المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأهل الجزائرية خالدية جاب الله للمرحلة الثانية



الرحال
14-06-2008, 03:06 PM
في الحلقة الأولى من أمير الشعراء


تأهل الجزائرية خالدية جاب الله للمرحلة الثانية
http://www.princeofpoets.com/admin/photos/25-20080614-145349.jpg

بدأت أول أمس الخميس أولى حلقات البرنامج الجماهيري الكبير "أمير الشعراء" في أمسية ثقافية مُفعمة بالشعر والقوافي، والبرنامج الذي يُقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، جاء ليؤكد من جديد على الغايات النبيلة التي تسعى إليها إمارة أبوظبي في استعادة قيمة ثقافة اللغة العربية من خلال الشعر الفصيح وقامته العملاقة المعبرة عن التراث الحضاري الأصيل في الخليج العربي والدول العربية.

الحلقة شهدت باكورة من الفقرات الشعرية والموسيقية إضافة إلى التنافس الحاد بين شعراء المرحلة الأولى، والذين حاولوا إبراز الصور المبتكرة والأداء الجيد إضافة إلى النقد الجريء لقصائد الشعراء من جانب أعضاء لجنة التحكيم.

شهدت الحلقة حضور سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، والإعلامية نشوة الرويني المدير التنفيذي لشركة بيراميديا، والشاعر الإماراتي عبدالكريم معتوق، حامل لقب أمير الشعراء في دورته الأولى.

واستهلت الحلقة بتقديم مذيع البرنامج الفنان إياد نصار، لمراحل البرنامج في دورته الثانية، حيث تتكون المرحلة الأولى من خمس حلقات ويتنافس فيها سبعة شعراء في كل حلقة وتستمع اللجنة لقصيدة واحدة من الشعراء السبعة لتناقشه فيها، ثم يتم تزكية شاعر واحد من كل حلقة بالمرحلة الأولى بقرار من لجنة التحكيم في حين يدخل الباقون مرحلة التصويت ويتم على إثرها اختيار متسابقان للتأهل للمرحلة الثانية، التي تستمر لمدة ثلاث حلقات تقوم فيها اللجنة باختيار متسابق واحد على أن يختار الجمهور متسابق آخر عبر التصويت، وتتكون المرحلة الثالثة من حلقة واحدة يتنافس فيها ستة متسابقين على أن تقتسم اللجنة والجمهور قرار تأهيل خمسة متسابقين فقط للمرحلة الأخيرة.

وتناول الدكتور علي بن تميم، عضو لجنة التحكيم، آلية اختيار متسابقي المرحلة الأولى وهي، توزيع الشعراء العشرة الحاصلين على أعلى درجات لجنة التحكيم في المقابلات التمهيدية على الحلقات الخمس الأولى كأوائل المجموعات بمعدل شاعرين في كل حلقة، مع مراعاة تنوع تجاربهم الفنية وأساليبهم الشعرية، كما وضعت اللجنة في اعتبارها الحضور النسائي وتمثيله في الحلقات الخمس الأولى بمعدل شاعرة في كل حلقة، وتضمنت الحلقة الأولى الأسماء التالية، محمد حامد العياف العموش (الأردن)، خالدية جاب الله (الجزائر)، معبرّ النهاري (السعودية)، عبدالناصر الجوهري (مصر)، آدي ولد أدب (موريتانيا)، عماد جبار (العراق)، سامح كعوش (فلسطين)، وتميزت الأمسية بحضور المطربة المصرية غادة رجب والتي تغنت بقصائد الشاعر نزار قباني.

شاعر المليون شاعر
بداية الحلقة كانت مع المتسابق الموريتاني أدي ولد آدب، والذي ألقى قصيدة بعنوان "هجائية الزمن الرديء" قال عنها الدكتور عبدالملك مرتاض، أن قصيدة التفعيلة تلائم أكثر موضوع القصيدة وظهر جمال القصيدة في المقطع الأخير منها وبلغ الإنشاد المستوى المتوسط مع حضور مسرحي إحتفالاتي، وأشار الدكتور علي بن تميم إلى أن النص وقع في السطحية نتيجة التصور الشعري والتقنيات الشعرية كما يرى المتسابق الواقع بمنظور آحادي، وتناول الدكتور صلاح فضل عنوان قصيدة المتسابق والذي يذهب إلى البيت القائل "نعيب زماننا والعيب فينا" وقال: يتضمن النص عدم إتساق نسبي في الصور وفي التوفيق بالإيقاعات كما إن التكرار لم يوظف جيداً، وشبه نايف الرشدان نص المتسابق بالطائرة التي تتعرض للفراغات الهوائية فتهبط تارة وترتفع تارة، وأضاف، رغم أن الصور الشعرية تمثل الواقع المؤلم إلا إنها لا تضع الدواء الناجح للداء بل تجهش في وجه المستمع بعبارات مؤذية كما برزت ثنائيات التضاد، وأكد الدكتور أحمد خريس على أن القافية تظهر عبئاً في بعض الأحيان عند المتسابق وكان "النفَس" الشعري قصير.

