شليويح
04-12-2006, 06:51 PM
أنا وأنت , هذا وذاك , كل واحد منا قد التقى بهم وصادفهم في طريقة دون موعد ولا اتفاق , منذ كنا هكذا ( أي صغار) نلعب ونلهو وهم يسعون في طريقهم والذكر لا يفارقهم والسكينة ترعاهم حتى كبرنا ونحن نمر عليهم بسيارتنا وهم على نفس الطريق وفي نفس المكان تقريباً وفي هذا الوقت بالذات بين المغرب والعشاء .
لم يتغيروا ولم يتأثروا فهم مؤمنون بما يقومون به .
إنهم أهل الدعوة أو جماعة التبليغ في الهير عاشوا بيننا منذ أكثر من 25 سنة تناوبوا على نشاطهم رجال ورجال بعضهم رحل وترك المهمة لغيرة وبعضهم مازال على ما كان يجتهد في تذكير الناس .
يخرجون بعد صلاة المغرب في يوم الثلاثاء من الجامع الكبير وإعدادهم بين الثلاثة والخمسة شاقين طريقهم في مساحة معينة لتذكير الناس بواجبهم الديني من باب (الذكرى تنفع المؤمنين) إذا التقوا بشخص حيوه بتحية الإسلام وفي صوت واحد مرددين السلام , والابتسامة تعلوا وجوههم فيتكلم واحد منهم والكل ينظر إلى المتكلم لكي لا يشعر الضيف بأنه مستهدف أو المقصود بالكلام .
يقولون له قبل الوداع , ننتظرك عند العشاء لنسمع ألداع , وينتقلون بعدها إلى احد البيوت فيطرقون الباب ثلاث طرقات , أصحاب البيت يعرفونهم من قبل أن يتكلموا لان طرقاتهم معروفة وأشكالهم مألوفة , إذا التقوا برجل أخبروه بمقصودهم وإذا سمعوا صوت امرأة عرفوها بأنفسهم لكي لا تخشى أو تقلق .
وهم عائدون إلى المسجد وبين البيوت وفي الشارع المظلم يجدون احد كبار السن جالس لوحده أمام باب منزله على الرمال الناعمة يتذكر هذا المسن أيام صباه وشبابه , متذكراً غارته وغزواته , فيسلمون عليه ويتركون المهمة لأحدهم ليتفاهم معه فيقترب احدهم من أذن الشيخ الكبير وهو يقول كيف له حالك يا راعي فلانة , فيجيب بصوت مبحوح بخير الحمد لله , حتى ولو كانت صحته خلاف ذلك .
فيفرح الشيخ الكبير بزيارتهم ويحلف لهم بأن كرامتهم واجبة وهم يعتذرون بكل الطرق والوسائل لأنهم في مهمة خاصة و هيه التواصل بين أفراد الحي بالرحمة والشفقة .
وبعد ذلك يلتقون بأحد الشباب الذي يحاول الفرار منهم ولكن دون فائدة فقد امسكوا به فيذكرونه بما ذكروا غيره وهو مطأطئ الرأس متململ من وقوفه والخجل يأكله وكل خوفه أن يراه احد أصدقائه في هذا الموقف فيتهكم ويسخر منه , وبعد أن ينتهوا من النصح والإرشاد يطلبون منه مرافقتهم إلى المسجد فيقول لهم ( بييكم والله ) . فيقبلون قوله ويتركونه وشأنه ونادراً ما يفي الشباب بقسمهم ويأتون.
و إذا وصلوا إلى المسجد توجهوا إلى المكان المخصص للوضوء ودخلوا المسجد ليصلوا ركعتين تحية المسجد وينتظروا صلاة العشاء ليبدأ الدرس أو الحديث فيتحلق الناس بين رجلً واقف ممسك بعصا واغلب الحاضرين هم كبار السن من أهل الهير وبعض الأطفال والشباب فيبدأ المتكلم بحمد الله تعالى وشكره على نعمة الإسلام ومن ثم يصلى على المبعوث رحمه للعالمين ويبدأ حديثة بذكر الجبال والأرض والسماء والماء وكل المخلوقات داعياً الناس لتفكر بقدرة القادر وكيف انه خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا .
والكل يستمع له بإصغاء والمتكلم يسرد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وبعض القصص فإذا انتهاء من الحديث جلس ودعاء الله سبحانه وتعالى بالرحمة والمغفرة وبلوغ الجنة والسلامة من النار , فينهي هذا الدرس فينهض الناس ليسلم كل واحد على الأخر .
