راعيها
01-08-2008, 10:24 PM
موضوع قديم استواله اربع سنين او اكثر حبيت اطرحه بناء على مشورة السلطان عشان نعرف الهير شو كانت قبل وشو استوت الحينه
عندما توجهنا الى منطقة الهير احدى مناطق مدينة العين، كنا نتوقع التوغل في الصحراء، حيث تلتمع حبات الرمل الصفراء أمام عين الشمس وينام ماض جميل يؤرخ لقوافل العابرين نحو اسواق المدينة كي يبيعوا ويشتروا ويمنحوا الحياة معنى جديدا بالعمل والصبر. هكذا تابعنا رحلتنا عبر طريق انتشرت على جانبيه الاشجار الخضراء واللافتات التي تدعو الى ذكر الله، الأمر الذي يبعث على التأمل في قدرة الخالق واطلاق العنان للنفس كي تعود الى سجيتها.
وصلنا الى المنطقة التي تبعد عن مدينة العين حوالي 45 كيلو مترا، واكتشفنا اننا سرحنا بالخيال نحو الصحراء، بينما تمثل الهير بستانا اخضر تتخلله مساكن جميلة حيث تنتصب المدينة الحديثة متألقة، فهي جارة المزارع الخضراء التي ازدهرت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، وجهود ابناء المنطقة فيها.
توجهنا الى ابناء المنطقة ليحكوا تاريخ الهير وحياتها الماضية وهم خير من يقدم الصورة الحقيقية لها.
حدثنا سيف بن سويدان بن حضيرم الكتبي عن سبب تسميتها فقال: “ان اسمها جاء من كونها كانت مهجورة في السابق، حيث يغادرها الناس بحثا عن الماء والعشب لحيواناتهم، وكان ابناء المنطقة يصنعون الفحم “السخام” ويبيعونه في اسواق دبي. وعندما يصلون يشترون العيش الرز والتمر والكسوة. وكانوا يسكنون بيوت الشعر في الشتاء ويبنون العريش في الصيف طعامهم كان يتركز على قرص خبر الحنطة مع اللبن، وكانت المرأة تشارك الرجل في العمل فهي تجلب الماء والحطب والثمام، وكانت حياة الناس ترتبط بما تقدمه الأرض لهم، حتى جاء صاحب السمو رئيس الدولة الى المنطقة فأمر ببناء البيوت والمزارع التي وزعت على ابناء المنطقة، واصبحت “الهير” على ما هي عليه اليوم، بعد ان كانت غير آمنة من الحيوانات السيرية كالذئاب التي كانت تفترس الغنم ان لم تكن عليها حراسة.
بينما نجد المنطقة الآن عامرة ببيوتها ومزارعها وتتوافر فيها الخدمات المختلفة للمواطنين.
الهير القديمة
ويذكر سعيد سيف سعيد الكتبي ان “المنطقة الحالية ليست الهير القديمة فقد كانت المنطقة القديمة تقع شمال الشعبية الحالية، حيث كانت هناك بئر يجتمع عندها البدو، ويبنون “الدعون” والعريش من السعف وكذلك يسكنون بيوت الشعر، وقد زارنا صاحب السمو الشيخ زايد حفظه الله فرأى ان تلك المنطقة واسعة وتصلح للسكن فأمر ببناء ثلاثين بيتا ومستشفى ومدرسة ومسجد، وبعدها توسعت المنطقة وكبرت واخذت مساحة كبيرة وصارت مدينة يتوافر فيها كل ما يتوافر للمدن الحديثة، بينما كانت معيشة الناس في الماضي على صنع السخام والرعي والصيد، فقد كنا نصيد الحبارى والارانب وتصنع النساء “الجامي” واليقط، وعندما يمرض الشخص يذهب الى الحكيم “عقيدة” في العين الذي يقوم بعلاج الناس ووسم من سيتدعي مرضه ذلك، ولم يكن هناك سوق في المنطقة، فالبضائع تأتي من دبي والعين، والمرأة لا تقوم بالتسوق، بل تأتيها طلباتها حسب المتوفر لدى زوجها واهلها. والحياة في الماضي كانت تتميز ببساطتها وحضور روح التعاون فيها، فالناس تساعد الفقير وتجمع له المال للزواج ويعطونه بعض الابل ليكسب رزقه.
