راعيها
05-02-2006, 07:39 PM
http://up3.w6w.net/upload/05-02-2006/w6w_20060205173706ecb8ba45.jpg
الاساءة للرسول تحرق سفارتي الدنمارك والنروج في دمشق
شهدت أزمة «الكاريكاتيرات الدنماركية» المشينة في حق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أعنف فصولها مع اقتحام متظاهرين سوريين غاضبين سفارتي الدنمارك والنرويج في دمشق وإحراقهما، وقرار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بإلغاء العقود الاقتصادية الموقعة مع الشركات التي تحمل جنسيات الدول التي تورطت في الفضيحة، في حين انعكست الأزمة على المشهد الداخلي الدنماركي حيث خرجت أمس تظاهرتان متقابلتان، من قبل اليمينيين المناهضين للإسلام واليساريين، وأنهى الفاتيكان صمته حيال القضية لكن موقفه لم يكن حازماً إذ اكتفى بالقول إن حرية الرأي لا تعني إهانة المعتقدات الدينية.
وفيما كانت أطراف أوروبية والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان تضغط على الدول الإسلامية للتراجع عن حملة الدفاع عن الرسول، عبر رفض ما زعموا أنه عنف انتهجته التظاهرات ومطالبة الحكومات العربية بقبول اعتذار صحيفة «يلاندس بوستن».. الدنماركية التي كانت أول صحيفة تنشر الكاريكاتيرات هاجم السوريون الغاضبون مبنى السفارة واحرقوه في أجواء شحنتها حملة واسعة النطاق منذ يوم الجمعة عبر الرسائل القصيرة تتحدث عن نية اليمينيين الدنماركيين إحراق نسخ من المصحف الكريم في كبرى ساحات كوبنهاغن.
وسارعت سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدني السوري إلى المكان وباشرت إطفاء النيران التي اشتعلت في مقر السفارة الواقع في الطبقة الأولى من بناء من ثلاث طبقات يضم أيضا سفارتي السويد وتشيلي.
وبعد ذلك غادر المتظاهرون المكان وساروا باتجاه مقر السفارة النرويجية في حي المزة الشرقي الذي سبقتهم اليه قوات معززة من عناصر مكافحة الشغب اضافة الى سيارات اطفاء عدة اقفلت كل المنافذ المؤدية اليه. ولما حاول المتظاهرون التقدم باتجاه مبنى السفارة النرويجية المؤلف من ثلاثة طوابق هاجمهم عناصر الشرطة بالهراوات ثم بالقنابل المسيلة للدموع.
وبعد عمليات كر وفر بين عناصر الشرطة والمتظاهرين، تمكن هؤلاء من اقتحام مبنى السفارة النرويجية وباشروا تحطيم محتوياته وكتبوا على جداره «فلتسقط النرويج» و«مغلق برسم البيع» ثم اضرموا النار فيه. وصف وزير الخارجية النرويجي يوناس غار ستور احراق مقر سفارة بلاده بأنه «مرفوض بالكامل»، وقال لمحطة «ان ار كاي» التلفزيونية ان السلطات السورية قدمت اعتذارها.
وقال ستور «اتصلت بنظيري السوري (فاروق الشرع) وابلغته ان ما حصل مرفوض بالكامل، فالسلطات السورية مسؤولة عن امن السفارة». ونقل الوزير النرويجي عن الشرع «انه قدم اعتذاره». كما منعت قوات الامن السورية مساء امس المتظاهرين من الوصول الى مقر السفارة الفرنسية في دمشق.
في غزة حاول شبان فلسطينيون اقتحام مكتب الاتحاد الأوروبي احتجاجا على الرسومات، وألقى المحتجون الحجارة على المكتب وأحرقوا إطارات السيارات فيما حاول العشرات دخول المجمع، ما اضطر قوات الأمن إلى التدخل والاشتباك معهم. وأنزل الشبان علم الاتحاد الأوروبي من على المبنى ورفعوا بدلاً منه العلم الفلسطيني.
وجابت التظاهرات الغاضبة أمس العديد من العواصم العربية والإسلامية، ومنها العاصمة البحرينية المنامة التي غصت شوارعها بمسيرات وتظاهرات ضد الرسومات. وعبر بيان صدر عن الجمعيات التي نظمت التظاهرة أن نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، يدل على استخفاف واضح بمشاعر أكثر من مليار مسلم، وهو إفلاس روحي وفكري للعقلية الغربية التي تشعر بالخوف من الإسلام.
