أبو خالد
12-03-2009, 10:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله السميع البصير العليّ القدير الذي لا تخفى عليه خافية سبحانه تجلا في علاه
والصلاة والسلام على الهادي النذير والسراج المنير عليه وعلى آله وصحبة وسلم أفضل الصلاة والتسليم
أما بعد : أُحيكم بتحية الإسلام بتحية أهل الجنة جعلنا الله وإياكم منهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سنتناول قضية في غاية الأهمية , قضية غفل عنها الكثير , قضية لا يجوز الترافع عنها أمام الله , قضية ربما تحبط جميع أرصدتك ((حسناتك )) , قضية يتناولها الجميع وصارت فاكهة المجالس .
(( هي قضية أكل لحوم البشر ))
إنها الغيبة وما أدراك ما الغيبة
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات:"أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآيه : إنما ضرب الله هذا المثل للغِيبة لأن أكل لحم الميت حرام مستقذر، وكذا الغِيبة حرام في الدّين وقبيح في النفوس. وقال قتادة: كما يمتنع أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً كذلك يجب أن يمتنع من غِيبته حيًّا. واستعمِل أكل اللحم مكان الغِيبة لأن عادة العرب بذلك جارية. قال الشاعر:
فإن أكلوا لحمي وفَرت لحومهـم ***وإن هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لهم مَجْدا
وعَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ". أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 224 ) ، وأبو داود ( 4878 ) ، وأخرجه أيضًا: ابن أبى الدنيا فى الصمت (1/119 ، رقم 165). وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 2 / 59 ).
يا سبحان الله يعني تلك القضية وما لها من أهمية شاهد عواقبها رسول البشرية محمد عليه أفضل السلام والتحية في السماوات العليّه .
(يَأْكُلُونَ لُحُوم النَّاس): أَيْ يَغْتَابُونَ الْمُسْلِمِينَ. وهنا تكمن القضية , في وقتنا الحاضر يتعلل هؤلاء البشر أنهم لا يوجد لهم قصد غير النصح وأنهم يبحثون عن المصلحة العامة وهم يسترسلون ويدلون كلن منهم بدلوه ويتلذذون في لحوم أخوانهم دون أن يشعرون بل الشيطان عليه من الله ما يستحق يقدم خدماته دون مقابل ويستعيد لهم الذاكرة لكي يقوى دليلهم , بل يروض لهم المفردات والألفاض التي ترقق المعاني .
أمثلة على الغيبة التي يقع فيها الملتزمين والمتدينين كثيرا
عندما يذكر عنده أخ مسلم يقول نسأل الله العافيه أو الحمد لله الذي عافانا أو نعوذ بالله من الخذلان أو مسكين ربنا يهديه
فهو بذلك يجمع بين ذم المذكور ومدح نفسه
وقد ذُكر أنه يجوز في بعض الاوقات ذكر عيوب الغير مع بعض الضوابط :
* إذا كان فاسقا مجاهرا بالمعصية كالمطربين والممثلين وشاربي الخمر
ينبغي للمسلم تحذير الناس من فسقه ومعاصيه ويحرم ذكر عيوبه الأخرى بقصد التنقيص منه .
* يشتكي المسلم للقاضي أو يستفتي شيخه فيقول فلان ظلمني
وإن كان الأفضل في حال الاستفتاء أن يقول ما رأيكم في رجل كان من أمره كذا وكذا .
* المشاورة كأن يسألك إنسان عن أخلاق شخص ما يريد تزويجه لابنته
في هذه الحالة ينبغي عليك ذكر كل ماتعلم من باب الدين النصيحة .
* التعريف كأن يكون أحدهم مشتهرا بلقب معين ولا يعرف إلا به كالأعرج أو الأعمش .
عقوبة الغيبة :
* التعرض لسخط الله تعالى ومقته لفعله ما نهى الله عنه.
* حسنات المغتاب تنتقل إلى من اغتابه وإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئاته.
كفارة الغيبة .
* التوبة والندم على التفريط في حق الله.
* إذا كانت الغيبة قد بلغت الرجل فعليه أن يطلب من الذي اغتابه أن يسامحه ويظهر له الندم .
* وإذا كانت لم تبلغه فعليه الأستغفار له والإكثار من الدعاء له وذكره محاسنه أمام الذين اغتابه امامهم .
نصيحة للذين يحضورون مجالس يُغتاب فيها :
سؤال يطرح نفسه :
إذا كنا في مجلس واغتاب أحدهم أخاه الغائب ماذا نفعل ؟
* يجب لمن سمع هذه الغيبة أن يرد عن عرض أخيه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" صححه الألباني
* فإن لم يستطع فعليه مفارقة المجلس
لقوله تعالى”وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ “ القصص : 55
* فإن لم يستطع مفارقة المجلس أو خاف من ذلك فعليه الإنكار بقلبه
وذلك أضعف الإيمان
اللهم أحفظ ألسنتنا ومجالسنا من هذا الوباء
هذا والحمدُ لله رب العالمين
أخوكم في لله بو خالد
الحمدُ لله السميع البصير العليّ القدير الذي لا تخفى عليه خافية سبحانه تجلا في علاه
والصلاة والسلام على الهادي النذير والسراج المنير عليه وعلى آله وصحبة وسلم أفضل الصلاة والتسليم
أما بعد : أُحيكم بتحية الإسلام بتحية أهل الجنة جعلنا الله وإياكم منهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سنتناول قضية في غاية الأهمية , قضية غفل عنها الكثير , قضية لا يجوز الترافع عنها أمام الله , قضية ربما تحبط جميع أرصدتك ((حسناتك )) , قضية يتناولها الجميع وصارت فاكهة المجالس .