أما الحيوانات البرية فقد كانت موجودة في المنطقة مثل الارانب والغزلان والحبارى وكنا نصيد بالصقور و”التفك” نوع من الاسلحة النارية.
وتتعدد مناطق الهير كما يذكر ابناء المنطقة فهي الجبيب ووادي معد ومنطقة الهييرة، وتقع حول المنطقة مناطق السماحيات وقروت الوعالة ومسيال الكحل ثم العوهة.
ذكريات الطفولة
يتحدث الشباب عن ذكريات طفولتهم في المنطقة، فيقول سيف راشد سيف الكتبي “عندما كنا اطفالا لم تكن هناك شعبيات، وكان الناس يعيشون في بيوت الشعر، الى ان بدأ بناء المنطقة، فدخلنا مدرستها وتخرجنا فيها، وهذا التقدم والازدهار انعكس بشكل ايجابي على الجيل الجديد، لكن بعض العادات والتقاليد تغيرت ونسيها الشباب.
لكننا نحاول ان نعوض هذا الامر بجلساتنا الشعرية مع الاصدقاء في البر، فليس اجمل من الطبيعة والعيش فيها، وقد قلت في احدى الرحلات البرية:
احب البر والرحلة
وشوقني الهوى الذنان
احب العود والظلة
مريح البال والوجدان
نسايم من على التلة
تزيح الهم والأحزان
رحيل البر ما امله
لأنه أصلي اللي كان
تطور
الهير اليوم غيرها بالامس فمجموعة البيوت الثلاثين في بداية السبعينات اصبحت 221 بيتا بنتها الدولة للمواطنين، اضافة الى الاملاك الخاصة، وقد بلغ عدد المزارع في المنطقة 206 مزارع، بينما يبلغ عدد سكانها حوالي 550 نسمة، وفيها مركز صحي وصالة افراح ومركز للاتصالات وجميعة تعاونية، اضافة الى عدد من المحلات التجارية.
وللدوائر الرسمية والجمعيات فروع في المنطقة، فهناك مركز للارشاد الزراعي تابع لدائرة الزراعة والثروة الحيوانية وكذلك فرع لجمعية المرأة الظبيانية ومركز للشرطة وفرع لادارة المرور والتراخيص وفرع لنادي العين الرياضي الثقافي. ومنذ عام 1981 انشأت بلدية الهير التي تغطي المنطقة الشمالية لمدينة العين مثل الفقع والشويب.
ويتحدث علي صميد الكعبي مدير مدرسة الهير الثانوية المشتركة عن المدرسة فيقول “المدرسة هي الأولى في المنطقة وقد تأسست عام 1972 وكانت مشتركة للبنات والبنين ثم تم فصلهما في مدرستين. وفي هذا العام ثم تقسيم مدرسة الاولاد الى ابتدائية وثانوية بعد ان زاد عدد الطلاب.
والجولة في ضواحي الهير تدل على مدى الاهتمام بتلك المنطقة التي جمعت بين الطبيعة الصحراوية حيث يحيط بها الرمال، وقد شكلت بساطا من النباتات الصحراوية ونبات الحنظل، والمدينة التي تألقت فيها تشكيلات الزهور وتفيأت ظلال الشجر. وقد بدا المنظر من التل الذي احتوى خزان المياه الخاص بالمدينة مذهلا بجماله، فقد انتشر الاخضر الجميل حول المنطقة متألقا واخاذا.
وعند العودة الى المزارع المحيطة بالمنطقة، دخلنا مزرعة راشد سيف الكتبي التي تمثل اقدم مزارع الهير كما يقول ابنه سيف، وفيها اقدم “طوي” بئر كان يجتمع عندها الناس، حيث كانت تلك البقعة محاطة بالنخيل والموز، ومنطقة المزارع كانت مراعي معشبة، خاصة في مواسم الخصب.
ومازال اهالي المنطقة يهتمون بأنواع الرياضة البدوية كسباق الهجن، حيث يتابع كثير منهم تربية واقتناء الابل الاصيلة ويوفرون لها البيئة المناسبة في “عزب” خاصة. وهكذا مثلت الهير انموذجا للتطور الذي شهدته الامارات خلال العقود الثلاثة الماضية بما تحظى به من عمران حديث واهتمام بالزراعة حتى تحولت الصحراء الى بستان وارف الظلال.
