بدوي الهير
27-01-2006, 05:06 PM
الشيخ / سلطان بن زايد
حكم الشيخ / سلطان بن زايد البلاد خمس سنين ما بين 1922 ـ 1926 ، واستمر خلالها في علاقات طيبة مع جيرانه من أمراء ساحل عمان ، وقد ظهرت شجاعته وحكمته أثناء نزاع نشب بين بعض سكان عمان من ناحية ، وبعض قبائل إمارة أبوظبي من ناحية أخرى ، وانتهى الأمر بفضل حنكته ومقدرته إلى استتاب النظام ، وعودة الصفاء إلى النفوس .
وقد ابتنى الشيخ / سلطان له قصرا شرقي العين بعد وفاة والده زايد الكبير ، ومازال هذا القصر قائما حتى الآن ، وقد سجل على بابه تاريخ البناء وهو 3 شعبان عام 1328 هـ أي منتصف عام 1910 م .
وقد أبدى الشيخ / سلطان اهتماما واسعا بأمور الزراعة والري ، وأمر بحفر فلج المويجعي ، واستغرق ذلك عامين كاملين ، مما أدى إلى ازدهار قرية المويجعي .
الشيخ / صقر بن زايد
وقد خلف الشيخ / سلطان بعد وفاته في 4 أغسطس 1926 ، شقيقه الشيخ / صقر بن زايد وكانت فترة حكمه قصيرة إلى درجة لم تهمله لإنجاز الكثير من الأعمال .
الشيخ / شخبوط بن سلطان
يعتبر الشيخ / شخبوط هو أول من تولى حكم إمارة أبوظبي من أحفاد الشيخ / زايد الكبير ، وقد طالت فترة حكمه مدة ثمانية وثلاثين عاما ما بين 1928 ـ 1966 وهو اكبر أبناء الشيخ / سلطان بن زايد سنا ، وقد تسلم السلطة وهو شاب في الثانية والعشرين من عمره ، وتميز حكمه بالهدوء والسكينة بفضل القسم الذي أخذه أفراد أسرة آل نهيان على أنفسهم ، والذي استطاعت أن تحملهم عليه الشيخة المصونة / سلامة والدة الشيخ / شخبوط بعد فترة الاضطراب الذي سادت الإمارة .
ومما يؤثر عن الشيخ / شخبوط عنايته الكبيرة بقضية مياه الشرب في أبوظبي ، فقد تم في عهده مشروع مد أول خط لأنابيب مياه الشرب من منطقة الساد قرب مدينة العين إلى مدينة أبوظبي .
وتنازل الشيخ / شخبوط عن الحكم لشقيقه الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان في السادس من أغسطس عام 1966 .
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ° ولادة°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°
ولد الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1918 م في قلعة الحصن التي بناها والده الشيخ / سلطان في مدينة أبوظبي في عام 1910 ، وهو الابن الرابع للشيخ سلطان بن زايد بن خليفة الذي كان ترتيبه الرابع عشر في سلسلة حكام آل نهيان ، وقد عرف عن الشيخ / سلطان بن زايد شجاعته وحكمته وقدرته على بسط السلام والنظام وولعة بالشعر ، واهتمامه بأمور الزراعة والبناء .
وقد سمي زايداً تيمناً بجده لأبيه زايد الكبير أمير بني ياس ، الذي كان بطل في أيامه واستمر حاكما لامارة أبوظبي من عام 1855 وحتى عام 1909 .
لقد جاء الشيخ / زايد إلى الدنيا ، وسط النكبات والأزمات العنيفة والأحداث المأساوية الأليمة التي كانت قد توالت على الاسره الحاكمة في أبوظبي بعد وفاة رائدها زايد الكبير في عام 1909 ، حيث خلفه ابنه الشيخ / طحنون بن زايد الذي توفى في عام 1912 ، وأعقبه بعد ذلك الشيخ حمدان بن زايد الذي توفى أيضا في عام 1922 .