أما اليوم فقد منع هذا النشاط الطيب فلا عدنا نرى هؤلاء الناس في الطرقات ولم نعد نراهم في المساجد بناء على قرار غير مدروس منعنا من فائدة عظيمة اقلها إن يلتقي الناس بعضهم ببعض.
لم يتغيروا ولم يتأثروا فهم مؤمنون بما يقومون به .
إنهم أهل الدعوة أو جماعة التبليغ في الهير عاشوا بيننا منذ أكثر من 25 سنة تناوبوا على نشاطهم رجال ورجال بعضهم رحل وترك المهمة لغيرة وبعضهم مازال على ما كان يجتهد في تذكير الناس .
يخرجون بعد صلاة المغرب في يوم الثلاثاء من الجامع الكبير وإعدادهم بين الثلاثة والخمسة شاقين طريقهم في مساحة معينة لتذكير الناس بواجبهم الديني من باب (الذكرى تنفع المؤمنين) إذا التقوا بشخص حيوه بتحية الإسلام وفي صوت واحد مرددين السلام , والابتسامة تعلوا وجوههم فيتكلم واحد منهم والكل ينظر إلى المتكلم لكي لا يشعر الضيف بأنه مستهدف أو المقصود بالكلام .
يقولون له قبل الوداع , ننتظرك عند العشاء لنسمع ألداع , وينتقلون بعدها إلى احد البيوت فيطرقون الباب ثلاث طرقات , أصحاب البيت يعرفونهم من قبل أن يتكلموا لان طرقاتهم معروفة وأشكالهم مألوفة , إذا التقوا برجل أخبروه بمقصودهم وإذا سمعوا صوت امرأة عرفوها بأنفسهم لكي لا تخشى أو تقلق .
وهم عائدون إلى المسجد وبين البيوت وفي الشارع المظلم يجدون احد كبار السن جالس لوحده أمام باب منزله على الرمال الناعمة يتذكر هذا المسن أيام صباه وشبابه , متذكراً غارته وغزواته , فيسلمون عليه ويتركون المهمة لأحدهم ليتفاهم معه فيقترب احدهم من أذن الشيخ الكبير وهو يقول كيف له حالك يا راعي فلانة , فيجيب بصوت مبحوح بخير الحمد لله , حتى ولو كانت صحته خلاف ذلك .
فيفرح الشيخ الكبير بزيارتهم ويحلف لهم بأن كرامتهم واجبة وهم يعتذرون بكل الطرق والوسائل لأنهم في مهمة خاصة و هيه التواصل بين أفراد الحي بالرحمة والشفقة .
وبعد ذلك يلتقون بأحد الشباب الذي يحاول الفرار منهم ولكن دون فائدة فقد امسكوا به فيذكرونه بما ذكروا غيره وهو مطأطئ الرأس متململ من وقوفه والخجل يأكله وكل خوفه أن يراه احد أصدقائه في هذا الموقف فيتهكم ويسخر منه , وبعد أن ينتهوا من النصح والإرشاد يطلبون منه مرافقتهم إلى المسجد فيقول لهم ( بييكم والله ) . فيقبلون قوله ويتركونه وشأنه ونادراً ما يفي الشباب بقسمهم ويأتون.
و إذا وصلوا إلى المسجد توجهوا إلى المكان المخصص للوضوء ودخلوا المسجد ليصلوا ركعتين تحية المسجد وينتظروا صلاة العشاء ليبدأ الدرس أو الحديث فيتحلق الناس بين رجلً واقف ممسك بعصا واغلب الحاضرين هم كبار السن من أهل الهير وبعض الأطفال والشباب فيبدأ المتكلم بحمد الله تعالى وشكره على نعمة الإسلام ومن ثم يصلى على المبعوث رحمه للعالمين ويبدأ حديثة بذكر الجبال والأرض والسماء والماء وكل المخلوقات داعياً الناس لتفكر بقدرة القادر وكيف انه خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا .
والكل يستمع له بإصغاء والمتكلم يسرد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وبعض القصص فإذا انتهاء من الحديث جلس ودعاء الله سبحانه وتعالى بالرحمة والمغفرة وبلوغ الجنة والسلامة من النار , فينهي هذا الدرس فينهض الناس ليسلم كل واحد على الأخر .
أما اليوم فقد منع هذا النشاط الطيب فلا عدنا نرى هؤلاء الناس في الطرقات ولم نعد نراهم في المساجد بناء على قرار غير مدروس منعنا من فائدة عظيمة اقلها إن يلتقي الناس بعضهم ببعض.