تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احداث واقعيه في زمننا



مجرد ذكريات!
26-02-2009, 11:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




أهلا بالكل ساضع كل ماهو جديد في هذه الصفحه فادعوكم لمتابعتها اعزائي

خلال دراستي قدمت بحوث عن جرائم من مثل قتل وخطف وا لخ...... ولاكن لم اجد من يشجعني على اكمال بحوثي فغيرت تخصصي ولازلت الا اليوم في غربتي التى فطرتني لاشياء كثيره !!

لكن معلومات الجرائم ترجمت أو نقلت من المواقع لطالما احببت ان استكشف هذا العالم الغريب والعجيب!!



وجدت بعض منها على النت فاحببت ان نتشارك بها



سأضع اليوم واحده


http://images.up.dwltna.com/thumb-C420_49A6ED4F.jpg (http://images.up.dwltna.com/share-C420_49A6ED4F.html)


جاك السفاح اسم أطلق على قاتل متسلسل في إنجلترا عام1888 م قتل على ما لا يقل عن 11 امرأة




وبالرغم من وجود العديد من النظريات الا أن شخصية جاك السفاح لم تعرف بعد و يوجد الكثير من الغموض والأساطير التي أحاطت بشخصيته توجد عدة نظريات منها ان جاك السفاح هو أحد أعضاء الأسرة الحاكمة البريطانية وانه كان قريبا من ان يصبح وليا للعهد وانه اصيب بمرض نقل إليه لانه اتجه للحرام مع احدى الساقطات فقرر الانتقام وقتل خمسة منهن ونظرية اخرى ترجعه إلى طبيب ذلك الامير استنادا إلى اداة الجريمة التي يعتقد انها مبضع جراحي وانه كان ماسونيا ارتكب الجرائم استنادا إلى معتقداته




--



في أوائل شهر نوفمبر عام 1888 شهدت الضاحية الشرقية من لندن مسلسل من الجرائم التي لا تزال حتى يومنا هذا يلفها الغموض, لقد كانت هناك خمسة جرائم و خمسة ضحايا جميعهن من البغايا و النساء الساقطات و قد قتلن بنفس الطريقة




--



انتهى مسلسل القتل فجأة كما بدأ فجأه و بدأت كذلك القضية التي حيرت المحققين و الباحثين لقرن من الزمن فعلى الرغم من الجهود الضخمة التي قامت بها اسكتلنديارد لم يتم العثور على دليل حقيقي لإثبات التهمه على أحد ؛ لقد كانت هناك الكثير من الفرضيات و النظريات حول شخصية جاك السفاح و لكنها بقيت مجرد احتمالات يصعب اثباتها فقد كان هناك الكثير من المشتبه بهم و اشهرهم هو الدوق آلبرت فيكتور أحد أحفاد الملكه فيكتوريا كذلك كان هناك السير وليم كول و هو طبيب ملكي و والتر سكرت و هو فنان كذلك جون نيتلي و يعمل حوذي و هناك ايضاً رجل اخر يدعى جيمز كنت ستيفن قد اعلن عدة مرات عن كرهه العميق للنساء.




--



من المتهمين الاخرين مونتغو جون دريت و هو محامي فاشل انتحر في نهر التايمز في ديسمبر 1888 و في الحقيقه هو ان موته الذي تزامن مع انتهاء مسلسل القتل قد حمله جزء كبير من الشكوك التي حامت حوله ؛ و كان هناك ايضاً دكتر روسلن ستيفنسوكاتب و ساحر و الذي اتهم بالجريمه على انه قام بها كضرب من الشعوذة و السحر الاسود و قد اشتدت الشكوك حوله خاصه بعد ان اختفى كلياً في عام 1904 ومن المتهمين الآخرين رجل يدعى توماس نيل و الذي صرخ على منصة الإعدام في الولايات المتحدة الامريكيه "انا جاك" قبل ان يقطع حبل المشنقه جملته.

***************************************

في الحقيقه هناك الكثير والعديد من المشتبه فيهم في قضيه جاك السفاح و لكن لم تثبت التهمه على اي أحد منهم و تبقى هذه القضيه لغزاً محيراً فشل المحققين في حله حتى اليوم.



-




أكثر شي لفت انتباهي هو كثرة المشتبه فيهم



والغريب أكثر أن الكاتب كونان دويل الرهيب جدا كاتب قصص شارلوك هولمز



وللي يعرف مسلسل كونان الكرتوني سمي كونان تيمنا بهذا الكاتب الذي عشق خياله الكثير من المتعطشين للققصص البوليسيه كان كثير يقتبس ويقول أشياء لا يعرفها إلا من يقرأ كتابات كونان دويل .




المهم أني قرات من فترة بكتابات دويل أن المجرم الحقيقي كان فتاة وقد ظهرت الحقيقة بحادثة القطار الشهيرة نسيت إسمها



لكنني لم أجد إلا معلومه واحده بالنت تطابق معلومتي



يعني معقوله أنا ودويل الي نعرف وكل الناس ما يعرفون






ماأتوقع لكن ننتقل للقصه الثانية الى بنزلها بعد ماشوف تفاعلكم





مجرد ذكريات!

عظام اليني
27-02-2009, 12:10 PM
يعني اخر شي طلعت بنت !!


تعيبني هالانواع من القصص نفس مسلسل series

^^

كمل اخويه بحوثك ونحن ترانا من قرائك وبنقييمك على اللي تقدمه لنا من معلومات ..

مجرد ذكريات!
28-02-2009, 11:12 PM
عظام اليني

تسلمين على ترك بصمه في هذه الساحه المريضه من مرض اسمه (الاكتفاء فقط بالقرائه !!)

سلمتي والله يحفضج

مجرد ذكريات!
28-02-2009, 11:15 PM
أهلا بكم اعزائي ومشاهدين مسلسل جاك السفاح

اليوم سأضع تكملة جاك وقصة المحيره التى بدئت من اكثر 130 سنه ولم يحل لغزه ليومنا هذا!!!

أترككم مع سلسة جاك ولي عوده هنا

مجرد ذكريات!
28-02-2009, 11:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله

ان من الشخصيات الاجرامية التى تلفت الانتباه هى شخصية جاك السفاح قاتل النساء والذى لم

يحل لغزه منذ اكثر من 130 سنة ولا احد يعلم هويتة الحقيقية فتارة يقال بانه من العائلة المالكه

وهو الاخ الاكبر ( كلارينس) للملك ادوارد الخامس ويقال بانه محامي مغمور ولكن لم يكتشف

امره حتى الان الا ان المقالة التى تناولتها صحيفة البيان اثارت انتباهى لهذه الشخصية فمن هى!!؟؟

المقالة..........

جاك السفاح او الخناق هو عنوان الفصل السابع من كتاب عن لندن في العصر الفيكتوري من تأليف

الكاتبة «جوديت وولكفيتز» وصدر في واشنطن. تقول الكاتبة ان جرائم جاك السفاح اطلقت في بريطانيا حملة

من معاداة السامية، كان اليهود ضحيتها. فالقاتل الذي كان يختار ضحاياه من بين المومسات، يخنقهن ثم يقوم

بتقطيع اجزاء من اجسادهن، بقي مجهولا رغم ارتكابه اكثر من سبع جرائم قتل ارعبت بريطانيا والعاصمة

لندن بالذات، بسبب التشويهالذي كان يقوم به القاتل بحرفية شديدة لا يقدر عليها الا الاطباء والجزارون

وصناع الاحذية (!).

ورغم التحقيقات التي تولاها سكوتلانديارد، اهم جهاز للشرطة في بريطانيا في ذلك الوقت وحتى اليوم فإن

هوية جاك السفاح بقيت مجهولة. هذا على الصعيد الرسمي اما على الصعيد الشعبي فإن وسائل الاعلام،

والصحف الشعبية بالذات، ومن دون استئناف، وجهت اصابع الاتهام الى «المريول الجلدي» نسبة الى

صديرية جلدية او مريول كان يرتديه فوق صدره اثناء مزاولة عمله كإسكافي، وقد لاقت هذه النظرية هوى

في قلوب ابناء «الايست اند» الفقراء، حيث وقعت الجرائم، لان اليهود الزاحفين من شرق اوروبا كانوا

ينافسونهم في الاعمال الهامشية المتوفرة في مناطقهم، ويزاحمونهم على ما تبقى من منازل متواضعة من

دونها لا يجدون مكانا يأوون اليه ويتحولون الى مشردين. يعقوب وليس جاك السفاح وخرجت صحيفة «ستار»

الشعبية في صبيحة احد الايام لتعلن لقرائها انها اكتشفت اسم اليهودي صاحب الصديرية الجلدية وهو جون

بيزر، وقد منحته لقب «يعقوب السفاح» بدلا من جاك السفاح، ووفقا للمؤلفة فإن هذا الاكتشاف ادى الى

موجة واسعة من الكتابات حول الطقوس اليهودية الدموية وفي الوقت نفسه الى حملة تحريض استهدفت اليهود

جميعا ولم تقتصر على المناطق الشعبية، وقامت في تلك الفترة ثلاث تظاهرات واحداث شغب لاقتلاع اليهود

من منازلهم ودكاكينهم، وقامت عصابات من الشبان بمطاردتهم في الشوارع وسرقتهم والاعتداء عليهم،

كمااستعادت الصحف في الوقت نفسه حادثة اليهودي البولندي «لينسكي» الذي تم تنفيذ حكم الاعدام به في

العام الاسبق بعد ان قام بقتل صاحبة المنزل الذي يسكنه، وباتت هناك قناعة راسخة لدى الشرطة كما الناس

بأن السفاح لا يمكن ان يكون انجليزيا وهو يحمل «ملامح عبرية غامضة».

اسطورة الدم

صحف الاغنياء والطبقة الوسطى في «وست اند» ساهمت بدورها في الحملة، وكتبت صحيفة «التايمز» من

مراسلها في فيينا تقريرا اشار فيه المراسل الى ان السفاح ربما كان من اتباع الطائفة التلمودية التي تدعو

اليهودي من اتباعها اذا وقع في غرام فتاة مسيحية ان يقتلها ويتطهر بدمها فيغتسل به تكفيرا عن خطيئته. ومع

ان الحاخامات اليهود في تلك الفترة لم يقولوا ان احدا من رعاياهم لا يمارس مثل هذه الطقوس فإن «اسطورة

الدم» كما اطلقت عليها الصحف لقيت قبولا شعبيا واسعا.

وفي 30 سبتمبر من ذلك العام وقعت جريمة مزدوجة ذهب ضحيتها مومستان، وقد عثر على جثة احداهما في

حي يسكنه اليهود، قرب حائط كتبت عليه عبارة «ان اليهود ليسوا ذلك النوع من الرجال الذين يوجه اليهم

اللوم بسبب شيء لم يفعلوه»، وقد حرص ضابط سكوتلانديارد الذي وصل لمعاينة الجثة ان يأمر بمسح العبارة

عن الحائط خوفا من انفجار الغضب الجماهيري وعجز الشرطة عن السيطرة عليه، وقد ثارت عاصفة اعلامية

ضد الضابط لانه قام بتدبر «دليل مهم» ربما يرشد الى القاتل،ولكن الضابط في الوقت نفسه تلقى الشكر

الجزيل من كبير حاخامات لندن.


ما حدث في دوربان

اذن تلك كانت صورة اليهودي في الغرب في العام 1888 قاتل سفاح يحمل معه اسطورة الدم، وبعد اقل من

نصف قرن باتت الصورة اكثر رسوخا واوسع في التفاصيل ولم يكن مستغربا ان يصفهم الزعيم النازي هتلر

بأنهم «مصاصو دماء» وان يلاحقهم مع آخرين في انحاء أوروبا، ولكن الصورة تغيرت اليوم والوجه العبري

صار عربيا، ولن تدخل هنا في الاسباب، ولكن ماحدث في مدينة دوربان في جنوب افريقيا اثناء المؤتمر

المناهض للعنصرية يستحق اكثر من وقفة، اذ ان اكثر من 6 آلاف منظمة اهلية ومن حركات المجتمع المدني

في انحاء العالم كله اعادت وصف الدولة العبرية بأنها «نظام يعيش على الدماء» ويقوم بحرب تطهير عرقي

وعملية ابادة ضد الفلسطينيين صحيح ان البيان الختامي للمؤتمر، وعلى مستوى 150 دولة شاركت فيه لم

يسجل هذه الادانات، ولكن في عالمنا اليوم لم تعد الحكومات وحدها من يصنع القرار، وباتت منظمات

المجتمع المدني شريكا تزداد مساحة نفوذه يوما بعد يوم، وهو ما يستحق بالتأكيد الوقوف عنده والبناء عليه.

الحرب على الارهاب

القتل على الهوية او الاعتقال على الهوية هي من سمات الحروب الاهلية، ولكنها في عالم اليوم، وفي ظلال

الحرب العالمية ضد الارهاب، باتت تحمل سمات حروب الحضارات، وهي حروب تنتعش مع الحمى القومية

او الدينية التي تجتاح اربع زوايا الارض، قد يكون حوار الحضارات هو البديل، ولكن بانتظار زوال هذه

الحمى، فان المثل الامريكي يقول: ان القوة هي الحق: وليس العكس، والانتفاضة في فلسطين هي احد مظاهر

هذه القوة، على امل استمرارها لانها اليوم تكاد تكون ضد الدفاع الأخير عن حضارة تقتل على الهوية وتطارد

على الهوية وتعتقل على الهوية.




لنا عوده لسرد هذه السلسه الغامضه


مجرد ذكريات!

بنت العزبة
28-02-2009, 11:40 PM
قصة غامضه ومشوقة بالفعل

ننتظر باقي الاحداث سيدي

واشكرك على المجهود الرائع

متابعين لك فاستمر ^_^

والله يعطيك الصحه والعافيه

Bedwien Heart
02-03-2009, 12:19 AM
أسئله كثيره تدور في بالي عن هوية جاك السفاح !


ههه هتلر + اليهود <--

"كنت استطيع قتل اليهود جميعآ ولكني تركت البعض منهم احياء لكي تعرفوا لماذا احاول قتلهم جميعآ"


انا من المعجبين بكتاباتك مجرد ذكريات واول مادخل المنتدى صرت ادخل سيده القسم العام اشيك على احداث جاك السفاح

ننتظر باقي الاحداث بشوق

مجرد ذكريات!
02-03-2009, 01:23 AM
بنت العزبه شكرا لتشجيعك الرائع

بدون هارت

اخجلتيني بردك الذي اعده وساما على صدري واتمنى ان اكون اهل لثقه فشكرا لكي

مجرد ذكريات!
02-03-2009, 01:30 AM
اهلا بكم مشاهدينا الكرام على قناة الهير (اكشن)

اليوم سنتناول احداث جديده عن مسلسل الغموض الدائم
وهذه المره مع مسلسل جديد جدا وشخصيه غايه في الغموض

اذا على الجميع ان لايحدث ازعاجا ويمسك بشيئ يشربه وياكله (هههه في السينما فراخ وبيبسي ) المهم

يالله نتابع جديدنا فقط هنا على قناتنا المفضله الهير اكشن

مجرد ذكريات!
02-03-2009, 01:35 AM
شخصية دي بي كوبر

http://www3.0zz0.com/thumbs/2009/03/01/21/651755920.jpg (http://www.0zz0.com/realpic.php?s=3&pic=2009/03/01/21/651755920.jpg)
دي بي كوبر كما في المسلسل

في الرابع و العشرين من نوفمبر عام 1971 ركب شخص متوسط العمر في طائرة بوينج 727 تابعة لخطوط نورث-ويست اورينت و المنطلقة من مدينة بورتلاند في اوريغون...و بعد إقلاع الطائرة بفترة قصيرة، قام دي.بي. كوبر بالتهديد بنسف الطائرة ما لم يعطى 200 الف دولار و أربعة مظلات هبوط - باراشوت-....



و استجابة لمطالبه، هبطت الطائرة في مطار سياتل- تاكوما الدولي، حيث نال كوبر ما يريد فيما تم إخلاء الركاب من الطائرة،و ما لبثت الطائرة كثيرا حتى غادرت المطار مجددا باتجاه المكسيك، حيث قفز كوبر من الطائرة و بالطبع مصطحبا المبلغ الكبير معه..




و منذ ذلك الحين لم يعثر له على اثر..و ظلت قضيته، القضية الوحيدة التي لم تحل في عالم السطو الجوي على مستوى الولايات المتحدة الامريكيه..






-




و في الحقيقة أن اسم دي. بي. كوبر لا يشير إلى الفاعل بشكل دقيق...فتذكرة الطيران تشير إلى إن اسم المجرم الفار هو دان كوبر و لكن الضابط في المؤتمر الصحفي اخطأ بالاسم،و من ثم التصق الاسم بالمجرم .



و قفز كوبر من الباب الخلفي لطائرة البوينج 727 و هي الطائرة التجارية الوحيدة التي يوجد فيها باب خلفي،و تبعت تلك القفزة عمليات بحث واسعه في الغابات التي تقع شمال بورتلاند..و بعد خمس سنوات وجد أحد الأطفال مبلغ 6000 دولار تعود الى كوبر..لكن ثوران بركان سانت هيلين في عام 1981 غطى المنطقة بالرماد منهيا الآمال بالعثور على أي اثر قد يقود إلى كوبر و ما حل به..




لكن كم فرص نجاته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟






..فالطائرة كانت تسير بسرعة 200 ميل -320 كيلومترا- في أجواء باردة جدا على ارتفاع 10 آلاف قدم،و في منطقة نائية، في بداية فصل الشتاء و من دون حتى تجهيزات خاصة لمثل تلك الأجواء.



http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/a/a4/727db.gif
ترى الصوره متحركه انتظروا شوي أو إضغطوا عليها



دبروا عمركم




يتبع لو أعجبكم



مجرد ذكريات!

Bedwien Heart
02-03-2009, 02:00 AM
هههه واابوكم

والله مخي افتر وانا يالسه اقرا


..فالطائرة كانت تسير بسرعة 200 ميل -320 كيلومترا- في أجواء باردة جدا على ارتفاع 10 آلاف قدم،و في منطقة نائية، في بداية فصل الشتاء و من دون حتى تجهيزات خاصة لمثل تلك الأجواء.

يلست افكر حسابياً
معادلات على قوانين اووف قوويه بتي الطيحه ماظني حد بيتم

لا تيلسنا على الاعصاب مجرد ذكريات!

كمل السلسله

بنت العزبة
02-03-2009, 07:27 AM
امممم ما اعتقد انه عاش @@

ننتظر الباقي اخويه ^_^

مجرد ذكريات!
02-03-2009, 11:09 PM
هههه واابوكم

والله مخي افتر وانا يالسه اقرا



يلست افكر حسابياً
معادلات على قوانين اووف قوويه بتي الطيحه ماظني حد بيتم

لا تيلسنا على الاعصاب مجرد ذكريات!

كمل السلسله


هلا والله بدوين هارت

شفتي العمليه مب سهله

مازلت هناك احتمالات ببقائه حيا واخرى بموته وحسب اعتقادي بانه مات اثناء وقوعه على الارض لدلائل برودة الجو والارتفاع الذي قفز منه ..

شكرا على تفاعلك

مجرد ذكريات!
02-03-2009, 11:11 PM
امممم ما اعتقد انه عاش @@

ننتظر الباقي اخويه ^_^


هلا بنت العزبه (بس لاتنسين تيبيلنا ذبيحه من عندج وتشوينها وتقدمينها للمشاهدين ) سوالف لاتزعلين


تبقي الاحتمالات وارده ببقائه او بموته والله هو ادرى

شكرا لكي

مجرد ذكريات!
02-03-2009, 11:19 PM
زوديـــــــــــــــــاك

أشهر سفـــــاح بالعالم


بدأت القصة عام 1969 قي سان فرانسيسكوا
حيث بدأت جرائم أشهر مجرم في أمريكا
بدأت أول جريمة
مع تشيري فتاة تبلغ من العمر 18 عاما كانت عائجه من المكتبة للبيت لكن تعطلت سيارتها وأرتكبت أكبر خطأ كلاسيكي قبلت أن تركب مع رجل غريب
زلم يكون سوى زودياك
وجدوا جثتها بعد كم يوم مطعونة بكل جهة
بعد شهر كامل من العثور على جثتها ممزقة بأكثر من عشر طعنات أغلبها في منطقة الرقبة
وصل إلى الشرطة المحلية خطاب مكتوب بخط اليد، يحوي شرحاً مفصلاً من القاتل عن كيفية القيام بجريمته، ومدى استمتاعه بكل لحظة فيها
وأصيب الجميع بدهشة لهذه الجرأة الغريبة وأيضاً
بسبب التوقيع الذي هو مزيج من حرف
ورقم 2Z
نهاية الخطاب وجه القاتل بضع كلمات مازالت عالقة في أذهان كل من قرأها أو سمعها
نص الرسالة :
اقتباس:
لقد كانت جميلة وصغيرة، لكنها الآن ميتة.. وهي لن تكون الأخيرة،
وبينما تقرءون هذه الكلمات سأكون أنا أفكر في الضحية القادمة،والتي سيكون مصيرها أسوأ بكثيرفأرجوكم لا تجعلوا الأمر سهلاً
حذروا الجميع مني وانشروا هذا الخطاب على الملأ ليقدروا ما سيواجهونه
إنني لست مريضاً، إنما أنا مجنون
لذلك يجب أن تصدقوا كل كلمة أخبركم بها

http://www11.0zz0.com/2009/03/02/19/190770048.jpg (http://www.0zz0.com)
الترويع مازال مستمر


بالطبع لم يُفكر أحد في نشر هذا الخطاب الشنيع خوفا من انتشارحالة من الذعر والاشمئزاز بين أهالي



إلا أن الصحف نشرته بعد أيام قليلة مع استنكار شديد لما جاء فيه


)


أرسل القاتل بنسخة إلى كل الصحف المحلية مع "رجاء خاص بنشرها





تحمسوا بالبداية لكنهم طفوا بعد فترة









الجريمه الثانية




دافيد وبتي لو




كان يبون ينزلون من السيارة جا زودياك وطلق عليهم سبع رصاصات موتتهم بالحال




عندما وصلت سيارات الشرطة والإسعاف كان كل شيء قد انتهى، ولم يعد هناك أي أثرللقاتل، وفرك الجميع أعينهم استعدادا لعمل شاق للكشف عن هويته..






=



زودياك ما عجبه شغل الشرطة أبدا تلقت شرطة (سان فرانسيسكو) في اليوم التالي اتصالاً تليفونياً من شخص مجهول أخبرهمفيه أنه المسئول عن الحادث، وأنه يتمنى ألا يكونوا قد نسوه لانة مرت سنتين على جريمتة الأولى عنده صبر ما شاء الله








وعرف بعض الموجودين ممن عاصروا القضية الأولى، أنه صديقهم القديم قد عاد إلى الظهوربنفس الطريقة المستفزة




=






وقبل أن يستوعبوا ما حدث، اتصل بهم ثانية في اليوم التالي وقامب بإخبارهم بكل تفاصيل الجريمة الأخيرة،





=



وكان ذلك حين أخبره أحد المحققين أنه لا يصدق كونه الفاعل، وأنه ربما قد شاهدالجريمة فأراد أن تكون له الشهرة الإعلامية،



صمت زودياك قليلا قليلاً ثم شكر المحقق على تلك المعلومة، ووعده بتصحيح الخطأ في هذه المرة، وفيالمرات التي تليها، وانتهى الاتصال التليفوني بغتة





=



كان التصحيح الذي عناه زودياك غاية في السادية، حيث عاد للاتصال بوالدي "بيتي لو".. واستمع الوالدان عبر عشرين دقيقه كاملة إلى أدق تفاصيل الحادث وهي تروي لهما بهدوء رهيب، حتى إن والدة الضحيةلم تحتمل، وأصيبت بذبحة صدرية تم على أثرها نقلها إلى غرفة العناية المركزة




كان هذا أبلغ رد من مستر زودياك على رد المحقق




=




ذهل الجميع من تلك الأحداث، وبدءوا في العمل على قدم وساق للقبض على هذا الشخص، إلا أن كل مجهوداتهم كانت تقف عند نقاط مسدودة، دون أية معلومات حقيقية تساعدهم في البحث.. واستمر ذلك عدة أشهر، حين وقعت الجريمة الثالثة


ماذا حدث في الجريمه الثالثه

فعلا ابشع واشهر سفاح في العالم


تابعونا


مجرد ذكريات!

Bedwien Heart
02-03-2009, 11:51 PM
انزين يعني ذاك الوقت هم ليش ماحللوا الرساله الي مطرشنها زودياك؟
يمكن فيها شي وهم ما انتبهوا لها

ههه الجريمه الثانيه يعني اذا الشرطي فطين بتتبع المكالمه او انه يدقق في كلمات المجهول الي اتصل به
وبيعرف انه الجاتل بس صح عرف كيف يكملها بالمكالمه الثانيه هههههه والله انه عجيب

وننتظر الجريمه الثالثه

بنت العزبة
02-03-2009, 11:52 PM
وقوة عين فيهم هالسفاحين


واحد يقولهم نشروا الخطاب

وواحد يذكر الشرطه عشان ماينسون قضيته


وواحد يتصل بالشرطه عشان يقولهم انه هوه الي مسوي الجريمه ويشرح الهم التفاصيل

ويوم ماصدقوه اتصل باهل البنت @@ حشى

مشكووور ياخويه

ونحن دووم متابعين

ومن باجر بنعقر القعود وبنذبح الذبايح ^_*

معزومين كل الي يتابعون هالموضوع بس ^_^

والله يعطيك الصحه والعافيه ..

مجرد ذكريات!
04-03-2009, 01:00 AM
انزين يعني ذاك الوقت هم ليش ماحللوا الرساله الي مطرشنها زودياك؟
يمكن فيها شي وهم ما انتبهوا لها

ههه الجريمه الثانيه يعني اذا الشرطي فطين بتتبع المكالمه او انه يدقق في كلمات المجهول الي اتصل به
وبيعرف انه الجاتل بس صح عرف كيف يكملها بالمكالمه الثانيه هههههه والله انه عجيب

وننتظر الجريمه الثالثه


هلا بمتابعتنا المميزه تستاهلين هديه مني لج بس ان شاءالله عقب بطرشها لج ^ _ *

يتحسبونه يتمصخر عليهم او يبا شهر اعلاميه

تسلمين

مجرد ذكريات!
04-03-2009, 01:04 AM
وقوة عين فيهم هالسفاحين


واحد يقولهم نشروا الخطاب

وواحد يذكر الشرطه عشان ماينسون قضيته


وواحد يتصل بالشرطه عشان يقولهم انه هوه الي مسوي الجريمه ويشرح الهم التفاصيل

ويوم ماصدقوه اتصل باهل البنت @@ حشى

مشكووور ياخويه

ونحن دووم متابعين

ومن باجر بنعقر القعود وبنذبح الذبايح ^_*

معزومين كل الي يتابعون هالموضوع بس ^_^

والله يعطيك الصحه والعافيه ..


هلا وغلا ببنوتة العزبه

مشكووره ع الذبايح و ع عقرة القعود الله يسامح المشاهدين ماخلولى شي يت من الجامعه يوووعان وقلت سلامي ع بنت العزبه وع عزيمتا اليله يوم رديت لقيت كل شي خالص (بالعافيه )


المهم

شفتي كيف هالعالم صعب امره ويحير الى مايتحير ويخلى الواحد يمط شعره لو مافيه شعر


تسلمين يا ذووق

مجرد ذكريات!
04-03-2009, 01:18 AM
الجريمــه التالية

برايان وسيسليا

قام مستر زي باعتراض طريق برايان وسيسليا وقادهم لمكان بعيد وطعنهم طعنات عدة وسرق ما معهم لانه كان محتاج للسفر للمكسيك

وغادر سريعا قبل ان تصل الشرطه

لكن برايان وسيسليا لم يموتان بعد

مات سيسليا بعد ساعات من وجدها بالمستشفى

لكن برايان استطاع ان ياقام الموت

لكن معلومات برايان ما كانت مهمه جدا لانه تعرض لضفط نفسي وعصبي لا يحتمل

يمكن اتصال زي بهم كان اكثر فائده لانه كان زعلان منهم لانهم لم يحلوا اللغز

لغز الاطفال على حد تعبيره واخبرهم بان الحل زودياك

كما انه لم ينس بنهاية المكالمة ان يتمنى لبريان الشفاء
وطلب منهم ان يعاملوة بهدوء لانهم لا يعلمون مدى ما مره به من مواقف عصيبه

لم يمض شهر الا ونفذ جريمته التاليه التي كانت لاول مره لرجل منفرد
اسمع باول وكان رجل ضخم الجثه ومع ذلك استطاع زودياك مباغتت هذا الرجل وطعنه اكثر من مره
مشهد غريب جلس الجميع في مركز الشرطة في أماكنهم بدلا من البحث والتنقيب انتظارا للمكالمة المتوقعة التي تحكي لهم كل التفاصيل
)

إلا أنها لم تأتِ في ذلك اليوم، ووصل بدلاً منها في اليوم التالي خطاب يحتوي على كل شيء، إلا أن مستر زودياك أضاف إليه شيئا اضاف إليه قطعة صغيرة من القميص الذي كان يرتديه باول مغموسة في دم القتيل

)
وتحذير منه ان لم ينشر سيستمر بأعماله

ونشر الخبر
وذعر الجميع ونشرت صور القميص

هذا المريض اجتاح امريكا واغتال الحلم الأمريكي

صار الكل يخاف ان يخرح بعد غروب الشمس الا للضروره

مع اقتراب العام الجديد ارسل زودياك

للمفتش مالفين خطاب

كتب على الظرف سري وعاجل للمتفش مالفين من القاتل زودياك


عزيزى مالفين..
زودياك يحدثكم
أرجو أن تكون مستمتعاً باحتفالات العام الجديد والتي أظن أنها ليست في روعة كل عام.. إلا أنها لا بأس بها..

هناك شيء أريد أن أطلبه منك بمناسبة العام الجديد، ولنقل إنه هدية منك!

أرجوكم ساعدوني!!
إنني لا أستطيع التوقف لأن ذلك الشيء بداخلي لا يتركني أبداً أتوقف، بل إني أجد صعوبة شديدة في التحكم بنفسي والتوقف عن قتل الضحية التاسعة.. وربما العاشرة أيضاً.. إني أغرق.. بل إني أفكر في تفجير حافلة مدرسة كاملة هذه المرة، ولا أعرف كيف أوقف هذه الأفكار اللعينة!

أرجوكم ساعدوني لأني لا أستطيع التحكم في نفسي أكثر من ذلك.


غاب أشهر قليلة لكنه عاد


الضحية التاليه

شابه تعطلت سيارتها بالطريق العام كانت تنتظر اي احد يقلها وطبعا كان موجود وطبعا هي ركبت معه
لكنها رجعت لسيارتها وجابت طفلها



كان زودياك صامت وهو يوصلها لاقرب محطه

وكان ينظر لها ولطفل كل شوي

دب الخوف بكاثلين وخافت

مروا من جنب محطه

وسألته ليش ما توقف يا صديــق ؟؟؟ { ما قالت صديق بس ألطف الجو }

قال : لم يحن الوقت بعد

هنا عرفت انها بورطه وهي ما تخيلت انه ممكن يصير لها هذا الشي ابداااااااااااااااااااااااا

جاها انهيار وغاصت وطفلها بالكرسي وهي لا تعرف مالذي سيحصل لها

بعد ساعه ونص من التجوال وقف بجانب الطريق وهو صامت

ولسبب ما اخذ الطفل يبكي بحده

انفجرت كاثلين باكيه وخطفت طفلتها وركضت معها لاعماق الغابه

ركضت بكل طاقتها والتفتت بعد فتره وكانت تتوقع ان يكون خلفها لكنه وجدت انها مازال بالسياره وسرعان ما اشعل الانوار وذهب

وهي اكملت الطريق واغمي عليها هناك


في الوقت الي كانت الشرطه تتجه لكاثرين كان زودياك يكلم المفتش ويعلمه بما حصل
منذ قليل كانت معي سيدة وطفلتها الرضيعة.. لا تخف، لم أقتلهمالقد منعني بكاء الطفلةلكن يجب أن تكونوا أكثر حذراً، ولا تدعوا الأمور تسير بهذه البساطة في المرة القادمة، إن ذلك لا يجعل الأحداث ممتعة على الإطلاق
تم حراسة كاثلين ليل ونهارا ومع ذلك لم يحاول زودياك ان يؤذيها ابدا
ولم تسجل اي محاوله قتل لها

ولم تكن افاده كاثلين مفيده ومستقره فقد وصفته كمل مره بشكل مختلف وتم رسمه بثلاث رسمات مختلفه لم يستطيعوا ان يأخذوا منها اي شيء مفيد

كان زودياك يشن حرب نفسيه على ضحياه اقوى من شيء ممكن تخيله
كانت لعبته الخوف


بعد شهر واحد ارتكب آخر جرائمه ضرب النار على ضابط بوليس بالنار حين اراد الأخير ان يحرر مخالفه

وكانت محصلته ثمان قتلى وحالتين نفسيتين معقده ورعب كامل لمدينه كبيره مثل سان فرانسيسكو

توقف فجأه زودياك

لكن ظل يراسل مركز الشرطه لحد عام 1978

وكان يخبرهم بأمور عاديه مثل أفلام حضرها ولم تعجبه
ومره تكلم عن فيلم Exorcist اخوف فيلم بالعالم انا شخصيا حلفت ما اشوفه
يقول انه هزلي وحق اطفال

لم يجدوا زوذياك الى الآن وقد مر على جرائمه اكثر من 35 عام مع انه توجد اوصاف له وبصمات الا انهم لم يستطيعوا الإيقاع به
يمكنه الحين متزوج وعنده عيال وعايش حياة طبيعيه محد يدري

كتبت عنه روايه بإسمه للكاتب روبرت جراي سميث

وتحولت لفيلم



http://www8.0zz0.com/2009/03/03/21/217389997.jpg (http://www.0zz0.com)

Bedwien Heart
04-03-2009, 10:58 AM
ههه والله يخوف زودياك

فيه فلم اسمه لامب سايلنت يزيغ ومشابه لهالقصه

يمكن عنه ماتذكر عدل !


روعه التكمله ..

بنت العزبة
04-03-2009, 08:44 PM
ماشاء الله عليه زودياك الامور طيبه عنده

ولا جنه مسوي شي امره

وبعد يراسل الشرطه هههه حليله يخبرهم عن علومه خخخخخ


مشكور اخويه

ونرقب منك الزود

وهالمره ذبيحه لك انته بس ^_* << كسرت خاطرها يوم الاعضاء ماخلولك شي


والله يعطيك الصحه والعافيه .

مجرد ذكريات!
05-03-2009, 12:41 AM
ههه والله يخوف زودياك

فيه فلم اسمه لامب سايلنت يزيغ ومشابه لهالقصه

يمكن عنه ماتذكر عدل !


روعه التكمله ..

يخووف شويه عليه والله

وايد من هالافلام يتداولونها لجذب المشاهدين وتعريفهم بشخصايت غامضه كانت موجوده يوما ما!!!


يعطيج ربي الف عااافيه

مجرد ذكريات!
05-03-2009, 12:43 AM
ماشاء الله عليه زودياك الامور طيبه عنده

ولا جنه مسوي شي امره

وبعد يراسل الشرطه هههه حليله يخبرهم عن علومه خخخخخ


مشكور اخويه

ونرقب منك الزود

وهالمره ذبيحه لك انته بس ^_* << كسرت خاطرها يوم الاعضاء ماخلولك شي


والله يعطيك الصحه والعافيه .



ههه الامور طيبه طيبه عنده ويقول تعالو زخونى لان عندى حاله نفسيه

مشكوووره ع الذبيحه ووصلت وتعشيتها ورمج ماحد يقدر ينقده


مشكووره وربي يعافيج

مجرد ذكريات!
05-03-2009, 11:54 PM
اهلا وسهلا اعزائي
اليوم سنتتطرق لموضوع مختلف شيا ما وهو عن الاستخبارات


فادعوكم على مائدة اعدتها اختنا بنت العزبه

مجرد ذكريات!
05-03-2009, 11:57 PM
كيف عانت المخابرات الإسرائيلية من رجال فيفـا



قبل أن أخبركم كيف ؟





سأتكلم قليلا عن المنطقة الجبلية بجنوب المملكة العربية السعودية معلومات من الويكبيديا


فيفاء عبارة عن مجموعة من الجبال ملتفة حول بعضها تبدو من بُعد على شكل جبل واحد هرمي الشكل مما أجاز لها التسمية الثنائية المعروفة لذلك يطلق عليها جبال فيفا أو جبـل فيفاء. يتكون جبل فيفاء من سلسلة من القمم المتفاوتة الارتفاع ، أشهرها قمة العبسية ويعتبر فيما يشبه القوس من الشمال إلى الجنوب ،ويحيط به وادي ضمد ،من الشرق إلى رأس القوس غربا ووادي جورا في الشمال والغرب حيث يلتقيان في نقطة المحة غرب الجبل وتقدر مساحة الجبل بحوالي 250 كيلو متر مربع تقريبا






-





يقدر سكان جبال فيفاء عام 1416هـ بنحو ( 45000 ) نسمة يتوزعون على حوالي عشرون قبيلة وعشيرة انطلاقا من تقسيم قبائل فيفاء المنحدرة من جدين هما عبيدبن حمد وعطا بن حمد،وبذلك تعرف الجبل على أساس الانتماء إلى عطا، و عبيد ، فيقال: قبائل ولد عطا،أو قبائل آل عبيدٍ .



نسب قبائل فيفاء يعود الى [خولان] وهم يهانيه ,(اليهانية: نسبة إلى هانيء) تنسب لخولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.





--









فيفاء قديمة قدم الزمان، وإنما لانعزال جبلها وصعوبة المواصلات إليها لم يعتن بها أحد من الرحالة والمؤرخون الأقدمين ، حتى أن الهمداني لم يذكرها باسمها في صفة جزيرة العرب ،بل ذكر ما قرب منها مثل ((انافية)) في غرب الجبل ، فعاش الجبل بأهله في توحشهم وجهلهم وعزلتهم ، فلم نقف على خضوعهم لدولة أو غزوهم بجيش فيما تحت أيدينا من كتب التأريخ ، فيما قبل القرن الحادي عشر الهجري ،وإذا كان في استقصائه لمعالم وأماكن الجزيرة العربية. عامة وجنوبها خاصة قد أغفل أسمها فغيره من الجغرافيين لا يلام لبعد أولئك الجغرافيين عنة الجزيرة ومن وصل منهم إلى جنوب الجزيرة على قلتهم لم يصلها لبعد جبل فيفاء عن طرق المواصلات ، واعتزال أهله عن الاتصال بغيرهم




-











وبعد انتهاء إمامة المتوكل إسماعيل أخي المؤيد تخلصت فيفا من النفوذ، وعادت إليها انطوائها وأهلها إلى توحشهم ، حتى غزاهم أمير المخلاف السليماني بجيش من مرتزقة يام عام 1165هـ. وقد انهزم الأمير وجيشه، وغنم الفيفيون أكثر أسلحتهم ، ولم يعد من الجيش إلا فلوله ، وفي سنة1175هـ استعد الأمير ووصل المكرمي داعية نجران يطالبه بالأخذ بثأر أصحابه ، وبعد الاستعداد تقدم إلى فيفاء ، فمنى بهزيمة منكرة أشد هولاً وأفدح خسارة من سابقها ، والأتراك على تسلطهم على الجزيرة العربية ، فلم نقف أنهم غزوا أو ملكوا فيفاء في جميع عهودهم ، واستمر الجبل لا يخضع لسلطة ما ، حتى قام الإمام الإدريسي بتشييد إمارته في العقد الثالث من القرن ، واستطاع أن يملك جبل فيفاء ويوطد دعائم الأمن في ربوعه حتى وفاته في سنة 1341هـ ، وبعده ظل تابعاً للإمارة الإدريسية حتى انضمت تلك الإمارة إلى حكومة السعودية في سنة 1351هـ ، ومن بعد ذلك استتب الأمن في ربوعها وتوسع العمران في نواحيها ، واستصلحت الأراضي للزراعة وفتحت فيها المدارس ووضع بها جهاز لاسلكي ودوائر ومرافق حكومية ودوائر للشرطة ومستوصف ومدارس ابتدائية ومدرسة متوسطة وأخرى للبنات وإمارة ومحكمة شرعية ، وغير ذلك ، كما أصبح من أبنائها من تبوأ مركز القضاء الشرعي وإدارة بعض الدوائر ، ومنه عدد في الجيش يشغل مناصب عسكرية هامة ، وفي العقد الأول من هذا القرن شيد فيها مستشفى حديث ومركز زراعي باسم (هيئة تطوير فيفا) وسفلتت الطريق إلى المركز الحكومي ، وأدخلت إليها الكهرباء ، وعمت نواحيها يد الإصلاح وشيدت بها المباني الحديثة .




