الرحال
15-07-2008, 12:55 PM
الأردني مهند ساري يتأهل بتصويت لجنة التحكيم وينتقل للمرحلة القادمة في أمير الشعراء
http://www.princeofpoets.com/admin/photos/50-20080704-172515.jpg
واستهلت الحلقة الرابعة من البرنامج، بترحيب مقدم البرنامج المذيع إياد نصار، بلجنة التحكيم وبالشعراء المشاركين وبالضيوف والجمهور من أبو ظبي دار الثقافة والإبداع ، ثم تم تقديم ملخص لأهم أحداث الحلقة السابقة –الثالثة- والشعراء الفرسان الذين شاركوا فيها، وعددهم ستة شعراء هم : أحمد أبو سليم من فلسطين، وحاتم الزهراني من السعودية، وسيدي محمد ولد بمبا من موريتانيا، وشفيقة وعيل من الجزائر، وعبد الرحيم حسن من السودان، ومشعل الحربي من الكويت.
وأعلن عن الشاعرين المتأهلين من الحلقة الثالثة والتي وصفت بالمجموعة الحديدية، وهما الشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بمبا، بحصوله على نسبة 53% من تصويت الجمهور، والشاعر الكويتي مشعل الحربي بحصوله على نسبة 50%، ليلتحقا بزميلهما الشاعر أحمد بخيت الذي كان قد تأهل بحصوله على أعلى نسبة من لجنة التحكيم 44%، وليودع الشعراء الأربعة الآخرون، وهم : احمد ابوسليم (فلسطين)، حاتم الزهراني(السعودية)، شفيقة وعيل (الجزائر)، عبد الرحيم حسن حمزة (السودان)، المسابقة بعد مشاركة مشرفة.
وشكر ولد بمبا الجمهور العربي والموريتاني ومنتدى القصيد الموريتاني ووزارة الثقافة الموريتانية على دعمهم له بالتصويت، وحيا زملائه من الشعراء الذين لم يحالفهم الحظ بالانتقال إلى المراحل التالية. وطالب ولد بمبا بأن تكون انتقادات لجنة التحكيم بمستوى النصوص المقدمة. كم شكر الشاعر مشعل الحربي، أبناء دولة الكويت وأبناء قبيلته على وقفتهم إلى جانبه.
تلا ذلك دخول فرسان الحلقة الرابعة من الشعراء وهم: جاخيتي الشيخ سك من موريتانيا، وحسن ابراهيم الحسن من سوريا، وشيماء محمد حسن من مصر، وعبد الله العريمي من السعودية، وعمر حماد هلال من العراق، ومهند ساري من الأردن، وموسى عقيل من السعودية.
جاخيتي الشيخ سك: بدأت الحلقة الرابعة بالشاعر الموريتاني جاخيتي الشيخ سك ، الذي كان أول من اعتلى منصة الإلقاء بين شعراء هذه الحلقة، وألقى قصيدة بعنوان "معراج". وأعطى عضو لجنة التحكيم د. احمد خريس اول حكم على القصيدة بقوله :"إن فيها ما يعجب وفيها ما يثير العجب، ومما يعجب هو حديث الشاعر عن سائس الأبقار وحادي النوق، وهي صورة طريفة لأن هذا النوع من البقر موجود في الولايات المتحدة".
وأضاف :"هناك بعض الأشياء لا تعجبني مثل الحديث عن الوقت المشنوق لأن القارئ قد يفهم حد الوقت لكنه لا يستطيع فهم حد حبل الوقت فالمعنى لا يستقيم لأن القطع مرتبط بالقطع"، لكنه ختم بقوله إنها قصيدة جيدة.
.