شاعرة المستقبل
ومن ثم ألقت المتسابقة خالدية جاب الله، قصيدة بعنوان "جماد" أشاد بنصها الدكتور علي بن تميم، وقال: القصيدة بها ذات تحاول أن تقدم معنى في غاية الأهمية وهو الإغتراب، كما ينتهي النص بهدف إعادة فهم الذات، وقال الدكتور صلاح فضل، تحتوي القصيدة على لقطة شعرية فائقة حينما تُمثل المتسابقة الجماد بحالة قابلة للسيولة وهي حالة أنثوية خاصة، وهناك نغم شعري أليف يتميز ببعض الصور والتعبيرات الدقيقة، وقال الدكتور نايف الرشدان، صوت المتسابقة شعراً، والجماد في النص يشير بتوقف الآخر عن الحركة والتفاعل، لكنه يستيقظ في الأخير حينما يعود الحلم إلى صباه، كما أن هناك صور شعرية تؤكد على أن هناك إتساقاً يفرضه المعنى الشعري واستشهد "الرشدان" بالبيت القائل: "ووحدي أُمرر كفًي على صبوتي"، وأكد الدكتور أحمد خريس على الاجتهاد الشعري للمتسابقة وقدرتها على استعمال القافية، وأكد أيضاً على المفارقات اللغوية القائمة على التضاد، وأشار الدكتور عبدالملك مرتاض، إلى أن النص لا يحمل قضية ولكنه يتناول رؤية شعرية وايقاع هاديء يحمل استفزاز المتلقي من بعيد وحضور مسرحي احتفالاتي
.
شاعر فلسطين
وألقى المتسابق سامح كعوش (فلسطين) قصيدة بعنوان "دم لوجه البحر" قال عنها، انها عريضة ألم موقعة بإسم الطفلة الفلسطينية "هدى غالية" والتي فقدت عائلتها على شاطيء غزة، وتكفل برعايتها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وقال الدكتور صلاح فضل، أن القصيدة في بدايتها تتحدث عن الألم الفلسطيني غير أن المتسابق لجأ إلى "تشعير" هذا الألم الأمر الذي أدى إلى تًكلف القافية، وقال الدكتور نايف الرشدان، النص جميل ويصف فعلاً عظيماً يستحق أن يكون سحابة للنص وقبعة للمعنى وسقف للجمال، ويتقاطر النص دماً ويشع شعراً يستنهض همم الشرفاء، وأضاف الدكتور أحمد خريس، أن القصيدة تتكون من مشهدين الأول عن مقتل العائلة، والثاني قائم على مخاطبة الآخر، والنص به رؤية لا ترى في الفلسطيني إلا ضحية، وقال الدكتور عبدالملك مرتاض، القصيدة تحمل قضية جماهيرية واتخذت ايقاعاً طفولياً من خلال تجسيد قصة صبية قتلها الإسرائيليون، والشكل الإبداعي رطب بديع ولغته منسابة كخرير الماء، وأشار الدكتور علي بن تميم، إلى تسليط المتسابق الضوء على الفتاة الضحية، كما أشاد بالكثير من المقاطع المليئة بالشعر.