وعندما تولى الشيخ / سلطان بن زايد زمام القيادة كرئيس للقبيلة ، وحاكما لابوظبي في عام 1922 ، كان الشيخ / زايد في الرابعة من عمره ، واستمر حكم الشيخ / سلطان حتى عام 1926 ، واتسم حكمه بالشجاعة والحكمة والتسامح غير المفرط ، ووطد علاقات طيبة مع جيرانه من الأشقاء العرب ، وعندما توفى أبوه الشيخ / سلطان كان الشيخ / زايد في التاسعة من عمره .
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»حكمة لمدينة العين«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
وفي مدينة العين وضواحيها أمضى زايد السنوات الأولى من فجر شبابه وترعرع بين تلالها وجبالها واستمد الكثير من صفائها ورحابتها واشتهر بشجاعته وأقدامه وهو لا يزال صبياً .
وعاجلا أم آجلا كان لا بد للشيخ / زايد أن يتحمل مسؤولياته التاريخية ، ولذلك عندما بلغ الشيخ / زايد الثامنة والعشرين من عمره تولى حكم مدينة العين بقراها السبع بصفة حاكم للمنطقة الشرقية ، وكانت هذه النقلة التاريخية التي من خلالها ترجم الشيخ / زايد كل ما اكتسبه من خبره في الإدارة السياسية إلى التطبيق في المجال العملي ، فتكونت شخصية الشيخ / زايد السياسية القوية المفكرة .
وفي عام 1946 انتقل الشيخ / زايد إلى قلعة المويجعي ، وهي قلعة قديمه تقع عند مشارف مدينة العين ، ليمارس مهامه الجديدة واستمر في تأدية مهامه حتى عام 1966 ، وأحس على الفور بالحاجة إلى إدخال كل الإصلاحات الممكنة لتحقيق طموحات مواطنيه ، وتحسين أحوالهم المعيشية ، وتحيق العدل ، والعدالة في حكمه وأحكامه بينهم ، كما يؤكد ذلك الرحالة البريطاني ويلفرد ثيسجر في كتابه الرمال العربية قائلاً : إن زايد رب أسرة كبيره ، يجلس دائماً للاستماع إلى مشاكل الناس ، ويقوم بحلها ويخرج من عنده المتخاصمون في هدوء ، وكلهم رضى بأحكامه التي تتميز بالذكاء ، والحكمة ، والعدل .
وكان مجلسه تحت شجرته المفضلة في ذلك الوقت خارج القلعة لا يكاد يخلو من ضيوف وزوار دائمي التردد عليه ، وكان في تلك الفترة الحاكم المخلص الوفي ، أحب الجميع وأحبه الجميع فتمكن الشيخ / زايد من إرساء قاعدة شعبية ضخمه من خلال إنجازاته وإصلاحاته في مدينة العين رغم قلة الإمكانيات ، والواقع إن حب أهل العين للشيخ / زايد لم يأتِ من فراغ بل جاء بسبب بساطته ، وعمله الدؤوب من أجل إرضاء الجميع ، كما عرف عنه عدله في فض الخلافات .
وبدأت خطوات الإصلاح بالاهتمام بالزراعة ، وباستصلاح أراض زراعية جديده ، وبناء الافلاج ، وإنشاء القنوات التي كانت تصل الماء من الافلاج إلى الأرض الزراعية ، وتطهير تلك الافلاج ، والقنوات التي كانت قد تعطلت بسبب الحروب الدائرة بين القبائل في الفترات السابقة ، وأدت إلى هجرتهم وإهمالهم للزراعة .
كان الشيخ / زايد قبل توليه هذا المنصب غير معروف خارج قبيلته ، وبوصوله إلى مركز القيادة فيها ذاعت شهرته بين عرب البادية الذين كان لا يختلف عنهم في العادات ، والطبائع ، والبساطة ، كما امتدت شهرته وسمعته بعد ذلك إلى جميع القبائل ، وعرب البادية في الدول المجاورة .
