المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفــــــــــــوائـد....لابن القيم رحمه الله



طبيت حبكـ
09-01-2006, 11:33 AM
من كتاب الفوائد لابن القيم:

حكم بالغات:
_للعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس،فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.
_للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.
_إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة،والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
_المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه،والرب تعالى إذا خفته آنست به وقربت إليه.
_لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب،ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين.
_دافع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة.فدافع الفكرة،فإن لم تفعل صارت شهوة.فحاربها،فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة،فإن
لم تدافعها صارت فعلا،فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الإنتقال عنها.


نتائج المعصية:
قلة التوفيق وفساد الرأي،وخفاء الحق وفساد القلب،وخمول الذكر وإضاعة الوقت،ونفرة الخلق والوحشة بين العبد وربه،ومنع
إجابة الدعاء،وقسوة القلب،ومحق البركة في الرزق والعمر،وحرمان العلم ولباس الذل وإهانة العدو وضيق الصدر،والإبتلاء بقرناء
السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت،وطول الهم والغم،وضنك المعيشة وكسف البال..تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولد
الزرع عن الماء والإحراق عن النار.وأضداد هذا تتولد عن الطاعة.

إنصاف الله:
طوبى لمن أنصف ربه فأقر له بالجهل في علمه والآفات في عمله والعيوب في نفسه والتفريط في حقة والظلم في معاملته.فإن آخذه بذنوبه
رأى عدله،وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله،وإن عمل حسنة رآها من منته وصدقته عليه،فإن قبلها فمنة وصدقة ثانية،وإن ردها فلكون مثلها
لا يصلح أن يواجه به.وإن عمل سيئة رآها من تخليه عنه وخذلانه له وإمساك عصمته عنه وذلك من عدله فيه فيرى في ذلك فقره إلى ربه وظلمه في نفسه،
فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه.ونكتة المسألة وسرها أنه لا يرى ربه إلا محسنا ولا يرى نفسه إلا مسيئا أو مفرطا أو مقصرا فيرى كل
ما يسره من فضل ربه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه.


_من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه وقره الله في قلوب الخلق أن يذلوه.
_ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه،إنما العجب من ملك يتحبب إلى مملوكه
بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.


عبر وعظات:
_الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل.
_لو خرج عقلك من سلطان هواك عادت الدولة له.
_قيل لبعض العباد:إلى كم تتعب نفسك؟فقال:راحتها أريد.
_يا مخنث العزم أين أنت والطريق طريق تعب فيه آدم،وناح لأجله نوح،ورمى في النار الخليل،
واضطجع للذبح إسماعيل،وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين،ونشر بالمنشار زكريا،
وذبح السيد الحصور يحيى،وقاسى الضر أيوب،وزاد على المقدار بكاء داوود،وسار مع الوحش عيسى،وعالج
الفقر وأنواع الأذى محمد عليه الصلاة والسلام تزهو انت باللهو والللعب.

الدنيا خداعة:
_الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج إنما تخطب الأزواج ليستحسنوا عليها،فلا ترضى بالدياثة.
السير في طلبها سير في أرض مسبعة (ذات سباع كثيرة)والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح.
المفروح به منها هو عين المحزون عليه.آلامها متولدة من لذاتها،وأحزانها من أفراحها.


أعجب العجاب:
من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه،وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة.وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره.
وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له.وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته.وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض
في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته.وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم
الإقبال عليه والإنابة إليه.
وأعجب من هذا علمك أنك لا بد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب.


قال يحي بن معاذ:من جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده.
قلت:إذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته وقوى رجاؤه،فلا يكاد يرد دعاؤه.

فوائد وحكم:
_كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه،وولد لا يعذره،وجار لا يأمنه،وصاحب لا ينصحه،وشريك لا ينصفه،وعدو لا ينام عن معاداته،
ونفس أمارة بالسوء،ودنيا متزينة،وهوى مرد،وشهوة غالبة له،وغضب قاهر،وشيطان مزين،وضعف مستول عليه،فإن تولاه
الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها،وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة.

