راعيها
18-10-2007, 06:29 AM
محمد بن راشد: في لقاء مع برنامج “60 دقيقة” على قناة “سي بي إس” الأمريكية
دبي “الخليج”:
بهذه المشاعر المخلصة، وبكل هذا الحب والعطاء تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في لقاء أجراه معه برنامج “60 دقيقة” على قناة “سي. بي. إس” الأمريكية، عن رؤيته الطموحة لمستقبل دبي، الإمارة الصغيرة التي استطاعت ان تسطر وفي غضون سنوات قليلة واحدة من أروع قصص النجاح وأكثرها ابهاراً.
وقال مقدم البرنامج ستيف كروفت في حديثه مع سموه عن نجاحات دبي المبهرة “من منا لم يسمع عن دبي، وعن انجازات تلك المدينة الصحراوية الصغيرة التي نجحت في تحويل نفسها إلى مركز أعمال عالمي المستوى ووجهة سياحية دولية جذابة”.
وأكد انه بغض النظر عن المقالات التي يقرأها المرء عن دبي، أو ما شاهد من صور، فلن يتمكن بالفعل من استيعاب أو تخيل مدى ما تشهده الإمارة وتعيشه من حركة نمو قياسية وحجم ما تضج به من حياة وحيوية.
وقال خلال جولة اصطحبه فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بسيارته الخاصة إلى أبرز مواقع دبي “ان دبي إذا ما رغب المرء في وصفها بدقة تعد التجسيد المادي لإرادة حقة، نجحت في تحويل ثروة النفط العربية إلى نهضة حقيقية، هي مدينة بلغ بها الطموح والغنى الحد الذي نجحت معه في تغيير الجغرافيا لتصبح هي مركز الأعمال والنقل والسياحة للعالم برمته”.
يقول مقدم البرنامج: دبي هي مدينة القرن الحادي والعشرين، تظل على مفترق طرق دنيا جديدة، فناطحات السحاب تتسابق مشكلة عناقيد في السماء، والجزر الاصطناعية تمتد بسرعة فائقة داخل البحر، ورؤية سموه تترجم في مشاريع عملاقة متفردة تنبت من قلب الصحراء، جهود تتضافر، وخطى تتسارع سعياً لتحويل حلم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى حقيقة ملموسة، لتصبح دبي كما يريدها سموه مدينة عصرية فعّالة ومضيافة باستيعابها لكل الحضارات واحتضانها للثقافات المختلفة.
ولتحقيق رؤيته الطموحة باتت دبي، كما يروق للبعض تسميتها، أكبر موقع انشاءات على وجه الأرض، أو إذا ما أردنا يمكن أن نقول انها أشبه بخلية نحل، تضج بالنشاط والحيوية مع تناوب نصف مليون عامل على العمل على مدار الساعة في مشاريع تقدر قيمتها الاجمالية بحوالي 300 مليار دولار.
وتعكس طموحات سموه لإمارة دبي شيئاً من صفاته، فهو إنسان طموح محب للعمل وهو دوماً في حركة نشطة لا تهدأ، ومن المعروف عنه ميله للقيام بجولات وزيارات مفاجئة لمواقع الانشاءات والمقار الحكومية المختلفة للاطمئنان على سير العمل ومصلحة المواطنين.
سأل مقدم البرنامج سموه لماذا يريد لدبي أن تضم كل ما هو أطول وأكبر وأفضل، فأجابه قائلا: ولِمَ لا؟ لِمَ لا؟ إذا كان هذا يحدث في نيويورك، فلماذا لا يمكننا تحقيقه هنا في دبي؟
وعندما سأله عن سر السرعة الفائقة التي تمضي بها المشاريع في دبي، فسموه يريد لطموحاته أن تتحقق في 5 سنوات في حين أن غيره كان سيقضي عمره كله في سعيه لتحقيق حلم مماثل، أجاب سموه قائلا: “أريد لشعبي أن يعيش حياة أفضل اليوم، أن يحصل على التعليم العالي الآن، وأن يحظى بأفضل مستوى رعاية صحية في الحال لا بعد 20 عاما”.