][®][^][®][حكمة لمدينة ابوظبي][®][^][®][
الواقع إن هذا اليوم ـ السادس من أغسطس ـ يعتبرا منعطفاً تاريخياً في حياة شعب الإمارات وفي ظل هذا السياق يحسن أن نبين ما قاله صاحب السمو الشيخ / خليفة بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة ، حيث قال في كلمة ألقاها عام 1989 :
إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل اليوم بذكرى يوم السادس من أغسطس عام 1966 ، الذي ننظر إليه جميعاً كمنعطف تاريخي في حياتنا ، وعلامة بارزة في اتجاه العمل الوحدوي ، وبداية نهضة شاملة بكل المقاييس وفي كل القطاعات ، فقد ترك هذا اليوم الخالد بصماته الواضحة على مسيرة التنمية الشاملة التي بدأها صاحب السمو الوالد الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة في ربوع أبوظبي ، وانطلق منها إلى إرساء دعائم الدولة الحديثة ، حيث أخذ القائد على عاتقه منذ البداية مسؤوليات بناء القواعد الصلبة التي ارتفع فوقها صرح الدولة الاتحادية فيما بعد ، وكانت السنوات حافلة بصور الإنشاء والتعمير ، ومواجهة تحديات العصر ، والاهتمام ببناء الإنسان ، وتعزيز دور التربية والتعليم ، وتحديث الإدارة وتطوير مفاهيمها ، كخدمة عامه ، ومتابعة تطور الاقتصاد الوطني ، وبناء القوة الذاتية ، وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار ، وكل ذلك في إطار الممارسة الفعلية للديمقراطية ، وعدم الاكتفاء بمجرد إطارها الشكلي ، وتجسيد طموحات شعبنا في توازن حضاري رائع ، جعل من مسيرتنا نموذجاً يطل على المستقبل المرتبط ارتباطاً وثيقاً بجوهر التاريخ في دوره وعظمته ، وان اختلف معه في شكله وظاهره ، إننا إذ نتحدث اليوم في هذه المناسبة العزيزة لا نتحدث عن حلم أو أمنية ، بل نتحدث عن حقيقة أكبر من الحلم والأمنية ، لأن الإنجازات والمكاسب التي حققها القائد قائد المسيرة ماثلة على أرض الواقع وأمام الآخرين ، ومن هنا فان احتفالنا اليوم بذكرى عيد جلوس صاحب السمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان إنما يجسد الالتزام الصادق بمسيرة الحب التي تجمع بين مجتمع الأسرة الواحدة والقائد , وهي المسيرة التي تزداد بحمد الله ثباتاً وانطلاقاُ نحو الأمام لبناء المستقبل الأفضل للأسرة ، وتصعيد العطاء القومي للأمة باعتبارها مسيرة وطنية وقومية .
وبالفعل بدأت الأحلام تتحقق مع انطلاقة يوم السادس من أغسطس عام 1966 الذي يعتبر بحق صفحة مشرفة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة الحديث ، والذي يمثل بداية مسيرة النهضة الشاملة في البلاد ، والبداية الحقيقة لقيام دولة الإمارات ونهضتها .
ودارت عجلة البناء في كل مكان تشيد صروح التقدم في إمارة أبوظبي ، التي لعبت قيادتها الفذة بعد سنتين من ذلك التاريخ أهم الأدوار في قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة .
فقد سخر صاحب السمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان عائدات الثروة النفطية في بناء الوطن والمواطن حيث أكد سموه في هذا الصدد لا فائدة للمال إذا لم يسخر لصالح الشعب ، ولم يسخر المال فقط ، ويوظفه لإسعاد الأمة ، بل نذر نفسه لخدمتها ، واخذ يجوب البلاد من أقصاها إلى أقصاها ، يتابع بنفسه عمليات التشييد ، والبناء ، ويتنقل بين القرى والوديان ، ويتفقد مشاريع الإنماء ، والأعمار ، ويقود سباقاً ، وتحدياً للحاق بركب التحديث .
