مشاهدة النسخة كاملة : رمضان في ((بعض)) بلدان العالم
MAFIA
25-08-2007, 11:08 PM
بـسم الله الرحمن الرحيم
رمضان في روسيا
يعيش المسلمون الروس في مجتمع غير مسلم وبالتالي تتأثر حياتهم كثيرا
بالنظر إلى اختلاف العادات والتقاليد ما بين المجتمع الإسلامي في روسيا
وبين باقي أفراد المجتمع الذي يدين غالبية أفراده بالمسيحية
الأرثوذكسية، لكن على الرغم من ذلك فإن المسلمين يتمسكون بدينهم
وينتهزون فرصة شهر رمضان الكريم من أجل تثبيت دعائم دينهم وثقافتهم في
نفوس أفراد المجتمع الإسلامي الروسي.
المسلمون في روسيا نبذة تاريخية
لم يدخل الإسلام إلى روسيا عن طريق الفتوحات ولكن دخل عن المعاملات
التجارية واختلاط المسلمين بالروس، كذلك كانت الفتوحات الإسلامية التي
تمت في مناطق قريبة من حدود الدولة الروسية الحالية هي ما أدى إلى دخول
الإسلام في بلاد الروس حيث كان اعتناق قبائل وأعراق مثل تلك التي تعيش
في جمهوريات آسيا الوسطى حاليا - والتي يتبع بعضها الاتحاد الروسي
كجمهورية "الشيشان" فيما يتمتع البعض الآخر باستقلاله كطاجيكستان –
سببا رئيسيا في تعريف الروس السلافيين بالإسلام.
أحوال المسلمين الآن في روسيا
وفي روسيا العديد من القوميات التي تنتسب إلى الإسلام مثل الشيشانيين
والقبائل المقيمة في "داغستان"، ويتيح هذا الشهر الكريم للمسلمين أن
يمارسوا شعائر دينهم الأمر الذي يوفر جوا إيمانيا يساعد كثيرين من
المسلمين الذين ينتمون إلى الدين الإسلامي اسميا فقط على العودة إلى
الدين الصحيح كما تؤدي هذه الأجواء الرمضانية إلى إقبال بعض غير
المسلمين على اعتناق الدين الإسلامي، وتتلخص الشعائر الرمضانية عند
الروس في الاجتماع حول موائد الإفطار والذهاب إلى أداء صلاة الجماعة،
وتقوم المساجد الرئيسية بختم القرآن الكريم طوال شهر الأمر الذي يجعل
من هذا الشهر عيدا يمتد على مدار ثلاثين يوما كذلك يحرص المسلمون الروس
على أداء صلاة التراويح وتعتبر هذه العبادة هامة جدا في توحيد المسلمين
حيث يشعر المسلم القادم إلى أداء صلاة التراويح بأنه قادم إلى جماعة
فيستقر لديه الشعور الديني الإيماني.
ومن العادات أيضاً أنه أثناء موائد الإفطار تتم دعوة من يتقن قراءة
القرآن ويعلم شيئاً عن الدين ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن ويلقي
درساً أو موعظة مما يترك أثرا طيبا في المدعوين كما يساعد على جذب غير
المتدينين من المدعوين إلى التدين والالتزام بالتعاليم الإسلامية، كما
نجد موائد الإفطار الجماعي التي تنظمها الجمعيات الخيرية والتي تماثل
"موائد الرحمن" لدينا هنا في مصر وتشارك العديد من الدول العربية
والإسلامية في إقامة مثل هذه الموائد عن طريق البعثات الدبلوماسية مما
يشعر المسلم الروسي بعمق الروابط بينه وبين باقي شعوب العالم الإسلامي.
وبخصوص تعامل الشعب الروسي والدولة الروسية عموما مع الشهر الكريم،
فإننا لا نجد أي تغير عن باقي أيام السنة فالبرامج التليفزيونية
والإذاعية كما هي تبث من دون احترام لمشاعر المسلمين كما يتواصل عمل
المقاهي وأماكن تقديم المسكرات طوال شهر رمضان، الأمر الذي يشير إلى
طبيعة مشكلات المسلمين في روسيا والتي ترتبط بعدم اعتبار المجتمع
الروسي الأرثوذكسي في الغالب لهم جزءا أساسيا من أجزاء المجتمع مما
يتطلب تحركا من المسلمين الروس وكذلك من بلاد العالم الإسلامي من أجل
نيل المزيد من الحقوق للمسلمين الروس في ممارستهم عباداتهم بصورة عامة
وخلال شهر رمضان المعظم.