--











من غرائب الأمور في فيفاء أنك تجد لكل منزل فيها اسما خاصاً به يميزه ويميز أهله فيكون هذا المنزل وكأنه علم من الأعلام حتى أن الأشخاص يعرفون باسم منزلهم ومن النادر أن يتكرر اسم منزلين في جميع أرجاء الجبل وفي الغالب ما يكون هذا الاسم إما صفة أو يكون للاسم مناسبة معينة أو بسبب حادثة معينة




-






أيضاً من الغرائب والعجائب في جبال فيفاء أنها تتميز بأن الغالب من المنازل تكون على شكل دائري ( أسطواني ) فأنت لا تجد في أي منطقة أخرى هذه الميزة فدائماً ما تكون المباني الأسطوانية الشكل في المناطق الأخرى مبان غير صالحة للسكن فهي تكون مخصصة للحرب والحراسة



-





ومن تلك العجائب أيضاً أن لكل عائلة في جبال فيفاء مقبرة خاصة بها ودائماً ما تكون هذه المقبرة في أواسط أملاك تلك العائلة من الأراضي والمزارع القريبة من مكان سكنهم تسمى (مجنه)



-








يشار أن لأهالي جبال فيفاء لهجة خاصة بهم لا يفهمها سواهم ولا يستطيع التحدث بها غيرهم وقد وجد الباحثين من أبناء فيفاء أن معظم مفردات هذه اللهجة تنتمي لاصول اللغة العربية الفصحى اذا استثنينا منها المصطلحات الخاصة ببعض المسميات التي هي في الحقيقة من اختراعهم الخاص. و هي الآن تتبع لمنطقة جازان بالقرب من محافظة الدائر الجيزانيه



بس الحين بخبركم كيف؟؟؟



تبدأ القصة حين إشتكى جمال عبد الناصر رحمه الله من قوة الاستخبارات الإسرائيلية



واكتشافهم لكل الشفرات التي يصنعونها


---


فاقترح الملك فيصل رحمه الله أن يستعين برجاله



برجال فيفيا الذين يتحدثون بلغة لا يعرفها أحد



وفعلا تم تجنيد عدد منهم



من أيام حرب الاستنزاف



لكن لم تتم الاستعانة بهم إلا أيام السادات



في حرب العبور



حيث كانوا الوحيدين الذين يتحدثون عبر اللاسلكي بين جانبي خط برليف





--



وكان دورهم فعالا جدا



وجننوا الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية



الذين أرسلوا مراسليهم لكل مناطق آسيا لاكتشاف اللغة



لكنهم لم يعرفوها بعد واعتقدوا أنه لغة جديدة لا يوجد لها أصل




--




إلا أن الاستخبارات الأمريكية أرسلت من طرفها عميل ليعيش بين رجال فيفا



وتعلم هذه اللغة وسجلت بسجلاتهم أنه لغة معروفه





يتبــع بقصص أخرى



مجرد ذكريات!

بنت العزبة
06-03-2009, 12:52 AM
حسبي الله عليهم مايغلبهم شي هذيلا الاسرائيليين كل شي يبون يعرفونه ويتعلمونه


مشكور اخويه مجرد ذكريات

وقربوا قربوا على الفوايل والذبايح والجعادين .. ^_^

نرقب الزووود دووم منك ياخويه


والله يعطيك الصحه والعافيه ..

عظام اليني
06-03-2009, 12:33 PM
هههههههههههههههههههه

لو بغووا اييون من معاليهم لكن ماغلبوهم

مجرد ذكريات!
07-03-2009, 12:35 AM
بنت العزبه
مشكوووره وماقصرتي على التواجد الدائم ويعطيج ربي الف عاااافيه


عظام اليني

تسلمين على التواجد

مجرد ذكريات!
07-03-2009, 12:41 AM
أضف إلى ذلك جهل أبناء فيفاء قديماٌ ، وانتشار الأمية مما نتج عنه عدم تدوين أي معلومات أو تاريخ عن هذا الجبل ، ولذلك فان فيفاء لغزاٌ محيــراٌ للباحثين وحتى لابنائه على الأقل حتى الآن ، وقد كان الحكم الفعلي المباشر في جبال فيفاء لمشايخ قبائلها وربما انه كان يطلق على بعضهم اسم سلطان ، ويوجد بعض الأماكن في فيفاء والتي يطـلق عليها اسم سلطان كحيفة السلطان وغيرها ، ويتناقل كبار السن في فيـفاء وجيلنا في الوقت الحاضر حكايات عن سلاطين ظلمة كانوا يحكمون جبال فيفاء بشيء من الظلم والتعـسف ، كسلطان القزعه والذي سنأتي على ذكره في باب قصص من فيفا0

ولكن من المؤكد أن جبال فيفاء لها حضارة عريقة 0 لأسباب عدة منها طيـب مناخها والذي يفقده الكثير من العالم الذي يحيط بها 0
إضافة إلى ذلك خيرات ذلك الجبل الزراعية 0 وربما في القريب العاجل سنجد أثراٌ أو مخطوطة يحل بها هذا اللغز 0

وأقدم تاريخ من وجهة نظري ، ومن وجهة نظر الكثير من أبناء فيفا يعود إلى ما قبل البعثة ، وسنتطرق إلى قصة هند بنت عتبة في الأودية في فيفا وسبـب تسمية شط الصبايا في وادي ضمد 0

حيث أن شط الصبايا قريب جداٌ من قبيلة المدري ، ويؤكد كبار السن في فيفـا بأن الكاهن الذي حكم ببراءة هند بنت عتبة ، كان من أهل نافية بقبيـلة المدري بفيفا 0


ولنا عوده قريبا

فنتظرووني

مجرد ذكريات!
07-03-2009, 12:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيــم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته











قبل سنوات شاهدت فيلم وثائقي بقناة الجزيرة عن ضباط ألمانيا حاولوا أن يغتالوا هتـــلر او كما يحبهم أن يسمونه



the fuhrer التي تعني القائد بالألمانية


))


المهم أن العملية كانت بقيادة الكولونيل كلوس فون
ستافنبرج


الذي سأختصر إسمه ل فون


وضباط آخرين رتبهم عاليه جدا


اتحدوا جميعا كي يخلصوا ألمانيا من بطش هتلر المجنون
صحيح أنهم لم ينجحوا وأعدموا جميعا
كما هو معروف تاريخيا
لكن هتلر إنتحر بعد عمليه اغتياله هذه
ب 9 شهور




))




كان هتلر يحترم كلوس فون ستافنبرج


لأنه بنظر هتلر ضحى من أجل النازية كما أنه فقد إحدى عينيه وإحدى يداه بشمال أفريقيا
ألمانيا لكن كلوس فون كان يكرهه كره ( العمى)
ويحتقره ويراه مثل حشره


كان يريد أن ينقذ ألمانيا من بطش هتلر وهيملر





))






ما وجدت بالإنترنت أي موضوع مكتوب عن هذة العملية


إلي أسموها فالكري يعني سبق لعصرو




بداية المؤامرة




في منتصف عام 1943 أجمع جيش المتآمرين وحلفائهم



بأنه يجب أن يغتال هتلر



حتى يتسنى للحكومة الجديدة أن تعمل على إنهاء الحرب


وإفشاء السلام ولمنع الغزو السوفيتي



كل ذلك بعد أن كثرت أعمال هتلر الجنونية





قبل أن أسرد لكم الخطة وما حدث بالتفصيل




--


كان لدى ألمانيا اسم سري لعميلة أسموها فالكاري



للجيش الاحتياطي الألماني



ولا تتم إلا في حالات قصوى جدااااا



وهي عملية لا يعرف اسمها الكثير



ولا يستطيع أن يعلنها إلا إذا وافق قائد الجيش الإحتياطي



فريدريش



ولا يتم الإعلان عن فالكري



إلا حين تضرب المدن الألمانية من حلفائها أو في حالة حدوث انقلاب



أشياء من الثقيل يعني




))


إضافة مفيدة



كلمة فالكري ماذا تعني ..؟




valkyrie اسم العملية فالكري ماذا يعني ؟


ومعنى فالكري الحقيقي مأخوذ من ميثولوجيا إسكندنافيه عن امرأة


تختار من يربح أو يخسر بالمعركة وأظن في مقطوعة موسيقية رتمها حماسي وعسكري


))



نرجع للمؤامــرة




محاولات فاشلة



خلال عام 1943 و 1944 حاول فون وأعوانه أن يقتلوا



هتلر أربع مرات



لكنهم فشلوا



وكانت المهمة تزداد صعوبة مع الوقت كما تدهورت حالة الحرب أيضا



هتلر لم يعد يظهر في القطاعين



ونادرا ما أصبح يزور برلين



وكان دائما يتواجد في روسيا



بمقره عرين الذئب



وكان يخضع لحراسة مشدده جدا



وكان هيملر لا يثق بأحد وكان يشدد الحراسة على هتلر








ما أحب أحط المعلومات دفعه واحده



يتبع بالتأكيد


مجرد ذكريات!

بنت العزبة
08-03-2009, 12:03 AM
ننتظر البقيه اخويه ..

^_^ بس لا تتاخر علينا ,,

مجرد ذكريات!
08-03-2009, 12:21 AM
قبــل أن أعــود للتفاصيل المؤامرة وما بقي منها

نبذة بسطية عن كلوس فون شتاوفينبرج او ستاوفين برج

شتاوفين بيرج ارستقراطي ولد في كنف عائلة كاثوليكية تعتد بتاريخ عريق من التعبير عما يجول في رأسها، كان أكاديميًا لامعًا وزعيمًا بالفطرة وقد انضم إلى الجيش وهو في التاسعة عشرة من عمره، أعتقد شتوفين بيرج أن الخدمات التي يقدمها للدولة تعتبر واجبات نبيلة فهو مستعد للتضحية بكل شيء لحماية شرف ألمانيا.


عام 1930 وهو في الثلاثين من عمره تزوج ليصبح رجلاً مكرسًا لعائلته، حين اندلعت الحرب عام 1939 لم يكن شتاوفين بيرج نازيًا ولكنه دعم هتلر، رأى أنه من الوجب دعم الفوهرر للفوز بالحرب لأجل ألمانيا.


تفوق شتوفين بيرج كضابط في الجيش واستحق وسامًا عسكريًا من الدرجة الأولى، ولكنه بدأ يغضب جدًا للسياسة التي كان يتبعها هتلر، وأعمال الحرب التي تورط فيها، أصبح يرى في هتلر رأس أفعى في نظام يهدد ألمانيا والعالم، قال: "تورط المهووس في الحرب وهو مستعد لاستنزاف رجال ألمانيا مرتين في الجيل الواحد".


صيف عام 1942 أصبح شتوفين بيرج على قناعة بضرورة إيقاف هتلر عند حده مهما كلف الثمن، لكنه لم يكن جاهزًا للتصرف مباشرة، كان مسيره على بعد آلاف الأميال في صحراء شمال إفريقيا تحت إمرة الماريشال إروان روميل. مشهور روميل


بعد ثلاثة أشهر وفي تونس تعرض لإصابة مباشرة أثناء قصف جوي تعرضت له وحدته، فقد عينه اليسرى وساعده الأيمن وثلاثة أصابع من يده اليسرى ما يعني أنه سيتألم طوال ما تبقى من حياته، عند عودة شتوفين بيرج إلى ألمانيا وخلال فترة تماثله البطيء والمؤلم للشفاء، اتخذ قراره الحاسم بأن يقتل هتلر على ألا يتراجع عن قراره أبدًا.


الآن أو أبدا مها كان الثمن
وجدت هذه التكمله عشان أسرع
المهم الآن هو أن نثبت للعالم وللتاريخ بأن رجال المقاومة تجرءوا على اتخاذ الخطوة اللازمة ووضعوا حياتهم على المحك.

قام شتاوفين بيرج باختيار صاعق ذي تصميم إنجليزي يمكنهم من مغادرة الغرفة بعد وضع القنبلة إلى جانب هتلر، كان التوقيت عبقريًّا يكفي أن يتم الضغط على رأس الصاعق حتى ينفجر بعض عشر دقائق من ذلك، ويؤدي الضغط إلى إطلاق الأسيد من عنق زجاجة يفتح طريقه عبر سلك حتى يصل إلى العبوة، وعندما يتحطم السلك بكامله ينطلق الصاعق فيؤدي إلى انفجار القنبلة الموقوتة.


أصبح لدى شتاوفين بيرج الآن سلاحه، وفي الخامس عشر من تموز-يوليو من عام 1944 سيحصل على فرصته، إلى جانب هتلر يريد شتاوفين بيرد أن تودي القنبلة باثنين من كبار معاونيه هاينرر هيملر قائد جهاز الجستابو والماريشال هيرمان جورينج.


من المقرر أن يجتمع هيملر وجورينج بهتلر يوم الخامس عشر وكان شتاوفين بيرج جاهزًا، ولكنهما تخلفا عن الحضور في اللحظة الأخيرة فتراجع عن المحاولة.


صار على شتاوفين بيرج أن يتصرف بسرعة أخذ الحلفاء يشددون الطوق على عنق هتلر لقد ارتكبت أخطاء كثيرة وبدأ الوقت ينفد، كان ينتظر في البيت إلى جانب عائلته حين تلقى الأوامر بالذهاب إلى الفوهرر في العشرين من تموز-يوليو، وكان يعرف أن هذه يمكن أن تكون فرصته، عشية مهمته الأخيرة أكد شتوفين بيرج عزمه على تنفيذ قراره بترديد بعض من أبيات الشاعر ستيفين جورج التي فيها:

معالي أمير فيرماند..

يعزز من مكانته ..

لا متاع يمنعه، ولا ثروات أو ربح.

أما عنوان القصيدة فكان أنتكرايست كان شتوفين بيرج يكره هتلر كثيرًا.

صباح اليوم التالي سافر شتوفين بيرج إلى ريشتين بيرج شرقي بروسيا بمساعدة منه كان على فيرنار فون هايفتين أن يقدم تقريرًا لهتلر حول التحضيرات الجارية في الجيوش المحلية للدفاع عن برلين.


ساذكر هنا ماقولة هتلر الشهيره ( ذكر فى كتاب كفاحى جمله تقول " كنت استطيع ان ابيد كل اليهود ولكننى تركت بعض منهم لتعرفوا لماذا كنت لابيدهم) ّ


في بادئ الأمر جرت الأمور وفق ما كان متوقعًا فقط مر عبر مجموعة من نقاط التفتيش بكل سهولة.

كان شتوفين بيرج يعلم أن الاجتماع مع هتلر محدد بتمام الساعة الواحدة، في الثانية عشرة وخمس وعشرين دقيقة بدأت الأمور تتخذ منحى خطير، نتيجة وصول موسوليني غير المتوقعة تقدم موعده مع هتلر ليصبح في الثانية عشرة والنصف على شتوفين بيرج أن يأتي على الفور، رغم أنه يخاطر بجعل قائده ينتظر ولكنه يحتاج لبضع دقائق مع معاونه هايفتن لتجهيز الصاعق في العبوة، اعتذر عن الظهور أمام الفوهرر.

كان شتوفين بيرج يريد استخدام عبوتين ولكنه قوطع من قبل المساعد فاكتفى بتجهيز قنبلة واحدة، وفي النهاية تم تجهيز قنبلة واحدة، أصبح الآن ملتزمًا كل ما يمكن أن يفعله هايفتين حينها كان الانتظار.

عندما سارع شتاوفين بيرج إلى الدخول إلى غرفة الاجتماعات كان يعلم بأن الحمض بدأ يذيب السلك داخل ساعة التوقيت وأن القنبلة ستنفجر خلال خمسة عشر دقيقة ولكنه ليس متأكدًا، مع اقتراب شتوفين بيرج سلم الحقيبة إلى مساعده وأمره بوضعها إلى جانب هتلر تحضيرًا لاجتماعه معه، عندما دخل شتوفين بيرج إلى الغرفة كان الاجتماع قد بدأ، أُبلغ هتلر بخبر سيئ مفاده أن القوات الروسية كانت على مسافة مائة وخمسين كيلو مترًا فقط من مقر هتلر.

احتل شتوفين بيرج مكانه على الطاولة ولاحظ أن هيملر وجورينج لم يكونا هناك، لكنه لا يستطيع التراجع الآن فالحقيبة كانت إلى جانب هتلر والقنبلة جاهزة للانفجار، حان الوقت للرحيل. استأذن معتذرًا لضرورة إجراء مكالمة عاجلة، وبأنه سيعود بعد لحظات، انطلق مسرعًا نحو سيارته التي كانت بانتظاره.

أنجز مهمته ولكن هذه ليست سوى المرحلة الأولى من مهمة شتوفين بيرج، فبعد موت الفوهرر عليه أن يذهب لبرلين لقيادة انقلاب عسكري، أعلن مقر هتلر حالة الطوارئ اتخذت جميع الإجراءات الأمنية، مر شتوفين بيرج بجميع نقاط التفتيش باستثناء نقطة واحدة وصلت أوامر بمنع أي شخص من المغادرة، أُجبر شتوفين بيرج على التوجه شخصيًّا للتحدث مع مساعد القائد، قال إنه يجب أن يسرع لأن هناك احتمالاً بتنفيذ عملية اغتيال.

نجحت الخدعة



اجتمع بيج وعدد آخر من المتآمرين معه في المركز الحربي فاندفع شتوفين بيرج يتابع مسيرته نحو التمرد، أمر بالاستيلاء على محطات الإذاعة والإرسال وبإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء ألمانيا، وبأن يتم الاستيلاء على مواقع الاتصالات الهامة في فرنسا وفيينا وبراج واعتقال جميع عناصر الإس إس والجستابو وتشكيل محاكم عسكرية لتلك الليلة.


كادت ألمانيا تخرج من بين يدي أدولف هتلر ولكن ليس بالكامل.


في تمام السادسة والنصف من مساء تلك الليلة ودون معرفة شتوفين بيرج سمح وزير الدعاية الهتلرية جوبلز ببث بيان يعلن فيه عن محاولة فاشلة لاغتيال هتلر، وأن الفوهرر أصيب بجروح طفيفة وأنه سيتحدث للناس لاحقًا، وأن جميع المتآمرين المعروفين أو المشتبهين سيعاملون كخونة.


مرت فترة طويلة لتحريك القوات التي ستنفذ الانقلاب، فحتى وصول شتوفين بيرج إلى برلين لم يقم المتآمرون بأي عمل ولم يتخذوا أي قرار، بدد الكثير من الوقت.

انتشار المعلومات عن بقاء هتلر على قيد الحياة بأعجوبة تهاوى الانقلاب بسرعة كبيرة، دخل رجال الإس إس إلى المكتب الحربي، تم اعتقال شتوفين بيرج وجميع المتآمرين معه ثم أنهيت حالة التمرد في كل مكان عند منتصف الليل.


رفض شتوفين بيرج أن يصدق ما حصل، ولكن شيئًا لم يكن على ما يرام في مكتب هتلر بعد ظهر ذلك اليوم.


عندما تأكد شتوفين بيرج من وجود الحقيبة إلى جانب هتلر استأذن من الحضور وغادر الغرفة، لم يكن يعلم بأن أحد مساعدي هتلر وضع الحقيبة خلف رجل الطاولة الثقيلة المصنوعة من السنديان، عند انفجار العبوة كان هتلر واقفًا على قدميه يتكئ تماما على الطاولة، كانت الطاولة سببًا في إنقاذ حياته، كان الانفجار صاعق بحيث اعتقد شتوفين بيرج ألا أحد من المتواجدين في الغرفة تمكن من النجاة.

اثنان من الضباط فقط قتلا .


ضغط الهواء الناجم عن الانفجار أدى إلى انطلاق الشظايا عبر الأرضية الخشبية والنوافذ الثلاث والطبقة الهوائية الفاصلة بين السقف الخشبي للمبنى وطبقة الإسمنت التي تعلوه، يعتقد الكثيرون أنه لو تمكن شتوفين بيرج من تفعيل القنبلة الثانية لكان الانفجار صاعقًا ولما تمكن أحد من النجاة، كان هتلر بالغ السعادة بنجاته وفي اليوم نفسه استعرض مع موسوليني الحادث الذي تعرض له، وكان يصرخ: أنا لا أُهزم، أثناء زيارته للضباط الجرحى في المستشفى، ولكن حماسه سرعان ما هدأ وتحول مع الوقت إلى عزلة أشد وحرصًا على نفسه حتى إنه لم يعاود الظهور أمام الناس.

تحولت ألمانيا إلى ساحة معركة دامية مع دخول روسيا إلى قلب برلين ومع قيام الحلفاء بنشر الموت في المدن الألمانية.


قتل ثلاثة ملايين شخص في معركة السيطرة على برلين.


أمر هتلر باعتقال كل من له صلة بمحاولة الانقلاب، تعرض أكثر من خمسة آلاف شخص للإعدام والتحقيق على يد الجستابو، في منتصف ليلة العشرين من تموز-يوليو من عام 1944 كان شتوفين بيرج أول الذين قتلوا.


ثبت للعالم وللتاريخ بأن رجال الانقلاب تجرءوا على اتخاذ الخطوة الحاسمة ووضعوا حياتهم على المحك.


شهدت الأشهر التسعة الأخيرة من الحرب دمارًا شاملاً، قتل ما يزيد عن خمسة عشر مليون شخص آخر

انتحر هتلر سنة 1945بعد ان اقتحمت الطائرات الروسيه أجواء روسيا هو وزوجته

يقال انه وصى مساعده بأن يحرج جثته كي لا يحنطون جثته
ويخلونه عبره لمن لا يعتبر

بنت العزبة
08-03-2009, 12:36 AM
القنبله ماتذبح هتلر خخخ عنبوه من ريال كيف كان قوي

مشكور اخويه مجرد ذكريات

ونحن متابعين لك باستمرار ..

والله يعطيك الصحه والعافيه ..

مجرد ذكريات!
08-03-2009, 12:57 AM
بنت العزبه تسلمين على التواجد الدائم

فعلا كان قائد محنك ويعرف من اين تاكل الكتف!!

لكي ارق التحايا

مجرد ذكريات!

بنت العزبة
08-03-2009, 01:00 AM
ااخخ ليته بس اباد كل اليهود وافتكينا منهم ..

محينه
08-03-2009, 02:54 PM
مجرد ذكريات!
اولا ،، شكرا لك اخي على هذا الموضوع المميز ،الذي يحرك نشاط الاعضاء ويشجعهم على القراءه والمتابعه،،

لا تعجبني هذه القصص،، الا ان اسلوب عرضك حببنا القراءة ماعرضته

قد يمر الاعضاء ،، ويكتفون بالقراءه مع امل العوده لاستكمال الباقي،،

وانا منهم اخي،،

لي عوده لقراءه جميع ماعرضته لنا

شكرا لكـ

لكـ تقييمي

مجرد ذكريات!
08-03-2009, 11:57 PM
بنت العزبه سلمتى ع التواجد

محينه

احخلتيني باسلوب ردك الرائع

شكرا ع التقيم


لكم ودي وامتناني

مجرد ذكريات!

مجرد ذكريات!
10-03-2009, 12:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما الكتاب العباقرة يعيشون في جو متناقض يجعلهم ما هم عليه
فهم يحبون أوطانها ويتعارضون معها أيضا
دائما فيه معضلة
تبعدهم وتقربهم وتجعلهم حائرين
وإذا إحتاروا يبدعون
الكونت ليو تولستيوي
أو الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي

كاتب وفيلسوف ومفكر و مصلح اجتماعي روسي
تفكيره آسر جدا
ويجعلك تفكر وتحلق وتحلق وتحلق
قليل من يجعلون الإنسان يحلق بتفكيره
-
ويتضح ما أتكلم عنه هنا بأعماله الأخيرة
حين جرد نفسه من كل شيء وعاش بتقشف عجيب
-
إسم ليو تولستوي اليوم أشهر من جميع قياصرة روسيا الذين حكموا الإمبراطورية الدموية
-
ولد ليو تولستوي يوم 28 أغسطس 1828 في «ياسنايا بوليانا» بروسيا لعائلة ميسورة الحال، تتكون من الأم «ميري سيرغيفيتش فولكونسكي» التي عقدت قرانها في سن 32 عاما على والده «نيكولاس إيليتش تولستوي» وكان أديبنا الأخ الخامس من مجموع إخوته، وحين بلغ سنه 18 شهرا توفيت أمه إثر إصابتها بحمى النفاس بعد إنجابها لأخته الصغرى ميري.
-





وحتى سن الثامنة عاش تولستوي في قريته لا يحتك سوى بأفراد العائلة وصغار الفلاحين، وفي ذلك الحين تعلم مبادئ الحساب والفرنسية والألمانية والروسية قبل أن ينتقل إلى المدينة أين تلقى تعليما متميزا، لكن سرعان ما صطدمت العائلة بفاجعة أخرى، تمثلت في الوفاة المفاجئة للأب في حادث مرور.. وإذا كانت المصائب لا تأتي فرادى كما يقال، فقد عرفت بعدها العام التالي جدته نفس المصير، ثم أعقبتها عمته «ألكسندرا إيلينشنا أوستن أسكن» وقد حلت محلها شقيقتها «بيلاجي يوشكوف» وكانت هذه الأخيرة تقطن بقازان على ضفاف نهر الفولغا، حيث استقرت عائلة تولستوي بعد ذلك.
كان تلميذا فاشلا يئس مدرسوه الخصوصيون من أن يدخلوا بذهنه أي معلومات نافعة
لكنه بعد ثلاثين عاما من التاريخ كتب اثنتين من أعظم روايات التي عرفها العالم
الحرب والسلم
وآنا كارنينا
لقد غادر صفوف الجامعة في سن 19 عاما، وكان يتصور أنه سيجد معنى لوجوده بالعمل في الحقول وفعل الخير، غير أنه سرعان ما انقلب ليعيش حياة العربدة والمجون والإدمان على لعب القمار على شاكلة زميله «دوستويفسكي خطير »، وكان يتنقل لأجل ذلك من مدينة تولا إلى موسكو، مع الإشارة في هذا السياق إلى أن تولستوي كان محبا للترحال، حيث سافر في حياته إلى عدة بلدان خاصة الأوروبية، مثل ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإنجلترا، وسويسرا.. كانت علاقته بأخيه نيكولاس الذي شاركه في المعارك بالقوقاز قوية ومتينة، وقد كان في خضم ذلك يتقد حنينا إلى زمن الطفولة، ما دفعه إلى كتابة سيرته الذاتية (طفولة) التي عرفت نجاحا باهرا عند نشرها بمجلة «المعاصر « ليتبعها بجزءين آخرين هما «المراهقة» ثم «الشباب» الصادر عام 1855، وأمام هذا النجاح الكبير ترسخت لديه قناعة بأن قدره مرتبط بالكتابة رغم أنه ظل يعتبر نفسه كاتبا بسيطا لاغير.. ومع تسارع الأحداث وتقلباتها، أعلنت روسيا الحرب على تركيا عام 1877 حيث تعرف خلال ذلك إلى مجموعة من الأسرى الأتراك المسلمين بأحد المعتقلات القريبة من أراضيه، وعند تبادل الحوارعلى فترات متقطعة مع أئمة منهم، يجيدون اللغة الروسية، برفقة ابنه الأصغر ميخائيل، هنا لعب الإسلام دور الحافز الذي بفضله تبلورت منذ ذلك الحين أفكاره الأخلاقية والدينية، وأخذت منعرجا حاسما في حياته المستقبلية على نحو جذري.
-
كان تولستيوي يتلقى مبادئ الإسلام عن طريق التأمل والمعاشرة
لأسرى المسلمين الطيبين الخلق
فعلا الدين معاملة يا ليت رجالنا ونساءنا وأطفالنا
يفهمون كيف أثر الأخلاق الطيبة
أحس انه فهم جوهر الدين
يعجني تسلسلة الإدراكي وتأملاته الي جعلته يفهم الإسلام بطريقة مميزه وخاصة باتطرق إليها لاحقا
نرجع
وكتب رواية الحاج مراد متأثرا بما رآه منهم وطلب نشرها بعد وفاته
للأسف ما قرأتها
لكن ما أظن إنها تترجمت أصلا
-
قرأت الحرب والسلم بالنسخة المختصرة
مرة بنسخه من مجلدين
ومره من دار الهلال
وكل وحده أسوء من الثانية
آناكرنينا رائعة جدا جدا
لم أمل للحظة واحده أسلوبه ممتع وآسر
وطريقة وصفة للأشياء يجعلك تعتقد انها أمامك
شخصية البطلة كان معقدة جدا
ومظلومة وجانية بنفس الوقت
مثيرة للاهتمام
طبعا كاتبنا خجل من مؤلفاته السابقة لاحقا
بآخر حياته


مجرد ذكريات!

بنت العزبة
10-03-2009, 12:29 AM
متابعين لك باستمرار سيدي ^_^

مجرد ذكريات!
11-03-2009, 11:25 PM
بنت العزبه تسلمين ع التواجد بستمرار

مجرد ذكريات!
11-03-2009, 11:26 PM
http://www10.0zz0.com/2009/03/11/19/607216581.jpg (http://www.0zz0.com)

ويل ديورانت هذا كتب أجمل سلسلة تاريخية حديثة .. كان حلمي أحصل على المجموعة
لكن مبلغ ال 700 ريال كان يشكل عائق كبير أمامي .. حاولت مع مكتبة جرير آخذها بالتقسيط , رفضوا
حاولت اشتريها مجلد مجلد , رفضوا .. حاولت اسرقها لكن عبارة :( الصالة مراقبة بالكاميرات ) ردتني

وأنا أحوس في النت طحت على موقع خاص في هالسلسلة .. منزلينها بطريقة حلوة ورائعة
تتصفح وتنتقل من موضوع لموضوع بكل اريحية وسهولة

-

بعطيكم مقدمة الكاتب للكتاب عشان تعرفون كمية الجهد اللي استنزفها هذا الكتاب :


لقد رأينا الثورة الصناعية تبدأ بذلك السيل المتدفق من المخترعات التي قد تحقق - قبل أن نصل إلى الألف الثاني للميلاد - حلم أرسطو بالآلات التي تحرر البشر من كل عناء يدوي. ولقد سجلنا المراحل التي خطتها علوم كثيرة صوب فهم أفضل للطبيعة وتطبيق أجدى لقوانينها. ولقد رحبنا بانتقال الفلسفية من الميتافيزيقا العقيمة إلى اجتهادات العقل في شئون البشر الدنيوية. ولقد علمتنا جهود الساسة والفلاسفة أن نقيم حكومة عادلة قادرة وأن نوفق بين الديموقراطية وبين بساطة البشر وعدم مساواتهم الطبيعية. ولقد استمتعنا بمختلف إبداعات الجمال في الباروك والفن الكلاسيكي المحدث وانتصارات الموسيقى.واستمتعناأيما استمتاع بثروة القرن التاسع عشر في الأدب والعلم والفلسفة والموسيقى والفن والتكنولوجيا والحكم.لقد أتممنا على قدر استطاعتنا قصة الحضارة هذه ومع أننا كرسنا معظم حياتنا لهذا العمل فإننا عليمان بأن عمر الإنسان أن هو إلا لحظة قصيرة في التاريخ وبأن خير ما يقدمه المؤرخ من عمل سرعان ما يكتسح حين يطمو نهر المعرفة ويتعاظم. غير أننا ونحن نتابع دراستنا من قرن إلى قرن ازددنا يقناً بأن كتابة التاريخ الرسمي قد أسرف في تجزئتها أبواباً وفروعاً وأنه ينبغي لبعضنا أن يحاول كتابة التاريخ كلاً كما كان يعاش في جميع وجوه الدراما المعقدة الموصولة.
لقد انقضت الآن أربعون عاماً من المشاركة السعيدة في ملاحقة التاريخ. وكنا نحلم باليوم الذي نكتب فيه آخر كلمة في آخر مجلد. والآن وقد أقبل هذا اليوم فإننا سنفتقد الهدف الممتع الذي أضفى على حياتنا معنى واتجاهاً. وإننا لشاكر للقارئ الذي صاحبنا هذه لسنين الكثيرة بعض الرحلة الطويلة أو كلها. لقد كنا على الدوام واعين بحضوره. والآن نستأذنه في الرحيل ونقرئه تحية الوداع



-


على فكرة

الكتاب كان جهد شخصين .. ويل ديورانت وزوجتة
ويل ملحد .. والزوجة يهودية .. لكن بعد القراءة وخاصة المواضيع اللي تتعلق بالإسلام والمسلمين
ماشفت أنصف وأصدق من هذا الكتاب .. الكتاب مايحمل اي توجهات مذهبية وهذي المميزة الأساسية في الكتاب
بالإضافة الى السلاسة والبساطة في الأسلوب .. وهالشيء بتلمسونه اذا قريتوا في المواضيع اللي تخص الأديان


-


استمتعوا


http://www.civilizationstory.com/civilization/



وهذا رابط مباشر للمجلدات
http://www.ahlalhdeeth.net/twealib/qessat_hadharah.rar

أو
http://abooks.tipsclub.com/index.php?act=view&id=1302



مجرد ذكريات!

بنت العزبة
12-03-2009, 12:05 AM
أشكرك سيدي على طرحك الرااائع دااائما ..

استمر .. نحن لك متابعين ..

مجرد ذكريات!
13-03-2009, 07:55 PM
شكرا بنت العزبه

استمتع بمتابعاتك

مجرد ذكريات!
13-03-2009, 07:57 PM
اليوم جريمه معقده تعتبر لغز دائم في معسكر البحريه الامريكيه

لا اريد ان احرق الفلم لكم وهيا نشاهده على حلقات

مجرد ذكريات!
13-03-2009, 07:58 PM
هذا مخيّم "باندلتون" الكائن في "كاليفورنيا". هنا يتدرّب عناصر البحرية الأميركية. يأتي الجنود من كل أنحاء البلاد للتّدرّب على المهمّات المتخصصة.

لهذا المخيم أنواع تدريبات متنوّعة . يمارس الجنود الهبوط البرمائي والقنال المدني وعدداً كبيراً من الحركات الاندفاعية، ومعظم هذه التمارين تتمّ بذخيرة حية.

كان الملازم في البحرية "تيموثي مورفي" يتمتع بيومه صباح السبت، فيما تتدرّب وحدات جنود أخرى على تكتيكات فرق المشاة في مكان قريب منه.

كان الجندي الشاب قد رمى لتوّه صنّارته في بحيرة "أونيل" المعروفة بأنّها مُرتادة من قبل جنود البحرية، فهي تقع في قاعدتهم، ويمكن استئجار المركب بخمسة دولار فقط لليوم.

وفيما انتُزِعت صنّارته بسبب تيار مائي، اكتشف الملازم شيئًا رهيبًا ألا وهو جثّة امرأة شابة. فتحوّل الصباح الجميل إلى كابوس. طلب ضابط البحرية النجدة على الفور.

أصبحت قصّة المرأة التي وُجدت في البحيرة قضية مكتب التحقيق في الجرائم الذي يعود إلى البحرية، أي فرع المحققين في جرائم القتل للبحرية الأمريكية وفرق المارينز.

غريباس:

"إن سي آي أس" وكالة فيدرالية عالمية تقدّم لنا كل حاجاتنا في ما يتعلّق بالتحقيق في كل ما يؤثر على قسم البحرية التابعة للولايات المتحدة وفرق المارينز. نحن نعالج قضايا المخدّرات والقتل والاغتصاب والسرقة وما يؤثر في البحرية وفرق المارينز وضبّاط الجيش.

المعلّق:

في كل سنة تحصل أكثر من سبعة آلاف جريمة تُرتكب في البحرية الأمريكية. وبما أنّ وكالات دعم القانون المدنية لا سلطة لها على القوّات المسلّحة فإنّ على مكتب التحقيق في الجرائم البحرية أن يحلّ هذه الجرائم.

غريباس:

ما يميّز "إن سي آي أس" هو أنّنا لسنا مقيّدين بأسلوب أو مركز أو قاعدة. فنحن نحقق في الجرائم التي تحصل في العالم كلّه أي لو كانت الجريمة خارج القاعدة فنحن نعمل عليها. نعمل يدًا بيد مع السلطات المحليّة ووكالات فيدرالية أخرى لدى وقوع جرائم تؤثّر في ضبّاط الجيش.

المعلّق:

إنّ الفصل الخامس والخمسين من التعليمات التابعة للبحرية ينصّ على أنّ "إن سي آي أس" مسؤولة عن أي تحقيق يقع على معسكر البحرية أو المارينز. إذاً من مسؤولية العميل المختصّ لدى "إن سي آي أس" "فينسينت جيامي" أن يزور مسرح الجريمة وبعد ساعتين على إيجاد الضحية وصل إلى هناك.

جيامي:

في قضايا القتل، تكون الساعات الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين الأولى في غاية الأهمية؛ لذا إذا أردنا حلّ المسألة فيجب أن تجمع قدر الإمكان معلومات وحقائق في هذه الفترة. وُجِدت الجثة في مكان قليل العمق على بعد ثلاثين متراً من الضفة، كما لاحظت آثار سحب من هناك تمامًا حتّى مكان وجود الجثة.

المعلّق:

يرى "جيامي" أنّه ثمّة من سحبها نظرًا لوجود آثار السحب وهو محقّ.

جيامي:

لاحظت أيضًا آثار حذاء تقود إلى الجثة ثم تعود.

المعلّق:

لقد تبع آثار الحذاء ووصل إلى مرأب سيّارات قريب ما يعني أن من سحب المرأة إلى البحيرة استعمل سيّارة للرحيل. كما وجد آثارًا لدواليب من أنواع مختلفة.

جيامي:

ثمة عدد من آثار دواليب بالقرب من المرأب القريب من مقصورة. إذًا سيكون من الصعب معرفة أي من الآثار يعود إلى مسرح الجريمة.

المعلّق:

غطس "جيامي" في البحيرة يتفحّص الجثة بالرغم من عدم وجود أي دليل قاطع.

جيامي:

حين رأيت الجثة تبيّن لي أنّها شابة سوداء في العشرينات من عمرها، وقد تُركت هناك، ومن ثَمّ راجعنا طبعًا الملاحظات الموضوعة في التقرير الطبي.

المعلّق:

تمكن المحققون العسكريون من اللجوء إلى مساعدة الخبراء المدنيين، فطلبوا من الدكتور "كريستوفر سوولوال" من "سان دييجو" أن يقوم بعملية التشريح. حين ألقى نظرة أولى إلى الجثة توقّع أنّه يتعامل مع قضية قتل. المرأة سُحبت نحو بحيرة في قاعدة للبحرية ووُجدت ميتة.

سوولوال:

كنت أبحث عن دليل على جرح قد يكون في جسدها.

المعلّق:

افترض الطبيب الشرعي أنّ موتها العنيف سببه الاختناق لأنّه لم يجد أي أثر لرصاص أو طعن.

سوولوال:

لقد بحثت عن بثور وهي عبارة عن طفح جلدي صغير حول العينين نجدها في حالات الاختناق. أذكر أنني قلت في نفسي ربّما ثمة واحدة هنا أو هناك، يبدو أن هنا واحدة .. وفكّرت أنني متى أقوم بالتشريح قد أستطيع أن أحدّد.

المعلّق:

حين نفّذ الطبيب "سوولوال" التشريح أخيرًا صباح الاثنين اختفى سبب الموت الوحيد باختفاء الطفح الجلدي من حول العينين.

سوولوال:

لم أستطع أن أقول إنّ الطفح كان موجودًا لأنّ الجسم كان هنا طوال الليل ولأن عملية التحلّل وصلت إلى مراحل متقدّمة.

المعلّق:

الاستعانة بالخبير المدني لم تفد المحققين العسكريين بشيء، وحتى الآن العميل المختص "جيامي" لا يعلم كيف ماتت ضحيّته أو على الأقل من هي. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعد المحققين العسكريين هو بصمات اليد التي جمعوها خلال التشريح، ولكنّ التقارير العسكرية لم تأت بنتيجة. لهذا استعانت وكالة "إن سي آي آس" بشكل روتيني بالمعلومات المدنية لحل القضية.

جيامي:

لجأنا إلى مكتب تحليل البصمات لتحديد هويّتها.

المعلّق:

وأخيرًا تمكن العميل المختص من معرفة اسم المرأة الميتة وهو "ماريلين آلن" وأصبح بإمكانه أن يحضّر تقريرًا شخصيًا عن الضحية. لقد ترعرعت في "أوهايو"، تطلّقت حديثًا من زوجها وبدأت حياةً جديدة في "كاليفورنيا". ولكن بقي شيء واحد لم يتمكن "جيامي" من معرفته، وهو كيف انتهى بها الأمر ميتة في قاعدة تابعة للبحرية الأمريكية.

جيامي:

لتتمكن من الدخول إلى القاعدة يجب أن تكون منتسبًا إلى البحرية؛ لأنّهم يحققون بهوية كل من يدخلها وكل سيّارة تريد الدخول ولا تحمل بطاقة التعريف.





المعلّق:

هذا يعني أنّ "ماريلين آلن" دخلت القاعدة مع قاتلها.

جيامي:

قابلنا أعضاء البحرية والشرطة وبعض المقيمين داخل القاعدة الذين قصدوا منطقة الاستجمام أي بحيرة "أونيل" لمعرفة إن كانوا رأوا أو سمعوا شيئًا ولكن بلا جدوى.

المعلّق:

وصلت تحقيقات العميل المختص إلى طريق مسدود بسبب عدم وجود أدلّة كافية أو مشتبه فيه.

جيامي:

خشيت كثيرًا ألا نستطيع جمع معلومات عن القضية وأن تصبح "ماريلين آلن" مجرّد رقم.

المعلّق:

مع انسداد الطريق أمام التحقيقات هل سيتمكن مكتب التحقيق في الجرائم التابع للبحرية من إيجاد قاتل "ماريلين آلن"؟

وجدوا في قاعدة تابعة للبحرية جثّة امرأة في البحيرة. محققو البحرية لم يتمكنوا من حل قضية موت "ماريلين آلن" الغامض فكل دليل يتلاشى ولكل مشتبه فيه حجّة غياب. من يريد موت هذه المرأة؟

تمامًا كما في العالم المدني ليس لكل جريمة تقع على قاعدة عسكرية حل سريع، العميلة المختصة "جولي هاني" تعمل على القضايا المستعصية لدى "إن سي آي أس" في "باندلتون". لقد حلّت بمعدّل ثلاث جرائم لم تُحل منذ عشر سنوات. وفي مركز يكثر فيه العمل كما في "باندلتون" تأتي القضايا بشكل دائم.



وللحديث بقيه

مجرد ذكريات!

Bedwien Heart
13-03-2009, 09:52 PM
اسمح لي اخويه مجرد ذكريات على الانقطاع عن متابعة الاحداث

نهايه محزنه لهلتر

وقهري صب غيضه يوم ماعرفوا لنهاية البارت القبلي من اللي جتل الحرمه وليش جتلوها ..


keep going

مجرد ذكريات!
14-03-2009, 10:14 PM
اسمح لي اخويه مجرد ذكريات على الانقطاع عن متابعة الاحداث

نهايه محزنه لهلتر

وقهري صب غيضه يوم ماعرفوا لنهاية البارت القبلي من اللي جتل الحرمه وليش جتلوها ..


keep going


هلا وغلا انتى وين عسى ماشر بس. انا قوول اختفت مره وحده ؟

الله يسمح ذنوبج ان شاءالله قولي امين


الامور معقده
حليله هتلر (كان يشوي اليهود ههههه شكله يعشي كلابه مشواى ع اليل )


مرحبابج ونورتي

مجرد ذكريات!
14-03-2009, 10:19 PM
نكمل حلقتنا هذه من مسلسل الجريمه

مجرد ذكريات!
14-03-2009, 10:21 PM
هاني:

لطالما كانت هذه القاعدة مليئة بأعمال وجرائم العنف أكثر من أي فرقة مارينز في البلاد. لدينا شباب تدرّبوا ليصبحوا محاربين وحين يختلط ذلك مع الاستهتار والفساد نحصل على العنف.