(( هي قضية أكل لحوم البشر ))
إنها الغيبة وما أدراك ما الغيبة
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات:"أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآيه : إنما ضرب الله هذا المثل للغِيبة لأن أكل لحم الميت حرام مستقذر، وكذا الغِيبة حرام في الدّين وقبيح في النفوس. وقال قتادة: كما يمتنع أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً كذلك يجب أن يمتنع من غِيبته حيًّا. واستعمِل أكل اللحم مكان الغِيبة لأن عادة العرب بذلك جارية. قال الشاعر:
فإن أكلوا لحمي وفَرت لحومهـم ***وإن هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لهم مَجْدا
وعَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ". أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 224 ) ، وأبو داود ( 4878 ) ، وأخرجه أيضًا: ابن أبى الدنيا فى الصمت (1/119 ، رقم 165). وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 2 / 59 ).
يا سبحان الله يعني تلك القضية وما لها من أهمية شاهد عواقبها رسول البشرية محمد عليه أفضل السلام والتحية في السماوات العليّه .
(يَأْكُلُونَ لُحُوم النَّاس): أَيْ يَغْتَابُونَ الْمُسْلِمِينَ. وهنا تكمن القضية , في وقتنا الحاضر يتعلل هؤلاء البشر أنهم لا يوجد لهم قصد غير النصح وأنهم يبحثون عن المصلحة العامة وهم يسترسلون ويدلون كلن منهم بدلوه ويتلذذون في لحوم أخوانهم دون أن يشعرون بل الشيطان عليه من الله ما يستحق يقدم خدماته دون مقابل ويستعيد لهم الذاكرة لكي يقوى دليلهم , بل يروض لهم المفردات والألفاض التي ترقق المعاني .
أمثلة على الغيبة التي يقع فيها الملتزمين والمتدينين كثيرا
عندما يذكر عنده أخ مسلم يقول نسأل الله العافيه أو الحمد لله الذي عافانا أو نعوذ بالله من الخذلان أو مسكين ربنا يهديه
فهو بذلك يجمع بين ذم المذكور ومدح نفسه
وقد ذُكر أنه يجوز في بعض الاوقات ذكر عيوب الغير مع بعض الضوابط :
* إذا كان فاسقا مجاهرا بالمعصية كالمطربين والممثلين وشاربي الخمر
ينبغي للمسلم تحذير الناس من فسقه ومعاصيه ويحرم ذكر عيوبه الأخرى بقصد التنقيص منه .
* يشتكي المسلم للقاضي أو يستفتي شيخه فيقول فلان ظلمني
وإن كان الأفضل في حال الاستفتاء أن يقول ما رأيكم في رجل كان من أمره كذا وكذا .
* المشاورة كأن يسألك إنسان عن أخلاق شخص ما يريد تزويجه لابنته
في هذه الحالة ينبغي عليك ذكر كل ماتعلم من باب الدين النصيحة .
* التعريف كأن يكون أحدهم مشتهرا بلقب معين ولا يعرف إلا به كالأعرج أو الأعمش .
عقوبة الغيبة :
* التعرض لسخط الله تعالى ومقته لفعله ما نهى الله عنه.
* حسنات المغتاب تنتقل إلى من اغتابه وإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئاته.
كفارة الغيبة .
* التوبة والندم على التفريط في حق الله.
* إذا كانت الغيبة قد بلغت الرجل فعليه أن يطلب من الذي اغتابه أن يسامحه ويظهر له الندم .
* وإذا كانت لم تبلغه فعليه الأستغفار له والإكثار من الدعاء له وذكره محاسنه أمام الذين اغتابه امامهم .
نصيحة للذين يحضورون مجالس يُغتاب فيها :
سؤال يطرح نفسه :
إذا كنا في مجلس واغتاب أحدهم أخاه الغائب ماذا نفعل ؟
* يجب لمن سمع هذه الغيبة أن يرد عن عرض أخيه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" صححه الألباني
* فإن لم يستطع فعليه مفارقة المجلس
لقوله تعالى”وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ “ القصص : 55
* فإن لم يستطع مفارقة المجلس أو خاف من ذلك فعليه الإنكار بقلبه
وذلك أضعف الإيمان
اللهم أحفظ ألسنتنا ومجالسنا من هذا الوباء
هذا والحمدُ لله رب العالمين
أخوكم في لله بو خالد