وبدأت أبوظبي تخطو خطواتها الأولى نحو آفاق التقدم المدروس ، فأرسى سموه قواعد الإدارة الحكومية وفق الأسس العصرية ، وأمر سموه بتنفيذ المئات من المشاريع التطويرية والخدميه التي قلبت أبوظبي إلى ورشة عمل جبارة ، وأقام العشرات من المناطق ، والأحياء السكنية الجديدة ، لتوفير السكن الصحي الملائم للمواطنين ، وامتدت مئات الأميال من الطرق المعبدة الحديثة تشق رمال الصحراء ودخلت المياه النقية العذبة والكهرباء إلى كل مكان وبيت ، وانتشر التعليم والمدارس المجهزة بكل ما يلزم لبناء الأجيال الجديدة ، وأقيمت المستشفيات والعيادات الطبية الحديثة في المدن والحضر ، وتحققت العدالة الاجتماعية ، وانتشرت مظلة الأمن والأمان والاستقرار ، وبدأت الكوادر الوطنية المؤهلة تأخذ مواقعها في مختلف مجالات العمل بكفاءة واقتدار .
وهكذا تحققت خلال عدة سنوات من قيادة الشيخ / زايد إنجازات عملاقة ، وتحولات جذرية في جميع مجالات التقدم العمراني ، والصناعي ، والزراعي ، والتعليمي ، والصحي ، والثقافي ، والاجتماعي ، وتغيرت ملامح الطبيعة والحياة على هذه الأرض الطيبة في اتجاه التطوير والتحديث لتكوين صورة مشرقة للدولة التي أصبحت واحدة من أسرع الدول نمواً وتطوراً في العالم .
ولم يكن مستطاعاً إن يتحقق كل هذا لولا نهج زايد المتفرد بخصائص قيادية متميزة ، تنطلق من إيمان سموه بان القيادة صدق في القول ، وإخلاص في العمل ، وتفان مستمر لخدمة الناس ، وتوظيف الإمكانيات من اجل رفعة الوطن ، وإعلاء شأنه بين الأمم ، كما يجسد سموه ذلك بقوله إنني مثل الأب الكبير الذي يرعى أسرته ، ويتعهد أولاده ، ويأخذ بأيديهم حتى يجتازوا الصعاب ، ويشقوا طريقهم في الحياة بنجاح ، فالحاكم ما وجد إلا لخدمة شعبه ، ليوفر لهم سبل التقدم والأمن والطمأنينة والاستقرار .
حكم الشيخ / سلطان بن زايد البلاد خمس سنين ما بين 1922 ـ 1926 ، واستمر خلالها في علاقات طيبة مع جيرانه من أمراء ساحل عمان ، وقد ظهرت شجاعته وحكمته أثناء نزاع نشب بين بعض سكان عمان من ناحية ، وبعض قبائل إمارة أبوظبي من ناحية أخرى ، وانتهى الأمر بفضل حنكته ومقدرته إلى استتاب النظام ، وعودة الصفاء إلى النفوس .
وقد ابتنى الشيخ / سلطان له قصرا شرقي العين بعد وفاة والده زايد الكبير ، ومازال هذا القصر قائما حتى الآن ، وقد سجل على بابه تاريخ البناء وهو 3 شعبان عام 1328 هـ أي منتصف عام 1910 م .
وقد أبدى الشيخ / سلطان اهتماما واسعا بأمور الزراعة والري ، وأمر بحفر فلج المويجعي ، واستغرق ذلك عامين كاملين ، مما أدى إلى ازدهار قرية المويجعي .
الشيخ / صقر بن زايد
وقد خلف الشيخ / سلطان بعد وفاته في 4 أغسطس 1926 ، شقيقه الشيخ / صقر بن زايد وكانت فترة حكمه قصيرة إلى درجة لم تهمله لإنجاز الكثير من الأعمال .
الشيخ / شخبوط بن سلطان
يعتبر الشيخ / شخبوط هو أول من تولى حكم إمارة أبوظبي من أحفاد الشيخ / زايد الكبير ، وقد طالت فترة حكمه مدة ثمانية وثلاثين عاما ما بين 1928 ـ 1966 وهو اكبر أبناء الشيخ / سلطان بن زايد سنا ، وقد تسلم السلطة وهو شاب في الثانية والعشرين من عمره ، وتميز حكمه بالهدوء والسكينة بفضل القسم الذي أخذه أفراد أسرة آل نهيان على أنفسهم ، والذي استطاعت أن تحملهم عليه الشيخة المصونة / سلامة والدة الشيخ / شخبوط بعد فترة الاضطراب الذي سادت الإمارة .