المعلّق:

تم تداول قضية "ماريلين آلن" لخمس سنوات ومنذ بداية التحقيق حتى الآن لا شيء يذكر.

هاني:

اعتقدنا ألا أمل من هذه القضية فليس لدينا مشتبه فيه أو أي شيء آخر، اتصل ملازم الشرطة وقال إنّه سمع عن حادث القتل.

بوير:

تلقيت اتصالاً من "سيانيس إيتيان" التي أرادت أن تخبرني عن حادث وقع مع زوجها "روزفلت غيبسون". كانت تخرج معه منذ فترة وفي أحد الأيام فيما كانا يتنزّهان في السيارة بدأ يتذكر أيّامه مع فرقة المارينز و قال: إنّه ليس سعيدا بكلّ ما فعله آنذاك.

المعلّق:

فيما كان يكمل كلامه أصبح مزاجه عكراً جدًّا و"سيانيس إيتيان" لم تكن قد رأته في مثل هذه الحالة من قبل.

إيتيان:

نظرت إليه وقلت:"ما الأمر؟" فأجاب:"لا شيء لا تشغلي نفسك بالموضوع، لا أستطيع أن أخبرك." فقلت: "لا تكن سخيفًا يمكنك أن تخبرني أي شيء." فأجاب:"حسنًا إن أخبرتك..." ثم سكت لبرهة وأكمل: "حسنًا إن أخبرتك عليك أن تعدينني بأنّك لن تخبري أحدًا، أعني أن تعدينني حقًّا بأنّك لن تخبري أحدًا حتّى صديقتك المفضّلة."

المعلّق:

حين سمعت ما أخبرها علمت أنّها لن تستطيع أن تفي بوعدها، فاتصلت بالملازم "بوير" الذي طلب منها المجيء إلى المخفر وحضّر آلة التسجيل للمقابلة.

إتيان:

قال إنّه لو أخبرني فعلي أن أعده أولاً بألا أخبر أحدًا أبدًا فوافقت. فأخبرني أنّه قتل فتاة وأخذ جثتها إلى مخيم "باندلتون" ورماها في البحيرة.

المعلّق:

حين سمعت "جولي هاني" هذه القصة علمت أنّ القضية الميؤوس منها أصبحت حيّةً.

هاني:

كنّا نعلم أنّه ثمة بحيرة واحدة وضحية سوداء واحدة في هذا المخيّم، وحين أخبرتنا "إيتيان" أنّ "روزفلت" خنق فتاة وترك جثتها في البحيرة، وبما أنّها لم تكن تعلم بالقضية التي نعمل عليها أصبح لدينا مشتبه فيه.

المعلّق:

مع هذا الدليل الواعد أصبحت قضية "ماريلين آلن" من أولويّات وكالة "إن سي آي أس". تمّ تشكيل فريق في مركز القيادة في "واشنطن" للتعجيل في التحقيق الذي أعيد إحياؤه. وللحصول على قضية مُحكمة ضدّ المشتبه فيه تمّت الاستعانة بخبراء في التحليل الشرعي وبمحققين في جرائم القتل وبمحللين نفسيين للمجرمين لمراجعة هذا الدليل. لكنّهم لم يتمكّنوا من فعل الكثير فقد راجعوا صور مسرح الجريمة عشرات المرّات ونظروا إلى الضحية من كل الزوايا. والآن كل ما عليهم فعله هو معرفة صلة "روزفلت غيبسون" بالجريمة.

غريباس:

إحدى المشاكل التي واجهتنا في هذه القضية هي أن لدينا امرأة غاضبة، مُبعدة عن زوجها أتت إلى الشرطة وأعطت ما لديها من معلومات بكل صراحة. لذا فأي دفاع قوي يمكن أن يقول أنّها امرأة غاضبة من زوجها وإن كل ما تقوله عن "روزفلت غيبسون" هو مجرّد كذب.

المعلّق:

بما أنّ "غيبسون" لم يعد يعمل في الجيش، كان على "إن سي آي أس" أن تقدّم كل الدلائل التي تجمعها إلى المحكمة المدنية. "مايك سولوفان" المحلل في جرائم القتل التابع لوكالة "إن سي آي أس" أعاد درس الملف الحالي للقضية وأمل أن يجد شيئًا، لم يتنبّهوا إليه في السنوات الخمس الماضية، شيئًا يخصّ "روزفلت غيبسون".

سولوفان:

لحظة علمنا هويّة المشتبه فيه أصبح لدينا الكثير لنعمل عليه.

المعلّق:

تذكر "سولوفان" أنّه قبل خمس سنوات وجدوا آثارًا لدواليب. والآن بوجود المشتبه فيه يمكنهم تقفّي أثر هذه الدواليب ومعرفة نوع السيّارة وهذا أمر لم يتمكنوا من فعله قبل خمس سنوات.

سولوفان:

إن تمكنا من إيجاد السيارة قد نتمكن شرعيًا من ربطها بآثار الدواليب التي وجدناها في مسرح الجريمة.

المعلّق:

وإن تبيّن أنّ سيارة "روزفلت غيبسون" كانت في مسرح الجريمة، على المحققين إثبات أنّ الضحيّة كانت معه في السيّارة. مكتب التحقيق في الجرائم التابع للبحرية طلب فريق من الخبراء الشرعيين للقيام بهذا العمل. أحد العاملين بهذا الفريق "دونالد هيوسمان" متأكد من أنّ في مقدور فريقه إثبات العلاقة المهمة بين السيارة والقاتل إن وجدوا السيارة.

هيوسمان:

قد تحمل السيارة دلائل حسية على وجودها فيها كشعرها أو أنسجة وأشياء كهذه أو حتى بصماتها داخل السيارة، وإن جرحها فعلاً فقد نجد دمًا أو أي شيء مفيد لفحص الحمض النووي العائد إلى تلك الضحية.





المعلّق:

وجد محققو البحرية المشتبه به في مقتل "ماريلين غيبسون" الذي كان عضوًا سابقًا في البحرية والذي استعمل سيارته لارتكاب جريمة. تأمل "جولي هاني" العميلة المختصة لدى "إن سي آي أس" الآن أن تقودها السيارة إلى أدلّة تربط "روزفلت" بالجريمة.

هاني:

كان "روزفلت غيبسون" يقود سيّارة من نوع "هيونداي" طراز ألف وتسعمائة وثمان وثمانين وقد حصل على ضبط سرعة قبل شهر من الحادث وهو يقود هذه السيارة.

المعلق:

تحتاج إلى معرفة ما إذا كان المشتبه فيه لا يزال يملك سيّارته، لذلك تحقّقت من الأمر لدى مركز شرطة "باتون روج" حيث يعيش الآن "روزفلت غيبسون".

هاني:

اتصلنا بمحقّقي مركز شرطة "باتون" الذين يعلمون تمامًا مع من يتكلمون وماذا يفعلون لتقفّي أثر سيارة. وهذا ما فعلوه تبيّن لهم أنّ السيارة محجوزة وقد أُخذت إلى الكسر.

المعلّق:

تعلم العميلة المختصة أنّ وقتها بدأ ينفذ فعليها أن تصل إلى سيارة "غيبسون" قبل أن تصبح معدنًا مُكسّرًا.

هاني:

علمنا أنّه إن أصبحت السيارة مفتتة فسينتهي الأمر، وفي هذه الحالة لن نستطيع أن نجري عليها أي تحليل شرعي.

المعلّق:

ولكن حين وصلت إلى مركز الشرطة كان الأوان قد فات، فقد تحوّلت سيّارة "غيبسون" إلى مكعّب معدني صغير. وهكذا اختفى آخر دليل يربط "غيبسون" بموت "ماريلين آلن".

يعيش المشتبه فيه الآن في "نيو أورليانز" ووضعت وكالة "إن سي آي أس" فريقًا للعمل في تحقيق ميت عمليًا، أصبح على "دواين سوير" العميل المختص البدء من جديد.

سوير:

المعلومات الأوّلية تدل على أنّه يعيش في "باتون روج" في ولاية "لويزيانا" ويعمل في مطعم "يسمى روج".

المعلّق:

المطعم مكان مكتظ يعمل فيه أكثر من تسعمائة موظّف. يعمل "روزفلت" هناك منذ سنة تقريبًا.

سوير:

لقد علمنا أن المحيط الذي يعمل فيه ممتاز لدسّ عميل متخفّ. ولكن من هو المخوّل لعملية كهذه.

المعلّق:

للتداول في إستراتيجية التحقيق الجديدة، قابل العميل المختص لدى "إن سي آي أس" صديقًا قديمًا له على العشاء. صديقه هذا هو ملازم في مركز شرطة "نيو أورلينز".

سوير:

نتفق معًا على أنّ الشخص يجب أن يكون ذي خبرة في شؤون فرق البحرية ومحترم من قبل الجميع. وتبين لي خلال حديثي مع "جيف" أنني أنظر إلى عميلي المتخفّي.

المعلّق:

"جيف وين" جندي احتياط في البحرية. حين يطلب الجيش الاحتياط يذهب الرجال مثل "وين" إلى الحرب. والآن هو قائد العمليات المختصة في قسم الشرطة في "نيو أورلينز". ويقود بشكل متكرر الفرق الخاصة إلى العمل.

وين:

في مرحلة ما من تلك الليلة وبما أننا كنّا قد تكلّمنا لبضع ساعات قال لي: "ما رأيك أن تعمل كعميل متخفّ؟" فأجبته: طبعًا كلا، هل أنـت مجنون؟.

المعلّق:

يملك "وين" خبرة في العمل كعميل متخفّ، ولكن مرّ على ذلك سنين والعمل مع الفرق الخاصة مختلف جدًّا.

وين:

العمل كعميل متخف لمدة شهر أو أكثر أمر صعب جدًّا ومتعب أيضًا، ويؤثّر على حياتك المنزلية وكل ما يجري من حولك.

المعلّق:

ولكن العميل المختص "دواين سوير" صارم جدًّا وشرح لـ"وين" أنّ الطريقة الوحيدة لتسليم "روزفلت" إلى العدالة هي عبر عملية تخف.

وين:

لم يكف عن الإلحاح فأذعنت قائلاً: سأفكر في الموضوع، وحين تقول هذا يعني أنّك قبلت.

المعلّق:

أقنع العميل المختص "سوير" مركز شرطة "نيو أورلينز" بأن تستعين وكالة "إن سي آي أس" بالملازم "وين" لتنفيذ عملية التخفي. وقد فعلوا.

سوير:

كتحضير لعملية التخفي كان علينا نساعد "جيف" على تعلّم عادات وتاريخ وحدة عمل "غيبسون" لأنّ الجندي في البحرية يحفظ عادات وتقاليد.

المعلّق:

باحثو الجرائم في البحرية يصنفون تاريخ أول كتيبة بحسب المادة التاسعة من قانون البحرية.

سوير:

عمل "غيبسون" مع وحدة عُرفت باسم "الموت المتنقل في فيتنام"؛ لأنهم قتلوا "هوشي منه" الابن. أجرينا بحثًا عن تاريخ هذه الوحدة لإعطاء "جيف" خلفية ما يتحدّثان عنها.

المعلّق:

درس العملاء في مكتب التنفيذ في وكالة "إن سي آي أس" فرع "باندلتون" تحركات الوحدة اليومية وعاداتها.

وين:

أن تكون جندي مارينز يعني أنك على صلة وثيقة بالآخرين فنحن نعتبر أن كل جندي هو أخ أو أخت لنا. كل ما فعلته هو أنني درست "روزفلت غيبسون". كنت أعلم في ذاك الوقت أي مدرسة ارتاد، وعن عائلته. وأردت أن أعرف كل ما يمكن عنه.

المعلّق:

تحضّر "جيف" للعمل، فقد تعلّم كل ما يلزم كتيبة البحرية المعروفة بـ"الموت المتنقل". تمامًا كل شيء. وكان يأمل أن تقرّبه هذه الصلة من "روزفلت غيبسون".

هاني:

تبيّن التقارير أنه جندي عادي يعاني من إصابة في ظهره؛ لذا تم تسريحه ما كان له وقع محبط على "روزفلت غيبسون". إنّه لأمر محزن أنه طُرد من الفرقة. على الأرجح أنّه كان يفكر في الأمر حين قتل "ماريلين آلن"؛ لأنّ ذلك حصل بعد بضعة أسابيع من تسريحه.


ماذا قال المعلق و ايتيان ؟

وللحديث بقيه نعم بقيه فاحداثها غامضه !!!


مجرد ذكريات!

مجرد ذكريات!
16-03-2009, 12:08 AM
اعزائي نكمل حلقتنا من مسلسلنا الغامض

حلقه جديده ولغز محير

مجرد ذكريات!
16-03-2009, 12:09 AM
المعلّق:

مع دافع محتمل بدأ يتضح وضع صفات القاتل. المحققون قابلوا زوجة "غيبسون" السابقة مرّة أخرى لتغطية الثغر.

إتيان:

أرادوا أن يعرفوا بعض الكلمات التي استعملها، سلوكه، النظرة في عينيه وحركات جسمه. أظنّ أنّ في مرحلة ما من المقابلة أرادوا أن يعرفوا أي عطر كان يضع. يريدون أن يعرفوا كلّ شيء.

المعلّق:

شيئًا فشيئًا بدأ المحققون يفهمون "روزفلت غيبسون".

هاني:

تبين أنّه رجل مريض نفسيا يكره النساء. المرأة الوحيدة التي قدّم لها بعض الاحترام هي أمّه وحتى احترامه لها كان بصورة غريبة.

المعلّق:

لدى اكتمال ملفّه الشخصي حاول المحلل النفسي للمجرمين "مايك جالز" مساعدة المحققين على وضع إستراتيجية تخفّ مناسبة.

جالز:

أصبح جليًا لنا أنّ "غيبسون" لا يستطيع تحمّل أي نوع من الرفض أو الانتقاد أو الاندفاع. فهو عصبي جدًّا لدرجة الجنون.

المعلّق:

المحلل النفسي لوكالة "إن سي آي أس" يرى أنّه وجد الطريقة المناسبة للنيل من "روزفلت غيبسون".

جالز:

تذكروا أنّه شعر بالحاجة إلى إخبار أحد في حين كان يشعر بالقوّة والتحكم. كان عليه أن يخبر أحدًا لربما يمكنه خلق ظرف شبيه بحيث يشعر أنّه عليه إخبار أحد.

المعلّق:

بعد قليل: أصبح "روزفلت غيبسون" هدف عميل "إن سي آي أس" المتخفي بعد أن اعترف لزوجته السابقة. البحث عن قاتل "ماريلين آلن" أوصل المحققين الجنائيين التابعين للبحرية إلى كازينو "باتون روج" في "لويزيانا"، فأرسلت وكالة "أن سي آي أس" العميل المتخفي "جيف وين" ليصادق المشتبه فيه. العميل المختص لدى "إن سي آي أس" "دوين سوير" هو المسؤول عن العملية ويأمل أنّ عميله المتخفي سيتمكن من كسب ثقة المشتبه فيه في قضية القتل "روزفلت غيبسون".

سوير:

أعطى كازينو "روج" لـ"جيف" فرصة العمل مع "غيبسون" في نفس الأوقات أي في المساء. والقصة التي ابتكرها لدعم وضعه هي أنّه والد تهرّب من دفع ديونه وهو الآن يهرب من العدالة. كما أنّه يمرّ بطلاق رهيب ابتدع كل هذه القصّة؛ ليظهر أنّ بينه وبين "غيبسون" تشابه.

المعلّق:

على العميل المتخفي الآن أن يظهر أنّ أطباعه شبيهة بأطباع القاتل المشتبه فيه.

وين:

يجدر بي أن أكره النساء وأن أكون عنيفًا. يجب أن أكون كلّ هذه الأمور ليصدّق الشخصية التي أمثلها.

المعلّق:

كان الملازم "وين" وهو في طريقه لتنفيذ مهمّته يفكّر في أنّ ما سيفعله هو مهمّة العمر.

وين:

إن قام الممثّل بعمل سيّء يحظى بتعليقات سيئة: أتفهم ما أقول؟ أمّا أنا إن قمت بعمل سيّئ فقد أموت.

المعلّق:

وهكذا انضمّ العميل المتخفي "وين" إلى فريق الموظفين في "كازينو روج" حيث يأمل أن يُنشئ صداقةً مع زميله "روزفلت غيبسون".

التقرير النفسي الذي أعدّته الـ"إن سي آي أس" يصرّح بأنّه ثمّة فرصة أن يعترف بالجريمة إن سنحت الظروف المناسبة فقد حصل الأمر في السابق وأخبر زوجته السابقة التي وثق بها. والآن المشتبه فيه يجب أن يثق بالعميل المتخفي كعامل الصيانة.

وين:

دخلت وأقنعت نفسي بأن أدع الأمور تأخذ وقتها وألاّ أبالغ ؛ لذا حين علم أنني من البحرية فرح بالأمر لأنّه كان عضوًا سابقًا واتفقنا أحدنا مع الآخر على الفور.

المعلّق:

يبدو أنّ الخطة تسير جيّدًا. فرح "غيبسون" بفكرة أنّ زميله الجديد خدم في البحرية. هكذا مرّ اليوم الأوّل من العملية على خير.

سوير:

حين كان "جيف" ينهي عمله في الليل كان يذهب إلى مكان آمن حيث يمكنه أن يزوّدنا بملخّص عن المعلومات التي جمعها من عمله مع المدعو "غيبسون".

المعلّق:

بعد أسبوع على بداية العملية ولدى مراجعة الشريط المسجّل علموا أنّ حياة زوجة "غيبسون" السابقة في خطر وهي شاهدتهم الأساسية في القضية. لقد تحوّلت إلى هدف "روزفلت غيبسون" المشتبه فيه في جريمة قتل.

وين:

تحدّث "غيبسون" فعليًا عن قتل الشابة التي قدّمت نفسها من أجل القضية، وتكلّم عن التفاصيل لكيفية قتلها، أين وكيف ومتى؟لقد اعترف بذلك.

غيبسون:

فكّرت في أن أذهب إليها حاملاً بندقية من عيار ثلاثمائة وثمانية، أختار زاويةً تمامًا مقابل المنزل وأنتظر خروجها عندئذ أفجّر رأسها.

المعلّق:

حين تحدّث المحققون من جديد إلى الزوجة السابقة توضّح لهم أنّ "روزفلت" قريب جدًّا من تحقيق حلمه.

إتيان:

في بعض الأحيان يأتي إليّ ليلاً وأحيانًا أخرى أرى سيارته في الموقف حين أكون في الصف، ولدى خروجي أراه واقفًا بعيدًا، وكأنّه يقول لي إنّ وجوده في هذا المكان لا علاقة له بي.

وين:

كنت خائفًا من أن يتعرّف إلى لأنني كنت واقفًا مع "غيبسون" لدى حدوث الأمر.

المعلّق:

ما أزّم الأمور أنّه وخلال كشف روتيني على سقف الكازينو اصطدم "غيبسون" و"جيف" بزبون، كان هذا الشرطي زميل "لجيف" في "نيو أورلينز" فتعرّف عليه في الحال . يبدو أنّ اللعبة قد انتهت.

وين:

لقد كان الأمر مخيفًا وظننت أنّ الأمر انتهى لكنني كنت محظوظًا.





المعلّق:

تعرّف الشرطي إلى "وين" ولكن لحسن الحظ لم يقل له شيئًا.

سوير:

في مجال تنفيذ القانون هناك نوع من قانون غير مكتوب ينصّ على أنّه في حال رأيت زميل لك في مكان ما تنتظر أن يُكلّمك هو تجنبًا للمخاطرة.

المعلّق:

بعد كل هذا، أصبح العميل السري جاهزًا لإنهاء مهمته. يريد الانتهاء من الأمر. ويظنّ أنّه أوصل "غيبسون" إلى حيث أراده.

وين:

قلت لـ"دواين" إنني أشعر أنّنا قريبان من إنهاء الأمر وأنّه يجب أن أبدأ بالكلام عن الجريمة.

المعلّق:

قرار "وين" بالقفز إلى فم الأسد وضع المسؤولين في الـ"إن سي آي أس" في حالة استنفار.

جالز:

أذكر تمامًا أّني سألت: ألا تسير الأمور بسرعة زائدة؟ ولكن قام المختصّون بأبحاث مفصّلة لما سيواجهونه وقد قيّموا الوضع جيّدًا. باختصار إن لم يكن مكسورًا فلا تحاول إصلاحه دعه ينكشف.

المعلّق:

تقرير "غيبسون" النفسي محق تمامًا فلقد وثق عضو البحرية السابق بعميلهم السريّ وقد يكون جاهزًا للاعتراف هذا فقط احتمال.

جالز:

بدأ "غيبسون" يرى أنّ "جيف" يشبهه، وأراد أن يكون مثله فشعر أنّه يريد مشاطرته بعض الأمور.

المعلّق:

حين يعود العميل السري إلى عمله يضع من جديد اللاسلكي ويضع آلة تسجيل في حقيبة ظهره تسجّل كل كلمة يقولها هو و"روزفلت غيبسون". هذه هي ساعة الصفر بالنسبة لعملية الـ"إن سي آي أس".

سوير:

إنّه يوم عادي ذهبا إلى العمل وقاما بكل ما عليهما وأنا أنهيت الأمور اللازمة.

المعلّق:

خلال استراحة لتدخين سيجارة قام "وين" بتحرّكه الأوّل.

وين:

أتذكّر أنّني شعرت كأنّ هناك عقدة في حلقي وتمنيت ألا يسألني أي شيء لأنّني لن أتمكّن من الإجابة.

المعلّق:

بدأ "وين" يتحدّث عن قتل إنسان كأنّه سبق أن فعلها. ابتلع "غيبسون" الطعم وراح يفكر أنّ "وين" شاطره أعمق أسراره لذا سيقوم هو بالمثل. فأخبره "غيبسون" عن ليلة في معسكر "باندلتون" وحين أخذ امرأة تدعى "ماريلين آلن" في سيارته و كيف فقد السيطرة على نفسه فأمسكها وراح يخنقها. لم تفقد "ماريلين آلن" وعيها في الحال. أخبره كيف نظرت إليه وهو يخنقها وكيف استمتع برؤيتها تموت بين يديه.


يتبع في حلقه جديده

مجرد ذكريات!

بنت العزبة
16-03-2009, 12:20 AM
متشوقة للبقيه ^_^

يالله بسرعة ^_*

مجرد ذكريات!
16-03-2009, 12:26 AM
شكرا بنت العزبه

على تواجدك بستمرار

لكي ارق الحنايا

مجرد ذكريات!
17-03-2009, 08:45 PM
http://www9.0zz0.com/2009/03/17/16/911469373.jpg (http://www.0zz0.com)
[عدل] حياته :
ولد نابليون بونابرت في جزيرة كورسيكا سنة 1769 بعد عام من انضمامها لفرنسا في أسرة كانت في الأصل من نبلاء إيطاليا وكان هذا سبب تكلم نابليون للفرنسية بلكنة إيطالية. التحق نابليون وهو في التاسعة من عمره بمدرسة عسكرية فرنسية، وتخرج منها سنة 1784 ليدخل الكلية الحربية الملكية في باريس حيث أنهى دراسته في عام واحد بدلا من عامين -كما كان مقررا- نظرا لنبوغه وذكائه الحاد، ليبدأ حياته العملية وهو في السادسة عشر.

لعب نابليون دورا هاما في الدفاع عن الثورة الفرنسية ضد أنصار الملكية، كما أنه أثبت مقدرة عسكرية فائقة في الحروب الأولى التي خاضها ومنها معركة طولون التي وضع هو خطتها بدلا من تلك التي كان قد وضعها قائد القوات.


نابليون يعبر جبال الالبخاض نابليون الكثير من المعارك ضد النمسا وروسيا وبريطانيا وبروسيا وغيرها من الدول، حيث حقق انتصارات باهرة في 40 منها، حتى إن البعض قارنه بالإسكندر الأكبر و يوليوس قيصر، إلا أنه هزم في معركة واترلو والتي نفي على إثرها إلى جزيرة سانت هيلينا حيث توفي ودفن هناك عام 1821، ليتم إرجاع جثمانه إلى فرنسا حيث استقر في باريس عام 1840.

وتعد الحملة التي قام بها نابليون على روسيا عام 1812 هي بداية النهاية لهذا القائد الكبير، حيث كان لها تأثيرا سلبيا عميقا على الجيش الفرنسي وكفاءته، كما أنها شهدت مقتل وإصابة مئات الآلاف من الجنود والمدنيين على حد سواء.

وفيما يتعلق بنابليون كحاكم دولة، فإنه كان قد أنقلب على حكومة الديركتوار عام 1799 بعد عودته المفاجئة من مصر، لسوء الأوضاع التي كانت تعيشها بلاده آنذاك، ليؤسس الحكومة القنصلية، وتعيينه قنصلا أول مدى الحياة، مع حقه في تسمية من سيخلفه. قام بونابرت بعد ذلك بتحويل نظام الحكم من القنصلية إلى الإمبراطورية، ثم تنحيه عن العرش بعد دخول قوات الأعداء باريس عام 1814 ونفيه إلى جزيرة إلبا، ثم عودته لفرنسا مرة أخرى عام 1815 ليتولى الحكم إلى أن هزم في معركة واترلو ونفيه لجزيرة سانت هيلينا حتى مماته.

وقد تعددت الأقوال حول سبب وفاة نابليون، فالبعض قال إنه مات بسرطان المعدة، بينما رأى آخرون أنه مات مسموما بالزرنيخ لعدة دلائل تم اكتشافها فيما بعد ومنها أن جسده ظل سليما إلى درجة كبيرة بعد عشرين عاما من وفاته، وهي إحدى خصائص الزرنيخ، كما أن وصف "لويس مارشند" لبونابرت في الأشهر الأخيرة من حياته، مطابق لأعراض حالات التسمم بتلك المادة، ومع ذلك فقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أنه مات بسرطان المعدة تماما كأبيه.

ينسب لنابليون الفضل في صدور القانون المدني الفرنسي والذي اقتبسته باقي الدول الأوروبية، وهو قائد عظيم لإنشائه حكومة منظمة شديدة البأس ومحاكم عدلية ومدارس وإدارة قوية ونشيطة ومتنورة لا يزال الفرنسيون إلى الآن سائرين عليها، وهو عظيم لأنه بعث إيطاليا من موت الخمول وأنارها بمشكاة الرقي والعمران، إلى جانب قهره لجميع الملوك المعاكسين له وكسر جميع الجيوش على اختلاف تدريبها وبسالتها. ومع ذلك فإن له مساوئ عديدة منها قمعه لثورة العبيد في هاييتي وقراره في عام 1801 القاضي بعودة العبودية في فرنسا بعد أن كانت الجمهورية قد ألغتها، بالإضافة لتسببه في مقتل مئات الآلاف في أوروبا بسبب الحروب التي خاضها هناك.

كان لنابليون أعداء كثر يكرهونه ولكن يكنون له عظيم الاحترام في ذات الوقت، فعندما سئل أمير البحر الدوق ويلينغتون قائد الإنجليز في معركة واترلو الشهيرة عن أعظم جنرال في وقته، قال إن أعظمهم في الماضي والحاضر والمستقبل وكل وقت هو نابليون بونابرت.

يذكر أن نابليون كان قد تزوج من "الإمبراطورة جوزفين" قبل أن يطلقها، ليتزوج من الأرشيدوقة النمساوية "ماري لويز" والتي أنجبت له أبنه الوحيد من صلبه نابليون الثاني ملك روما.وكان


[عدل] الحمـــلة الفرنسية على مصر
أذاق نابليون بونابرت العالم ويلات الحروب ومن المعروف أن الكنيسة الكاثوليكية حاولت ضم الكنيسة القبطية إليها ولكن الكنيسة القبطية حافظت على إستقلالها وقد حاول الفرنسيون في هذا المضمار ممثلين للبابا وبعد قيام الثورة الفرنسية أو كما سماها الفرنسيين إنتشار الجمهور الفرنسى اقنع نابليون الحكومة الفرنسية بالهجوم على مصر وإحتلالها فأعد حملة على مصر في عام 1798م وكانت الحملة مكونة من 30 الف محارب.. وفى يوم 19 مايو 1798 اقلع اسطول فرنسي كبير مكون من 26 سفينة من ميناءطولون، وبلغ الإنجليز أخبار مغادرة نابليون فرنسا وعهدوا إلى نيلسون باقتفاء أثره وتدمير أسطوله، فقصد إلى مالطة ولكنه وجد أن أسطول نابليون غادرها نحو الشرق منذ خمسة أيام، فرجح انها تقصد مصر واتجه إلى الإسكندرية وبلغها يوم 28 يونيو 1798 فلم يعثر هناك للفرنسيين على أثر وحذر المصريين. وقد وصل الأسطول الفرنسي غرب الاسكندرية عند العجمي في أول يوليو 1798، وبادر بانزال قواته ليلاً على البر ثم سير جيشاً إلى الاسكندرية.

أنزلت المراكب الحربية الفرنسية الجيش الفرنسي في تموز 1798 في الاسكندرية ..ووجّه نابليون في اليوم ذاته نداءً إلى الشعب المصري، وأصدرت الحملة نداء إلى الشعب بالأستكانه والتعاون زاعمة أن نابليون قد إعتنق الإسلام وأصبح صديق وحامي الإسلام ...

استولى نابليون على أغنى إقليم في الإمبراطورية العثمانية، وطبقاً للبروباجندا الحربية أدعى أنه "صديقاً للسلطان العثماني" وإدعى أيضا أنه قدم إلى مصر "للإقتصاص من المماليك" لا غير، باعتبارهم أعداء السلطان، واعداء الشعب المصري ... [1] وهذه رسالة نابليون بونابرت الذى دعاه المؤرخين المسلمين الجنرال علي إلى شعب مصر:
"بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله الا الله وحده ولا شريك له في ملكه...
ايها المشايخ والأئمة...
قولوا لأمتكم ان الفرنساوية هم ايضاًمسلمون مخلصون وإثبات ذلك انهم قد نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائماً يحّث النصارى على محاربة الإسلام ، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكوالليرية الذين كانوا يزعمون ان الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين ، ومع ذلك فإن الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني ..أدام الله ملكه...
ادام الله اجلال السلطان العثماني
ادام الله اجلال العسكر الفرنساوي
لعن الله المماليك
واصلح حال الأمة المصرية"

وظل محمد كريم يقاوم تقدم الجيش الفرنسى في الإسكندرية وظل يتقهقر ثم اعتصم بقلعة قايتباى ومعه مجموعة من المقاتلين، وأخيراً أستسلم وكف عن القتال، ولم يكن بد من التسليم ودخل نابليون المدينة، وأعلن بها الأمان. وفى 6 سبتمبر 1798 اصدر نابليون بونابرت أمرا بتنفيذ عقوبة الاعدام في السيد محمد كريم "بميدان الرميلة" في القاهرة.

أصبح نابليون بونابرت حاكما مسلما اسمه "بونابردي باشا"، وكان يطلق عليه المسلمين أسم علي نابليون بونابرت، وكان يتجوّل وهو مرتدي الملابس الشرقية والعمامة والجلباب. وكان يتردد إلى المسجد في أيام الجمعة ويسهم بالشعائر الدينية التقليدية بالصلاة، وكوّن نابليون ديواناً استشارياً مؤلفاً من المشايخ والعلماء المسلمين [2]

مجرد ذكريات!
17-03-2009, 08:47 PM
http://www9.0zz0.com/2009/03/17/16/470542079.jpg (http://www.0zz0.com)


وفاته

وفاة نابليونرجح الدكتور باسكال كينتز خبير سموم فرنسي أنه يعتقد أن الإمبراطور الفرنسي الراحل نابليون بونابرت قد مات مسموما وأعلن أنه عثر على آثار الزرنيخ المعدني المعروف شعبيا باسم "سم الفئران" في شعر بونابرت عام 2001م ، من هذا أستنتج أن الإمبراطور المخلوع مات مسموما وليس نتيجة الإصابة بسرطان المعدة في الخامس من مايو/أيار عام 1821 عن 51 عاما. وأكد د. كينتز إن الزرنيخ وصل إلى النخاع الشوكي للشعر مما يفسر وصوله عبر الدم ومن خلال أغذية مهضومة ، وبهذا رد على النظرية التي طرحتها عام 2002 نشرة "سيانس أي في" (علم وحياة) الفرنسية الشهرية والتي تقول إن الزرنيخ المكتشف خارجي المصدر ولم يتناوله الإمبراطور وبنى نظريته على النشرة الفرنسية التى قالت أن الزرنيخ كان يستخدم كثيرا في القرن التاسع عشر للمحافظة على الشعر.

كتاب وصف مصر أعظم عمل قدمته الحملة الفرنسية إلى مصر

رافقت الحملة الفرنسية مجموعة من العلماء في شتى مجال العلم في وقتها أكثر من 150 عالما واكثر من 2000 متخصص من خيرة الفنانين والرسامين والتقنيين الذي رافقوا القائد الفرنسي نابليون بونابرت في مصر خلال اعوام 1798/ 1801. من كيميائيين وأطباء وفلكيين إلى آخرة ، وكانت نتيجة لمجهودهم هو كتاب وصف مصر وهو عبارة عن المجموعة الموثقة تضم 11 مجلداً من الصور واللوحات مملوكة لمكتبة الاسكندرية و9 مجلدات من النصوص من بينها مجلد خاص بالأطالس والخرائط اسهم بها المجمع العلمي المصري

وقام هؤلاء العلماء بعمل مجهد غطى جميع أرض مصر من شمالها إلى جنوبها خلال سنوات تواجدهم وقاموا برصد وتسجيل كل أمور الحياة في مصر انذاك وكل مايتعلق بالحضارة المصرية القديمة ليخرجوا إلى العالم 20 جزءا لكتاب وصف مصر وتميز الكتاب بصور ولوحات شديدة الدقة والتفاصيل . ويعتبر هذا الكتاب ألان أكبر وأشمل موسوعة للأراضي والآثار المصرية كونها أكبر مخطوطة يدوية مكتوبة ومرسومة برسوم توضيحية قتميزت بالدراسة العميقة الدارسين والاكاديميين الذين رافقوا نابليون فيما نشر الكتاب بين عامي 1809/1829. كما تشتمل هذه المجموعة على صور ولوحات لأوجه نشاط المصرى القديم للآثار المصرية وأيام الحملة نفسها التاريخ الطبيعي المصري بالاضافة إلى توثيق كل مظاهر الحياه والكنوز التاريخية والفنية والدينية المصرية وتسجيل جميع جوانب الحياة النباتية والحيوانية والثروة المعدنية آنذاك [2].

وقد اصدرت مكتبة الاسكندرية (نسخة رقمية) من هذا الكتاب (وصف مصر) على اقراص مضغوطة.

وقال مدير المكتبة الدكتور إسماعيل سراج الدين " ان أهمية هذه المبادرة تأتي لكونها الأولى في العالم لرقمنة ذلك الكتاب الذي يعد من اعمق واقوى الكتب كما يعد واحدا من ثروات مصر ويمكن الباحثين من الاطلاع عليه كبديل عن النسخة الاصلية " .

الأهرام 29 مايو 2006 م السنة 130 العدد 43638 حشدت فرنسا جهود علماء وخبراء ووفرت إمكانات مالية هائلة لتجميع كل مراسلات نابليون في مجلدات يخص كل منها مرحلة من حياته القصيرة التي دامت‏50‏ عاما فقط‏،‏ صدر منها أخيرا في باريس الجزء الثاني الخاص بالحملة علي مصر‏1798‏ ـ ‏1801.‏

غزى نابليون بونابرت مصر علي رأس نحو ‏36‏ ألف رجل و‏5‏ آلاف مدفع وآلاف الخيول و‏200‏ سفينة وعلماء ومطبعة قد تجاوز ال ‏28‏ عاما،‏ وهو في فورة الشباب كان يحمل في جيبه أقلاما عديدة يدون في كل وقت بقلمه شخصيا أو يأمر فيدون له آلاف الأوامر والمذكرات والأفكار والخطابات العسكرية والسياسية والشخصية وصل مجموعها إلى ‏2500‏ وثيقة، ما نشر منها حتي اليوم لا يتجاوز الـ‏1500، ينشر منها لأول مرة في هذا المجلد أو الكتالوج نحو ‏1000‏ وثيقة‏، وهو ما جعل السيدة مارتين دي جوادفر رئيسة أرشيفات فرنسا والصديقة الحميمة لمصر تصف هذا العمل بأنه ليس أقل من الناحيتين العلمية والتاريخية من كتاب وصف مصر نفسه‏ [2].‏

ومقدمة الكتاب ‏1400‏ صفحة وضعها العالم الكبير هنري لورانس عن أن مشروع نابليون بإنشاء إمبراطورية فرنسية في دار الإسلام هي المقدمة للصدام الحالي بين الإسلام والغرب‏,‏ وفيه وضع الغرب أسس قرنين كاملين للاستعمار المادي علي الطريقة البريطانية‏، والفكري علي الطريقة الفرنسية‏,‏ وإن كان الاثنان يتلاقيان كثيرا‏.‏ وقد قام بوضع المجلد‏3‏ لجان‏:‏ واحدة علمية والثانية تاريخية والثالثة خاصة بالتحرير والنشر‏،‏ وبلغ عدد العاملين في اللجان الثلاث نحو ‏65‏ عالما ومؤرخا ومحررا ومسئولا ماليا‏،‏ وكلها تحت إشراف المؤرخ الفرنسي المعروف تييري لانتز‏.‏

واستغرق العمل في هذا المجلد‏10‏ سنوات وأعجب نابليون بالسيد محمد كريم حاكم الإسكندرية‏، وكان شديد الإعجاب بشجاعته وفروسيته‏،‏ لكن كليبر ما فتئ يحذره من خبث حاكم الإسكندرية حتي انتهي الأمر بأن وقع نابليون ـ والسكين في قلبه كما يقول ـ أمر إعدام محمد كريم‏،‏ وتكشف أيضا عن غضبه الشديد من شيوخ الأزهر بعد ثورة القاهرة الأولي‏،‏ فهو اعتبر أن إنشاء الديوان كافيا لإدارة البلاد من قبل أبنائها من شيوخ الأزهر‏، وأمر موقع منه بضرب القاهرة بالمدافع ولعله اتخذ قرار العودة لفرنسا في هذه اللحظة‏.‏


[عدل] وصيته لكليبير
إلا أن أغرب الوثائق هي وصيته لكليبر التي يقول فيها‏:‏ إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم‏.‏ و قد سمح بناء على إعتقاده للجنرال مينو بأمر عسكري بالتحول إلى الإسلام والزواج من سيدة من رشيد‏.‏

ووثيقة أخري شديدة الإثارة عن حلم نابليون بحفر قناة السويس وعدم إضاعة قطرة واحدة من ماء النيل إذا قيد له أن يحكم مصر طويلا‏,‏ وأن يجعل من مصر قاعدة لإمبراطورية هائلة شرق السويس تمتد حتي إيران وأفغانستان‏، فأنا لست أقل من الإسكندر الأكبر‏.‏ رغم حزني الشديد لأن الإسكندر غزا مصر في سن السادسة والعشرين بينما أنا في الثامنة والعشرين.