MAFIA
25-08-2007, 11:09 PM
رمضان في الفلبين
يعيش المسلمون في الفلبين كأقلية، وذلك على الرغم من مجاورة هذه الدولة
لكل من ماليزيا وإندونيسيا ذات الغالبية المسلمة، وللمسلمين في هذه
البلاد العديد من العادات والتقاليد التي تعتبر خاصةً بالمجتمع
الإسلامي هناك، والتي وإن اتفقت في الجوهر مع التعاليم الإسلامية إلا
أنها تحتفظ بخصوصية مجتمعها، وفي شهر رمضان المجال الواسع لإبراز مثل
هذه العادات.
الإسلام في الفلبين المشهد الإسلامي في الفلبين
دخل الإسلام إلى هناك عن طريق التجَّار المسلمين الذين جاءوا حاملين
تعاليم الدين السمح يطبقونها في تعاملاتهم التجارية، مما كان له أكبر
الأثر في اعتناق أهالي هذه البلاد للإسلام، وقد ظل الإسلام هو الدين
الغالب في الأراضي الفلبينية حتى وصل إليها الغرب عن طريق الرحالة
"ماجلان" الذي تغلب على المسلمين وفتح الطريق أمام الاحتلال الأسباني
من بعده في العام 1568م في عهد الملك "فيليب الثاني"، وسمِّيت البلاد
على اسم هذا الملك لتبدأ رحلة اضطهاد للمسلمين هناك، ومن ملامح ذلك
الاضطهاد تغيير نطق اسم العاصمة إلى نطق غير عربي، فبعد أن كانت
المدينة تسمى "أمان الله" صارت تسمى "مانيلا"، وللآن يعيش المسلمون في
الجنوب في حرب دائمة مع السلطات الفلبينية التي لم ترحم حتى بيوت الله
تعالى، فقامت بتهديم المساجد، لكن السلطات حاليًا بدأت تأخذ اتجاهًا
أكثر هدوءًا في تعاملها مع الوجود الإسلامي بالبلاد، وعامةً توجد
العديد من المساجد في الفلبين لا تزال باقيةً منها مسجدا "سولو"
و"دافوا".
شهر رمضان في المجتمع الفلبيني المسلم
للمسلمين في الفلبين عادات وتقاليد خاصة بهم، فهو مجتمع أصيل في هذه
البلاد التي لا وافد إليها من بعيد كما هو الحال في الدانمرك مثلاً،
ويرتقب المسلمون دخول شهر رمضان من أجل تأكيد هويتهم الإسلامية في
مواجهة الحرب ضدهم، ومن أبرز عاداتهم خلال الشهر الكريم تزيين المساجد
وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها، بل وجعلها مركز التجمع العائلي،
فتصبح دارًا للعبادة وللتعارف بين المسلمين، أيضًا يحرص المسلمون على
أداء صلاة التراويح واصطحاب أبنائهم إلى أدائها بغرض غرس التعاليم
الدينية في نفوسهم من الصغر، ولا بد على كل مسلم أن يؤدي هذه الصلاة
هناك وتقام في 20 ركعة، ويحرص المجتمع الإسلامي الفلبيني في شهر رمضان
على تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين، كما أن الأغنياء يستضيفون
الفقراء على موائدهم من دون أية حساسيات، فالكل إخوةٌ في الإسلام،
وتُوزَّع الصدقات خلال الشهر في ليلة النصف منه، ويعمل أئمة المساجد
على جمع زكاة الفطر وتوزيعها بمعرفتهم الخاصة على المستحقين من
الفقراء
ولا ينسى المسلمون الفلبينيون أن يزيِّنوا موائد الشهر الكريم بالأكلات
المحلية الخاصة بهم مثل طبق "الكاري كاري" وهو اللحم بالبهارات وكذلك
مشروب السكر والموز وجوز الهند، وهناك بعض الحلوى التي تشبه "القطائف"
المصرية وعصير "قمر الدين"، ويلهو الأطفال في هذا الشهر بعد الإفطار،
حيث يرتدون الملابس المزيَّنة بالألوان والزخارف، ثم يحملون الفوانيس
أو ما يشبهها، ويبدأون في التنقل من مكان لآخر بل ويتولون إيقاظ
النائمين لتناول طعام السحور وهو ما يضفي بهجةً على هذا الشهر الكريم.