د. صلاح فضل كشف في مداعبة لطيفة للشاعر عن فضوله في معرفة معنى اسم الشاعر "جاخيتي"، إلا أن الأخير لم يستطع إشباع هذا الفضول. واعتبر د.فضل القصيدة طريفة وعنوانها وضع القصيدة بأدنى وسيلة أو مناسبة، فتجربة ليست تجربة معراجية كما يوحي العنوان، وفيها تعديد لانتماءات الشاعر العربية الإفريقية الاسلامية وهو تعديد جميل وعميق. ونوه إلى أن الشاعر يلعب في قصيدته لعبة مألوفة في الشعر وهي توحيد المرأة بالوطن، لكنه انتقد سحق الشاعر للمرأة والوطن في القصيدة، وتساءل هنا عما إذا كانت القافية هي التي ألزمت الشاعر بذلك، كما انتقد تضمين القصيدة سائس الأبقار لأنها من النوع الأميركي غير الموجود في موريتانيا وطن الشاعر، كما تحدث عن وجود فجوة بين عنوان القصيدة والنص، إلا أنه أثنى على السلاسة الجميلة في الصياغة الشعرية.
الدكتور علي بن تميم، شكر الشاعر على هذا النص الذي خلق فيه الشاعر تهجينا من نوع خاص بين الثقافتين العربية والإفريقية، مشيرا إلى أنه تراوح بين فكرة التهجين بين الثقافتين ومحاولة الوصول إلى الالتئام. ورأى د. علي بن تميم أن الشاعر أبدع في استخدام استخدام طائر الفينيق كطائر كوني تدعيه كثير من الأمم.
وعلق عضو لجنة التحكيم الدكتور عبد الملك مرتاض على القصيدة قائلاً :"أخيراً جاءت قصيدة من موريتانيا تزهو فخراً بعد أن نثرها الشاعر نثرا وسحرها سحرها فانهالت أبياتها تترى فإن شئت سراً وإن شئت جهرا. وأشار د.مرتاض إلى جمال عنوان القصيدة وأنه يحمل الشعرية الروحية، ذاتية مفرطة لكنها دافقة الشعرية، وكلمة انتماء. ومدح القصيدة لاستحضارها الثقافة الغائبة، مبدياً إعجابه بالقصيدة وبالنص الجميل وبالإفراط الشعري.
وقال الأستاذ نايف الرشدان في تعليقه على قصيدة الشاعر الموريتاني :"المحطات التي تقف بها بعض الجمل الشعرية في النص تدفعنا للذهول، كل جملة شعرية تجسد نصاً كاملاً". وأشار إلى أن هناك تقريرية واضحة في النص، كما فيه قدرة على توظيف الرمز.
الدكتور احمد خريس قال "إن النص عبارة عن خطاب نسوي صارخ مقابل لخطاب آخر درج عليه الشعراء الذكور ولا ألومك عليه". وطالب الشاعرة بالتنويع في الموضوعات فالموضوع الذي تناولته القصيدة مستهلك رغم أنه جميل.
الأستاذ نايف الرشدان قال إن الشاعرة حصلت على لقب جديد في هذه الأمسية وهو صاحبة أسرع تناص، وامتدح الصور الجميلة في النص الذي تتوسع فيه الشاعرة في نقل وتوظيف المفردات في استعمالات مبتكرة بفضل التحولات الفنية المتلاحقة. وأشار إلى أن اعتناء الشاعرة بالإيقاع هيمن على صناعة معمار النص فلم تكن بعض التعبيرات في سياقها الذي جعلت له. رغم أن البناء يعتمد الكتابة الجديدة إلا أن الشاعرة أقامت مشاهد متنوعة عبر النص، يدلل على الشاعرية، ناصحا شيماء بمزيد من القراءات المتنوعة لكبار الشعراء والشاعرات.
عبد الله العريمي: ألقى الشاعر العماني قصيدة بعنوان "كونشيرت الأرض". علق عليها د.علي بن تميم، قائلاً :"أعتقد أن انتقال الشاعر من جملة إلى أخرى ثقيل بشكل واضح"، ونوه إلى وجود كسر في الوزن بالانتقال من تفعيلة متفعل إلى مفعلة، ولم يخف إعجابه بأحد مقاطع القصيدة.
