المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنت حسود أو محسود



الحوريا هانون
11-12-2006, 03:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعالوا معا نتعرف على الحسد ومشاكلة وحلولها والوقاية منه

والمحاور الأساسية في الموضوع أربعة محاور هي :-
-ما هو الحسد
-كيف يحدث الحسد
-طرق الوقاية من الحسد
-علاج المحسود

و الآن إلى المحور الأول وهو

ما هو الحسد
فجأة وبدون مقدمات يكره عمله ويصاب بحساسية ضد عمله الذي كان يحبه أو
فجأة يصاب الطالب المجتهد بكراهية المذاكرة يجد صعوبة في الاستيعاب أو
تتحول لحظات السعادة بين الرجل وزوجته إلى شجار ونقار ونحار
فإذا كان هناك أسباب مادية لكل ما سبق وما هو مثله فهذا ليس بحسد
وعلينا أن نزيل الأسباب المادية التي تعيق عن المذاكرة مثلا أو التي تجعلك تكره عملك
أو تجعلك في شجار دائم مع الزوجة إذا كانت أسباب معروفة فيجب إزالتها
ولا يجب أن نعلق تقصيرنا في الأسباب على أن ذلك هو الحسد ، وغيرنا قد حسدنا ، فهذا اخطر ما في موضوع الحسد كله
حيث يكون ذلك ليس بحسد ، ولكنه تقصير يجب إزالته

ولكن ما هو الحسد
الحسد هو تمني زوال نعمة يراها الحاسد في محسوده
والعجيب أن الحاسد لا يرجو استفادة من حسده بل فقط يتمنى زوال النعمة من المحسود
وهو شر من قوى الغيب تضرب الإنسان ولا يراها
ولذلك علينا الاستعاذة بالله من الحاسد كما في سورة الفلق

بسم الله الرحمن الرحيم (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد )

والحسد غير مرئي لكنه موجود مثل أدق الجراثيم التي لا نراها ولكنها عنيفة التأثير
ومثل أشعة الليزر التي لا نراها ولكنها شديدة التأثير اكثر من مشرط الجراح
ومن الطريف في هذا الموضوع
أن قدماء المصريين كانوا يعتقدون في الحسد وكانوا يخافون العين المستديرة
ويسمونها عين الحاسود وكانوا يعتقدون أن
وضع كف اليد مفرود الأصابع في وجه الحاسد يكف أذاه
وكانوا يعتقدون في الرقم 5 للحماية من أذى الحاسد
وكل هذا طبعا ليس له في ديننا أي اصل وسنرى كيف وجهنا الله لإبعاد أذى الحاسد

وبذلك عرفنا جميعا ما هو الحسد

وهناك نقطتان هامتان في الحسد وهما

الأولى أن هناك ما يسمى بالغبطة وهي
تمني أن يكون لديك ما عند صاحبك دون تمني زوال ما عنده وذلك مشروع وليس بحسد

والثانية أن عقاب الحاسد شديد جدا في ديننا حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :-

( لا يدخل الجنة حسود )


و الآن إلى المحور التالي

كيف يحدث الحسد ؟ ؟ ؟

أولا إعجاب بالشيء أو بالنعمة التي عند المحسود ثم
تحدث غيره من الحاسد للمحسود ثم
يتطور الأمر إلى غيظ وغضب وحقد على المحسود فيتمنى زوال تلك النعمة عنه
وهذا كله يسعد الشيطان لان الحاسد يحتج على ما قسمه الله للمحسود
وهو ما فعله الشيطان من احتجاج على الله حين أمره بالسجود لادم
وفي أثناء كل هذا الحقد والغيظ والحسد من الحاسد يحضر جن ينفذ ما تمناه الحاسد
وقد تكون وسيلة الحاسد في حسده هي
إرسال موجات كهر ومغناطيسية لاضعاف صحة المحسود أو ليكره عمله أو ليوسوس له ويبذر الشكوك فيه أو أو وهكذا وكل هذا اجتهادات لتفسير وقوع الحسد .

وهنا نقطة هامة

على المؤمن إذا رأى شيئا أعجبه في يد الآخر أو حتى في يده هو نفسه
يجب أن يقول : ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) فماذا تعني تلك الجملة
تعني انه يذكر نفسه بان تلك النعمة هي بمشيئة الله وليس هناك قوة إلا به تعالى
وبذلك لا يقع حسدا من المؤمن عند تذكير نفسه بذلك المعنى
وهذه الجملة تمنع حضور الجن الذي قد يكون السبب في تنفيذ حسد الحاسد

و الآن إلى المحور الثالث وهو

كيفية الوقاية من الحسد

للوقاية من الحسد يجب أن نعلم أن الذي سمح بحدوث الضرر للإنسان هو الله
والسبب في ذلك هو اختبار الإنسان وابتلاؤه بما قد يصيبه من تلك الأضرار
وليس للسماح بان يتسلط إنسان على الإنسان بدون هدف
وعلى ذلك يكون السبيل لحمايتنا من الحسد والحاسد هو اللجوء إلى الله
وليس اللجوء إلى السحرة أو العرافين أو غيرهم طلبا للحماية
وليس بطلب الاحجبة من الذين يكتبون فيها أشياء غير مفهومة بل العلاج هو اللجوء إلى الله
والوقاية تتمثل في قراءة سورتي المعوذتين وسورة الإخلاص ثلاث مرات في الصباح وفي المساء
كذلك بعض الأدعية المأثورة مثل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
وكذلك باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
وعموم مداومة ذكر الله في جميع الأوقات

و الآن ننتقل إلى المحور الرابع وهو

أعراض الحسد وعلاجه

و أعراض الحسد كما قلناه سابقا بعض التغيرات المفاجئة التي تطرأ على المحسود دون مبرر مادي
كذلك ما يلاحظ عليه من كثرة التثاؤب ودموع الأعين دائما دون مرض ودون سبب
و أول علاج للمحسود يكون ابتداءا باللجوء إلى الله بالدعاء
والتقرب إليه تعالى بان يزيل عنه الحسد كما قال تعالى

( وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو )

وفي دعاء المحسود لله تعالى اضطرار إلى قدرة الله ويقول الله تعالى
( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )
ومن تلك العلاجات للحسد إذا كنت تعلم من قد حسدك
و إذا كان تقيا يعرف ربه تخبره بذلك فيتوضأ بماء
ويؤخذ ذلك الماء فيغتسل به المحسود حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :-
و إذا استغسلتم فاغتسلوا أي إذا طلب منكم أحد أن تتوضئوا فأعطوه ماء وضوئكم
فإذا لم يكن الحاسد معلوما فهناك العلاج بالأدعية القرآنية مثل
كثرة قراءة المعوذتين الفاتحة آية الكرسي بدايات ونهايات سورة البقرة
و أيضا أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة
و أيضا أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده
ومن شر همزات الشياطين وان يحضرون ومن الأدعية أيضا
الرقية التي قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم

باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك .

ويتضح لنا جليا من ذلك الموضوع ان :-

- ليس كل ما يحدث لنا من مكروه هو حسد بل قد يكون بتقصيرنا في الأسباب .
- ضرورة تعويد النفس على قول ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيما نعجب به ولو كنا نملكه .
- ضرورة اخذ الوقاية اليومية ضد الحسد وهي سور المعوذات و الإخلاص و الأذكار .
- عند حدوث الحسد يجب اللجوء لله وليس للعرافين ومن شابههم .
- ان عقاب الحسد بالنسبة للحاسد انه لا يدخل الجنة .
- ان الحسد اعتراض على مشيئة الله تعالى .