MAFIA
25-08-2007, 11:12 PM
رمضان في ماليزيا
من فضل الله تعالى على العالم الإسلامي أن جعل ماليزيا من البلاد
الإسلامية، فهي دولة متحضرة إلى حدٍّ كبير، فتتمتع بنموٍ اقتصادي
متسارع وصناعات متطورة، إلى جانب المنظومة الاجتماعية والإنسانية بها،
ويعتبر المسلمون المجتمع الرئيسي في هذه البلاد التي تتسم أيضًا بتعدد
الأعراق فيها، وللمسلمين الماليزيين العادات والتقاليد الخاصة بهم،
والتي تعتبر من التقاليد الشعبية أيضًا، نظرًا لأنَّ غالبية أفراد
البلاد من المسلمين.
الإسلام في ماليزيا
المجتمع الإسلامي في ماليزيا
مثل باقي بلاد جنوب شرق آسيا دخل الإسلام عن طريقين هما التجارة مع
البلاد الإسلامية ودخول الدعاة إلى هذه البلاد من أجل نشر دين الله
تعالى، وقد انتشر والحمد لله في هذه البلاد حتى تكاثرت المساجد في كل
مكان من الأرض الماليزية، ومنها المسجد الوطني في العاصمة
"كوالالامبور" والذي يتسع لـ15 ألف مصلٍّ.
شهر رمضان على الطريقة الماليزية
يهتم المسلمون الماليزيون بحلول شهر رمضان الكريم، حيث يتحرون رؤية
الهلال، وتُصدر وزارة الشؤون الدينية بيانًا عن بداية الشهر المعظم
ويُذاع في كل وسائل الإعلام وتقوم الإدارات المحلية بتنظيف الشوارع
ورشِّها ونشر الزينة الكهربائية في المناطق الرئيسة.
أما المواطنون فهم يبدأون منذ نهاية شهر شعبان الكريم في شراء حاجياتهم
الغذائية وتحضير المساجد لاستقبال المصلين، وتُضاء المساجد، ويعلنون عن
حلول شهر رمضان المعظم بوسائل عدة: منها الضرب على الدفوف في بعض
الأقاليم، ويقبل المسلمون رجالاً ونساءً وأطفالاً على الصلاة في شهر
رمضان، ويتم إشعال البخور ورشِّ العطور في المساجد، ويصلي الماليزيون
المغرب ثم يتناولون إفطارهم ويعودون للمساجد من أجل أداء صلاتَي العشاء
والتراويح، ويتْلون القرآن الكريم، وتنظِّم الدولة مسابقات حفظ كتاب
الله تعالى بين كل مناطق البلاد، وتوزّع الجوائز في النهاية في حفل
كبير على الفائزين وعلى معلميهم أيضًا.
وكثيرًا ما يدخل العديد من أتباع الديانات الأخرى في الإسلام أثناء
احتفال المسلمين بنهاية الشهر الكريم التي يحييها المسلمون عن طريق ختم
القرآن الكريم أو يعتنقون الإسلام أثناء أداء صلاة العيد والتي يراها
الماليزيون جميعًا مناسبةً عامةً قد تستقطب غير المسلمين لحضورها.
ويفطر المسلمون في منازلهم، والبعض منهم يفطر في المساجد، ويحضر
القادرون بعض الأطعمة التي توضع على بسط في المساجد من أجل الإفطار
الجماعي، وفي المناطق الريفية يكون الإفطار بالدور، فكل منزل يتولى
إطعام أهل قريته يومًا خلال الشهر الكريم في مظهر يدل على التماسك
والتراحم الذي نتمناه في كل أرجاء العالم الإسلامي.
ومن أشهر الأطعمة التي تحضر على مائدة الإفطار في شهر رمضان وجبة
"الغتري مندي" والتي تعتبر الطبق الماليزي الأشهر، وكذلك "البادق"
المصنوع من الدقيق، وهناك الدجاج والأرز إلى جانب التمر والموز
والبرتقال.
