المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا نحب رسول الله؟



راعيها
15-06-2007, 08:13 AM
لطالما استمعت الى قارئ القرآن وهو يردد مراراً قول الله تعالى في آخر سورة الفتح: “محمد رسول الله” (الفتح 29)، واشعر عند سماعها بلذة عجيبة، وأحسب ان القارىء يعيش الاحساس نفسه بل ويرددها مراراً وكأنه ينبه المستمعين الى ما فيها من معان عظيمة.

ففي الآية يخبر الله عز وجل بأن محمدا رسوله صلى الله عليه وسلم، والإخبار على هذا النحو يحمل معنى زائدا على الدعوة لتصديقه والايمان برسالته ولا سيما ان الآية نزلت بعد ظهوره، وانتشار دعوته، وكما هو معلوم فإن الله عز وجل يختار رسله، ويصطفيهم قال الله تعالى: “الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس” (الحج 75) وإذا كان الله تعالى قد اختار لتبليغ رسالاته خير خلقه، فإنه لا شك قد اصطفى لرسالته الخاتمة، المكملة للرسالات السابقة عليها خير رسله محمدا صلى الله عليه وسلم.

والإخبار بأنه صلى الله عليه وسلم “رسول الله” اخبار بكمال صفاته، ودعوة الى الوصول الى تمام محبته؛ لأنه حب من اصطفاه الله عز وجل وأرسله واجب وإلا فدعوة المحبة لله سبحانه باطلة.

وإذا كان محمد رسول الله تعالى؛ فإن هذا بدوره يعني انه صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه تعالى ما يريده من عباده، وأن ما جاء به من عند الله عز وجل واجب الطاعة، وأنه كامل لا يعتريه النقص، وأن صلاح العباد وفلاحهم في اتباعه.

وإذا كان محمد رسول الله عز وجل؛ فإنه ينبغي على اتباعه ان يوقروه، ويدافعوا عنه، وعما جاء به من مبادئ، مع بيان ما فيها من خير ينفع الناس في الدنيا، ويضمن لهم النجاة في الآخرة، فإنه لا خير إلا في ما جاء عن الله عز وجل على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي قوله تعالى: “محمد رسول الله” بيان بأن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله تعالى، فنحن نحب محمدا صلى الله عليه وسلم لأنه رسول من عند الله عز وجل؛ لذلك فإن محبته صلى الله عليه وسلم لا تسبق محبة الله تعالى، ولا تعلوها؛ بل إن محبة الله عز وجل يجب ان تكون خالصة لا يشترك فيها معه غيره جل شأنه.



الاقتداء بالرسول

وإذا كان محمد رسول الله عز وجل، فينبغي على المسلم الذي آمن به، ان يكون الضابط لكل فكر وسلوك يلتزمه، ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى، وإلا فما معنى الايمان به، وما فائدة الإخبار بأنه رسول الله تعالى؟

وكونه صلى الله عليه وسلم رسول الله سبحانه، فهذا يعني انه لا طريق يوصل الى الله عز وجل إلا طريقه صلى الله عليه وسلم، وأن من أراد ان يفوز بمحبة الله تعالى والقرب منه فعليه ان يتبع ما جاء به صلى الله عليه وسلم قال تعالى: “قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم” (آل عمران 31).

وهكذا فإنك ترى ان هذه العبارة الوجيزة البليغة، قد تضمنت الاجابة عن السؤال: لماذا نحب رسول الله؟ فنحن نحب رسول الله لأن الله عز وجل اختاره واصطفاه وأرسله، نحبه لأنه كامل في صفاته وسجاياه، نحبه لأنه جاءنا بما يريده منا الله، نحبه لأن طريقه هو الطريق الموصل الى محبة الله سبحانه، نحبه لأنه لا سعادة ولا فلاح للبشرية إلا من خلاله، نحبه لأنه حبيب الله عز وجل.

