المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شىء مايتصدق لين متى!!!!!!



إماراتية
01-04-2007, 07:31 AM
http://www.alittihad.co.ae/assets/images/2007/04/11592/in_2_b.jpg

شهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية مساء أمس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وحفل جائزة البردة الشعرية في دورتها الرابعة الذي نظمته وزارة الثقافة و الشباب و تنمية المجتمع بالمسرح الوطني·
حضر الحفل الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان والشيخ سعيد بن نهيان بن مبارك آل نهيان و معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب و تنمية المجتمع وأصحاب الفضيلة العلماء وعدد من المسؤولين بالدولة وضيوف الوزارة من كافة الأقطار العربية وجمهور غفير من المواطنين والمقيمين·
و قد بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم بعدها تم تقديم أنشودة ''مولاي'' بأداء محمد المازم ومحمد الحسيان و أسامة الصافي·
بعد ذلك ألقى فضيلة الشيخ علي الجفري كلمة نوه خلالها بأهمية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدروس المستفادة·
وأشار إلى أن شريعة الإسلام شريعة بر وخير للمسلمين ولجميع بني الإنسان حيث رفعت الحرج وأوصت بالتيسير في شتى نواحي الحياة وبشرت بالمستقبل العظيم في الدارين· وطالب بضرورة الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لنستلهم منهما الرشد·
وعقب ذلك قام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان يرافقه معالي عبدالرحمن العويس وسعادة بلال البدور الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بالوزارة بتكريم الفائزين في مسابقة البردة· وتنقسم الجائزة إلى ثلاثة حقول تشمل المسابقة الدولية للشعر وتتضمن قصيدة الشعر الفصيح على أن يكون موضوع القصيدة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة وأن تكون القصيدة على نمط الشعر العربي العمودي والالتزام باللغة العربية الفصحى· وقد فاز بالجائزة الأولى للشعر الفصيح الشاعر إبراهيم عبدالحميد الأسود وفاز بالجائزة الثانية يوسف حسين المحمود وفاز بالجائزة الثالثة محمد مغربي محمد·
وبالنسبة للشعر النبطي كانت الجائزة الأولى للشاعر محمد المر بالعبد فيما تم اختيار شاعرين للمركز الثاني وهما سالم الزمر وإبراهيم بوملحة·
الخط العربي :
وفيما يخص مسابقة الخط العربي والتي تم تقسيمها إلى قسمين فئة الأسلوب التقليدي والأساليب الحديثة فقد حجبت في الأسلوب التقليدي للخط العربي جائزة المركز الأول فيما تم اختيار شخصين لجائزة المركز الثاني هما فرهاد قورلو ووسام شوكت متى كما تم اختيار شخصين لجائزة المركز الثالث وهما جواد خوران ومحمد فاروق الحداد·
و في الأسلوب الحديث للخط العربي فاز بالمركز الأول و الجائزة الأولى حكيم الغزالي فيما حجبت جائزة المركز الثاني و تم اختيار فائزين لجائزة المركز الثالث هما تاج السر حسن ووسام شوكت وفي مسابقة تصميم البوستر فقد حجبت جائزة المركز الأول فيما فازت السيدة ندى الطنيجي بجائزة المركز الثاني وهاجر الطنيجي تمكنت من الفوز بجائزة المركز الثالث فيما فازت زينب حسام بجائزة المركز الرابع ·
الشعر الفصيح
و خصص للفائزين بقصيدة الشعر الفصيح 50 ألف درهم للفائز الأول و30 ألف درهم للثاني و20 ألف درهم للثالث وخصص لقصيدة الشعر النبطي 50 ألف درهم للأول و30 ألف درهم للثاني و20 ألف درهم للثالث وخصص للخط العربي '' الأسلوب التقليدي '' بـ 50 ألف درهم للفائز الأول و30 ألف درهم للثاني و20 ألف درهم للثالث فيما خصص لجائزة الخط العربي '' للأسلوب الحديث 50 ألف درهم للجائزة الأولى و30 ألف درهم للجائزة الثانية و20 ألف درهم للجائزة الثالثة·
الملصقات
كما خصص لجائزة الملصقات 40 ألف درهم للجائزة الأولى و30 ألف درهم للجائزة الثانية و20 ألف درهم للجائزة الثالثة و10 آلاف للجائزة الرابعة·وقد أنشدت الفرق الإسلامية الأناشيد الدينية بهذه المناسبة ·
وأكد معالي عبدالرحمن العويس في تصريح صحفي أن جائزة البردة هذا العام خرجت خارج الإطار العربي وكانت هناك مشاركات عالمية خاصة في مجال الخط العربي مشيرا إلى أن هناك مشاركين من غير المسلمين·
و أضاف ان الجائزة سيضاف لها العديد من الحقول الأخرى التي تدخل ضمن جائزة البردة مع إشراك عدد كبير من المهتمين في هذا المجال· وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان كان قد قام بقاعة المسرح بالاطلاع على الأعمال الفائزة في مسابقة البردة الخاصة بالخط العربي و أبدى إعجابه الكبير بما شاهده من فن عربي يعكس أهمية الخط العربي و جماله·
http://www.alittihad.co.ae/details.php?a=1&journal=2007/04/01&id=106147

تعليقكم ياإخوان ياعني الصوفية ورانا ورانا ورانا ياليت أحد منكم يجيب لنا عن قصيدة البردة والشركيات والفر الذي فيها وبكون له شاكره

إماراتية
01-04-2007, 03:36 PM
متَى وُلِدَ ولِمَ الاحْتفَال؟!

الحمد لله الذي من على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين, الذي أسبغ على عباده نعمه ووسعهم برحمته وهو أرحم الراحمين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أرسله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويكمل لهم به الدين, فلم يترك شيئاً يقرب إلى الله وينفع الخلق إلا بينه وأمر به, ولا شيئاً يبعدهم عن ربهم أو يضرهم إلا حذر عنه حتى ترك أمته على ملة بيضاء, ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلّم تسليماً كثيراً, أما بعد:

أيها الناس:

اتقوا الله تعالى, واعلموا أن أعظم منة وأكبر نعمة منَّ الله على عباده أن بعث فيهم الرسل مبشرين ومنذرين, وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه, وكان من أعظمهم قدراً وأبلغهم أثراً وأعمهم رسالةً محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- الذي بعثه الله تعالى لهداية الخلق أجمعين, وختم به النبيين.