ومما يؤثر عن الشيخ / شخبوط عنايته الكبيرة بقضية مياه الشرب في أبوظبي ، فقد تم في عهده مشروع مد أول خط لأنابيب مياه الشرب من منطقة الساد قرب مدينة العين إلى مدينة أبوظبي .
وتنازل الشيخ / شخبوط عن الحكم لشقيقه الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان في السادس من أغسطس عام 1966 .
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ° ولادة°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°
ولد الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1918 م في قلعة الحصن التي بناها والده الشيخ / سلطان في مدينة أبوظبي في عام 1910 ، وهو الابن الرابع للشيخ سلطان بن زايد بن خليفة الذي كان ترتيبه الرابع عشر في سلسلة حكام آل نهيان ، وقد عرف عن الشيخ / سلطان بن زايد شجاعته وحكمته وقدرته على بسط السلام والنظام وولعة بالشعر ، واهتمامه بأمور الزراعة والبناء .
وقد سمي زايداً تيمناً بجده لأبيه زايد الكبير أمير بني ياس ، الذي كان بطل في أيامه واستمر حاكما لامارة أبوظبي من عام 1855 وحتى عام 1909 .
لقد جاء الشيخ / زايد إلى الدنيا ، وسط النكبات والأزمات العنيفة والأحداث المأساوية الأليمة التي كانت قد توالت على الاسره الحاكمة في أبوظبي بعد وفاة رائدها زايد الكبير في عام 1909 ، حيث خلفه ابنه الشيخ / طحنون بن زايد الذي توفى في عام 1912 ، وأعقبه بعد ذلك الشيخ حمدان بن زايد الذي توفى أيضا في عام 1922 .
وعندما تولى الشيخ / سلطان بن زايد زمام القيادة كرئيس للقبيلة ، وحاكما لابوظبي في عام 1922 ، كان الشيخ / زايد في الرابعة من عمره ، واستمر حكم الشيخ / سلطان حتى عام 1926 ، واتسم حكمه بالشجاعة والحكمة والتسامح غير المفرط ، ووطد علاقات طيبة مع جيرانه من الأشقاء العرب ، وعندما توفى أبوه الشيخ / سلطان كان الشيخ / زايد في التاسعة من عمره .
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»حكمة لمدينة العين«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
وفي مدينة العين وضواحيها أمضى زايد السنوات الأولى من فجر شبابه وترعرع بين تلالها وجبالها واستمد الكثير من صفائها ورحابتها واشتهر بشجاعته وأقدامه وهو لا يزال صبياً .
وعاجلا أم آجلا كان لا بد للشيخ / زايد أن يتحمل مسؤولياته التاريخية ، ولذلك عندما بلغ الشيخ / زايد الثامنة والعشرين من عمره تولى حكم مدينة العين بقراها السبع بصفة حاكم للمنطقة الشرقية ، وكانت هذه النقلة التاريخية التي من خلالها ترجم الشيخ / زايد كل ما اكتسبه من خبره في الإدارة السياسية إلى التطبيق في المجال العملي ، فتكونت شخصية الشيخ / زايد السياسية القوية المفكرة .
وفي عام 1946 انتقل الشيخ / زايد إلى قلعة المويجعي ، وهي قلعة قديمه تقع عند مشارف مدينة العين ، ليمارس مهامه الجديدة واستمر في تأدية مهامه حتى عام 1966 ، وأحس على الفور بالحاجة إلى إدخال كل الإصلاحات الممكنة لتحقيق طموحات مواطنيه ، وتحسين أحوالهم المعيشية ، وتحيق العدل ، والعدالة في حكمه وأحكامه بينهم ، كما يؤكد ذلك الرحالة البريطاني ويلفرد ثيسجر في كتابه الرمال العربية قائلاً : إن زايد رب أسرة كبيره ، يجلس دائماً للاستماع إلى مشاكل الناس ، ويقوم بحلها ويخرج من عنده المتخاصمون في هدوء ، وكلهم رضى بأحكامه التي تتميز بالذكاء ، والحكمة ، والعدل .