_اشتر نفسك اليوم، فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة،وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل
ولا كثير((ذلك يوم التغابن))[التغابن:9]((ويوم يعض الظالم على يديه))[الفرقان:27].

_من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر.
_البخيل فقير لا يؤجر على فقره.
_تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.
_لا تسأل سوى مولاك،فسؤال العبد غير سيده تشنيع عليه.
_استوحش مما لا يدوم معك.واستأنس بمن لا يفارقك.
_أوثق غضبك بسلسلة الحلم فإنه كلب إن أفلت أتلف.

_لا تسأم من الوقوف على الباب ولو طردت،ولا تقطع الإعتذار ولو رددت،فإن فتح الباب للمقبولين دونك فاهجم هجوم الكذابين
وادخل دخول الطفيلية وابسط كف((وتصدّق علينا))[يوسف:88]

_المعاصي سد في باب الكسب،وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
_الدنيا جيفة،والأسد لا يقع على الجيف.
الدنيا مجاز والآخرة وطن،والأوطار(الحاجات)إنما تطلب في الأوطان.

لا حول ولا قوة إلا بالله:
_لا حول ولا قوة إلا بالله فهو الذي بيده الحول كله والقوة كلها،فالحول والقوة التي يرجى لأجلهما المخلوق ويخاف إنما
هما لله وبيده في الحقيقة.فكيف يخاف ويرجى من لا حول له ولا قوة،بل خوف المخلوق ورجاؤه أحد أسباب الحرمان ونزول
المكروه بمن يرجوه ويخافه،فإنه على قدر خوفك من غير الله يسلط عليك،وعلى قدر رجائك لغيره يكون الحرمان.وهذا حال
الخلق أجمعه وإن ذهب عن أكثرهم علما وحالا،فما شاء الله كان ولا بد،ومالم يشأ لم يكن ولو اتفقت عليه الخليقة.

_التوحيد يدفع الشدائد:
التوحيد مفزع أعدائه وأوليائه:فأما أعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها وأما أولياؤه فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة
وشدائدها.ولذلك فزع إليه يونس فنجاه الله من تلك الظلمات.ولما فزع إليه فرعون،عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق،لم ينفعه،لأن
الإيمان عند المعاينة لا يقبل.هذه سنة الله في عباده،فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد.ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد ودعوة
ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد.

_كيف يؤثر من له عقل لذة ضعيفة قصيرة مشوبة بالآلام على لذة عظيمة دائمة أبدا الآباد؟!وكمال العبد بحسب هاتين القوتين:
العلم والحب،وأفضل العلم العلم بالله،وأعلى الحب الحب له،وأكمل اللذة بحسبهما،والله المستعان.

التقوى:
_قال الثوري لابن أبي ذئب:إن اتقيت الله كفاك الناس،وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا.
وقال زيد بن أسلم:من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا.

فائدة:
_بين العبد وبين الله والجنة قنطرة تقطع بخطوتين:خطوة عن نفسه،وخطوة عن الخلق،فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس،
ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله،فلا يلتفت إلا إلى من دله على الله وعلى الطريق الموصل إليه.

ما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا:
_فرغ خاطرك للهم بما أمرت به ولا تشغله بما ضمن له،فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان.فما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا.
وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه.فهكذا الرب سبحانه لا يمنع عبده المؤمن شيئا من الدنيا
إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له.وليس ذلك لغير المؤمن.فإنه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس ولا يرضى له به ليعطيه الحظ الأعلى النفيس.
والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له.بل هو مولع بحب العاجل
وإن كان دنيئا،وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليا.ولو أنصف العبد ربه،وأنى له بذلك،لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها
ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك،فما منعه إلا ليعطيه،ولا ابتلاه إلا ليعافيه،ولا امتحنه إلا ليصافيه،ولا أماته إلا ليحييه،
ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه وليسلك الطريق الموصلة إليه. والله المستعان.

_أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص وعن نفسك بشهود المنة ،فلا ترى فيه نفسك ولا ترى الخلق.