وهناك وثيقة أخري رقم‏3618‏ بتاريخ‏4‏ نوفمبر‏1798‏ يوقع فيها بونابرت علي قرار عسكري بأن تدفع فرنسا رواتب شيوخ الديوان‏,‏ وهم الشيخ إسماعيل البراوي والشيخ يوسف الموصلي والشيخ عبدالوهاب الشبراوي والشيخ سليمان الجوسقي والشيخ أحمد الشرقاوي‏.‏ ويبدو أن هؤلاء لم يكونوا قد انضموا إلي علماء الديوان في تكوينه الأول‏.‏

وهناك أوامر عسكرية في سطور قليلة تكشف عن كيفية إدارة شئون الجيش الفرنسي في مصر‏.‏ وتكشف الوثائق عن وجود مراسلات بين المعلم يعقوب قائد كتيبة الأقباط وجرجس الجوهري أحد أعيان أقباط مصر‏,‏ وهي خطيرة لأنها تكشف عن مخططات واسعة المدي للفصل بين أقباط مصر ومسلميها‏(‏ الرسالة رقم‏3872‏ بتاريخ‏7‏ ديسمبر‏1798).‏ ثم هناك رسالة تهنئة بتاريخ‏26‏ فبراير‏1799‏ تحت رقم‏4262‏ للجنرال مينو علي قيامه بإلقاء خطبة الجمعة كمسلم في مسجد غزة في أثناء الحملة علي الشام‏,‏ ويقول له‏:‏ إن أفضل الطرق للحفاظ علي السلم في مصر هو تبني عقيدة الإسلام أو علي الأقل عدم معاداتها واجتذاب ود شيوخ الإسلام ليس فقط في مصر بل في سائر العالم الإسلامي‏.‏

وتكشف وثائق أخري عن توصيف دقيق بقلم نابليون نفسه لبعض المعارك الحربية مثل معركة الرحمانية‏(‏ رقم‏4626‏ بتاريخ‏20‏ يوليو‏1799),‏ وأخري في اليوم التالي‏,‏ ثم أخري لأهالي القاهرة للتأكد من حيادهم في حربه ضد مسلمي الشام‏.‏

ثم عشرات الرسائل والأوامر بإعدام المجرمين وقطاع الطرق في القاهرة‏,‏ وأيضا إعدام جنود فرنسيين ثبت إجرامهم في حق الأهالي‏.‏

علي أن أشد هذه الوثائق إثارة هي الوثائق الأخيرة التي وقعها قبل رحيله عن مصر‏,‏ ومنها وصيته للجنرال كليبر رقم‏4758‏ بتاريخ‏22‏ أغسطس‏1799‏ ثم وثائق أخري تثبت أنه كان ينوي بعد عودته إلي فرنسا إرسال تعزيزات وجيش جديد لمصر‏,‏ لكن استسلام مينو في الإسكندرية في يوليو‏1801‏ قضي نهائيا علي حلمه‏.‏ من أقوال نابليون حول مصر:

1. في مصر لو حكمت لن أضيع قطرة واحدة من النيل في البحر‏,‏ وسأقيم أكبر مزارع ومصانع أطلق بها إمبراطورية هائلة‏,‏ ولقمت بتوحيد الإسلام والمسلمين تحت راية الإمبراطورية ويسود العالم السلام الفرنسي‏.‏
2. في مصر قضيت أجمل السنوات‏,‏ ففي أوروبا الغيوم لا تجعلك تفكر في المشاريع التي تغير التاريخ‏,‏ أما في مصر فإن الذي يحكم بإمكانه أن يغير التاريخ‏.‏
3. لو لم أكن حاكما علي مصر لما أصبحت إمبراطورا علي فرنسا‏.‏
4. الرسول محمد ،‏ بني إمبراطورية من لا شيء‏..‏ من شعب جاهل بني أمة واسعة..‏ من الصحاري القفر بني أعظم أمبراطورية في التاريخ‏.‏ (الصورة المقابلة : نابليون بونابرت يحتفل هو وقواد جيشة بإحتفال المولد النبوى )
5. الإسلام كالمسيحية تفسدهما السياسة ويلعب القائمون عليهما بالنار إذا تخطوا حدود أماكن العبادة لأنهم يتركون مملكة الله ويدخلون مملكة الشيطان‏.‏
6. حلمي تجسد في الشرق بينما كاد يتحول إلي كابوس في الغرب‏.‏

[عدل] فكرة قناة السويس في عصر نابليون
وذهب الفيلسوف الألماني الشهير لايبيتز يقترح علي الملك لويس الرابع عشر (*) فكرة أنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط في إطار مشروع شامل لغزو مصر ولكن الملك الشمس كما كان يطلق عليه لم يكن يريد اغضاب الباب العالي في الأستانة من ناحية‏,‏ ولأن أحلامه التوسعية كانت في أوروبا‏,‏ وعندما قامت الثورة الفرنسية دخلت في صراعات مسلحة دموية مع ممالك أوروبا واستطاعت الانتصار عليها إلا مملكة واحدة وهي إنجلترا‏,‏ ومن هنا ظهرت فكرة قطع طريق المستعمرات البريطانية في الهند باحتلال مصر وكانت الحملة الفرنسية عام‏1798.‏ الغريب أن الوثائق تكشف أن حكومة الديركتوار التي كانت تحكم فرنسا وقد أرادت أن تتخلص من الضابط الشاب نابليون‏، وكان عمره ‏27‏ سنة‏، وقد حقق انتصارات باهرة علي أعداء فرنسا في إيطاليا أعطته أمرا مباشرة يتصدر ديباجة الأمر السياسي الصادر بالقيام بالحملة بحفر قناة تربط بين البحرين ولذا كانت تسمي قناة البحرين وليس بعد قناة السويس وهو الاسم الذي سوف يعطيه ديليسبس للقناة بعد نحو نصف قرن من الحملة‏.‏ وتتحدث الوثائق عن الخروج الوحيد لنابليون من القاهرة لسبب غير عسكري‏،‏ وهو ذهابه ومجموعة من المهندسين يرأسهم مهندس يدعي لوبير ‏(LePere‏) لمعاينة الموقع هندسيا عند السويس والبدء في الحفر‏ ، إلا أن لوبير أقنع نابليون بالعدول عن المشروع لأنه اكتشف أن مستوي البحر الأحمر أعلي من مستوي البحر الأبيض‏ المتوسط،‏ وقال له إنه إذا حفرنا عند السويس فستغرق مصر كلها‏.‏
فيليسيان دافيد وعاد نابليون حزينا الي القاهرة لكن حلمه لم يمت‏.‏...

بنت العزبة
17-03-2009, 11:36 PM
في معلومات واشياء اول مره اعرفها عن نابليون ..

اشكرك اخويه على طرحك الرائع والمفيد

وننتظر منك الزود ^_^

والله يعطيك الصحه والعافيه ..

مجرد ذكريات!
18-03-2009, 01:32 AM
بنت العزبه شاكر لج مؤازرتج الدائمه

نابليون داهيه عسكريه

مجرد ذكريات!
18-03-2009, 01:39 AM
ويليام شكسبير وليام، وليم (بالإنكليزية: William Shakespeare) مسرحي وشاعر وممثل إنكليزي ولد في ابريل 1564 وتوفي في 23 أبريل 1616. [أ] يعتبر شكسبير واحداً من أهم كتاب المسرح في العالم، وأهم كاتبٍ باللغة الإنكليزية. [1]. يوصف بشاعر إنكلترا الوطني، وبأنه شاعر أفون، أو ببساطة الشاعر The Bard. تحتوي أعماله الناجية على ثمانية وثلاثين مسرحية، مائة وأربعة وخمسين سوناتا، وقصيدتين روائيتين طويلتين.[ب] تُرجمت مسرحياته إلى كافة اللغات الحية الرئيسية في العالم، ومُثلت أكثر مما مثلت مسرحيات أي مسرحي آخر. [2]


== سيرته == نشأ شكسبير في ستراتفورد في أفون مسقط رأسه، ودرس في مدارسها مبادئ اللغات اللاتينيةو يونانية والفرنسية، ومكنته دراسته هذه من التعمق في التاريخ والأدب الكلاسيكي، ولم يتمكن شكسبير من إكمال دراسته بسبب الأحوال المادية السيئة لوالده، حيث أضطر للعمل. تزوج وهو في الثامنة عشرة من العمر من آن هاثاوي وخلف منها ثلاثة أبناء الأولى ابنته سوزانا وتبعها التوأمين ابنته هامنت وابنته جوديث. بين عامي 1585 و1592 بدأ مسيرة مهنية ناجحة في لندن نشر أول أعماله الشعرية "فينوس وأدونيس" وعمل كممثل وكاتب وشريك في مِلْكية فرقة مسرحية كانت تدعى رجال لورد تشامبرلين والتي عرفت فيما بعد بإسم رجال الملك. ويبدو أنه عاد إلى ستراتفورد عام 1613 ليتقاعد، توفي هناك بعد ذلك بثلاثة اعوام.

عدم معرفة الكثير من سيرته الخاصة ترك المجال لكثير من التقولاات والتحليلات حول شخصيته ومعتقداته ومدى أصالة كتاباته. على ما يبدوا أن وليم شكسبير تأثر في كتاباته عن عصر الملوك والأساطير وفى موضوعاته عن الخيانة والقتل والضمائر القاسية بما كتبه المؤرخ القديم بلوتارخ.. يعتبر شكسبير من أعظم أدباء عصره ومن أهم المسرحيين في العالم حتى الآن.

http://www5.0zz0.com/2009/03/17/21/608592855.png (http://www.0zz0.com)

[عدل] أهم أعماله
هاملت 1600-1601 م.
عطيل 1604-1605 م.
الملك لير 1605-1606 م.
ماكبث 1605-1606 م.
تاجر البندقية 1596-1597 م.
روميو وجولييت 1594-1595م.
بيركليس أمير صور
ثنائية هنري الرابع
هنري الخامس
هنري السادس
العاصفة
جعجعة دون طحن
العبرة في النهاية
حلم ليلة صيف
الملك جون
أنطونيوس و كليوباترا
ريتشارد الثالث
ترويض الشرسة
سمبلين
ترويلوس و كريسيدا
تيطس
تيمون اللاتيني
فينوس و أدونيس
زوجات مرحات
كما تشاء
سونيات شكسبير
سيدان من فيرونا
عذاب الحب الضائع
يوليوس قيصر
ضجة فارغة

[عدل] من أقــــواله
أيها النوم أنك تقتل يقظتنا..
هناك ثمة وقت في حياة الإنسان إذا انتفع به نال فوزاً ومجداً، وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته عديمة الفائدة وبائسة..
إن الآثام التي يأتي بها الإنسان في حياته، غالباً ما تذكر بعد وفاته، ولكن أعماله الحميدة تدفن كما يدفن جسده وتنسى..
إن المرء الذي يموت قبل عشرين عاماً من اجله، إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين..
إن أي مركز مرموق كمقام ملك ليس إثماً بحد ذاته، إنما يغدو إثماً حين يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق وشعور الآخرين..
الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا ألا أمثالهم..
هناك ثمة أوقات هامة في حياة سائر الرجال حيث يقرر أولئك مستقبلهم أما بالنجاح أو بالفشل.. وليس من حقنا أن نلوم نجومنا أو مقامنا الحقير، بل يجب أن نلوم أنفسنا بالذات ..
نكران الجميل أشد وقعاً من سيف القادر..
الدنيا مسرح كبير، وان كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح..
لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً.. فإذا جاء طلبت منهُ كل شيء..
إن المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم.. أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب.. ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..
إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها.. لماذا؟ لأن الحب أعمى..
يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر..
لكن الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم..
إن المرأة العظيمة تُلهمُ الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامهُ.. بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..
الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا للطغاة..
يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة..
أن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه..
أننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا...........
على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً..
إن الغيرة وحش ذو عيون خضراء..
الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافا..
لا يكفي إن تساعد الضعيف بل ينبغي إن تدعمه..
قسوة الأيام تجعلنا خائفين من غير أن ندري تماماً ما يخيفنا.. إذ أن الأشياء التي تخيفنا ليست إلا مجرد أوهام..
مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد!..
ليس من الشجاعة إن تنتقم، بل إن تتحمل وتصبر..
من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام..
لا يتأوه عاشق مجاناً..
عندما تأتي البلايا لا تأتي كالجواسيس فرادى.. بل كتائب كتائب..
لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك..

بنت العزبة
18-03-2009, 01:58 AM
إن الآثام التي يأتي بها الإنسان في حياته، غالباً ما تذكر بعد وفاته، ولكن أعماله الحميدة تدفن كما يدفن جسده وتنسى..
الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا ألا أمثالهم..
نكران الجميل أشد وقعاً من سيف القادر..
إن المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم.. أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب.. ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..
إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها.. لماذا؟ لأن الحب أعمى..
لكن الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم..
الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا للطغاة..
أن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه..
أننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا...........
على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً..
الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافا..
قسوة الأيام تجعلنا خائفين من غير أن ندري تماماً ما يخيفنا.. إذ أن الأشياء التي تخيفنا ليست إلا مجرد أوهام..
ليس من الشجاعة إن تنتقم، بل إن تتحمل وتصبر..
لا يتأوه عاشق مجاناً..
عندما تأتي البلايا لا تأتي كالجواسيس فرادى.. بل كتائب كتائب..
لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك..

أقوااال رااائعه من ويليام شكسبير

ننتظر المزيد اخي ..

مجرد ذكريات!
18-03-2009, 03:32 AM
بنت العزبه فقط شكرا لكي ..

مجرد ذكريات!
18-03-2009, 03:33 AM
أشهر سفاحي العالم



لقد عـرف فـي تاريـخ الجريمـة الحديـث أسمـاء حفـرت
نفسها فـي تاريـخ الاجـرام الاسـود الـذي يمثـل وصمـة
عـار فـي تاريـخ البشريـة بكاملهوالحضـارة المعـاصـرة
بخاصة0 وسنسوق اليكم بعضـا مـن أشهـر هـذه الاسمـاء
وارجو ان تحبسوا أنفاسكم وانتم تقـرأؤن هـذه الشناعـات0



الــســفـــاح جـــريــــي هــيـــدنـــك

السفاح الامريكي جريي هيدنـك الـذي كـان يجلـب البغايـا
الى منزلـه ويقيدهـن فـي طابـق تحـت الارض بالسلاسـل
ويغتصبهـن كعبيـد 0 وكـان يمـارس تعذيبهـن عاريـات
سواء بالتعليـق فـي السقـف مـن الايـدي ، او بالصعـق
الكهربي ثم اكتشف أمره وتم القبض عليع واعدم عام 1999 م



جـــــــورج كـــــــارل جــروســمـــان

سفاح ألماني فاتـك شـارك فـي الحـرب العالميـة الاولـى
وكان يعمل فـي السابـق جـزارا ثـم مـارس القتـل وبيـع
لحم البشر ، كان يجلـب البغايـا الـى مسكنـه ثـم يشـرب
الخمر مع الواحدة منهن ثم يقتلهـا ويقطعهـا ويبيـع لحمهـا
على عربه يدعى انه لحم بقـر او خنزيـر وذات يـوم سمـع
مالك العقار الـذي يسكـن فيـه جروسمـان صـوت شجـار
واستغاثه داخل شقته فابلغ الشرطـة فلمـا اقتحمـت الشقـة
وجدت فتاة مذبوحة علـى وشـك ان تقطـع ووجـدت أيضـا
بقايا جثث أخريـات فقبـض عليـه وحكـم بالاعـدام ولمـا
علم بالحكم ضحك وبادر بشنق نفسه فـي سجنـه وقـد بلـغ
عـــدد ضـحـايــاه مـابـيــن 12، 13 امــــرأة0


فــــريــــتــــس هــــــارمـــــــان

يلقـب بجـزار هانوفـر فـي المانيـا فاقـت وحشيتـه كـل
المقاييـس كـان مدمنـا للفاحشـة فـي الصبيـان الصغـار
مـع قتلهـم وتعذيبهـم وكانـت متعتـه ان يعـض الطـفـل
حتى يفارق الحيـاه وان يمـص دمـه كذلـك0 كـان يجلـب
الصبيـان الـى بيتـه بالتجـول فـي محطـات القـطـار ،
وبعد قتلهم كان يصنـع السجـق مـن لحمهـم ويبيعـه فـي
محـل جـزارة بلـغ عـدد ضحايـاه مابيـن 27 طفـلا ، 50
طفـلا اكتشـف امـره عـام 1924 وقتـل بحـد السـيـف0
ونظرا لطبيعته الشاذة أخذ مخه للجامعـة ليـدرس عضويـا0


كـــــــــــــارل ديــــنـــــكـــــي


الماني من سيليسيا كان صاحب فندق قتل مـن نـزلاء فندقـه
على مدار سنـوات مـالا يقـل عـن ثلاثيـن وكـان يحتفـظ
ببقاياهم في طابق تحـت الارض أسفـل فنـدق لياكـل منهـا
حسب حاجته قبـض عليـه عـام 1924 واعتـرف بجرائمـه
واخبر البوليس بأنه علـى مـدار ثـلاث سنـوات لـم يأكـل
الا لــــحــــم الــبـــشـــر فــــقــــط


بــــيــــتـــــر كــــيـــــرتـــــن

سفاح الماني ومصاص دما كان يلقـب بسفـاح دوسلـدورف
كان يغتصب الضحية ثـم يقتلهـا ويستمتـع بشـرب دمهـا
واكل لحمها 0 حكم عليه بالاعدام فقال بعد موتـي ساستمتـع
بسماع صوت دمي وهو يتدفق من عنقي 0 اعدم عـام 19310


الــــــبـــــــرت فـــــــيـــــــش

سفـاح امريكـي رهيـب كـان مغرمـا بالسفـاح الامـانـي
فريتـس هارمـان ارتـكـب جرائـمـه فــي نيـويـورك
وكان يعتبـر ايـلام الاخريـن غايتـه العظمـى ولـذا كـان
يستدرج الضحيـة ويقتلهـا ويستمتـع باكـل لحمهـا وكـان
يرسل خطابات الى اهلهـا يخبرهـم عـن لـذة لحمهـا وذات
يوم قتل فتاه وقطعهـا قطعـا صغيـرة واخـذ يأكـل لحمهـا
لمدة عشرة ايام ثم ارسـل الـى اهلهـا يشكرهـم علـى لـذة
لحمها ويخبرهم بانها ماتـت عـذراء وكـان يقـول ان اخـر
امنيـاتـه ان يـمـوت عـلـى الكـرسـي الكهـربـائـي0


ايـــــــــدجــــــــــيــــــــــن

يضرب بـه المثـل فـي الوحشيـة ويعتبـر ملهمـا لكثيـر
من افلام الرعـب الامريكيـة انـه سفـاح تكسـاس الاشهـر
ايدجين الذي كان يقتـل النسـاء ويقطعهـن ويأكـل لحمهـن
وكان يصنع مـن جلودهـن ثيابـا ومـن عظامهـن كراسـي
ومن جماجهن اوعية وكان يعلق الجثة بعـد قتلهـا كالذبيحـة
ولما اكتشف امرة اقتحمت الشرطـة مزرعتـه التـي سميـت
بمزرعة المـوت وكانـت رائحـة الجيـف والمـوت تفـوح
فـــــي كــــــل مـــكـــان فــيــهــا0


ســتــانــلــي ديــــــــن بــيـــكـــر

امريكي ضبط ذات يوم فـي كاليفورنيـا فـي حـادث عـادي
فصاح في وجه رجال البوليس قائـلا اناعنـدي مشكلـة انـا
من اكلة لحوم البشر واخرج من جيبـه حفنـة مـن الاصابـع
البشرية يتخذها كوجبه طعام خفيفـة ولمـا بـدأت الشرطـة
التحقيق معه في جرائمه اعتـرف متباهيـا بأنـه اكـل قلـب
احد ضحايا هنيئا كما اعترف بأنه كـان يطـور طعـم اللحـم
بإخضاع ضحاياه لجلسات الصعـق الكهربائيـة قبـل قتلهـم0

روبـــــــــــــن جــــيــــســـــت

زعيم عصابه من شيكاغو قتلت 18 امراة مابين عامـي 1967
،1969 وكان افـراد العصابـة يخطفـون المـرأة ويبتـرون
جزءا من صدرها ثم يقطعونه اربا ويأكلونـه بينمـا زعيمهـم
يـتـلـو علـيـهـم مـقـاطـع مـــن الــتــوراة 0


إيـــــدكــــــيــــــمــــــبــــــر

سفاح من كاليفورنيا كـان يمثـل دور القتـل وهـو صغيـر
فيقوم بقطع رقاب الدمى التى تلعـب بهـا اختـه ولمـا كبـر
قتل عشرة نسوة منهن امه وعشيقتـه وكـان يمثـل بالجثـة
فيقطع رأسها ويغتصبها ويحتمـل انـه كـان يأكـل لحمهـا
ولما قبض عليـه عـام 1972 اكـد الطبيـب انـه شخـص
سليم وبالتالي فهو مسئـول عـن جرائمـةة التـى بـدأ فـي
ارتكابها وسنه 15 سنة وقد حكم عليه بالسجن مدى الحيـاة0


جـــوكـــيـــيــــم كـــــــــــــرول


الماني قتل 14 على مدار عشرين سنـة وبـدا مـن ضحيتـه
السادسة في منتصف الستينمات يتذوق طعم اللحـم البشـري
وفي يوليو سنة 1976 اقتحم البوليس شقته ووجدوا بها اكياسا
من البلاستيك مليئة باللحم البشـري موضوعـة فـي ثلاجـة
ووجدو ا على موقد مطبخه وعاء يغلي بهدوء به خليـط مـن
الجـزر والبطاطـس مـع يـد لطفلـة صغيـرة مفـقـودة0

مجرد ذكريات!
19-03-2009, 01:12 AM
تتصل مجموعة من النساء والشباب بأسلافهم من الأمم الأولى من خلال تعلّم كيفية نقش منحوتة تذكارية في ذكرى النساء المفقودات في منطقة التسكع والإدمان في فانكوفر.



فانكوفر، كولومبيا البريطانية (ومينز إي نيوز)-- يكشف نايثن براس طبقات عديدة من بطانيات الصوف والقماش المشمّع عن منحوتة تذكارية بطول 32 قدماً وُضعت إلى جانبه.

وتحمي الأغطية خشب الأرز الأحمر الخام من الشمس ومطر فانكوفر المستمر. وعندما ينزعها براس تنبعث رائحة خفيفة حلوة من الخشب.

وقال براس: "إنّها رائحة طفل".

وتجسّد هذه المنحوتة الدبة الأمّ وهي تهزّ ابنيها ويواجه أحدهما الجهة الأخرى بوضاعة.

ويقول براس إنّ اللوحة تظهر أنّ الأمّ تحبّ طفليها وتحميهما رغم أنّ واحداً قد يكون "معانداً قليلاً" على غرار عدد من النساء المعدمات وقد خُصّصت لهن هذه المنحوتة.

ويعلّم براس البالغ 25 سنة ومجموعة من النساء والشباب نحت الخشب من خلال جمعية "سبيريتس رايزينغ ميموريال" وهي مجموعة لا تهدف الربح في فانكوفر. وابتكروا منحوتة الدبة الأمّ كنصب تذكاري لمجموعات النساء اللواتي قُتلن أو فُقدن من وسط المدينة الشرقية في فانكوفر الفقيرة والمليئة بالمخدّرات.

واختفت 65 امرأة أو قُتلت من هذه المنطقة منذ أواخر الثمانينات وفقاً لبعض التقديرات. وكان عدد كبير من هؤلاء النساء من الأمم الأولى في كندا والسكان الأصليين والأسلاف وعملت كثيرات في تجارة الجنس أو كافحن في ظلّ الإدمان. وحوالى 9 مقيمين من أصل 10 في الجوار مدمنون على المخدّرات، وفقاً لمجموعة مناصرة. ويقول المساعدون الاجتماعيون إنّ النساء معرّضات في تجارة الجنس بخاصة للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب والعنف والفقر.

عدد من القضايا لا يزال بلا حلّ
اعتبر الرجل أنّ القاتل التسلسلي الأكثر سوءاً في كندا – وهو راعٍ محلي يُدعى روبرت "ويلي" بيكتون – اتُّهم العام الفائت بقتل ست نساء ويواجه محاكمة ثانية بمقتل 20 امرأة أخرى. ولكن لا يزال عدد من القضايا لا يتضمّن أي جواب أو مبادرة.

وقالت ميشيل مورنينغ ستار دوهيرتي، وهي رئيسة مجموعة "سبيريتس رايزينغ ميموريال"، إنّ مناصرة للأمم الأولى في كندا منذ وقت طويل برني ويليامز والناشطة الراحلة هارييت ناهاني ونساءً كثيرات أخريات من أسلاف الأمم الأولى في كندا شكّلن منظّمتهن في عام 2006 بهدف واحد وهو تكريم النساء المفقودات.

وعدد كبير من الموجودين في الجمعية هم من الأصدقاء أو أقارب الضحايا أو تعرّضوا بأنفسهم للعنف في وسط المدينة الشرقية. واختفت قريبة دوهرتي من الجوار منذ حوالى 20 سنة ولم تحلّ قضيتها أبداً.

وتقول دوهرتي: "هناك شكاوى كثيرة في الجالية بأنّ أحداً لا يسمعها. وأردنا كمجتمع أن نتحدّى ذلك... ونسأل أنفسنا كيف يمكننا السير قدماً؟"

وتضافر مع مرور الوقت عمل مهمة البعثة التذكارية مع فرصة تعليم نساء الأمم الأولى في كندا والشباب – وبلغ المجموع 12 مبتدئاً – فنونهم التقليدية والثقافة وتوفير المهارات.

واجتمع المبتدئون خمسة أيام في الأسبوع من التاسعة صباحاً وحتى الرابعة من بعد الظهر على مدى 20 أسبوعاً العام الفائت لحضور ورش العمل حول التمييز العنصري والاتصال غير العنيف والغذاء وفنون الأمم الأولى في كندا.

وتعلّموا في مرآب في وسط المدينة تحوّل إلى خيمة عمل مؤقتة كيف يصنعون أدوات النحت التقليدية الخاصة بهم كما علّمهم في وقت لاحق المحترف في النحت غوردون سيوارد كيفية تحديد شكل المنحوتة التذكارية. وتخبر المنحوتات التذكارية التي تعود لثقافات السكان الأوائل في كندا والخليج الغربي قصة عشيرة أو عائلة أو تحتفظ بسجل حدث مهم.

إعادة الروابط بالأمم الأولى
أمضت دوهرتي معظم شبابها خارج كندا لأنّ والديها أرادا حمايتها من التمييز ولكنّها عادت إلى فانكوفر منذ ثلاث سنوات وشعرت بالذعر عندما رأت الظروف التي يواجهها سكان الأمم الأولى في كندا.

وتقول: "لم أرَ فقراً كهذا باستثناء في الهند أو إندونيسيا أو دول العالم الثالث. وتعتبر نفسها "ملتزمة اجتماعياً ومدافعة عن السكان الأوائل" ".

وشمل المبتدئون في البرنامج نساءً تتراوح أعمارهن بين 20 و 50 سنة بالإضافة إلى شبان. ويمكنهم بعد مشروع المنحوتة يصلوا إلى طلب متزايد لفنون وحرف الأمم الأولى قبل الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستُقام في فانكوفر في عام 2010، وفقاً لدايف جاك وهو صانع منحوتات موسمي علّمهم صناعة أدوات النحت.

وتبلغ نسبة البطالة بين سكان الأمم الأولى في كندا أكثر من ضعفي عدد الشعوب غير الأصلية، وفقاً للحكومة الكندية. ويُعتبر تعليم مهارات العمل أساسياً بالنسبة إلى البرنامج ولكن في المقابل يهدف المدرّسون أيضاً إلى تثبيت رابط مع الثقافة التقليدية وحسّ الجالية والثقة بالنفس. وشكّل هذا الأمر فرصة لبعض المشاركين الذين نشأوا في المدن لمعرفة تقاليد سكان الأمم الأولى.

وتقول دوهرتي إنّ انفتاح البرنامج على مجموعة تمثّل جالية الأمم الأولى في وسط المدينة الشرقية كان أساسياً للمشروع إذ علّم المشاركين كيفية العمل والتواصل بين الأجيال والأنواع الاجتماعية.

وتقول إنّه من خلال التعاون مع النساء الأكبر سناً تعلّمت النساء الأصغر سناً تقدير نضالات جيل أمّهاتهن على غرار التهجير الثقافي إذ أُجبرن على ارتياد مدارس داخلية تمولّها الحكومة لأطفال الأمم الأولى في كندا.

اكتشاف احترام النساء
يقول براس إنّه تعلّم احترام أفراد الجنس الآخر خلال مشروع النحت. ويضيف: "لم يحمل الأسلوب الذي كنت أنظر فيه إلى النساء الاحترام المناسب الذي يستحقّينه" وأنّه عرف أنّ النساء مُنحن تقليدياً موقعاً رفيع المستوى في مجتمع الأمم الأولى. وغالباً ما ترأس الأمّهات العائلات والجاليات.

وتقول نادين دارفولت البالغة 32 سنة إنّ البرنامج أعطاها حسّاً بالانتماء.

وأمضت دارفولت سنوات مراهقتها وهي تعيش في الشوارع وتعرّضت قليلاً لثقافتها الأصلية.

وأحاطت نفسها بشبان لتحمي نفسها من العنف وتبنّت موقفهم السلبي إزاء النساء.

وتقول: "كان عليّ اتخاذ خيار لأكون أحد الفتيان أو إحدى الفتيات الذين يصبحون ضحاياهم" وأضافت أنّها في لحظات ضعفها كانت تؤثّر بصديقاتها للعمل في الدعارة كي يجنين المال.

ورغم أنّها لم تشعر أبداً بخطر أن تصبح بين النساء المفقودات أو القتلى إلا أنها تقول إنّها عرفت عدداً كبيراً من هؤلاء النساء.

وتضيف أنّ مشروع المنحوتة التذكارية قدّم لها الفرصة لتغيّر حياتها. وتقول إنّ النحت استعارة لبحثها عن الروحانية. "كلّ ما تحتاج إليه موجود في داخلك كقطعة خشب. وتُبعد في النحت ما لا تحتاج إليه".

وتعتزم دارفولت متابعة حرفة صناعة سكاكين تقليدية للنحت تعود إلى الأمم الأولى عوضاً عن العمل في وظائف غريبة على غرار دهن المنازل الذي كانت تقوم به في السابق.

ويقول براس إنّه حقّق تغييراً كبيراً في التوظيف. وعمل قبل برنامج "رايزينغ سبيريتس" في حانة في وسط المدينة. ويستعدّ حالياً لافتتاح متجره الخاص لبيع الأعمال الحرفية للأمم الأولى.

ورغم انتهاء برنامج التعليم إلا أنّ براس يعود من وقت لآخر إلى منزل سيوارد حيث تتواجد اليوم المنحوتة التذكارية لمساعدة الناحت المحترف على إنهاء ابتكار المجموعة.

ويسعون إلى إنجازه بالكامل في وقت لاحق من هذا العام وتعتزم مجموعة "رايزينغ سبيريتس ميموريال" نصبه في الربيع المقبل في كراب بارك المطلّة على مرفأ المدينة.

وتخطّط الجمعية أيضاً لتقديم برامج أخرى مماثلة للمزيد من شباب الأمم الأوائل. وفيما يصقل براس يديه فوق الخشب يشير إلى شكل قمر كامل مع عينين وأنف وفم فوق الدبة الأمّ. ويقول إنّه قمر الجدّة سيحرس كلّ شخص عندما تُنصب المنحومة في النهاية.

ويختم قائلاً:"لا أرغب برؤية أي أمر أكثر من رفع هذه المنحوتة هناك".

بنت العزبة
19-03-2009, 01:13 AM
ماتلاحظون انه اكثر السفاحين الا المان وامريكان ..؟؟؟!!

اشكرك اخويه مجرد ذكريات ..

واستمر في الكتابه فنحن لك متابعين باستمرار باذن الله

والله يعطيك الصحه والعافيه ياخويه ..

مجرد ذكريات!
20-03-2009, 12:39 AM
نساء أوروبا
وجاء في محضر استجواب خديجة زهران.

اسمك بالكامل . . وعمرك . . ؟

 خديجة عبد الله زهران – 38 عاماً.

جنسيتك . . ؟

 أردنية الأصل وأحمل هوية لبنانية. صاحبة محل لوار للملابس في بيروت.

كيف تعرفت بأمينة المفتي . . ؟

 تعرفت عليها عندما جاءت لتبتاع ملابس لها، ومن لهجتها عرفت أنها أردنية مثلي.

كيف توطدت علاقتكما . . ؟

 كانت تزورني دائماً بالمحل وتحولنا الى أصدقاء.

هل تعرفت من خلالك بالمدعو مارون الحايك . . ؟

 لا . . بل بمانويل عساف وهو الذي عرفها بالحايك.

وما سبب ذلك. . ؟

 كانت بحاجة الى تليفون بشقتها، فطلبت من مانويل مساعدتها لأنه موظف بالمصلحة.

هل كان مانويل عشيقاً لك وقتها . . ؟

 لا . . كانت زوجته زبونة لمحلي . . وكان يجيء معها أحياناً فتعرفت عليه.

وكيف تطورت بينكما العلاقة الى جنس . . ؟

 طلبت مني أمينة ذلك لإسكاته عنها.

كيف ذلك . . ؟

 كان يغار من الحايك ويغتاظ لأنها فضلته واتخذته عشيقاً.

هل كنت على علم بنشاط أمينة التجسسي منذ البداية . . ؟

 لا . . لم أكن أعرف . . ومانويل هو الذي أخبرني بذلك أثناء سكره.

لماذا لم تبلغي السلطات الأمنية بالأمر . . ؟

 أردت استغلال أمينة مادياً لأنني كنت مدينة بمبلغ كبير للبنك.

وكيف حدثت المواجهة بينكما . . ؟

 كنا بشقتي عندما فاتحتها بما قاله مانويل، ولأنها تعلم جيداً بتعثراتي المالية . . أنكرت، وأخرجت دفتر الشيكات وأعطتني شيكاً بثلاثة آلاف ليرة على سبيل القرض.

كم كانت ديونك للبنك . . ؟

 حوالي ستة عشر ألفاً.

وهل ثلاثة آلاف ليرة تكفي لإسكاتك . . ؟

 وعدتني بخمسة آلاف أخرى، وعرضت علي الشراكة دون الإدارة.

قالت أمينة أنك مارست معها الجنس مرات كثيرة.

 لا . . لا . . هي التي جرتني لأفعل معها ذلك لكي تضمن سكوتي.

كيف ولماذا. . ؟

 قبلما أطلق من زوجي الثاني كنت أشكو لها عدم ارتياحي معه. وذات يوم طلبت مني أن أزورها بشقتها، ولما ذهبت اليها تكلمنا عن الجنس، وأخذت تغريني بأن نفعل معاً كما تفعل النساء في أوروبا. وبعد عدة لقاءات في شقتها فوجئت بها تهددني بأفلام صورتها لي معها ومع مارون الحايك . وطلبت مني أن أعطيها عشرين ألف ليرة، وإلا فستفضحني أمام زوجي وأهلي.

ثم ماذا . .

 قبلت قدميها أرجوها ألا تفعل، ولما أصرت هددتها بأن أخبر السلطات الأمنية عما ذكره مانويل، فسخرت مني وقالت: سأفضحك إن لم تجيئيني بالنقود مساء اليوم. لقد كانت تعرف أسرتي، وتعلم بأن والدي وأخويّ متدينون وسيقتلونني حتماً إذا ما رأوني في تلك الأوضاع المخلة. ولما عجزت عن إقناعها طلبت مني أن أعمل معها بأجر. وأن مهمتي تتلخص في مصادقة النساء المتزوجات من ضباط فلسطينيين، واستدراجهن للخوض في السياسة والأسرار العسكرية.

وهل وافقت هكذا بسهولة . . ؟

 لا . . ابتعدت عنها لعدة أيام لأفكر، وكنت على وشك إبلاغكم لكنها حاصرتني وهددتني بقسوة، فاضطررت الى إعلان موافقتي لإسكاتها.

جامبون
كيف بدأت العمل معها . . ؟

 شرحت لي طريقة التعرف بالنساء الفلسطينيات ومصادقتهن، ومكثت معي بالمحل عدة أيام لتراقبني.

كم زوجة فلسطينية تعرفت بها. . ؟

 لست أدري . . ربما أكثر من أربع عشرة زوجة. "يوجد سرد طويل لأسماء ومعلومات مختلفة".

كم ليرة حصلت عليها لقاء عملك . . ؟

 سبعة آلاف . . أو ثمانية.

هل التقيت بأحد من أعوانها من الأجانب . . ؟

 مرة واحدة. جاء أحدهم ليتسلم مظروفاً كبيراً تركته أمينة.

ماذا كان به. . ؟

 لا أدري . . فقد كان مغلقاً بالسوليتيب، ولم تخبرني أمينة عما به.

هل كان عربياً . . ؟

 لا . . إنه أجنبي ولهجته فرنسية.

ماذا قال لك. . ؟

 قال لي كلمة السر المتفق عليها: جامبون. "وهو اسم شائع يطلق على لحم فخذ الخنزير المحفوظ".

وكيف تعرفت عليه . . ؟

 كان يدخن البايب وله شارب دوجلاس أصفر، وقد أخبرتني أمينة عن أوصافه مسبقاً.

هل تعرفين أبو ناصر . . ؟

 أعرف زوجته سندس ولم أره أبداً.

كيف نشأت علاقة أمينة به . . ؟

 جلبت لها رقم تليفونه في صيدا من زوجته.

ولماذا رغبت أمينة في التعرف اليه . . ؟

 لأن زوجته أخبرتني الكثير عن بطولاته وعملياته الفدائية في الجنوب، واهتمت أمينة بمصادقته.

متى أخبرتك أمينة بأن "أبو ناصر" ضالع معها في التجسس . . ؟

 لم تخبرتي عن ذلك، وإنما أكدت لي بأن الضابط الفلسطيني "وطني أكثر من اللازم".

هل صدقتها . . ؟

 نعم . . فقد كانت تكرهه، وتطلب مني دائماً استدراج زوجته في الحديث لمعرفة أخباره.

انتهت اعترافات خديجة زهران، حيث أدلت بأدق تفاصيل علاقتها بأمينة المفتي، وبزوجات الضباط الفلسطينيين في بيروت. أما مارون الحايك المذعور فقد أوضح الكثير عن ملابسات علاقته بأمينة، وعثر ببيته على قائمة طويلة تحوي الأرقام السرية لتليفونات قادة المنظمات الفلسطينية، إضافة الى ملف كبير يتضمن خلاصة تجسسه على تليفوناتهم خلال فترة اعتقال أمينة. فقد كان يود تقديمه لزعيمته عند عودتها لتمنحه آلاف الليرات، وتغرقه في بحر النشوة عدة ليال. أما الشيء العجيب حقاً فقد وقع بين أيدي رجال المخابرات الفلسطينية، وشريط تسجيل أخفاه مارون بجيب سري بإحدى الحقائب، لمحادثة تليفونية كاملة بين علي حسن سلامة وأبو داود، وفيها تفاصيل كثيرة عن أمينة المفتي المعتقلة آنذاك ببيروت، هذا الشريط لم يقم مارون بتفريغه أو الاستماع اليه، ولو أنه كان قد فعل ذلك لأدرك الخطر وهرب بجلده ومعه شريكاه. لكنه اعترف بأن هذا الشريط هو الوحيد الذي لم يفرغ وعندما قام بتسجيله كان منهمكاً في التنصت على مكالمة أخرى بين ياسر عرفات ونايف حواتمة.

وبانتهاء التحقيق مع خديجة زهران ومارون سلما الى السلطات اللبنانية لمحاكمتهما، طبقاً لقانون العقوبات الذي عُدل في 28 يناير 1975، وجاءت مواده الجنائية مائعة وغير رادعة.

أما أمينة المفتي .. فقد امتنع الفلسطينيون عن تسليمها للبنانيين، حيث قرروا لها مصيراً آخر، ولم يستجيبوا لضغوط وزير الداخلية اللبناني لمحكامتها. وأمام الرفض التام لذلك . . اضطر الوزير لنسيان الأمر برمته. فقد كان يدرك بأن هناك نهاية مأساوية تنتظر عميلة الموساد على أيدي الفلسطينيين. وعلى ذلك . . ظلت الجاسوسة العربية مقيدة بكهف السعرانة، يفتك بها الرعب ويغلفها الهلع . . !!

الموت البطيء
وحدها، انكمشت أمينة في محبسها بكهف السعرانة تنتظر الموت مع كل لحظة، يحاصرها إحساس بالخيبة بعدما أفلت مارون وخديجة من براثن الفلسطينيين، وتولت أمر محاكمتهما السلطات اللبنانية أمام محاكمها المختصة. لقد كانت تدرك عن قناعة أن زعامتها للشبكة هو سبب بقائها بالكهف دونهما، وبالتالي فإن مصيرها المجهول بين أيدي الفلسطينيين سيكون أشد قسوة وشراسة، لكنه على أية حال لا يساوي أبداً مع بشاعة جرمها. فبرغم اعترافاتها التفصيلية بالتجسس لحساب الموساد، إلا أنها أخفت عنهم الكثير من الأسرار، بالطبع هي أسرار بالغة الأهمية ستزيد ملفها تخمة، وقطعاً سينقلب اعتقاد الفلسطينيين في كونها جاسوسة كانت ضحية مغامرة عاطفية، الى جاسوسة عدوانية ترى في خيانتها نوعاً من الانتقام والتشفي، ذلك لأنها لم تنس يوماً مدى كراهيتها الشرهة للفلسطينيين، تلك الكراهية التي يحملها القوقازيون في الأردن لهم. فهي شركسية من سلالة هؤلاء الذين فروا من جبال القوقاز الى الوطن العربي، وكانت أسرتها تعمل في خدمة الملك حسين، شأنها في ذلك كشأن القوقازيين الذين يعملون في جيشه، واشتبكوا مع الفلسطينيين في حرب ضروس عام 1970، فاعتبرهم الفلسطينيون أعداء لهم، وهاجموا الأحياء التي يقطنوها فتبادلا الشعور بالكراهية تجاه بعضهم البعض. هكذا بدت كراهية أمينة للفلسطينيين ذات جذور، وهكذا أينعت مشاعرها وهي تهدي إسرائيل معلومات لا تقدر بثمن عن تحركاتهم ومخازنهم وعملياتهم.

وخلا ملف الاعترافات من توصلها لأسرار مخازن الهلال الأحمر التي يديرها شقيق ياسر عرفات، ففي هذه المخازن كانت تخبأ الأسلحة الخفيفة، والأسلحة المضادة للصواريخ في صناديق المهمات الطبية، مما جعلها دائماً عرضة للعمليات الجوية الإسرائيلية بناء على وشاياتها. . وأخفت أمينة أيضاً سر اختطاف إسرائيل لطائرة الخطوط الجوية اللبنانية "الشرق الأوسط" في 10 أغسطس 1973، وإجبارها على الهبوط في تل أبيب فقد كانت هي التي أبلغت الموساد بوجود جورج حبش على متنها، لكن حبش كان قد أصيب بأزمة قلبية منعته من ركوب الطائرة. . وقتها . . تأكد للفلسطينيين أن هناك اختراقاً إسرائيلياً لمنظماتهم، وجرى مسح شامل لمئات الأشخاص دون جدوى. ولم تكن أمينة في ذلك الوقت قد وقعت في دائرة الشك، فقد كانت مشبعة بثقة الفلسطينيين، حيث تعمدت ألا تظهر عداء مبالغاً فيه للصهيونية، وفي مناسبات مختلفة كثيراً ما عبرت عن رأيها في حق إسرائيل في امتلاك الأرض أيضاً. فأبعد ذلك التصرف الشكوك من حولها، فأي عميل إسرائيلي سيبذل ما بوسعه ليبدو عدواً لدوداً للصهيونية. لذا غادرت بيروت في حذر في جولة تفقدية، واستطاعت أن تمد الموساد بصور لمراكب وسفن الصيد واللنشات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، والراسية بمينائي صيدا ورأس شكا في الجنوب والشمال، والتي كانت معدة للعمليات الهجومية البحرية، ومكنت إسرائيل بذلك من تدمير ثلاثين قطعة منها في عملية انتقامية، وجاء ذلك بعد هجوم منظمة فتح البحري على المدينة الساحلية "نهاريا" عام 1974.

