كيـ عيناوية ـفي
13-09-2006, 03:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
# فــخ العنكبــوت الســام #
خرج سعيد من المنزل مسرعاً واصطدم بشقيقه سالم داخلاً المنزل والقلق والخوف باديان على وجهيهما.
سالم :أين ذهبت جدتي ؟؟
سعيد في حيرة : لا أعرف بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها!! يا ترى أين ذهبت؟!
سالم : أين ستذهب يا ترى في هذا الوقت ؟! إنها لا تعرف المكان جيداً وهي في هذه الحالة من الاكزيما الحادة .
سعيد : هل بحثت في منزل عمي ( محمد )؟؟
سالم : نعم بحثت هناك ولم أجدها .. وأيضاً بحثت في بيت عمتي ( فاطمة ) .
سعيد : أمتأكد إنها ليست عندهم ؟؟
سالم : نعم متأكد .. سأذهب لأبحث عنها في منزلنا للمرة العاشرة .
سعيد : حسناً وأنا سأبحث معك أيضاً .
وذهبا ليكملا البحث عنها ولم يتركا شبر في المنزل لم يبحثا فيها عنها واستمرا يبحثان طويلاً وكأنهم يفتشون عن إبرة في كومة قش .. وعند الساعة الثانية عشر دخل عليهم خالد مسرعاً .
خالد : لقد وجدتها .. لقد وجدتها .
سعيد : حقاً أين .. أين وجدتها ؟؟
خالد : وجدتها عند خالنا سلطان .
سالم : عند خالي سلطان !!
خالد : نعم .. لقد رأيتها تنزل من سيارته وعندما سألتها إلى أين ذهبت أجابني خالي بأنه أخذها إلى الطبيب.
سعيد : أيعقل ذلك !! منذ متى خالي يفعل عملاً طيباً وبدون مقابل أيضاً؟!
سالم : حقاً منذ متى ؟؟
سعيد : دعنا نسأل جدتي .
سالم : هيا .
واتجهوا مسرعين إلى جدتهم التي كانت بالكاد تستطيع السير على أقدامها من هول ما بها من تعب وإرهاق من مرضها .
سعيد : جدتي الحبيبة إلى أين ذهبتِ ؟؟ .. لقد أقلقتنا عليكِ .
الجدة ( موزه ) : ذهبت مع خالكم سلطان إلى العيادة .
سالم : وماذا قال الطبيب عن صحتكِ ؟؟
الجدة : لا لم يرني الطبيب فقط أعطوني أدوية جديدة كثيرة تنفعني وتخفف من آلامي .
تبادل سالم وسعيد النظرات فيما بينهم .
سعيد : دعيني أنظر للأدوية التي وصفوها لكِ .
الجدة : هاك يا بني .
وتناول سعيد حقيبة الدواء ونظر في داخلها ولكنه تفاجئ بما رآه .. فالذي رآه كان مسكن للآلام فقط وليس دواء عما هيه فيه .. وجه أنظاره إلى سالم وغمز له : أنظر يا سالم إلى هذه الأدوية .
أخذ سالم حقيبة الدواء ونظر داخلها وتفاجئ هو أيضاً بما وجده والتفت إلى أخيه والشك يتراقص في عينيه.
سالم باهتمام شديد : جدتي هل أخذكِ خالي إلى مكان آخر غير العيادة ؟؟
الجدة : لا أدري يا ولدي لست أذكر جيداً .. مم أجل لقد أخذني إلى مكان يعج بأناس لا تعد ولا تحصى .
سالم بقلق : أناس !!
سعيد : أتعرفينهم ؟؟.
الجدة : ومن أين لي أن أعرفهم وأنا لا أخرج من المنزل إلا ليراني الطبيب.
سالم : وهل تحدث أحدٌ إليكِ ؟.
الجدة: نعم لقد تحدثوا كثيراً ولكني لم أعي شيئاً مما قالوا .. فأنا متعبة جداً وساقيّ لن تستطيع حملي أكثر فأنا أحتاج للراحة .
سعيد : حسناً يا جدتي تعالي لكي ترتاحي .. انكِ متعبة .
الجدة : حقاً لقد أهلكني الطريق إنه طويل جداً أراه كمسيرة يوم كامل.
وحمل سعيد جدته ليدخلها منزلهم لتنال قسطاُ من الراحة وحثها على تناول طعامها حتى تتناول دواءها وتأخذ قيلولة الظهيرة .. وخرجا بعد أن نامت جدتهما .. وذهبا إلى دارهما ليكملا نقاشهما عن خالهم سلطان .. دخلاء إلى غرفة سالم التي تطل على الباب الرئيسي للمنزل .. وجلسا متقابلين كأن هما ندين ينتظران بدأ المبارزة .. وبان على وجه سعيد الغضب الذي يعتمل في نفسه من ناحية خاله سلطان .
