اجتبية
20-10-2006, 03:14 AM
قال الملك للفيلسوف: قد سمعت هذا المثل فاضرب لي مثلاً في شأن الرجل الذي يرى الرأي لغيره ولا يراه لنفسه.
قال الفيلسوف: إن مثل ذلك مثل الحمامة والثعلب ومالك الحزين.
قال الملك: وما مثلهم؟
قال الفيلسوف: زعموا أن حمامة كانت تفرّخ في رأس نخلة طويلة ذاهبة في السماء. فكانت الحمامة إذا شرعت في نقل العيش إلى رأس تلك النخلة لا يمكنها ذلك إلا بعد شدة وتعب ومشقة لطول النخلة وسحقها. فإذا فرغت من النقل باضت ثم حضنت بيضها. فإذا فقست وأدرك فراخها جاءها ثعلب قد تعاهد ذلك منها لوقت علمه يقدر ما ينهض فراخها فيقف بأصل النخلة فيصيح بها ويتوعدها أن يرقى إليها فتلقي إليه فراخها.
فبينما هي ذات يوم وقد أدرك لها فرخان إذ أقبل مالك الحزين فوقع على النخلة. فلما رأى الحمامة كئيبة حزينة شديدة الهم قال لها: يا حمامة ما لي أراك كاسفة البال سيئة الحال؟ فقالت له: يا مالك الحزين، إن ثعلباً دهيت به كلما كان لي فرخان جاءني يهددني ويصيح في أصل النخلة فأفر منه فأطرح إليه فرخيّ. قال لها مالك الحزين: إذا أتاك ليفعل ما تقولين فقولي له: لا ألقي إليك فرخيّ فارْق إليّ وغرر بنفسك. فإذا فعلت ذلك وأكلت فرخي طرت عنك ونجوت بنفسي. فلما علّمها مالك الحزين هذه الحيلة طار فوقع على شاطئ نهر. فأقبل الثعلب في الوقت الذي عرف فوقف تحتها ثم صاح كما كان يفعل. فأجابته الحمامة بما علمها مالك الحزين. فقال لها الثعلب: أخبريني من علمك هذا؟ قالت: علمني مالك الحزين.
فتوجه الثعلب حتى أتى مالكاً الحزين على شاطئ النهر فوجده واقفاً، فقال له الثعلب: يا مالك الحزين إذا أتتك الريح عن يمينك أين تجعل رأسك؟ قال: أجعله عن شمالي. قال: فإذا أتتك عن شمالك أين تجعل رأسك؟ قال: أجعله عن يميني أو خلفي. قال: فإذا أتتك من كل مكان ومن كل ناحية أين تجعله؟ قال: أجعله من تحت جناحي. قال: وكيف تستطيع أن تجعله تحت جناحك؟ ما أراه يتهيّأ لك. قال: بلى. قال: فأرني كيف تصنع. فلعمري يا معشر الطير لقد فضلكم الله علينا. إنكن تدرين في ساعة واحدة مثل ما ندري في سنة وتبلغن ما لا نبلغ وتدخلن رؤوسكن تحت أجنحتكن من البرد والريح فهنيئاً لكنّ. فأرني كيف تصنع. فأدخل الطائر رأسه تحت جناحه فوثب عليه الثعلب فأخذه فهمزه همزة دق بها صلبه ثم قال له: يا عدوّ نفسه ترى الرأي للحمامة وتعلمها الحيلة لنفسها وتعجز عن ذلك لنفسك حتى يتمكن منك عدوك، ثم قتله وأكله.
منقووووول
قال الفيلسوف: إن مثل ذلك مثل الحمامة والثعلب ومالك الحزين.
قال الملك: وما مثلهم؟
قال الفيلسوف: زعموا أن حمامة كانت تفرّخ في رأس نخلة طويلة ذاهبة في السماء. فكانت الحمامة إذا شرعت في نقل العيش إلى رأس تلك النخلة لا يمكنها ذلك إلا بعد شدة وتعب ومشقة لطول النخلة وسحقها. فإذا فرغت من النقل باضت ثم حضنت بيضها. فإذا فقست وأدرك فراخها جاءها ثعلب قد تعاهد ذلك منها لوقت علمه يقدر ما ينهض فراخها فيقف بأصل النخلة فيصيح بها ويتوعدها أن يرقى إليها فتلقي إليه فراخها.
فبينما هي ذات يوم وقد أدرك لها فرخان إذ أقبل مالك الحزين فوقع على النخلة. فلما رأى الحمامة كئيبة حزينة شديدة الهم قال لها: يا حمامة ما لي أراك كاسفة البال سيئة الحال؟ فقالت له: يا مالك الحزين، إن ثعلباً دهيت به كلما كان لي فرخان جاءني يهددني ويصيح في أصل النخلة فأفر منه فأطرح إليه فرخيّ. قال لها مالك الحزين: إذا أتاك ليفعل ما تقولين فقولي له: لا ألقي إليك فرخيّ فارْق إليّ وغرر بنفسك. فإذا فعلت ذلك وأكلت فرخي طرت عنك ونجوت بنفسي. فلما علّمها مالك الحزين هذه الحيلة طار فوقع على شاطئ نهر. فأقبل الثعلب في الوقت الذي عرف فوقف تحتها ثم صاح كما كان يفعل. فأجابته الحمامة بما علمها مالك الحزين. فقال لها الثعلب: أخبريني من علمك هذا؟ قالت: علمني مالك الحزين.
فتوجه الثعلب حتى أتى مالكاً الحزين على شاطئ النهر فوجده واقفاً، فقال له الثعلب: يا مالك الحزين إذا أتتك الريح عن يمينك أين تجعل رأسك؟ قال: أجعله عن شمالي. قال: فإذا أتتك عن شمالك أين تجعل رأسك؟ قال: أجعله عن يميني أو خلفي. قال: فإذا أتتك من كل مكان ومن كل ناحية أين تجعله؟ قال: أجعله من تحت جناحي. قال: وكيف تستطيع أن تجعله تحت جناحك؟ ما أراه يتهيّأ لك. قال: بلى. قال: فأرني كيف تصنع. فلعمري يا معشر الطير لقد فضلكم الله علينا. إنكن تدرين في ساعة واحدة مثل ما ندري في سنة وتبلغن ما لا نبلغ وتدخلن رؤوسكن تحت أجنحتكن من البرد والريح فهنيئاً لكنّ. فأرني كيف تصنع. فأدخل الطائر رأسه تحت جناحه فوثب عليه الثعلب فأخذه فهمزه همزة دق بها صلبه ثم قال له: يا عدوّ نفسه ترى الرأي للحمامة وتعلمها الحيلة لنفسها وتعجز عن ذلك لنفسك حتى يتمكن منك عدوك، ثم قتله وأكله.
منقووووول