•¦[•الاعصار•]¦•
24-02-2007, 07:40 PM
:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
اتّجه رضوان ببصره نحو ذلك الشيخ الذي يرتدي جلباباً فضفاضاً و له لِحيةٌ بيضاء كثيفة و الذي لا يتوقّف عن الصلاة … و قد شعر أنه قد وجَد أخيراً ضالَّته … و ظلّ يترصَّد الشيخ الذي ما إن فرغ من أداء بعض الركعات حتى اقترب منه … فالتفت إليه الشيخ و سأله بصوتٍ خفيض :
-"هل من خدمةٍ يمكن أن أُقدِّمها لك يا بنيّ ؟؟؟"
أجابه رضوان :
-"نعم … هل يستطيع سيدي الفاضل حسن أن يمنحَني وقتاً للاستماع إليّ فأنا أحتاج إلى مشورَتِكَ بل مساعدتكَ بعد أن دلَّني عليك أحد المتكرِّمين "
أشار الشيخ إلى رُكنٍ قصِيٍّ بالمسجد و أشار لرضوان أن يتبعه في صمت … و ما إن جلسا حتى بدأ رضوان يحكي :
-" اسمي رضوان ….. رجل أعمال … غير متزوِّج … أمتلك من المال ما لا أقوى على عَدِّه … و لكن كل أموالي و للأسف كوَّنْتُها بطرُقٍ غير مشروعة … أخذتني الحياة و كان كل همّي أن أُعوِّض سنوات الحِرمان التي عشتُها … و قد جاء عٍقاب الله سريعاً … فمنذ أُسبوع أخبرني الطبيب أنَّني مريض بمرضٍ خطير و لن أحيا لأكثر من شهر أو شهرين …"
و صمت رضوان قليلاً و خفض رأسه و أكمل حديثه :
-"لقد ندمت يا سيدي أشدَّ الندم وشعرت بطعم العذاب الذي سوف ألقاه على ما اقترفته يدايَ من ذُنوب لذا فإني أحرص على الصلاة و الصيام و قراءة القرءان دوماً ومساعدة المحتاجين وهنا دلّني بعض الأصدقاء عليك لما لك من سمُعة حسنة في أوساط الفقراء وربما تدلُّني على بعض العائلات المحتاجة لأساعدها عسى ربّي أن يرحمني … ولمّا كنتُ مسافراً للخارج بعد يومين فقط لاستكمال العلاج فقد لجأت إليك بهذا الشيك أُريدُك أن تتولىَّ توزيعه على الفقراء والجمعيات الخيرية وأن تدعوا لي بالرحمة والمغفرة لعل الله يستجيب لدعواتك ودعوات الفقراء فيرحمني …"
و سأله الشيخ :
-"وكم تبلغ قيمة هذا الشيك؟؟؟"
أجاب رضوان :
-" ها هو ذا يا سيدي"
نظر الشيخ للشيك فصُدِم لهول المبلغ … و أخذ يتأمَّل وجه رضوان وهو يسأله :
-"ما هذا يا بني تنوي التصدق بكل هدا المبلغ …؟؟؟"
فردَّ رضوان :
-"وهل للمال قيمة في الدار الآخرة يا سيدي؟؟؟"
ابتسم الشيخ و قال :
-"هذه يا بني مسؤولية كبيرة … ولكني سأساعدك على أداء هذه المهِمّة عسى أن ينالني جزءٌ من هذا الثواب العظيم الذي ستقوم به "
انحنى رضوان وقبَّل رأس الشيخ … فنهض الشيخ مغادراً فأمسك رضوان بتلابيبه وهو يقول :
- ""لا تنسى يا سيدي أن تدعوا لي …أرجوك ..."