وقال مقدم البرنامج ان أهالي دبي بالفعل يحظون في الوقت الحاضر بمستوى معيشة بين الأكثر تميزا قياسا بالمعايير الدولية اذ تقدم لهم الحكومة الرعاية الصحية والتعليم العالي مجانا، كما أنهم لا يخضعون للضرائب.
وأضاف ان دبي بما تطرح من فرص واعدة تستقطب شهريا اكثر من 25 الف وافد جديد الى أرضها يقدمون اليها من مختلف ارجاء العالم للعمل فيها وللاستفادة من فرص النمو الهائلة التي تحفل بها الإمارة.
ويؤمن المحللون العالميون بأن دبي تتمتع فعلا بمناخ أعمال ممتاز بالنسبة للشركات العالمية متعددة الأطراف، كما أنها تحظى بموقع استراتيجي في مركز عواصم العالم المالية في لندن وسنغافورة. كما أنها محور يربط ملياراً ونصف المليار نسمة على بعد 3 ساعات طيران وهي علاوة على ذلك كله المركز الأنسب للاستفادة من نهضة الاسواق الناشئة في جنوب آسيا.
وقال كروفت ان رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومن قبله والده الشيخ راشد رحمه الله كانت وراء كل ما تحقق لدبي من نجاح في دنيا المال والأعمال، إذ بدأ والده المسيرة بالاستثمار في خور دبي الذي كان مركز الإمارة التجاري لقرون، وكان هذا الاستثمار الخطوة الأولى على طريق تحول دبي الى احد اكبر الموانئ العالمية وأهم محاور شحن السلع من وإلى آسيا.
وبعد ذلك جاءت فكرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتحويل إمارة دبي الى مركز دولي للخدمات المالية وللإعلام، فقام بإنشاء عدد من المناطق الحرة ووعد بعدم فرض الضرائب وعمل على تيسير القوانين المنظمة لعمل الشركات في المدينة، كما بادر الى تقديم حوافز خاصة للشركات التي ترغب في انشاء مقار لها في دبي.
وانتقل كروفت خلال الرحلة للحديث عن نهضة دبي العمرانية غير المسبوقة متناولا المشاريع العملاقة الأكثر فرادة التي تحفل بها دبي وأبرزها بالطبع مشروع برج دبي ومشاريع جزر النخلة الثلاث ودبي لاند وغيرها من المشاريع التي لفتت بتميزها العالم واستقطبت اهتمامه.
وقال كروفت ان بعض المشاريع أقرب الى الخيال مثل مشاريع جزر النخلة، والتي شكك بعض خبراء المقاولات في إمكانية تنفيذها، إلا ان هذا لم يثن سموه ولم يثبط عزيمته بل على العكس اذ أعطى الأمر ببدء تنفيذ المشروع الأول الذي يتسع لاستيعاب 150 الف شخص اضافة الى 35 فندقاً.
وسأل كروفت سموه “ان أغلبية الناس عندما يلجأون الى خبراء استشاريين في مجال ما يستمعون عادة الى نصحهم ان أبدوا اعتراضا على الفكرة محل الاستشارة، فلماذا لم تفعل ذلك؟”.
وأجاب سموه: “ربما ينطبق هذا الكلام على غالبية الناس بالفعل، إلا أنه لا ينطبق علينا”.
وبالفعل أثبتت رؤية سموه سدادها مرة أخرى لتدحض كل الشكوك التي ساورت البعض، إذ تم بيع كافة وحدات مشروع جزيرة النخلة الأولى وخلال أقل من أسبوع، بل قام ملاك هذه الوحدات التي لم يزد سعرها الأصلي عن مليون دولار ببيعها لأكثر من 5 مرات منذ ذلك الوقت.