وفي الوقت نفسه يتضمن قول الله تعالى: “محمد رسول الله” الاجابة عن سؤال آخر مهم وهو: الى أي مدى ينبغي ان نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، وإذا ما تأملنا السبب الذي من أجله يحب الانسان غيره، لوجدنا ان الحب ينشأ من صفة خَلقية أو خٌلقية يستحسنها المحب في المحبوب، أو لإحسان يصله منه، أو لتوافق في الفكر والسجايا وهذه الأسباب توجب للرسول صلى الله عليه وسلم محبة خاصة لا تكون لغيره. فقد كان صلى الله عليه وسلم كامل الخُلق والخلقة، سئل البراء بن عازب رضي الله عنه: أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما مسست حريرا ولا ديباجاً ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم ولا شممت ريحاً قط أو عرفا قط أطيب من ريح أو عرف النبي صلى الله عليه وسلم، ويكفي في وصف خلقه صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم” (القلم 4). وأما الفكر والسجايا، فإن أصحاب الفكر السديد والفطرة السليمة لن يجدوا مبتغاهم إلا في ما اثر عنه صلى الله عليه وسلم من قول أو عمل. وأما الاحسان فيكفي من احسانه صلى الله عليه وسلم انه صلى الله عليه وسلم المنقذ لنا من النار فقد روى الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “انما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقحمون فيها” ويكفي من احسانه صلى الله عليه وسلم انه صاحب الشفاعة الكبرى يوم القيامة.

اكتمال الإيمان

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ينبغي ان تتقدم محبة كل أحد غير الله عز وجل لأنه صلى الله عليه وسلم الدال على الخير الذي لا يدل عليه غيره، ولأنه لا يمكن ان يكون عدوا للمؤمن الذي يطلب النجاة، ويرجو عفو الله عز وجل، بينما غيره مهما كان قربه يمكن ان يكون عدواً خطراً يلهي الانسان عن رسالته، ويؤدي به الى التهلكة قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم” (التغابن 14)، وقال الله تعالى: “ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا” (الفرقان: 27 - 29).

لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن احدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين” فكل الناس قد يصدر عنهم ما يكدرك، وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فلا. بل ينبغي ان تتقدم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على محبة النفس، وذلك لأن النفس تأمر بالسوء والرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمرك إلا بما يصلحك. قال الله تعالى على لسان امرأة العزيز: “وما أبرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم” (يوسف 53) ومن أجل ذلك عندما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله لأنت أحب الي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب اليك من نفسك” فقال له عمر: “فإنه الآن والله لأنت أحب اليّ من نفسي” فقال النبي صلى الله عليه وسلم “الآن يا عمر” أي الآن كمل ايمانك وتمت محبتك، فمن عرف معنى كونه رسول الله عرف كيف يحبه، وإلى أي مدى يكون حبه.

( محمد عبدالحميد العدوي - جريدة الخليج )

رمش الغلا81
15-06-2007, 07:14 PM
يزاك الله خير ياراعيها على النقل

والله يجعله في ميزان حسناتك يارب

وننتظر منك الزود

،.. شيخة الحلوات ..،
15-06-2007, 07:22 PM
εїз

موضوع في غاية الروعهـ

يزاك الف خير ع النقل الجميل

يعطيك العافيه اخويهـ


εїз

شمـوخ
17-06-2007, 09:32 AM
مرحبا
,
,
"محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ينبغي ان تتقدم محبة كل أحد غير الله عز وجل"

اني احب الله ورسوله

يزاك الله خير اخويه راعيها

موضوع اكثر من رائع يعله ف ميزان حسناتك يارب
,
,
فداعة الله

رحــــــاله
17-06-2007, 02:07 PM
يزاك الله خير خويه ..راعيها ..

كيف لا نحب من أرشدنا سبلاَ إلي الجنة ..




تسلم ع النقل الجميل



تحياتي

الغرياف
17-06-2007, 09:15 PM
يسعد مساااك خويي
موضوع حلو ..!
ربي يكتبه في ميزان حسناتك
^.^

الخيل
17-06-2007, 09:33 PM
راعيها

تسلم يمينك لي نقلت اروع وأعذب الحروف
جزاك الله ألف خير ع المنفعة من هذه المقولة الغالية


الخيل

الفـِـُِ دانة ـِـُِوعه
19-06-2007, 12:37 AM
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين...


جزاك الله خير اخويه راعيها...

وبارك الله فيك.

رَحِيْلُ الْودّ
21-06-2007, 05:07 PM
جعله الله في ميزان حسناتك سيدي ..

وسلمت يمناك على ما نقلت ..:

هيمانة بوظبي
21-06-2007, 11:37 PM
جزاك الله خير ع موضوع راعيها