أحمـد
05-11-2006, 09:14 PM
أول خبير جنائي يدخل موسوعة دولية للشخصيات العلمية
وجوه من الإ مارات ... د. عبدالقادر العامري: تجاوزت مشاكل "الغربة" بالتحصيل العلمي
تميز المقدم خبير د. عبد القادر محمد العامري رئيس قسم المختبر الجنائي في شرطة الشارقة منذ الصغر وعلى مدى سنيّ حياته بالاطلاع العلمي والشغف المعملي، فالمعمل كان المكان الذي يقضي فيه اغلب أوقات حياته وفيه ينسى الوقت وكل الارتباطات. يهتم بعمله إلى أقصى حد ويضعه في المقام الأول، هوايته القراءة ومتابعة أحدث الأبحاث العالمية التي ترتبط بمجاله. له شغف كبير وعشق خاص للكيمياء الجنائية بالاضافة الى انه عضو بالجمعية الملكية البريطانية للكيمياء وهي التي أهلته ليكون أول خبير جنائي إماراتي يدرج اسمه في موسوعة WHO s'WHO الدولية للشخصيات العلمية. “الخليج” التقته في هذا الحوار:
نبدأ من إدراجك في موسوعة WHO s'WHO الدولية للشخصيات العلمية، كيف تم ذلك؟ وما الشروط التي أهلتك لهذا الاختيار؟
كما جاء في السيرة التي نشرتها مؤسسة WHO s'WHO بدأت دراستي في مدرسة القاسمية الابتدائية في الشارقة في منتصف الستينات من القرن الماضي وتخرجت من الثانوية العامة في مدرسة العروبة في الشارقة عام ،1979 وبعد ذلك حصلت على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة أُوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية عام ،1985 ثم الماجستير في الكيمياء الجنائية من جامعة إستراثكلايد في اسكتلندا عام ،1998 لأنهي بعد ذلك دراساتي الأكاديمية بحصولي على درجة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية من جامعة لافبرا في انجلترا عام 2003. بالإضافة إلى ذلك لدي العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في الدوريات والمراجع التخصصية في مجال التحاليل الكيميائية والسموم، وكما ألقيت العديد من المحاضرات التخصصية في الجامعات والأكاديميات الشرطية في الدولة وخارجها. وأخيراً حصلت على العديد من شهادات التقدير والتكريم وكان آخرها ميدالية التفوق العلمي والأداء الممتاز لعام 2006 من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
حدثنا عن هذه الموسوعة والمؤسسة التي ترعاها؟
هي مؤسسة أمريكية تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية ولها تاريخ يمتد لأكثر من 100 عام، وتعنى بنشر السير الذاتية للشخصيات العلمية المتميزة في المجالات الطبية والصحية والهندسة من أصحاب الانجازات والاسهامات القيمة في شتى حقول العلم، للتعريف بهم في الأوساط البحثية والأكاديمية المختلفة.
وتنشر المؤسسة سنوياً السير الذاتية للتعريف بالأفراد المتخصصين من المتميزين في جميع دول العالم ممن حققوا إنجازات علمية قيمة ولافتة لنظر المهتمين في تلك الأوساط على مستوى العالم وفي شتى ميادين العلوم بحيث تقوم اللجان التابعة للمؤسسة والمتخصصة في تقييم السير الذاتية للمرشحين باختيار الأشخاص طبقاً لمعايير خاصة، منها أن يكون لدى المرشحين مشاركات علمية فعالة وإسهامات بحثية مفيدة للبشرية في حقول العلوم المختلفة كالطبية، والهندسية.. وغيرها، وتكون هذه المشاركات والإسهامات العلمية منشورة في الدوريات والمراجع العلمية الدولية، كما تقوم هذه اللجان بالتثبت من الأداء المهني والحرفي للمرشح بحيث يكون أمضى سنوات عديدة في مجال المهنة وله بصمات واضحة في مجال تطوير ورفع مستوى العمل في المؤسسة التي يعمل بها، وهذا ما حصل معي مؤخراً حينما تم ترشيحي لإدراج سيرتي الذاتية في هذه الموسوعة.