_إذا كان عرش الرحمن قد اهتز لموت بعض اتباعه فرحا واستبشارا بقدوم روحه،فكيف بقدوم روح سيد الخلائق؟
فيا منتسبا إلى غير هذا الجناب،ويا واقفا بغير هذا الباب،ستعلم يوم الحشر أي سريرة تكون عليها(يوم تبلى السرائر)[الطارق:9] ((66))

_من أحدث قبل السلام بطل ما مضى من صلاته،ومن أفطر قبل غروب الشمس ذهب صيامه ضائعا،ومن أساء في آخر عمره لقى ربه بذلك الوجه.
لو قدمت لقمة وجدتها ولكن يؤذيك الشره.

فوائد مختلفة:
_ابن آدم،لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة.
_لولا تقدير الذنب هلك ابن آدم من العجب.
_ذنب يذل به أحب إليه من طاعة يدل بها عليه.

_لله ملك السموات والأرض،واستقرض منك حبة فبخلت بها،وخلق سبعة أبحر وأحب منك دمعة فقحطت عينك بها.
_لذات الدنيا كسوداء وقد غلبت عليك،والحور العين يعجبن من سوء اختيارك عليهن،غير أن زوبعة الهوى إذا ثارت سفت(ذرت)في عين
البصيرة فخفيت الجادة.

_سبحان الله تزينت الجنة للخطاب، فجدوا في تحصيل المهر،وتعرف رب العزة إلى المحبين بأسمائه وصفاته فعملوا على اللقاء وأنت مشغول بالجيف.
_تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الولي،فلا تظن أن الشيطان غلب ولكن الحافظ أعرض.

_إحذر نفسك،فما أصابك بلاء قط إلا منها،ولا تهادنها،فوالله ما أكرمها من لم يهنها،ولا أعزها من لم يذلها،ولا جبرها من لم يكسرها،ولا أراحها
من لم يتعبها،ولا أمنها من لم يخوفها،ولا فرحها من لم يحزنها.

_ليس العجب من قوله يحبونه،إنما العجب من قوله يحبهم.
_ليس العجب من فقير مسكين يحب محسنا إليه،إنما العجب من محسن يحب فقيرا مسكينا.


_كانت تحفة ثاني اثنين مدخرة للصديق،دون الجميع،فهو الثاني في الإسلام وفي بذل النفس وفي الزهد وفي الصحبة وفي الخلافة وفي العمر،وفي سبب
الموت،لأن الرسول عليه الصلاة والسلام مات عن أثر السم وأبو بكر سم فمات.((ثاني اثنين إذ هما في الغار))[التوبة:40] ((76))


عبر وعظات:
_يا أيها الأعزل احذر فراسة المتقي،فإنه يرى عورة عملك من وراء ستر((اتقوا فراسة المؤمن)).
_لو عرفت قدر نفسك عندنا ما أهنتها بالمعاصي،إنما أبعدنا إبليس إذ لم يسجد لك،وأنت في صلب أبيك،فواعجبا كيف صالحته!لو كان في قلبك محبة لبان أثرها
على جسدك.
_تذكر حلاوة الوصال يهن عليك مر المجاهدة.
_أعلى الهمم همة من استعد صاحبها للقاء الحبيب.
_الجنة ترضى منك بأداء الفرائض،والنار تندفع عنك بترك المعاصي،والمحبة لا تقنع منك إلا ببذل الروح.
_جمع فيك عقل الملك وشهوة البهيمة وهوى الشيطان وأنت للغالب عليك من الثلاثة:إن غلبت شهوتك هواك زدت على مرتبة ملك،
وإن غلبك هواك وشهوتك نقصت عن مرتبة كلب.