بعثه الله على حين فترة من الرسل والناس أشدُّ ما يكونون حاجة إلى نور الرسالة, فهدى الله به من الضلالة, وألَّف به بعد الفرقة, وأغنى به بعد العيلة, فأصبح الناس بنعمة الله إخواناً, وفي دين الله أعواناً، فدانت الأمم لهذا الدين, وكان المتمسكون به غرة بيضاء في جبين التاريخ, فلما كانت الأمة الإسلامية حريصة على تنفيذ شرع الله, متمشية في عباداتها ومعاملاتها وسياستها الداخلية والخارجية على ما كان عليه قائدها وهاديها محمد -صلى الله عليه وسلم- لما كانت الأمة الإسلامية على هذا الوصف كانت هي الأمة الظاهرة الظافرة المنصورة, ولما حصل فيها ما حصل من الانحراف عن هذا السبيل تغير الوضع فجعل بأسهم بينهم, وسلط عليهم الأعداء وكانوا غثاء كغثاء السيل, فتداعت عليهم الأمم وفرقتهم الأهواء, ولن يعود لهذه الأمة مجدها الثابت وعزها المستقر حتى تعود أفراداً وشعوباً إلى دينها الذي به عزتها, وتطبق هذا الدين قولاً وعملاً وعقيدة وهدفاً على ما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام.

وإن من تمام تطبيقه أن لا يشرع شيء من العبادات والمواسم الدينية إلا ما كان ثابتاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن الناس إنما أمروا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء, فمن تعبد لله بما لم يشرعه الله فعمله مردود عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)1. وهو في نظر الشارع بدعة وكل بدعة ضلالة.

وإن من جملة البدع التي ابتدعها بعض الناس في شهر ربيع الأول: بدعة عيد المولد النبوي، حيث يجتمعون في الليلة الثانية عشرة منه في المساجد أو في البيوت فيصلون على النبي -صلى الله عليه وسلم- بصلوات مبتدعة, ويقرؤون مدائح للنبي -صلى الله عليه وسلم- التي تخرج بهم إلى حد الغلو الذي نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وربما صنعوا مع ذلك طعاماً يسهرون عليه فأضاعوا المال والزمان وأتعبوا الأبدان فيما لم يشرعه الله ولا رسوله, ولا فعله الخلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا المسلمون في القرون الثلاثة المفضلة ولا التابعون بإحسان, ولو كان خيراً لسبقونا إليه, ولو كان خيراً ما حَرَمه الله تعالى سلفَ هذه الأمة؛ وفيهم الخلفاء الراشدون والأئمة, وما كان الله تعالى ليحرم سلف هذه الأمة ذلك الخير لو كان خيراً ثم يأتي أناس من القرن الرابع الهجري فيحدثون تلك البدعة.

عباد الله:

إن ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى وإما محبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيماً له من اتخاذ مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- عيداً مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع, ولو كان خيراً محضاً أو راجحاً كان السلف أحق به ؛ فإنهم كانوا أشد محبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيماً له منا, وهم على الخير أحرص وإنما كانت محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته ظاهراً وباطناً ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان, وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حريصين على هذه البدع تجدهم فاترين في أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما أمروا بالنشاط فيه, وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه أو يقرأ فيه ولا يتبعه"2.

إن بدعة عيد المولد التي تقام في شهر ربيع الأول في الليلة الثانية عشرة منه ليس لها أساس من التاريخ؛ لأنه لم يثبت أن ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت تلك الليلة وقد اضطربت أقوال المؤرخين في ذلك فبعضهم زعم أن ولادته في اليوم الثاني من الشهر وبعضهم في الثامن وبعضهم في التاسع وبعضهم في العاشر وبعضهم في الثاني عشر وبعضهم في السابع عشر وبعضهم في الثاني والعشرين، فهذه أقوال سبعة ليس لبعضها ما يدل على رجحانه على الآخر، فيبقى تعيين مولده -صلى الله عليه وسلم- من الشهر مجهولا إلا أن بعض المعاصرين حقق أنه كان في اليوم التاسع . وإذا لم يكن لبدعة عيد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- أساس من التاريخ فليس لها أساس من الدين أيضا، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعلها ولم يأمر بها ولم يفعلها أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ, تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ, وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)3. وكان يقول في خطبة الجمعة: (أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)4.

عباد الله:

إن الأعياد والمواسم الدينية التي يقصد بها التقرب إلى الله تعالى بتعظيمه وتعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم هي من العبادات, فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى ورسوله, ولا يتعبد أحد بشيء منها إلا ما جاء عن الله ورسوله, وفيما شرعه الله تعالى من تعظيم رسوله -صلى الله عليه وسلم- ووسائل محبته ما يغني عن كل وسيلة تبتدع وتحدث5. وجاء في هذا المعنى أحاديث كثيرة تدل على تحريم البدع، وأن البدع هي محدثات في الدين.

وتعلمون -أيها المسلمون- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- عاش بعد النبوة ثلاثاً وعشرين سنة، ولم يحتفل بمولده -عليه الصلاة والسلام- ولم يقل للناس احتفلوا بالمولد بدراسة السيرة ولا بغير ذلك، بل مات -صلى الله عليه وسلم- ولم يقل شيئاً من ذلك، وأما حديث أنه سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ)6. فهذا لا يدل على مشروعية فعل الموالد كما يظن بعض الناس، وإنما يدل على فضل يوم الاثنين وأنه يوم شريف، لأنه أوحي إلى النبي فيه؛ ولأنه ولد فيه -عليه الصلاة والسلام- ولأنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله -عز وجل- فإذا أصابه الإنسان ما فيه من المزايا فهذا حسن، أما أن يزيد شيئاً غير ذلك هذا لم يشرعه الله, وإنما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ) لبيان فضل صومه، ولما سئل في حديثٍ آخر عن صوم الاثنين والخميس أعرض عن الولادة وقال في يوم الخميس والاثنين: (ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)7. وسكت عما يتعلق بالمولد.