ما الأشياء الأخرى التي أهلتك للوصول إلى تلك الموسوعة من وجهة نظرك؟
خلال فترة عملي في وزارة الداخلية والتي تمتد إلى 26 عاما اشتركت في ما يقارب الثلاثين من الدورات والمؤتمرات والندوات والحلقات العلمية وورش العمل في مخلف دول العالم مما أدى إلى إثراء وترسيخ معارف ومبادئ العلوم الجنائية التي درستها خلال مسيرتي الأكاديمية.
دراستك لعلم الكيمياء هل كانت حلمك منذ الصغر؟ وما الفرق بين الكيمياء الجنائية والكيمياء التحليلية؟
دراستي للكيمياء لم أخطط لها منذ الصغر ولكنني كنت أحب المواد العلمية بصفة عامة واخترت علم الكيمياء بعد الالتحاق بالجامعة، أما الكيمياء الجنائية فهي احد فروع علم الكيمياء وهي من العلوم التطبيقية التي تختص بتطويع الكيمياء والفيزياء والطب في حل القضايا القانونية التي تنجم في المجتمع والنزاعات التي تنشأ في القضاء والمحاكم، أي انه العلم الذي وجد لخدمة القضايا الجنائية ولذا سمي بالكيمياء الجنائية.
المشار إليها بقصد العلاج من الإدمان، وبهذه الفرضية يبقى كثير من قضايا تعاطي المخدرات معلقة بسبب قابليتها لتفسيرات علمية مختلفة. وهذا مما يشكل مصدر قلق للأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة
ما الإسهامات العلمية والبحثية التي تعتز بها في مسيرتك العلمية؟
كما هو معلوم لدى الأوساط المهتمة بعلم السموم والمخدرات في جميع دول العالم، أن مسألة تعاطي المخدرات وتحديداً المواد الأفيونية منها، تعتبر ومنذ زمن بعيد قضية علمية جدلية لكثرة تداخلات العوامل والمسببات المؤدية إلى وجود إفرازات لمركبات مشابهة في تركيباتها الكيميائية مع تلك التي تنتج عن تعاطي المواد الأفيونية الضارة. ومن أهم هذه العوامل والمسببات تعاطي المرضى لبعض الأدوية (الموصوفة طبيا) والتي تحتوي على هذه المشتقات الأفيونية، وسبب ذلك الجدل هو لجوء كثير من مدمني الأفيونات الضارة والمحظورة إلى الاحتيال لاقتناء وصفات طبية تفيد بتعاطيهم الأدوية المخدرات.
وانطلاقاً من هذه الإشكالية العلمية ونظراً لأبعادها الجنائية والمجتمعية والقانونية كانت دواعي ودوافع بعض الأبحاث التي قمت بها والتي كانت جزءاً من دراسة علمية شاملة للحصول على درجة الدكتوراه في مجال تحاليل السموم والمخدرات من جامعة لافبرا البريطانية استمرت لأربع سنوات، وأثمرت عن النجاح في الكشف والتعرف الى عدد من الشوائب المكونة للأفيون مثل مركبي “الريتيكولين” و”النيوبينش في بول متعاطي الأفيونات الضارة، وهما من الشوائب المكونة للأفيون الخام والتي أمكن الكشف عنها لأول مرة في بول متعاطي المواد الأفيونية.
بالإضافة إلى ذلك فإنني أترأس فريق العمل البحثي في المختبر الجنائي في الشارقة والذي نشر العديد من هذه الأبحاث التي ركزت على سد بعض النقص في المراجع الجنائية في المكتبة العالمية عن طريق تقديم حلول لبعض المشاكل العلمية الموجودة بتطوير وابتكار طرق جديدة للتحاليل الجنائية. وتم نشر هذه الأبحاث أيضا في دوريات علمية ومعروفة دوليا.
العمل في المختبرات وبين الأجهزة له طعم خاص وينتظر نتائج قاطعة، فما المواصفات التي يجب أن تتوفر في الخبير الجنائي المتميز؟ وإلى أى مدى تساهم الكيمياء الجنائية في الوصول إلى الحقيقة؟
يبدو للبعض أن العمل في المختبرات الجنائية يتطلب شهادة علمية في أحد المجالات العلمية المعروفة خاصة العلوم مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء أو الطب.. بدرجة تمكنه من إجراء التحاليل على المواد المختلفة، وتقديم نتائج التحاليل الجنائية للجهات الشرطية والقضائية.