طبيت حبكـ
09-01-2006, 11:36 AM
ثواب الإنشغال بالله:
_إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده،تحمل الله سبحانه حوائجه كلها،
وحمل عنه كل ما أهمّه وفرّغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته.
وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها، ووكله إلى
نفسه ،فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ولسانه عن ذكره بذكرهم،وجوارحه عن طاعته
بخدمتهم وأشغالهم فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره.
(ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطانا فهو له قرين)[الزخرف:36]


قاعدة التوكل على الله:
_سر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده،فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب
من الإعتماد عليها والركون إليها،كما لا ينفعه قوله:توكلت على الله،مع اعتماده على غيره وركونه
إليه وثقته به،فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء،كما أن توبة اللسان مع إصرار القلب شيء،وتوبة
القلب وإن لم ينطق اللسان شيء.فقول العبد:توكلت على الله،مع اعتماد قلبه على غيره،مثل قوله:تبت إلى الله
وهو مصر على معصيته مرتكب لها.

شكوى الجاهل:
_الجاهل يشكو الله إلى الناس،وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه فإنه لو عرف ربه لما شكاه ولو عرف
الناس لما شكا إليهم.ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته وضرورته،فقال:يا هذا،والله ما زدت على
أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك.
فالمراتب ثلاثة أخسها أن تشكو الله إلى خلقه،وأعلاها أن تشكو نفسك إليه،وأوسطها أن تشكو خلقه إليه.

يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول:
_الحياة الحقيقة الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا.فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا،
وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان.ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول،
فإن كل ما دعا إليه ففيه الحياة،فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة،وفيه من الحياة بحسب
ما استجاب للرسول.


قوله:(وجعلنا له نورا يمشي به في الناس)[الأنعام:122] يتضمن أمورا:
أحدها:أنه يمشي في الناس بالنور وهم في الظلمة،فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم الليل فضلوا
ولم يهتدوا للطريق.وآخر معه نور يمشي به في الطريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.

وثانيها:أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النور.

وثالثها:أنه يمشي فيهم بنوره يوم القيامة على الصراط إذا بقي أهل الشرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.



لو عرف العبد الحقيقة:
_فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها،كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها.
فأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأعلم العالمين،الذي هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم ومن آبائهم بأمهاتهم،
إذا أنزل بهم ما يكرهون كان خيرا لهم من أن لا ينزله بهم،نظرا منه لهم وإحسانا إليهم ولطفا بهم،ولو مكنوا من الإختيار
لأنفسهم لعجزوا عن القيام بمصالحهم علما وإرادة وعملا،لكنه سبحانه تولى تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته،
أحبوا أم كرهوا،فعرف بذلك الموقنون بأسمائه وصفاته لم يتهموه في شيء من أحكامه وخفى ذلك على الجهال به وبأسمائه
وصفاته فنازعوه تدبيره وقدحوا في حكمته ولم ينقادوا لحكمه،وعارضوا حكمه بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة وسياستهم
الجائرة،فلا لربهم عرفوا ولا لمصالحهم حصلوا،والله الموفق.

ومتى ظفر العبد بهذه المعرفة سكن في الدنيا قبل الآخرة في جنة لا يشبه نعيمها إلا نعيم جنة الآخرة،فإنه لا يزال راضيا عن ربه،
والرضا جنة الدنيا ومستراح العارفين،فإنه طيب النفس بما يجري عليه من المقادير التي هي عين اختيار الله له وطمأنينتها إلى
أحكامه الدينية،وهذا هو الرضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا.وما ذاق طعم الإيمان من لم يحصل له ذلك.هذا الرضا هو بحسب
معرفته بعدل الله وحكمته ورحمته وحسن اختياره،فكلما كان بذلك أعرف كان به أرضى.

_إيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد في الإيمان،وإما من فساد في العقل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((مالي وللدنيا،إنما أنا كراكب قال* في ظل شجرة ثم راح وتركها))
قال*:نام ساعة القيلولة(بعد الظهر إلى العصر).

وعلى قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة،ويكفي في الزهد في الدنيا قوله تعالى:
((أفرأيت إن متعناهم سنين@ثم جاءهم ما كانوا يوعدون@ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون))[الشعراء:205_207]


أساس الخير:
_أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن.فتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه و أن السيئات من خذلانه.
وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد،وكل شر فأصله خذلانه لعبده.وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك
الله إلى نفسك،وان الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك،فإذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد،فمفتاحه
الدعاء والإفتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه.فمتى أعطي العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له،ومتى أضله عن المفتاح
بقي باب الخير مرتجا دونه.
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب:إني لا أحمل هم الإجابة،ولكن هم الدعاء،فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه.وعلى قدر
نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته.