تقرير مقتبس للكاتبه دلال جويد.....المصدر دار الخليج
عندما توجهنا الى منطقة الهير احدى مناطق مدينة العين، كنا نتوقع التوغل في الصحراء، حيث تلتمع حبات الرمل الصفراء أمام عين الشمس وينام ماض جميل يؤرخ لقوافل العابرين نحو اسواق المدينة كي يبيعوا ويشتروا ويمنحوا الحياة معنى جديدا بالعمل والصبر. هكذا تابعنا رحلتنا عبر طريق انتشرت على جانبيه الاشجار الخضراء واللافتات التي تدعو الى ذكر الله، الأمر الذي يبعث على التأمل في قدرة الخالق واطلاق العنان للنفس كي تعود الى سجيتها.
وصلنا الى المنطقة التي تبعد عن مدينة العين حوالي 45 كيلو مترا، واكتشفنا اننا سرحنا بالخيال نحو الصحراء، بينما تمثل الهير بستانا اخضر تتخلله مساكن جميلة حيث تنتصب المدينة الحديثة متألقة، فهي جارة المزارع الخضراء التي ازدهرت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، وجهود ابناء المنطقة فيها.
توجهنا الى ابناء المنطقة ليحكوا تاريخ الهير وحياتها الماضية وهم خير من يقدم الصورة الحقيقية لها.
حدثنا سيف بن سويدان بن حضيرم الكتبي عن سبب تسميتها فقال: “ان اسمها جاء من كونها كانت مهجورة في السابق، حيث يغادرها الناس بحثا عن الماء والعشب لحيواناتهم، وكان ابناء المنطقة يصنعون الفحم “السخام” ويبيعونه في اسواق دبي. وعندما يصلون يشترون العيش الرز والتمر والكسوة. وكانوا يسكنون بيوت الشعر في الشتاء ويبنون العريش في الصيف طعامهم كان يتركز على قرص خبر الحنطة مع اللبن، وكانت المرأة تشارك الرجل في العمل فهي تجلب الماء والحطب والثمام، وكانت حياة الناس ترتبط بما تقدمه الأرض لهم، حتى جاء صاحب السمو رئيس الدولة الى المنطقة فأمر ببناء البيوت والمزارع التي وزعت على ابناء المنطقة، واصبحت “الهير” على ما هي عليه اليوم، بعد ان كانت غير آمنة من الحيوانات السيرية كالذئاب التي كانت تفترس الغنم ان لم تكن عليها حراسة.
بينما نجد المنطقة الآن عامرة ببيوتها ومزارعها وتتوافر فيها الخدمات المختلفة للمواطنين.
الهير القديمة
ويذكر سعيد سيف سعيد الكتبي ان “المنطقة الحالية ليست الهير القديمة فقد كانت المنطقة القديمة تقع شمال الشعبية الحالية، حيث كانت هناك بئر يجتمع عندها البدو، ويبنون “الدعون” والعريش من السعف وكذلك يسكنون بيوت الشعر، وقد زارنا صاحب السمو الشيخ زايد حفظه الله فرأى ان تلك المنطقة واسعة وتصلح للسكن فأمر ببناء ثلاثين بيتا ومستشفى ومدرسة ومسجد، وبعدها توسعت المنطقة وكبرت واخذت مساحة كبيرة وصارت مدينة يتوافر فيها كل ما يتوافر للمدن الحديثة، بينما كانت معيشة الناس في الماضي على صنع السخام والرعي والصيد، فقد كنا نصيد الحبارى والارانب وتصنع النساء “الجامي” واليقط، وعندما يمرض الشخص يذهب الى الحكيم “عقيدة” في العين الذي يقوم بعلاج الناس ووسم من سيتدعي مرضه ذلك، ولم يكن هناك سوق في المنطقة، فالبضائع تأتي من دبي والعين، والمرأة لا تقوم بالتسوق، بل تأتيها طلباتها حسب المتوفر لدى زوجها واهلها. والحياة في الماضي كانت تتميز ببساطتها وحضور روح التعاون فيها، فالناس تساعد الفقير وتجمع له المال للزواج ويعطونه بعض الابل ليكسب رزقه.
أما الحيوانات البرية فقد كانت موجودة في المنطقة مثل الارانب والغزلان والحبارى وكنا نصيد بالصقور و”التفك” نوع من الاسلحة النارية.