سعيد : أرأيت إن خالي ينوي على شيء كبير وأنا متأكد من ذالك .
سالم : سعيد لا تستبق الأمور وتظلمه .. ودعني أفكر.. و قد تكون نيته طيبة .
سعيد : طيبة !! هل جننت ؟؟ تقول طيبة .. الطيبة وخالي ضدان من المستحيل إن يلتقيان .. وتريد الحقيقة أنا لا أراها طيبه إنه يخطط على شيء يضر به جدتي .. أنسيت ما فعله في المرحوم جدي ؟؟ أتريدني أن أذكرك به إذا كنت قد نسيت ؟؟! .
سالم : لا لم ولن أنسى .. إن ما فعله به شيء لا يغتفر أبداً .. ولكن مهما كان فأنه أخو جدتي و هو في منزلة خالنا.
سعيد : لا يشرفني بأن أناديه خالي .. ثق فيّ يا أخي هذا الشخص لا يستحق سوى لقب لص .. أبعد الذي فعله تريد مني أن ألقبه بخالي ؟!!! .. لقد سرق جدي أو بالأحرى نصب عليه ليسرق ماله.
سالم : أرجوك يا سعيد لا تذكر هذه الحادثة أمام أحد من أخوتك لكي لا يحدث مالا تحمد عقباه .
سعيد : اطمئن لن أذكره لأحد .. أتريد أن نصبح أضحوكة الناس .. ماذا سيقولون عن جدي ؟؟ إن أخ زوجته استغفله وسرق ماله ؟؟ لا يا سالم لن نصبح أضحوكة أو حدث تلوكه ألسنت الناس .. ولكن ما يحيرني أين أخذ جدتي ؟؟
سالم : ربما أخذها إلى عيادة أو إلى أي مكان عام .
سعيد ( ينظر إلى أخيه نظرة استهزاء ) : مكان عام منذ متى وخالي يحمل أخته أو أحد من أبنائه إلى مكان عام .. لا يعقل ما تقوله يا سالم لا يدخل العقل .. لدي شعور أنه يكيد شيء وشيءٌ كبير هذه المرة .
سالم : لا يا أخي .. أحسن الظن لا أتصوره لهذه الدرجة دنيء النفس .. مهما كان فهذه أخته .
سعيد ( وعلامات الاستنكار تعلو وجهه ) : أخته !! وماذا في ذالك ؟؟ ألا تنظر إلى ما يفعله بنفسه .. أنظر إلى حالته كيف يعيش ؟؟ انه يحرم نفسه وأبنائه مما يحل لهم من ماله الذي يكنزه لا أدري لمن ؟؟ يعتقد انه سيعيش طويلاً ليرتع بهذا المال .
سالم : سعيد إن الأعمار بيد الله ولا أحد يدري أين نهايته .. ولا تحقد على أحد .. وأنسى هذا الحدث .
سعيد : حسناًً سأنساه .. ولكن أعود وأقول لك إن ما فعله اليوم سينكشف قريباً .. وسترى إن شكي في محله .
سالم : الله يستر .
وخرج سعيد من غرفة أخيه وتوجه إلى غرفته وفي عقله الشكوك بدأت تثور في عقله .. وبقي طوال الظهيرة يفكر في ما فعله خاله سلطان بجدته .. وأين ذهب بها ولكن لم يسفر تفكيره عن شيء .. وتعب من كثرة التفكير وخرج ليصلي صلاة العصر .
وغربت شمس هذا اليوم وطوت معها سر الخال ( سلطان ) ومع غروب هذه الشمس غربت شمس بيت حمد ( أبو سالم ) برحيل الجدة التي كانت تعاني من ارتفاع في الحمى بجانب الاكزيما الحادة التي أودت بحياتها وتوارت في التراب وتوارى السر معها .. ولكن إلى متى سيظل هذا السر دفين في طيات الزمن هل ستقضي عليه السنون أم سيرى النور وينكشف المستور .
ومرت أيام العزاء التي جعلت أهل البيت منهكِ القوى من الصدمة العظيمة التي حلت عليهم فجأة برحيل نور البيت وبركته .. برحيل الجدة التي بذهابها أصبح كبيرهم وصغيرهم أيتام .. رحل القلب الدافئ والصدر الحنون رحل أريج البيت .. وأضحوا من بعدها يتامى وتأثر القريب والبعيد برحيلها معهم .. ولكن ما لفت انتباههم أن خالهم ( سلطان ) لم تنزل من عينه دمعة واحدة على موت شقيقته الوحيدة ولم يأتِ إلى عزائها إلا مرة واحده فقط في آخر يوم.
سعيد الذي كان يحتقر خاله ( سلطان ) كان ينظر إليه شزراً حتى إنه لم يذهب لتعزيته بل وقف ينظر إليه ببغضٍ وكرهٍ شديدين واضحٌ على وجهه وكاد أن يفقد جنونه ويذهب ليضربه ضرباً مبرحاً .. ولكن سالم تدخل وأوقفه عن نيته وأخرجه إلى خارج المجلس لكي يُهدئ من ثورة أخيه على خاله.