الا أن الجزء المهم في الكشف عن الحقيقة يرجع إلى مسألة الخبرة الفنية والإلمام التام بمهارات التفسير العلمي لنتائج التحاليل الجنائية في المختبرات الجنائية لما له من أهمية بالغة في الوصول إلى حقائق قد تفوق مسألة التحليل الفني نفسه، وخاصة عند محاولة حل لغز القضايا الجنائية المعقدة وخاصة في ظل حالات ما يسمى بنقص أو عدم وجود الأدلة الكافية.
هل واجهت مشاكل خلال دراستك في الخارج؟
لم أواجه أية مشاكل لأنني لم يكن لدي الوقت الكافي لأي شيء غير التحصيل العلمي. وثانيا ربما يرجع إلى طبيعة التكوين النفسي للشخص نفسه ومدى قدرته على الاندماج والتأقلم مع المجتمع الجديد الذي يتعامل معه، وخاصة عندما يتعلق الأمر بفترات زمنية طويلة، وأرى أن أفضل السبل للاندماج مع المجتمعات الغربية هو أن يأخذ الإنسان الجانب الايجابي من هذه المجتمعات وترك الجوانب السلبية لهم وحدهم، ولا دخل لنا بهم. وبهذه الفلسفة يعيش الإنسان سعيدا في هذه المجتمعات ولو كان غريبا عنها
حدثنا عن حالتك الاجتماعية؟
متزوج ولي ثلاثة أطفال أعمارهم 13 و9 و3 سنوات.
هل هناك تأثير لعملك في حياتك العائلية؟ وكيف توازن بينها؟
طبيعة العمل في المختبرات الجنائية والبريق الاجتماعي الذي تفرضه خصوصية هذه المهنة على العالم الجنائي لها تبعاتها ولذا يتحتم على الشخص أن يدفع بالمقابل ضريبتها ويتحمل مسؤولياتها بكفاءة واقتدار، وذلك نظرا لما يمثله رأي الخبير الجنائي من ثقل وأهمية لاستجلاء الحقائق وحل الألغاز والتفريق بين المجرم والبريء وما يترتب على هذه التقارير من نتائج خطيرة عند عرض القضايا على النيابات والمحاكم، ولذا كان من البديهي في أن تكون تقارير المختبرات الجنائية هي الأكثر عرضة للنقد والانتقاد والتحليل والجدل لدى الرأي العام والمجتمع بكافة شرائحه لأهميتها في حفظ حقوق أفراد المجتمع وإحساسهم بالأمن والطمأنينة، كل ذلك يفرض على المختص في هذا المجال أن يكون مؤهلا التأهيل العلمي الدقيق ومواكبا للتطورات الحديثة على مستوى العالم، ليكون قادرا للوقوف على أرضية صلبة من الخبرة والعلم لصد محاولات المجرمين والمحتالين للعبث بحقوق الناس، ومن هنا لا يمكن إخفاء أن طبيعة عملي هذه قد أثرت في حياتي العائلية.
ما الهوايات التي تمارسها في وقت فراغك؟
ليس لدي من وقت الفراغ الكثير، ولكننى أحب ممارسة رياضة المشي،
ما الحلم الذي لم تحققه بعد في المجالين العلمي والشخصي؟
لا شك أن طموحات الإنسان الشخصية دائما ما تكون كبيرة وبلا حدود وتتجاوز أحيانا الإمكانات المتاحة لديه، ولا أعتقد بوجود إنسان يجزم بأنه حقق كل ما يصبو إليه، وإلا لتوقفت الحياة، ولذا نرى أن الجميع يسعى إلى الأفضل له ولأسرته ويتمنى من الله التوفيق، أما ما يتعلق بمجال عملي فإنني احلم بأن تصل الإمارات إلى مستوى الدول المتقدمة في جميع المجالات خاصة وان الهوة عميقة للغاية في المجال العلمي، وإننا مهما ننجز فإننا نظل مستخدمين للتكنولوجيا ولسنا مصدرين لها وهذه مشكلة كبيرة في نظري، والحل لن يتأتى إلا بالإيمان العميق بالتأهيل والتدريب بوصفهما من الركائز الأساسية للتطوير عن طريق الاحتكاك والتعاون والانفتاح على الآخرين وخاصة أن العلم أصبح ركيزة التقدم ولذا فلابد لنا من ركوب الموجة والاستزادة من الخبرات العلمية الأجنبية للذين سبقونا بالكثير مهما طال الوقت.
