محينه
27-04-2008, 10:24 PM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد :
فعادات سيئة وأخلاق ذميمة انتشرت بين قطاع عريض من الناس ، ولعل من أخطرها عادة أصبحت أساسية في كل مجلس لا يستغني عنها أصحابها - إلا من رحم الله - رغم أنها عادة ذميمة ، وجريمة أخلاقية منكرة ’ وهي اعتداء على الأعراض ، وكبيرة من كبائر الذنوب ولقد جاء وصفها في كتاب الله تعالى ، قال تعالى : (( ولا يَغتب بعضُكم بعضًًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه )) الحجرات : 12 .
ولعظم أمرها فقد جاء الوعيد الشديد في حق مرتكبها ، قال صلى الله عليه وسلم : (( لماعُرج بي إلى السماء مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟! قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم )) .
ولعلك أخي الكريم عرفت ما هي هذه العادة الذميمة ، إنها الغيبة التي قال عنها ابن حجرالهيثمي : إن فيها أعظم العذاب وأشد النكال ، وقد صح فيها أنها أربى الربا ، وأنها لو مزجت في ماء البحر لأنتنته وغيرت ريحه ، وأن أهلها يأكلون الجيف في النار ، وأن لهم رائحة منتنة فيها ، وأنهم يعذبون في قبورهم . وبعض هذه كافية في كون الغيبة من الكبائر .
والغيبة كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : (( أتدرون ما الغيبة ؟ ))
قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : (( هي ذكرك أخاك بما يكره )) ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : (( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته )) رواه مسلم ، وهي حرام لقوله صلى لله عليه وسلم : (( كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه )) رواه مسلم .
والغيبة تكون في القول كذكر صفة في البدن من حول أو عمش أو قصر ، أو ذكر صفة في النسب كقولك : أبوه هندي ، أو فاسق ، أو ذكر صفة في خُلُقه كقولك : هو سيء الخلق ، بخيل ، أو ذكر صفة من أفعاله المتعلقة بدينه كقولك : هو كذاب أو خائن ، أو ذكر صفة من فعله المتعلق بالدنيا كقولك : إنه قليل الأدب ونحوه وكذلك تكون الغيبة في الإشارة والإيماء والغمز واللمز ، والكتابة والحركة ، وكل ما يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة . تقول عائشة رضي الله عنها : دخلت علينا امرأة فلما ولت أومأت بيدي أنها قصيرة ، فقال رسول الله عليه وسلم:(( اغتبتيها))
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في بواعث الغيبة :
1 - إن الإنسان قد يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه .
2- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب ديانة وصلاح .
3- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب سخرية .
4- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تعجب .
5- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب الاغتمام .
6- ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار ومنكر .
وأعلم أخي الكريم أن المغتاب لو لم يجد أذناً صاغية لما اغتاب واسترسل في الحديث فأنت باستماعك الحديث وعدم إنكارك عليه تكون مشجعاً على المعصية ، وإذا لم تنكر عليه ولم تترك المجلس لم يرتدع وينتهِ عن الغيبة فإنك تكون شريكاً في الإثم .
وأخيراً : ففن الغيبة كما تبين أنفا أمرها خطير والاحتراز منها صعب جداً إلا لمن وفقه الله وأعانه على ذلك ، وجاهد نفسه في الاحتراز منها .
لذا فينبغي على المسلم أن يجاهد نفسه على تجنبها والابتعاد عنها ، وليحاول أيضاً أن يعفو ويصفح عن كل من اغتابه وتكلم فيه ، فإن في ذلك أجراً عظيماً قال تعالى : (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )) الشورى : 40
ولعل ذلك أيضاً يكون سبباً في أن يسخر الله له قلب كل من اغتابه هو فيعفو عنه ويسامحه جزاء ما فعل هو مع غيره ، ولن يخسر الإنسان شيئاً إذا عفا وسامح ، بل إنه سيتضاعف له الأجر بهذا العفو .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول من http://www.khayma.com/taweyah/mam3.htm للفائده
فعادات سيئة وأخلاق ذميمة انتشرت بين قطاع عريض من الناس ، ولعل من أخطرها عادة أصبحت أساسية في كل مجلس لا يستغني عنها أصحابها - إلا من رحم الله - رغم أنها عادة ذميمة ، وجريمة أخلاقية منكرة ’ وهي اعتداء على الأعراض ، وكبيرة من كبائر الذنوب ولقد جاء وصفها في كتاب الله تعالى ، قال تعالى : (( ولا يَغتب بعضُكم بعضًًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه )) الحجرات : 12 .