وشجع هذا النجاح على إطلاق مشروعين مماثلين لبناء جزيرتين على شكل النخلة، إضافة إلى مشروع آخر أطلقته شركة “نخيل” أيضاً لرسم خارطة العالم على شكل جزر صغيرة في الماء.
وأكد كروفت أن هذه المشاريع ما هي إلا جزء بسيط من رؤية سموه، الرؤية التي تقوم على إثبات دبي كملاذ آمن للناس وللرساميل. وبالفعل تحولت دبي إلى “المدينة الحلم” بالنسبة للعديد من الطموحين في العالم سواء كانوا رجال أعمال أو خبراء مختصين أو باحثين عن فرصة عمل، فدبي تفتح ذراعيها لاستقبال كل من يمكن أن يشارك بفعالية في رسم نهضتها وتحقيق طموحاتها.
وقال كروفت لسموه: يصف البعض دبي بشركة ضخمة تتولون منصب الرئيس التنفيذي لها. فهل ترى أن هذا الوصف دقيق؟
وأجابه سموه: “لقد نجحت بالفعل في تغيير شكل الحكومة التقليدي ليصبح أقرب في طبيعته لنمط العمل في الشركات الكبرى”.
يقول مقدم البرنامج إن دبي “المدينة الحلم” أو “الشركة العالمية الكبرى” أو أياً ما راق للمرء تسميتها نجحت بالفعل في استقطاب اهتمام العالم ليتوافد إليها الجميع من شركات ترغب في إنشاء مقار لها أو أفراد يبحثون عن فرصة عمل أو زوار يرغبون في رؤية طموحات المدينة الصغيرة بأم أعينهم بعد أن قرأوا وسمعوا عنها الكثير.
وتؤكد استطلاعات الرأي الحديثة أن دبي باتت الوجهة المفضلة لشباب المنطقة التي تضم أكثر من 300 مليون نسمة، فأنت اليوم عندما تسأل أي شاب من المنطقة العربية عن المكان الذي يحلم أن يعيش ويستقر فيه لن يجيبك كما السابق قائلاً لندن أو نيويورك أو حتى فرنسا بل سيكون الرد الفوري الذي يقفز على لسانه هو دبي.
ومع تزايد عدد سكان المدينة كان من الطبيعي أن يزداد الضغط على البنية التحتية وبخاصة حركة المرور، التي يمكن القول إنها الشيء الوحيد في دبي الذي يمضي ببطء.
وأكد سموه أن كل مسؤول في دبي يعرف تماماً أنه عندما يتوجه إليه لاستعراض مشكلة ما تواجهه لا بد وأن يكون معه كذلك التصور الأنسب لحل هذه المشكلة.
وغالباً ما يكون الحل في إنفاق المزيد من الاستثمارات على الطرق والجسور والأنفاق الجديدة إضافة إلى نظام شامل للتنقل بالقطار وغالبية هذه المشاريع قيد التنفيذ بالفعل.
ولا تقف حدود طموح سموه عند تغيير الواقع المادي فحسب بل هو أيضاً يرغب في بناء مجتمع جديد قائم على التسامح الديني وتعايش الحضارات والمساواة على أساس النوع.
وقال سموه إن حكومة دبي تبذل ما في وسعها لإعداد قياديين جدد، مضيفاً أن هناك تركيزاً خاصاً على تفعيل دور المرأة.
وتحدث كروفت مع سموه عن مشكلات العمال في المدينة والأوضاع المعيشية الصعبة لبعضهم قائلاً إن هناك بعض الشكاوى من عمال تعرضوا لاستغلال أصحاب العمل لهم وإساءة معاملتهم، فرد سموه: “صحيح، عانينا بعض المشكلات على هذا الصعيد، لكننا تعاملنا معها وتمكنا من وضع حد لها، فهناك اليوم قانون يجرم مثل هذه الممارسات ومن ينتهك هذا القانون سيتعرض للسجن”.