وكان مجلسه تحت شجرته المفضلة في ذلك الوقت خارج القلعة لا يكاد يخلو من ضيوف وزوار دائمي التردد عليه ، وكان في تلك الفترة الحاكم المخلص الوفي ، أحب الجميع وأحبه الجميع فتمكن الشيخ / زايد من إرساء قاعدة شعبية ضخمه من خلال إنجازاته وإصلاحاته في مدينة العين رغم قلة الإمكانيات ، والواقع إن حب أهل العين للشيخ / زايد لم يأتِ من فراغ بل جاء بسبب بساطته ، وعمله الدؤوب من أجل إرضاء الجميع ، كما عرف عنه عدله في فض الخلافات .
وبدأت خطوات الإصلاح بالاهتمام بالزراعة ، وباستصلاح أراض زراعية جديده ، وبناء الافلاج ، وإنشاء القنوات التي كانت تصل الماء من الافلاج إلى الأرض الزراعية ، وتطهير تلك الافلاج ، والقنوات التي كانت قد تعطلت بسبب الحروب الدائرة بين القبائل في الفترات السابقة ، وأدت إلى هجرتهم وإهمالهم للزراعة .
كان الشيخ / زايد قبل توليه هذا المنصب غير معروف خارج قبيلته ، وبوصوله إلى مركز القيادة فيها ذاعت شهرته بين عرب البادية الذين كان لا يختلف عنهم في العادات ، والطبائع ، والبساطة ، كما امتدت شهرته وسمعته بعد ذلك إلى جميع القبائل ، وعرب البادية في الدول المجاورة .
][®][^][®][حكمة لمدينة ابوظبي][®][^][®][
الواقع إن هذا اليوم ـ السادس من أغسطس ـ يعتبرا منعطفاً تاريخياً في حياة شعب الإمارات وفي ظل هذا السياق يحسن أن نبين ما قاله صاحب السمو الشيخ / خليفة بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة ، حيث قال في كلمة ألقاها عام 1989 :
إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل اليوم بذكرى يوم السادس من أغسطس عام 1966 ، الذي ننظر إليه جميعاً كمنعطف تاريخي في حياتنا ، وعلامة بارزة في اتجاه العمل الوحدوي ، وبداية نهضة شاملة بكل المقاييس وفي كل القطاعات ، فقد ترك هذا اليوم الخالد بصماته الواضحة على مسيرة التنمية الشاملة التي بدأها صاحب السمو الوالد الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة في ربوع أبوظبي ، وانطلق منها إلى إرساء دعائم الدولة الحديثة ، حيث أخذ القائد على عاتقه منذ البداية مسؤوليات بناء القواعد الصلبة التي ارتفع فوقها صرح الدولة الاتحادية فيما بعد ، وكانت السنوات حافلة بصور الإنشاء والتعمير ، ومواجهة تحديات العصر ، والاهتمام ببناء الإنسان ، وتعزيز دور التربية والتعليم ، وتحديث الإدارة وتطوير مفاهيمها ، كخدمة عامه ، ومتابعة تطور الاقتصاد الوطني ، وبناء القوة الذاتية ، وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار ، وكل ذلك في إطار الممارسة الفعلية للديمقراطية ، وعدم الاكتفاء بمجرد إطارها الشكلي ، وتجسيد طموحات شعبنا في توازن حضاري رائع ، جعل من مسيرتنا نموذجاً يطل على المستقبل المرتبط ارتباطاً وثيقاً بجوهر التاريخ في دوره وعظمته ، وان اختلف معه في شكله وظاهره ، إننا إذ نتحدث اليوم في هذه المناسبة العزيزة لا نتحدث عن حلم أو أمنية ، بل نتحدث عن حقيقة أكبر من الحلم والأمنية ، لأن الإنجازات والمكاسب التي حققها القائد قائد المسيرة ماثلة على أرض الواقع وأمام الآخرين ، ومن هنا فان احتفالنا اليوم بذكرى عيد جلوس صاحب السمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان إنما يجسد الالتزام الصادق بمسيرة الحب التي تجمع بين مجتمع الأسرة الواحدة والقائد , وهي المسيرة التي تزداد بحمد الله ثباتاً وانطلاقاُ نحو الأمام لبناء المستقبل الأفضل للأسرة ، وتصعيد العطاء القومي للأمة باعتبارها مسيرة وطنية وقومية .