شاعر الشجن
تلاه المتسابق عبدالناصر الجوهري (مصر) والذي ألقى قصيدة بعنوان "لمن تهدرين شجوني" قال عنها الدكتور نايف الرشدان، إن إيقاعاتها متلاحقة بدون أفكار شعرية حقيقية واحتوت على صورة مُشعة لكنها مُكررة ومُشبعة بالفجوات، وقال الدكتور أحمد خريس، القصيدة هلامية التكوين وبدون طبيعة حالية، وتناول الدكتور عبدالملك مرتاض، جماليات القصيدة من اللغة الشعرية الشفافة والإيحائية والتي تليق بالشكل الجديد للنص الشعري وأضاف، النص ينعدم فيه الجماهيرية الملائمة للبرنامج، وقال الدكتور علي بن تميم: النص به إضاءات شعرية جميلة واتبع المتسابق تفعيلة فعل، وأشار إلى بعض الملاحظات في النص، وخاطب الدكتور صلاح فضل المتسابق قائلاً: أنت معجون بماء الرومانسية الرقراق، غير أن القصيدة تحتاج إلى كثير من المراجعات
.
شاعر المثلث
وألقى المتسابق الخامس بالحلقة عماد جبار(العراق) قصيدة بعنوان "ثلاثيات المنافي" وأشاد بها الدكتور أحمد خريس، وقال: هناك انسيابية واضحة في القصيدة واحتوت على الرقة والشجن والبناء المثلث حيث انتهت كل ثلاثة أبيات بقافية واحدة، وقال الدكتور عبدالملك مرتاض، المتسابق أدمى القلوب بنص حزين يحمل قضية العراق، والتشكيل الشعري بعيد عن الرتابة، وبدأ النص مترهلاً ثم سرعان ما اتخذ سبيله، كما حاول المتسابق استحضار شاعرية "السياب"، وأضاف الدكتور علي بن تميم، القصيدة فريدة من نوعها، والنص به استراتيجية جمل بسيطة وفرادة في تشكيل الصورة، وقال الدكتور صلاح فضل، المتسابق جبًار في الشعر وتتميز قصيدته بطرافة الشكل الشعري والفائض الموسيقي، كما امتلك المتسابق نسق سردي جميل ونسق تصويري، وقال نايف الرشدان، فلسفة المتسابق شاعرية فارهة والنص يخلق جمالية من حالات الإيهام، وبدأت شاعرية النص في منتصفه
.
شاعر الأنغام
وألقى المتسابق محمد العياف العموش (الأردن) قصيدة بعنوان "تقاسيم على وتر القافية" وقال الدكتور عبدالملك مرتاض، المدح موضوع القصيدة الجماهيرية وأجاد المتسابق ذكر مآثر سمو الشيخ محمد بن زايد ورعايته لمسابقة أمير الشعراء وأضاف، اللغة سليمة مُعجمياً ورصينة شعرياً وهناك توظيف للألوان والأصوات والعطور، وذهب الدكتور علي بن تميم إلى الإضاءات الشعرية الموجودة بالنص وأبدى بعض الملاحظات عليه، وقال الدكتور صلاح فضل، القصيدة بها تقاسيم تذكرنا بألحان خالدة وقام المتسابق بتوظيفها في الشعر العربي، وعلق نايف الرشدان على نضوج النص وقال: القصيدة تقاسيم على وتر الحقيقة رغم هيمنة الطفل على النص، كما إن الصور رائعة وتشع في أفق القصيدة، وأشاد الدكتور أحمد خريس بجمال النص.

شاعر التجديد
واختتم الجزء الأول من الحلقة المتسابق السعودي معبِر النهاري، والذي ألقى قصيدة بعنوان "بسملة"، قال عنها الدكتور علي بن تميم، انها محاولة للتجديد وبها الكثير من التراكيب والمفردات العشوائية، وأشار الدكتور صلاح فضل إلى أن القصيدة بها دسائس لغوية من العصر الجاهلي، كما تحتاج مفرداتها إلى قاموس لغوي، وقال الدكتور نايف الرشدان، المتسابق عبًر عن روح الشعر بلغة في غاية الجمال، واستطاع ترويض القافية في نص مليء بالقدرات الفنية، وأشار الدكتور أحمد خريس بتكرار التراكيب، واختتم التعليق الدكتور عبدالملك مرتاض قائلاً: النص جيد وبه صور شعرية جميلة وايقاع مستفز ينبض بالحياة.
وفي نهاية الحلقة أعلنت اللجنة قرارها بتأهل المتسابقة خالدية جاب الله (الجزائر) إلى المرحلة الثانية وحصولها على درجة 41 من 50 درجة، ودخول بقية المتسابقين لمرحلة تصويت الجمهور، حيث حصل المتسابق محمد العياف العموش (الأردن) على 40 درجة وحصل عماد جبار (العراق) 36 درجة، في حين حصل كلاً من معبر النهاري (السعودية) وسامح كعوش (فلسطين) على 34 درجة، وتساوت أيضاً درجتي أدي ولد أدب (موريتانيا) وعبدالناصر الجوهري (مصر) 22 درجة.

شكرا

الرحال