MAFIA
10-10-2006, 09:35 AM
عندما نتلوا الآيات الكريمة من كتاب الله العظيم الحكيم ... ونمر على الايات الواصفة للطواغيت في الارض .. هذا الوصف والسرد الجميل البليغ .. لابد للقارىء أن يستشعر الحكمة التي اراد الخالق من سرد قصص هؤلاء الاصناف من البشر ...ولعلنا نجدها حتما في هذه الاية العظيمة (و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) ..
نعم المؤمنين فقط ...فالطواغيت لاتنفعهم ذكرى ..ولا تتسلل الى قلوبهم عبرة ...( فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين ) سورة الانعام آية 68.
فهم أسياد في فنون القهر والاستعباد.. ويعتلون اعلى درجات الاستعلاء والتعالي .. يقتلون حتى الذات ..ويطبقون على الآهات .. ويبنون في الآخرين من بني البشر حمم حارة من الأنين المكتوم .. كأصوات البراكين الخامدة..
والعجيب أن من قصص التاريخ وذاكرته والتي أوضحت من انه على الرغم أنهم صالوا وجالوا وعربدوا وعاثوا فسادا في الأرض..الا أنهم زلزلوا عن عروش البغي واندثروا تحت الرمال والحفر الساحقة ..وطويت صفحاتهم .. لابيدهم هم .. بل بيد صاحب الجبروت والعظمة.. (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين...) الانبياء .. اية 11
ورغم ذلك .. يتولد من أصنافهم في كل عصر العشرات,,, وفي تقدم من العصور يزدودن بالمئات ....دون عبرة أو عظة لمن سبق له الخوض في هذا النهج ..وكأنهم يعيدون تاريخ أجدادهم وأسيادهم..حنينا.. وشوقا ... (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ )غافر اية 35
ولانتعجب من ذلك ..طالما أن زعيم الثورة الطاغوتية ..إبليس مخلدا في الأرض الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ... قال (أنظرتي إلى يومِ يبعثون ، قال إنك من المنظرين) [ سورة الأعراف 14، 15
فهؤلاء الطواغيت .. لايكتفون فقط في بسط الهيمنة والتجبر والاستعلاء في الأرض .. في عصورهم .. بل وكأني بهم يرسلون رسائل مغلفة ومختمومة وكأنها وصايا وتعليمات لطواغيت أخرى قادمة وكأنها تنسال من نسلهم حدرا ..
ولقد بين الخالق العظيم في كتابه . أسلوبهم وفضح نهجهم .. وحتى أسلوب تفكيرهم ودرجة ازدياد حد العلو (وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) الجاثية
ونهى عن من يسير خلفهم او ينهجون حتى ولو ببذرة من أفعالهم... (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) ( سورة هود, اية 113 )
وستجد في سورة هود الكثير من هذه العبر ..
.وايضا في سورة غافر .كقول سيدهم ....0قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) سورة غافر اية29
وهانحن نرى في عصرنا هذا .. أكثر من فرعون .. يعشقون هذا التوجه .. ويطبقونه حرفيا ...والأعجب في هذا الأمر ..ظهور طاغوت جديد في عصرنا هذا .. بمعايير جديدة ومفاهيم مزدوجة .. تجمع بين مفاهيم السابقين واللاحقين .. المسمى بطاغوت المصلحة ..المبنى على إخضاع الشعوب لتصرفات جائرة ومستبدة .
هذ المصطلح .. اجاز للطواغيت أن يبرزوا استعلائهم في الأرض .. واستحلال كل ما يقع تحت طائلة الحرام ..والاجرام.... ولو كان على حساب امم بأكملها ..وكله يندرج تحت مسمى المصالح سواء كانت خاصة .. أو مشتركة .فهم يخدعون في الليل سرا..ويقتلون في النهار جهرا .
فمن أجل المصلحة .. تتم الموالاة ..( نخشى أن تصينا دائرة ..)...المائدة..
وما صاحب ذلك من التنازلات .. وغض الطرف عن الانتهاكات .. وزج المصلحين في السجون ..وتهميش المخلصين ..وغض الطرف عن استباحة الدماء والأعراض .. والاموال ..الخ ..وكله من اجل إرضاء الطاغوت الأكبر فرعون ..وربيبه هامان .