وبعدها انتقل كروفت للحديث عن صفقة موانئ دبي الشهيرة لشراء شركة إدارة موانئ الحاويات البريطانية العملاقة “بي أند أو” وما تضمنته الصفقة من شراء حقوق إدارة موانئ أمريكية. وكانت الصفقة قد واجهت معارضة حادة من الكونجرس على الرغم من موافقة الرئيس الأمريكي جورج بوش، الأمر الذي أفضى في نهاية المطاف إلى قيام موانئ دبي ببيع الأصول الثابتة لها في الولايات المتحدة.
الحرب على العراق غلطة فادحة ونصحنا الأمريكان لكنهم للأسف لا ينصتون دائماً
وسأل كروفت سموه إن كان يشعر بأن ما حدث كان منصفاً فأجاب سموه قائلاً: “أترك الإجابة عن هذا السؤال لك أنت نفسك”، وعندما سأله إن كان أمله قد خاب بما واجه من معارضة قال سموه إن دبي تربطها بالولايات المتحدة علاقة طيبة ولن تقف مثل هذه المشكلة عقبة تمنع التعاون بين الطرفين.
وقال سموه رداً على سؤال المقدم عن الأشياء التي تعجبه في أمريكا قائلاً: “يعجبني فيها كل شيء باستثناء سياساتها الخارجية”.
ولدى سؤاله عن الشيء الذي لا يعجبه تحديداً في سياسات الولايات المتحدة الخارجية أجاب: “أفضل ان أترك إجابتي على غموضها، سأتركها على حالها وإنني على ثقة من ان الشعب الأمريكي سوف يفهم تماماً قصدي”.
وسأله كروفت: “دخلت في محادثات استشارية مع الولايات المتحدة قبل الحرب ضد العراق، هل هذا صحيح؟ فأجابه سموه: “نعم صحيح، لقد أعطيناهم النصيحة الصادقة كما يفعل الأصدقاء، لكن، وكما تعلم، فهم لا ينصتون دوماً للنصائح”.
وأكد سموه انه ضد الحرب على العراق قائلاً: “الحرب كانت غلطة فادحة”.
وفي نهاية اللقاء سأل كروفت سموه عن أكثر ما يسعده أن يقضي فيه أوقات فراغه بعيداً عن شؤون الحكم وهمومه فقال سموه “ان ركوب الخيل هو أكثر ما يسعدني، فحب الخيل يجري في دمي” على حد تعبيره.
جولات ميدانية
حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على اصطحاب مقدم برنامج “60 دقيقة” ستيف كروفت بسيارته الخاصة في جولة شملت أهم مشاريع الإمارة مثل برج دبي.
وشرح سموه للإعلامي الأمريكي خلال الجولة كل ما يمرون به من معالم مثل “مول الإمارات” الذي يضم أكبر ساحة داخلية للتزلج على الجليد في العالم وبرج العرب.
وحضر كروفت مع سموه لقاء مع القيادات الشابة في دبي، كما اصطحبه سموه الى اجتماع مع هيئة الطرق والمواصلات بدبي حيث ناقش مشاريع الهيئة لتلافي مشاكل الازدحام المروري بالإمارة.
“60 دقيقة” الأكثر نجاحاً
يعد برنامج “60 دقيقة” البرنامج التلفزيوني الأكثر نجاحاً في تاريخ الولايات المتحدة، وبدأ بث البرنامج على قناة “سي. بي. اس” عام 1968.
واستحق البرنامج جائزة أفضل البرامج التلفزيونية لخمس مرات، الانجاز الذي لم يتحقق إلا لأكثر البرامج الأمريكية شهرة مثل عائلة “كوسبي”.
كما حصل على جائزة كأحد أفضل 10 برامج تلفزيونية في أمريكا ل23 مرة خلال الفترة من عام 1977 وحتى عام 2000.
وفازت قناة “سي. بي. اس” الأمريكية بدورها العديد من الجوائز المهمة في الولايات المتحدة.