ولعظم أمرها فقد جاء الوعيد الشديد في حق مرتكبها ، قال صلى الله عليه وسلم : (( لماعُرج بي إلى السماء مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟! قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم )) .
ولعلك أخي الكريم عرفت ما هي هذه العادة الذميمة ، إنها الغيبة التي قال عنها ابن حجرالهيثمي : إن فيها أعظم العذاب وأشد النكال ، وقد صح فيها أنها أربى الربا ، وأنها لو مزجت في ماء البحر لأنتنته وغيرت ريحه ، وأن أهلها يأكلون الجيف في النار ، وأن لهم رائحة منتنة فيها ، وأنهم يعذبون في قبورهم . وبعض هذه كافية في كون الغيبة من الكبائر .
والغيبة كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : (( أتدرون ما الغيبة ؟ ))
قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : (( هي ذكرك أخاك بما يكره )) ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : (( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته )) رواه مسلم ، وهي حرام لقوله صلى لله عليه وسلم : (( كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه )) رواه مسلم .
والغيبة تكون في القول كذكر صفة في البدن من حول أو عمش أو قصر ، أو ذكر صفة في النسب كقولك : أبوه هندي ، أو فاسق ، أو ذكر صفة في خُلُقه كقولك : هو سيء الخلق ، بخيل ، أو ذكر صفة من أفعاله المتعلقة بدينه كقولك : هو كذاب أو خائن ، أو ذكر صفة من فعله المتعلق بالدنيا كقولك : إنه قليل الأدب ونحوه وكذلك تكون الغيبة في الإشارة والإيماء والغمز واللمز ، والكتابة والحركة ، وكل ما يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة . تقول عائشة رضي الله عنها : دخلت علينا امرأة فلما ولت أومأت بيدي أنها قصيرة ، فقال رسول الله عليه وسلم:(( اغتبتيها))
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في بواعث الغيبة :
1 - إن الإنسان قد يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه .
2- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب ديانة وصلاح .
3- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب سخرية .
4- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تعجب .
5- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب الاغتمام .
6- ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار ومنكر .
وأعلم أخي الكريم أن المغتاب لو لم يجد أذناً صاغية لما اغتاب واسترسل في الحديث فأنت باستماعك الحديث وعدم إنكارك عليه تكون مشجعاً على المعصية ، وإذا لم تنكر عليه ولم تترك المجلس لم يرتدع وينتهِ عن الغيبة فإنك تكون شريكاً في الإثم .
وأخيراً : ففن الغيبة كما تبين أنفا أمرها خطير والاحتراز منها صعب جداً إلا لمن وفقه الله وأعانه على ذلك ، وجاهد نفسه في الاحتراز منها .
لذا فينبغي على المسلم أن يجاهد نفسه على تجنبها والابتعاد عنها ، وليحاول أيضاً أن يعفو ويصفح عن كل من اغتابه وتكلم فيه ، فإن في ذلك أجراً عظيماً قال تعالى : (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )) الشورى : 40
ولعل ذلك أيضاً يكون سبباً في أن يسخر الله له قلب كل من اغتابه هو فيعفو عنه ويسامحه جزاء ما فعل هو مع غيره ، ولن يخسر الإنسان شيئاً إذا عفا وسامح ، بل إنه سيتضاعف له الأجر بهذا العفو .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول من http://www.khayma.com/taweyah/mam3.htm للفائده