قال الإمام ابن القيم ( رحمه الله ) :- الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع ( ثلاثة أصول ) فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدون من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله إعلام الموقعين: 52.
حتى الطواغيت الثلاث الذين لهم وضع اليد والسيطرة في عصرنا هذا .. ممن يندرج عليهم الثلاث أصول .. وجدوا أن المصلحة غض الطرف عن كبيرهم سليل فرعون والذي لم يتواني من تكرار اسطوانة جده القائل ((..مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى)) ...واضع قانون السخرة .. المسمى الفيتو ... بل وأخضعوا العالم لقبول هذا الطاغوت .. الذي يرى ما يراه هو.. لا مايراه الآخرين . (وقيّضنا لهم قرناء فزيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم) الآية 25 من سورة فصلت
.
وكله يندرج أيضا تحت ستار المصالح وهي في الحقيقة .. أشبه بسياسة التأله....تماما كما كان جده فرعون يزعم بقوله ..أنا ربكم الأعلى .
.. لقد وصل حد علوهم البحث في الخلود على الأرض ..فصنعوا مصانع خاصة للأثرياء منهم..بها محلول لحفظ الموتى ..من التحلل ..وهم بصدد حاليا اختراع كبسولات يضعون فيها جثة أثريائهم .ليطلقونها في الفضاء .. !!وما اشبه اليوم بالبارحة انظروا ماذا قال هود عليه السلام لقومه ..(( أتبنون بكل ريع آية تعبثون,وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون,وإذا بطشتم بطشتم جبارين..)) الشعراء 128 -130
يبقى السؤال .. هل سيطول أمد الطواغيت من لهم الرأي الذي يرونه هم ولايراه غيرهم ؟
الاجابة.... تجدها في كتاب الله ..وهي كثيرة
((الم ترى كيف فعل ربك بعاد,,إرم ذات العماد ..التي لم يخلق مثلها في البلاد,,
وثمود الذين جابوا الصخر بالواد,,وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد ,,فأكثروا فيها الفساد..
فصب عليهم ربك سوط عذاب .. إن ربك لبلمرصاد)) ...الفجر
فسنن الله في الكون بمنأى عن التغير ..فهي ليست بيد الطواغيت ولا أتباعهم .. فهي ليست لهم .
فصبرا...آل ياسر .. فسترون ما يفعل الله بالطواغيت.. إن اجلا أو عاجلا .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
المـصدر
نعم المؤمنين فقط ...فالطواغيت لاتنفعهم ذكرى ..ولا تتسلل الى قلوبهم عبرة ...( فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين ) سورة الانعام آية 68.
فهم أسياد في فنون القهر والاستعباد.. ويعتلون اعلى درجات الاستعلاء والتعالي .. يقتلون حتى الذات ..ويطبقون على الآهات .. ويبنون في الآخرين من بني البشر حمم حارة من الأنين المكتوم .. كأصوات البراكين الخامدة..
والعجيب أن من قصص التاريخ وذاكرته والتي أوضحت من انه على الرغم أنهم صالوا وجالوا وعربدوا وعاثوا فسادا في الأرض..الا أنهم زلزلوا عن عروش البغي واندثروا تحت الرمال والحفر الساحقة ..وطويت صفحاتهم .. لابيدهم هم .. بل بيد صاحب الجبروت والعظمة.. (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين...) الانبياء .. اية 11
ورغم ذلك .. يتولد من أصنافهم في كل عصر العشرات,,, وفي تقدم من العصور يزدودن بالمئات ....دون عبرة أو عظة لمن سبق له الخوض في هذا النهج ..وكأنهم يعيدون تاريخ أجدادهم وأسيادهم..حنينا.. وشوقا ... (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ )غافر اية 35
ولانتعجب من ذلك ..طالما أن زعيم الثورة الطاغوتية ..إبليس مخلدا في الأرض الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ... قال (أنظرتي إلى يومِ يبعثون ، قال إنك من المنظرين) [ سورة الأعراف 14، 15
فهؤلاء الطواغيت .. لايكتفون فقط في بسط الهيمنة والتجبر والاستعلاء في الأرض .. في عصورهم .. بل وكأني بهم يرسلون رسائل مغلفة ومختمومة وكأنها وصايا وتعليمات لطواغيت أخرى قادمة وكأنها تنسال من نسلهم حدرا ..