قسوة القلب وصفاؤه:
ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله.قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة:
الأكل والنوم والكلام والمخالطة.كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب،فكذلك القلب إذا مرض لم
تنجح فيه المواعظ.
من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته.القلوب المتعلقه بالشهوات محجوبه عن الله بقدر تعلقها بها.
خراب القلب من الأمن والغفلة،وعمارته من الخشية والذكر.
القلب يمرض كما يمرض البدن،وشفاؤه في التوبة والحمية،ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤة بالذكر،ويعرى
كما يعرى الجسم وزينته التقوى،ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن،وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة.

حكم متفرقة:
_المتوكل لا يسأل غير الله ولا يرد على الله ولا يدخر مع الله.
_من شغل بنفسه شغل عن غيره،ومن شغل بربه شغل عن نفسه.
_الإخلاص هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه ولا عدو فيفسده ولا يعجب به صاحبه فيبطله.
_الرضا سكون القلب تحت مجاري الأحكام.
_من عشق الدنيا نظرت إلى قدرها عنده فصيرته من خدمها وعبيدها وأذلته.ومن أعرض عنها نظرت إلى كبر قدره
فخدمته وذلت له.

حقيقة الإيمان:
هو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام،والتصديق به عقدا،والإقرار به نطقا،والإنقياد له محبة وخضوعا،
والعمل به باطنا وظاهرا،وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان.وكماله في الحب في الله والبغض في الله،والعطاء لله والمنع لله،
وأن يكون الله وحده إلهه ومعبوده.والطريق إليه تجريد متابعة رسوله ظاهرا وباطنا،وتغميض عين القلب عن الإلتفات إلى سوى الله
ورسوله،وبالله التوفيق.

أصول السعادة:
إنما يجد المشقه في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله.أما من تركها صادقا مخلصا من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقه
إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب،فإن صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة.قال ابن سيرين:
سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده.
وقولهم:من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه حق،والعوض أنواع مختلفة،وأجل ما يعوض به الأنس بالله ومحبته وطمأنينة القلب به وقوته
ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى.

عشرة لا ينتفع بها:
عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها:علم لا يعمل به،وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء،ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا
ولا يقدمه أمامه إلى الآخرة،وقلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به،وبدن معطل من طاعته وخدمته،ومحبة لا تتقيد برضاء المحبوب
وامتثال أوامره،ووقت معطل عن استدراك فارط أو اغتنام بر وقربة،وفكر يجول فيما لا ينفع،وخدمة من لا تقربك خدمته إلى الله ولا تعود عليك
بصلاح دنياك،وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسير في قبضته ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.

طبيت حبكـ
09-01-2006, 11:38 AM
أعظم هذه الإضاعات إضاعتان هما أصل كل إضاعة:إضاعة القلب وإضاعة الوقت،فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة،وإضاعة الوقت
من طول الأمل،فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل،والصلاح كله في اتباع الهدى والإستعداد للقاء،والله المستعان.

حق العبودية:
عبوديته في قضاء المصائب الصبر عليها ثم الرضا بها وهو أعلى منه،ثم الشكر عليها وهو أعلى من الرضا،وهذا إنما يتأتى منه إذا تمكن
حبه من قلبه وعلم حسن اختياره له وبره به ولطفه به وإحسانه إليه بالمصيبة وإن كره المصيبة.

وأما عبودية النعم فمعرفتها والإعتراف بها اولا،ثم العياذ به أن يقع في قلبه نسبتها وإضافتها إلى سواه.وإن كان سبب من الأسباب فهو مسببه
ومقيمه،فالنعمه منه وحده بكل وجه واعتبار ثم الثناء بها عليه وشكره بأن يستعملها في طاعته.