أما العاصمة الأردنية عمان، فعاشت أمس حالة فريدة من نوعها في العالم الإسلامي، حيث أوقف القضاء رئيس تحرير أسبوعية «شيحان» جهاد المومني وفتح تحقيقا حول الأسبوعية الأخرى «المحور» بعدما نشرتا الكاريكاتيرات المشينة في سابقة لا مثيل لها في العالم العربي. وقال مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس» ان «المدعي العام صابر الرواشدة أمر بتوقيف المومني»، وأوضح أن توقيف رئيس تحرير صحيفة المحور هاشم الخالدي «ليس سوى مسألة وقت».. في حين استدعى مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين الخالدي وأنبه.
إلى ذلك، أعطى الرئيس الإيراني تعليمات بفسخ عقود اقتصادية أبرمتها إيران مع الدنمارك والدول التي نشرت فيها الرسوم الكاريكاتيرية، وبرر قراره منددا «بالاهانة التي وجهتها بعض وسائل الإعلام الغربية للنبي والتي تظهر الحقد إزاء الإسلام والمسلمين الذي يكنه الصهاينة الذين يحكمون هذه الدول وعدم وجود تحرك جدي من قبل مسؤولي هذه الدول».
وبعد صمت طويل، وجدت حاضرة الفاتيكان نفسها مضطرة للتعبير عن رأيها، فشددت على أن الحق في حرية التعبير لا يشمل الحق في «إهانة» المعتقدات الدينية داعية إلى توفير جو من الاحترام المتبادل. وقال الناطق باسم الفاتيكان جواكين نافارو ـ فالس في بيان ان «التعايش بين البشر يتطلب جوا من الاحترام المتبادل من اجل تشجيع السلام بين الإنسان والدول»، لكنه أضاف أن حرية التعبير لا تعني «الحق في إهانة المشاعر الدينية للمؤمنين».
وفي الداخل الدنماركي، شهدت الأزمة أمس تطورات جديدة عبر خروج تظاهرات في عدد من المدن الدنماركية من قبل اليسار المتطرف احتجاجا على تعبئة اليمين المتطرف ضد المسلمين في الدنمارك، وحسب شرطة كوبنهاغن فإن ناشطي حزب الشعب الاشتراكي (يسار متطرف) أرادوا الاحتجاج على تجمع «الجبهة الدنماركية» اليمينية التي شجبت «تساهل النخبة في الدنمارك في مواجهة الاعتداءات الأخيرة للمسلمين على بلدنا وعلمنا».
ودعت «الجبهة الدنماركية» مناصريها إلى التظاهر «بهدوء»، واعتبرت أن التظاهرة ستتيح «الكشف أمام المسلمين أن بالإمكان أن نكون على خلاف في نظام ديمقراطي يعمل كما هو الحال عليه في الدنمارك». في غضون ذلك، أعرب كوفي عنان عن «قلقه» و«حزنه» للجدل القائم حول الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرت في عدد من الصحف الغربية لكنه دعا المسلمين إلى قبول اعتذارات صحيفة «يلاندس بوستن»، بقوله: «أدعو أصدقائي المسلمين إلى الصفح باسم الله الرحيم»، مطالباً بـ «الامتناع عن اتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع... يجب عدم اتخاذ إجراءات من شأنها معاقبة كل الأمة الدنماركية أو أوروبا برمتها على أفعال قام بها أفراد».
وأمس أدان رئيس الوزراء النرويجي يانس شتولتنبيرغ إعادة إحدى صحف بلاده نشر الرسوم، قائلا إن الحكومة النرويجية لا تشكك في مبدأ حرية الصحافة ولكن الحق في نشر أي شيء لا يلزم بالضرورة بنشر كل شيء.
وكانت الحكومة النيوزيلندية هاجمت أمس صحيفتين نيوزيلنديتين نشرتا الكاريكاتيرات المسيئة بزعم أنهما فعلتا ذلك في إطار «المعركة بين حرية الرأي والدين»، فقال وزير الشؤون العرقية كريس كارتر إنه «من الصعب أن نفهم سبب نشر رسوم معروف أنها استفزت بشدة المجتمعات الإسلامية وما هي أهمية المبدأ لدى وسائل الإعلام التي نشرتها»، مشددا على أن النشر يشوه سمعة نيوزيلندا كبلد متسامح.