MAFIA
25-08-2007, 11:13 PM
رمضان في تنزانيا
تعتبر تنزانيا واحدةً من الدول الإسلامية القليلة في الجزء الأسمر من
القارة الإفريقية، ويعيش المسلمون فيها كأصحاب بلاد، لديهم العادات
والتقاليد الخاصة بهم، ولديهم الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم،
وبالتالي يصطبغ شهر رمضان الكريم في هذه البلاد بصبغة إفريقية إسلامية.
الإسلام في تنزانيا
دخول الإسلام في البلاد
بدأ الإسلام في الدخول إلى هذه البلاد عن طريق التجار الذين كانوا
يفدون إلى هناك ثم يعودون لبلادهم، وكذلك عن طريق المسافرين من أهالي
هذه البلاد إلى الخارج الذين عرفوا الدين الحنيف، ثم عادوا ونشروه في
بلادهم، وقد تدعم الوجود الإسلامي في هذه البلاد عن طريق البعثات
الدعوية التي ترسلها الدول الإسلامية الأخرى، مثل البعثات الأزهرية
المصرية وبعثات المملكة العربية السعودية، ويعتبر المجتمع الإسلامي في
هذه البلاد مجتمعًا متماسكًا، كما يتسم بالحفاظ على تعاليم الدين
الإسلامي والاهتمام بإحياء كل المناسبات الدينية الإسلامية، وعلى رأسها
بطبيعة الحال شهر رمضان المعظم.
المسلمون التنزانيون في شهر رمضان
يُعَظِّمُ التنزانيون شهر رمضان ويجلُّونه ويعاملونه بمهابة تتوافق مع
جلال هذا الشهر الكريم، فيبدأون الاستعداد له منذ حلول نصف شهر شعبان
المبارك، ويكون ذلك عن طريق تزيين الشوارع بالأنوار وكذلك تزيين المحال
التجارية والمساجد، وتنشط أيضًا الزيارات العائلية من أجل التحضير
للشهر الكريم، ويهتم المسلمون التنزانيون بالصوم، حتى إن الصيام يبدأ
من سن الـ12 عامًا ويعتبرون الجهر بالإفطار في نهار رمضان من أكبر
الذنوب، ولذلك تغلق المطاعم أبوابها خلال أوقات الصيام ولا تفتح إلا
بعد صلاة المغرب وحلول موعد الإفطار.
وللشهر الفضيل الوجبات المخصصة له، والتي يلجأ إليها التنزانيون من أجل
المساعدة على الاستمرار في الصيام، فهناك التمر وكذلك الماء المحلَّى
بالسُّكَّر إلى جانب طبق الأرز المليء بالسعرات الحرارية والذي يساعد
الصائم، إلى جانب الخضروات والأسماك التي يحصلون عليها من سواحلهم
المطلَّة على المحيط.
MAFIA
25-08-2007, 11:14 PM
رمضان في أمريكا
دخل الإسلام في المجتمعِ الأمريكي عن طريقِ المهاجرين من الشرق الأوسط
وإفريقيا والدول الإسلامية الآسيوية، وأخذت الأجيال الأولى تنجب
أجيالاً ثانيةً، ومن ثمَّ تكاثر المسلمون في المجتمع الأمريكي وخاصةً
مع بدء اعتناق الأمريكيين الأصليين للدين الإسلامي.. الأمر الذي جعل
الإسلام هو الدين الأكثر نموًا في الولايات المتحدة، وحاليًا تنشط على
الأراضي الأمريكية العديد من المنظمات والمؤسسات الخيرية الإسلامية،
ومن أهمها مجلس تنسيق العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، وكذلك
"مؤسسة القدس"، وكل هذه المؤسسات تعمل على خدمةِ المسلمين على
المستويات الاجتماعية والسياسية أيضًا
المسلمون في شهر رمضان على الطريقة الأمريكية
احتفظ المسلمون المقيمون في المجتمع الأمريكي- سواء من يحلمون الجنسية
الأمريكية أو غيرهم- بالعادات والتقاليد الإسلامية في خلال الشهر
الكريم، فكل أسرة تحمل تقاليدَ مجتمعها، وتعمل على إحيائها في بلادِ
الغربةِ، فعلى سبيل المثال لا تزال الأُسر تحرص على التجمعِ على مائدةٍ
واحدةٍ للإفطار معًا من أجلِ تقوية العلاقات بين جميع أفرادِ الأسرة
والمجتمع الإسلامي هناك عامة، كذلك يشهد الشهر الفضيل إقبال المسلمين
غير الملتزمين على الصيام.. الأمر الذي يُشير إلى الدفعةِ الروحية التي
يُعطيها الصيام للمسلمين في داخل وخارج أوطانهم، كذلك تمتلئ المساجد
بالمصلين وخاصةً صلاة التراويح، إلى جانبِ تنظيم المؤسسات والجمعيات
الخيرية الإسلامية العديدَ من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله
وبالإسلام عامة، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبةٍ دعويةٍ إرشاديةٍ
للمسلمين وغير المسلمين.
ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأمريكي عامةً مع الشهر الكريم اهتمام وسائل
الإعلام بحلولِ الشهر، ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام، وكذلك نشر المواد
الصحفية الخاصة بالشهر من عادات وتقاليد المسلمين وأشهر الأكلات التي
تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية، كما يهتم الرئيس الأمريكي "جورج بوش
الابن" بدعوة المسلمين إلى "البيت الأبيض" في أول الشهر الفضيل كما ينص
الدستور الأمريكي على احترامِ العباداتِ والأديانِ كلها دون تفرقة.
وعلى مستوى الأفراد بدأ الأمريكيون من غيرِ المسلمين في التعرُّف على
الصيامِ والعبادات الإسلامية.. الأمر الذي يُعطي صورةً عن تقديم
المسلمين الأمريكيين نموذجًا جيدًا للدين الإسلامي، وهو ما جعل الإسلام
بالفعل الدين الأكثر انتشارًا ونموًّا.
MAFIA
25-08-2007, 11:15 PM
رمضان في إيطاليا
لا تعتبر البلاد الإيطالية غريبةً عن الإسلام، فقد خضع بعضٌ منها ذات
مرة للسيادة الإسلامية، حيث كانت جزيرة "صقلية" تابعةً للدولة
الإسلامية في فترة من فترات التاريخ الإسلامي الباهر، ومنها خرج الشاعر
والمفكِّر "ابن حمديس الصقلي"، كما أنَّ عادات المجتمع الإيطالي- على
الرغم من الطابع الغربي لها- تقترب من عادات المدن الساحلية العربية،
مثل مدينة "الإسكندرية" المصرية ومدينة "سوسة" التونسية، بالإضافة إلى
تواجد العديد من الجنسيات العربية والإسلامية التي تعيش على الأراضي
الإيطالية.
الإسلام في إيطاليا
واقع الإسلام في إيطاليا
على الرغم من أنَّ إيطاليا تحتضن دولة الفاتيكان التي تمثل الكنيسة
الكاثوليكية إلا أن الإسلام دخل هذه البلاد بسهولة، سواءٌ عن طريق
الفتح كما في الجنوب الصقلي أو عن طريق الدعوة واختلاط المسلمين
المهاجرين مع أهل البلاد الأصليين، ويعمل في إيطاليا "المركز الإسلامي
الثقافي الإيطالي" الذي يؤدي دورًا كبيرًا في تعريفِ المجتمع الإيطالي
بالإسلام، عن طريق إقامة لقاءاتٍ دورية مع غير المسلمين الذين يودون
التعرف على الإسلام جرَّاء الحملة المضادة عليه، كما تمكن من جعل
المسئولين الإيطاليين يسمحون بالتعريف بالإسلام في المدارس الإيطالية.
ومن أبرز المشكلات التي تواجه المسلمين في المجتمع الإيطالي عدم اعتراف
الدولة به.. الأمر الذي يجعلها تمنع عرض المواد الدينية الإسلامية على
القنوات التليفزيونية الخاصة، لكن المركز الإسلامي استطاع أن يحصل على
فترةٍ إعلامية على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، مع أجل بثِّ البرامج
الإسلامية، كذلك تمنع الدولة دفن المسلمين على الطريقة الإسلامية، لكن
العاصمة "روما" تُعتبر استثناءً من ذلك، وهناك أيضًا مشكلة عدم توافر
المواد الإسلامية باللغة الإيطالية.. الأمر الذي يشكِّل حجر عثرةٍ أمام
تقدم الإسلام في هذا المجتمع الأوروبي.