ومن لطائف التعبد بالنعم أن يستكثر قليلها عليه،ويستقل كثير شكره عليها،ويعلم أنها وصلت إليه من سيده ومن غير ثمن بذله فيها ولا وسيلة
منه توسل بها إليه ولا استحقاق منه لها،وأنها لله في الحقيقة لا للعبد فلا تزيده النعم إلا انكسار وذلا وتواضعا ومحبة للمنعم.وكلما جدد له نعمة
أحدث لها عبودية ومحبة وخضوعا وذلا،وكلما أحدث له قبضا أحدث له رضا،وكلما أحدث له ذنبا أحدث له توبة وانكسار واعتذارا.فهذا هو العبد
الكيّس،والعاجز بمعزل عن ذلك،وبالله التوفيق.


علامة صحة الإرادة:
علامة صحة الإرادة أن يكون هم المريد رضا ربه واستعداده للقائه وحزنه على وقت مر في غير مرضاته وأسفه على قربه والأنس به.
وجماع ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره.

الزهد في الدنيا:
_إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله،وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله،وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله،وإذا تعرفوا
إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة.


وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم:
في قوله تعالى:((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون))[البقرة:216]

في هذية الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد،فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتى بالمحبوب،والمحبوب قد يأتي بالمكروه،لم يأمن
أن توافيه المضرة من جانب المسرة،ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب،فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد.

ومن أسرار هذه الآية أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور والرضا بما يختاره له ويقضيه له لما يرجو فيه من حسن العاقبة.
ومنها: أنه لا يقترح على ربه ولا يختار عليه ولا يسأله ما ليس له به علم،فلعل مضرته وهلاكه فيه وهو لا يعلم،فلا يختار على ربه شيئا بل يسأله
حسن الإختيار له وأن يرضيه لما يختاره فلا أنفع له من ذلك.

ومنها:أنه إذا فوض إلى ربه ورضي بما يختاره له أمده فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر وصرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيار
العبد لنفسه وأراه من حسن عواقب اختياره له ما لم يكن ليصل إلى بعضه،بما يختاره هو لنفسه.

ومنها: أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الإختيارات،ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة وينزل في أخرى،ومع هذا فلا خروج
له عما قدر عليه،قلو رضي باختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به فيه،وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه.لأنه مع اختياره
لنفسه،ومتى صح تفويضه ورضاه،اكتنفه في المقدور العطف عليه واللطف به فيصير بين عطفه ولطفه،فعطفه يقيه ما يحذره،ولطفه يهون عليه ما قدره.


مساويء الشهوات:
الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة،فإنها إما أن توجب ألما وعقوبة،وإما أن تقطع لذة أكمل منها،وإما أن تضيع
وقتا إضاعته حسرة وندامة،وإما أن تثلم عرضا توفيره أنفع للعبد من ثلمه،وإما أن تذهب مالا بقاؤه خير له من ذهابه،وإما أن تضع قدرا
وجاها قيامه خير من وضعه،وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة،وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقا إليك لم يكن ليجدها
قبل ذلك،وإما أن تجلب هما وغما وحزنا وخوفا لا يقارب لذة الشهوة،وإما أن تنسى علما ذكره ألذ من نيل الشهوة،وإما أن تشمت عدوا
وتحزن وليا،وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة،وإما أن تحدث عيبا يبقى صفة لا تزول،فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق.

_أصل الأخلاق المذمومة كلها الكبر والمهانة والدناءة،وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة.

من حكم ابن مسعود:
_من اليقين أن لا ترضي الناس بسخط الله،ولا تحمد أحدا على رزق الله،ولا تلوم أحدا على مالم يؤتك الله،فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص
ولا يرده كراهة كاره،وإن الله بقسطه وحلمه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا،وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.

_ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك،ومن يقرع باب الملك يفتح له.
_ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية.
_إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن بهلاكها.
_أطلب قلبك في ثلاثة مواطن:عند سماع القرآن،وفي مجالس الذكر،وفي أوقات الخلوة،فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك
بقلب فإنه لا قلب لك.