فعُلم بذلك أن كونه يوم المولد جزء من أسباب استحباب صومه مع كونه تعرض فيه الأعمال على الله، وكونه أنزل عليه الوحي فيه، وهذا لا يدل على مشروعية الاحتفال بالموالد، ولكن يدل على فضل صيام يوم الاثنين وأنه يصام لهذه الأمور8.

فاتقوا الله عباد الله واستغنوا بما شرعه لكم عما لم يشرعه, وبما سنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عما لم يسنه, واجعلوا نصب أعينكم قول الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153) سورة الأنعام.

وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

إماراتية
01-04-2007, 03:37 PM
الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام الأولين والآخرين, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد:

اعلموا –أيها الناس- أننا عبيد مأمورون لا مُشرِّعون، علينا أن نمتثل أمر الله وعلينا أن نمتثل شريعة الله، وليس لنا أن نبتدع في ديننا ما لم يأذن به الله، علينا أن نعلم هذا جيداً؛ فالله سبحانه يقول: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} (21) سورة الشورى. ويقول المصطفى -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ)9. يعني هو مردود على من أحدثه.

عباد الله:

لو كان الاحتفال بمولده -عليه الصلاة والسلام- أمراً مشروعاً ومرغوباً فيه، لما سكت عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو المبلغ عن الله، وهو أنصح الناس، ولا يجوز الظن به أنه يسكت عن أمرٍ ينفع الأمة وينفعه -عليه الصلاة والسلام- وهو في الله -عز وجل-، وهو أنصح الناس, وهو ليس بغاش للأمة، وليس بخائن ولا كاذب، فقد بلغ البلاغ المبين -عليه الصلاة والسلام- وأدى الأمانة ونصح الأمة، وكل شيء لم يكن في وقته مشروعاً فلا يكون بعد وقته مشروعاً، فالتشريع من جهة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما أوحى الله إليه -جل وعلا- وصحابته يبلغون عنه، ويحملون عنه ما بلغهم به، فهو لم يبلغ الناس بأن الاحتفال بمولده مطلوب لا فعلاً ولا قولاً، وصحابته ما فعلوا ذلك، ولا أرشدوا إليه، لا بأفعالهم ولا بأقوالهم، وهم أحب الناس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم أعلم الناس بالسنة، وهم أفقه الناس، وهم أحرص الناس على كل خير فلم يفعلوه، ثم التابعون لهم كذلك، ثم أتباع التابعين حتى مضت القرون المفضلة، فكيف يجوز لنا أن نحدث شيئاً ما فعله هؤلاء الأخيار؟

ثم أمر آخر: وهو أنه يقع في هذه الاحتفالات في بعض البلدان شرور كثيرة، قد يقع فيها من الشرك بالله والغلو في النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعائه من دون الله والاستغاثة وبمدحه بما لا يليق إلا بالله كما في البردة، فإن صاحب البردة قال فيها:

فإن من جودك الدنيا وضرتها



ومن علومك علم اللوح والقلمِ!!



يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي



سواك عند حلـول الحادث العممِ!!
فضلاً وإلا فقل يا زلة القـــدمِ!!




فأي شيءٍ أبقى هذا لله عز وجل؟! هذا غلو عظيم، وكثير من الناس يأتون بهذه القصيدة في احتفالاتهم وفي اجتماعاتهم وهي قصيدة خطيرة فيها هذا الشرك العظيم.

فالمقصود أن كثيراً من الاحتفالات في بعض البلدان يقع فيها شرك أكبر، مثل الغلو في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: ( أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولُهُ, أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ)10.

وأخرج البخاري بسنده عن عمر -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ)11.

والحاصل أنه بدعة مطلقة حتى ولو كان على أحسن حالة، لو كان ما فيه إلا مجرد قراءة السيرة والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو بدعة بهذه الطريقة؛ لأن هذا ليس من ديننا في شيء, وأعيادنا عيد النحر، وعيد الفطر، وأيام النحر، ويوم عرفة، هذه أعياد المسلمين، فليس لنا أن نحدث شيئاً لم يشرعه الله عز وجل.

وإذا أراد الناس أن يدرسوا سيرته –صلى الله عليه وسلم- فيدرسوها بغير هذه الطريقة، يدرسوها في المساجد وفي المدارس وفي الكليات وفي البيوت وفي كل مكان، لكن بغير هذه الطريقة، بغير طريقة الاحتفال بالمولد؛ فهذا شيء وذاك شيء، فيجب على أهل العلم التنبه لهذا الأمر، وعلى طالب العلم أن يتنبه لهذا الأمر، وعلى محب الخير أن يتنبه لهذا الأمر، فإن السنة خير وسلامة، والبدعة كلها شر وبلاء، نسأل الله للجميع العافية والهدى, ولا حول ولا قوة إلا بالله, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين12.





--------------------------------------------------------------------------------

1 رواه البخاري -2499- (9/201) ومسلم - (9/118) ومسلم -3243 - (9/119) وهذا لفظ مسلم.

2 اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم - (2/84) لـ(شيخ الإسلام ابن تيمية).

3 رواه أبو داود -3991- (12/211) وأحمد -16522- (35/10) وصححه الألباني في تحقيق سنن أبي داود برقم (4607).

4 رواه مسلم -1435- (4/359).

5 الضياء اللامع من الخطب الجوامع لـ(ابن عثيمين).

6 رواه مسلم -1977- (6/56).

7 رواه الترمذي -678- (3/206) والنسائي -2318- (8/60) وأحمد -20758- (44/228) وقال الألباني حسن صحيح، كما في كتابه صحيح الترغيب والترهيب (1043) .

8 من حلقات الشيخ ابن باز في برنامج نور على الدرب بتصرف يسير.