مسلمو إيطاليا في شهر رمضان
ينتهز المسلمون حلول شهر رمضان الكريم من أجل تنميةِ مشاعرهم الدينية
وممارسة العبادات الإسلامية خلال الشهر الفضيل، حيث يحرص المسلمون على
تناولِ الأطعمةِ التي تعدها الأسر في البلاد المسلمة، إلى جانب
الحلويات الشرقية التي تشتهر المطابخ الإسلامية وخاصةً العربية منها
بتقديمها في شهر الصيام، وهناك الإقبال على حضورِ الدروس الدينية التي
ينظمها المركز الإسلامي في المساجد الإيطالية، إلى جانب استقبال رجال
الدين الذين تقوم البلاد العربية- مثل تونس- بإرسالهم إلى الدول غير
الإسلامية في شهر رمضان.
وعامةً بالنسبة للمسلم الإيطالي أو المسلم المقيم في هذا البلد فإنَّ
الشهر الكريم يعتبر مناسبةً عظيمةً لتقويةِ الروابط بين المسلمين عامة
في هذا البلاد وبين أبناء الأسرة الواحدة، حيث إنَّ إفطار الجميع في
وقتٍ واحد يتيح إقامة موائد الإفطار العائلية والتي قد تضم الأصدقاء
أيضًا، وهذه الخاصية تنتشر في المجتمع الإيطالي المعروف أصلاً بقوة
الروابط بين أفراد العائلة الواحدة.
MAFIA
25-08-2007, 11:17 PM
رمضان في اليابان
في اليابان يعيش المسلمون وذلك على الرغم من بُعد المسافة نسبيًّا بين
هذه الدولة التي يطلقون عليها اسم "بلاد الشمس المشرقة" وبين الدول
الإسلامية، إلا أن في ذلك دليلاً على أن الإسلام دينٌ عالمي لا يعترف
بأية حواجز جغرافية، وفي هذه البلاد يشكل المهاجرون غالبية المجتمع
الإسلامي القليل عدد أفراده، حيث يصعب أن تجد مسلمًا من أهل البلاد وإن
كان هناك مسلمون يابانيون، لذا يمثل شهر رمضان فرصةً للمسلمين من أجل
ممارسة شعائر دينهم في أجواء احتفالية تذكِّرهم بالوضع في بلادهم التي
جاءوا منها.
الإسلام في اليابان
دخل الإسلام في اليابان منذ حوالي 100 عام عن طريق التجار وبعض
المسلمين من اليابانيين الأصليين، الذين أسلموا خارج بلادهم، وعادوا
إليها ناشرين دعوة الله تعالى، ويبلغ عدد اليابانيين المسلمين حوالي
100 ألف ياباني، أما المسلمون غير اليابانيين من المقيمين في البلاد
فيبلغ عددُهم حوالي 300 ألف مسلم، ويبشر مستقبل الإسلام في اليابان
بالخير الكثير، حيث تقدر أعداد اليابانيين الذين يدخلون في الإسلام في
اليوم الواحد من 5 إلى 50 يابانيًّا.
الشهر الفضيل في اليابان
تحرص المساجد في اليابان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين
خلال شهر رمضان من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي، ومن أبرز مظاهر شهر
رمضان في اليابان هو تنظيم مآدب الإفطار الجماعي، وذلك من أجل زيادة
الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب وخاصةً بين العرب الذين
يكونون قادمين لأغراض سريعة ولا يعرفون في هذه البلاد أحدًا تقريبًا،
وتكون هذه المآدب بديلاً عن التجمعات الإسلامية المعروفة في أيٍّ من
البلدان الأخرى بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في اليابان.
كما يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح والقيام في أيام الشهر
الكريم، ويأتي الدعاة من البلاد العربية والإسلامية ويحظى المقرئون
الراحلون الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي بانتشار كبير
في أوساط المسلمين اليابانيين، أيضًا يتم جمع الزكاة من أجل إنفاقها في
وجوه الخير ودعم العمل الإسلامي، ويتم جمع هذه الزكاة طوال العام وفي
شهر رمضان في المركز الإسلامي صاحب المصداقية العالية في هذا المجال.