الإخلاص وحب الثناء لا يجتمعان:
لا يجمتع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت.فإن حدثتك نفسك بطلب
الإخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس،وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة،فإذا استقام
لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص.

فإن قلت:وما الذي يسهل على ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟قلت:أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه
إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه.و أما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع
مدحه ويزين،ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده.

_أشرف الناس وأعلاهم همة وأرفعهم قدرا من لذته في معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقائه والتودد إليه بما يحبه ويرضاه.

طبيت حبكـ
09-01-2006, 11:39 AM
علامات السعادة والفلاح:
من علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته.وكلما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره.وكلما زيد في عمره
نقص من حرصه.وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله.وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم.

وعلامات الشقاوة أنه كلما زيد في علمه زيد في كبره وتيهه،وكلما زيد في عمله زيد في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنه بنفسه،وكلما زيد
في عمره زيد في حرصه،وكلما زيد في ماله زيد في بخله وإمساكه،وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه.وهذه الأمور ابتلاء من الله
وامتحان يبتلى بها عباده فيسعد بها أقوام ويشقى بها أقوام.


الجسد والروح:
خلق بدن ابن آدم من الأرض وروحه من ملكوت السماء وقرن بينهما.فإذا أجاع بدنه وأسهره وأقامه في الخدمة وجدت روحه خفة وراحة فتاقت إلى الموضع
الذي خلقت منه،واشتاقت إلى عالمها العلوي.وإذا أشبعه ونعمه ونومه واشتغل بخدمته وراحته،أخلد البدن إلى الموضع الذي خلق منه فانجذبت الروح معه
فصارت في السجن،فلولا أنها ألفت السجن لاستغاثت من ألم مفارقتها وانقطاعها عن عالمها الذي خلقت منه كما يستغيث المعذب.


ترك الذنوب أولا:
العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فإنهم لا يقدرون على تركها،ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع إقامتهم على دنياهم،فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة.
فكيف يؤمر بالفضيلة من لم يقم بالفريضة.

أنواع النعم:
النعم ثلاثة:نعمة حاصلة يعلم بها العبد،ونعمة منتظره يرجوها،ونعمة هو فيها لا يشعر بها،فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرفه نعمته الحاضرة وأعطاه
من شكره قيدا يقيدها به حتى لا تشرد،فإنها تشرد بالمعصية وتقيد بالشكر.ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة وبصره بالطرق التي تسدها وتقطع طريقها
ووفقه لاجتنابها.وإذا بها قد وافت إليه على أتم الوجوه،وعرفه النعم التي هو فيها ولا يشعر بها.

القلب لا يخلو من الأفكار:
من المعلوم أن إصلاح الخواطرأسهل من إصلاح الأفكار،وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات ،وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل،وتداركه
أسهل من قطع العوائد.فأنفع الدواء أن تشغل نفسك بالفكر فيما يعنيك دون مالا يعنيك،فالفكر فيما لا يعنى باب كل شر.

شرف النفس:
النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة،والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار.
فالنفس الشريفة العلية لا ترضى بالظلم ولا بالفواحش ولا بالسرقة والخيانة،لأنها أكبر من ذلك وأجل.والنفس المهينة الحقيرة الخسيسة بالضد من ذلك.
فكل نفس تميل إلى ما يناسبها ويشاكلها،وهذا معنى قولة تعالى:((قل كل يعمل على شاكلته)) [الإسراء:48]

وقار الله:
من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير لك من الناس وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره،فإنك توقر المخلوق وتجله أن يراك في حال لا توقر الله
أن يراك عليها،قال تعالى:((مالكم لا ترجون لله وقارا))[نوح:13] أي لا تعاملونه معاملة من توقرونه،والتوقير:العظمة.ومنه قوله تعالى:((وتوقروه))[الفتح:9]
قال الحسن:مالكم لا تعرفون لله حقا ولا تشكرونه؟،وقال مجاهد:لا تبالون عظمة ربكم،وقال ابن زيد:لا ترون لله طاعة.وقال ابن عباس:لا تعرفون حق عظمته.
ومن وقاره أن يستحى منه في الخلوة أعظم مما يستحى من أكابر الناس.


_أفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلب اللسان وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده.

اللذة المحرمة:
اللذة المحرمة ممزوجة بالقبح حال تناولها،مثمرة للألم بعد انقضائها،فإذا اشتدت الداعية منك إليك ففكر في انقطاعها وبقاء قبحها وألمها ثم وازن بين الأمرين
وانظر ما بينهما من التفاوت.

والتعب بالطاعة ممزوج بالحسن مثمر للذة والراحة،فإن ثقلت على النفس ففكر في انقطاع تعبها وبقاء حسنها ولذتها وسرورها،و وازن بين الأمرين وآثر الراجح
على المرجوح،فإن تألمت بالسبب فانظر إلى ما في المسبب من الفرحة والسرور واللذة يهن عليك مقاساته،وإن تألمت بترك اللذة المحرمة فانظر إلى الألم الذي
يعقبه و وزان بين الألمين.و من فكر في الدنيا والآخرة علم أنه لا ينال واحدا منهما إلا بمشقة فليتحمل المشقة لخيرهما وأبقاهما.

_حسن الظن بالله لقاح الافتقار والاضطرار إليه،فإذا اجتمعا أثمرا إجابة الدعاء.والخشية لقاح المحبة،فإذا اجتمعا أثمرا امتثال الأوامر واجتناب المناهي،والعزيمة
لقاح البصيرة،فإذا اجتمعا نال صاحبهما خير الدنيا والآخرة وبلغت به همته من العلياء كل مكان،فتخلف الكمالات إما من عدم البصيرة وإما من عدم العزيمة.
والتقوى لقاح التوكل،فإذا اجتمعا استقام القلب.ولقاح الهمة العالية النية الصحيحة،فإذا اجتمعا بلغ العبد غاية المراد.

موقف العبد بين يدي الله:
للعبد بين يدي الله موقفان:موقف بين يديه في الصلاة،وموقف بين يديه يوم لقائه.فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر،ومن استهان بهذا الموقف
ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف.قال تعالى:((ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا@إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا))[الإنسان:27،26]

وأيوب إذ نادى ربه:

قوله تعالى((وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين))[الأنبياء:83]
جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر
والفاقه إلى ربه ووجود طعم المحبة في التملق له،الإقرار له
بصفة الرحمة وأنه أرحم الراحمين والتوسل إليه بصفاته سبحانه
وشدة حاجته هو وفقره،ومتى وجد المبتلى هذا كشفت عنه بلواه.
وقد جرب أنه من قالها سبع مرات ولا سيما مع هذه المعرفة كشف الله ضره.

من أسرار التوحيد:
العبد دائما متقلب بين أحكام الأوامر وأحكام النوازل،هو محتاج بل مضطر إلى العون عند الأوامر،وإلى اللطف عند النوازل(المصائب)،وعلى قدر قيامه
بالأوامر يحصل له من اللطف عند النوازل.


_لا بد من حصول الألم لكل نفس سواء آمنت أم كفرت،لكن المؤمن يحصل له الألم في الدنيا ابتداء ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة،والكافر تحصل
له النعمة ابتداء ثم يصير في الألم.

_اليقين:استقرار الإيمان في القلب علما وعملا،فقد يكون علم العبد جيدا لكن نفسه لا تصبر عند المصائب بل تطيش.

يا ليت تنشروه..وترجعوا للكتاب نفسه..واللي حاب يسمع الشرح الدكتور الشيخ عمر عبدالكافي شرحه في هالموقع

http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=269

لاتنسووونا من الدعاء

راعــي الاستندر
15-04-2006, 08:42 PM
يسلمو علموضوع

طبيت حبكـ
23-06-2006, 11:22 AM
يسلمو علموضوع


الله يسلمك ..

ومشكوووووووووووور على المرووووووووووووووور

فراشة الهير
23-06-2006, 03:00 PM
جزاكِ الله خيرا أختي ، تقبل الله تعالى منكِ وجعله في موازين أعمالكِ يوم القيامة.