ما أحب البلدان إلى قلبك؟
ماليزيا ومن الدول العربية لبنان.
ما الحكمة التي تؤمن بها؟
إياك وظلم من لا ناصر له عليك إلا الله.
مواقف لاتنسى
حول المواقف التي لا تنسى خلال حياته يقول د. عبدالقادر العامري: قبل 22 عاما تقريبا وعندما كنت طالباً في السنة الثالثة في الجامعة في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة الامريكية، ارتكبت حادثا مروريا بالقرب من الجامعة، حيث صدمت بسيارتي طفلة في الثامنة من عمرها ووقعت من دراجتها الهوائية دون أن أدري كيف حدث ذلك، لتصل الشرطة وتبدأ تحقيقاتها وإسعافاتها للطفلة خلال دقائق ولتقرر أنها مصابة برضوض بسيطة فقط، إلا أن المشكلة كانت في بوليصة التأمين الخاصة بسيارتي وكانت انتهت قبل يوم واحد من الحادث، وخلال دقائق ظهر شخص أنيق وقال انه شاهد الحادث من مطعم مجاور وطلب التحدث إلى الشرطي على انفراد، ويبدو أن هذا الشخص فسر للشرطي طريقة وقوع الحادث وان الطفلة هي التي وقعت على سيارتي، وفجأة وبقدرة قادر انقلب الموقف لصالحي وأصرت الشرطة على إعطائي مخالفة مرورية فقط رغم رفض أهل الطفلة وإصرارهم على حجزي للحصول على التعويض اللازم. وعلى الأثر وقعت مشادات كلامية عنيفة بين أهل الطفلة والشرطة لتقوم الشرطة بطلب دورية إضافية وتجنيدها لحمايتي._
وجوه من الإ مارات ... د. عبدالقادر العامري: تجاوزت مشاكل "الغربة" بالتحصيل العلمي
تميز المقدم خبير د. عبد القادر محمد العامري رئيس قسم المختبر الجنائي في شرطة الشارقة منذ الصغر وعلى مدى سنيّ حياته بالاطلاع العلمي والشغف المعملي، فالمعمل كان المكان الذي يقضي فيه اغلب أوقات حياته وفيه ينسى الوقت وكل الارتباطات. يهتم بعمله إلى أقصى حد ويضعه في المقام الأول، هوايته القراءة ومتابعة أحدث الأبحاث العالمية التي ترتبط بمجاله. له شغف كبير وعشق خاص للكيمياء الجنائية بالاضافة الى انه عضو بالجمعية الملكية البريطانية للكيمياء وهي التي أهلته ليكون أول خبير جنائي إماراتي يدرج اسمه في موسوعة WHO s'WHO الدولية للشخصيات العلمية. “الخليج” التقته في هذا الحوار:
نبدأ من إدراجك في موسوعة WHO s'WHO الدولية للشخصيات العلمية، كيف تم ذلك؟ وما الشروط التي أهلتك لهذا الاختيار؟
كما جاء في السيرة التي نشرتها مؤسسة WHO s'WHO بدأت دراستي في مدرسة القاسمية الابتدائية في الشارقة في منتصف الستينات من القرن الماضي وتخرجت من الثانوية العامة في مدرسة العروبة في الشارقة عام ،1979 وبعد ذلك حصلت على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة أُوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية عام ،1985 ثم الماجستير في الكيمياء الجنائية من جامعة إستراثكلايد في اسكتلندا عام ،1998 لأنهي بعد ذلك دراساتي الأكاديمية بحصولي على درجة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية من جامعة لافبرا في انجلترا عام 2003. بالإضافة إلى ذلك لدي العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في الدوريات والمراجع التخصصية في مجال التحاليل الكيميائية والسموم، وكما ألقيت العديد من المحاضرات التخصصية في الجامعات والأكاديميات الشرطية في الدولة وخارجها. وأخيراً حصلت على العديد من شهادات التقدير والتكريم وكان آخرها ميدالية التفوق العلمي والأداء الممتاز لعام 2006 من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
حدثنا عن هذه الموسوعة والمؤسسة التي ترعاها؟
هي مؤسسة أمريكية تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية ولها تاريخ يمتد لأكثر من 100 عام، وتعنى بنشر السير الذاتية للشخصيات العلمية المتميزة في المجالات الطبية والصحية والهندسة من أصحاب الانجازات والاسهامات القيمة في شتى حقول العلم، للتعريف بهم في الأوساط البحثية والأكاديمية المختلفة.