وحيا الدكتور عبد الملك مرتاض الشاعر على أسلوبه الرائع في الإلقاء، إلا أنه أبدى عدم إعجابه بعنوان القصيدة. وأشار إلى أن مفردة "عروسة البحر" التي وردت في النص وهي تستعمل في اللغة العامية اليومية، ومع ذلك فهذا لا يضير شيئاً فالنص جميل، وفيه توظيف للتكرار، وكل ذلك لم يخلو من نسوج جميلة، نص بديع.
واعتبر د.أحمد خريس النص محاولة جادة لكتابة قصيدة تنتمي لتيار الحداثة الشعري، والشاعر يلتقط أهم الإشارات التي تأتي بها القصيد، وعبر د.خريس في الوقت نفسه عن انزعاجه من أن في النص استحضار مكثف لدلالات وطرائق تنتمي لتجربة الشاعر محمود درويش على وجه التحديد. وأشار إلى إكثار الشاعر من السبب والنتيجة وهو أسلوب يميز محمود درويش، متمنياً على الشاعر الانعتاق والخلاص من هذه التبعية رغم أنها تبعية جميلة ومغرية، لكن في النهاية يجب أن يكون للشاعر صوته الخاص، وختم بالقول :"أنت شاعر جيد أرجو لك التوفيق".
الأستاذ نايف الرشدان، أشار إلى الخلق الكريم للشاعر العريمي، وإلى نصه الفاره الجميل الملئ بالاستلهامات، القرآنية والتراثية. النص يدلل على شاعر عملاق من ارض سلطنة عمان.
د.صلاح فضل، قال مخاطباً العريمي :"أنت شاعر مشرف كما وعدت أهلك وعشيرتك، صوتك الشعري متميز، وشعرك تفوح منه رائحة التاريخ وهو يبشر بفجر المستقبل، لك أسلوب شيق في التصوير والتمثيل الجمالي".
عمر حماد هلال: ألقى الشاعر العراقي قصيدة بعنوان " هواجس غير مؤممة"، تسلط الضوء على ما حل بعاصمة الرشيد بغداد.
وكان الدكتور عبد المالك مرتاض أول الذين ابدوا رأيهم في النص من لجنة التحكيم، ممتدحاً الإلقاء الجميل للشاعر، وأيضا النص الجميل الذي يحمل قضية نبيلة. وأشار إلى أن لغة النص نقية، واللغة الشعرية جميلة نهضت بوظيفتها البنائية، كما ان التصوير بديع وهناك استحضار للثقافة العربية الاسلامية، والايقاع يستفز متلقيه، والنص من أروع النصوص التنافسية في الأمسية.
د. احمد خريس، اعتبر القصيدة موفقة، بتركيزها على بغداد وما حل بها، مشيرا إلى أن القصيدة تصل إلى حد رثاء المدن الذي لا نتمنى الوصول إليه، لكنه انتقد استحضار الشاعر لقصة يوسف في القصيدة في غير موضعها بتحدثه عن قميص قد من قبل وقد من دبر فقصة يوسف تنتهي ببراءته لأن الحادثة أثبتت أن قميصه قد من دبر وهو ما لم ينته إليه الشاعر فبدت بغداد وكأنها غير بريئة مما حصل لها من غزو واحتلال.
أما الأستاذ نايف الرشدان، فأكد على جمالية النص فهو تجربة انسانية عامة، والإحساس بالوطنية نابض في القصيدة، والنص ينسجم في افكاره مع القيم الإنسانية والوطنية لدى الشاعر. وأشار إلى أن الشاعر منح الصور بنيات جزئية، وأن الإيحاءات تجاوزت الدلالات اللغوية.