وفي العام الجاري حصل برنامج “60 دقيقة” على 12 ترشيحاً للفوز بجوائز ايمي للبرامج التلفزيونية.
دبي “الخليج”:
بهذه المشاعر المخلصة، وبكل هذا الحب والعطاء تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في لقاء أجراه معه برنامج “60 دقيقة” على قناة “سي. بي. إس” الأمريكية، عن رؤيته الطموحة لمستقبل دبي، الإمارة الصغيرة التي استطاعت ان تسطر وفي غضون سنوات قليلة واحدة من أروع قصص النجاح وأكثرها ابهاراً.
وقال مقدم البرنامج ستيف كروفت في حديثه مع سموه عن نجاحات دبي المبهرة “من منا لم يسمع عن دبي، وعن انجازات تلك المدينة الصحراوية الصغيرة التي نجحت في تحويل نفسها إلى مركز أعمال عالمي المستوى ووجهة سياحية دولية جذابة”.
وأكد انه بغض النظر عن المقالات التي يقرأها المرء عن دبي، أو ما شاهد من صور، فلن يتمكن بالفعل من استيعاب أو تخيل مدى ما تشهده الإمارة وتعيشه من حركة نمو قياسية وحجم ما تضج به من حياة وحيوية.
وقال خلال جولة اصطحبه فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بسيارته الخاصة إلى أبرز مواقع دبي “ان دبي إذا ما رغب المرء في وصفها بدقة تعد التجسيد المادي لإرادة حقة، نجحت في تحويل ثروة النفط العربية إلى نهضة حقيقية، هي مدينة بلغ بها الطموح والغنى الحد الذي نجحت معه في تغيير الجغرافيا لتصبح هي مركز الأعمال والنقل والسياحة للعالم برمته”.
يقول مقدم البرنامج: دبي هي مدينة القرن الحادي والعشرين، تظل على مفترق طرق دنيا جديدة، فناطحات السحاب تتسابق مشكلة عناقيد في السماء، والجزر الاصطناعية تمتد بسرعة فائقة داخل البحر، ورؤية سموه تترجم في مشاريع عملاقة متفردة تنبت من قلب الصحراء، جهود تتضافر، وخطى تتسارع سعياً لتحويل حلم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى حقيقة ملموسة، لتصبح دبي كما يريدها سموه مدينة عصرية فعّالة ومضيافة باستيعابها لكل الحضارات واحتضانها للثقافات المختلفة.
ولتحقيق رؤيته الطموحة باتت دبي، كما يروق للبعض تسميتها، أكبر موقع انشاءات على وجه الأرض، أو إذا ما أردنا يمكن أن نقول انها أشبه بخلية نحل، تضج بالنشاط والحيوية مع تناوب نصف مليون عامل على العمل على مدار الساعة في مشاريع تقدر قيمتها الاجمالية بحوالي 300 مليار دولار.
وتعكس طموحات سموه لإمارة دبي شيئاً من صفاته، فهو إنسان طموح محب للعمل وهو دوماً في حركة نشطة لا تهدأ، ومن المعروف عنه ميله للقيام بجولات وزيارات مفاجئة لمواقع الانشاءات والمقار الحكومية المختلفة للاطمئنان على سير العمل ومصلحة المواطنين.
سأل مقدم البرنامج سموه لماذا يريد لدبي أن تضم كل ما هو أطول وأكبر وأفضل، فأجابه قائلا: ولِمَ لا؟ لِمَ لا؟ إذا كان هذا يحدث في نيويورك، فلماذا لا يمكننا تحقيقه هنا في دبي؟
وعندما سأله عن سر السرعة الفائقة التي تمضي بها المشاريع في دبي، فسموه يريد لطموحاته أن تتحقق في 5 سنوات في حين أن غيره كان سيقضي عمره كله في سعيه لتحقيق حلم مماثل، أجاب سموه قائلا: “أريد لشعبي أن يعيش حياة أفضل اليوم، أن يحصل على التعليم العالي الآن، وأن يحظى بأفضل مستوى رعاية صحية في الحال لا بعد 20 عاما”.
