني حالة من الزهو لم آلفها من قبل. كان الشارع خطراً جداً ومرافقته تعني انا وأخوتي سنكون محميين. لقد أصبح الناس يعرفون من هو صديقي لذلك تركونا بحالنا. وفي بعض الأحيان أن تكون عضواً في عصابة أكثر أماناً من ألا تكون.
وأصبحت إليشا تتصل بشكل منتظم بصديقات أعضاء عصابة أخري حيث تقول: لقد كنا نتوقع ذلك الاحترام لذلك كنا نرتدي الملابس بطريقة معينة. وصرت ارتدي ملابساً مضغوطة علي جسمي وبألوان كوكتيل. لقد تم تزويدي بأحدث أنواع الموضة التي كنت مستمتعة بها لكنها أدني من مستوي حالتي المادية.
ومع ذلك تزعم إليشا انها لم تتورط بشكل مباشر في أعمال عنف لكنها تعترف.
البنات تفعل كما يفعل الرجال
بلا شك ان وجودي مع جميع الفتيات الأخريات وإحاطتنا للضحية يعمل علي تشجيعه ، وكان هناك الكثير من التبجح والتظاهر بالشجاعة ومن جانبهن ستقوم الفتيات بإجراء مقارنة حول أي من الرجال سيكون الأسوأ. ولكن عندما ستكون هناك مشاكل مع عصابة أخري فيجري انسحاب سريع بالسيارات.
ولم يكن دور الفتيات شكلياً فقط وإنما في الغالب يحملن سكاكين في حقائبهن اليدوية لأنهن أقل عرضة للتفتيش من قبل رجال الشرطة. أما المسدسات فإنها نادراً ما تحمل، وعادة يتم وضعها في السيارات.
وسرعان ما تعلمت إليشا أن تميز بين أنواع مختلفة من الفتيات اللائي علي درجة من الخطورة لا تقل عن خطورة الشباب. ولأنها من الفتيات التي تميل الي الصخب والي ممارسة الأفعال التي يمارسها الصبيان لم تكن مستعدة لأن تكون عبارة عن معجبة بين ذراعي شاب عنيف.
وكذلك لأنها عزباء فإنها من نوع الفتيات اللاتي يرتدين الملابس غير الرسمية، وتحديداً تلك الملابس التي تبرز العضلات وفي أكثر الأحيان ملابس رياضية والأكثر من ذلك أنها تميل الي أن تعامل الند للند. وباللغة الشائعة للشارع فإنها ترغب في أن تكون عنصراً من عناصر العصابة.
وضمن نطاق الدوائر التي كانت فيها اليشا كان هناك بعض العراك الذي ينشب بين الفتيات لكن هذه مجموعة أخري من المراهقات اللاتي ينصبن أنفسهن ويعطين الحق لأنفسهن بالتصرف بالطريقة التي يرغبن. وحالما تشاهد ذلك النزاع بين أعضاء عناصر عصابتين للفتيات تسرع في حله من خلال ضربة بالمطرقة من الخلف. وبالنسبة لهؤلاء الفتيات لا تعني المساواة الاستسلام والتعاطي بالضرب بل حتي الرغبة في أن تكون متشبهة جداً بالرجال وبالطريقة نفسها التي يمارسون بها العنف ضد أعضاء العصابات الأخري.
وفي لندن وحدها استطاع رجال الشرطة أن يحددوا حوالي 170 عصابة رجال وتحمل أسماء منها علي سبيل المثال الأرواح المفقودة (تي 3 - ظل الملك وغيرها. في حين أن هناك حفنة من عصابات النساء تم الكشف عنها ولكن يخشي من أن هناك الكثير منها في لندن وفي مدن أخري.
وتقول إليشا: ان عصابات الفتيات لسن علي درجة كبيرة من التنظيم فهي واهنة وسريعة التصدع والعضوية فيها تتغير بشكل سريع وباستمرار. وفي الحقيقة إنها عصابات لكن في الحدود الدنيا لهذه الكلمات. أعلم ان هناك فتيات يحملن أسلحة كالسكاكين والقناني وأنواع من الغازات المخدرة والعصي الغليظة وشاهدت الكثير من الفتيات يستخدمن هذه الأسلحة لا سيما ان الانتماء للعصابة يمنح العضو شعوراً بالقوة.