الدكتور صلاح فضل، أشار إلى أن عنوان القصيدة لا يحمل معنى النص إضافة إلى استخدام بعض المصطلحات في غير مكانها، وتحدث عن سوء في استخدام قصة يوسف في النص الشعري. وأشار إلى أن التعبير في النص مباشر رغم قوته.
وعلق على القصيدة بأنها لا تحتوي على كثير من الإيحاءات مما أضعفها، داعيا الشاعر إلى أخذ مسافة تبعده قليلا عن المباشرة لاسترداد طاقاته الإيحائية.
الدكتور علي بن تميم تحدث عن فجوة في الشعرية المتدفقة في بعض الأبيات ثم تجف في أبيات أخرى ، مشيراً إلى أن الجمل متكررة في مواضع عدة من القصيدة.
مهند ساري: القى الشاعر الأردني قصيدة بعنوان "قافية تتنفس"، قال فيها د.عبد الملك مرتاض مخاطباً الشاعر :" لقد أمتعتنا بالقصيدة الجميلة، أنت شاعر ساحر، فعنوان القصيدة يتنفس وعبق الشعر واللغة الجميلة والمضمون تمثل ملحمة الطوفان". وتابع يقول :" ولكن هل يحق لنا كتابة التاريخ شعراً، منوهاً إلى أن الشاعر أفلح في جعل هذا المجال مجالاً للشعر.
واشار إلى أن لغة القصيدة تتصيد السمات اللفظية بذكاء كبير، ووصف النص بالكبير فيه جهد استثنائي لإعادة قراءة حادثة في الكتب السماوية.
ووصف د.صلاح فضل الشاعر بالمذهل، الذي يبتلع الصور والتراكيب القرآنية لينفثها صوراً بديعة. وقال مخاطباً العريمي :"أنت تخلص لرؤيتك الصوتية فلا تخلطها بتراب الأرض".
ووصف د.أحمد خريس النص بالمدهش وفيه استحضار لقصة نوح عليه السلام في جذريها الروحي والديني. وقال إن :"أجمل ما في النص ذلك التقمص لحالة شاعر متخيل".
ونوه د.علي بن تميم إلى جمالية النص، وقال :"مهند أخذ الشعر ووضعه في الجرار، وعبر عن إعجابه باستحضار النص لسفر التكوين وإعادة تشييده. وقال :" إن هذا النص من أزهى النصوص التي استمعت لها في المسابقة".
وقال الأستاذ نايف الرشدان معلقاً :" النص يجئ من باب الشعر الثقافي فهو مكتنز بالمعرفي، أيضا بالرمز السياقي وبالإشارات وبالرمز التقليدي، وبالتوظيف الأسطوري والشعبي". وأضاف :" يتضح مدى تأثير حالة الاشراق على البنى الشعرية، فالنص ثري وقوي يدلل على أننا أمام شاعر كبير.
موسى عقيل: كان الشاعر السعودي المتسابق السابع والأخير في الحلقة الرابعة من البرنامج السعودية، وألقى قصيدة بعنوان "تسابيح". الأستاذ نايف الرشدان وصف الشاعر بقوله :" أنت شاعر كبير في إيهاب كبير"، مؤكدا أن الشاعر يمتلك قدرة نافذة على توظيف المفردات الشعرية، وعلى البناء المتماسك للجمل واستحضار القيم الجمالية والصور الشعرية والتناغم الكبير بين الفكرة وإحساس الشاعر الذي يمتلك تجربة شعورية جميلة وناضجة.
وفي ختام انتهاء الشعراء من إلقاء قصائدهم أعلنت لجنة التحكيم عن اختيارها للشاعر مهند ساري من الأردن ليتأهل إلى المرحلة التالية بحصوله على أعلى نسبة تصويت بين المشاركين (47%)، فيما حصل الشاعر الموريتاني جاخيتي الشيخ سك، على أعلى نسبة تصويت من قبل جمهور مسرح شاطئ الر احة (51%)، لينتقل مع بقية الفرسان الخمسة الآخرين لتصويت الجمهور.