9 سبق تخريجه بلفظ مسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

10 رواه أحمد -13106- (27/153). وصححه العلامة الألباني في غاية المرام برقم (127).

11 رواه البخاري -3189- (11/262).

12 من حلقات الشيخ ابن باز في برنامج نور على الدرب بتصرف يسير.

يـآس
01-04-2007, 05:03 PM
جزاج الله كل خير اختي اماراتيه على الخبر المؤسف وعلى الرد عليه

نعم حالنا لايسر لا عدو ولا قريب .. ولات امورنا محشوون ببطانه فاسده وكيف السبيل اليهم والصوفيه تسيطر على عقولهم واعمالهم

المولد النبوي الشريف محرم الاحتفال به عند اهل السنه ومن تبع سنة نبيه محمد فلا يجوز له ان يتبع الصوفيه وشركها

اعوذ بالله من الصوفيه واعوانها وطريقها

بالتوفيق اماراتيه

إماراتية
01-04-2007, 07:16 PM
بارك الله فيك اخوي دلعوه أهله شىء يحزن القلب ويدمي الجراح ونحن أهل البلد لا نقدر على تغيرهم وهؤلاء المبتدعة مستغلين طيابة اهلنا وقلوبهم وحبهم للدين والخير لكن انا انتظر كتاب للشيخ عبيد الجابري عن رده لهذا الضال المشرك الجفري إن شاء الله عن قريب سيخرج وسوف نوزع منه كميات كبيره مجانا في كل بقعة من الإمارات حتى بنتبهون لخطر هذه الفئة الضالة وذلك بتكاتف الجهود وكل من له صلة بأهله في تبيان حقيقتهم وكشف زيفهم

حسبنا الله ونعم الوكيل ولكن صبرنا بالله وماصبرك إلا بالله هو نعم المولى ونعم النصير "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال"

وهؤلاء وإن طال بهم الزمن إن شاء سيندحرون ولكن "لايغير الله بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم "اولا علينا نحن تغير أنفسنا هل قمنا فعلا بما يوجب علينا إتجاه وطننا وأهلنا وولاة أمرنا أعتقد إنا نحن نقصرون لابد ان نكون أكثر نشاطا وهل اوصل الصوفية لولاة أمرنا إلا نشاطهم وعلى بدعهم وأخطائهم لكن وصلوا ونحن أحق منهم لأننا نحن على الجادة ونحن الذين قال فيهم الله عز وجل "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"