ولقد بين الخالق العظيم في كتابه . أسلوبهم وفضح نهجهم .. وحتى أسلوب تفكيرهم ودرجة ازدياد حد العلو (وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) الجاثية
ونهى عن من يسير خلفهم او ينهجون حتى ولو ببذرة من أفعالهم... (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) ( سورة هود, اية 113 )
وستجد في سورة هود الكثير من هذه العبر ..
.وايضا في سورة غافر .كقول سيدهم ....0قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) سورة غافر اية29
وهانحن نرى في عصرنا هذا .. أكثر من فرعون .. يعشقون هذا التوجه .. ويطبقونه حرفيا ...والأعجب في هذا الأمر ..ظهور طاغوت جديد في عصرنا هذا .. بمعايير جديدة ومفاهيم مزدوجة .. تجمع بين مفاهيم السابقين واللاحقين .. المسمى بطاغوت المصلحة ..المبنى على إخضاع الشعوب لتصرفات جائرة ومستبدة .
هذ المصطلح .. اجاز للطواغيت أن يبرزوا استعلائهم في الأرض .. واستحلال كل ما يقع تحت طائلة الحرام ..والاجرام.... ولو كان على حساب امم بأكملها ..وكله يندرج تحت مسمى المصالح سواء كانت خاصة .. أو مشتركة .فهم يخدعون في الليل سرا..ويقتلون في النهار جهرا .
فمن أجل المصلحة .. تتم الموالاة ..( نخشى أن تصينا دائرة ..)...المائدة..
وما صاحب ذلك من التنازلات .. وغض الطرف عن الانتهاكات .. وزج المصلحين في السجون ..وتهميش المخلصين ..وغض الطرف عن استباحة الدماء والأعراض .. والاموال ..الخ ..وكله من اجل إرضاء الطاغوت الأكبر فرعون ..وربيبه هامان .
قال الإمام ابن القيم ( رحمه الله ) :- الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع ( ثلاثة أصول ) فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدون من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله إعلام الموقعين: 52.
حتى الطواغيت الثلاث الذين لهم وضع اليد والسيطرة في عصرنا هذا .. ممن يندرج عليهم الثلاث أصول .. وجدوا أن المصلحة غض الطرف عن كبيرهم سليل فرعون والذي لم يتواني من تكرار اسطوانة جده القائل ((..مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى)) ...واضع قانون السخرة .. المسمى الفيتو ... بل وأخضعوا العالم لقبول هذا الطاغوت .. الذي يرى ما يراه هو.. لا مايراه الآخرين . (وقيّضنا لهم قرناء فزيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم) الآية 25 من سورة فصلت
.
وكله يندرج أيضا تحت ستار المصالح وهي في الحقيقة .. أشبه بسياسة التأله....تماما كما كان جده فرعون يزعم بقوله ..أنا ربكم الأعلى .
.. لقد وصل حد علوهم البحث في الخلود على الأرض ..فصنعوا مصانع خاصة للأثرياء منهم..بها محلول لحفظ الموتى ..من التحلل ..وهم بصدد حاليا اختراع كبسولات يضعون فيها جثة أثريائهم .ليطلقونها في الفضاء .. !!وما اشبه اليوم بالبارحة انظروا ماذا قال هود عليه السلام لقومه ..(( أتبنون بكل ريع آية تعبثون,وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون,وإذا بطشتم بطشتم جبارين..)) الشعراء 128 -130
يبقى السؤال .. هل سيطول أمد الطواغيت من لهم الرأي الذي يرونه هم ولايراه غيرهم ؟
الاجابة.... تجدها في كتاب الله ..وهي كثيرة
((الم ترى كيف فعل ربك بعاد,,إرم ذات العماد ..التي لم يخلق مثلها في البلاد,,
وثمود الذين جابوا الصخر بالواد,,وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد ,,فأكثروا فيها الفساد..
فصب عليهم ربك سوط عذاب .. إن ربك لبلمرصاد)) ...الفجر
فسنن الله في الكون بمنأى عن التغير ..فهي ليست بيد الطواغيت ولا أتباعهم .. فهي ليست لهم .
فصبرا...آل ياسر .. فسترون ما يفعل الله بالطواغيت.. إن اجلا أو عاجلا .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
المـصدر