منقول
الرحال
http://www.princeofpoets.com/admin/photos/50-20080704-172515.jpg
واستهلت الحلقة الرابعة من البرنامج، بترحيب مقدم البرنامج المذيع إياد نصار، بلجنة التحكيم وبالشعراء المشاركين وبالضيوف والجمهور من أبو ظبي دار الثقافة والإبداع ، ثم تم تقديم ملخص لأهم أحداث الحلقة السابقة –الثالثة- والشعراء الفرسان الذين شاركوا فيها، وعددهم ستة شعراء هم : أحمد أبو سليم من فلسطين، وحاتم الزهراني من السعودية، وسيدي محمد ولد بمبا من موريتانيا، وشفيقة وعيل من الجزائر، وعبد الرحيم حسن من السودان، ومشعل الحربي من الكويت.
وأعلن عن الشاعرين المتأهلين من الحلقة الثالثة والتي وصفت بالمجموعة الحديدية، وهما الشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بمبا، بحصوله على نسبة 53% من تصويت الجمهور، والشاعر الكويتي مشعل الحربي بحصوله على نسبة 50%، ليلتحقا بزميلهما الشاعر أحمد بخيت الذي كان قد تأهل بحصوله على أعلى نسبة من لجنة التحكيم 44%، وليودع الشعراء الأربعة الآخرون، وهم : احمد ابوسليم (فلسطين)، حاتم الزهراني(السعودية)، شفيقة وعيل (الجزائر)، عبد الرحيم حسن حمزة (السودان)، المسابقة بعد مشاركة مشرفة.
وشكر ولد بمبا الجمهور العربي والموريتاني ومنتدى القصيد الموريتاني ووزارة الثقافة الموريتانية على دعمهم له بالتصويت، وحيا زملائه من الشعراء الذين لم يحالفهم الحظ بالانتقال إلى المراحل التالية. وطالب ولد بمبا بأن تكون انتقادات لجنة التحكيم بمستوى النصوص المقدمة. كم شكر الشاعر مشعل الحربي، أبناء دولة الكويت وأبناء قبيلته على وقفتهم إلى جانبه.
تلا ذلك دخول فرسان الحلقة الرابعة من الشعراء وهم: جاخيتي الشيخ سك من موريتانيا، وحسن ابراهيم الحسن من سوريا، وشيماء محمد حسن من مصر، وعبد الله العريمي من السعودية، وعمر حماد هلال من العراق، ومهند ساري من الأردن، وموسى عقيل من السعودية.
جاخيتي الشيخ سك: بدأت الحلقة الرابعة بالشاعر الموريتاني جاخيتي الشيخ سك ، الذي كان أول من اعتلى منصة الإلقاء بين شعراء هذه الحلقة، وألقى قصيدة بعنوان "معراج". وأعطى عضو لجنة التحكيم د. احمد خريس اول حكم على القصيدة بقوله :"إن فيها ما يعجب وفيها ما يثير العجب، ومما يعجب هو حديث الشاعر عن سائس الأبقار وحادي النوق، وهي صورة طريفة لأن هذا النوع من البقر موجود في الولايات المتحدة".
وأضاف :"هناك بعض الأشياء لا تعجبني مثل الحديث عن الوقت المشنوق لأن القارئ قد يفهم حد الوقت لكنه لا يستطيع فهم حد حبل الوقت فالمعنى لا يستقيم لأن القطع مرتبط بالقطع"، لكنه ختم بقوله إنها قصيدة جيدة.
.