الاساءة للرسول تحرق سفارتي الدنمارك والنروج في دمشق
شهدت أزمة «الكاريكاتيرات الدنماركية» المشينة في حق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أعنف فصولها مع اقتحام متظاهرين سوريين غاضبين سفارتي الدنمارك والنرويج في دمشق وإحراقهما، وقرار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بإلغاء العقود الاقتصادية الموقعة مع الشركات التي تحمل جنسيات الدول التي تورطت في الفضيحة، في حين انعكست الأزمة على المشهد الداخلي الدنماركي حيث خرجت أمس تظاهرتان متقابلتان، من قبل اليمينيين المناهضين للإسلام واليساريين، وأنهى الفاتيكان صمته حيال القضية لكن موقفه لم يكن حازماً إذ اكتفى بالقول إن حرية الرأي لا تعني إهانة المعتقدات الدينية.
وفيما كانت أطراف أوروبية والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان تضغط على الدول الإسلامية للتراجع عن حملة الدفاع عن الرسول، عبر رفض ما زعموا أنه عنف انتهجته التظاهرات ومطالبة الحكومات العربية بقبول اعتذار صحيفة «يلاندس بوستن».. الدنماركية التي كانت أول صحيفة تنشر الكاريكاتيرات هاجم السوريون الغاضبون مبنى السفارة واحرقوه في أجواء شحنتها حملة واسعة النطاق منذ يوم الجمعة عبر الرسائل القصيرة تتحدث عن نية اليمينيين الدنماركيين إحراق نسخ من المصحف الكريم في كبرى ساحات كوبنهاغن.
وسارعت سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدني السوري إلى المكان وباشرت إطفاء النيران التي اشتعلت في مقر السفارة الواقع في الطبقة الأولى من بناء من ثلاث طبقات يضم أيضا سفارتي السويد وتشيلي.
وبعد ذلك غادر المتظاهرون المكان وساروا باتجاه مقر السفارة النرويجية في حي المزة الشرقي الذي سبقتهم اليه قوات معززة من عناصر مكافحة الشغب اضافة الى سيارات اطفاء عدة اقفلت كل المنافذ المؤدية اليه. ولما حاول المتظاهرون التقدم باتجاه مبنى السفارة النرويجية المؤلف من ثلاثة طوابق هاجمهم عناصر الشرطة بالهراوات ثم بالقنابل المسيلة للدموع.
وبعد عمليات كر وفر بين عناصر الشرطة والمتظاهرين، تمكن هؤلاء من اقتحام مبنى السفارة النرويجية وباشروا تحطيم محتوياته وكتبوا على جداره «فلتسقط النرويج» و«مغلق برسم البيع» ثم اضرموا النار فيه. وصف وزير الخارجية النرويجي يوناس غار ستور احراق مقر سفارة بلاده بأنه «مرفوض بالكامل»، وقال لمحطة «ان ار كاي» التلفزيونية ان السلطات السورية قدمت اعتذارها.
وقال ستور «اتصلت بنظيري السوري (فاروق الشرع) وابلغته ان ما حصل مرفوض بالكامل، فالسلطات السورية مسؤولة عن امن السفارة». ونقل الوزير النرويجي عن الشرع «انه قدم اعتذاره». كما منعت قوات الامن السورية مساء امس المتظاهرين من الوصول الى مقر السفارة الفرنسية في دمشق.
في غزة حاول شبان فلسطينيون اقتحام مكتب الاتحاد الأوروبي احتجاجا على الرسومات، وألقى المحتجون الحجارة على المكتب وأحرقوا إطارات السيارات فيما حاول العشرات دخول المجمع، ما اضطر قوات الأمن إلى التدخل والاشتباك معهم. وأنزل الشبان علم الاتحاد الأوروبي من على المبنى ورفعوا بدلاً منه العلم الفلسطيني.
وجابت التظاهرات الغاضبة أمس العديد من العواصم العربية والإسلامية، ومنها العاصمة البحرينية المنامة التي غصت شوارعها بمسيرات وتظاهرات ضد الرسومات. وعبر بيان صدر عن الجمعيات التي نظمت التظاهرة أن نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، يدل على استخفاف واضح بمشاعر أكثر من مليار مسلم، وهو إفلاس روحي وفكري للعقلية الغربية التي تشعر بالخوف من الإسلام.