انسحاب إليشا من العصابة
وتقول إليشا التي هي الآن طالبة جامعية انها في النهاية شعرت بالقرف والتقزز من كل العنف والكذب المستمر علي والدتي عن كيفية قضائي أوقاتي.
كما كان هناك خوف آخر يحيط بها حيث تقول: لقد كنت أخشي أن أتعرض للاغتصاب وهو من الأساليب الشائعة بين العصابات كوسيلة لإذلال صديقي وقد حدث ذلك لفتيات أخريات في عصابات تجوب الشوارع.
وبكل شجاعة قررت إليشا التي طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقي إنهاء العلاقة بالعصابة. وفي ذلك الحين اقتيد صديقها السابق الي السجن لطعنه أحد المنافسين له. وتعترف إليشا بأنها لو لم تنسحب من العصابة فإن نهايتها حتماً ستكون في السجن ايضاَ. وإذا لم يحدث ذلك فإن مصيبة أكبر ستقع لي.
حقائق وأرقام
وقد أظهر تقرير لمجلس قضاء الشباب ان هجمات العنف التي تقوم بها الفتيات التي تتراوح أعمارهن بين عشر الي سبع عشرة سنة قد ارتفعت بمعدل 25% في غضون ثلاث سنوات. ويعتقد الكثيرون أن ذلك يعزي الي انتشار العصابات. وزُعِم ان البعض منهن قمن بأعمال سطو مسلح وعلي سبيل المثال نفذن سرقات شوارع في وضح النهار.
ويقول جسنس وليامس - عامل شاب سابق في برمنغهام - والذي يدير الآن مشروعاً لمساعدة المراهقين للتخلص من العصابات والشروع بأعمالهم الخاصة: إن كل التركيز حالياً منصب علي إطلاق النار من قبل الشبان في حين انه وراء المشهد هناك الكثير من العنف الذي تغذيه المراهقات.
تلك الفتيات شاهدن الحياة ورغبن في ان يكن جزءاً منها، وقد بدأت المسألة مع المزاح والصخب والتعلق بالأصدقاء ومن ثم تأخذ بالتزايد اكثر فأكثر. ويضيف: اليوم - وفي الشارع - أصبح إثبات النفس بالنسبة للعديد من الفتيات والشابات ليس باجتياز الامتحانات أو الحصول علي وظيفة جيدة ولكن من تستطيع أن تكون الأشرس.
ويعتقد وليامس أنه في مكان ما أصبحت رسالة القوة عند الفتيات قد أخذت مسارات ملتوية. حيث يقول: عندما كنت صبياً لم تكن هناك عصابات فتيات. في حين أن الفتيات الآن يحاولن الوقوف علي أرجلهن ويؤكدن وجودهن بطريقة ما، ولا يرغبن في أن يتم استخدامهن من قبل الرجال. انه من الوقاحة بالنسبة لفتاة في السنين الأولي من مراهقتها وترغب أن تكون في عصابة أو ضمن طاقم يخصها لوحدها. وفي الوقت الحاضر تجد أن الفتاة تحمل سكيناً وعندما تتخذ فتاة أخري موقفاً منها تسارع الي توجيه طعنة إليها. والقضية لم تعد فقط شد شعر البعض.
حفلات الخمر والشرارة الأولي
ويضيف وليامس: عموماً إن الميل نحو إقامة حفلات الصخب المرافقة لاحتساء المشروبات يعني ان الشجارات التافهة علي الأكثر تتحول الي عنف. كما ان هناك معارك من نوع آخر في برمنغهام تدخل ضمن نطاق مناطق النفوذ كما هو الحال مع أستون وهانسورث. ويمكن للعنف والجريمة أن تندلع بسهولة إذا ما حدث ان فتاة من جزء آخر من المدينة أرادت ان تنظر الي منافستها بطريقة يمكن أن تفسر علي أنها تهديد أو عدم احترام.
كما أن أيقونات الموسيقي من الإناث الذين يظهرن ويستعرضن الرفاهية والعنف يتحملن لوماً بنفس القدر في بروز هكذا ظواهر، فعلي سبيل المثال ان مطربة الراب الأمريكية السمراء ريمي ما قد حكم عليها بالسجن لمدة ثمان سنوات لإطلاقها النار علي أعز صديقاتها. كما أن ليل كم حكم عليها بالسجن ثمانية أشهر لأنها حنثت اليمين لتغطي علي معركة بالأسلحة النارية تورطت بها مع مجموعة راب منافسة لها.