د. صلاح فضل كشف في مداعبة لطيفة للشاعر عن فضوله في معرفة معنى اسم الشاعر "جاخيتي"، إلا أن الأخير لم يستطع إشباع هذا الفضول. واعتبر د.فضل القصيدة طريفة وعنوانها وضع القصيدة بأدنى وسيلة أو مناسبة، فتجربة ليست تجربة معراجية كما يوحي العنوان، وفيها تعديد لانتماءات الشاعر العربية الإفريقية الاسلامية وهو تعديد جميل وعميق. ونوه إلى أن الشاعر يلعب في قصيدته لعبة مألوفة في الشعر وهي توحيد المرأة بالوطن، لكنه انتقد سحق الشاعر للمرأة والوطن في القصيدة، وتساءل هنا عما إذا كانت القافية هي التي ألزمت الشاعر بذلك، كما انتقد تضمين القصيدة سائس الأبقار لأنها من النوع الأميركي غير الموجود في موريتانيا وطن الشاعر، كما تحدث عن وجود فجوة بين عنوان القصيدة والنص، إلا أنه أثنى على السلاسة الجميلة في الصياغة الشعرية.
الدكتور علي بن تميم، شكر الشاعر على هذا النص الذي خلق فيه الشاعر تهجينا من نوع خاص بين الثقافتين العربية والإفريقية، مشيرا إلى أنه تراوح بين فكرة التهجين بين الثقافتين ومحاولة الوصول إلى الالتئام. ورأى د. علي بن تميم أن الشاعر أبدع في استخدام استخدام طائر الفينيق كطائر كوني تدعيه كثير من الأمم.
وعلق عضو لجنة التحكيم الدكتور عبد الملك مرتاض على القصيدة قائلاً :"أخيراً جاءت قصيدة من موريتانيا تزهو فخراً بعد أن نثرها الشاعر نثرا وسحرها سحرها فانهالت أبياتها تترى فإن شئت سراً وإن شئت جهرا. وأشار د.مرتاض إلى جمال عنوان القصيدة وأنه يحمل الشعرية الروحية، ذاتية مفرطة لكنها دافقة الشعرية، وكلمة انتماء. ومدح القصيدة لاستحضارها الثقافة الغائبة، مبدياً إعجابه بالقصيدة وبالنص الجميل وبالإفراط الشعري.
وقال الأستاذ نايف الرشدان في تعليقه على قصيدة الشاعر الموريتاني :"المحطات التي تقف بها بعض الجمل الشعرية في النص تدفعنا للذهول، كل جملة شعرية تجسد نصاً كاملاً". وأشار إلى أن هناك تقريرية واضحة في النص، كما فيه قدرة على توظيف الرمز.
الدكتور احمد خريس قال "إن النص عبارة عن خطاب نسوي صارخ مقابل لخطاب آخر درج عليه الشعراء الذكور ولا ألومك عليه". وطالب الشاعرة بالتنويع في الموضوعات فالموضوع الذي تناولته القصيدة مستهلك رغم أنه جميل.
الأستاذ نايف الرشدان قال إن الشاعرة حصلت على لقب جديد في هذه الأمسية وهو صاحبة أسرع تناص، وامتدح الصور الجميلة في النص الذي تتوسع فيه الشاعرة في نقل وتوظيف المفردات في استعمالات مبتكرة بفضل التحولات الفنية المتلاحقة. وأشار إلى أن اعتناء الشاعرة بالإيقاع هيمن على صناعة معمار النص فلم تكن بعض التعبيرات في سياقها الذي جعلت له. رغم أن البناء يعتمد الكتابة الجديدة إلا أن الشاعرة أقامت مشاهد متنوعة عبر النص، يدلل على الشاعرية، ناصحا شيماء بمزيد من القراءات المتنوعة لكبار الشعراء والشاعرات.
عبد الله العريمي: ألقى الشاعر العماني قصيدة بعنوان "كونشيرت الأرض". علق عليها د.علي بن تميم، قائلاً :"أعتقد أن انتقال الشاعر من جملة إلى أخرى ثقيل بشكل واضح"، ونوه إلى وجود كسر في الوزن بالانتقال من تفعيلة متفعل إلى مفعلة، ولم يخف إعجابه بأحد مقاطع القصيدة.