أما العاصمة الأردنية عمان، فعاشت أمس حالة فريدة من نوعها في العالم الإسلامي، حيث أوقف القضاء رئيس تحرير أسبوعية «شيحان» جهاد المومني وفتح تحقيقا حول الأسبوعية الأخرى «المحور» بعدما نشرتا الكاريكاتيرات المشينة في سابقة لا مثيل لها في العالم العربي. وقال مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس» ان «المدعي العام صابر الرواشدة أمر بتوقيف المومني»، وأوضح أن توقيف رئيس تحرير صحيفة المحور هاشم الخالدي «ليس سوى مسألة وقت».. في حين استدعى مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين الخالدي وأنبه.
إلى ذلك، أعطى الرئيس الإيراني تعليمات بفسخ عقود اقتصادية أبرمتها إيران مع الدنمارك والدول التي نشرت فيها الرسوم الكاريكاتيرية، وبرر قراره منددا «بالاهانة التي وجهتها بعض وسائل الإعلام الغربية للنبي والتي تظهر الحقد إزاء الإسلام والمسلمين الذي يكنه الصهاينة الذين يحكمون هذه الدول وعدم وجود تحرك جدي من قبل مسؤولي هذه الدول».
وبعد صمت طويل، وجدت حاضرة الفاتيكان نفسها مضطرة للتعبير عن رأيها، فشددت على أن الحق في حرية التعبير لا يشمل الحق في «إهانة» المعتقدات الدينية داعية إلى توفير جو من الاحترام المتبادل. وقال الناطق باسم الفاتيكان جواكين نافارو ـ فالس في بيان ان «التعايش بين البشر يتطلب جوا من الاحترام المتبادل من اجل تشجيع السلام بين الإنسان والدول»، لكنه أضاف أن حرية التعبير لا تعني «الحق في إهانة المشاعر الدينية للمؤمنين».
وفي الداخل الدنماركي، شهدت الأزمة أمس تطورات جديدة عبر خروج تظاهرات في عدد من المدن الدنماركية من قبل اليسار المتطرف احتجاجا على تعبئة اليمين المتطرف ضد المسلمين في الدنمارك، وحسب شرطة كوبنهاغن فإن ناشطي حزب الشعب الاشتراكي (يسار متطرف) أرادوا الاحتجاج على تجمع «الجبهة الدنماركية» اليمينية التي شجبت «تساهل النخبة في الدنمارك في مواجهة الاعتداءات الأخيرة للمسلمين على بلدنا وعلمنا».
ودعت «الجبهة الدنماركية» مناصريها إلى التظاهر «بهدوء»، واعتبرت أن التظاهرة ستتيح «الكشف أمام المسلمين أن بالإمكان أن نكون على خلاف في نظام ديمقراطي يعمل كما هو الحال عليه في الدنمارك». في غضون ذلك، أعرب كوفي عنان عن «قلقه» و«حزنه» للجدل القائم حول الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرت في عدد من الصحف الغربية لكنه دعا المسلمين إلى قبول اعتذارات صحيفة «يلاندس بوستن»، بقوله: «أدعو أصدقائي المسلمين إلى الصفح باسم الله الرحيم»، مطالباً بـ «الامتناع عن اتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع... يجب عدم اتخاذ إجراءات من شأنها معاقبة كل الأمة الدنماركية أو أوروبا برمتها على أفعال قام بها أفراد».
وأمس أدان رئيس الوزراء النرويجي يانس شتولتنبيرغ إعادة إحدى صحف بلاده نشر الرسوم، قائلا إن الحكومة النرويجية لا تشكك في مبدأ حرية الصحافة ولكن الحق في نشر أي شيء لا يلزم بالضرورة بنشر كل شيء.
وكانت الحكومة النيوزيلندية هاجمت أمس صحيفتين نيوزيلنديتين نشرتا الكاريكاتيرات المسيئة بزعم أنهما فعلتا ذلك في إطار «المعركة بين حرية الرأي والدين»، فقال وزير الشؤون العرقية كريس كارتر إنه «من الصعب أن نفهم سبب نشر رسوم معروف أنها استفزت بشدة المجتمعات الإسلامية وما هي أهمية المبدأ لدى وسائل الإعلام التي نشرتها»، مشددا على أن النشر يشوه سمعة نيوزيلندا كبلد متسامح.