إماراتية
01-04-2007, 07:29 PM
بسم الله الرحمن الحيم
الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و آله و صحبه و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
و بعد،
هذه مجموعة من ردود علماء السنة على قصيدة الشاعر الصوفي محمد بن سعيد بن حمّاد الصنهاجي. ولد سنة 608ه‍ وتوفي سنة696ه‍ بالبوصيري و التي سماها البردة و التي يتغنى بها و ينشدها كثير من المسلمين بمناسة بدعة عيد المولد النبوي الشريف و غيره من الموالد البدعية و التي ملأها صاحبها بالغلو في مدح النبي صلى الله عليه و سلم حتى و قع في الشرك الأكبر تعالى الله علوا كبيرا على مايقوله أهل الشرك و الجهل .
و إليكم ردود أهل العلم عليها:
1- كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - :
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب : " في تفسير سورة الفاتحة " :
وأما الملك فيأتي الكلام عليه ، وذلك أن قوله: ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) وفي القراءة الأخرى ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله ك ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {18} يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ {19}‏ )[ سورة الانفطار الآيات: 17/19].
فمن عرف تفسير هذه الآية ، وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم ، مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره، عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها ، وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها، فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها، فأين هذا المعني والإيمان بما صرح به القرآن ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ )) [ أخرجه البخاري في صحيحة: كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب رقم: 2753 ، والنسائي في سننه: كتاب الوصايا إذا أوصى لعشيرته الأقربين (6/ 248-250) رقم : 3644، 3646، 3647، من حديث أبي هريرة.
من قول صاحب البردة:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ***** اذا الكريم تحلي بأسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يازلة القدم
فليـتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها ، ومن فتن بها من العباد، وممن يدعى أنه من العلماء واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن .
هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله: ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) وقوله: : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ )) لا والله ، لا والله لا والله إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق ، وأن فرعون صادق ، وأن محمداً صادق على الحق ، وأن أبا جهل صادق على الحق . لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان.
فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة ، ومن فتن بها عرف غربة الإسلام وعرف أن العدل واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا، ليس عن التكفير والقتال ، بل هم الذين بدءونا بالتكفير وعند قوله: ( فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) [سورة الجن الآية : 18].وعند قوله: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) [سورة الإسراء: الآية : 57]. وقوله: ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ) [سورة الرعد الآية: 14].
فهذا بعض المعاني في قوله : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) بإجماع المفسرين كلهم ،وقد فسرها الله سبحانه في سورة ( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ ) [ الانفطار : 1] كما قدمت لك.
( تفسير سورة الفاتحة من مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب ص 13 المجلد الخامس )
-------------------------------------------------
2- كلام العلامة المجدد عبدالرحمن بن حسن - رحمه الله - :
قال العلامة المجدد عبدالرحمن بن حسن :
وقد ذكر شيخ الإسلام ، عن بعض أهل زمانه : أنه جوّز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يستغاث فيه بالله . وصنف في ذلك مصنفاً ، رده شيخ الإسلام ، ورده موجود بحمد الله .
ويقول : إنه يعلم مفاتيح الغيب ، التي لا يعلمها إلا الله . وذكر عنهم أشياء من هذا النمط . نعوذ بالله من عمى البصيرة .
وقد اشتهر في نظم البوصيري ، قوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم !َ!
وما بعده في الأبيات ، التي مضمونها : إخلاص الدعاء ، واللياذ والرجاء والاعتماد في أضيق الحالات ، وأعظم الاضطرار لغير الله .
فناقضوا الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتكاب ما نهى عنه أعظم مناقضة ، وشاقوا الله ورسوله أعظم مشاقة .
وذلك أن الشيطان أظهر لهم هذا الشرك العظيم ، في قالب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه . وأظهر لهم التوحيد والإخلاص ، الذي بعثه الله به في قالب تنقصه .
وهؤلاء المشركون هم المتنقصون الناقصون ، أفرطوا فى تعظيمه بمانهاهم عنه أشد النهي ، وفرطوا في متابعته . فلم يعبؤوا بأقواله وأفعاله ، ولارضوا بحكمه ولاسلموا له ، وأنما يحصل تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم بتعظيم أمره ونهيه .
وهؤلاء المشركون عكسوا الأمر . فخالفوا ما بلَّغ به الأمة ، وأخبر به عن نفسه صلى الله عليه وسلم .
فعاملوه بما نهاهم عنه من الشرك بالله ، والتعلق على غير الله ، حتى قال قائلهم :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل : يا زلةالقدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