كل تلك الأسرار جاءت مفصلة بمذكرات أمينة المفتي التي نشرت في إسرائيل فيما بعد، فأضفت على جاسوسة الموساد هالة من الأساطير صعدت بها الى آفاق الخوارق، ونسبت اليها عمليات وهمية مختلفة عن اكتشافها مؤامرة لاغتيال السادات بوساطة الليبيين عام 1976، مهدت الطريق لكامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وكانت أمينة وقتذاك مكبلة بالجنازير الى الحائط داخل كهف السعرانة في جنوب لبنان، تنتظر نهايتها المرتقبة كالموت البطيء.

أحلام . . ورصاص
وما أن نشرت الصحف اللبنانية نبأ القبض على أمينة المفتي وأفراد شبكتها، حتى ارتجت جنبات الموساد بشارع كيريا بتل أبيب. وبدأت في الحال تخطيطاً لاستعادة العميلة الأسطورية. فتاريخ الموساد الطويل يسرد لنا عشرات القصص التي انتهت باسترداد جواسيسها، الذين اكتشف أمرهم وكانوا على قيد الحياة. ولهذه القاعدة تبرير منطقي وهو أن إنقاذ أي عميل يرفع الروح المعنوية للعملاء الآخرين، ويشجع الرجاء والنساء على القيام بعمليات ومهام خطيرة أخرى. ولأن الفلسطينيين يدركون ذلك جيداً، رأى عرفات أن الإبقاء على أمينة بكهف السعرانة أمر ضروري حتى يحين الوقت المناسب لتقرير مصيرها النهائي، نابذاً بذلك رغبة علي حسن سلامة في إعدامها.


يتبع على حلقات

مجرد ذكريات!

بنت العزبة
20-03-2009, 01:38 AM
ننتظر باقي الحلقات اخي ..

والله يعطيك الصحه والعافيه ..

مجرد ذكريات!
20-03-2009, 10:14 PM
بنت العزبه شكرا لكي دائما

مجرد ذكريات!
20-03-2009, 10:17 PM
فقد كانت لعرفات رؤية مستقبلية بعيدة المدى، تنحصر في التريث لبعض الوقت، ومبادلتها بشخصيات فلسطينية بسجون إسرائيل. لكن سلامة الذي بدا غير قانع كان يرى في قتلها فوزاً أكيداً، إذ سيصاب عملاء إسرائيل في لبنان بالذعر، وبالتالي يسهل كشف العديد منهم إن لم يسارعوا بمغادرة بيروت. و لما فشل في إقناع عرفات بوجهة نظره، اضطر الى السكوت وكبح اندفاعة الشباب عنده. و بذلك ظلت أمينة حبيسة الكهف الجبلي، ترسخ في قيود الذل دون محاكمة، أو بصيص من أمل في النجاة. و في ذات الوقت الذي أدين فيه مارون الحايك بالحبس ثلاثة أعوام، وبعام واحد لرفيقته خديجة زهران - "راقب معي ميوعة الحكم في قانون العقوبات اللبناني ..!!" - نسجت أمينة المفتي خيوط شبكتها حول أحد حراسها، وأوهمته بأنها بريئة مما نسب اليها، وأن الفلسطينيين فعلوا بها ذلك نكاية في عمها الذي يشغل منصباً حساساً في البلاط الملكي الأردني، حيث تصور لهم أنه كان أحد المحرضين لمذابح أيلول الأسود. وبعد عدة أشهر - في مايو 1976 - كان غسان الغزاوي قد اقترب كثيراً من أمينة، وتعاطف مع محنتها الى الحد الذي دعاه للتفكير في تخليصها من السجن، وإن استدعى منه ذلك الهرب بها الى إسرائيل. لقد انقلبت نوبتجيته في الحراسة الى جلسة غرام تصطخب بالمشاعر والأمنيات. فكانت أمينة تمنحه جرعات متصاعدة من الأشواق واللهفة، تطيح بعقله وتعبث به الى دنيا جديدة من أوهام التمني. و لأنه نجار خائب لا يجيد صنعته، عاش سني حياته الثلاثين في حالة حرب دائمة مع الحياة بحثاً عن عيشة رغدة مريحة، لكن هيهات أن يراها كسول مثله، أوقف خبرته عند حد معين لم يستطيع تجاوزه، فتقهقرت إرادته وانزوى منسياً بين جدران جحره الرطب بمخيم الرشيدية في صور، يجرع الجوع واليأس ناقماً على حظه وعلى الدنيا كلها.

إن فاشلاً مثله استعبده الفقر والجهل السهل جداً إغواؤه والسيطرة عليه مادياً أو عاطفياً، فهو في الأصل لا يمكن أن يكون مؤمناً بقضيته أو مستوعباً لرسالة الكفاح من أجلها، ذلك لأنه أرجع فشله الى كل تلك الظروف التي تحيط به وبشعبه. و وطن نفسه على أنه مجرد ضحية لا ذنب له لكي يعيش معدماً شريداً، يفتقد أبسط مظاهر الحياة وأقلها ترفاً. هكذا قرأته أمينة وتخللت إليه في سهولة ما أيسرها على متخصصة في علم النفس مثلها، وأغوته بمكذوب العواطف تصبها صباً في أذنيه، فأذابته تماماً وهو المحروم اللاهث خلف الأحلام، وترقب عن كثب انسكاب مقاومته الخائرة، واستفحال رغبته في تخليصها أملاً في حياة هنيئة بإسرائيل. فكانت هي بذلك أول عميلة للموساد على الإطلاق، تجند حارسها في السجن للفرار بها الى خارج حدود الدولة. و جاء بمذكراتها فيما بعد أنها كانت تنوي النجاة بنفسها فقط، وتركه على الحدود يواجه مصيره وحده مع الفلسطينيين، حيث ستحال الأساطير في إسرائيل عن قصة هروبها العبقرية. لكن خابت أحلامها في المجد والتكريم.

وخابت أحلامه أيضاً في الثراء والنعيم، عندما أفضى بسره الى أحد رفقاء فقره في المخيم، فأبلغ السلطات الفلسطينية عنه وتمت مراقبته، وضبط وهو يحاول إدخال بزة عسكرية الى الكهف لترتديها أمينة أثناء الهرب. و انتهت أحلام الخائن برصاصات أخترقت صدره في أكتوبر 1976، وبتضعيف القيود الحديدية بأيدي الخائنة ورجليها، وشدها الى الحائط مصلوبة وبأقل قدر من الطعام والشراب، الى أن تقيحت أطرافها المختنقة بالقيود، وعمل معول الهزال بجسدها كما يعمل معول النحات الماهر بمادته الصخرية، فعاشت ذابلة كالموتى لا يميزها عنهم سوى ارتعاشة الأطراف، وزوغان حدقتين لا تبصران إلا الخوف والظلام..!

أقصى درجات الأمن

مرت خمس سنوات منذ اعتقلت أمينة المفتي، وفي نوفمبر من عام 1979 تحديداً، نشطت تحركات الصليب الأحمر الدولي، وتكثفت الاتصالات مع الفلسطينيين من أجل مبادلتها. و كان العرض الاسرائيلي هزيلاً قياساً بجواسيس آخرين، فقد أبدوا رغبتهم في مبادلتها بفلسطيني واحد، شريطة ألا يكون متهماً بقتل إسرائيليين من المدنيين أو الجنود. فرفض عرفات العرض الاسرائيلي، واشترط لمبادلتها الإفراج عن اثنين من أشهر الفدائيين الفلسطينيين بمعتقل عتليت، وهما: محمد مهدي بسيسو المولود عام 1941 في غزة والمحكوم عليه بالمؤبد لقيامه بعملية فدائية بواسطة زورق عام 1971, وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من الاسرائيليين. و وليم نصار المولود عام 1942 في القدس، والمحكوم عليه بالمؤبد أيضاً لقتله ثلاثة إسرائيليين عام 1968 بالقدس.

لكن الرد الفلسطيني قوبل بتعنت إسرائيلي شديد، وأسر ممثل الصليب الأحمر لعرفات بأن أمينة لا تساوي شيئاً عند الاسرائيليين، فهم يصنفونها على أنها مجرد خائنة لوطنها، باعت دينها وأهلها من أجل نزوة، ومن المستحيل أن تخلص تماماً لإسرائيل أو تدين بها بالولاء. و ذكره الممثل الدولي بما حدث للمهندس السويسري الفريد فرانكشت الذي أدين بالسجن ثماني سنوات عام 1971، عندما تبين أنه أمدّ إسرائيل بعدة أطنان من تصميمات الطائرات الفرنسية ميراج 3، بعد تجنيده لأسباب أيديولوجية تتعلق بعقدة الذنب، وعندما أفرج عنه بعد أربع سنوات ونصف السنة، قرر السفر لإسرائيل لحضور الاحتفال بإنتاج الطائرة "كافير" - النموذج المعدل من الميراج 3 - فرفضت الموساد أن تدفع ثمن تذكرته من سويسرا، وقوبل في إسرائيل بتجاهل تام، وشعر أنه تعرض للنسيان والتخلي عنه، ذلك أن مهمته انتهت ولم يعد ذا شأن. لكن عرفات لم يأبه لذلك. و لم يتراجع قيد أنملة عن مطلبه، وصرح لممثل الصليب الدولي أنه يتعرض لضغوط شديدة للموافقة على إعدام أمينة المفتي. و أنه طالما ترفض إسرائيل الاستجابة و المرونة، فقد يوافق على إعدامها أمام شاشات التليفزيون لتكون عبرة لكل من يفكر في التعامل مع الموساد. و عندها، أصيب رئيس الموساد إسحاق حوفي (1974 - 1982) وكبار مساعديه بالذعر. فإعدام أمينة على الملأ أمام العدسات أمر خطير من شأنه إصابة جواسيس الموساد في البلاد العربية بالهلع وبالشلل، وقد يتسبب في تعطيل عمل شبكات عملائها المذعورين التي أنفق عليها ملايين الدولارات، مما يهدد تدفق سيل المعلومات الحيوية التي تعتمد عليها إسرائيل، سياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً، وكان قرار إسحاق حوفي النهائي تلبية مطلب الفلسطينيين على أن يترك لمنظمة الصليب الأحمر العالمية حرية اختيار الدولة التي ستتم عملية المبادلة على أرضها وتحت حمايتها، بما يضمن الحيلولة دون وقوع كارثة قد يفكر بها الفلسطينييون.

وعلى ذلك .. نشطت المنظمة العالمية في اتصالاتها، ورفضت حكومة إيطاليا واليونان وبلغاريا وفرنسا التدخل، بينما وافقت حكومة تركيا ورومانيا وقبرص على تأمين الحماية التامة للطرفين فوق أراضيها وفي أجوائها، وتعهدت جميعاً بتوفير أقصى درجات الأمن لإتمام عملية المبادلة بسلام. من جانبها أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية ترحيبها واختيارها لدولة قبرص، وأعلنت إسرائيل موافقتها على قبرص أيضاً، شريطة تدخل ممثل عن الأمم المتحدة لضمان الأمن، فأغضب الشرط الإسرائيلي القبارصة الذين اعتبروه "عدم ثقة" في قدراتهم على تحمل المسؤولية كاملة. لكن السفير الاسرائيلي في قبرص تقدم باعتذاره في الأول من فبراير 1980 و أبدى ثقته في السلطات القبرصية مشيداً بالعلاقات الحميمة بين البلدين و بالمصالح المشتركة بينهما. ولم يمض سوى يوم واحد حتى أعلن وزير الداخلية القبرصي، بأنه قد تحدد يوم 13 فبراير 1980 موعداً لعملية التبادل على أرض مطار لارنكا الدولي، وإغلاق المطار أمام الملاحة الدولية ابتداء من الساعة 14:00 حتى الساعة 2:50 (!!)

قراءة سريعة

تخضع عمليات تبادل الجواسيس أو الأسرى بين الدول لقياسات معقدة، تحددها الملابسات السياسية وظروف العلاقات بين الدول في حالات السلم، وتكون أكثر تعقيداً في حالات الحرب والتناحر. وقد شهدت المنطقة العربية حالات تبادل عديدة وفريدة مع إسرائيل، كان أبطالها جواسيس عباقرة وعسكريون. حيث جرى التبادل أحياناً في سرية تامة وتعتيم إعلامي، وأحياناً أخرى صاحبه ضجيج الإعلام على الملأ. وأشهر عمليات التبادل كانت بعد نكسة يونيو 1967 عندما تمت مقايضة الجاسوس الصهيوني ولفجانج لوتز بعدد ضخم من العسكريين المصريين الأسرى. و قد ادعت إسرائيل فيما بعد أن ثمن لوتز كان خمسة آلاف أسير مصري، رغبة في الدعاية لجواسيسها وإعلاء لشأنهم. أما جاسوسة الموساد المصرية انشراح علي موسى التي أدينت بالإعدام شنقاً هي وزوجها إبراهيم سعيد شاهين في25 11 1974، فقد أمر السادات بمبادلتها في صفقة سرية بمصريين وعرب في إسرائيل، كان وراءها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي وذلك قبل زيارة السادات لتل أبيب، في مداعبة سياسية مقصودة للتمهيد لمعاهدة السلام في كامب دايفيد. أما الأشهر على الإطلاق في عمليات التبادل الفاشلة .. والعلنية، فكانت لمقايضة إيلي كوهين – كامل أمين ثابت – سيد جواسيس الموساد في سوريا، وأسطورة الموساد الذي لم يخلفه أحد عبقرية وذكاء. حيث رفضت سوريا وساطات أكثر من 84 رئيس دولة ومنظمة عالمية للإفراج عنه، مقابل ملايين الدولارات ومئات الأسرى السوريين في معتقلات إسرائيل، ونفذ فيه حكم الإعدام شنقاً أمام عدسات التليفزيون على الهواء مباشرة في 18 مايو 1965، وأبقى جثمانه معلقاً هكذا لأربعة أيام فوق المشنقة التي أعدت له خصيصاً بساحة المرجة في دمشق. و في 21 فبراير 1973 وقعت حادثة لم تتكرر أبداً من قبل، عندما حاولت إسرائيل اختطاف الطائرة التي تقل عميلة الموساد هبة عبد الرحمن سليم عامر، التي استدرجت من باريس الى بني غازي بواسطة المخابرات المصرية، و طارت بها الطائرة الى القاهرة لمحاكمتها. لقد عمدت الموساد الى التشويش على أجهزة الطائرة الملاحية ففقدت اتجاهها. و عندما اكتشف الطيار أنه يطير فوق سيناء اتجه بأقصى سرعته ناحية القناة، متجاهلاً إصرار طائرات الجو الاسرائيلية على الهبوط بطائرته في إسرائيل. فيفقد الاسرائيليون صوابهم ويفجرون الطائرة بركابها في الجو، معتقدين بأنهم قتلوا عميلتهم قبلما تعترف. لكن صدموا بشدة عندما اكتشفوا بأنهم أسقطوا الطائرة الليبية البوينج 747 بطريق الخطأ وأن طائرة هبة سليم الحقيقية استخدمت ممراً جوياً غير معلوم.

تلك لمحات مختصرة عن أشهر قصص عمليات المبادلات والعروض والقتل، التي وقعت أحداثها بين مصر وسوريا وإسرائيل. و لم تكن هناك سابقة واحدة لعملية تبادل بين الاسرائيليين والفلسطينيين. لذلك .. كانت الأعصاب متوترة ومجهدة، فإسرائيل تخشى غدر الفلسطينيين بهم على أرض مطار لارنكا، ويشهد تاريخهم الطويل في الكفاح وخطف الطائرات على أنهم رجال ذوو بأس .. وإصرار .. أما الفلسطينيون .. فقد وضعوا تاريخ إسرائيل الدموي نصب أعينهم .. و توقعوا مذبحة بشعة ستدور أحداثها في قبرص.

الدور الطاهر

في المكتب الفرعي لمنظمة التحرير الفلسطينية في صيدا، اجتمع المدير بالضابط الفلسطيني الموفد من الرئاسة في بيروت، حيث أطلعه على تفاصيل حياة أمينة المفتي في محبسها الانفرادي بكهف السعرانة وكان الضابط يصغي اليه باهتمام ليستكمل النقاط التي يريدها فمهمته كخبير في الشؤون المعنوية تتطلب منه ذلك خاصة .. و الوقت يمضي سريعاً بعدما وافقت المنظمة على الموعد المحدد في لارناكا. و بعد الاجتماع انطلقت السيارة الجيب العسكرية تقل الضابط الى كهف السعرانة.

مجرد ذكريات!
20-03-2009, 10:17 PM
كان الطريق المتعرج الضيق قد نحتت أجزاء منه من الجبل، فيستقيم منحدراً أحياناً ثم يلتوي فجأة في صعود والتفاف حول الجبل. و من بعيد .. بدا الكهف الموحش كنقطة سوداء في بطن الجبل السامق، وكلما اقتربت السيارة شوهد جنود الحراسة المشددة بأسلحتهم الأوتوماتيكية في حالة التأهب. وكانت الأكمنة المتحركة تزيد الأمر حساسية واهتماماً، حتى يخال للبعض أن بالمنطقة مفاعلاً نووياً سرياً. و عندما دلف الضابط الى الكهف، كانت الإضاءة القوية تكشف دهليز الفوهة وتظهر ملامح الوحشة وغموض الطبيعة. و في نهاية أحد الممرات .. تكورت كومة من عظام .. شدت أطرافها الأربعة بالجنازير. اقترب منها الضابط متفحصاً، فرمقته بنظرات تفيض رعباً .. لكن وجهه الهادئ سكّن بعض الخوف لديها، وحاولت أن تستقرئ ما جاء لأجله ففشلت .. و تملكها ألف هاجس وهاجس .. و أطرقت الى الأرض ثم همدت أنفاسها قليلاً وقالت في صوت خفيض كأنه جاء من قرار:

هل حان وقت الإعدام ..؟

اقترب منها الضابط أكثر وأكثر، لكي تصلها كل كلماته وقال:

سنطلق سراحك بعد أيام .. و ستعودين الى إسرائيل مرة أخرى.

ارتعدت أطرافها المقيدة فارتج بدنها كله، وجحظت عيناها الغائرتان في تحفز لما يقوله الضابط الذي أردف:

بعد عشرة أيام من الآن ستكونين حرة في إسرائيل، ويجب أن تكوني على يقين من أننا لم نعاقبك ولم نؤذك بقدر ما أذيتنا. فنحن أناس مسالمون سعدنا بوجودك ذات يوم بيننا، ووثقنا بك بلا حدود على اعتبار أنك عربية .. مخلصة، وعن حب فتحنا لك قلوبنا .. وكل أبوابنا الموصدة في وجه الآخرين، وما تطرق إلينا الشك فتسببت بفعلتك في مقتل عشرات الأبرياء من شبابنا .. و انخلعت على يدك قلوب أمهات ثكالى .. فقدت الابن والزوج .. و البسمة.

انهمرت دموع أمينة المفتي ، ولم يدر الضابط أهي دموع الحسرة والندم، أم أنها دموع الفرح بنجاتها.

وأكمل الضابط: هذه الأرض التي أنت عليها الآن سيدتي أرض عربية، وتلك الأرض التي ولدت فوق ترابها أرض عربية، وكذلك الأرض التي بعت دينك و وطنك وأهلك لأجلها .. أيضاً .. عربية، عربية مغتصبة .. سليبة، ستعود حتماً ذات يوم لأصحابها، ربما يتحقق ذلك بعد جيل .. أو جيلين .. أو ثلاثة، أو أقل من ذلك بكثير.. و نحن هنا الآن لنجاهد بدماء أبنائنا، ولن نكف عن الجهاد حتى نموت دونها .. و أنت .. ما جئت الى هنا سيدتي إلا لقتلنا دونما ذنب بحقك اقترفناه. فلا تظنين أن الأرض التي ستعودين إليها سترحب بك .. لكن تأكدي أن في القدس وحيفا ويافا وبيت لحم ونابلس .. في كل فلسطين ستبصق عليك الأرض مع كل خطوة، حتى وإن متّ فستلفظك قرفاً في قبرك .. وسيأبى دودها الطاهر أن يرعى بجثمانك ..

وعندها .. ازداد نحيبها قسوة .. و علا نشيجها مع صعود صدرها الضامر وهبوطه، وانعقد لسانها فلم تقو على الكلام لاصطكاك أسنانها، ورعشة شفتيها التي غزت الوجه المتقلص الشاحب. و قال الضابط آمراً جنوده قبلما ينصرف:

فكوا قيود ضيفتنا وقدموا لها الشراب وأشهى الطعام



مجرد ذكريات!

بنت العزبة
21-03-2009, 01:00 AM
انزين وعقب ؟؟؟!!!!

كملها بسرعه انا متشوقه للباقي ماعليك امر ..

والله يعطيك الصحه والعافيه

مجرد ذكريات!
21-03-2009, 01:15 AM
ان شاءالله يابنت العزبه

فالج طيب

مجرد ذكريات!
21-03-2009, 01:16 AM
أهزيمة ساحقة أم انتصار باهر . . ؟ تساءلت أمينة في نفسها وتعجبت للإحساس المائع المشوه الذي يخالجها في ضراوة. وظلت لأيام تترنج لصدى كلمات الضابط التي تنخر في عظامها وعقلها، فلا تجد سوى مراراً خفياً كأنه دبيب نمل يسري بأوصالها. هكذا اقتُلعت مشاعرها من الجذور، وغرقت في وجوم قاتل يفتك بأعصابها ويزلزل جوانب إدراكها الباطن والظاهر.


تقول أمينة في مذكراتها بعد ذلك:

كانت كلمات الضابط كالسهام تخترق عقلي وجسدي . . فأصابت اتزاني وطوحت بآمالي وأوهامي . . وأغرقتني في محيط يموج بالغموض وينبض بالخوف . . والعدم. وأوشكت أن أصرخ فيه أن يرحمني ويصمت . . فيوقف رشق سهامه بأعضائي التي وهنت . . ونزحت عنها مسحة القوة. لكنه كان كمدفع رشاش أخرج كل رصاصاته في زخة واحدة.


ترى . . لماذا جيء به إليّ . . ؟ ألكي يشعرني بحقارتي وجرمي . . ؟ أم ليوقظ بداخلي أحاسيس دفنت من زمن . . ؟ كل ما أذكره وقتها أنني فقدت رسالتي التي خلقت لأجلها . . وهي أنني لم أعد أصلح لأن أكون أماً. فكيف لامرأة مثلي حبلى بالخيانة أن ترضع طفلها وتحتويه، بينما هي تقتل الأطفال والشباب، وتموت أمهاتهم حزناً عليهم وأساً . . ؟ أكنت إذن واهمة إلى حد فقدان العقل والتمييز . . ؟ أكنت أصارع طواحين الهواء كما كان يفعل دون كيشوت . . ؟

أين أنت الآن يا أمي لأفرد ذراعاي حول عنقك والتصق بصدرك الدافئ الحنون . . ؟ أين أنت يا أبي لتنتشلني من مصيبتي وتنير لي الطريق بالنصح كما كنت تفعل أيام طفولتي وشبابي . . ؟ أين هم إخوتي وكانوا لي ظلالاً وارفة تحميني من لسعة الحياة ومدب السيل الجارف . . ؟

أين شقيقاتي وخالاتي وعماتي . . ؟ أين ستائر حجرتي الحريرية ومرآتي . . ؟ ترى أتضم أمي الآن أشيائي وتلعنني أما أنها تبكي لمأساتي . . ؟ لم يبق لي من شيء سوى صمت كالموات يقتلني ودمعاتي . .؟"
عجيبة حقاً تلك المرأة المثيرة، فلعلكم لاحظتم مدى تمكنها وبراعتها في وصف أدق خلجات ذاتها بأسلوب مشوق رائع، متنقلتا في راحة من موقف إلى موقف آخر. ترى هل أسبغت عليها البراعة في التجسس براعة أخرى في الوصف والتحليل . . ؟ ربما يكون ذلك . .

فالعمل التجسسي لا يقوم إلا على اليقظة الشديدة والحرص والدقة. والكتابة أيضاً لكي تدخل إلى القلب وتحرك المشاعر تلزمها اليقظة في سرد الفكرة، والحرص على خط التصعيد الدرامي المترابط دون ملل، والدقة في الوصف وتقريب التخيل إلى نبض الواقع في سرد الفكرة، أنها تضج بالحيوية وانسكاب المشاعر، وتندفع بها في أحيان كثيرة إلى السجع الموسيقي القريب من أوزان الشعر.
فلو أنها اتجهت إلى الكتابة لكانت الآن أديبة قديرة . . لكن . . هكذا فعلت بنفسها.


الأنفاس اللاهثة

في صباح التاسع من فبراير 1980، نقلت أمينة المفتي في سرية تامة إلى معسكر جنوبي صيدا، وفي المساء تحت ستر الظلام أخذت إلى بيروت، تحيط بسيارتها العسكرية عدة سيارات أخرى تقل قوات مسلحة، حيث أودعت حجرة مريحة بأحد مباني منظمة التحرير بحي الفكهاني، يحرسها أفراد لا حصر لهم مدججون بالسلاح. وعن ذلك اليوم جاء بمذكراتها وصفاً دقيقاً لأحداثه إذ تقول:

"دخلت كهف السعرانة لأول مرة في الظلام، وغادرته نهار ذلك اليوم في الظلام أيضاً . . فقد عصبوا عينيّ خشية إصابتي بالعمى . . عندما أواجه ضوء الشمس المبهر فجأة، بعد 1651 يوماً في الظلام . . يا لهم من أناس طيبي القلب رائعين

أرادوني صحيحة النظر لأرى الفارق الواضح بين الوجوه عندما أغادرهم. وفي بيروت أدخلتني فتاتان نظيفتان إلى الحمام، واستحممت لأول مرة منذ اعتقالي استحماماً كاملاً، ونمت مغماة بينهما ومكبلة بأحزمة رقيقة من الجلد، وأكلت أطعمة شهية حرمت منها لسنوات وكنت أطلبها بنفسي فيجيئونني بها.

وأمام هذا الكرم الرائع طمعت فيما هو أكثر، فصارحت الضابط المنوط بحراستي بأمنية غالية إلى نفسي، وهي أن أحادث أمي تليفونياً في عمان. ولما أخبرني الضابط بأن طلبي رفض بحسم، حسوت الحزن يأساً، وأيقنت بأنني لن أسمع صوتها أبداً . . طالما كنت عند العدو . .



لحظتها فقط . .
أحست أمينة المفتي بندم شديد. فخروجها من لبنان إلى فلسطين هو بحق موت بطيء لا محالة. فاليهود سيرفضون بقوة سفرها لأي مكان آخر، وذلك لأن صورها نشرت بمعظم صحف العالم، إذ قد يصادفها فلسطيني فيقتلها غضباً وثأراً، ولن يستطيع الصهاينة على كل حال حراستها حراسة تامة خارج فلسطين
لقد فكرت أمينة في حالها وحياتها فيما بعد، ورأت أن كهف السعرانة كان لها السجن المؤقت قبل الإعدام، لكن فلسطين ستكون إلى الأبد السجن المرير، الذي سيقتلها فيه الندم والعذاب والحسرة والقلق والاكتئاب.
إذن فالموت السريع في لبنان لأهون ألف مرة . . بل إنه الخلاص من ثورات داخلية ستفتك بها وتقودها غصباً عنها إلى حافة الجنون. لذلك صرخت قرب منتصف الليل وملأ صراخها المبنى كله
وهي تقول: "لا أريد العودة إلى إسرائيل ". هجمت عليها الفتاتان قبلما تتقطع الأربطة الجلدية، واندفع إلى حجرتها على الفور عدد كبير من الضباط والجنود، شرعوا في الحال في تضعيف قيودها، وكان جسدها النحيل ينتفض بعنف وشراسة، كأن قوة جبارة حلت به بعد ضعف وهدأة.

وقال لها أحد الضباط:
اهدئي من فضلك . . فكل شيء أعد لسفرك.
وبذات القوة والعصبية والصراخ قالت:
أعدموني هنا . . أو أرجعوني إلى كهف السعرانة . . أنا أكره إسرائيل . . أكرهها . .
أجابها الضابط في هدوء:
إسرائيل هي وطنك الآن سيدتي.
وكأنما تشد جذور أعصابها من أشواك الخوف قالت في هلع:
الإعدام أهون . . لماذا لم تعدموني . . ؟ أتخافون من إسرائيل . . ؟
رد الضابط في ثقة:
نحن أقوى من العدو . . لذلك أرسلك للتجسس علينا.
نعم . . تجسست عليكم . . فلماذا تعيدونني إلى أعدائكم . . ؟
وبينما كان الطبيب يدخل مسرعاً إلى الحجرة ممسكاً بيده محقن المخدر كان الضابط يجيب:
نحن نبادل امرأة خائنة برجلين من أبطالنا البواسل.
بصقت أمينة في الهواء وانطلقت كالمدفع قائلة:
نعم أنا خائنة . . وسأخونكم ألف مرة لو أتيحت لي الفرصة . . فهيا تخلصوا مني وأعدموني
"والتهديد بالخيانة هنا يعني قمة الندم".


. . وعندها . . انقض جنديان على ذراعها يحبسان حركته، وأمكن للطبيب إفراغ المخدر بوريدها، وكان صراخها الحاد المسعور ترتج منه حوائط المكان . . وما هي إلى هنيهة حتى بدأ يضعف . . ثم يخفت . . حتى هدأ تماماً. . تماماً . وسكن، وانهمد الجسد الممدد في استكانة،
وما عاد يسمع سوى صدى لأنفاس لاهثة.


أغنية القدس

في الثالثة وعشر دقائق مساء يوم 13 فبراير 1980 مغماة بكيس أسود طويل وشبه مخدرة، اقتيدت أمينة المفتي مكبلة إلى سيارة مصفحة ثم إلى المطار، تحاصرها عدة سيارات عسكرية ذات أنواع مختلفة. وإلى جوار سلم طائرة خطوط الشرق الأوسط – بوينج 737 – أنزلت بهدوء وسط حشد من الجنود، وتأبط ذراعاها ضابطان فلسطينيان سحباها إلى داخل الطائرة، التي أغلقت أبوابها في الحال وأخذت عجلاتها تنهش أسفلت الممر، وبداخلها أحد عشر ضابطاً فلسطينياً وأحد ممثلي منظمة الصليب الأحمر الدولي، حيث كان وجهتها ناحية الشمال . . إلى أنقرة، خشية اعتراضها بواسطة طائرات سلاح الجو الصهيوني، ومن هناك . . تعود بركابها من جديد إلى الجنوب مرة أخرى
إلى حيث توجد جزيرة قبرص في عرض البحر المتوسط، تشير بإصبعها التضاريسي في أسى ناحية الإسكندرونة، تلك الأرض العربية الخصبة التي استلبها الأتراك منا.
وفي الطائرة . .
انزوت أمينة على أحد المقاعد لا تملك من أمرها شيئاً . . لم تكن تبك أو تنتحب، ولم يلاحظ أحد من مرافقيها قسمات وجهها المستتر وقد كساه اصفرار الموت، أو سيل الدمع المنهمر في هدوء وصمت.
لكن فجأة سمع لها نشيج بدا واهناً في البداية، ثم تحول شيئاً فشيئاً إلى عويل متصل فبكاء يشبه العواء . . ولما أشعل الضابط الجالس إلى جوارها سيجارته قال لها وهو ينفث دخانه الكثيف:
أأشغل لك واحدة .. ؟
صمتت للحظة ثم أجابت: ما نوعها . . ؟
أجابها الضابط في اكتراث: تونسية . . اسمها "سفاير الصفاء".
قالت في تردد:ألا يدخن أحدكم المارلبورو؟
رد الضابط في حسم:نحن نكره الأمريكان وبضائعهم . .
أتعرف ماذا تعني كلمة مارلبورو . . ؟

دهش الضابط لسؤالها وأجاب:نعم إنها تتكون من الحروف الأولى لعبارة إنجليزية تقول :
الرجل دائما يتذكر الحب لأن ... قاطعته وهي تقول :أشعل لي سيجارة من فضلك.
فتحسس الرجل بأصبعه موضع فمها، وأخذت تسحب الدخان في نهم حتى امتلأ به الكيس من الداخل فسعلت
وقالت في تأفف كفى: وانتبهت العقول لصوت حاد يردد:
قسماً بمن . . خلق السماء بلا عمد . .
قسماً بأيام الطفولة والرجولة . . والكهولة والتنسك والصلاة . . صلاة يوم الأربعاء . . قسماً بكل الميتين بلا كفن . . سيرد أبناء الزناة لنا الثمن . . أغلى ثمن . . قسماً بقدس صوته المجروح . . يحفر في السحابة والأبد .
. قسماً برب الأبرياء . . وبكل أودية الدماء. . سنذود عن قدس الأحبة . . عن تراب الأنبياء . .
يا أيها القمر المسافر في حدائق مقلتي . . يا نخلة . . طرحت نبياً . . من نبي . . من نبي . .
سنذود عن يافا . . وغزة . . والتراب المرمري . . حيث يرقد في الدجى . . عطر . . رقيق . . مريمي . .
غداً سترجع كالعروس . . يزفها صوت الحلى .

داخل الطائرة اللبنانية البوينج 737 تكومت أمينة المفتي على مقعدها تنتحب في أسى، بينما أنشغل الضباط الفلسطينيون عنها بدراسة خطوات عملية التبادل التي شرحها لهم ممثل الصليب الأحمر. وفي الساعة الخامسة والنصف مساء كانت الطائرة تحلق فوق مطار لارناكا القبرصي، تنتظر الإذن بالهبوط. ولارناكا مدينة عريقة الملامح بها القلعة التركية ومتحف صغير ومدافع قديمة، ويموج الشارع الرئيسي بها بوجوه السائحين من مختلف الجنسيات،
ومطارها هو المطار الرئيسي للجزيرة بعد أن فقدت نيقوسيا مطارها الدولي الذي أصبح مع خط التقسيم ضمن الحدود التركية. وقبرص منذ القدم وطوال الحروب الصليبية كانت دائماً مصدر خطر دائم على أرض فلسطين ومصر وسوريا، فقد كانت محطة دائمة لكل طوائف المرتزقة والباحثين عن المجد، وحاول مماليك مصر أكثر من مرة غزو الجزيرة فلم ينجحوا،
ولكن العثمانيين، فعلوها عام 1570 واقتحموا لارناكا واستولوا على الجزيرة بأكملها. وخلال الحرب العالمية الثانية تحولت قبرص إلى ساحة لكل العمليات الحربية الموجهة لمصر وفلسطين، وأصبحت فيما بعد مركزاً استراتيجياً لكل أنواع الاستخبارات العالمية – الأميركية والسوفيتية والإنجليزية والمصرية والصهيونيه – وفي حواريها الضيقة وقراها الجبلية دارت كل أنواع المؤامرات من الاغتيالات إلى الانقلابات إلى الصفقات المشبوهة.

لقد كان يوم 13 فبراير 1980 هو بحق يوماً عصيباً في قبرص، فالحياة بدت شبه متوقفة، وجحيم من القلق يخيم على الوجوه ويعم على أجهزة الدولة التي تحملت عبء إتمام عملية المبادلة فوق أراضيها دون الوقوع في أدنى خطأ قد يتسبب في كارثة تشوه وجه الجزيرة الآمن وتسيئ إلى حكومتها أمام المحافل الدولية. لذلك . . اتخذ وزير الداخلية كل التدابير الأمنية اللازمة، وفق خطة رسمت بإحكام، بحيث تتم العملية بهدوء وبمظهر مشرف وتحت إشرافه هو شخصياً. فحاصرت المطار من الخارج عشرات من مركبات المدرعات والدبابات، إلى جانب أعداد حاشدة من قوات الأمن تقف على أهبة الاستعداد.

وبدا المنظر العام كأنه حشد لحرب مرتقبة، وتربص بعدو غاشم ينوي غزو الجزيرة. أما قوات العمليات الخاصة فقد امتلأت بها النوافذ وأسطح مباني المطار تحمل بنادق تلسكوبية رشاشة. وكان الوضع في الداخل اشد تعقيداً وسخونة، فقد جرى إخلاء المطار من السواتر الرملية والأكشاك، وكل ما يمكن استخدامه كساتر من النيران لأي عملية عسكرية أو فدائية محتملة، وأخرجت جميع السيارات التي تتبع خطوط الطيران العالمية.

مجرد ذكريات!
21-03-2009, 01:16 AM
وكذلك شاحنات الماء والوقود وسلالم الصعود، كما أبعدت أيضاً الطائرات الرابضة على أرض المطار عن المكان الذي خصص لوقوف طائرة العدو، وانتظر أكثر من ألف وخمسمائة جندي مسلح، هم جميعاً من جنود المظلات والصاعقة والعمليات الخاصة المدربة تدريباً عالياً على الالتحام المباشر والاقتحام في حالات كوارث خطف الطائرات والسفن. واتخذ وزير الداخلية من برج المراقبة بالمطار مركزا للإشراف على الموقع ككل وإصدار أوامره لقواته.
تسليم الخائنه :

وعندما حلقت الطائرة بأمينة المفتي مرتين فوق المطار أذن لها بالهبوط، وبعد دقائق قليلة كانت تقف على الممر فاتجهت إليها مسرعة عدة سيارات عسكرية ومدرعة واحدة، وأحاط بها رجال الكوماندوز من كل جانب. عندئذ تلقى الطيار اللبناني أمراً بفتح باب الطائرة الأيسر الأمامي، فصعد السلم في الحال ممثل الصليب الأحمر ومعه ثلاثة ضباط قبارصة بلباسهم المدني.

كانت أمينة ترتدي بنطلوناً من الجينز الأزرق وبلوفر أحمر من الصوف ذي رقبة عالية، وكانت ما تزال مكبلة إلى الخلف ومغماة عندما اقترب منها ممثل الصليب الأحمر، فكشف عن وجهها وأخذ يقلب بصره عدة مرات بينها وبين صورة لها كانت بيده،

وبعدما تأكد من شخصيتها اومأ للضباط الثلاثة فتأكدوا من إحكام قيدها، وجذبوها بلطف مغماة إلى باب الطائرة، بينما تثاقلت خطواتها وارتفع صوت نحيبها المتواصل بلا انقطاع. ولما عجزت ساقاها عن حملها، انحنى أحد الضباط في مواجهتها ورفعها رفعاً إلى كتفه ونزل بها إلى حيث تقف المدرعة أسفل السلم مباشرة، فدفع بها إلى اليد التي امتدت من الداخل، وانطلقت المدرعة في سرعة قصوى إلى إحدى حظائر الطائرات، التي تحرسها اثنتا عشرة مدرعة ومائة وسبعون مظلياً .

أما الضباط الفلسطينيون فقد سلموا للقبارصة رشاشاتهم الكلاشينكوف، وأخذوا مع طاقم الطائرة إلى إحدى القاعات الداخلية بالمطار المشددة الحراسة. وكان على الجميع حبس أنفاسه لمدة ساعة وربع الساعة، في انتظار هبوط طائرة العدو – العال – التي كانت ما تزال رابضة على أرض مطار اللد بفلسطين السليبه، وجاهزة للإقلاع فوراً بالأسيرين حال التأكد من وصول أمينة المفتي إلى قبرص.

لقد كان للفارق الزمني بين هبوط الطائرتين دلالات أمنية محسوبة جيداً وبعمق شديد، وهذا الأمر كان قد تم الاتفاق عليه مع الطرفين، والغرض منه طمأنتهما على توافر مساحة أمان تخدم هدفيهما، خاصة . .

وان تلك لم تكن أول عملية تبادل تتم بينهما ،كان قبلها في لبنان وكان أحد طرفيها جاسوس صهيوني في" 14 مارس 1979 بادلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – بقيادة جورج حبش – الجندي الصهيوني واسمه إبراهام عمراي الذي أسرته الجبهة بعد أن ضل طريقه بالقرب من صور بستة وسبعين فلسطينياً كانوا بمعتقل
عتليت.


سأقتله ... سأقتله :

استقرت أمينة المفتي بداخل المدرعة القبرصية لا تملك إرادتها، وبدت كالتائهة وسط بحر متلاطم، تصرخ بصوت حاد مبحوح أحياناً . . وينساب نحيبها متحشرجاً أحياناً أخرى.

لقد انقضت عليها مشاعر متباينة حطمت ثباتها وأعصابها التي كانت من قبل من فولاذ، وأخذ جسدها النحيل يهتز في اضطراب وانفعال، فاسترسلت في تشجنات الأسى المرير والخوف، وطلبت كثيراً من القبارصة حل عصابتها وقيودها فرفضوا، فقذفتهم بوابل من حمم السباب وقنعت في النهاية بما هي عليه

تصف لنا أمينة المفتي في مذكراتها تلك الدقائق العصيبة من حياتها فتقول:
وبينما كنت بالمدرعة القبرصية أنتظر وصول الصهاينة . . عصفت بي الشكوك والأفكار . . وفكرت في موشيه. ترى . . هل حقيقة ما يزال حياً . .؟ هل ينتظرني بشوق ماداً ذراعيه بلهفة حبلى بالحب . . ؟
أم أنه مات بالفعل وقبر بين حطام طائرته التي أسقطها السوريون. . ؟ وماذا لو أنه كان حياً. . ؟
هل سأقتله؟
هل سأنهش بطنه بأظافري وأسناني لقاء خداعه لي. .
يا إلهي أيمكن لموشيه الحنون أن يتآمر ضدي أنا ؟ أبعدما بعت ديني ووطني وأهلي لأجله يبيعني . . ؟
كيف سيشرح لي الأمر ويضغط على مشاعري لأصفح . . ؟ لن يستطيع التخلل الي من جديد ولو ركع أمامي . .

لن أمنحه فرصة واحدة يظهر لي فيها ضعفه وندمه. . وكيف أصفح وكهف السعرانة موشم على جسدي، ومحفور بخلايا عقلي وأوردتي . . ومربوط بساعدي . .كيف . . كيف بالله أصفح وأهلي يمشون منكسي الرأس خزياً . . ؟ لن أضعف بعد اليوم أبداً أمام عواطفي . . وسأقتله . . نعم . . سأقتله بالسم. . بالرصاص

بالحرق . . بدم الحيض . . عندي ألف حل لقتله أما فيما لو أنه كان ميتاً بالفعل . . فسأزرع عمري زهوراً على قبره . . إن كان له قبر . . !!


ابتسامة الظفر

في الساعة 18.55 كانت طائرة العال تقف على أرض مطار لارناكا، في المكان المخصص لها تماماً على بعد كيلو متر واحد من المدرعة التي تقل أمينة المفتي وبعد عشرة دقائق أذن لقائدها بفتح أبوابها. كانت لحظات عصيبة حقاً وطويلة كالدهر، إذ تتابعت الأنفاس ودقت الصدور عندما انفتح باب الطائرة، وبدلاً من أن يقفز منها فريق الكوماندوز الصهيوني المعروف باسم "النخبة"
أو السايريت ماتاكال – أطل مندوب الصليب الأحمر الدولي ومن خلفه ظهر ضابط مخابرات صهيوني بلباس مدني. وعند نقطة محددة بمنتصف المسافة بين الطائرة والمدرعة ، كان ينتظر مندوب الصليب الأحمر الآخر.

تصافح المندوبان وتحدثا لعدة ثوان، ثم اتجها بالضابط إلى المدرعة.
هذا في الوقت الذي أحيطت في الطائرة بأربعة مدرعات مسلحة، وبأكثر من مائة جندي من قوات العمليات الخاصة تلمس أصابعهم زناد بنادقهم الآلية في حذر ويقظة. إضافة إلى مئات البنادق الرشاشة الأخرى التي صوبت باتجاه الطائرة من النوافذ وعلى الأسطح المجاورة.

وعندما دخل الضابط الصهيوني إلى المدرعة، كشف عن وجه أمينة الشاحب وأخرج من جيبه صورة لها وقال مبتسماً في إطمئنان:
لا عليك يا سيدتي . . ستعودين معنا أكثر رونقاً . . وبهاءً.
أجهشت أمينة بالبكاء وقالت في لهفة:هل جاء موشيه معكم . . ؟
أجاب الضابط بدهشة:موشيه من سيدتي . . ؟
جحظت عيناها في هلع ثم قطبت جبينها وهي تقول:
ألا تعرف زوجي موشيه بيراد . . ؟
ازداد دهشة الضابط وأجابها على الفور:الحديث هنا غير مناسب يا عزيزتي . . وعما قليل ستعرفين إجابات كل ما بعقلك من تساؤلات.
قالت في فزع:أرجوك . . أخبرني فقط أين موشيه . . ؟
أجاب دون تردد: سيكون اللقاء حاراً في إسرائيل.


هكذا قذف بكلمات لا تحمل إجابة محددة وغادر إلى المدرعة مسرعاً، وترك أمينة تضرب أخماساً في أسداس لا تعرف ماذا يقصد بالضبط. أما الضابط فقد أدرك من سؤالها مدى براعة الخدعة الكبرى التي رسمها لها الفلسطينيون، وما سوف يؤدي اليه من تمزقات بعقل المسكينة البائسة. وبعدما خطا عدة خطوات بعيداً عن المدرعة . .

رفع يده ملوحاً في إشارة لزملائه بالطائرة. . الذين كانوا يتابعونه بنظارات الميدان في قلق. وعند منتصف المسافة تماماً بين الطائرة والمدرعة وقف برفقة مندوب الصليب الأحمر

. . بينما اتجه المندوب الآخر إلى عربة عسكرية تقل ضابطاً فلسطينياً . . انطلقت بهما على عجل إلى الطائرة وقبلما يترجلان أمام السلم المشدد الحراسة، كان الأسيران يقفان بالباب أعلى السلم حليقا الرأس . . يرتدي كل منهما بنطلوناً بنياً وجاكتاً بنياً أيضاً مبطناً بالفرو. . وعلى وجهيهما تبدو ابتسامة عريضة مؤججة بالفرح والظفر.

فلما تعرف عليهما الضابط الفلسطيني . . لوح بيده إلى مندوب الصليب الأحمر الواقف بمنتصف الطريق ينتظر إشارته. وعند ذلك . . استقل الضابط الفلسطيني العربة العسكرية إلى داخل المطار . . لتبدأ عملية المبادلة بعد دقيقتين ونصف.

مجرد ذكريات!
21-03-2009, 01:17 AM
غييمة الأمل :

في ذات الوقت الذي أنزل فيه الأسيران بمصاحبة المندوب الدولي، أنزلت أمينة المفتي مع المندوب الآخر أيضاً، وجميعهم مشوا بهدوء يزفر بالقلق إلى المنتصف، حيث يقف الضابط الصهيوني بمفرده. وعندما اجتمع الستة عند نقطة التقاء واحدة، اتجهت أمينة المفتي مع الضابط إلى الطائرة واتجه الاسيران إلى صالة المطار يلوحان بعلامة النصر في زهو، ثم وقفا فجأة ونزعا كل ملابسهما ، وبقيا لدقائق بالشورت الأبيض يهتفان في حماس ونشوة قبلما يدلفا المبنى.

أما أمينة المفتي . . أو آني موشيه – فكانت تمشي وقد فكت عصابتها وقيودها كمن يمشي إلى غرفة الإعدام – ووصف لنا المشهد المثير ضابط قبرصي . . وهو الميجور فنداكوس كوستريدس فقال:

"كانت تلك اللحظات أكثر من عصيبة، فما كنت أشاهده عن قرب أمر مثير لم أره من قبل . . ولم تر قبرص شبيهاً به على مدار تاريخها. لقد كانت المرأة التعسة – آني موشيه – ترتجف في ذعر وهي في طريقها إلى الطائرة ، وكانت تجر ساقيها المرتعشتين المتكاسلتين في وهن وهي تتلفت خائرة إلى ما حولها . . وتسحب أنفاس سيجارتها بعصبية واضطراب وكأنها تقاد إلى الموت"


وفي مذكراتها كتبت تقول: "لم أكن أسكر من قبل لدرجة فقدان الاتزان عندما كنت أشرب الويسكي بشراهة . . ولم يحدث يوماً أن سقطت مترنحة بفعل الخمر . . لكن يومها . . أحسست بأنني كمن شرب برميلاً كاملاً من الخمر الاسكتلندي المعتق . . فلا عقل لدي وقتذاك يعي ما يدور حولي . .

وما كنت لأستطيع بأية حالة أن أمشي بضع خطوات وحدي دون أن يتأبط مرافقي ذراعي. فثمة عجز شديد يمنعني عن جر ساقيّ . . وكالمحمومة كان جسدي كله ينتفض . . ويرتعد . . يا لها من لحظات مريرة خلتها تمر كالدهر مبلدة بالخوف والألم.


كل ما أذكره لحظتئذ أنني فكرت بأمي الحزينة ووالدي المصدوم . . واستحضرت صورتيهما بخيالي ويا ليتني ما فعلت . . فما رأيته كان أبشع من كل تصور . . ويفوق كل وصف وتخيل. ولما صرخت بصوت مسموع احتضنني المرافق وهو يقول: تمالكي سيدتي . . بضع خطوات ونصل إلى الطائرة.


فانحبس صراخي هلعاً وأنا أتذكر اللقاء المجهول الذي ينتظرني . . وتساءلت في نفسي: ترى أهو لقاء موشيه أم لقاء بوجوه جامدة خالية من المشاعر. . ؟ وقبلما نصل إلى السلم انسكب بعمري ندم قاس أخذ يكبر بداخلي ويستفحل . . ندم يندفع كالطوفان يحرق أعصابي وشراييني . . وتجمعت بعقلي في لحظة كل صور الطيش التي جرفتني في النهاية إلى هنا . . إلى مصير مظلم ونهاية مفجعة كئيبة لفتاة عربية مسلمة

. . فقدت العقل والطريق والوطن والدين والأهل . . والحنان والأمن. فالتفت ورائي لعلني ألمح وجه فدائي عربي جاء لينقذني . . ويختطفني إلى أي مكان آخر غير الأرض المحتله. . لكن الجنود القبارصة كانوا كالجراد يححبون الرؤية ويزرعون المكان، نسيت وقتها حقدي ورغبتي في الانتقام من موشيه الخائن. . ,كيف لامرأة محطمة مثلي أن تنتقم . . ؟ نسيت حتى إيماني بكراهية الفلسطينيين والعرب. . وتضرعت إلى الله أن أعود ثانية إلى وطني . . الأردن . . أو أظل كما كنت مكبلة مقهورة بكهف السعرانة الرائع الجميل

. . وأفقت عندما مست يدي سلم الطائرة . . فتسمرت ساقاي عن الحركة . . وصرخت بكل ما أمسك من قوة: أنقذني يا الله . . أغثني يا عرفات . . إدع لي يا أمي . . لكن صوت محركات الطائرة طغى على صوتي وصراخي . . وعندها سحبتني عدة أذرع إلى الداخل . . وتملكني شعور مقيت بأنني أسحب إلى قبري . . فاستسلمت غصباً عني ورحت في نوبة بكاء هستيرية تصلب لها فكي . . ولم أتوقف عن البكاء حتى وأنا أغادر الطائرة وانزل لأرض مطار اللد.


أي عذاب هذا الذي كابدته تلك المرأة لحظة تفجر بداخلها الندم . . ؟ وأي إفاقة عبرت بضميرها الغافل بحر الظلام . . ؟ وأي تحول أشعل بصيرتها هكذا فجأة. . ؟ إن عشرات الصفحات من مذكراتها التي تبكي سطورها ندماً أعجزتني ولجمت قلمي عن وصف انفعالاتها وتفاعلاتها التي جاءت في دفقة شعورية صادقة. . تفيض بسحابات الأسى وبكائيات الشعور والندم . . وترسم صوراً ما أروعها عن الوحشة التامة والضياع والحنين . . وانفلات أدنى غييمة أمل قد تلوح من بعيد.


المصير المظلم

في جنح الظلام . . وعند الساعة 20.15 بعد ثلاثة وأربعين دقيقة استغرقتها عملية المبادلة . . غادرت طائرة العال مطار لارناكا إلى تل أبيب تحمل على متنها أقذر جاسوسة عربية استقطبتها الموساد، ومع طلوع الشمس أقلعت طائرة خطوط الشرق الأوسط إلى بيروت، حيث كان ياسر عرفات في شرف استقبال البطلين العائدين، وبرفقته نخبة من القيادات وكبار الضباط، تملؤهم أهازيج الفرح ونشوة الانتصار. وعلى العكس من ذلك . .

كانت الوجوه بمطار اللد تحت الكشافات المبهرة . . أكثر قلقاً وتوتراً . . ودراماتيكية. وأصدر – على غير العادة – قائد سلاح الجو الصهيوني أوامره بخروج سرب من الميراج 3 إلى عرض البحر لمرافقة الطائرة القادمة إلى قبرص، حال دخولها المجال الجوي.

هكذا فعلوا أيضاً قبل سنوات مع الجاسوسة المصرية هبة عبد الرحمن سليم عامر، لإضفاء الصبغة الاحتفالية الرسمية على مراسم استقبالها كصديقة، ولإسباغ هالة من الفخر تشعر الزائرة بمدى أهميتها. لكن الأمر وإن بدا لأمينة المفتي مجرد احتفاء بها لا أكثر، كان في الحقيقة احتراز وتخوف من طائرات الميج 23 السورية: التي قد تقدم على خطفها فوق البحر المتوسط في غارة جوية فجائية غير متوقعة . .

وما كان ذلك في حقيقته إلا الحرص الزائد لدى الصهاينة ، نتيجة عامل الشك المتعاظم في نوايا السوريين.

قبلها . . قالت هبة سليم في مذكراتها:
"أحسست يومها بأنني ملكة متوجة . . فعندما اقتربت الطائرة من المجال الجوي الاسرائيلي . . لاحظت أن طائرتين حربيتين رافقتا طائرتي كحرس شرف وتحية لي . . وهذه مراسم تكريمية لا تقدم أبداً إلا لرؤساء وملوك الدول

حيث تقوم الطائرات المقاتلة بمرافقة طائرة الضيف حتى مطار الوصول . . وفوجئت باستقبال ضخم في المطار يضم إيسير هاريل رئيس الموساد ونخبة من كبار الضباط بينهم مايك هاراري الأسطورة . .

فتملكني شعور بالزهو لا أستطيع وصفه. . ووجدت بمدخل مكتب جولدا مائير صفاً من عشرة جنرالات – أدوا لي التحية العسكرية . . وقدمتني اليهم رئيسة الوزراء قائلة: "إن هذه الآنسة قدمت لنا خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين".؟
بعدها . . قالت أمينة المفتي في مذكراتها: "ومن خلال زجاج نافذتي لمحت الطائرات الحربية تحوم حولنا . . وللوهلة الأولى خلتها طائرات عربية جاءت لتعيدني من جديد إلى لبنان . . فابتهجت . . وكدت أصرخ فرحاً . .

لكنني صدمت بعنف عندما رأيت شبح نجمة داود السداسية على مقربة مني. فانطفأ الأمل الأخير بداخلي . . وانطفأت معه كل شعاعات النور في حياتي . . ولم يغزوني ذلك الشعور الجميل بالزهو

. . إنه الشعور الرائع الذي سيطر ذات يوم علي مجامع هبة سليم . . عندما كانت تعيش أروع لحظات حياتها في وهم البطولة . . والثقة . . وهي تنظر في خيلاء إلى الطائرات التي تنطلق في استقبالها . . لقد تفجرت لديها وقتئذ ينابيع الغرور . . وما أفاقت من حلمها إلا لحظة الإعدام . . لحظة النهاية التي أراحتها إلى الأبد من العذاب والقهر والندم . .فماذا عن نهايتي أنا . . ؟

وأي مصير مظلم يتربص بي. . ؟ أعتقد بأن حظها كان أطيب مني . . ذلك لأنني حكمت على نفسي أن أموت موتاً بطيئاً . . داخل مجتمع غريب لن أذوب يوماً في نسيجه . .


الغصن الظاميء :

335 كم تقريباً قطعتها طائرة العال من قبرص إلى تل أبيب في نصف الساعة . . كانت أمينة المفتي أثناءها تدور في دوامة شرسة من الأفكار والمخاوف، ويتواصل بأعماقها شجن مسعور يطفو إلى حلقومها كالحصرم يفيض أسفاً وندماً. وما أن حطت بها الطائرة في مطار اللد حتى رأته أمامها مبتسماً . . إنه إيربيل أشيتوف الضابط المنوط بها طوال وجودها في لبنان . .

لقد صعد إلى الطائرة قبلما تتحرك أمينة من مقعدها احتضنها في ود بالغ وهو يربت على كتفها قائلاً :آني . أيتها العزيزة العبقرية . . مرحباً بك في وطنك.
أجابته وهي ما تزال تنتحب في صوت متقطع. :كانوا سيقتلونني . .
قاطعها أشيتوف مستنكراً: مستحيل . .

لم يكن بمقدورهم فعل ذلك على الإطلاق .. ألم أؤكد لك من قبل أننا لن نتخلى عنك أبداً وسنحميك تحت أحلك الظروف . . ؟ قالت في نبرة تفيض بالعتاب:
سنوات طويلة وأنتم لا تفعلون شيئاً.

غمر صوته فيض من حنان زائف وأجابها:كيف ؟ لقد كنا نتباحث معهم . . وتدخل العديد من أصدقائنا لإخراجك . . ولو أننا كنا نعلم بمكانك لاختطفك رجالنا بسهولة . . لكن فشلنا في العثور عليك . . وها أنت الآن بيننا.
اشتد نحيبها المرير وأردف أشيتوف: نحن نثق تماماً في مدى إخلاصك . .ونقدر بكل عمق خدماتك العظيمة . . وسوف تعيشين هنا في أمان واطمئنان . . ففاجأته قائلة:أين موشيه . . ؟
بهت ضابط الموساد وغمغم في دهشة:سيدتي . .
أنا لا أفهم ماذا تقصدين بالضبط . . ؟
بصوت مبحوح يموج بالأسى كررت سؤالها وعيناها معلقتان على شفتيه:
أين زوجي موشيه براد . . ؟وبدهشة أكبر أجابها:موشيه ؟ زوجك ؟ أيتها المسكينة . . ماذا فعل بك هؤلاء الأوغاد في لبنان . . ؟ولما قرأت عيناها إجابته صرخت بعنف وحدة غير مصدقة:
لا تكذب يا أشيتوف . . هم أكدوا لي بأنه أسر في سوريا . . ورأيت صوره بنفسي في الصحف فلماذا تكذب .؟ هه . . ؟

أما زلتم تتآمرون علي كما تآمرتم من قبل . . ؟ إن موشيه هنا . حي . لم يمت . . جئني به ليشاهد آثار غدره ونذالته على جسدي ووجهي . . دعني أراه أيها الوغد القذر . . يا أقذر من الجيف لا تخدعني أكثر من ذلك.


وبينما يمسح أشيتوف بصقتها التي افترشت وجهه .. انقضت عليه بأظافرها وأسنانها في شراسة . .وتدافعت في غليان يفور بالغضب تبطش بالجميع . . لا يكاد صراخها المجنون يخفت حتى ينطلق حاداً من جديد . . وما أشبهها في تلك اللحظة بحيوان مصاب هائج أحكم الصيادون حصاره . . وبرغم إصابته وعجزه فهو يقاوم . . مقاومة المذبوح الذي فيه بقية من روح.


أخذت أمينة محطمة صاغرة إلى عيادة خاصة داخل مبنى الموساد بشارع كيريا . . حيث أخضعت لرعاية طبية مكثفة بدنياً ونفسياً . . إلى أن أفاقت تماماً إلى واقعها المرير . . وإلى حقيقة كون زوجها موشيه ما يزال مفقوداً ولم يعثر له على أثر . . وأن الفلسطينيين استطاعوا بذكاء شديد خداعها في لعبة مخابراتية بارعة . . لكنها في النهاية أدركت حجم مأساتها وخسارتها . . ومدى الجرم الذي ارتكبته في حق نفسها . .

وفي الاستجواب المطول الذي تعرضت له في فلسطين . . لم تستطع أن تنكر إحساساتها بالندم . .وأعلنت أمام مستجوبيها بأنها كانت غبية حمقاء عندما أحبت موشيه وتزوجته . . وحقيرة جداً وهي تتجسس على الفلسطينيين وتقتلهم بيدها . . لكن ما جدوى ذلك بعدما حدث ما حدث . .؟ وبعدما أيقنت أن لا مكان لها فوق سطح الأرض سوى هنا . . ؟

إنها ضريبة الخيانة التي لا بد لكل خائن جبان أن يتذوقها . . فالتذق في مأمنها لسع الحسرة ينهش كبدها ليل نهار . . ولتحرقها في ضراوة براكين الندم
إلى أن يذبل عودها . . وتتقشب كالغصن الظامئ بفلاة
قاسية . . ملحية . . جرداء
!!


نلتقي مع الفصل الأخير

مجرد ذكريات!

بنت العزبة
21-03-2009, 04:41 PM
متشوقة جدا لكي اعرف نهاية هذه الخائنه ..

مجرد ذكريات!
21-03-2009, 08:47 PM
الفصل الأخير

بحر بلا مرفأ :

انتهت مسؤولية الموساد تجاه أمينة بوصولها إلى واستجوابها . .ومنحها ستين ألف شيكل مكافأه(!!)مبلغ حقير لايساوي نقل معلومة تافهة يعرفها الجميع ....
ولكنه يتسوى وماقامت به من خيانة وقدرها لدى شذاذ الآفاق
تولت من بعدها سلطات الأمن الداخلي "الشين بيت" حمايتها
وتوفير سبل العيش لها.

وكانت الخطوة الأولى هي تغيير محل إقامتها في ريشون لتسيون إلى مستوطنة كريات يام شمالي حيفا . . حيث منحت مسكناً مستقلاً بشارع هابحيفيم هرتسليا . . تستطيع من شرفته مشاهدة البحر . . وتمييز جنسيات السفن في حركة دخولها إلى ميناء حيفا أو مغادرته . .

هكذا قبعت أمينة المفتي – 41 عاماً – تجتر الذكريات وتكتب قصة حياتها وخيانتها بتفصيل دقيق . . متجاهلة رونا إيزاك ضابطة الأمن المرافقة لها. وما أن مرت أشهر قليلة . . حتى تجرأت واتصلت تليفونياً بشقيقتها الوحيدة المقيمة بروما مع زوجها . .

وباختصار شديد ننقل بعض ما كتبته عن ذلك الاتصال إذ تقول:

كنت أسعى لأتنسم روائح أهلي ووطني . . وكان المذياع هو سلواي الوحيدة . . وتليفون أختي فاطمة في روما الذي سقطت مني بعض أرقامه. وبعد مئات المحاولات الخاطئة سمعت صوتها. فرقص فؤادي طرباً . . وانتعشت حياتي برواء لذيذ ما أبهاه وأجمله . . وهتفت فيها: يا أختاه . .إنه أنا. . أختك أمينة . . فصمتت طويلاً ثم قالت بصوت مختنق: أنا لا أعرف أن لي أختاً . .
كانت لي يوماً ما أختاً ماتت ــ وعالياً . . عالياً جداً
صرخت: ماتت واختفت من ذاكرتي

. احتبس لردها صوتي وشل لساني . . وعاودت مهاتفتها مرات ومرات وكنت أتضرع إليها لتسمعني بلا فائدة . . حتى استبدلت رقم هاتفها بآخر وفقدت بذلك سماع صوتها . . وخيم الأسى على عمري وانزرع بخفاتي

عاشت أمينة بعد تلك الحادثة حياة مضطربة . . حاولت قدر استطاعتها أن تستكين وتهدأ لكنها كانت أضعف من أن تقاوم أو تصمد . . أو مجرد أن تشعر بطمأنينة من يمتلك مليون دولار مثلها . . إذ انسحقت سحقاً وسط معاناتها . . وخرت صريعة الحسرة والكمد بمشفى كريات يام لشهور طويلة. وعلى فراش المرض عادت من جديد تقلب في ذاكرتها . .

وتبعث ما مات من أحداث مرة أخرى بأسلوب صريح واضح . . إلى أن فوجئت ذات مساء بالسيد "براد" وزوجته جاءا من فيينا لزيارتها. كان اللقاء حميماً مشحوناً باللهفة والشجن والدموع.
هما يبكيان فقد موشيه وسارة . . وهي تبكي حظها العاثر وانجرافها بسبب الحب إلى بحر يتعاظم بالكآبة والضياع . . طلباً منها أن ترافقهما إلى النمسا فتهللت فرحاً . .

لكن السلطات الأمنية رفضت خروجها حفاظاً على حياتها. ومع بداية غزو لبنان في يونيو 1982 – في محاولة شبه جادة لدحر الوحدة والملل، افتتحت أمينة عيادة خاصة بها في المستوطنة التي يقطنها 22 ألف يهودي حتى إذا ما مر بها ستة أشهر تقريباً انفجرت حياتها ألماً وأنيناً عندما استمعت إلى إذاعة لبنانية . . أذاعت مقتطفات عن سيرة حياتها . . وكيف مات أبوها بسببها وفقدت أمها النطق.
ومنذ تلك اللحظة قررت أن ترى أمها . . وتحت أخطر الظروف وأصعبها . .

تقول في مذكراتها: "ندمت . . وصرخت في وجه ضباط الموساد بذلك . . فأبوا أن ينصتوا لي اعتقدوا بأنني أهذي لفرط توتري . . لكنني أكدتها مرات ومرات . . ونطقت بالشهادتين أمامهم فما صدقوني . . ولما علمت بموت والدي حزناً . . لم تعد لدي أدنى رغبة في أن أعيش بعد ذلك . .

فذهبت لمبنى الموساد وقابلت الرئيس الجديد ناحوم أدوني . . وطلبت منه أن يحقق رغبتي في العودة إلى عمان . . على أن يتدخل الملك حسين شخصياً ليشفع لي عند أهلي . . وتركت للملك رسالة قلت فيها إنني كنت وراء كشف محاولة اغتياله في الرباط.

ووعدني الرئيس بأنه سيابشر اتصالاته بأصدقائه في الأردن على الفور.
ظلت أمينة تنتظر الرد . . وطال الانتظار القاتل يفتك بمجامعها حتى غلبها اليأس . . واستنزفها الضجر. .

وبعد ثلاثة أشهر أو يزيد . زارها ضابط الموساد حمل إليها نبأ رفض أهلها عودتها اليهم . . فلما كذبته أخرج لها شريط كاسيت أرتجف بدنها وهي تتسلمه. وما سجل على الشريط كان يفوق احتمالها . .

فأسرتها بالكامل – والدتها وأشقاؤها وأعمامها وأخوالها – تمنوا لها الموت على ألا تطأ الأرض الأردنية بقدميها . . هكذا ألقيت أمينة ببحر حالك بلا مرفأ . . فتاهت بين مده وجزره تتخبط ما بين السطح والقاع.


النهاية

في مطلع عام 1984 نشرت مجلة "بمحانية" العسكرية الصهيونيه خبراً صغيراً يقول إن وزير الدفاع أصدر قراراً بصرف معاش دائم للمقدم آني موشيه بيراد التي تصدرت لوحة الشرف بمدخل مبنى الموساد، وهي لوحة تضم أسماء أمهر العملاء "ويطلق عليهم الأصدقاء" الذين أخلصوا للكيان المسخ.مخاض المستعمر . وقدموا إليه معلومات عن أعدائه ساعدت على إحراز انتصارات عظيمة . .

أما عن نهاية أمينة المفتي - فقد قيلت روايات عديدة في ذلك:
إحدى الروايات تؤكد بأنها حصلت على وثيقة سفر أميركية باسم جديد . . وتعيش الآن بولاية تكساس حيث تمتلك مزرعة واسعة. وتزوجت من
بحار إسباني ولم تنجب.

رواية ثانية تزعم بأنها أجرت تعديلات بوجهها بمعرفة الموساد . . وتعيش بجنوب أفريقيا منذ عام 1985 تحت اسم مزيف . . وتعمل في الاستيراد والتصدير، وأنجبت ولداً من ضابط روماني أسمته موشيه

.
ورواية ثالثة تقول إنها انتحرت بحقنة هواء داخل حجرتها بقسم الأمراض العصبية بمشفى تل هاشومير، وهو مشفى يعد من أكبر مستشفيات الصهاينة، ويقع بحي راق في منطقة يطلق عليها: تل لتفنسكي، ثم عدل ليصبح تل هاشومير

. ومن خلال تشريح لشخصية أمينة المفتي - لا أظن أنها انتحرت . . فهي وإن كانت قد جبلت على العدوانية مع الآخرين لن تكون عدوانية مع نفسها مطلقاً. ذلك لأنها تحب الحياة . . وتعشق اللهو . . وتبحث عن المغامرة . وامرأة بمثل مواصفاتها وبحوزتها مليون دولار لن تقدم على الموت بسهولة لأنها اختارت طريق الخيانة منذ سافرت إلى النمسا لأول مرة

. . فقد عرفت وقتها كيف تخون أهلها ودينها بالشذوذ والجنس مع حبيبها اليهودي الذي منحته جسدها بلا أدنى ندم . . على كل حال . . تلك مجرد روايات غير مؤكدة . . وأقربها أنها لا تزال تعيش بفلسطين كغيرها من عشرات الجواسيس العرب الذين خانوا بلادهم وعملوا لصالح الموساد . . ولن أقيس نهايتها كنهاية الطيار المصري الذي سبق أن هرب للوطن المحتل عام 1965 بطائرته، ثم بدل ملامحه وسافر للعيش في بيونس أيرس بالأرجنتين . . فهناك تباين بين الحالتين ولا وجه للمقارنة بينهما أو لظروف كل منهما . .

فأمينة المفتي أجبن من أن تغامر وتغادر فلسطين بل أجبن من أن تتجول في تل أبيب أو القدس نهاراً وعلى الملأ. . ويكفي أنها اختارت لإقامتها مستوطنة يهودية محصنة خوفاً من أن تطولها يد عربية في يوم من الأيام . وسواء غادرت الخائنة أم لا زالت هناك. فهي الآن عجوز تعدت الستين عاماً . . تاريخها في الخيانة على صفحات التاريخ لن ينسى أبداً . . وقصتها مع التجسس ستظل عبرة على مر الزمان . . ذلك لأنها أشهر جاسوسة عربية للموساد حتى اليوم


انتـــــــــــــــــــــهت ...!!!!

بنت العزبة
22-03-2009, 04:15 AM
حسبي الله عليها ونعم الوكيل

الله لا يكثر من امثالها يارب العالمين

اشكرك اخويه مجرد ذكريات على هذه القصه التي ولاول مره اسمعها من عندك ..

وماقصرت ياخويه

والله يعطيك الصحه والعافيه

مجرد ذكريات!
23-03-2009, 05:11 AM
بنت العزبه سلمتى على التواجد الذهبي

مجرد ذكريات!
23-03-2009, 05:17 AM
القصة الكاملة للجاسوس المصري رأفت الهجان : بقلم رأفت الهجان.. شخصياً
الفصل الاول :
http://www10.0zz0.com/thumbs/2009/03/23/01/883922479.jpg (http://www.0zz0.com/realpic.php?s=10&pic=2009/03/23/01/883922479.jpg)


يبدأ (رفعت في رواية قصة حياته، منذ مولده، في مدينة (دمياط)،
في الأوَّل من يوليو 1927م، لأب ( علي سليمان الجمّال)، تاجر فحم بالجملة، وأم (رتيبة علي أبو عوض)، من أسرة راقية، تتحدَّث الإنجليزية والفرنسية، اللتين تعلمتهما في إحدى المدارس الخاصة..
وفي بداية مذكراته، يتحدَّث (رفعت علي سليمان الجمَّال) عن أخيه غير الشقيق (سامي)، وعن شقيقه (لبيب) و(نزيهة)، ويؤكِّد احترامه وتقديره الشديدين للأخ غير الشقيق (سامي)، الذي تولَّى شئون الأسرة كلها، بعد وفاة الأب عام 1936م، والذي كان مدرساً خصوصياً للغة الإنجليزية، لأخوي الملكة (فريدة)، مما يعني أنه كان يتمتَّع بمكانة محترمة للغاية..
وفي (مصر الجديدة)، نشأ (رفعت) وترعرع، تحت رعاية (سامي)، الذي نقل الأسرة كلها إلى (القاهرة)، بعد وفاة الوالد، والتحق (رفعت) هناك بمدرسة للتجارة المتوسِّطة، وهو في الرابعة عشرة من عمره، بناءً على ضغط الأسرة، التي رأت أن طبيعته غير المسؤولة، لن تساعده على النجاح في التعليم الجامعى..
وفي مدرسته التجارية المتوسِّطة، انبهر (رفعت) بالبريطانيين، الذين كانوا يقاومون الجيوش النازية باستماتة، مما دفعه إلى التحدُّث بالإنجليزية، بلكنة بريطانية، كما تعلَّق كثيراً بأستاذه الباريسي، الذي علَّمه أن يتحدَّث الفرنسية بلكنة الفرنسيين، حتى أجاد اللغتين، وبرع في التحدُّث بهما، مما كان له أبلغ الأثر في مستقبله فيما بعد..
وفي تلك الفترة أيضاً، كان للسينما سحر كبير، في نفوس الشباب، في كافة أنحاء العالم، مما جذب انتباه (رفعت)، وغرامه، وطموحه، إلى الحد الذي جعله يحلم بالعمل في السينما ذات يوم، حتى أنه، وأثناء رحلة مدرسية إلى ستوديوهات السينما، تسلَّل إلى حجرة الفنان (بشارة واكيم)، وراح يقلِّد أدواره، حتى ضبطه الممثل الكبير متلبساً، وراق له ما يفعله، فسأله عن اسمه وأسرته، ثم نصحه بالاهتمام بدارسته أوَّلاً، والعودة بعد الانتهاء منها، للبحث عن دور في عالم السينما..
وفي ذلك اليوم، شعر (رفعت) الصبي بنشوة غامرة، وقرَّر أن يكمل دراسته، ليصبح ممثلاً..
وفي بدايات عام 1943م، تزوَّجت شقيقته (نزيهة) من الملازم أوَّل (أحمد شفيق)، وانتقلت الأم إلى (دكرنس)، واستعد (سامي) للزواج من ابنة (محرم فهيم)، رئيس نقابة المحامين - آنذاك - وأصبح من الضروري أن ينتقل (رفعت) مع شقيقه (لبيب)، الذى أصبح محاسباً في بنك (باركليز)، إلى شقة أخرى، استأجرها لهما (سامي)، بالقرب من ميدان (لاظوغلي)..

http://www10.0zz0.com/2009/03/23/01/141317878.jpg (http://www.0zz0.com)

ووفقاً لمذكراته، التقى (رفعت) بالممثل (بشارة واكيم) مرة أخرى، في عام 1945م، فتذكَّره الرجل، ومنحه دوراً صغيراً في أحد أفلامه، لتتغيِّر بعدها حياته تماماً؛ فمع الزهو الذى شعر به، مع عرض الفيلم، على الرغم من صغر دوره، بدأ زملاء الدراسة يعاملونه كنجم سينمائي، وأحاطوه باهتمامهم، وأسئلتهم، وغيرتهم أيضاً، مما ضاعف من إحساسه بالثقة، وساعده على إنهاء دراسته، في صيف 1946م، ليعمل مرة أخرى، في أفلام الفنان (بشارة واكيم)، ويلتقي بأوَّل حب في حياته.. (بيتي)..
وعلى الرغم من أن مذكرات (رفعت) تحمل اسم (بيتي)، التي وصفها بأنها راقصة شابة، مراهقة وطائشة، وتكبره بعام واحد، إلا أن بعض الآراء تعتقد أن المقصود هنا هو الراقصة (كيتي)، اليهودية الشابة، التي تورَّطت فيما بعد، مع شبكة جاسوسية أخرى، وفرَّت تحت جنح الظلام من (مصر) كلها، ولم تُسمع أخبارها بعدها قط..
المهم أن (رفعت) لم يرتبط بالراقصة الشابة عاطفياً فحسب، وإنما جنسياً أيضاً، وانتقل للعيش معها، مما أثار غضب (لبيب)، وتسبَّب له في مشكلات عائلية عديدة، جعلته يتخلَّى فى النهاية عن (بيتي)، وعن العمل فى السينما، ليتقدَّم بطلب وظيفة لدى شركة بترول أجنبية، على ساحل البحر الأحمر، ويفوز بها بجدارة؛ بسبب إجادته للفرنسية والإنجليزية بطلاقة..
ولقد نجح (رفعت) فى عمله إلى حد كبير، وبالذات لأنه يعمل في (رأس غارب)، على مسافة تقرب من مائتي كيلو متر، بعيداً عن (القاهرة)، التي فر من مشاكله العديدة بها، ورفض بإصرار العودة إليها، عندما تم نقله إلى الفرع الرئيسي بها، كنوع من الترقية..
ورفض (رفعت) الترقية، ورفض الوظيفة كلها، وتحيَّن فرصة لقائه برجل أعمال سكندري، ربطته به علاقة وثيقة أثناء عمله، ليطلب منه العمل لديه، ولينتقل بعدها بالفعل إلى (الإسكندرية)..
وارتبط (رفعت) برجل الأعمال السكندري هذا ارتباطاً وثيقاً، وشعر في منزله بدفء الأسرة، الذي افتقده طويلاً، بل وخفق قلبه هناك بحب (هدى)، ابنة رجل الأعمال، الذي لم يعترض على نمو هذه العلاقة، بعد أن اعتبر أن (رفعت) بمثابة ابنه، الذي لم ينجبه أبداً..
وكان من الممكن أن ينمو هذا الحب، ويزدهر، وينتهي بزواج، واستقرار، وأسرة بسيطة وسعيدة، و…
ولكن القدر كان يدخر مفاجأة كبيرة لبطلنا، هي بالضبط ما رأيناه وتابعناه جميعاً، على شاشة التليفزيون، في المسلسل الشهير..



مهمة متابعة، لفرع الشركة في (القاهرة)، تحوَّلت إلى عملية احتيال، من مدير الفرع الخبيث، وانتهت باتهام (رفعت) بالاختلاس والسرقة..
وعلى الرغم من أن رجل الأعمال السكندري كان يدرك أن (رفعت) قد سقط في فخ محكم، إلا أنه اضطر لفصله من وظيفته، تجنباً لإجراء أية تحقيقات رسمية، في نفس الوقت الذي أوصى فيه بتعيينه كمساعد ضابط حسابات، على متن سفينة الشحن (حورس)..
وأثناء عمله على السفينة، وتوقفها فى (ليفربول) البريطانية، التقى (رفعت) بالفاتنة (جودي موريس)، التى ذكَّرته بحبيبته السابقة (بيتي)، مما دفعه إلى الارتباط بها، ودفعها إلى التعلُّق به، حتى أنها حرضته على التظاهر بالإصابة بالتهاب الزائدة الدودية، حتى لا يرحل مع السفينة (حورس)، عندما يحين موعد مغادرتها لميناء (ليفربول)..
وقضى (رفعت) بعض الوقت مع (جودي) بالفعل، بعد رحيل (حورس)، ولكنه لم يلبث أن سئم الأمر كله كعادته، فاستعاد عمله على سفينة الشحن، عند عودتها إلى (ليفربول)، وعاد إلى (مصر)، في مارس 1950، إلا أنه لم يلبث أن عمل على متن سفينة شحن فرنسية، سافر معها إلى (مرسيليا)، ثم هجرها إلى (باريس)، حيث أجاد اللغة الفرنسية إجادة تامة، واستثمرها فى إقامة بعض العلاقات النسائية هناك، والتي كان يرغب في استمرارها إلى الأبد، لولا أنه واجه خطر الطرد من البلاد؛ لأنه لم يكن يحمل تأشيرة إقامة رسمية..
ومرة أخرى، وبتأشيرة زيارة قصيرة، سافر (رفعت) إلى (بريطانيا)، بحجة استشارة الطبيب، الذي أجرى له عملية الزائدة، واستقر ليعمل هناك في وكالة للسفريات، تحمل اسم (سلتيك تورز)..
وفي هذه المرة أيضاً، ومع النجاح الذي حققه في عمله، كان من الممكن أن يستقر (رفعت) في (لندن)، وأن يحصل على إقامة رسمية بها، بل وأن يصبح من كبار خبراء السياحة فيها، لولا أنه، وأثناء قيامه بعقد صفقة لحساب الشركة في (نيويورك)، تلقَّى عرضاً من صاحب شركة أمريكية، بدا له مناسباً للغاية، فقبله على الفور، ودون تفكير، وقرَّر الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية لبعض الوقت، دون تأشيرة عمل رسمية، أو بطاقة ضمان اجتماعي خضراء..
ولعل هذا أسوأ قرار اتخذه (رفعت الجمَّال) في حياته، أو أن القدر كان يدخر له بالفعل ذلك الدور، االذي صنع منه حالة فريدة في عالم الجاسوسية، ويدفعه إليه دفعاً بلا هوادة..
فمنذ اتخذ قراره هذا، اضطربت حياة (رفعت) تماماً..
إدارة الهجرة بدأت تطارده، وصاحب العمل تخلّى عنه، وتم وضع اسمه فى القائمة السوداء في (أمريكا)، مما اضطره للهرب إلى (كندا)، ومنها إلى (فرانكفورت) في (ألمانيا)، التي حصل على تأشيرة ترانزيت بها، باعتبارها مجرَّد محطة، للوصول إلى (النمسا)..
ولكن عبثه أيضاً صنع له مشكلة ضخمة في (فرانكفورت)، حيث قضى ليلة واحدة، مع فاتنة شقراء، استيقظ ليجد نفسه بعدها دون نقود، ودون جواز سفر أيضاً..
ففي تلك الفترة بالذات، كان الكثيرون من النازيين السابقين، يسعون للفرار من (ألمانيا)، ويشترون، في سبيل هذا، جوازات سفر أجنبية..
ولقد اتهمه القنصل المصري هناك بأنه قد باع جواز سفره، ورفض أن يمنحه وثيقة سفر بدلاً منه، ثم لم تلبث الشرطة الألمانية أن ألقت القبض عليه، وتم سجنه لبعض الوقت، قبل أن يرحل قسراً، على متن أوَّل طائرة، عائداً إلى البلد الذي جاهد للابتعاد عنه..
إلى (مصر)..


http://www10.0zz0.com/2009/03/23/01/958708214.jpg (http://www.0zz0.com)




يتـــــــــــــــــــــــــبع

مجرد ذكريات!

بنت العزبة
23-03-2009, 05:38 AM
شكرا اخويه مجرد ذكريات

ننتظر المزيد ..

مجرد ذكريات!
23-03-2009, 05:39 AM
الفصل الثانى :

مع عودة (رفعت) إلى (مصر)، بدون وظيفة، أو جواز سفر، وقد سبقه تقرير عما حدث له في (فرانكفورت)،
وشكوك حول ما فعله بجواز سفره، بدت الصورة أمامه قاتمة إلى حد محبط، مما دفعه إلى حالة مؤسفة من اليأس والإحباط، لم تنته إلا مع ظهور فرصة جديدة، للعمل في شركة قناة (السويس)، تتناسب مع إتقانه للغات..
ولكن الفرصة الجديدة كانت تحتاج إلى وثائق، وأوراق، وهوية..
وهنا، بدأ (رفعت) يقتحم العالم السفلي، وتعرَّف على مزوِّر بارع، منحه جواز سفر باسم (علي مصطفى)، يحوي صورته، بدلاً من صورة صاحبه الأصلي.. وبهذا الاسم الجديد، عمل (رفعت) في شركة قناة (السويس)، وبدا له وكأن حالة الاستقرار قد بدأت..
ولكن هيهات… لقد قامت ثورة يوليو1952م، وشعر البريطانيون بالقلق، بشأن المرحلة القادمة، وأدركوا أن المصريين يتعاطفون مع النظام الجديد، فشرعوا في مراجعة أوراقهم، ووثائق هوياتهم، مما استشعر معه (رفعت) الخطر، فقرَّر ترك العمل، في شركة قناة (السويس)، وحصل من ذلك المزوِّر على جواز سفر جديد، لصحفي سويسري، يُدعى (تشارلز دينون)..
والمدهش أن (رفعت) قد قضى بعض الوقت، في أحد الفنادق الدولية الكبرى، منتحلاً شخصية (دينون)، دون أن ينكشف أمره لحظة واحدة، أو يُدرك مخلوق واحد، ممن يتعامل معهم يومياً، أنه ليس صحفياً، بل وليس حتى سويسرياً، بل مجرَّد شاب مصري، يحمل شيكات سياحية، قيمتها اثنا عشر ألف دولار أمريكي، هى نتاج عمله في شركة (سلتيك تورز) البريطانية، مما يثبت مدى براعته، وقدرته المدهشة على إقناع وخداع كل من حوله، وتمكُّنه المدهش من اللغات ولكناتها أيضاً..
وبسبب بعض المتغيرات السياسية، في عام1953م، بدأت عملية مراجعة لأوراق الأجانب في (مصر)، مما اضطر (رفعت) إلى إنهاء إقامته في ذلك الفندق الدولي، الذى لم يُسدِّد فاتورته على الأرجح؛ لأنه قرَّر أن يغيِّر هويته مرة أخرى، وحصل بالفعل على جواز سفر جديد، باسم البريطانى (دانيال كالدويل)..
وبأسلوب إيقاف السيارات (الأوتوستوب)، اتجه (رفعت) نحو حدود (ليبيا)، وقد وقر في نفسه أنه لم يعد أمامه سوى أن يغادر (مصر) كلها..
ولقد سار كل شيء على ما يرام، حتى بلغ نقطة الحدود نفسها، وقدَّم للضابط البريطاني عندها جواز سفره البريطاني، بمنتهى الثقة والبساطة، وهو يتحدَّث معه بلكنة بريطانية صرفة..
ولكن الأمور لم تكن تسير لصالحه هذه المرة..
ففي ذلك الحين، كان الكثيرون من الجنود البريطانيين يفرون من وحداتهم في (الإسكندرية)، ويحاولون عبور الحدود إلى (ليبيا)، كما كان العشرات من اليهود يسعون لتهريب أموالهم، عبر الحدود نفسها، مما جعل الضابط البريطاني يطالبه بإفراغ كل ما تحويه جيوبه أمامه، فلم يتردَّد (رفعت) لحظة واحدة، وبدا شديد الهدوء والثقة، وهو يفرغ جيوبه أمام البريطاني، الذي التقط الشيكات السياحية، وفحصها في اهتمام بالغ، قبل أن يسأله عما يعنيه كون الشيكات محرَّرة لاسم (رفعت الجمَّال)، في حين أن جواز السفر يحمل اسم (دانيال كالدويل)..
وهنا، ارتكب (رفعت) أكبر حماقة في حياته، عندما قال: إنه سيوقَّع تلك الشيكات باسم (رفعت الجمَّال)، مما اعتبره البريطاني بادرة شك، فألقى القبض عليه، وأعاده إلى (القاهرة) مع تقرير يشير إلى أنه لا يبدو مصرياً، أو حتى بريطانياً، وأنه على الأرجح (دافيد أرنسون) آخر..
و(دافيد أرنسون) هذا ضابط يهودي، كان مستشاراً للقائد التركي (جمال باشا) في (دمشق) يوماً ما، ضمن شبكة تجسُّس يهودية، انتشر أفرادها في الإمبراطورية العثمانية..
ولكن سلطات التحقيق في (مصر) لم تكن لديها خلفية تاريخية مناسبة، لتستوعب هذا الأمر، لذا فقد اتهمت (رفعت) بأنه يهودي، يحمل اسم (دافيد أرنسون)، وجواز سفر باسم (دانيال كالدويل)، وشيكات سياحية باسم (رفعت الجمَّال)، ولقد زاد هو الطين بلة -حسبما قال في مذكراته- عندما تحدَّث بالعربية، ليثبت التهمة على نفسه، مما جعلهم يرسلونه إلى (القاهرة)، وإلى (مصر الجديدة) بالتحديد؛ لأنها الجهة الوحيدة، التي عثروا فيها على اسم (رفعت الجمَّال)..
إلى هنا، والمذكرات لم تبتعد كثيراً عن تلك الأحداث، التي تابعناها جميعاً، في المسلسل الشهير، على شاشة التليفزيون، فقد أعيد استجواب (رفعت) في قسم (مصر الجديدة)، وحار الكل في شأنه، وافترض بعض الجنود، والضباط، وحتى المساجين، أنه بالفعل يهودي مصري، و…
وفجأة، زاره ذلك الرجل..
وفي هذا الجزء بالتحديد، أعتقد أنه من الأفضل أن ننقل الحدث، كما رواه (رفعت علي سليمان الجمَّال) بنفسه، باعتباره أهم وأخطر نقطة تحوّل، في مسار حياته كلها، حيث يقول:
رأيت في انتظاري رجلاً ضخم البنية، يوحى بالجدية، يرتدي ملابس مدنية، هادئ الصوت في ود حين يلقي أوامره.
وجه كلامه للحارس الذى اصطحبني قائلاً:
- يمكن أن تتركنا الآن وحدنا.
واتجه ناحيتي وطلب مني الجلوس. جلست. وفي داخلي قلق حقيقي. يسيطر عليَّ مزاج عنيد وملل وضيق مما سيأتي، فقد سئمت وضقت ذرعاً من القيود التي وضعوني فيها. وعندما قدم لى الجالس قبالتي سيجارة ثنيت يدي في هدوء فانسلتا خارج القيد الحديد. تردد الرجل لحظة، ولكنه لم ينطق بشيء، ولم يستدع الحارس. فقط جلس خلف مكتبه، الذي أجلس قبالته، وقد رسم على شفتيه ابتسامة وهو يتطلع إلىَّ.
قدّم لي نفسه قائلاً:
- اسمي حسن حسني من البوليس السياسي.
قفزت إلى رأسي علامة استفهام كبيرة: ما علاقتي أنا بالبوليس السياسي؟ إن المباحث الجنائية هي وحدها المسؤولة عن الجرائم التي يحاولون اتهامي بها.
استطرد الرجل قائلاً:
- لا أستطيع أن أخاطبك باسمك لأنني لا أعرف أي اسم أستخدم من أسمائك الثلاثة. يجب أن تعرف أن قضيتك صعبة جداً. ليس المسألة خطورة جرائمك، بل لأننا ببساطة لا نعرف من أنت. إن الثورة في بلدنا لا تزال حديثة عهد، بلا خبرة أو استعداد. ونحن لا نستطيع إصدار وثائق إثبات الشخصية للجميع لأننا لا نملك الوسائل اللازمة ولا العاملين اللازمين لذلك. وكما ترى فإنني صريح معك. وحيث إنك حتى هذه اللحظة مجرد مشتبه فيه، فالواجب يقضي بأن لا تبقى في الحجز أكثر من يومين. بعد هذا لابد من عرضك على قاض أو إطلاق سراحك. ولكن يجب أن نتحفظ عليك حتى تفصح لنا عن حقيقة هويتك. نحن في ثورة ولسنا على استعداد لتحمل أية أخطاء في هذه المرحلة.
أنصت إليه بانتباه محاولاً تصور ما يرمى إليه. واستطرد قائلاً:
- أود أن أغلق قضيتك. لا يوجد أي بلاغ عن سرقة جواز سفر بريطاني باسم (دانييل كالدويل). ولا أستطيع أن أفسر كيف ظهر في ملفك أنك يهودي باسم (ديفيد آرونسون). ثم إن (رفعت الجمَّال) لا توجد اتهامات ضده ولا أبلغ هو عن سرقة أى شيكات سياحية. سأدعك تخرج إلى حال سبيلك شريطة أن أعرف فقط من أنت على حقيقتك. والآن ما قولك؟
قلت له :
- ألا تريد أن تخبرني لماذا أنت مهتم بي؟ واضح أنني لست هنا بسبب اتهام ما.
وكان رده:
- أنا معجب بك. إجابتك أسرع مما توقعت.
تصورت أنه ما دام من البوليس السياسي، وهو ما أصدقه، فليس من المنطقي أن يعرفني باسمه مع أول اللقاء إلا إذا كان على يقين من أمري.
كان البوليس السياسي في ذلك الوقت نوعاً من المخابرات. وعلى الرغم من ادعائه أنهم لا يملكون الإمكانيات إلا أنهم كانوا يعملون بدأب شديد.
استطرد قائلاً:
- أنا مهتم بك. فقد تأكد لنا أنك قمة في الذكاء والدهاء. لقد أثرت حيرة الرسميين إزاء الصور التي ظهرت عليها حتى الآن. قد تكون إنجليزياً أو يهودياً أو مصرياً. غير أن ما أثار اهتمامي كثيراً بشأنك هو أن أحد رجالنا الذين دسسناهم بينكم في حجز الإسكندرية أفاد بأن جميع النزلاء اليهود الآخرين اعتقدوا عن يقين أنك يهودي.
دهشت للطريقة التي يعملون بها. لقد وصل بهم الأمر إلى حد وضع مخبرين داخل السجن للتجسس على الخارجين على القانون. وواصل حسن حسني حديثه قاصداً مباشرة إلى ما يرمي إليه فقال:
- يجب التزام الحذر. أعداء الثورة في كل مكان ويريدون دفع مصر مرة ثانية إلى طريق التبعية للأجانب وكبار الملاك الزراعيين. بيد أن هذا موضوع آخر. فأنت كإنجليزي لا يعنيك هذا في كثير أو قليل. وأنا على يقين من أنك لا تضمر كراهية للشعب المصري.
انفجرت فجأة قائلاً:
- هذه إهانة أنا مصري، وحريص كل الحرص على مصر وشعبها.
صحت وصرخت بأعلى صوتي لهذه الإهانة التي وجهها لي. وما أن انتهيت من ثورتي الغاضبة حتى أشعل سيجارة وابتسم ابتسامة المنتصر..
وعرفت أنني وقعت .

مجرد ذكريات!
23-03-2009, 05:45 AM
الفصل الثالث

في مذكراته، وبقلمه، يواصل (رفعت الجمّال) رواية تفاصيل مقابلته الأولى، لضابط البوليس السياسي، قائلاً:
-عندئذ عرفت أنني وقعت في المصيدة التي نصبها لي. عرفت أنه انتصر عليّّ. فقد استفزني إلى أقصى الحدود ليجعلني أظهر على حقيقتي، واستطاع ببضع كلمات عن أعداء مصر أن يجعلني أكشف الستر عما أخفيته.
وهنا قال:
- (رفعت) أنا فخور بك. أنت مصري أصيل. أطلب منك أن تخبرني شيئاً واحداً وبعدها سأعترف لك بالسبب في أنك هنا، وفي أني مهتم بك أشد الاهتمام. كيف نجحت في جعل اليهود يقبلونك كيهودي؟
أجبت قائلاً:
- هذه قصة طويلة، وأنا واثق من أنك لا تريد سماعها.
وكانت إجابته:
- جرَّب. عندي وقت طويل.
سألته:
- وفيم يهمك هذا؟
قال هادئاً:
-لأنني بحاجة إليك، وعندي عرض أريد أن أقترحه عليك.
ربما كنت أنتظر هذه اللحظة. إذ سبق لي أن عشت أكاذيب كثيرة في حياتي، وبعد أن قضيت زمناً طويلاً وحدي مع أكاذيبي، أجدني مسروراً الآن إذ أبوح بالحقيقة إلى شخص ما. وهكذا شرعت أحكي لـ(حسن حسني) كل شيء عني منذ البداية. كيف قابلت كثيرين من اليهود في ستوديوهات السينما، وكيف تمثلت سلوكهم وعاداتهم من منطلق الاهتمام بأن أصبح ممثلاً. وحكيت له عن الفترة التي قضيتها في (إنجلترا) و(فرنسا) و(الولايات المتحدة الأمريكية)، ثم أخيراً في (مصر). بسطت له كل شيء في صدق. إنني مجرد مهرج، ومشخصاتي عاش في التظاهر ومثل كل الأدوار التي دفعته إليها الضرورة ليبلغ ما يريد في حياته.
بعد أن فرغت من كلامي اتسعت ابتسامة (حسني) أكثر مما كانت وقال لي:
- (رفعت الجمَّال)، أنت إنسان مذهل. لقد اكتسبت في سنوات قليلة خبرة أكبر بكثير مما اكتسبه شيوخ على مدى حياتهم. أنت بالضبط الشخص الذي أبحث عنه. يمكن أن نستفيد منك استفادة حقيقية.
وكان سؤالي هذه المرة:
- ما الذي تريدني من أجله؟
أجاب قائلاً:
- كما قلت لك من قبل هناك مشكلات خارجية كثيرة تواجه مصر. وتوجد في مصر أيضاً رؤوس أموال ضخمة يجري تهريبها. والملاحظ أن كثيرين من الأجانب وخاصة اليهود هم الذين يتحايلون لتهريب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد. يمكنهم تحويل مبالغ بسيطة فقط بشكل قانوني، غير أنهم نظموا فرقاً تخطط وتنظم لإخراج مبالغ ضخمة من مصر. واليهود هم الأكثر نشاطاً في هذا المجال. إن إسرائيل تأسست منذ خمس سنوات مضت، وهناك كميات ضخمة من الأموال تتجه إليها. ونحن ببساطة لا نستطيع تعقب حيلهم، ومن ثم فنحن نريد أن نغرس بينهم شخصاً ما، يكتسب ثقتهم ويطمئنون إليه وبذا يكتشف حيلهم في تهريب أموالهم إلى خارج البلاد، كما يكشف لنا عمن وراء ذلك كله. نريد أن نعرف كيف تعمل قنوات النقل التي يستخدمونها وكل شيء آخر له أهمية. وأنت الشخص المثالي لهذا العمل. الشخص الذي نزرعه وسطهم لابد وأن يكون يهودياً. ولقد استطعت إقناعهم بأنك كذلك. ما رأيك؟ هل أنت على استعداد لهذه المهمة؟
حدقت فيه كأنه نزل إليّ من السماء. لم أشعر بالاطمئنان، ولم تكن لديّ فكرة عما أنا مزمع عمله. أوضح لي أنني أفضل فرس رهان بالنسبة له. وأضاف أنهم سوف يتولون تدريبي، وإيجاد قصة جيدة الإحكام لتكون غطاء لي، ثم يضعونني وسط المجتمع اليهودي في (الإسكندرية).
سألته:
- وماذا يعود عليَّ أنا من هذا؟
- سيتم محو ماضي (رفعت الجمَّال) تماماً، ويجري إسقاط جميع الإجراءات القضائية الأولية لإقامة الدعاوي ضدك بسبب جوازات السفر المزورة، والبيانات الشخصية عن (علي مصطفى)، و(شارلز دينون)، و(دانييل كالدويل)، وأي أسماء أخرى سبق لك أن استعملتها، كما سيتم إسقاط أي اتهامات أخرى ضدك. وسوف تستعيد قيمة شيكاتك السياحية، أو تكتب بالاسم الذي تتخذه لنفسك وتعيش به كيهودي. هل نعقد الصفقة معاً؟
عدت لأسأله:
- هل لي حق الاختيار؟
- من حيث المبدأ لك الخيار. فإذا كنت قد اعتدت على حياة السجن، فمن المؤكد أنك تستطيع اختيار هذا لأن السجن سيكون هو مكانك ومآلك زمناً طويلاً ما لم تسقط الاتهامات ضدك.
- وكيف نبدأ إجراءاتنا من هنا إذا ما قبلت عرضك؟
- سنشرع في تدريبك على الفور. سيكون تدريباً مكثفاً ويحتاج إلى زمن طويل. وسوف تكون لك شخصية جديدة وتنسى ماضيك تماماً. وما أن توضع في مكانك الجديد حتى تغدو مسؤولاً عن نفسك. لن يكون لنا دور سوى دعمك بالضرورات، ولن نتدخل إلا إذا ساءت الأمور، أو أصبح الوضع خطراً.
جلست في مكاني أفكر في الفرص المتاحة لي، مدركاً ألا خيار آخر أمامي إذا لم أشأ دخول السجن، لقد أوقع بي (حسن حسني) حيث أراد لي، ولا حيلة لي إزاء ذلك. وقفت وبسطت يدي لأصافحه موافقاً وأنا أقول له:
- حسن، أظنك أوقعت بي حيث تريد لي أن أكون. إذن لنبدأ.
أجاب وعلى شفتيه ابتسامة:
- أنا سعيد جداً أن أسمع هذا منك.
وبدأت فترة تدريب مكثف. شرحوا لي أهداف الثورة وفروع علم الاقتصاد، وتعلمت سر نجاح الشركات متعددة القوميات، وأساليب إخفاء الحقائق بالنسبة لمستحقات الضرائب، ووسائل تهريب الأموال، وتعلمت بالإضافة إلى ذلك عادات اليهود وسلوكياتهم. وتلقيت دروساً مكثفة في اللغة العبرية كما تعلمت تاريخ اليهود في مصر وأصول ديانتهم. وعرفت كيف أمايز بين اليهود الإشكانز(*) والسفارد(**) والشازيد(***). وحفظت عن ظهر قلب الشعائر اليهودية وعطلاتهم الدينية حتى أنني كنت أرددها وأنا نائم. وتدربت أيضاً على كيفية البقاء على قيد الحياة معتمداً على الطبيعة في حالة إذا ما اضطرتني الظروف إلى الاختفاء فترة من الزمن. وتدربت بعد هذا على جميع عادات الشرطة السرية للعمل بنجاح متخفياً. وأخيراً تقمصت شخصيتي الجديدة. وأصبحت منذ ذلك التاريخ (جاك بيتون) المولود في 23أغسطس عام1919 في المنصورة، من أب فرنسي وأم إيطالية. وأن أسرتي تعيش الآن في (فرنسا) بعد رحيلها عن مصر، وهي أسرة كانت لها مكانتها وميسورة الحال. وديانتي هي يهودي إشكنازي. وتسلمت وثائق تحمل اسمي الجديد والتواريخ الجديدة.
هكذا ذكر (رفعت) الأمر، في مذكراته الشخصية..
وهكذا انتهى (رفعت الجمَّال) رسمياً، ليولد (جاك بيتون)، الذي انتقل للعيش في (الإسكندرية)، ليقيم في حي يكثر به اليهود، ويحصل على وظيفة محترمة، في إحدى شركات التأمين..
ورويداً رويداً بدأت ثقته في نفسه تزداد، وبدأ يتعايش كفرد من الطائفة اليهودية، التي قدمه إليها زميل الحجز السابق (ليفي سلامة)، والذي قضي معه بعض الوقت، عندما تم إلقاء القبض عليه، عند الحدود الليبية..
وفي مذكراته هذه، يكشف لنا (رفعت الجمَّال) جانباً لم يتطرَّق إليه المسلسل التليفزيوني على نحو مباشر أبداً، إذ تباغتنا المفاجأة بأنه قد انضمّ، أثناء وجوده في (الإسكندرية)، إلى الوحدة اليهودية (131)، التي أنشأها الكولونيل اليهودي (إفراهام دار)، لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية (أمان)، والتي شرع بعض أفرادها في القيام بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشآت الأمريكية والأجنبية، على نحو يجعلها تبدو كما لو أنها من صنع بعض المنظمات التحتية المصرية، فيما عرف بعدها باسم (فضيحة لافون)، نسبة إلى (إسحق لافون)، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك..
وفي الوحدة (131)، كان (رفعت الجمَّال) زميلاً لعدد من الأسماء، التي أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية والخطورة، في عالم المخابرات والجاسوسية، مثل (مارسيل نينو)، التي أقام علاقة معها لبعض الوقت، و(ماكس بينيت)، و(إيلي كوهين)، ذلك الجاسوس الذي كاد يحتلّ منصباً شديد الحساسية والخطورة، بعد هذا بعدة سنوات، في الشقيقة (سوريا)، وغيرهم..
ومذكرات (رفعت)، في هذا الجزء بالذات، تبدو مدهشة بحق، إذ أنها تخالف كل ما قرأناه أو تابعناه، بشأن عملية (سوزانا)، أو (فضيحة لافون)؛ إذ أنها توحي بأن كل شيء كان تحت سيطرة جهاز مكافحة الجاسوسية منذ البداية، وأن (حسن حسني)، ومن بعده (علي غالي)، الذي تولَّى أمر (رفعت)، في مرحلة تالية، كانا يتابعان نشاط الوحدة (131) طوال الوقت، وأن معلومات (رفعت)، التي كان ينتزعها، من قلب الوحدة، كانت سبباً أساسياً في إحباط العملية كلها، وإلقاء القبض على كل المشتركين فيها..

الفصل الاخير

على الرغم من التعارض الواضح، في مذكراته، مع مانشر عن تفاصيل سقوط
جواسيس فضيحة (لافون)، فأنا -شخصياً- أكثر ميلاً لتصديق قصة (رفعت)، بل
وأعتقد أن الهدف من نشر الأمر، على نحو مختلف، كان حمايته بالدرجة الأولى
بعدما انتقل عمله من الشرطة والبوليس السياسي إلى عالم الجاسوسية، وتطوَّر
الهدف من وجوده، في مرحلة تالية من العملية..
ولقد تم إلقاء القبض على (رفعت) و(إيلي كوهين)، كأفراد في الوحدة
(131)، ثم أطلق سراحهما فيما بعد، لعدم وجود ما يدينهما، فاختفى بعدها (إيلي)،
في حين بقي (رفعت)، ليواصل الحياة لبعض الوقت، باسم (جاك بيتون)، الذي لم
يتطرَّق إليه الشك حتماً، بدليل أن الإسرائيليين قد اتهموا عضواً آخر، من الوحدة (131)
بكشف أسرارها، وهو (بول فرانك)، الذي حوكم بالفصل، فور عودته إلى (إسرائيل)
وصدر ضده الحكم بالسجن لاثني عشر عاماً..
وحتى ذلك الحين، وكما يقول (رفعت) في مذكراته، كانت مهمته تقتصر على
التجسُّس على مجتمع اليهود في (الإسكندرية)، ولكن عقب نجاح عملية الوحدة (131)
تم استدعاؤه إلى (القاهرة)، ليلتقي بضابط حالته الجديد (علي غالي)، الذي واجهه
لأوَّل مرة بأنه قد نجح تماماً في مهمته، وأن الخطة ستتطوَّر، لتتم الاستفادة به أكثر
خارج الحدود، خاصة وأن سمعته، كفرد سابق في الوحدة (131)، ستخدع
الوكالات اليهودية، وستدفعها للتعامل معه كبطل..

وهنا أيضاً، أعتقد أنه من الأروع أن نقرأ تفاصيل تلك اللحظات الحاسمة من مذكرات (رفعت)
مباشرة، عندما يقول:
مرة أخرى وجدت نفسي أقف عند نقطة تحول خطيرة في حياتي. لم أكن أتصور
أنني ما أزال مديناً لهم، ولكن الأمر كان شديد الحساسية عندما يتعلق بجهاز المخابرات.
فمن ناحية روعتني فكرة الذهاب إلى قلب عرين الأسد. فليس ثمة مكان للاختباء
في (إسرائيل)، وإذا قبض عليَّ هناك فسوف يسدل الستار عليَّ نهائياً.

مجرد ذكريات!
23-03-2009, 05:46 AM
والمعروف أن (إسرائيل) لا تضيع وقتاً مع العملاء الأجانب. يستجوبونهم ثم يقتلونهم.
ولست مشوقاً إلى ذلك. ولكني كنت أصبحت راسخ القدمين في الدور الذي تقمصته
كما لو كنت أمثل دوراً في السينما، وكنت قد أحببت قيامي بدور (جاك بيتون).
أحببت اللعبة، والفارق الوحيد هذه المرة هو أن المسرح الذي سأؤدي عليه دوري
هو العالم باتساعه، وموضوع الرواية هو الجاسوسية الدولية. وقلت في نفسي أي
عرض مسرحي مذهل هذا؟... لقد اعتدت دائماً وبصورة ما أن أكون مغامراً مقامراً
وأحببت مذاق المخاطرة. وتدبرت أمري في إطار هذه الأفكار، وتبين لي أن لا خيار أمامي.
سوف أؤدي أفضل أدوار حياتي لأواجه خيارين في نهاية المطاف: إما أن يقبض
عليَّ وأستجوب وأشنق، أو أن أنجح في أداء الدور وأستحق عليه جائزة أوسكار.
وكنت مقتنعاً أيضاً بأني أعمل الصواب من أجل مصر وشعبها.

قلت لغالي:
- إذا كنت تعتقد أنني قادر على أداء المهمة فإني لها.
ثم كان السؤال الثاني:
- كيف نبدأ من هنا؟
- سوف يجري تدريبك على العمل على الساحة الدولية. كل ما تتعلمه
يجب أن يسري في دمك. هذا هو سر اللعبة. أنت مخرج عرضك المسرحي
وإما أن تنجح فيه بصورة كاملة، أو تواجه الهلاك.
تصافحنا علامة الموافقة وبدأت جولة تدريب مكثف. ودرست تاريخ اليهود الأوروبيين
والصهيونية وموجات الهجرة إلى فلسطين. تعلمت كل شيء عن الأحزاب السياسية
في (إسرائيل) والنقابات و(الهستدروت) أو اتحاد العمال، والاقتصاد والجغرافيا
والطوبوغرافيا وتركيب (إسرائيل). وأصبحت خبيراً بأبرز شخصيات (إسرائيل)
في السياسة والجيش والاقتصاد عن طريق دراسة أفلام نشرات الأخبار الأسبوعية.
وأعقب هذا تدريب على القتال في حالات الاشتباك المتلاحم والكر والفر
والتصوير بآلات تصوير دقيقة جداً، وتحميض الأفلام وحل شفرات رسائل أجهزة
الاستخبارات والكتابة بالحبر السري، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو، وفروع
وأنماط أجهزة المخابرات والرتب والشارات العسكرية. وكذلك الأسلحة الصغيرة
وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة. وانصب اهتمام كبير على تعلم الديانة الموسوية
واللغة العبرية. واعتدت أن أستمع كل يوم ولمدة ساعات إلى راديو إسرائيل.
بل وعمدت إلى تعميق لهجتي المصرية في نطق العبرية لأنني في نهاية الأمر مولود في مصر.
بعد التدريب تحددت لي مهنة. تقرر أن أكون وكيل مكتب سفريات حيث إن هذا
سيسمح لي بالدخول إلى (إسرائيل) والخروج منها بسهولة، وتقرر أن أؤدي اللعبة
لأطول مدة ممكنة. لم يكن ثمة حد زمني، وكان لي الخيار بأن أترك الأمر كله
إذا سارت الأمور في طريق خطر. وسوف نرى إلى أين تمضي بنا الأمور. وقيل لي
إنني أستطيع بعد ذلك العودة إلى (مصر) وأستعيد شخصيتي الحقيقية.
وتسلمت مبلغ 3000 دولار أمريكي لأبدأ عملي وحياتي في (إسرائيل).
وفي يونيو1956 استقللت سفينة متجهة إلى (نابولي) قاصداً في الأصل أرض الميعاد.
ودعت (مصر) دون أن أدري ما سوف يأتي به المستقبل.

واعتباراً من هذه المرحلة، تنقلنا مذكرات (رفعت الجمًّال)، التي تركها لزوجته بعد وفاته
إلى تلك المرحلة الجديدة تماماً من حياته، والتي سافر خلالها إلى (نابولي)،
حيث التقطته الوكالة اليهودية هناك، وبذلت جهدها لإقناعه بالسفر إلى (إسرائيل)،
(أرض الميعاد)، كما كانت تقول دعاياتهم بمنتهى الإلحاح أيامها..
وفي هذا الجزء بالذات، وربما دون أن يدري (رفعت) نفسه، تتبدّى عبقرية العملية كلها،
إذ لم يبد هو أية لهفة، على السفر إلى (إسرائيل)، إلا أنه لم يمانع بشدة في الوقت نفسه،
وإنما جعلهم يعتقدون أنهم قد نجحوا في إقناعه، وتركهم يدفعونه إلى ظهر سفينة،
حملته إلى (إسرائيل)، التي استقبله فيها رجل مخابرات يُدعى (سام شواب)، واستجوبه
بعض الوقت، ثم منحه تأشيرة إقامة، وجواز سفر إسرائيلي فيما بعد، مما يؤكِّد
أن عملية المخابرات المصرية قد نجحت بالفعل..
وبمنتهى القوة..

ويتحدَّث (رفعت الجمَّال)، في تلك المرحلة من مذكراته، عن إنشائه لمكتب سفريات
(سي تورز)، في 2 شارع (برينر) في (تل أبيب)، وصداقته مع (موشي دايان)،
ومحاولات (سام شوب)، التقرُّب إليه، ودفعه الفاتنة (راكيل إبشتين) في طريقه،
ومحاولاته هو لاكتساب ثقة (دايان) و(شوب)، و(عزرا وايزمان)، ثم ينتقل بنا فجأة
إلى حدث شديد الأهمية والخطورة..
فمع اقترابه من مواقع الأحداث، علم (رفعت) بأمر العدوان الثلاثي قبل وقوعه،
وعرف الكثير من تفاصيله، وسافر إلى (روما) و(ميلانو) بالفعل، بعد ترتيبات دقيقة؛
ليلتقي برئيسه، ويخبره بكل ما لديه..
ولكن أحداً لم يصدّق، أو يقتنع بأهمية وخطورة تلك المعلومات، التي أتى بها
(رفعت)، من قلب (إسرائيل)...
ووقع العدوان الثلاثي..
وحدث ما حدث..

وتساءل (رفعت): لماذا لم يصدق أحدهم تحذيره!…
ولكنه لم يحصل على الجواب أبداً..
وفي عام 1957م، فوجئ (رفعت) بزيارة من (إيلي كوهين)، زميله السابق، في
الوحدة (131)، الذي سعى إليه، واستعاد صداقته معه، قبل أن يبدأ مهمته، التي
سافر من أجلها إلى (أمريكا الجنوبية)، للاندماج بمجتمع المهاجرين السوريين،
تمهيداً لزرعه في (سوريا) فيما بعد، والتي ساهم (رفعت) نفسه في كشف أمرها،
عندما أبلغ المخابرات المصرية، أن صورة (كامل أمين ثابت)، التي نشرتها الصحف،
المصرية والسورية، إنما هي لزميله السابق، الإسرائيلي (إيلي حوفي كوهين)..

وفي مذكراته يمضي (رفعت) في سرد حياته في (تل أبيب)، ويروي قصة اختيار
مكتبه السياحي لإقامة الجسر الجوي؛ لنقل يهود (بيروت) إلى (إسرائيل)، مما يؤكِّد
ثقة السلطات الإسرائيلية البالغة فيه، ويمرّ خلال هذا برواية رحلته السرية إلى (مصر)،
في صيف 1958م، وبقصة الرحلة، التي أهداها إلى (إيلي كوهين) وزوجته، بمناسبة
زفافهما، ثم يتوقَّف بعض الوقت؛ ليروي صداقاته وعلاقاته الوثيقة، بقادة (إسرائيل)
في ذلك الوقت، ليقول في هذه الفقرة: (كثفت اتصالاتي بكل من (ديان)، و(وايزمان)،
و(شواب)، ونظراً لصلة (ديان) الوثيقة بـ(بن جوريون)، فقد استطعت أن أكسب ثقة
(بن جوريون) أيضاً، وأصبحت عضواً في مجموعة الشباب المحيطين به، إذ كان يحب
أن يحيط به الشباب ويستمع لآرائهم وأفكارهم. أما (جولدا مائير) فكانت تتميَّز بأنها
امرأة عطوف، وأبدت وداً شديداً نحوي، وكثيراً ما تساءلت بيني وبين نفسي ماذا
عساهم أن يقولوا عني لو اكتشفوا حقيقتي وعرفوا أني استخدمتهم)...
والواضح أيضاً، في هذه المرحلة من المذكرات، أن الفترة من 1959م، وحتى 1963م،
لم تحمل متغيرات قوية، تستحق الإشارة إليها، إذ قفز (رفعت) بالأحداث دفعة واحدة،
ليروي كيف أبلغ (مصر) باعتزام (إسرائيل) إجراء تجارب نووية، واختبار بعض الأسلحة
التكنولوجية الحديثة، أثناء لقائه برئيسه (علي غالي) في (ميلانو)، قبل أن يطرح أوَّل
مطلب له، منذ فترة طويلة..
أوّل وأخطر مطلب..
على الإطلاق.
طوال فترة عمله، في قلب إسرائيل، لحساب المخابرات المصرية، لم يتقدّم (رفعت الجمّال)
بمطلب واحد للمسؤولين..

حتى كان مطلبه هذا..
أن يعود إلى (مصر)، ويدفن إلى الأبد شخصية (جاك بيتون)..
حدث هذا في يونيو1963م، قبل لقائه الأوَّل بزوجته فيما بعد (فلتراود)، أي أن رغبته
هذه كانت تعكس حالة الإجهاد التي وصل إليها، ورغبته الحقيقية في استعادة
(رفعت الجمَّال)، بهويته، وجنسيته..
وديانته أيضاً..

ولكن العودة لم تكن بالبساطة التي توقَّعها (رفعت)؛ إذ لم يكن من السهل بالتأكيد،
أن يختفي (جاك بيتون) هكذا فجأة، من قلب (إسرائيل)، ليظهر (رفعت الجمَّال) مرة
أخرى في (القاهرة)؛ فهذا كفيل بكشف كل ما فعله طوال حياته..
ليس هذا فحسب، ولكن ستكشف -أيضا- شبكات التجسُّس التي تركها خلفه أيضاً..
وفي عالم المخابرات تعتبر هذه كارثة.. وبكل المقاييس..

كان عليه –إذن- أن يحتفظ بشخصية (جاك بيتون) لبعض الوقت، وإن كان باستطاعته
أن يغادر (إسرائيل)، ويرحل إلى بلد ثالث، بحجة العمل أو الارتباط، حتى يفقد
(الموساد) اهتمامه به، بعد فترة من الوقت، مما يسمح له بالعودة إلى (مصر)..
وعند هذا الحد، تمتزج، على نحو ما، مذكرات (جاك بيتون) بمذكرات زوجته (فلتراود)،
فيروي هو نفس ما روته هي من قبل، حول لقائهما، في أكتوبر 1963م، ووقوع كل
منهما في حب الآخر، وزواجهما.
ولكن هناك فقرة مهمة جداً، في المذكرات التي تركها (رفعت) لزوجته بعد وفاته،
تستحق حتماً أن نتوقَّف عندها، وأن ننقلها هنا نصاً؛ لأنها تؤكِّد نجاحه البالغ:
(وعدنا إلى إسرائيل في أوائل يناير1964م، قدمتك إلى "جولدا مائير"، وأحبتك كثيراً،
ثم اصطحبتك في زيارة إلى "بن جوريون"، في الكيبوتز الخاص به. رافقنا "ديان"
في هذه الزيارة، وبعد أن استقبلك "بن جوريون" العجوز مرحباً، طلبت منك التجول
في الكيبوتز إلى أن نفرغ من حديثنا أنا و"بن جوريون" و"ديان". لم يتناول نقاشنا
شيئاً له أهمية كبيرة، ولكن كان لابد وأن أكون متابعاً لمسرح الأحداث)..
إلى هذا الحد إذن كان (رفعت الجمّال) متوغّلاً، في قلب عالم الكبار
في (إسرائيل)!!!
أي نجاح يمكن أن يفوق هذا!!
والنقطة المهمة جداً، التي ينبغي التوقف عندها، في هذه المذكرات أيضاً، هي
إصرار (رفعت) الشديد، على ألا يولد ابنه في (إسرائيل)، وعلى أن تسافر زوجته
لتنجبه في (ألمانيا)، حتى لا يحمل إلى الأبد الجنسية الإسرائيلية..
ورويداً رويداً، راح (رفعت) يتحلَّل من أعماله والتزاماته في (إسرائيل)، ويقوي روابطه
وأعماله في (ألمانيا)، وبدأ في دراسة كل ما يتعلَّق بالنفط، الذي قرَّر أن يجعل من
تجارته مصدر رزقه الأساسي، خاصة وأنه قد تقدَّم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية،
التي ستتيح له السفر بيسر أكثر، ودون تعقيدات أمنية عديدة، إلى (مصر)، في أي
وقت يشاء، كرجل أعمال ألماني، وتاجر نفط عالمي..
وفي فقرة مؤسفة، يؤكِّد (رفعت) أنه، باتصالاته التي لم تكن قد انقطعت بعد،
بالمسؤولين الإسرائيليين، أمكنه معرفة أن (إسرائيل) تستعد للهجوم على (مصر)،
في يونيو1967م، وأنه أبلغ المسؤولين في (مصر) بهذا، إلا أن أحداً لم يأخذ
معلوماته مأخذ الجد، نظراً لوجود معلومات أخرى،
تشير إلى أن الضربة ستنصب على (سوريا) وحدها!!..
ووقعت نكسة1967.. وانهزمنا هزيمة منكرة..
وعلى الرغم من حالة الإحباط وخيبة الأمل، التي أصابته بسبب هذا، واصل (رفعت)
ارتباطه بالمخابرات المصرية، وظلّ يرسل إليها كل ما يقع تحت يديه من معلومات،
من خلال صداقته مع رجل المخابرات الإسرائيلي (سام شواب)، حتى توافرت لديه
فجأة بعض المعلومات بالغة الخطورة، (لم يفصح عنها أيضاً في مذكراته)، والتي
أرسلها فوراً إلى (مصر)، وصدقها المصريون، وكان لها تأثير واضح، في حرب 1973م..
وبعد الحرب والانتصار، عاد (رفعت) يطلب العودة إلى (مصر)، ولكن المخابرات
المصرية أخبرته أنه لا يستطيع العودة مع أسرته، إذ يستحيل أن تتم حماية الأسرة
كلها طوال الوقت، من أية محاولات انتقامية إسرائيلية، إذا ما انكشف أمره..
كان على الطير أن يواصل التحليق إذن، بعيداً عن وطنه، وأن يحمل حتى آخر
العمر جنسية (جاك بيتون)، اليهودي الإسرائيلي السابق، ورجل الأعمال الألماني

مجرد ذكريات!
23-03-2009, 05:47 AM
المحترم، الذي نجح في إقامة مشروع نفطي كبير في (مصر)، ظلّ يزهو به، حتى
آخر لحظة في حياته، ويروي في مذكراته كيف حصل على امتياز التنقيب عن البترول
المصري، في عام 1977م، ليعود أخيراً إلى (مصر)، التي عشق ترابها،
وفعل من أجلها كل ما فعله..
وفي نهاية مذكراته، يتحدَّث (رفعت الجمَّال) عن إصابته بمرض خبيث،
وتلقيه العلاج الكيمائي، في أكتوبر1981م، وتفاقم حالته، ثم يبدي ارتياحه،
لأن العمر قد أمهله، حتى أكمل مذكراته، وأن زوجته وابنه (دانيال)،
وابنته بالتبني (أندريا) سيعرفون يوماً ما حقيقته، وهويته، وطبيعة الدور
البطولي الذي عاش فيه عمره كله، من أجل وطنه..
من أجل (مصر)..
وهنا ينتهي الجزء الثاني من الكتاب، ليبدأ الجزء الثالث، وهو الأقل أهمية،
بالنسبة للقارئ، نظراً لأنه يحوي تطورات حياة (فلتراود)، بعد رحيل (رفعت)،
ومحاولاتها السيطرة على الأمور، ومعرفتها بأمر زوجها، على لسان ابن شقيقه
(محمد سامي الجمَّال)، في نفس يوم الوفاة، وكيف أنها لم تصدّق ماسمعته،
وأنكرته، واستنكرته..
ثم تتحدّث عن المفاجأة التي تلقَّتها، مع قراءتها لمذكراته، بعد ثلاث سنوات
من وفاته، وتأكُّدها مما أخبرها به (محمد الجمَّال) قديماً..
ويالها من مفاجأة!!
ثم تروي (فلتراود) قصة لقائها بالفنان (إيهاب نافع)، وارتباطها به، والدور الذي
قام به، لإجراء الاتصال بينها وبين المخابرات المصرية؛ للتيقن من حقيقة ما جاء
في مذكرات زوجها الراحل، ثم زواجها من (إيهاب نافع) فيما بعد..
والأحداث الأخيرة تختلف إلى حد ما، عما قدَّمه المسلسل التليفزيوني، وتبدو طويلة
ومضجرة، وخاصة بعد خروجك من مذكرات (رفعت الجمَّال) نفسه، ولكن اختلافها لن
يصنع فارقاً كبيراً، بالنسبة للقارئ أو المتابع؛ إذ أن كل ما يعنينا
من الأمر هو أن الاتصال قد تم..
وأن العالم كله يعرف الآن أن المخابرات المصرية قد نجحت، في صفع الإسرائيليين،
طوال ثمانية عشر عاماً كاملة، وزرع جاسوس مصري في قلب قياداتهم..
وقلب مجتمعهم..
بل وقلب كيانهم الأساسي كله..
وأنها كانت واحدة من أروع وأكمل العمليات، التي تم نشر (بعض) تفاصيلها،
في تاريخ المخابرات كله..
عملية، برع وتألّق خلالها جاسوس يعد الأشهر في عالمه، حتى لحظة كتابة هذه السطور..
بل أشهر الجواسيس..
على الإطلاق.
رأفت الهجان مات جمال عبدالناصر!
هزت وفاته رأفت الهجان حتى الأعماق!
أحس وكأن يداً تعتصر قلبه فى قسوة مروعة.. وفى البداية رفض أن يصدق
سيرينا أهارونى وظن انها تمازحه مزاحا سياسيا، يرمى الى معنى لم يصل
اليه، لكن الحقيقة جاءته عبر صوت تلك السيدة الذى اكتسى بحزن لم تحاول
اخفاءه.. رفض كل محاولاتها للقائه فى تلك الليلة، قالت إن الامر فى حاجة الى
مناقشة هادئة بعيدا عن هوس الذين كانوا يرون فى الرجل شبحا يؤرق جشعهم...
ظل طوال الليل يحرك مؤشر الراديو ملتقطا كل اذاعات العالم، يستمع -
وقلبه ينفطر حزنا- للعدو قبل الصديق وهم يذيعون النبأ بحزن أو شماتة...
حاول فى تلك الليلة أن يبكى لكنه لم يستطع، أراد أن يبكى لعله يزيح ذلك
الصخر الذى حط فوق صدره، فكاد يكتم انفاسه.. قال: إنه لم يشعر بوفاة ابيه
الا فى ذلك اليوم الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970... قال: إن مشكلة عبدالناصر
معه أنه احتل فى نفسه مكان الاب.. قال: إنه بعد زيارته لمصر عقب هزيمة 1967،
وعثوره على الأسباب الحقيقة لتلك الحرب الضاربة التى ووجهت بها مصر،
اكتشف انه اهتم - مع انغماسه فى مهمته الكبري- بإسرائيل ومشكلات إسرائيل
وما كان يدور فيها، دون ان يهتم بوطنه وما كان يحدث فيه... قال: إنه اكتشف ان عليه-
إن أراد ان يقوم بواجبه على الوجه الاكمل - الالمام بالصورة من كل جوانبها،
فى مصر، كما فى إسرائيل، كما فى العالم العربى المحيط بهما.. لذلك،
فإنه بعد عودته إلى إسرائيل، وضع نصب عينيه أن يعرف كل ما كان يدور
فى مصر وما يحدث فيها من تطورات... ولقد كان، كلما أمعن فى القراءة
والدراسة، يهوله الأمر... أدرك انهم كانوا لابد أن يضربوه، ويهزموه، كما
أدرك بوضوح، ان واجبه اصبح اكثر ثقلا، ومسئولياته أكثر جسامة!
كانت نيران الأحداث تنضج رأفت الهجان على مهل فراح يمارس واجبه بوعى
من يدرك حقائق الأمور... فى تلك الأيام راح يرقب ما حوله من فرح وحشى من
البعض، وحزن حقيقى من الذين كانوا يرون فى عبدالناصر عقبة امام جنون
البعض وبغيهم.... وهناك من كانوا يرون أن العداء السياسى شيء، والتقدير
الشخصى لزعيم مثل جمال عبدالناصر شيء آخر.
ولكن، كان هناك اجماع براحة عميقة، فلقد تخلصت إسرائيل، بضربة حظ لا تتكرر
فى الدهر مرتين، من ألد اعدائها وأكثرهم ضراوة وفهما لحقائق الأمور!
أما هو، فلقد لزم الصمت، والزم نفسه به، وامتنع عن مناقشته وتجنب الإدلاء برأيه فيه!
كان لابد للحزن ان ينحسر، وللحياة أن تأخذ مجراها!
ووجد رأفت الهجان نفسه أمام واجبات كانت تمتص كل وقته.
كان القتال قد توقف على جانبى القناة بعد قبول مصر لمبادرة روجرز....
وكما قبل جمال عبدالناصر تلك المبادرة كى يعطى الفرصة لدفاعه الجوى
ان يتحرك إلى أماكن متقدمة من الجبهة، استغلتها إسرائيل كى تدعم تحصيناتها
العسكرية فى سيناء... وكذا، كان لابد لذراع الفتى ان تمتد الى كل شبر فى شبه
الجزيرة المصرية، وكان هذا يحتاج الى تجنيد المزيد من الجنود، أو القيام برحلات
كان بعضها يمثل خطرا حقيقيا!
على الضفة الأخرى من القناة، بدأ رأفت يلمح بوادر ذلك الصراع السياسى الذى
نشب عند قمة السلطة فى وطنه... والذى بلغ ذروته فى اليوم الرابع عشر من مايو
عام 1971، وبدا له الامر فى لحظة ضيق- وكانت نفسه تقطر مرارة- أن الناس
فى مصر نسوا واجبهم المقدس وتفرغوا لصراعهم السياسى... وعندما احتدم ذلك
الصراع ووصل الى ذروته، أحس وكأنه يقف فى الميدان وحده!!!!

والى هنا تنتهى مذكرات كل من رأفت الهجان ( رفعت الجمال )

بنت العزبة
23-03-2009, 06:22 AM
أشكرك اخويه على طرح مذكرات رأفت الهجان

وماقصرت

ونرقب منك الزود

والله يعطيك الصحه والعافيه

مجرد ذكريات!
23-03-2009, 07:21 PM
شكرا بنت العزبه

رأفئت الهجان علامة سوداء في تاريخ اسرائيل

"فخر بني كعب"
23-03-2009, 07:44 PM
يسلمو اخووية

رااائع

تحياتي

"فخر بني كعب"

مجرد ذكريات!
26-03-2009, 05:46 PM
فخر بني كعب

شكرا ل تواجدك هنا

مجرد ذكريات!
26-03-2009, 05:46 PM
جمال المصري :
ـ ارتكبت جريمتي ثأراً لشرفي المهدور
ـ ضميري مرتاح ... والإعدام لايخيفني
**أشهر سفاحي القرن



" نعم أنا قاتل !!.. ولكن من أجل الشرف قتلت .... كيف للإنسان أن يعيش وشرفه مهدراً ؟.. هل هناك أغلى من الشرف في الدنيا ؟ ... قبل أن تحاكموني ... استمعوا إلى مأساتي " .. هكذا كانت كلمات (( جمال المصري )) قاتل بنات شقيقته .... والذي سوابق اتهام في قضيتي قتل أخرى .



ملفه الإجرامي مدون به (( 4 )) جرائم قتل ويعتبره البعض سفاح الألفية الثالثة المتهم بقتل ابنتا شقيقته خرج من السجن من شهور لم تتعدى 6 شهور وأمام رفض أشقائه بالعيش معه.. أصبحت شقيقته فاطمة هي المركز الرئيسي لاقامتة.. الأمر الذي جعله يتعرف على كل خبايا منزل أخته.. الخال اكتشف الغراميات لابنة أخته مع ابن زوج الأم ... وعرف أن شقيقته كانت نجمة جلسات النميمة في القرية عقب وفاة زوجها لارتباطها بعلاقة حب مع زوجها الحالي الذي تزوجها بعد أن ضغط عليه..



ولكن بعد شهور قليلة من الاقامة والتردد على منزل شقيقته اكتشف أن فضائح ابنة أخته سوف تكبر بعد أن أصبحت رمزا للإنحراف وسوء الأخلاق في نظر جميع سكان القرية ... الأمر الذي جعله يعد خطة الانتقام ويصدر قرار الإعدام على شقيقته وابنتيها (( إيمان )) و (( هدى )) و زوج الأخت وابنه .... وحان وقت التنفيذ بعد أن سيطر الشيطان على مركز اتخاذ القرار في عقل (( جمال المصري )) ... وكانت الجريمة ...



مع صباح يوم جديد تحول منزل شقيقة جمال الى ميدان كثير الحركة ... هي ترغب في أن تلحق بعملها ، زوجها خرج مع أول ضوء للنهار ، إيمان وهدى دقائق و يستيقظن من النوم استعداداً للذهاب الى المدرسة .... أما الصغيرة التي لم يتعدى عمرها 10 سنوات فمدرستها قريبة الأمر الذي يجعلها تنعم بدقائق أكثر في النوم.



هكذا كان عقل (( جمال المصري )) يرسم الصورة المتوقعة لاجتماع العائلة لينفذ جريمته.

ولكن خرجت شقيقته مسرعة لعملها .... وزوجها غادر دون أن يشاهده .... وابن الزوج لم يأتي للمنزل ... ولكن هناك اثنين من المطلوب تنفيذ حكم الإعدام عليهما .



سار نحو حجرة نوم إيمان وهدى أيقظ الأولى وذبحها .... ثم الثانية و ماتت في صمت .... ولم يشهد على الجريمة إلا الابنة الصغيرة التي شاهدت خالها يقتل شقيقتيها .... ولزمت الصمت خوفاً على حياتها ولكن مع خروجه من المنزل .. " الحقوني " ..



وروت الصغيرة (( بسمة )) تفاصيل الجريمة وتلقت مباحث الجيزة بلاغا بالواقعة وكانت تعليمات اللواء (( عبدالجواد أحمد )) مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة القبض على المتهم .... وتحقق ذلك حيث سقط (( جمال المصري )) في لحظات وجيزة من وصول البلاغ الى الشرطة.



الأم لم تستطع أن تخفي أحزانها أو تتماسك .... كان الضعف والأحزان هما عنوان وجهها .... أما زوج الأم فسيطر عليه الخوف خاصة أنه علم أن السفاح كان يرغب بقتله لأنه يرى أن الزوج هو بوابة الفساد الذي ساد منزل شقيقته ..



وتذكرت الأم وصايا بناتها بأن يحترما خالهما .... و كانت تشعر في قرارة نفسها أنه يضمر لها شراً .... ولكنها لم تتوقع أن يكون القتل هو هذا الشر .




وكانت هذه هى اعترافات السفاح
يتحدث عن جريمته فيقول :

أنا كنت أخطط للجريمة منذ حوالي ثلاث أشهر .... في ذلك الوقت كنت في بداية أيام الحرية التي عادت لي بعد الافراج عني وخروجي من السجن بانقضاء زمن العقوبة المقررة علي ....

و عندما خرجت الى الدنيا خذلني شقيقي ..... ونقلت اقامتي إلى منزل شقيقتي .... وبدأت أشعر بتصرفات غريبة في منزلها ..... فكنت أرى الرجال يترددون على المنزل وهذا لا يليق بأرملة مثلها لن يرحمها كلام الناس .... وصدقت توقعاتي .... فانتشرت الأقاويل عن علاقة شقيقتي بأحد شبان القرية الأمر الذي جعلني أذهب اليه لأعرف ماذا يخطط .... ولكنه طلب شقيقتي للزواج .... وتم الزفاف في منزلها وعاش معهم.



لم تتبدد ظنوني وشكوكي .... كنت أرى إبن زوج شقيقتي متواجد في المنزل مع بنات أختي وكنت أرى الاضطراب في عيون بنات شقيقتي الأمر الذي جعلني أجزم أن هناك علاقة بين الشاب وبنات أختي ...



ولم يكن أمامي سوى تقديم النصح لهما و قررت وضع مراقبة خفية على الفتاتين .... لم يشعر أحد بما كنت افعله .... واكتشفت أن ابنة أختي (( ايمان )) تذهب الى منزل ابن زوج أمها سراً .... دون أن تخبر أحد بذلك ...ولأن القرية صغيرة فانتشر الكلام عن سوء خلق ابنة شقيقتي وعلاقتها بـ (( تامر )) ابن زوج أمها.



وتحركت أهدد وأدافع عن شرفي وهددت روميو بالقتل إذا لم يبتعد عن ابنتي شقيقتي وخاصة (( ايمان )) .... ولكن لم يهتم بكلامي واعتبرني أستعرض عضلاتي أمامه ... ومن يومها قررت الانتقام ليس من روميو ولكن من أختي وبناتها والشيطان زوج أختي العريس الذي وضعنا في بورصة الشائعات وكلام الناس .... وفتح الطريق أمام ابنه حتى يعربد في منزل شقيقتي مع بناتها اللاتي تأثرن بسينما الرومانسية وأفلام الحب التي تعرض في التلفاز ...

ودون أن أدري وجدت شعور الانتقام يتزايد بداخلي.. خاصة بعد أن رفض زوج شقيقتي الموافقة على زواج (( ايمان )) بالرغم من علمه أنني وعدت العريس .... ولكنه أحرجني دون أن أعرف السبب.



وحاولت أن أعرف موقف شقيقتي فألقت قرار الموافقة في ملعب ابنتها المغرمة بابن زوج أمها ... الأمر الذي جعلني أشعر بأنني في طريقي للجنون .... فليس هناك عروس ترفض عريس ميسور الحال .... ويوافق على الارتباط بفتاة يتحاكى بسلوكها وغرامياتها أهل القرية..



وعندما علم العريس بالرفض فاجأني بالمعلومات التي وصلت اليه عن سلوك العروس قال لي إن أهل القرية اخبروه عن غرامياتها مع ابن زوج أمها .... هنا شعرت بالهزيمة القوية .. و أصدرت قراري الأخير بالإعدام لهم جميعا بعد فشلي في إصلاح حال منزل شقيقتي .



رسمت الخطة لقتل شقيقتي سبب شقائي الأول .... وابنتها ايمان مصدر الشائعات وشقيقتها هدى التي اكتشفت أيضا أنها (( ناضورجي الغرام )) .... وأن كل طقوس الغرام تتم بمساعدتها ... بخلاف أنها فصلت من المدرسة لسوء السلوك .... بالإضافة الى زوج شقيقتي وابنه .



أكثر من شهر وأنا أراقب تحركات الخمسة .... كنت أترقب لحظة الصفر لتنفيذ الجريمة .... و لم أخطط للهرب بعد اكتشاف أمري لأن ذلك لم يكن في خلايا تفكيري .... كنت أفكر فقط في غسل عاري .



ولم يحقق القدر أمنيتي فلم يتجمع الأفراد الخمسة المطلوب اعدامهم بقراري .. فقررت أن أقتل على مراحل .... و تخلصت من ايمان وهدى في لحظة واحدة كل منهما كانت نائمة أيقظت الأولى وذبحتها دون أن يصدر منها صوت .... ثم الأخرى .... والغريب أنني لم أشعر بالخوف بل كنت مثل القائد العسكري المنتصر .... وكنت سعيدا بنجاح خطتي في الثأر لشرفي وغسل عاري حتى لو كان السجن هو مصيري لأنني عرفت حياة السجن من قبل.



وبصوت يغلب عليه الشجن .. كانت أحزان سفاح الألفية الثالثة هي إنه فشل في قتل شقيقته وزوجها وابن الزوج حتى يكون عقابه النهائي معروف له .





أشهر السفاحين

عرفت مصر حكايات عديدة عن عالم السفاحين الذين أصبحوا نجوما لعالم الجريمة.. وإن كان البعض منهم من نسج خيال البسطاء..



كان أشهرهم (( محمود أمين سليمان )) الذي بسببه تم تأميم الصحافة المصرية لكي تكون مملوكة للدولة.



ويأتي في المرتبة الثانية سفاح (( روض الفرج )) الذي تخصص في قتل النساء .... ثم سفاح (( كرموز )) الذي يعد أخطر مجرم في القرن الماضي.



ويعد (( محمود أمين سليمان )) الأشهر في دنيا السفاحين .... حيث ظهر في الستينيات .... وأغرت وقائع حياته وسيرتها أديب نوبل (( نجيب محفوظ )) ليخصص له رواية كاملة ... "اللص والكلاب" التي أنتجتها السينما لتكون من روائع السينما العربية ... ويوم مصرعه كان قرار تأميم الصحافة ... عندما نشرت الصحف خبر وفاته قبل نشر خبر زيارة جمال عبدالناصر لباكستان و يتردد أن العامل نسى وضع خط بين عنوان السفاح وعنوان عبدالناصر .... فظن الناس أن الخبر عن عبدالناصر .... وهناك رواية أخرى تقول أن المقربون من عبدالناصر أخبروه بأن أنباء السفاح أصبحت أهم من رئيس الدولة.



ويوم سقوط (( محمود أمين )) لم يكن قتله أمرا سهلاُ فقد تم حصاره لمدة 75 دقيقة ومات بعد أن اخترق جسده 17 طلقة .... ولم يستطع أي فرد الحصول على تصريحات منه سوى كلمات قليلة قالها قبل أن يلفظ أنفاسه.



سفاح الأطفال
وسقط سفاح الأطفال المعروف باسم المهندس (( صلاح )) الذي كان كل ضحاياه من الأطفال الذين كان يقتلهم بعد أن يقوم بتعذيبهم.. سقط في يد العدالة عندما نجح طفل في الهروب وارشاد البوليس عنه.. ويتردد أن عدد ضحاياه تجاوز 200 طفل.



أما (( سعد اسكندر عبدالمسيح )) نجم الساحة في عام 1948 حتى عام 1953 م والشهير بـ (( سفاح كرموز )) .. كان هو الشيطان الذي يخشاه أي إنسان يرغب في الأمان .. قدم للمحاكمة 4 مرات أصدرت المحكمة أول حكم لها بالأشغال الشاقة المؤبدة مرتين ثم صدر حكمين بالاعدام .... بنهاية سفاح كرموز أغلف ملف أخطر مجرم ظهر في مصر خلال منتصف القرن الماضي.



سفاح بني مزار
(( عيد بكر عبدالرحيم دياب )) .... حجز لنفسه مكانا في بورصة السفاحين .... وهو سفاح بني مزار ... تحول من لص ماشية الى مجرم خطير تتسابق الوكالات العالمية للفوز بخبر عنه ...



عيد بكر متهم بقتل 56 مواطن .... بالاضافة الى رقم كبير في الاعتداء على الفتيات وممارسة البلطجة على العديد من سكان المنيا.



كان في بداية حياته لص ماشية .... يسرق على مستوى القرية .... لم يكن له اسم في دنيا الجريمة.. فقرر الاحتراف فانضم الى المطاريد في الجبل بهدف أن يكون له اسم في دنيا الجريمة وبالفعل تعلم كل دهاء وقسوة المطاريد .... وتحول قلبه الى قطعة سوداء مثل الصحراء التي أصبحت مأوى له ....



أول جريمة في سجل (( عيد )) كانت قتله لشقيقين معا وألقى بالجثتين في بحر يوسف .... ثم قتل صديق له .... وعندما انتشر خبر أن عائلة صديقه تنوي الثأر .... استدرجهم بالحيلة وتربص لهم في يوم جمعة .... وأطلق رصاصه الذي أصاب وقتل 25 مواطن منهم من ليس له ذنب سوى أنه كان متواجد في مسرح الجريمة..



وبعد الحادث بأيام قليلة قتل سبعة آخرين وأصاب مثلهم عندما أطلق الرصاص على المواطنين فوق أحد الكباري .... كما نزع كبد أحد ضحاياه وقدمها لابنه حتى يكون قوي القلب مثله فهو يرغب في أن يكون مثله سفاح لا يخشى شئ في الدنيا.

وكان يوم سقوط عيد "عيدا" لكل البسطاء والحالمين بالأمن في صعيد مصر.. حيث قتل برصاص الشرطة بعد الحصار .... و رحل سفاح بني مزار الذي كان نجما للجريمة في نهاية القرن العشرين وترك في سيرته مآسي .... وضحايا لشيطانه.

مجرد ذكريات!
26-03-2009, 05:47 PM
سفاح النساء

روض الفرج أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة ظهر فيها سفاح عرف باسم (( مصطفى خضر )) ..... خلال الثمانينيات من القرن الماضي و ظل لأكثر من 15 سنة بعيدا عن يد العدالة .... كانت أول جريمة له قتل صديقه .... ثم جارته الحسناء التي اصطحبها الى منطقة مهجورة و حاول الاعتداء عليها ... فقاومت الأمر الذي جعله يقرر الانتقام منها فقدم لها الطعام مدسوسا بسم الفئران .... و فارقت الحياة سريعا لكنه اغتصبها قبل أن تلفظ أنفاسها ... ونفذ جريمة ضد ابنة عمه بنفس الطريقة.. وتم القاء القبض عليه قبل أن يقضي على حياة الضحية التاسعة في عام 1996 وكان حبل المشنقة هو نهاية سفاح روض الفرج.



وتردد أن هناك سفاح ظهر في المطرية كان سجل جرائمه يتجاوز 12 جريمة قتل .... في عام 1996م سقط (( أحمد حلمي )) السفاح الذي أصاب الجميع بالحسرة ... فهو شاب لم يتجاوز عمره 30 عاما .... نشأ في كنف أسرة ميسورة الحال .... ولا أحد يعرف كيف كانت دنيا الجريمة هي نهايته.



كانت أول جريمة له هي قتل 3 أشخاص دفعة واحدة .... الشغالة .... وصاحبا الفيلا وظل لفترة مطاردا من قبل البوليس .... ولكنه في النهاية سقط.



حاول دفاعه أن يثبت أن المتهم مجنون ولكن فشلت حيلة الدفاع وتمت محاكمته وأصدرت المحكمة حكم الاعدام على السفاح الذي عرف بأنه ابن الذوات.

Bedwien Heart
27-03-2009, 12:30 AM
حشى كلهم يجتلون الحريم !!


ههه بسم الله علينااا


كمل شقيقي ونحن من متابعينك ^^

بنت العزبة
27-03-2009, 12:51 AM
حشى عوذ بالله منهم

الله يكفينا الشر والبلا

مشكوور اخويه مجرد ذكريات

ونحن متابعين دوووم

والله يعطيك الصحه والعافيه

مجرد ذكريات!
27-03-2009, 06:46 AM
مشكورات ع التواجد بستمرار شكرا من القلب

مجرد ذكريات!
27-03-2009, 06:47 AM
إرنستو جيفارا دِ لا سيرنا Ernesto Guevara de la Serna


(ينطق گيڤارا، بالجيم الخرساء.ولد 14 مايو سنة 1928 و توفي 9 أكتوبر سنة 1967 . ثوري كوبي أرجينتيني المولد، كان رفيق فيديل كاسترو. يعتبر شخصية ثورية فذّة في نظر الكثيرين. وهو شخصية يسارية محبوبة. درس الطب في جامعة بوينيس أيريس و تخرج عام 1953، وكانت رئتيه مصابة بالربو ، و بسبب ذلك لم يلتحق بالتجنيد العسكري . قام بجولة حول أمريكا الجنوبية مع أحد أصدقائه على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الطب و كونت نلك الرحلة شخصيته و إحساسه بوحده أميركا الجنوبية و بالظلم الكبير من الدول الإمبريالية للمزارع البسيط الاميريكي . توجه بعدها إلى غواتيمالا ، حيث كان رئيسها يقود حكومة يسارية شعبية ، كانت من خلال تعديلات ، وعلى وجه الخصوص تعديلات في شؤون الارض والزراعة ، تتجه نحو ثورية اشتراكية. وكانت الإطاحة بالحكومة الغواتيمالية عام 1954 بانقلاب عسكري مدعوم من قبل وكالة الإستخبارات الأمريكية ، على إثرها سافر للمكسيك بعد أن حذرته السفارة الأرجنتينية من أنه مطلوب من قبل المخابرات الأمريكية ، التقى هناك راؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه يجهزون للثورة و ينتظرون خروج فيديل كاسترو من سجنه في كوبا ، ما ان خرج فيديل كاسترو من سجنه و تم نفيه الى المكسيك حتى قرر غيفارا الإنظمام للثورة الكوبية فقد نظر إليه فيديل كاسترو كطبيب هم في أمس الحاجة إليه .

دخل الثوار كوبا على ظهر زورق و خسروا نصف عددهم في معركة مع الجيش إحتاج بعدها الثوار فترة لأعادة لم شملهم و معالجة جرحاهم و بدء أول هجوم يشنه الثوار ليبرز تشي غيفارا كقائد و مقاتل شرس جدا لا يهاب الموت و سريع البديهة يحسن التصرف في الأزمات لم يعد غيفارا مجرد طبيب بل أصبح قائدا برتبة عقيد و شريك فيديل كاسترو في قيادة الثورة أشرف كاسترو على استراتيجية المعارك و قاد غيفارا و خطط للمعارك عرف كاسترو بخطاباته التي صنعت له للثورة شعبيتها لكن كان غيفارا خلف أدلجة الخطاب و إعادة رسم ايديولوجيا الثورة على الأساس الماركسي اللينيني

كان خطاب كاسترو الذي سبب إضراب شامل و خطة غيفارا للنزول من جبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية و هرب الرئيس الكوبي باتيستا ليدخل غيفارا على رأس ثلاث مائة مقاتل الى هافانا ليبدأ عهد جديد في حياة كوبا

صدر قانون يعطي الجنسية و المواطنية الكاملة لكل من حارب مع الثوار برتبة عقيد و لا توجد هذه المواصفات سوى في غيفارا الذي عيين مديرا للمصرف المركزي و أشرف على تصفية خصوم الثورة و بناء الدولة في فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعي و ما أن أمسكت الثورة بزمام الأمور و بخاصة الجيش قامت الحكومة الشيوعية التي كان فيها غيفارا وزيراً للصناعة مثل كوبا في الخارج و تحدث باسمها في الأمم المتحدة زار الإتحاد السوفيتي و الصين إختلف مع السوفييت على إثر سحب صورايخهم من كوبا بعد أن وقعت الولايات المتحدة معاهدة عدم إعتداء مع كوبا لكن عمره السياسي لم يطول فلم تعجبه الحياة السياسية فأختفى و نشرت مقالات كثيرة عن مقتله لكي يرد لعل رده يحدد مكانه لكنه لم يرد و بقي في زائير (الكونغو الديمقراطي ) بجانب قائد ثورة الكونغو باتريس لومومبا يحارب لكن فجأة ظهر في بوليفيا قائدا لثورة جديدة لم يوثق هذه المرحلة سوى رسائله لفيديل كاسترو الذي لم ينقطع الإتصال معه حتى أيامه الأخيرة







قتل جيفارا في بوليفيا أثناء محاولة لتنظيم ثورة على الحكومة هناك، وتمت عملية القبض عليه بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية حيث قامت القوات البوليفية بقتله. وقد شبّت أزمة بعد عملية اغتياله وسميت بأزمة "كلمات جيفارا" أي مذكراته. وقد تم نشر هذه المذكرات بعد اغتياله بخمسة أعوام وصار جيفارا رمز من رموز الثوار على الظلم. نشر فليكس رودريجيس، العميل السابق لجهاز المخابرات الأميركية (CIA) عن إعدام تشي جيفارا. وتمثل هذه الصور آخر لحظات حياة هذا الثوري الأرجنتيني قبل إعدامه بالرصاص ب"لا هيغويرا" في غابة "فالي غراندي" ببوليفيا، في 9 أكتوبر(تشرين الأول) من عام 1967. وتظهر الصور كيفية أسر تشي جيفارا، واستلقائه على الأرض، وعيناه شبه المغلقتان ووجهه المورم والأرض الملطخة بدمه بعد إعدامه. كما تنهي الصور كل الإشاعات حول مقتل تشي جيفارا أثناء معارك طاحنة مع الجيش البوليفي. وقبيل عدة شهور، كشف السيد فليكس رودريجيس النقاب عن أن أيدي تشي جيفارا بُترت من أجل التعرٌف على بصمات أيديه.

كره تشي اتكال الثورة الكوبية على الاتحاد السوفيتي، واستمر في ابتكار وسائل أخرى للحصول على التمويل وتوزيعه. ولأنه الوحيد الذي درس فعلا أعمال كارل ماركس بين قادة حرب العصابات المنتصرين في كوبا ، فانه كان يحتقر البيروقراطيين ومافيا الحزب الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وفي كوبا أيضا.

كشف آي اف ستون كيف انهمك تشي جيفارا في نقاش علني، أثناء مؤتمر في مدينة بونتي ديل استي بأورجواي مبكرا في 1961 - - وهو المولود في الأرجنتين حيث درس الطب هناك - - مع بعض شباب اليسار الجديد من نيويورك. أثناء تلك المناقشة، مر بهم اثنان من جهاز الحزب الشيوعي الأرجنتيني. لم يستطع جيفارا أن يمنع نفسه من الصياح بصوت عال، "هيي، لماذا انتم هنا، أمن اجل أن تبدءوا الثورة المضادة؟"

تشي، مثل كثيرون في الحركة الناشئة لليسار الجديد حول العالم، خاض تجربته الأولى مع بيروقراطية الحزب الشيوعي ومقت محاولاتهم لفرض بيروقراطيتهم على الحركات الثورية للسكان الأصليين.

وفعلا، الثورة في كوبا صنعت، على عكس المفاهيم المعاصرة للكثيرين في الولايات المتحدة اليوم، مستقلة وفي بعض الأحيان معارضة للحزب الشيوعي الكوبي. ولقد أخذ بناء مثل هذه العلاقة التي لم يكن من السهل صنعها عدة سنوات فقط بعد الثورة ونجحت في اخذ سلطة الدولة وتأسيسها دافعة إلى الاندماج بين القوى الثورية والحزب - - الاندماج الذي لم يضع نهاية لمشاكل جيفارا والثورة الكوبية نفسها.

نستطيع تعلم بعض أشياء عن حالتنا في الولايات المتحدة اليوم بفحص توجهات تشي في أمريكا اللاتينية.

احد المشاكل من هذا القبيل: اعتماد كوبا المتزايد على الاتحاد السوفيتي (في بعض الأوجه يماثل الاعتماد المتزايد لبعض المنظمات الراديكالية على منح المؤسسات في صورة أموال ولوازم لولبية أخرى). ، قررت الحكومة، أثناء احتياجها اليائس للنقد من اجل شراء لوازم شعبها الضرورية - - وبعد نقاش مرير - - قررت أن تضيع فرصة تنويع الزراعة في كوبا من اجل التوسع في محصولها النقدي الرئيسي، قصب السكر، الذي يتم تبادله أمام البترول السوفيتي، لتستهلك جزء من هذا لبترول وتعيد بيع الباقي في السوق العالمي. وبالتدريج فقدت كوبا، بالرغم من تحذيرات تشي (والآخرين)، القدرة على إطعام شعبها نفسه - - وهي المشكلة التي بلغت أبعادا مدمرة بانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وهي نفس الأزمات التي أحدقت بالاتحاد السوفيتي والدول التي كان معترفا بها كدول اشتراكية عندما سعوا وراء النموذج الصناعي للتنمية وحاولوا أن يدفعوا ثمنه بالإنتاج والتنافس في السوق العالمي. كان رد فعل تشي: لا تنتج من اجل السوق العالمي. ارفض تحليلات التكلفة/المنفعة ( cost/benefit) كمعيار لما ينبغي إنتاجه. آمن تشي، بان المجتمع الجديد حقيقة، عليه أن يجعل طموحه هو ما يحلم به شعبه من اجل المستقبل، وان يعمل على تنفيذه فورا، في كل أوان وزمان. وحتى تبلغ ذلك، على الثورات الشيوعية بشكل حقيقي أن ترفض معيار "الكفاءة"، وعليها أن ترعى المحاولات المجتمعية المحلية حتى تخلق مجتمعا أكثر إنسانية بدلا من ذلك.

اصطدم احتقار تشي لكهنوت الماركسية الرسمي (بينما كان يعتبر نفسه ماركسيا)، واحتقاره للبيروقراطيين من كل لون، اصطدم بالنزعة الاقتصادية الميكانيكية المخدرة التي صارت عليها الماركسية. "الثورة"، عند تشي واليسار الجديد الذي يستلهم جيفارا، تقهقرت إلى خلفية الأجندة التاريخية.

أممية تشي وارتباطه المميز بالفقراء والمنبوذين في كل مكان، ورفضه الاعتراف بقداسة الحدود القومية في الحرب ضد إمبريالية الولايات المتحدة، ألهمت الحركات الراديكالية الجديدة في العالم كله. نادى تشي الراديكاليين لنحول أنفسنا إلى شيء جديد، أن نكون أناس اشتراكيون قبل الثورة، هذا إذا ما كان مقدرا لنا أن يكون لدينا أمل في أن نحقق فعلا الحياة التي نستحق أن نعيشها. نداؤه "بان نبدأ العيش بطريقة لها معنى الآن" تردد صداه عبر الجيل بأكمله، فاتحا ذراعيه ليصل بدرجة كبيرة من ناحية إلى وجودية سارتر، ومن ناحية أخرى ممتدا نحو ماركس. من خلال الحركة، ومن خلال انتزاع مباشرة الثورة عن طريق الاشتباك مع الظلم بكل أشكاله، في كل لحظة، ومن خلال وضع مثاليات المرء فورا في الممارسة العملية، صاغ تشي من التيارات الفلسفية المعاصرة الرئيسية موجة مد من التمرد.

بالنسبة لتشي، القاعدة الماركسية الأساسية: "من كل حسب قدرته إلى كل حسب احتياجه"، لم تكن ببساطة شعارا للمدى الطويل ولكنها ضرورة عملية ملحة يجب تطبيقها على الفور. العراقيل المضنية لتطوير بلد صغير (أو محطة إذاعية!!!!) طبقا لقواعد اشتراكية، وعلى الجانب الآخر، العراقيل الخاصة في سياق هجوم الإمبريالية الأمريكية المستمر (على شكل حصار ومقاطعة، وغزو، وتهديد بحرب نووية، وتحرشات اقتصادية وأيديولوجية)، كل ذلك كان يصارع ضد رؤية تشي وضيق اختيارات المجتمع الثوري لبدائل أحلاهما مر.

كثير من منظماتنا الآن، بمعنى من المعاني، تواجه نفس هذه "الاختيارات" اليوم.

في خضم هذه الضغوط المتعارضة، حاول جيفارا وضع مقاييس مختلفة لكوبا، وللإنسانية عموما. أدار جيفارا عملية توزيع ملايين الدولارات التي حصل عليها من الاتحاد السوفييتي، كوزير للمالية، على الفنانين، وعلى الفلاحين اللذين يعيشون في فقر مدقع، وهو أمر يعتبر في الولايات المتحدة، كما نقول عليه، "مخاطر شديدة التواضع".

استشاط البيروقراطيون الروس غيظا، مثل أي بنكير رأسمالي، من اتجاه جيفارا القائل ب "خذ ما تحتاجه، ولا تشغل بالك بكيفية سداده". فقد نبهوا فيدل بضرورة السيطرة على تشي وشددوا بضرورة اصدار لوائح لتنظيم التوزيع "الأمثل" للتمويل، وهو ما حدث بالضبط بعد عشرين سنة تحت حكم برجنيف، وفيما يبدو لم يتعلموا منه شيء، عندما جارت الدولة السوفيتية على بولندا لتسدد ديونها المتضخمة للبنوك الغربية، مسببة صعوبات واستقطاعات دفعت الطبقة العاملة البولندية لاتخاذ رد فعل تمثل في: تأسيس منظمة "التضامن" - Solidarnosc. فعلا، كان الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت أفضل صديق صادفه تشيس مانهاتن في عمره! وقد دفع بذلك الثمن النهائي.

في 1959، اكتسح رجال حرب العصابات، برئاسة فيدل كاسترو، هافانا واسقطوا الديكتاتورية العسكرية لفولجنسيو باتيستا. هذا برغم تسليح حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لباتيستا ولعملاء ال CIA داخل جيش عصابات كاسترو.

كان فرانك فيوريني، برتبة ليفتنانت في جيش العصابات، فعليا، واحدا من عملاء ال CIA العديدين هناك. طفا اسم فيوريني على السطح بعد سنوات قلائل كأحد مخططي عملية خليج الخنازير لغزو كوبا، وبعدها بسنتين كواحد من "الأفاقين" الثلاثة الذين قبض عليهم في دلاس بعد لحظات قلائل من اغتيال الرئيس كنيدي وأطلق سراحه بعدها فورا (واحد من "الأفاقين" الآخرين لم يكن سوى عميل ال CIA هوارد هانت)، ومرة اخرى كأحد الجناة المتورطين في عشرات من محاولات ال CIA لاغتيال فيدل كاسترو.

مجرد ذكريات!
27-03-2009, 06:49 AM
http://www4.0zz0.com/2009/03/27/02/975496152.jpg (http://www.0zz0.com)


ذاع صيت فيوريني تماما مرة أخرى في 1973 كأحد أفراد عملية السطو على مركز عمليات الحزب الديموقراطي في الفندق المشهور باسم ووترجيت، منتعلا اسم فرانك ستورجس. حقا، لقد دبرت العملية في وقتها المضبوط حين كانت جلسات استماع ووترجيت على وشك إثارة علامات استفهام جدية حول عملية خليج الخنازير وعمليات الولايات المتحدة السرية في كوبا، وفجأة تكشفت "بشكل غير متوقع" حقيقة وجود شرائط تسجيل سرية تخص البيت الأبيض. ومن هذه اللحظة، كل ما سمعناه كان هو: ماذا كان يعرف نيكسون ومتى علم به، أما الاستجوابات المعبأة بالانفجارات المحتملة والتي كانت على وشك كشف التاريخ السري لتدخلات ال CIA الغير شرعية في كوبا، وتلك الخاصة بمقتل جون ف كيندي، ومحاولات اغتيال كاسترو، فقد تم تجنيبها بشكل فعال.

إلا انه وتحت هذا التهديد الدائم بالحرب من جانب الولايات المتحدة - - حربا علنية بالإضافة إلى العمليات السرية التي لم تتوقف - - خطت الثورة الكوبية، بتحريض من جيفارا على وجه الخصوص، بعض من أكثر الخطوات جسارة في التقدم نحو "اشتراكية من طراز جديد".

قارن بين ذلك وبين الدول "الشيوعية" سابقا، التي ضحت بالسمات الاشتراكية كيفما كانت الرؤية التي كانت لديها، من اجل توفير بيئة مرحبة بالاستثمار الرأسمالي، من اجل القدرة على التنافس في السوق العالمي. تشي، كرئيس لبنك كوبا الوطني، وهو يبحر ضد التيار كعادته دائما - - جعل ورق البنكنوت الكوبي مشهورا عندما كان يوقع عليه بكلمة "تشي". كان السؤال الأول الذي سأله تشي لموظفيه عندما تولى إدارة البنك، "أين تودع كوبا احتياطي ذهبها ودولاراتها؟" وعندما اخبروه، "في فورت نوكس"، بدأ مباشرة في تحويل احتياطي الذهب الكوبي لعملات غير أمريكية تم صدرها للبنوك الكندية والسويسرية. (1)

لم يكن اهتمام تشي منصبا على تطوير مؤسسات بنكية "كمحلل" في كوبا، ولكن اهتمامه انصب على شيئين: محاربة الإمبريالية الأمريكية، مثل إبعاد ذهب الثورة من بين مخالب حكومة الولايات المتحدة (والتي كانت تستطيع بسهولة شديدة اختراع عذرا لمصادرته، كما فعلت بالممتلكات الكوبية الأخرى فيما بعد. كان تشي بعيد النظر في فهم أن هذه الأشياء قابلة للحدوث)؛ وعلى نفس مستوى الأهمية، اهتم بإيجاد سبل بناء وتمويل خلق إنسان اشتراكي جديد دون الاعتماد على الآليات الرأسمالية، التي فهم أنها سوف تنتهي بتدمير أروع الجهود. وضع تشي وجهة نظره بأروع ما يكون، والذي جري أيضا أنها أصبحت أفكار اليسار الجديد دوليا، في خطاب، "عن الطب الثوري":

"لقد زرت لحد ما، كل بلاد أمريكا اللاتينية، ما عدا هايتي وسانتو دومينجو. وكانت الظروف التي أحاطت بترحالي، في المرة الأولى كطالب، وفيما بعد كطبيب، سببا في تعرفي عن قرب بالفقر، والجوع، والمرض؛ بالعجز عن علاج طفل بسبب الحاجة إلى المال؛ بظلام العقول الذي يخلقه الحرمان المستمر والمعاملة القاسية، لتلك الدرجة التي يستطيع الأب فيها أن يقبل موت احد أبنائه كأمر عادي غير مهم، كما يحدث غالبا في الطبقات السفلى في أمريكا موطننا الأم . بدأت وقتها إدراك أن هناك أشياء كانت في الأهمية بالنسبة لي مساوية لان أصبح عالما مشهورا أو مساوية لتقديمي مساهمة كبيرة في العلوم الطبية: أدركت أنني ارغب في مساعدة هؤلاء الناس.

"كيف يمكن للمرء فعلا أن ينفذ عملا من اعمال الرفاه الاجتماعي؟ كيف يوحد المرء المسعى الفردي مع احتياجات المجتمع؟

"بخصوص مهمة التنظيم هذه، كما بالنسبة لكل المهام الثورية، الفرد بشكل جوهري هو الذي نحتاج إليه. الثورة لا تجعل من الإرادة الجماعية ولا من المبادرة الجماعية، كما يدعي البعض، معيارا واحدا قياسيا. على العكس، أنها تطلق موهبة المرء الفردية من عقالها. ما تفعله الثورة هو وضع هذه الموهبة على الطريق. وتصبح مهمتنا الآن هي وضع القدرات الإبداعية لكل أساتذة الطب على الطريق نحو مهام الطب الاجتماعي.

"حياة الإنسان الفرد تستحق مليون مرة أعظم من كل ممتلكات أغنى أغنياء الأرض... الإحساس بالفخر لأنك خدمت جارك أكثر أهمية بكثير من مكافأة طيبة على العمل ذاته. والشيء الملموس أكثر والشيء الأبقى من كل الذهب الذي قد يجمعه الفرد هو امتنان الناس له.

"يجب البدء في محو كل مفاهيمنا القديمة. يجب ألا نذهب للناس ونقول لهم، ’ها نحن قد جئنا‘. جئنا لنتفضل عليكم بوجودنا معكم، لنعلمكم علومنا، لنظهر لكم أخطاءكم، وحاجتكم للثقافة، وجهلكم بالأشياء الأولية‘. يجب أن نذهب بدلا من ذلك بعقل فضولي وروح متواضعة لننهل من هذا المعين العظيم للحكمة الذي هو الشعب.

"فيما بعد سوف ندرك لمرات كثيرة كم كنا خاطئين في مفاهيمنا التي اعتدناها بحيث أصبحت جزء منا ومكون تلقائي في طريقة تفكيرنا. نحن في حاجة غالبا لتغيير مفاهيمنا، وليس فقط المفاهيم العامة، الاجتماعية أو الفلسفية، ولكن في بعض الأحيان الطبية أيضا.

سوف نرى أن الأمراض لا تحتاج دائما إلي طرق تدخل علاجية كالتي تستخدم في مستشفيات المدن الكبيرة. سوف نرى أن الطبيب يجب عليه، على سبيل المثال، أن يكون أيضا فلاح ويزرع أطعمة جديدة ويحصدها، لرغبته في استهلاك أطعمة جديدة، وتنويع الهيكل الغذائي الذي هو محدود جدا، وفقير جدا.

"إذا ما خططنا لإعادة توزيع ثروة هؤلاء الذين لديهم الكثير جدا لنعطي هؤلاء الذين لا يمتلكون شيئا؛ لو نوينا أن يصبح العمل مبدعا يوميا، مصدرا ديناميكيا لكل أسباب سعادتنا، فمن ثم نحن لدينا أهداف نسعى نحوها". (2)

حب تشي للناس أخذه أولا إلى الكونغو ثم إلى بوليفيا، حيث نظم فرقة من رجال حرب العصابات لتكون، كما كان يتعشم، عاملا مساعدا على الإلهام بالثورة.

بنت العزبة
28-03-2009, 12:09 AM
اشكرك اخوويه .. ودائما تتحفنا بالجديد الرائع

وننتظر البقيه ..

والله يعطيك الصحه والعافيه