وتنشر المؤسسة سنوياً السير الذاتية للتعريف بالأفراد المتخصصين من المتميزين في جميع دول العالم ممن حققوا إنجازات علمية قيمة ولافتة لنظر المهتمين في تلك الأوساط على مستوى العالم وفي شتى ميادين العلوم بحيث تقوم اللجان التابعة للمؤسسة والمتخصصة في تقييم السير الذاتية للمرشحين باختيار الأشخاص طبقاً لمعايير خاصة، منها أن يكون لدى المرشحين مشاركات علمية فعالة وإسهامات بحثية مفيدة للبشرية في حقول العلوم المختلفة كالطبية، والهندسية.. وغيرها، وتكون هذه المشاركات والإسهامات العلمية منشورة في الدوريات والمراجع العلمية الدولية، كما تقوم هذه اللجان بالتثبت من الأداء المهني والحرفي للمرشح بحيث يكون أمضى سنوات عديدة في مجال المهنة وله بصمات واضحة في مجال تطوير ورفع مستوى العمل في المؤسسة التي يعمل بها، وهذا ما حصل معي مؤخراً حينما تم ترشيحي لإدراج سيرتي الذاتية في هذه الموسوعة.
ما الأشياء الأخرى التي أهلتك للوصول إلى تلك الموسوعة من وجهة نظرك؟
خلال فترة عملي في وزارة الداخلية والتي تمتد إلى 26 عاما اشتركت في ما يقارب الثلاثين من الدورات والمؤتمرات والندوات والحلقات العلمية وورش العمل في مخلف دول العالم مما أدى إلى إثراء وترسيخ معارف ومبادئ العلوم الجنائية التي درستها خلال مسيرتي الأكاديمية.
دراستك لعلم الكيمياء هل كانت حلمك منذ الصغر؟ وما الفرق بين الكيمياء الجنائية والكيمياء التحليلية؟
دراستي للكيمياء لم أخطط لها منذ الصغر ولكنني كنت أحب المواد العلمية بصفة عامة واخترت علم الكيمياء بعد الالتحاق بالجامعة، أما الكيمياء الجنائية فهي احد فروع علم الكيمياء وهي من العلوم التطبيقية التي تختص بتطويع الكيمياء والفيزياء والطب في حل القضايا القانونية التي تنجم في المجتمع والنزاعات التي تنشأ في القضاء والمحاكم، أي انه العلم الذي وجد لخدمة القضايا الجنائية ولذا سمي بالكيمياء الجنائية.
المشار إليها بقصد العلاج من الإدمان، وبهذه الفرضية يبقى كثير من قضايا تعاطي المخدرات معلقة بسبب قابليتها لتفسيرات علمية مختلفة. وهذا مما يشكل مصدر قلق للأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة
ما الإسهامات العلمية والبحثية التي تعتز بها في مسيرتك العلمية؟
كما هو معلوم لدى الأوساط المهتمة بعلم السموم والمخدرات في جميع دول العالم، أن مسألة تعاطي المخدرات وتحديداً المواد الأفيونية منها، تعتبر ومنذ زمن بعيد قضية علمية جدلية لكثرة تداخلات العوامل والمسببات المؤدية إلى وجود إفرازات لمركبات مشابهة في تركيباتها الكيميائية مع تلك التي تنتج عن تعاطي المواد الأفيونية الضارة. ومن أهم هذه العوامل والمسببات تعاطي المرضى لبعض الأدوية (الموصوفة طبيا) والتي تحتوي على هذه المشتقات الأفيونية، وسبب ذلك الجدل هو لجوء كثير من مدمني الأفيونات الضارة والمحظورة إلى الاحتيال لاقتناء وصفات طبية تفيد بتعاطيهم الأدوية المخدرات.