فانظر إلى هذا الجهل العظيم ، حيث اعتقد أنه لا نجاة له إلا بعياذه ولياذه بغير الله .
وانظر إلى هذا الإطراء العظيم ، الذي تجاوز الحد في الإطراء ، الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبدٌ ، فقولوا عبدالله ورسوله " رواه مالك وغيره . وقد قال تعالى : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكن إني ملك ) [ الأنعام : 50 ] .
فانظر إلى هذه المعارضة العظيمة للكتاب والسنة ، والمحادة لله ورسوله . وهذا الذي يقوله هذا الشاعر هو الذي في نفوس كثير ، خصوصاً ممن يدعي العلم والمعرفة ، ورأوا قراءة هذه المنظومة ونحوها لذلك وتعظيمها من القربات ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد .
باب ماجاء أن سبب كفر بنى آدم وتركهم دينهم هو الغلو (1/381) .
باب قول الله تعالى ( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) ( 2/693).
-------------------------------------------------
3- كلام العلامة ـالمحدث ـ سليمان بن عبدالله - رحمه الله -:
قال : العلامة المحدث سليمان بن عبدالله في كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد :
ومن بعض أشعار المادحين لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم قول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ***** إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فتأمل ما في هذه الأبيات من الشرك .
منها : أنه نفى أن يكون له ملاذٌ إذا حلت به الحوادث ، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له ، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو .
الثاني : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه ، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله ، وذلك هو الشرك في الإلهية .
الثالث : سؤاله منه أن يشفع له في قوله :
ولن يضيق رسول الله ... البيت ...
وهذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوه ، وهو الجاه والشفاعة عند الله ، وذلك هو الشرك ، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره ، فإن الله تعالى هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداء .
الرابع : قوله : فإن لي ذمة ... إلى آخره .
كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فليس بينه وبين من اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة ، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك .
تناقض عظيم وشرك ظاهر ، فإنه طلب أولاً أن لا يضيق به جاهه ، ثم طلب هنا أن يأخذ بيده فضلاً وإحساناً ، وإلا فيا هلاكه .
فيقال : كيف طلبت منه أولاً الشافعة ثم طلبت منه أن يتفضل عليك ، فإن كنت تقول : إن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله ، فكيف تدعو النبي صلى الله عليه وسلم وترجوه وتسأله الشفاعة ؟ فهلا سألتها من له الشفاعة جيمعاً ، الذي له ملك السموات والأرض ، الذي لا تكون الشفاعة إلا من بعد إذنه ، فهذا يبطل عليك طلب الشفاعة من غير الله .
وإن قلت : ما أريد إلا جاهه ، وشفاعته ، بإذن الله .
قيل : فكيف سألته أن يتفضل عليك ويأخذ بيدك في يوم الدين ، فهذا مضاد لقوله تعالى : ﴿ وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدرك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله ﴾ [ الانفطار ] ، فكيف يجتمع في قلب عبد الإيمان بهذا وهذا .
وإن قلت : سألته أن يأخذ بيدي ، ويتفضل عليَّ بجاهه وشفاعته .
قيل : عاد الأمر إلى طلب الشفاعة من غير الله ، وذلك هو محض الشرك .
السادس : في هذه الأبيات من التبري من الخالق - تعالى وتقدس - والاعتماد على المخلوق في حوادث الدنيا والآخرة ما لا يخفى على مؤمن ، فأين هذا من قوله تعالى : ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [ الفاتحة ] ، وقوله تعالى : ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [ التوبة :129] ، وقوله : ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً ﴾ [ الفرقان:58 ] ، وقوله تعالى : ﴿ قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ ﴾ . [ الجن :21-23 ] .
فإن قيل : هو لم يسأله أن يتفضل عليه ، وإنما أخبر أنه إن لم يدخل في عموم شفاعته فيا هلاكه . قيل : المراد بذلك سؤاله ، وطلب الفضل منه ، كما دعاه أول مرة وأخبر أنه لا ملاذ له سواه ، ثم صرح بسؤال الفضل والإحسان بصيغة الشرط والدعاء ، والسؤال كما يكون بصيغة الطلب يكون بصيغة الشرط ، كما قال نوح عليه السلام : ﴿ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [ هود:47 ] .
ومنهم من يقول : نحن نعبد الله ورسوله ، فيجعلون الرسول معبودا .
قلت: وقال البوصيري :
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل الدنيا والآخرة من جوده ، وجزم بأنه يعلم ما في اللوح المحفوظ ، وهذا هو الذي حكاه شيخ الإسلام عن ذلك المدرس ، وكل ذلك كفر صريح . ومن العجب أن الشيطان أظهر لهم ذلك في صورة محبته عليه السلام وتعظيمه ومتابعته ، وهذا شأن اللعين لابد وأن يمزج الحق بالباطل ليروج على أشباه الأنعام اتباع كل ناعق، الذين لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ، لأن هذا ليس بتعظيم، فإن التعظيم محله القلب واللسان والجوارح وهم أبعد الناس منه ، فإن التعظيم بالقلب: ما يتبع اعتقاد كونه عبداً رسولاً ، من تقديم محبته على النفس والولد والوالد والناس أجمعين .
....... فكيف بمن يقول فيه ؟ !
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
ويقول في همزيته :
هذه علتي وأنت طبيبُ ***** ليس يخفى عليك في القلب داء
وأشباه هذا من الكفر الصريح .
كناب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ( ص 621 ).
-------------------------------------------------4