وتتعدد مناطق الهير كما يذكر ابناء المنطقة فهي الجبيب ووادي معد ومنطقة الهييرة، وتقع حول المنطقة مناطق السماحيات وقروت الوعالة ومسيال الكحل ثم العوهة.
ذكريات الطفولة
يتحدث الشباب عن ذكريات طفولتهم في المنطقة، فيقول سيف راشد سيف الكتبي “عندما كنا اطفالا لم تكن هناك شعبيات، وكان الناس يعيشون في بيوت الشعر، الى ان بدأ بناء المنطقة، فدخلنا مدرستها وتخرجنا فيها، وهذا التقدم والازدهار انعكس بشكل ايجابي على الجيل الجديد، لكن بعض العادات والتقاليد تغيرت ونسيها الشباب.
لكننا نحاول ان نعوض هذا الامر بجلساتنا الشعرية مع الاصدقاء في البر، فليس اجمل من الطبيعة والعيش فيها، وقد قلت في احدى الرحلات البرية:
احب البر والرحلة
وشوقني الهوى الذنان
احب العود والظلة
مريح البال والوجدان
نسايم من على التلة
تزيح الهم والأحزان
رحيل البر ما امله
لأنه أصلي اللي كان
تطور
الهير اليوم غيرها بالامس فمجموعة البيوت الثلاثين في بداية السبعينات اصبحت 221 بيتا بنتها الدولة للمواطنين، اضافة الى الاملاك الخاصة، وقد بلغ عدد المزارع في المنطقة 206 مزارع، بينما يبلغ عدد سكانها حوالي 550 نسمة، وفيها مركز صحي وصالة افراح ومركز للاتصالات وجميعة تعاونية، اضافة الى عدد من المحلات التجارية.
وللدوائر الرسمية والجمعيات فروع في المنطقة، فهناك مركز للارشاد الزراعي تابع لدائرة الزراعة والثروة الحيوانية وكذلك فرع لجمعية المرأة الظبيانية ومركز للشرطة وفرع لادارة المرور والتراخيص وفرع لنادي العين الرياضي الثقافي. ومنذ عام 1981 انشأت بلدية الهير التي تغطي المنطقة الشمالية لمدينة العين مثل الفقع والشويب.
ويتحدث علي صميد الكعبي مدير مدرسة الهير الثانوية المشتركة عن المدرسة فيقول “المدرسة هي الأولى في المنطقة وقد تأسست عام 1972 وكانت مشتركة للبنات والبنين ثم تم فصلهما في مدرستين. وفي هذا العام ثم تقسيم مدرسة الاولاد الى ابتدائية وثانوية بعد ان زاد عدد الطلاب.
والجولة في ضواحي الهير تدل على مدى الاهتمام بتلك المنطقة التي جمعت بين الطبيعة الصحراوية حيث يحيط بها الرمال، وقد شكلت بساطا من النباتات الصحراوية ونبات الحنظل، والمدينة التي تألقت فيها تشكيلات الزهور وتفيأت ظلال الشجر. وقد بدا المنظر من التل الذي احتوى خزان المياه الخاص بالمدينة مذهلا بجماله، فقد انتشر الاخضر الجميل حول المنطقة متألقا واخاذا.
وعند العودة الى المزارع المحيطة بالمنطقة، دخلنا مزرعة راشد سيف الكتبي التي تمثل اقدم مزارع الهير كما يقول ابنه سيف، وفيها اقدم “طوي” بئر كان يجتمع عندها الناس، حيث كانت تلك البقعة محاطة بالنخيل والموز، ومنطقة المزارع كانت مراعي معشبة، خاصة في مواسم الخصب.
ومازال اهالي المنطقة يهتمون بأنواع الرياضة البدوية كسباق الهجن، حيث يتابع كثير منهم تربية واقتناء الابل الاصيلة ويوفرون لها البيئة المناسبة في “عزب” خاصة. وهكذا مثلت الهير انموذجا للتطور الذي شهدته الامارات خلال العقود الثلاثة الماضية بما تحظى به من عمران حديث واهتمام بالزراعة حتى تحولت الصحراء الى بستان وارف الظلال.
تقرير مقتبس للكاتبه دلال جويد.....المصدر دار الخليج