وقال مقدم البرنامج ان أهالي دبي بالفعل يحظون في الوقت الحاضر بمستوى معيشة بين الأكثر تميزا قياسا بالمعايير الدولية اذ تقدم لهم الحكومة الرعاية الصحية والتعليم العالي مجانا، كما أنهم لا يخضعون للضرائب.
وأضاف ان دبي بما تطرح من فرص واعدة تستقطب شهريا اكثر من 25 الف وافد جديد الى أرضها يقدمون اليها من مختلف ارجاء العالم للعمل فيها وللاستفادة من فرص النمو الهائلة التي تحفل بها الإمارة.
ويؤمن المحللون العالميون بأن دبي تتمتع فعلا بمناخ أعمال ممتاز بالنسبة للشركات العالمية متعددة الأطراف، كما أنها تحظى بموقع استراتيجي في مركز عواصم العالم المالية في لندن وسنغافورة. كما أنها محور يربط ملياراً ونصف المليار نسمة على بعد 3 ساعات طيران وهي علاوة على ذلك كله المركز الأنسب للاستفادة من نهضة الاسواق الناشئة في جنوب آسيا.
وقال كروفت ان رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومن قبله والده الشيخ راشد رحمه الله كانت وراء كل ما تحقق لدبي من نجاح في دنيا المال والأعمال، إذ بدأ والده المسيرة بالاستثمار في خور دبي الذي كان مركز الإمارة التجاري لقرون، وكان هذا الاستثمار الخطوة الأولى على طريق تحول دبي الى احد اكبر الموانئ العالمية وأهم محاور شحن السلع من وإلى آسيا.
وبعد ذلك جاءت فكرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتحويل إمارة دبي الى مركز دولي للخدمات المالية وللإعلام، فقام بإنشاء عدد من المناطق الحرة ووعد بعدم فرض الضرائب وعمل على تيسير القوانين المنظمة لعمل الشركات في المدينة، كما بادر الى تقديم حوافز خاصة للشركات التي ترغب في انشاء مقار لها في دبي.
وانتقل كروفت خلال الرحلة للحديث عن نهضة دبي العمرانية غير المسبوقة متناولا المشاريع العملاقة الأكثر فرادة التي تحفل بها دبي وأبرزها بالطبع مشروع برج دبي ومشاريع جزر النخلة الثلاث ودبي لاند وغيرها من المشاريع التي لفتت بتميزها العالم واستقطبت اهتمامه.
وقال كروفت ان بعض المشاريع أقرب الى الخيال مثل مشاريع جزر النخلة، والتي شكك بعض خبراء المقاولات في إمكانية تنفيذها، إلا ان هذا لم يثن سموه ولم يثبط عزيمته بل على العكس اذ أعطى الأمر ببدء تنفيذ المشروع الأول الذي يتسع لاستيعاب 150 الف شخص اضافة الى 35 فندقاً.
وسأل كروفت سموه “ان أغلبية الناس عندما يلجأون الى خبراء استشاريين في مجال ما يستمعون عادة الى نصحهم ان أبدوا اعتراضا على الفكرة محل الاستشارة، فلماذا لم تفعل ذلك؟”.
وأجاب سموه: “ربما ينطبق هذا الكلام على غالبية الناس بالفعل، إلا أنه لا ينطبق علينا”.
وبالفعل أثبتت رؤية سموه سدادها مرة أخرى لتدحض كل الشكوك التي ساورت البعض، إذ تم بيع كافة وحدات مشروع جزيرة النخلة الأولى وخلال أقل من أسبوع، بل قام ملاك هذه الوحدات التي لم يزد سعرها الأصلي عن مليون دولار ببيعها لأكثر من 5 مرات منذ ذلك الوقت.
وشجع هذا النجاح على إطلاق مشروعين مماثلين لبناء جزيرتين على شكل النخلة، إضافة إلى مشروع آخر أطلقته شركة “نخيل” أيضاً لرسم خارطة العالم على شكل جزر صغيرة في الماء.