وفي خصوص صلاة العيد فإن الدعوة لها تبدأ من العشر الأواخر في شهر
رمضان، وقد كانت تقام في المساجد والمصليات فقط، لكن في الفترة الأخيرة
بدأت إقامتها في الحدائق العامة والمتنزهات والملاعب الرياضية.. الأمر
الذي يشير إلى إقبال المسلمين في اليابان من أهل البلاد أو الأجانب
عنها على الصلاة، كما يساعد على نشر الدين بين اليابانيين وتعريفهم به
حين يرون المسلمين يمارسون شعائرهم، ويشير هذا أيضًا إلى الحرية
الممنوحة للمسلمين في اليابان.
MAFIA
25-08-2007, 11:18 PM
شهر رمضان في البرازيل
تعتبر دولة البرازيل من الدول النائية والبعيدة عن المجتمعاتِ
الإسلامية الرئيسة، سواءٌ تلك التي تحيا في بلادٍ إسلامية، أو تلك التي
تعيش في دولٍ غير إسلامية، ولكنها نجحت في تثبيت أنفسها داخل المجتمع
الذي تعيش فيه، وأوجدت لنفسها كيانًا كبيرًا يرتبط بالشعوب الإسلامية
الأخرى، وبالتالي يحرص المسلمون في البرازيل على استقبالِ شهر رمضان،
باعتبارهِ وسيلةً لتأكيد الهوية الإسلامية، وتذكيرًا بالمجتمعات التي
جاءوا منها بالنظر إلى أنَّ أغلب المسلمين البرازيليين من أصولٍ عربية
وبخاصة شامية.
المسلمون في البرازيل
دخل الإسلام في البرازيل مع المهاجرين العرب والمسلمين الذين هاجروا من
البلاد العربية وبخاصة بلاد الشام إلى أمريكا اللاتينية والشمالية في
أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، لكنَّ الإسلام كان موجودًا قبل
ذلك في هذه البلاد، وإن كانت هذه الفترة التاريخية بين القرنين الـ19
والـ20 هي التي تعتبر بداية إقامة المجتمع الإسلامي في البرازيل.
وشهر رمضان في البرازيل يُعتبر من المناسبات عظيمة القيمة لدى
المسلمين، حيث ينتظرونه من أجل تجديد انتمائهم الديني، شأنهم في ذلك
شأن جميع المسلمين الذين يعيشون في بلاد المهاجر غير الإسلامية،
ويعلنون قدوم الشهر وفق تقويم مكة المكرمة، إلا أن البعض قد يختار
بلدًا آخر فيصوم على أساس إعلانها، وتعلن جميع المحطات الإعلامية
البرازيلية المقروءة والمسموعة والمشاهَدة خبر حلول شهر رمضان الكريم
مهنِّئين المسلمين، وتختلف عاداتُ المسلمين في الشهر الكريم عنها في
باقي أيام السنة، فالسيدات المسلمات يرتدين الحجاب حتى ولو كنَّ لا
يرتدينه خارج الشهر الفضيل، ومنهن من تستمر في ارتدائه بعد انتهاء
الشهر، وذلك تأثرًا بالدفعة الروحانية التي حصلت عليها فيه.
ومن عادات المسلمين قبل الإفطار أن يكثر الازدحام أمام محلات الحلويات
اللبنانية والسورية القريبة من المسجد أو التابعة له، ويغلب الطابع
الشامي على موائد الإفطار في شهر رمضان بالنظر إلى غلبة أعداد
المهاجرين السوريين واللبنانيين بين الأوساطِ الإسلامية في البرازيل،
ويتناول المسلمون طعام الإفطار، وهناك ميزة في مسألة الإفطار في
البرازيل، حيث تعتبر برامج الإفطار الجماعية والأسرية من أهم ما يُميز
السلوك العام للأسر المسلمة البرازيلية في هذا الشهر الكريم، فبرامج
الإفطار الجماعي إما أن تكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام
المجاني للفقراء أو الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن المساجد ويتعذر
عليهم الإفطار في بيوتهم مع أسرهم، وإما من محسنين أغنياء.