وحيا الدكتور عبد الملك مرتاض الشاعر على أسلوبه الرائع في الإلقاء، إلا أنه أبدى عدم إعجابه بعنوان القصيدة. وأشار إلى أن مفردة "عروسة البحر" التي وردت في النص وهي تستعمل في اللغة العامية اليومية، ومع ذلك فهذا لا يضير شيئاً فالنص جميل، وفيه توظيف للتكرار، وكل ذلك لم يخلو من نسوج جميلة، نص بديع.
واعتبر د.أحمد خريس النص محاولة جادة لكتابة قصيدة تنتمي لتيار الحداثة الشعري، والشاعر يلتقط أهم الإشارات التي تأتي بها القصيد، وعبر د.خريس في الوقت نفسه عن انزعاجه من أن في النص استحضار مكثف لدلالات وطرائق تنتمي لتجربة الشاعر محمود درويش على وجه التحديد. وأشار إلى إكثار الشاعر من السبب والنتيجة وهو أسلوب يميز محمود درويش، متمنياً على الشاعر الانعتاق والخلاص من هذه التبعية رغم أنها تبعية جميلة ومغرية، لكن في النهاية يجب أن يكون للشاعر صوته الخاص، وختم بالقول :"أنت شاعر جيد أرجو لك التوفيق".
الأستاذ نايف الرشدان، أشار إلى الخلق الكريم للشاعر العريمي، وإلى نصه الفاره الجميل الملئ بالاستلهامات، القرآنية والتراثية. النص يدلل على شاعر عملاق من ارض سلطنة عمان.
د.صلاح فضل، قال مخاطباً العريمي :"أنت شاعر مشرف كما وعدت أهلك وعشيرتك، صوتك الشعري متميز، وشعرك تفوح منه رائحة التاريخ وهو يبشر بفجر المستقبل، لك أسلوب شيق في التصوير والتمثيل الجمالي".
عمر حماد هلال: ألقى الشاعر العراقي قصيدة بعنوان " هواجس غير مؤممة"، تسلط الضوء على ما حل بعاصمة الرشيد بغداد.
وكان الدكتور عبد المالك مرتاض أول الذين ابدوا رأيهم في النص من لجنة التحكيم، ممتدحاً الإلقاء الجميل للشاعر، وأيضا النص الجميل الذي يحمل قضية نبيلة. وأشار إلى أن لغة النص نقية، واللغة الشعرية جميلة نهضت بوظيفتها البنائية، كما ان التصوير بديع وهناك استحضار للثقافة العربية الاسلامية، والايقاع يستفز متلقيه، والنص من أروع النصوص التنافسية في الأمسية.
د. احمد خريس، اعتبر القصيدة موفقة، بتركيزها على بغداد وما حل بها، مشيرا إلى أن القصيدة تصل إلى حد رثاء المدن الذي لا نتمنى الوصول إليه، لكنه انتقد استحضار الشاعر لقصة يوسف في القصيدة في غير موضعها بتحدثه عن قميص قد من قبل وقد من دبر فقصة يوسف تنتهي ببراءته لأن الحادثة أثبتت أن قميصه قد من دبر وهو ما لم ينته إليه الشاعر فبدت بغداد وكأنها غير بريئة مما حصل لها من غزو واحتلال.
أما الأستاذ نايف الرشدان، فأكد على جمالية النص فهو تجربة انسانية عامة، والإحساس بالوطنية نابض في القصيدة، والنص ينسجم في افكاره مع القيم الإنسانية والوطنية لدى الشاعر. وأشار إلى أن الشاعر منح الصور بنيات جزئية، وأن الإيحاءات تجاوزت الدلالات اللغوية.
الدكتور صلاح فضل، أشار إلى أن عنوان القصيدة لا يحمل معنى النص إضافة إلى استخدام بعض المصطلحات في غير مكانها، وتحدث عن سوء في استخدام قصة يوسف في النص الشعري. وأشار إلى أن التعبير في النص مباشر رغم قوته.