وبالفعل بدأت الأحلام تتحقق مع انطلاقة يوم السادس من أغسطس عام 1966 الذي يعتبر بحق صفحة مشرفة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة الحديث ، والذي يمثل بداية مسيرة النهضة الشاملة في البلاد ، والبداية الحقيقة لقيام دولة الإمارات ونهضتها .
ودارت عجلة البناء في كل مكان تشيد صروح التقدم في إمارة أبوظبي ، التي لعبت قيادتها الفذة بعد سنتين من ذلك التاريخ أهم الأدوار في قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة .
فقد سخر صاحب السمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان عائدات الثروة النفطية في بناء الوطن والمواطن حيث أكد سموه في هذا الصدد لا فائدة للمال إذا لم يسخر لصالح الشعب ، ولم يسخر المال فقط ، ويوظفه لإسعاد الأمة ، بل نذر نفسه لخدمتها ، واخذ يجوب البلاد من أقصاها إلى أقصاها ، يتابع بنفسه عمليات التشييد ، والبناء ، ويتنقل بين القرى والوديان ، ويتفقد مشاريع الإنماء ، والأعمار ، ويقود سباقاً ، وتحدياً للحاق بركب التحديث .
وبدأت أبوظبي تخطو خطواتها الأولى نحو آفاق التقدم المدروس ، فأرسى سموه قواعد الإدارة الحكومية وفق الأسس العصرية ، وأمر سموه بتنفيذ المئات من المشاريع التطويرية والخدميه التي قلبت أبوظبي إلى ورشة عمل جبارة ، وأقام العشرات من المناطق ، والأحياء السكنية الجديدة ، لتوفير السكن الصحي الملائم للمواطنين ، وامتدت مئات الأميال من الطرق المعبدة الحديثة تشق رمال الصحراء ودخلت المياه النقية العذبة والكهرباء إلى كل مكان وبيت ، وانتشر التعليم والمدارس المجهزة بكل ما يلزم لبناء الأجيال الجديدة ، وأقيمت المستشفيات والعيادات الطبية الحديثة في المدن والحضر ، وتحققت العدالة الاجتماعية ، وانتشرت مظلة الأمن والأمان والاستقرار ، وبدأت الكوادر الوطنية المؤهلة تأخذ مواقعها في مختلف مجالات العمل بكفاءة واقتدار .
وهكذا تحققت خلال عدة سنوات من قيادة الشيخ / زايد إنجازات عملاقة ، وتحولات جذرية في جميع مجالات التقدم العمراني ، والصناعي ، والزراعي ، والتعليمي ، والصحي ، والثقافي ، والاجتماعي ، وتغيرت ملامح الطبيعة والحياة على هذه الأرض الطيبة في اتجاه التطوير والتحديث لتكوين صورة مشرقة للدولة التي أصبحت واحدة من أسرع الدول نمواً وتطوراً في العالم .
ولم يكن مستطاعاً إن يتحقق كل هذا لولا نهج زايد المتفرد بخصائص قيادية متميزة ، تنطلق من إيمان سموه بان القيادة صدق في القول ، وإخلاص في العمل ، وتفان مستمر لخدمة الناس ، وتوظيف الإمكانيات من اجل رفعة الوطن ، وإعلاء شأنه بين الأمم ، كما يجسد سموه ذلك بقوله إنني مثل الأب الكبير الذي يرعى أسرته ، ويتعهد أولاده ، ويأخذ بأيديهم حتى يجتازوا الصعاب ، ويشقوا طريقهم في الحياة بنجاح ، فالحاكم ما وجد إلا لخدمة شعبه ، ليوفر لهم سبل التقدم والأمن والطمأنينة والاستقرار .