إماراتية
01-04-2007, 07:31 PM
- كلام العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين - رحمه الله - :
قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في كتابه الرد على البردة :
قوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل : يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
مقتضى هذه الأبيات إثبات علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم وأن الدنيا والآخرة من جوده وتضمنت الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من أعظم الشدائد ورجاءه لكشفها وهو الأخذ بيده في الآخرة وإنقاذه من عذاب الله ، وهذه الأمور من خصائص الربوبية والألوهية التي ادعتها النصارى في المسيح عليه السلام وإن لم يقل هؤلاء إن محمداً هو الله أو ابن الله ولكن حصلت المشابهة للنصارى في الغلو الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله " والإطراء هو المبالغة في المدح حتى يؤول " الأمر إلى " أن يجعل المدح شيء من خصائص الربوبية والألوهية .
وهذه الألفاظ صريحة في الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم كقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
أي وإلا فأنا هالك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : " لا ملجأ منك إلا إليك " .
وقوله :
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** ومنقذي من عذاب الله والألم
أو شافعاً لي ...... إلخ . [ أي ] وإلا هلكت ، وأي لفظ في الاستغاثة أبلغ من هذه الألفاظ وعطف الشفاعة على ما قبلها بحرف أو في قوله : " أو شافعاً لي " صريح في مغايرة ما بعد أو لما قبلها وأن المراد مما قبلها طلب الإغاثة بالفعل والقوة . فإن لم يكن فبالشفاعة .
والناظم آل به المبالغة في الإطراء الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا الغلو والوقوع في هذه الزلقة العظيمة ونحو ذلك قوله في خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم:
الأمان الأمان إن فؤادي ***** من ذنوب أتيتهن هراء
هذه علتي وأنت طبيبي ***** ليس يخفى عليك في القلب داء
فطلب الأمان من النبي صلى الله عليه وسلم وشكا إليه علة قلبه ومرضه من الذنوب فتضمن كلامه سؤاله من النبي صلى الله عليه وسلم مغفرة ذنبه وصلاح قلبه ، ثم أنه صرّح بأنه لا يخفى عليه في القلب داء فهو يعلم ما احتوت عليه القلوب . وقد قال سبحانه : ﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ [التوبة :101] وقال : ﴿ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ [الأنفال:60] وخفى عليه صلى الله عليه وسلم أمر الذين أنزل الله فيهم : ﴿ وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ ﴾ [النساء:107] الآيات حتى جاء الوحي وخفى عليه صلى الله عليه وسلم أمر أهل الإفك حتى أنزل الله القرآن ببراءة أم المؤمنين رضي الله عنها وهذا في حياته فكيف بعد موته وهذا يقول : " وليس يخفى عليه في القلب داء " يعني أنه يعلم ما في القلوب والله سبحانه يقول : ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران:154/ والتغابن:4] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه فلا يأخذه فإنما اقطع له قطعة من النار " .
كتاب الرد على البردة للعلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين ( ت / 1282 هـ ) ( ص 361 / 362 / 363 / 387 / 388 / ) )
--------------------------
كلام العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في البردة من كتابه كتاب تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس :
قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين :
قول الناظم : إن من جودك الدنيا وضرتها : أي من عطائك وإنعامك وإفضالك الدنيا والآخرة ، وهذا كلام لا يحتمل تأويله بغير ذلك ، ووازن بين قول الناظم من جودك الدنيا وضرتها وبين قوله تعالى : ﴿ قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً ﴾ [ الجن :21] وقوله: ﴿ قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ [ الأنعام : 50 ] .
قال ابن كثير : " قل لا أقول لكم عندي خزائم الله " أي خزائن رزقه فأعطيكم ما تريدون (ولا أعلم الغيب ) فأخبركم بما غاب مما مضى وما سيكون ( ولا أقول لكم إني ملك ) ؛ لأن الملك يقدر على ما لا يقدر عليه الآدمي ويشاهد ما لا يشاهده الآدمي .
وقوله تعالى : ﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾[ الأعراف:118] . ص / 25 .
--------------------------
وازن بين قول يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك ، وبين قول الذي له النبي صلى الله عليه وسلم : " أجعلتني لله ندًّا حيث قال له ما شاء الله وشئت " . فهذا لو قال ما لي من ألوذ به إلا الله وأنت ، لكان أقبح من قول القائل ما شاء الله وشئت ؛ لأن الله أثبت للعبد مشيئة لقوله : ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴾ [التكوير:28] ﴿ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ﴾ [الإنسان:29] فكيف إذا أفرد الرسول باللياذ والالتجاء من عذاب ذلك اليوم لا تكلم فيه نفس إلا بإذنه ! . ص / 45
--------------------------
قول صاحب البردة :
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** ومنقذي من عذاب الله والألم
هو استغاثة بل من أبلغ ألفاظ الاستغاثة، كقول الأبوين ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23] . وقول نـوح : ﴿ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود:47] . وقول بني إسرائيل : ﴿ لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف:149] أترى أن الأبوين وجميع المذكورين يخبرون الله بأنه إن لم يغفر لهم ويرحمهم فهم خاسرون وأن هذا منهم مجرد إخبار ، بل كل أحد يعرف أن هؤلاء الذين أخبر الله عنهم بهذا الكلام يسألون الله ويرغبون إليه في أن يغفر لهم ويرحمهم ومعترفون بأنه إن لم يغفر لهم ويرحمهم فهم خاسرون .
وأما قول صاحب البردة وقول المشطِّر :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمإن
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي**** ومنقذي من عذاب الله والألم
................................. ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
أي وإن لم تأخذ بيدي وتنقذني من عذاب الله فقل يا زلة القدم . أي فأنا خاسر أو هالك ، فهـو كقول الأبوين : ﴿ وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [لأعراف:23] وقول نـوح : ﴿ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود:47] . ﴿ لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف:149] . ص / 58 / 59 .
-----------------
كتاب تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس . ص ( 25 / 45 / 58 / 59 )
للعلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين ـ رحمه الله ـ
-------------------------------------------------
5- كلام العلامة محمد بن على الشوكاني – رحمه الله - :
فانظر رحمك الله تعالى ما وقع من كثير من هذه الأمة من الغلو المنهى عنه المخالف لما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما يقوله صاحب البردة رحمه الله تعالى :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لله وإنا إليه راجعون .
وهذا باب واسع ، قد تلاعب الشيطان بجماعة من أهل الإسلام حتى ترقوا إلى خطاب غير الأنبياء بمثل هذا الخطاب ، ودخلوا من الشرك في أبواب بكثير من الأسباب .
ومن ذلك قول من يقول مخاطباً لابن عجيل :
هات لي منك يابن موسى إغاثة ***** عاجلاً في سيرها حثاثة
فهذا محض الاستغاثه التي لاتصلح لغير الله لميت من الأموات قد صار تحت أطباق الثرى من مئات السنين .
وقد وقع في البردة والهمزية شيء كثير من هذا الجنس ، ووقع أيضاً لمن تصدى لمدح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولمدح الصالحين والأئمة الهادين ما لا يأتي عليه الحصر ، ولا يتعلق بالاستكثار منه فائدةٌ فليس المراد إلا التنبيه والتحذير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) .
الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ( 59 / 60)
-------------------------------------------------
6- كلام العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - :
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في كتابه "القول المفيد على كتاب التوحيد " (1/218) :
وقد ضل من زعم أن لله شركاء كمن عبد الأصنام أوعيسى بن مريم عليه السلام ، وكذلك بعض الشعراء الذين جعلوا المخلوق بمنزلة الخالق ؛ كقول بعضهم يخاطب ممدوحاً له :
فكن كمن شئت يامن لاشبيه له ***** وكيف شئت فما خلق يدانيك
وكقول البوصيري في قصيدته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
يا أكرمَ الخلْقِ مالي مَن ألوذُ به ***** سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمــم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يازلة القدم
فإن مِن جودك الدنيا وضَرتهـــا ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: وهذا من أعظم الشرك لأنه جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم، ومقتضاهُ أن الله جل ذكره ليس له فيهما شيء.
وقال :– أي البوصيري – " ومن علومك علم اللوح والقلم "، يعني : وليس ذلك كل علومك ؛ فما بقي لله علمٌ ولا تدبيرٌ ـ والعياذ بالله ـ . أ. هـ
القول المفيد على كتاب التوحيد (1/218).
-------------------------------------------------