وتهتم المؤسسات الإسلامية العربية وبخاصة الخليجية في إقامةِ مثل هذه
الولائم أيضًا يهتم القائمون على المراكز الإسلامية البرازيلية
بإقامتها من أجل التعريف بالإسلام، ولهذه الوجبات أثرٌ سياسي إيجابي
على المسلمين في البرازيل، حيث تُظهرهم كتلةً واحدةً مما يدفع الساسة
لخطب ودهم لثقلهم السياسي.
وبعد الإفطار يتوجه الرجال والصبية وبعض النساء لأداء صلاة المغرب، وقد
يتناول البعض الفطور في المسجد، ويهتم المسلمون البرازيليون بأداءِ
صلاة التراويح، باعتبارها المنسك البارز في شهر رمضان، ومن أبرز
المساجد في البرازيل مسجد عمر بن الخطاب في مدينة فوز دي كواسو ومسجد
أبي بكر الصديق بضاحية ساوبرناندرد دي كاميو، وهي الضاحية التي يعتبرها
البعض عاصمةَ المسلمين في البرازيل، حيث تنتشر المراكز الإسلامية مثل
مكتب "هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية" و"مكتب الندوة العالمية للشباب
الإسلامي".
وفي شهر رمضان يحرص المسلمون على قراءة القرآن الكريم وتعليمه
لأبنائهم، حرصًا على هويتهم الإسلامية في تلك البلاد غير الإسلامية،
كما تنظَّم المسابقات الثقافية ومسابقات حفظ القرآن الكريم طوال الشهر.
وهناك بعض المشكلات التي قد تعوق أداء المسلمين لشعائرهم، وفي مقدمتها
عدم رفع الآذان من المساجد، كما أن هناك مشكلة اللغة والتي تعوق تعلم
المسلمين الجدد- سواء من المواليد الجدد للمسلمين أو للوافدين- حديثًا
عن الإسلام، حيث لا يجيد هؤلاء اللغة العربية، وهو ما يحاول المسلمون
هناك التغلب عليه بتحضير الأشرطة الدينية باللغتين العربية والبرتغالية
التي تعتبر اللغة الرسمية في البرازيل، كما يهتمون بمشاهدة البرامج
الدينية من على القنوات العربية التي يصل بثُّها إلى البرازيل، كما أن
ضعف الانتماء الديني لدى بعض المسلمين البرازيليين يعتبر مشكلةً، حيث
يتم استقطابهم لبعض الجماعات السياسية التي تكون في الغالب مضادةً
للتوجهات الإسلامية.
هذا والله تعالى اعلم
رَحِيْلُ الْودّ
26-08-2007, 08:44 AM
الس ـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات جديدة وجميلة علي بخصوص بعض البلدان خصوصاً ايطاليا ..واليابان ..
الله يبلغنا واياك واياهم الشهر الفضيل ..
كل الشكر لك اخي الكريم
والسلا م عليكم ورحمة الله وبركاته
MAFIA
26-08-2007, 12:09 PM
اللهم امين
كل الشكر على هالتواصل المميز
عــزيز النفس
26-08-2007, 12:15 PM
اللهــ يزيييد اعداااد المسلمين انشاء الله
والله يبلغنا واياااكم هذا الشهر الفضييل
ومشكور الغالي عالمعلووومات اليديده
الصراااحه ما كنت متوقع انه في مسلمين في اليااااابااان والبرازيل و ايطاليا
MAFIA
26-08-2007, 05:15 PM
اللهم آمين
كل الشكر اخوي على هالتواصل
دمتـ بـخير
جريح الحب
06-09-2007, 06:39 PM
لك الشكر مافيا على هذه المعلومات القيمة
احترامي
اخوك
جريح الحب
محــلى العطــر
07-09-2007, 02:41 PM
يسلمووو ع هالمعلومت الحلوه
ويعطيك العافيه اخوي
رحــــــاله
13-09-2007, 01:58 PM
مانيلا...............>> كانت ( أمان الله ) :confused:
الله يبااااااارك ....
ربي يحفظهم و يثبت دينهم ... آمين
تسلم ع الطرح الطيب خويه
تحياتي لك
Powered by vBulletin® Version 4.2.3 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved