آه يا من روحه اعتلت
30-11-2008, 06:33 PM
في يوم من الايام كنت هنا..فالهير..بقلمي
صدفة..اضطرتني للمرور في هذا المكان..لفة..فدوار..فجسر..و منخفض لاصل إلى هذه الأماكن..
خالجني شعور غريب..هل هو الحنين؟ هل هو عبور غريب لذكريات جميله في خلايا مخي؟ ام هو مجرد شريط سينمائي بالابيض و الاسود؟
مسرع بالسياره..لي حايه ابا اقضيها و اروح..الا ان الدّوار الذي يحمل لافتة (الهير)..جعل الذكريات تدور مرة أخرى في بالي..
التفتت لا ارادياً بإتجاه اليسار..حديقة الهير..ارتسمت على شفتي اللتان تعلوهما شعيرات شنب الشباب ابتسامه لتذكرها الشعيرات مرة أخرى بأننا كبرنا على (بصاير الفروخ) اللي كنا انسويها في هالحديقة..اصبحت متهالكة..سورها انهد تحت وطئة الزمن و ان كان البعض يقول بأنه تم هدمه لتطوير الحديقة؟ ولكن من يريد تطويرها؟ نريدها كما كانت..بذكرياتها..بأسوارها..بشجيراتها..بمعلب التنس الذي ينطمس في بقعه منخفضه وراءها..حيث كانت تكثر الخرافات بيننا عمن يكون يسكن هذا الملعب المخيف!!
مجرد ذكريات طفوله فهل يحق لي الاستهزاء بها!!!!
ازيد من سرعة سيارتي فانا في مهمه علي انجازها..ولولا هذه المهمه لما زرت (الهير) مرة أخرى..فسنون طويلة قد أبعدتني عن هذه المنطقة النائية..سنون طويلة انقطعت فيها عن اجمل ذكريات الطفوله لاني فقدت عزيزاً لي في هذه المدينة و هو أحد أقرابي..فلم يعد بي جسدي لهذا المكان مره أخرى..فما الداعي للعودة؟؟ فلا الأماكن هي ذاتها؟ ولا الاشخاص هم ذاتهم..ولا حتى الملامح العتيقة هيه ذاتها!!
أصل لمصلى الهير..ورغم انه لزم علي الانعطاف لاصل الى المكان الذي اريد الذهاب إليه إلا أنني وجدت نفسي وانا اخفف من الضغط على دواسة البنزين و استمر في طريقي..لتقابلني مجموعة دكاكين بخجل..خجلة أم حزينه..فقد هرمت..و المكان هرم..و ملامح الكهولة تغزو المكان
تذكرت عندما كنت صبياً..كنت اجد صعوبه في عقد صداقات في هذه المنطقة..فبمجرد انقضاء الاجازه تنقطع الصلات..لاعود مره اخرى في اجازه الصيف..و اعود لاعقد صداقات مع الاشخاص ذاتهم من نقطه الصفر و كأنني مسحت من ذاكرتهم..كنا (نهوير القايلة) إلى بقالة "العمال" و نتخشش في ممرات الدكان هنا و هناك و كأننا نقوم بعملية جرد لأغراض الدكان لشراء الحلاوة التي هي بحد ذاتها انقرضت(فانفير) و (فيتامين سي)..فقط فانفير و فيتامين سي..بعد ان (نجلب مخ راعي الدكان معانا) و في ذاك الوقت انا ابن عز لاستطيع ان اشتري تلك الالواح من الشكولاته و زجاجة الفيتامين سي..فتلك الاصناف كانت تعتبر غالية في حينها..ولكن من يعبأ فأنا كنت المدلل لدى (العيوز)و كانت لا تبخل في (تخشيش الخموس و الربابي) في مخبى الكندوره..رغم اصراري على الرفض..المهم في نظرها ان اصلي العصر جماعه في المسيد.....
مجرد ذكريات طفوله فهل يحق لي الاستهزاء بها!!!!
تنهدت..و ألتفتت بالسياره لأعود إلى حيث مقصدي..لكن بالصدفه..تقع عينان على البيت القديم..هو ذاته..بالألوان ذاتها..بالبساطه ذاتها..حيث (نكود) رملي صغير يتقدم بابه..حيث اعتدنا ان نجلس عليه وقت العصير لنشرب (جاهي الحليب) الذي كان يعده الطباخ في تلك الايام (هذه الايام تتكفل الخادمه بعمل جاهي الحليب الملغ) مع سندويجات جبن جام..حيث كنا نتلاقفها بأيدنا الي ان تتفت ولا يصل الى افواهنا الا ما سلم من اصابعنا الشرهه..
وقفت امام الباب..تأملت..هل هو ما يسميه الادباء بالبكاء على الاطلال..لا..فالاطلال هي المنازل المهجوره..التي لا تزال شاهده على اصحابها..اما هذا المنزل فهو مجرد سكن شعبي يقطنه مجموعه من المستأجرين ليحولو اجمل الذكريات التي كانت تسكنه و تملؤه إلى ذرات غبار تتناثر مع اشعه الشمس الحارقة..
مجرد ذكريات طفوله فهل يحق لي الاستهزاء بها!!!!
وقت الظهيره..الوقت المفضل لدينا..ففيه نستطيع ممارسه هوياتنا..تسلق البيت بواسطه بيب الماي..المشي على الجدران للوصول الي الكراجات..و التسلل للمطبخ لعمل (صالونه عرايين) يعاقبنا الطباخ عليها بأن( يحيس لي ذنيه الين ما يصب الدم) فهو لا يفرق بين ولد راعي البيت و بين ابن الضيوف!!
هذه السكة بالذات لها الكثير من الذكريات..هنا (شردنا العيل من الدرس)..و هنا انفلع عبود ليلطخ الدم بقعه من الجدار..و هنا كنت احاول مستميتاً ان اعقد صداقه مع بروك الذي كان ينظر الي بنص عين..فأنا ابن المدينه..المدلل..الذي لا يستطيع الوصول إلى (البياضة) حافي من دون نعول..الا انني رضخت لأوامره و من منا لا يرغب في كسب رضا بروك!!!
لأصل الي المنزل في ساعات المغريبان و انا اجر ريلي المصابه بمسمار بنيان مدرسه البنات..لأتلقى اجمل زفة من العيوز التي كانت تنتظرني على باب البيت زفة بدايتها (لعان و شعان) و نهايتها ( أما عليه ان ما رديتك باجر الصبح العين مع الدريول..سر عند امك خلها تحضاك)..ولكن هيهات..ففي ساعات الفجر الاولى كنت في مؤخرة الكروزر متوجهاً الى عزبة الرجاب..مع الدريول الباكستاني مع اقاربي الشياطين..الله يعلم كنا نغسل ويوهنا ولا لا !!!
مجرد ذكريات طفوله فهل يحق لي الاستهزاء بها!!!!
مجرد ذكريات تحمل في طياتها اول مراحل الاعجاب الطفولي..فقد جذبني طول ضفيرتها..و كثافة رمش عينها..وانا هنا لا اتغزل فكيف لي ان اتغزل ولا لا افقه ابجديات الحب في سنوات عمري الصغيره تلك!!..مجرد اعجاب طفولي..مقتصر على النظرات..و على لحظات اللعب فالحاره..ففي لعبه (صيد حمام) كانت هيه فالفريق المعاكس..و يشاء القدر ان اكون انا من يحمل الكرة..وتشاء الصدف ان تكون هيه امام مرأى عيني..احمل الكره ولكن لا استطيع توجيهها اليها..فهي كانت معجبتي الصغيره..احاول تجاهلها الا ان صرخات بروك (التي تطرّ الاذن..اضربها يالعمي ما تشوفها جدامك!!) تستفزني..فأرمي الكره ولكن مع تعمد تجاهلها فتسقط الكره بعيدا عني لتنالني لعنات بروك و على رأسها (يالثور) ولكن من يأبه..فهي (ما تهون عليه)..تمر السنون لأعود مرة أخرى لنفس الحارة..في احد الاعياد..لألتقي بأبناء معجبتي الصغيره..نسخ مصغره عنها..و تساءلت يا ترى متى سأرى نسخ مصغره عني لتعيش ذكريات طفولتي..وهل ستكون لهم ذكريات في ظل التلوث الالكتروني في هذا العصر..
مجرد ذكريات طفولة فهل يحق لي الاستهزاء بها!!!!
للعلم: من تابع موضوعي الاول..شاءت الصدف ان ألتقي مره أخررى بالاستاذ اسعد و ظل واقفاً محدقاً بي..ليقول ببطء: تعالا يا بني..انته مش غريب عليه..انا كنت مدرسنك أبل كده!!!
و قبل ان انعش ذاكرته..اتتني زمجرة مديري من أخر الرواق لأٍسرع نحوه تاركاً فرصتي الاخيره مع الاستاذ اسعد:maa2ddry:
بفصوص كيبوردي..آه يا من روحه اعتلت
اليوم الاحد 30-11-2008
صدفة..اضطرتني للمرور في هذا المكان..لفة..فدوار..فجسر..و منخفض لاصل إلى هذه الأماكن..
خالجني شعور غريب..هل هو الحنين؟ هل هو عبور غريب لذكريات جميله في خلايا مخي؟ ام هو مجرد شريط سينمائي بالابيض و الاسود؟
مسرع بالسياره..لي حايه ابا اقضيها و اروح..الا ان الدّوار الذي يحمل لافتة (الهير)..جعل الذكريات تدور مرة أخرى في بالي..
التفتت لا ارادياً بإتجاه اليسار..حديقة الهير..ارتسمت على شفتي اللتان تعلوهما شعيرات شنب الشباب ابتسامه لتذكرها الشعيرات مرة أخرى بأننا كبرنا على (بصاير الفروخ) اللي كنا انسويها في هالحديقة..اصبحت متهالكة..سورها انهد تحت وطئة الزمن و ان كان البعض يقول بأنه تم هدمه لتطوير الحديقة؟ ولكن من يريد تطويرها؟ نريدها كما كانت..بذكرياتها..بأسوارها..بشجيراتها..بمعلب التنس الذي ينطمس في بقعه منخفضه وراءها..حيث كانت تكثر الخرافات بيننا عمن يكون يسكن هذا الملعب المخيف!!
مجرد ذكريات طفوله فهل يحق لي الاستهزاء بها!!!!
ازيد من سرعة سيارتي فانا في مهمه علي انجازها..ولولا هذه المهمه لما زرت (الهير) مرة أخرى..فسنون طويلة قد أبعدتني عن هذه المنطقة النائية..سنون طويلة انقطعت فيها عن اجمل ذكريات الطفوله لاني فقدت عزيزاً لي في هذه المدينة و هو أحد أقرابي..فلم يعد بي جسدي لهذا المكان مره أخرى..فما الداعي للعودة؟؟ فلا الأماكن هي ذاتها؟ ولا الاشخاص هم ذاتهم..ولا حتى الملامح العتيقة هيه ذاتها!!
أصل لمصلى الهير..ورغم انه لزم علي الانعطاف لاصل الى المكان الذي اريد الذهاب إليه إلا أنني وجدت نفسي وانا اخفف من الضغط على دواسة البنزين و استمر في طريقي..لتقابلني مجموعة دكاكين بخجل..خجلة أم حزينه..فقد هرمت..و المكان هرم..و ملامح الكهولة تغزو المكان
تذكرت عندما كنت صبياً..كنت اجد صعوبه في عقد صداقات في هذه المنطقة..فبمجرد انقضاء الاجازه تنقطع الصلات..لاعود مره اخرى في اجازه الصيف..و اعود لاعقد صداقات مع الاشخاص ذاتهم من نقطه الصفر و كأنني مسحت من ذاكرتهم..كنا (نهوير القايلة) إلى بقالة "العمال" و نتخشش في ممرات الدكان هنا و هناك و كأننا نقوم بعملية جرد لأغراض الدكان لشراء الحلاوة التي هي بحد ذاتها انقرضت(فانفير) و (فيتامين سي)..فقط فانفير و فيتامين سي..بعد ان (نجلب مخ راعي الدكان معانا) و في ذاك الوقت انا ابن عز لاستطيع ان اشتري تلك الالواح من الشكولاته و زجاجة الفيتامين سي..فتلك الاصناف كانت تعتبر غالية في حينها..ولكن من يعبأ فأنا كنت المدلل لدى (العيوز)و كانت لا تبخل في (تخشيش الخموس و الربابي) في مخبى الكندوره..رغم اصراري على الرفض..المهم في نظرها ان اصلي العصر جماعه في المسيد.....
مجرد ذكريات طفوله فهل يحق لي الاستهزاء بها!!!!
تنهدت..و ألتفتت بالسياره لأعود إلى حيث مقصدي..لكن بالصدفه..تقع عينان على البيت القديم..هو ذاته..بالألوان ذاتها..بالبساطه ذاتها..حيث (نكود) رملي صغير يتقدم بابه..حيث اعتدنا ان نجلس عليه وقت العصير لنشرب (جاهي الحليب) الذي كان يعده الطباخ في تلك الايام (هذه الايام تتكفل الخادمه بعمل جاهي الحليب الملغ) مع سندويجات جبن جام..حيث كنا نتلاقفها بأيدنا الي ان تتفت ولا يصل الى افواهنا الا ما سلم من اصابعنا الشرهه..