- "لا تخف يا بُني اطمئن… "
وخرج الشيخ مُهرولاً … ورضوان يشيِّعه بنظراته … وهو يتأمَّله يمشي مُسرعاً حتى أن الشيخ لم ينتبه إلى تلك الشاحنة القادمة بسرعة … حتى صدَمته … فوقع على الأرض غارقاً في دمائه … والشيك لا يزال في يده … أسرع رضوان نحوه … فوجده على وشَك الموت لكن الشيخ التَفت نحوه قائلاً بصعوبة :
-"سامحني يا بُني لقد خدعْتُك… فقد غرني الشيطان … ولم أكن أنوي التّصدُّق بذلك المبلغ الكبير"
أخذ رضوان يحدق بالشيخ غير مصدق … وقال له الشيخ بنفس الصوت اللآهت :
-"سامحني … لأنني لم أحقِّق لك أُمنيتك ولن أدعو لك … لكن ها هو الشيك خُذه … وصدِّقني أن الأعمار بيد الله … وقبل أن يلفَظ أنفاسه الأخيرة قال الشيخ لرضوان :
-"أرجوك أنت أن تدعوا لي … "
إحترامي
الإعصار
اتّجه رضوان ببصره نحو ذلك الشيخ الذي يرتدي جلباباً فضفاضاً و له لِحيةٌ بيضاء كثيفة و الذي لا يتوقّف عن الصلاة … و قد شعر أنه قد وجَد أخيراً ضالَّته … و ظلّ يترصَّد الشيخ الذي ما إن فرغ من أداء بعض الركعات حتى اقترب منه … فالتفت إليه الشيخ و سأله بصوتٍ خفيض :
-"هل من خدمةٍ يمكن أن أُقدِّمها لك يا بنيّ ؟؟؟"
أجابه رضوان :
-"نعم … هل يستطيع سيدي الفاضل حسن أن يمنحَني وقتاً للاستماع إليّ فأنا أحتاج إلى مشورَتِكَ بل مساعدتكَ بعد أن دلَّني عليك أحد المتكرِّمين "
أشار الشيخ إلى رُكنٍ قصِيٍّ بالمسجد و أشار لرضوان أن يتبعه في صمت … و ما إن جلسا حتى بدأ رضوان يحكي :
-" اسمي رضوان ….. رجل أعمال … غير متزوِّج … أمتلك من المال ما لا أقوى على عَدِّه … و لكن كل أموالي و للأسف كوَّنْتُها بطرُقٍ غير مشروعة … أخذتني الحياة و كان كل همّي أن أُعوِّض سنوات الحِرمان التي عشتُها … و قد جاء عٍقاب الله سريعاً … فمنذ أُسبوع أخبرني الطبيب أنَّني مريض بمرضٍ خطير و لن أحيا لأكثر من شهر أو شهرين …"
و صمت رضوان قليلاً و خفض رأسه و أكمل حديثه :
-"لقد ندمت يا سيدي أشدَّ الندم وشعرت بطعم العذاب الذي سوف ألقاه على ما اقترفته يدايَ من ذُنوب لذا فإني أحرص على الصلاة و الصيام و قراءة القرءان دوماً ومساعدة المحتاجين وهنا دلّني بعض الأصدقاء عليك لما لك من سمُعة حسنة في أوساط الفقراء وربما تدلُّني على بعض العائلات المحتاجة لأساعدها عسى ربّي أن يرحمني … ولمّا كنتُ مسافراً للخارج بعد يومين فقط لاستكمال العلاج فقد لجأت إليك بهذا الشيك أُريدُك أن تتولىَّ توزيعه على الفقراء والجمعيات الخيرية وأن تدعوا لي بالرحمة والمغفرة لعل الله يستجيب لدعواتك ودعوات الفقراء فيرحمني …"
و سأله الشيخ :
-"وكم تبلغ قيمة هذا الشيك؟؟؟"
أجاب رضوان :
-" ها هو ذا يا سيدي"
نظر الشيخ للشيك فصُدِم لهول المبلغ … و أخذ يتأمَّل وجه رضوان وهو يسأله :
-"ما هذا يا بني تنوي التصدق بكل هدا المبلغ …؟؟؟"
فردَّ رضوان :
-"وهل للمال قيمة في الدار الآخرة يا سيدي؟؟؟"
ابتسم الشيخ و قال :
-"هذه يا بني مسؤولية كبيرة … ولكني سأساعدك على أداء هذه المهِمّة عسى أن ينالني جزءٌ من هذا الثواب العظيم الذي ستقوم به "
انحنى رضوان وقبَّل رأس الشيخ … فنهض الشيخ مغادراً فأمسك رضوان بتلابيبه وهو يقول :
- ""لا تنسى يا سيدي أن تدعوا لي …أرجوك ..."
- "لا تخف يا بُني اطمئن… "
وخرج الشيخ مُهرولاً … ورضوان يشيِّعه بنظراته … وهو يتأمَّله يمشي مُسرعاً حتى أن الشيخ لم ينتبه إلى تلك الشاحنة القادمة بسرعة … حتى صدَمته … فوقع على الأرض غارقاً في دمائه … والشيك لا يزال في يده … أسرع رضوان نحوه … فوجده على وشَك الموت لكن الشيخ التَفت نحوه قائلاً بصعوبة :
-"سامحني يا بُني لقد خدعْتُك… فقد غرني الشيطان … ولم أكن أنوي التّصدُّق بذلك المبلغ الكبير"
أخذ رضوان يحدق بالشيخ غير مصدق … وقال له الشيخ بنفس الصوت اللآهت :
-"سامحني … لأنني لم أحقِّق لك أُمنيتك ولن أدعو لك … لكن ها هو الشيك خُذه … وصدِّقني أن الأعمار بيد الله … وقبل أن يلفَظ أنفاسه الأخيرة قال الشيخ لرضوان :
-"أرجوك أنت أن تدعوا لي … "
إحترامي
الإعصار