إماراتية
01-04-2007, 07:33 PM
- كلام العلامة صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله- :
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في كتابه إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد :
قوله تعالى ; ولا شفيعٌ ; أي : واسطة ، يتوسط له عند الله ، ما أحد يشفع لـه يوم القيامة إلا بإذن الله سبحانه وتعالى ، وبشرط أن يكون هذا الشخص ممن يرضى الله عنه ، هذه شفاعة منفيّة فبطل أمر هؤلاء الذين يتخذون الشفعاء ويظنون أنهم يخلصونهم يوم القيامة من عذاب الله كما يقول صاحب " البردة " :
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً ***** بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلّة القدم
هذا على اعتقاد المشركين أن الرسول يأخذ بيده ويخلصه من النار ، وهذا ليس بصحيح ، لا يخلصه من النار إلا الله سبحانه وتعالى إذا كان من أهل الإيمان .
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 241 )
-------------------------
عن أنس رضي الله عنه : أن أناساً قالوا يارسول الله ، ياخيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، فقال (( يا أيها الناس قولوا بقولكم ، ولايستهوينكم الشيطان ، أنا محمد رسول ؛ عبد الله ورسوله ، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل )) رواه النسائي بسند جيد .
فهذان الحديثان يُستفاد منهما فوائد عظيمة :
الفائدة الأولى : فيه التحذير من الغلوّ في حقِّه صلى الله عليه وسلم عن طريق المديح ، وأنّه صلى الله عليه وسلم إنّما يوصف بصفاتِه التي أعطاهُ الله إيَّاها : العبوديّة والرِّسالة ، أمّا أن يُغلي في حقَّه فيوصف بأنّه يفرِّج الكُروب ويغفر الذنوب ، وأنه يستغاث به - عليه الصلاة والسلام بعد وفاته ، كما وقع فيه كثيرٌ من المخرِّفين اليوم فيما يسمّونه بالمدائح النبوية في أشعارهم : " البردة " للبوصيري ، وما قيل على نسجها من المخرفين، فهذا غلو أوقع في الشرك، كما قال البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *****ومن علومك علم اللوح والقلم
فهذا غلوٌّ - والعياذ بالله - أفضى إلى الكفر والشِّرْك ، حتى لم يترُك لله شيئاً ، كلّ شيء جعله للرسول صلى الله غليه وسلم : الدنيا والآخرة للرسول ، علم اللوح والقلم للرسول ، لا ينقذ من العذاب يوم القيامة إلا الرسول ، إذاً ما بقي لله عز وجل ؟
وهذا من قصيدةٍ يتناقلونها ويحفظونها ويُنشدونها في الموالد .
وكذلك غيرُها من الأشعار ، كلّ هذا سببه الغلوّ في الرّسول صلى الله عليه وسلم .
وأمّا مدحُه صلى الله عليه وسلم بما وصفه الله به بأنّه عبدٌ ورسول ، وأنه أفضل الخلق ، فهذا لا بأس به ، كما جاء في أشعار الصحابة الذين مدحوه ، كشعر حسان بن ثابت ، وكعب بن زهير ، وكذلك كعب بن مالك ، وعبدالله بن رواحة ، فهذه أشعار نزيهة طيبة ، قد سمعها النبي صلى الله عليه وسلم وأقرها ، لأنها ليس فيها شيءٌ من الغلو ، وإنما فيها ذكر أوصافه صلى الله عليه وسلم .
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 2 / 312 )
-------------------------
ففي قوله : " عبدالله " ردٌّ على الغلاة في حقه صلى الله عليه وسلم .
وفي قوله : " رسوله " ردٌ على المكذبين الذين يكذّبون برسالته صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنون يقولون : هو عبدالله ورسوله .
هذا وجهه الجمع بين هذين اللفظين ، أن فيهما رداً على أهل الإفراط وأهل التفريط في حقه صلى الله عليه وسلم .
وفيه : ردٌ على الذين غلو في مدحه صلى الله عليه وسلم من أصحاب القصائد ، كقصيدة البُردة والهمزية وغيرهما من القصائد الشركية التي غلت في مدحه صلى الله عليه وسلم ، حتى قال البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
فنسي الله سبحانه وتعالى .
ثم قال :
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
يعني : ما ينجيه من النار يوم القيامة إلاّ الرسول .
ثم قال :
فإن من جودك الدّنيا وضرّتها ***** ومن علومك علم اللّوح والقلم
الدنيا والآخرة كلها من وجود النبي صلى الله عليه وسلم ، أما الله فليس له فضل ، هل بعد هذا الغلو من غلو ؟؟ .
واللّوح المحفوظ والقلم الذي كتب الله به المقادير هذا بعض علم النبي صلى الله عليه وسلم ، ونسي الله تماماً - والعياذ بالله - .
وكذلك من نهج على نهج البردة ممن جاء بعده ، وحاكاه في هذا الغلو ، هذا كله من الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومن الإطراء .
أما المؤمنون فيمدحون الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيه من الصفات الحميدة والرسالة والعبودية ، كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، كما عليه شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم الذين مدحوه وأقرّهم ، مثل : حسّان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وكعب بن زُهير ، وعبدالله بن رواحة ، وغيرهم من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم الذين مدحوه بصفاته صلى الله عليه وسلم ، وردوا على الكفّار والمشركين .
هذا هو المدح الصحيح المعتدل ، الذي فيه الأجر وفيه الخير ، وهو وصفه صلى الله عليه وسلم بصفاته الكريمة من غير زيادة ولا نُقصان .
ومن الغلو في حقه صلى الله عليه وسلم : إحياء المولد كل سنة ، لأن النصارى يحيون المولد بالنسبة للمسيح على رأس كل سنة من تاريخهم ، فبعض المسلمين تشبه بالنصارى فأحدث المولد في الإسلام بعد مضي القرون المفضلة ، لأن المولد ليس له ذكر في القرون المفضلة كلها ، وإنما حدث بعد المائة الرابعة ، أو بعد المائة السادسة لما انقرض عهد القرون المفضلة ، فهو بدعة ، وهو من التشبه بالنصارى .
وتبين هنا ما يُستفاد من هذه الأحاديث باختصار :
المسألة الأولى : التحذير من الغلو في مدحه صلى الله عليه وسلم ، لأن ذلك يؤدي إلى الشرك ، كما أدى بالنصارى إلى الشرك .
المسألة الثانية : فيه الرد على أصحاب المدائح النبوية التي غلوا فيها في حقه صلى الله عليه وسلم ، كصاحب البردة ، وغيره .
المسألة الثالثة : فيه النهي عن التشبه بالنصارى ، لقوله : " كما أطرت النصارى ابن مريم ".
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 274 / 280 / 281 ) )
-------------------------
فإذا كان الرسول أنكر الاستغاثة به فيما يقدر عليه ، فكيف بالاستغاثة به فيما لا يقر عليه إلا الله سبحانه وتعالى ؟ ، وكيف بالاستغاثة بالأموات ؟ . هذا أشد إنكاراً.
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم منع من الاستغاثة الجائزة في حياته تأدُّباً مع الله ، فكيف بالاستغاثة به بعد وفاته ؟ ، وكيف بالاستغاثة بمن هو دونه من الناس ؟ . هذا أمر ممنوع ومحرّم . وهذا وجه استشهاد المصنّف رحمه الله بالحديث للترجمة .
إذاً فقول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به *****سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً ***** بيدي فضلاً وإلا قل يا زلّة القدم
فإن من جودك الدّنيا وضرّتها ***** ومن علومك علم اللّوح والقلم
أليس هذا من أكبر الشرك ؟
يقول : ماينقذ يوم القيامه إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولايخرج من النار إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ، أين الله سبحانه وتعالى ؟ .
ثم قال : إن الدنيا والآخرة كلها من جود الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلم اللوح المحفوظ والقلم الذي كتب في اللوح المحفوظ بأمر الله هو بعض علم الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب .
وهذه القصيدة ـ مع الأسف ـ تطبع بشكل جميل وحرف عريض ، وتوزع ، وتقرأ ، ويُيعتنى بها أكثر مما يعتنى بكتاب الله عز وجل ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 202 )
-------------------------
بل إن بعض الغلاة يقول : إن التسمي بمحمد يكفي ، يقول صاحب البردة :
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً ***** وهو أوفى الخلق بالذمم
لاينفع عند الله إلا العمل الصالح ، لا الأسماء ولا القباءل ، ولا شرف النسب ، ولا كون إنسن من بيت النبوة ، كل هذا لاينفع إلا مع العمل الصالح والاستقامة على دين الله عز وجل .
نعم القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كانت مع العمل الصالح لها فضل لاشك فيه ، فأهل البيت الصالحون المستقيمون على دين الله لهم حق ، ولهم شرف كرامة ، ويجب الوفاء بحقهم ، طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه أوصى بقرابته وأهل بيته ، لكن
يريد القرابة وأهل البيت المستقيمين على طاعة الله عز وجل ، أما المخرّف والدجّال والمشعوذ الذي يعتمد على قرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه في العمل مخالف للرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا يُعنيه شيئاً عند الله ، لو كان هذا ينفع أبا لهب ، ونفع أبا طالب، ونفع غيرهم ممن لم يدخلوا في دين الله ، وهم من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالواجب أن نتنبّه لهذا .
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 201 )
راجع كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
و الحمد لله رب العالمين.
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=346051