وقفت امام الباب..تأملت..هل هو ما يسميه الادباء بالبكاء على الاطلال..لا..فالاطلال هي المنازل المهجوره..التي لا تزال شاهده على اصحابها..اما هذا المنزل فهو مجرد سكن شعبي يقطنه مجموعه من المستأجرين ليحولو اجمل الذكريات التي كانت تسكنه و تملؤه إلى ذرات غبار تتناثر مع اشعه الشمس الحارقة..
مجرد ذكريات طفوله فهل يحق لي الاستهزاء بها!!!!
وقت الظهيره..الوقت المفضل لدينا..ففيه نستطيع ممارسه هوياتنا..تسلق البيت بواسطه بيب الماي..المشي على الجدران للوصول الي الكراجات..و التسلل للمطبخ لعمل (صالونه عرايين) يعاقبنا الطباخ عليها بأن( يحيس لي ذنيه الين ما يصب الدم) فهو لا يفرق بين ولد راعي البيت و بين ابن الضيوف!!
هذه السكة بالذات لها الكثير من الذكريات..هنا (شردنا العيل من الدرس)..و هنا انفلع عبود ليلطخ الدم بقعه من الجدار..و هنا كنت احاول مستميتاً ان اعقد صداقه مع بروك الذي كان ينظر الي بنص عين..فأنا ابن المدينه..المدلل..الذي لا يستطيع الوصول إلى (البياضة) حافي من دون نعول..الا انني رضخت لأوامره و من منا لا يرغب في كسب رضا بروك!!!
لأصل الي المنزل في ساعات المغريبان و انا اجر ريلي المصابه بمسمار بنيان مدرسه البنات..لأتلقى اجمل زفة من العيوز التي كانت تنتظرني على باب البيت زفة بدايتها (لعان و شعان) و نهايتها ( أما عليه ان ما رديتك باجر الصبح العين مع الدريول..سر عند امك خلها تحضاك)..ولكن هيهات..ففي ساعات الفجر الاولى كنت في مؤخرة الكروزر متوجهاً الى عزبة الرجاب..مع الدريول الباكستاني مع اقاربي الشياطين..الله يعلم كنا نغسل ويوهنا ولا لا !!!
مجرد ذكريات طفوله فهل يحق لي الاستهزاء بها!!!!
مجرد ذكريات تحمل في طياتها اول مراحل الاعجاب الطفولي..فقد جذبني طول ضفيرتها..و كثافة رمش عينها..وانا هنا لا اتغزل فكيف لي ان اتغزل ولا لا افقه ابجديات الحب في سنوات عمري الصغيره تلك!!..مجرد اعجاب طفولي..مقتصر على النظرات..و على لحظات اللعب فالحاره..ففي لعبه (صيد حمام) كانت هيه فالفريق المعاكس..و يشاء القدر ان اكون انا من يحمل الكرة..وتشاء الصدف ان تكون هيه امام مرأى عيني..احمل الكره ولكن لا استطيع توجيهها اليها..فهي كانت معجبتي الصغيره..احاول تجاهلها الا ان صرخات بروك (التي تطرّ الاذن..اضربها يالعمي ما تشوفها جدامك!!) تستفزني..فأرمي الكره ولكن مع تعمد تجاهلها فتسقط الكره بعيدا عني لتنالني لعنات بروك و على رأسها (يالثور) ولكن من يأبه..فهي (ما تهون عليه)..تمر السنون لأعود مرة أخرى لنفس الحارة..في احد الاعياد..لألتقي بأبناء معجبتي الصغيره..نسخ مصغره عنها..و تساءلت يا ترى متى سأرى نسخ مصغره عني لتعيش ذكريات طفولتي..وهل ستكون لهم ذكريات في ظل التلوث الالكتروني في هذا العصر..
مجرد ذكريات طفولة فهل يحق لي الاستهزاء بها!!!!
للعلم: من تابع موضوعي الاول..شاءت الصدف ان ألتقي مره أخررى بالاستاذ اسعد و ظل واقفاً محدقاً بي..ليقول ببطء: تعالا يا بني..انته مش غريب عليه..انا كنت مدرسنك أبل كده!!!
و قبل ان انعش ذاكرته..اتتني زمجرة مديري من أخر الرواق لأٍسرع نحوه تاركاً فرصتي الاخيره مع الاستاذ اسعد:maa2ddry:
بفصوص كيبوردي..آه يا من روحه اعتلت
اليوم الاحد 30-11-2008