وأكد كروفت أن هذه المشاريع ما هي إلا جزء بسيط من رؤية سموه، الرؤية التي تقوم على إثبات دبي كملاذ آمن للناس وللرساميل. وبالفعل تحولت دبي إلى “المدينة الحلم” بالنسبة للعديد من الطموحين في العالم سواء كانوا رجال أعمال أو خبراء مختصين أو باحثين عن فرصة عمل، فدبي تفتح ذراعيها لاستقبال كل من يمكن أن يشارك بفعالية في رسم نهضتها وتحقيق طموحاتها.
وقال كروفت لسموه: يصف البعض دبي بشركة ضخمة تتولون منصب الرئيس التنفيذي لها. فهل ترى أن هذا الوصف دقيق؟
وأجابه سموه: “لقد نجحت بالفعل في تغيير شكل الحكومة التقليدي ليصبح أقرب في طبيعته لنمط العمل في الشركات الكبرى”.
يقول مقدم البرنامج إن دبي “المدينة الحلم” أو “الشركة العالمية الكبرى” أو أياً ما راق للمرء تسميتها نجحت بالفعل في استقطاب اهتمام العالم ليتوافد إليها الجميع من شركات ترغب في إنشاء مقار لها أو أفراد يبحثون عن فرصة عمل أو زوار يرغبون في رؤية طموحات المدينة الصغيرة بأم أعينهم بعد أن قرأوا وسمعوا عنها الكثير.
وتؤكد استطلاعات الرأي الحديثة أن دبي باتت الوجهة المفضلة لشباب المنطقة التي تضم أكثر من 300 مليون نسمة، فأنت اليوم عندما تسأل أي شاب من المنطقة العربية عن المكان الذي يحلم أن يعيش ويستقر فيه لن يجيبك كما السابق قائلاً لندن أو نيويورك أو حتى فرنسا بل سيكون الرد الفوري الذي يقفز على لسانه هو دبي.
ومع تزايد عدد سكان المدينة كان من الطبيعي أن يزداد الضغط على البنية التحتية وبخاصة حركة المرور، التي يمكن القول إنها الشيء الوحيد في دبي الذي يمضي ببطء.
وأكد سموه أن كل مسؤول في دبي يعرف تماماً أنه عندما يتوجه إليه لاستعراض مشكلة ما تواجهه لا بد وأن يكون معه كذلك التصور الأنسب لحل هذه المشكلة.
وغالباً ما يكون الحل في إنفاق المزيد من الاستثمارات على الطرق والجسور والأنفاق الجديدة إضافة إلى نظام شامل للتنقل بالقطار وغالبية هذه المشاريع قيد التنفيذ بالفعل.
ولا تقف حدود طموح سموه عند تغيير الواقع المادي فحسب بل هو أيضاً يرغب في بناء مجتمع جديد قائم على التسامح الديني وتعايش الحضارات والمساواة على أساس النوع.
وقال سموه إن حكومة دبي تبذل ما في وسعها لإعداد قياديين جدد، مضيفاً أن هناك تركيزاً خاصاً على تفعيل دور المرأة.
وتحدث كروفت مع سموه عن مشكلات العمال في المدينة والأوضاع المعيشية الصعبة لبعضهم قائلاً إن هناك بعض الشكاوى من عمال تعرضوا لاستغلال أصحاب العمل لهم وإساءة معاملتهم، فرد سموه: “صحيح، عانينا بعض المشكلات على هذا الصعيد، لكننا تعاملنا معها وتمكنا من وضع حد لها، فهناك اليوم قانون يجرم مثل هذه الممارسات ومن ينتهك هذا القانون سيتعرض للسجن”.