وانطلاقاً من هذه الإشكالية العلمية ونظراً لأبعادها الجنائية والمجتمعية والقانونية كانت دواعي ودوافع بعض الأبحاث التي قمت بها والتي كانت جزءاً من دراسة علمية شاملة للحصول على درجة الدكتوراه في مجال تحاليل السموم والمخدرات من جامعة لافبرا البريطانية استمرت لأربع سنوات، وأثمرت عن النجاح في الكشف والتعرف الى عدد من الشوائب المكونة للأفيون مثل مركبي “الريتيكولين” و”النيوبينش في بول متعاطي الأفيونات الضارة، وهما من الشوائب المكونة للأفيون الخام والتي أمكن الكشف عنها لأول مرة في بول متعاطي المواد الأفيونية.
بالإضافة إلى ذلك فإنني أترأس فريق العمل البحثي في المختبر الجنائي في الشارقة والذي نشر العديد من هذه الأبحاث التي ركزت على سد بعض النقص في المراجع الجنائية في المكتبة العالمية عن طريق تقديم حلول لبعض المشاكل العلمية الموجودة بتطوير وابتكار طرق جديدة للتحاليل الجنائية. وتم نشر هذه الأبحاث أيضا في دوريات علمية ومعروفة دوليا.
العمل في المختبرات وبين الأجهزة له طعم خاص وينتظر نتائج قاطعة، فما المواصفات التي يجب أن تتوفر في الخبير الجنائي المتميز؟ وإلى أى مدى تساهم الكيمياء الجنائية في الوصول إلى الحقيقة؟
يبدو للبعض أن العمل في المختبرات الجنائية يتطلب شهادة علمية في أحد المجالات العلمية المعروفة خاصة العلوم مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء أو الطب.. بدرجة تمكنه من إجراء التحاليل على المواد المختلفة، وتقديم نتائج التحاليل الجنائية للجهات الشرطية والقضائية.
الا أن الجزء المهم في الكشف عن الحقيقة يرجع إلى مسألة الخبرة الفنية والإلمام التام بمهارات التفسير العلمي لنتائج التحاليل الجنائية في المختبرات الجنائية لما له من أهمية بالغة في الوصول إلى حقائق قد تفوق مسألة التحليل الفني نفسه، وخاصة عند محاولة حل لغز القضايا الجنائية المعقدة وخاصة في ظل حالات ما يسمى بنقص أو عدم وجود الأدلة الكافية.
هل واجهت مشاكل خلال دراستك في الخارج؟
لم أواجه أية مشاكل لأنني لم يكن لدي الوقت الكافي لأي شيء غير التحصيل العلمي. وثانيا ربما يرجع إلى طبيعة التكوين النفسي للشخص نفسه ومدى قدرته على الاندماج والتأقلم مع المجتمع الجديد الذي يتعامل معه، وخاصة عندما يتعلق الأمر بفترات زمنية طويلة، وأرى أن أفضل السبل للاندماج مع المجتمعات الغربية هو أن يأخذ الإنسان الجانب الايجابي من هذه المجتمعات وترك الجوانب السلبية لهم وحدهم، ولا دخل لنا بهم. وبهذه الفلسفة يعيش الإنسان سعيدا في هذه المجتمعات ولو كان غريبا عنها
حدثنا عن حالتك الاجتماعية؟
متزوج ولي ثلاثة أطفال أعمارهم 13 و9 و3 سنوات.