وعلق على القصيدة بأنها لا تحتوي على كثير من الإيحاءات مما أضعفها، داعيا الشاعر إلى أخذ مسافة تبعده قليلا عن المباشرة لاسترداد طاقاته الإيحائية.
الدكتور علي بن تميم تحدث عن فجوة في الشعرية المتدفقة في بعض الأبيات ثم تجف في أبيات أخرى ، مشيراً إلى أن الجمل متكررة في مواضع عدة من القصيدة.
مهند ساري: القى الشاعر الأردني قصيدة بعنوان "قافية تتنفس"، قال فيها د.عبد الملك مرتاض مخاطباً الشاعر :" لقد أمتعتنا بالقصيدة الجميلة، أنت شاعر ساحر، فعنوان القصيدة يتنفس وعبق الشعر واللغة الجميلة والمضمون تمثل ملحمة الطوفان". وتابع يقول :" ولكن هل يحق لنا كتابة التاريخ شعراً، منوهاً إلى أن الشاعر أفلح في جعل هذا المجال مجالاً للشعر.
واشار إلى أن لغة القصيدة تتصيد السمات اللفظية بذكاء كبير، ووصف النص بالكبير فيه جهد استثنائي لإعادة قراءة حادثة في الكتب السماوية.
ووصف د.صلاح فضل الشاعر بالمذهل، الذي يبتلع الصور والتراكيب القرآنية لينفثها صوراً بديعة. وقال مخاطباً العريمي :"أنت تخلص لرؤيتك الصوتية فلا تخلطها بتراب الأرض".
ووصف د.أحمد خريس النص بالمدهش وفيه استحضار لقصة نوح عليه السلام في جذريها الروحي والديني. وقال إن :"أجمل ما في النص ذلك التقمص لحالة شاعر متخيل".
ونوه د.علي بن تميم إلى جمالية النص، وقال :"مهند أخذ الشعر ووضعه في الجرار، وعبر عن إعجابه باستحضار النص لسفر التكوين وإعادة تشييده. وقال :" إن هذا النص من أزهى النصوص التي استمعت لها في المسابقة".
وقال الأستاذ نايف الرشدان معلقاً :" النص يجئ من باب الشعر الثقافي فهو مكتنز بالمعرفي، أيضا بالرمز السياقي وبالإشارات وبالرمز التقليدي، وبالتوظيف الأسطوري والشعبي". وأضاف :" يتضح مدى تأثير حالة الاشراق على البنى الشعرية، فالنص ثري وقوي يدلل على أننا أمام شاعر كبير.
موسى عقيل: كان الشاعر السعودي المتسابق السابع والأخير في الحلقة الرابعة من البرنامج السعودية، وألقى قصيدة بعنوان "تسابيح". الأستاذ نايف الرشدان وصف الشاعر بقوله :" أنت شاعر كبير في إيهاب كبير"، مؤكدا أن الشاعر يمتلك قدرة نافذة على توظيف المفردات الشعرية، وعلى البناء المتماسك للجمل واستحضار القيم الجمالية والصور الشعرية والتناغم الكبير بين الفكرة وإحساس الشاعر الذي يمتلك تجربة شعورية جميلة وناضجة.
وفي ختام انتهاء الشعراء من إلقاء قصائدهم أعلنت لجنة التحكيم عن اختيارها للشاعر مهند ساري من الأردن ليتأهل إلى المرحلة التالية بحصوله على أعلى نسبة تصويت بين المشاركين (47%)، فيما حصل الشاعر الموريتاني جاخيتي الشيخ سك، على أعلى نسبة تصويت من قبل جمهور مسرح شاطئ الر احة (51%)، لينتقل مع بقية الفرسان الخمسة الآخرين لتصويت الجمهور.
منقول
الرحال