المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليد الممدودة ...



فرحة الزمان
09-05-2008, 03:35 PM
إلى أعضاء منتدانا أقدم هذه القصة الواقعية عن فتاة أسمها سعاد عمرها أربعة عشر عاما
وهذه القصة بعنوان (اليد الممدودة)

كل من يعرف (سعاد) يشهد لها بالعقل والدين وحسن الخلق ولذلك فهي محبوبة وتسعى إلى رضى ربها ولم تكتسب هذا من تربية أمها بل من معلماتها الصالحات وفطلرتها النقية التي ترفض المنكرات لا سيما التي تراها في شخص أمها فأمها لا تلتزم بالحجاب عند خروجها وتهمل في صلاتها و عبادتها و تستع إلى المنكرات و تشارك في الغيبة و النميمة ......... وهي تكره ذلك كله و تتضايق أشد الضيق حينما ترى أمها تفعل ذلك ...
حاولت إرشادها و نصحها مرات عديدة فقالت لها : ليتك تتركين هذه المنكرات لتفوزي بالجنة ...... وقرأت لها آيات و أحاديث ... لكنها لم تجد سوى الصد و السخرية .. ورغم ذلك لم تيأس !
اليوم بعد العصر ستأتي الجارة (أم خالد ) لزيارة أم سعاد هذا ما علمته سعاد عندما سمعت أمها تحادث الجارة بالهاتف ... دخلت سعاد إلى غرفتها بعد أن أضمرت في نفسها شيئا وانتظرت موعد الزيارة بفارغ الصبر .... هاهي الساعة الرابعة عصرا يرافقها رنين جرس الباب مؤذنا بحضور الجارة (أم خالد).... سعاد تجلس على الأريكة في غرفة الضيوف بينما تفتح أمها الباب وتستقبلها أحسن استقبال وتدخلها غرفة الضيوف ....... تدخل الجارة وترى سعاد جالسة على الأريكة فتقول : أهلا بابنتي .. وسعاد لا تجيب .. ثم تقترب الجارة من مكان سعاد وتمد يدها لتسلم عليها قائلة : كيف حالك يا سعاد ..؟ .... وسعاد متجمدة في مكانها تنظر بعينيها للجهة الأخرى.
تتدارك الأم الموضوع بذهول وغضب و تقول : سعاد... ماذا دهاك سلمي على جارتنا ... وسعاد لا ترد
تنزعج الجارة متحيرة وتستشيط الأم غضبا وتقول: سعاد لقد تعبت الجارة وهي تمد يدها إليك فسلمي عليها وسعاد لا تعير أحدا اهتماما ..... عندئذ طوت الجارة يدها وشعرت بالإحراج و الإهانة وقالت في ضيق: يبدو أني جئتكم في وقت غير مناسب ! .................... هنا قفزت سعاد من مقعدها واتجهت نحو الجارة مادة يدها إليها وهي تقول : لا يا خالة أهلا بك و أمسكت بيدها و قبلت رأسها.... متابعة سامحيني يا خالة فلم أكن أقصد الإساءة إليك و أنت تعلمين كم أحترمك و جذبتها من يدها و أجلستها على الأريكة مكررة طلب السماح ....
قالت الجارة : سامحتك يا ابنتي فأنا أعرف أنك فتاة خلوقة لا تقصدين أذى الآخرين ..... وجلستا تتجاذبان الحديث
بينما تغلي الأم وتفور غضبا من ابنتها التي أساءت التصرف ..... وبعد ساعة وقفت الجارة مستأذنة فقفزت إليها سعاد مادة يدها معاودة الاعتذار وإذا بالجارة تضمها إلى صدرها وهي تقول : ما حصل إلا خير.....
وخرجت الجارة ...... و .... وانفجر البركان ... صرخت أمها .. هل يمكن أن أفهم ما فعلته اليوم أمام جارتنا ؟
لقد سودت وجهي وفشلتيني ! ...... قالت سعاد : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني ... ردت أمها : على ماذا ؟ تمد يدها لك ..... وتقف منتظرة ولا تقفين ولا تمدين يدك للسلام عليها ...؟
قالت سعاد : أنت يا أمي تفعلين ذلك أيضا !......... صرخت لأم : ماذا تخرفين ؟ من هو هذا الذي يمد يده إلي فلا أمد يدي إليه؟
بخشوع و ثبات قالت سعاد : الله عز وجل .... الله يا أمي ..... الله سبحانه و تعالى يبسط يده إليك في النهار لتتوبي ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي و أنت لا تتوبين ولا تمدين يدك إليه
ذهلت الأم من كلام ابنتها وحملت نفسها تاركة ابنتها تكمل : كم غضبت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا خوفا من تغيير الصورة الحسنة التي أخذتها عني...... أنا يا أمي أحزن كل يوم عندما أراك لا تمدين يدك للتوبة إلى الله تعالى أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )
أرأيت يا أمي ..... يمد يده إليك مرتين في اليوم و أنت تقبضين يدك عنه ولا تبسطينها إليه بالتوبة .
اغرورقت عينا الأم بالدموع بينما زاد حديث سعاد سكينة و رهبة و عذوبة : أخاف عليك يا أمي و أنت لا تصلين و أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة الصلاة و أحزن عندما أراك تخرجين دون الالتزام بالحجاب الشرعي الذي فرضه الله تعالى علينا ..... و أخشى عليك من عقاب الله تعالى و أنت تتكلمين بالغيبة و النميمة .. أأحرجك موقفي مع الجارة ولم تشعري بالحرج أمام من لا تخفى عنه خافيه .....!
لحظات سكون تخللها نشيج الأم المصحوب بدموع التوبة ثم حسم الموقف بصوت الأم المختنق : ( تبت إليك يا رب تبت إليك يا رب ) .... وينتهي المشهد بنور التوبة و الإيمان يغمر ابنة تحتضن أمها وتبارك لها عودتها إلى الله بينما تنهمر دموع التأثر و الخشية من الله ...


ملاحظه: هذه القصة منقوووووووووووووووووووولة للفائدة

بستنى ردودكم:hayar-7:

الكايد
09-05-2008, 03:39 PM
محجوز
ولي عوده
شكرا على النقل و لاعدمنا مواضيعكم

فرحة الزمان
09-05-2008, 03:49 PM
^^ ميرسي على مرورك سقى داركم