هل هناك تأثير لعملك في حياتك العائلية؟ وكيف توازن بينها؟
طبيعة العمل في المختبرات الجنائية والبريق الاجتماعي الذي تفرضه خصوصية هذه المهنة على العالم الجنائي لها تبعاتها ولذا يتحتم على الشخص أن يدفع بالمقابل ضريبتها ويتحمل مسؤولياتها بكفاءة واقتدار، وذلك نظرا لما يمثله رأي الخبير الجنائي من ثقل وأهمية لاستجلاء الحقائق وحل الألغاز والتفريق بين المجرم والبريء وما يترتب على هذه التقارير من نتائج خطيرة عند عرض القضايا على النيابات والمحاكم، ولذا كان من البديهي في أن تكون تقارير المختبرات الجنائية هي الأكثر عرضة للنقد والانتقاد والتحليل والجدل لدى الرأي العام والمجتمع بكافة شرائحه لأهميتها في حفظ حقوق أفراد المجتمع وإحساسهم بالأمن والطمأنينة، كل ذلك يفرض على المختص في هذا المجال أن يكون مؤهلا التأهيل العلمي الدقيق ومواكبا للتطورات الحديثة على مستوى العالم، ليكون قادرا للوقوف على أرضية صلبة من الخبرة والعلم لصد محاولات المجرمين والمحتالين للعبث بحقوق الناس، ومن هنا لا يمكن إخفاء أن طبيعة عملي هذه قد أثرت في حياتي العائلية.
ما الهوايات التي تمارسها في وقت فراغك؟
ليس لدي من وقت الفراغ الكثير، ولكننى أحب ممارسة رياضة المشي،
ما الحلم الذي لم تحققه بعد في المجالين العلمي والشخصي؟
لا شك أن طموحات الإنسان الشخصية دائما ما تكون كبيرة وبلا حدود وتتجاوز أحيانا الإمكانات المتاحة لديه، ولا أعتقد بوجود إنسان يجزم بأنه حقق كل ما يصبو إليه، وإلا لتوقفت الحياة، ولذا نرى أن الجميع يسعى إلى الأفضل له ولأسرته ويتمنى من الله التوفيق، أما ما يتعلق بمجال عملي فإنني احلم بأن تصل الإمارات إلى مستوى الدول المتقدمة في جميع المجالات خاصة وان الهوة عميقة للغاية في المجال العلمي، وإننا مهما ننجز فإننا نظل مستخدمين للتكنولوجيا ولسنا مصدرين لها وهذه مشكلة كبيرة في نظري، والحل لن يتأتى إلا بالإيمان العميق بالتأهيل والتدريب بوصفهما من الركائز الأساسية للتطوير عن طريق الاحتكاك والتعاون والانفتاح على الآخرين وخاصة أن العلم أصبح ركيزة التقدم ولذا فلابد لنا من ركوب الموجة والاستزادة من الخبرات العلمية الأجنبية للذين سبقونا بالكثير مهما طال الوقت.
ما أحب البلدان إلى قلبك؟
ماليزيا ومن الدول العربية لبنان.
ما الحكمة التي تؤمن بها؟
إياك وظلم من لا ناصر له عليك إلا الله.
مواقف لاتنسى
حول المواقف التي لا تنسى خلال حياته يقول د. عبدالقادر العامري: قبل 22 عاما تقريبا وعندما كنت طالباً في السنة الثالثة في الجامعة في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة الامريكية، ارتكبت حادثا مروريا بالقرب من الجامعة، حيث صدمت بسيارتي طفلة في الثامنة من عمرها ووقعت من دراجتها الهوائية دون أن أدري كيف حدث ذلك، لتصل الشرطة وتبدأ تحقيقاتها وإسعافاتها للطفلة خلال دقائق ولتقرر أنها مصابة برضوض بسيطة فقط، إلا أن المشكلة كانت في بوليصة التأمين الخاصة بسيارتي وكانت انتهت قبل يوم واحد من الحادث، وخلال دقائق ظهر شخص أنيق وقال انه شاهد الحادث من مطعم مجاور وطلب التحدث إلى الشرطي على انفراد، ويبدو أن هذا الشخص فسر للشرطي طريقة وقوع الحادث وان الطفلة هي التي وقعت على سيارتي، وفجأة وبقدرة قادر انقلب الموقف لصالحي وأصرت الشرطة على إعطائي مخالفة مرورية فقط رغم رفض أهل الطفلة وإصرارهم على حجزي للحصول على التعويض اللازم. وعلى الأثر وقعت مشادات كلامية عنيفة بين أهل الطفلة والشرطة لتقوم الشرطة بطلب دورية إضافية وتجنيدها لحمايتي._