وبعدها انتقل كروفت للحديث عن صفقة موانئ دبي الشهيرة لشراء شركة إدارة موانئ الحاويات البريطانية العملاقة “بي أند أو” وما تضمنته الصفقة من شراء حقوق إدارة موانئ أمريكية. وكانت الصفقة قد واجهت معارضة حادة من الكونجرس على الرغم من موافقة الرئيس الأمريكي جورج بوش، الأمر الذي أفضى في نهاية المطاف إلى قيام موانئ دبي ببيع الأصول الثابتة لها في الولايات المتحدة.
الحرب على العراق غلطة فادحة ونصحنا الأمريكان لكنهم للأسف لا ينصتون دائماً
وسأل كروفت سموه إن كان يشعر بأن ما حدث كان منصفاً فأجاب سموه قائلاً: “أترك الإجابة عن هذا السؤال لك أنت نفسك”، وعندما سأله إن كان أمله قد خاب بما واجه من معارضة قال سموه إن دبي تربطها بالولايات المتحدة علاقة طيبة ولن تقف مثل هذه المشكلة عقبة تمنع التعاون بين الطرفين.
وقال سموه رداً على سؤال المقدم عن الأشياء التي تعجبه في أمريكا قائلاً: “يعجبني فيها كل شيء باستثناء سياساتها الخارجية”.
ولدى سؤاله عن الشيء الذي لا يعجبه تحديداً في سياسات الولايات المتحدة الخارجية أجاب: “أفضل ان أترك إجابتي على غموضها، سأتركها على حالها وإنني على ثقة من ان الشعب الأمريكي سوف يفهم تماماً قصدي”.
وسأله كروفت: “دخلت في محادثات استشارية مع الولايات المتحدة قبل الحرب ضد العراق، هل هذا صحيح؟ فأجابه سموه: “نعم صحيح، لقد أعطيناهم النصيحة الصادقة كما يفعل الأصدقاء، لكن، وكما تعلم، فهم لا ينصتون دوماً للنصائح”.
وأكد سموه انه ضد الحرب على العراق قائلاً: “الحرب كانت غلطة فادحة”.
وفي نهاية اللقاء سأل كروفت سموه عن أكثر ما يسعده أن يقضي فيه أوقات فراغه بعيداً عن شؤون الحكم وهمومه فقال سموه “ان ركوب الخيل هو أكثر ما يسعدني، فحب الخيل يجري في دمي” على حد تعبيره.
جولات ميدانية
حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على اصطحاب مقدم برنامج “60 دقيقة” ستيف كروفت بسيارته الخاصة في جولة شملت أهم مشاريع الإمارة مثل برج دبي.
وشرح سموه للإعلامي الأمريكي خلال الجولة كل ما يمرون به من معالم مثل “مول الإمارات” الذي يضم أكبر ساحة داخلية للتزلج على الجليد في العالم وبرج العرب.
وحضر كروفت مع سموه لقاء مع القيادات الشابة في دبي، كما اصطحبه سموه الى اجتماع مع هيئة الطرق والمواصلات بدبي حيث ناقش مشاريع الهيئة لتلافي مشاكل الازدحام المروري بالإمارة.
“60 دقيقة” الأكثر نجاحاً
يعد برنامج “60 دقيقة” البرنامج التلفزيوني الأكثر نجاحاً في تاريخ الولايات المتحدة، وبدأ بث البرنامج على قناة “سي. بي. اس” عام 1968.
واستحق البرنامج جائزة أفضل البرامج التلفزيونية لخمس مرات، الانجاز الذي لم يتحقق إلا لأكثر البرامج الأمريكية شهرة مثل عائلة “كوسبي”.
كما حصل على جائزة كأحد أفضل 10 برامج تلفزيونية في أمريكا ل23 مرة خلال الفترة من عام 1977 وحتى عام 2000.
وفازت قناة “سي. بي. اس” الأمريكية بدورها العديد من الجوائز المهمة في الولايات المتحدة.
وفي العام الجاري حصل برنامج “60 دقيقة” على 12 ترشيحاً للفوز بجوائز ايمي للبرامج التلفزيونية.