سالم : ماذا دهاك يا سعيد ؟؟ هل جننت ؟؟ أنسيت من يكون هذا الرجل الذي تريد ضربه ؟ أنه خالنا و اليوم ثالث أيام العزاء ؟؟ إن لم تكن تقدّر خالك وتحترمه هذا شأنك ولكن على الأقل احترم وفاة جدتك .. وأيضاً أنسيت الجمع الموجودين في الداخل ؟؟ أتريد أن تقدم على هذا الفعل القبيح على مرأى ومسمع الجميع ؟!
سعيد : نعم لقد جننت .. ألم تراه كيف ينظر إلينا ؟؟ وكيف أن ثغره يكاد يبتسم ونحن في حزن وغم ؟؟ حتى انه لم تنزل دمعه من عينيه على أخته الوحيدة .. اهذا أخ ؟!؟!
سالم بصرامة : سعيد اذهب إلى غرفتك حالاً وخذ قسطاً من الراحة لكي تريح أعصابك . هيه يا أخي اذهب .
سعيد : اتركني يا سالم .. دعني اذهب إليه وأوقفه عند حده .
سالم : فعلاً جننت !! توقف من عند حده ؟!! إنه خالك ولا تنسى إن هناك أُناسٌ كثر في الداخل .. اهدأ يا أخي العزيز وحاول أن تضبط أعصابك من أجلي هيا اذهب لترتاح .
سعيد : ولكن يا ....
سالم : أنا أعلم بأنك عنيدٌ جداً ولن تستطيع التحكم بأعصابك أمامه لذلك أرجو منك أن تذهب لترتاح قليلاً في غرفتك حتى يغادر خالي .
سعيد ( وهو يطلق تنهيدة طويلة من كبته لمشاعره ) : حسناً سأذهب لكي أرتاح .
وذهب سعيد ليرتاح من عناء همومه وأحزانه التي عصفت به من جراء ما حدث لهم من فاجعة بموت جدته .
وفي اليوم التالي صحا كل من في البيت على صوت وهو يصرخ فيهم ويوقظهم من نومهم .. صحا سالم وهو ينظر إلى المنبه ووجد الساعة تشير إلى السابعة والربع وجلس في مكانه ليتأكد من سماعه لصوت خاله سلطان .. في اعتقاده انه يتوهم .. وعاد له صوت خاله .. وخرج من غرفته ليجد كل من في البيت مجتمعين في غرفة الجلوس وكان الخال سلطان في وسطهم وفي يده رزمة من الأوراق وكان يلوح بها في وجوههم ويهدد ويتوعد .. والجميع واقف وعلى وجههم علامات الاستفهام و الدهشة .
سلطان : هيا .. هيا .. لا أريد أن أرى أحداً هنا .. هيا بسرعة اخرجوا من بيتي .
( حمد ) أبو سالم : ماذا دهاك يا خالي أيُّ بيت ؟؟ ولماذا نخرج من بيتنا؟!
سلطان : البيت بيتي هيا اخرجوا منه .
سعيد والغضب يعتمل في نفسه وأصبح وجهه كتلة من النار .. ( وصرخ صرخةً رجت أركان البيت ) : بــــيـــــتـــــــك !!! مـــنــذ مـــتــــى بــــيـــتـــــك ؟؟ إنـــــه بـــيـــت جــــدتــــي .
سلطان : إنه بيتي برسم القانون وهذه الأوراق تثبت صحة كلامي انه ملكي .
أبو سالم : أوراق ؟!؟ أية أوراق ؟!؟
سلطان : أوراق ملكية البيت إنه ملكي .. ملكي وحدي فقط .
أبو سالم : ملكك !!! منذ متى ؟!؟
سلطان : منذ اليوم أنا صاحب البيت .. هيا ارحلوا منه لا أريد أن أرى وجوهكم هـــــيــــــــــــــا
النهــايــــة
تقبلوا تحياتي
كيفي عيناوية
# فــخ العنكبــوت الســام #
خرج سعيد من المنزل مسرعاً واصطدم بشقيقه سالم داخلاً المنزل والقلق والخوف باديان على وجهيهما.
سالم :أين ذهبت جدتي ؟؟
سعيد في حيرة : لا أعرف بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها!! يا ترى أين ذهبت؟!
سالم : أين ستذهب يا ترى في هذا الوقت ؟! إنها لا تعرف المكان جيداً وهي في هذه الحالة من الاكزيما الحادة .
سعيد : هل بحثت في منزل عمي ( محمد )؟؟
سالم : نعم بحثت هناك ولم أجدها .. وأيضاً بحثت في بيت عمتي ( فاطمة ) .
سعيد : أمتأكد إنها ليست عندهم ؟؟
سالم : نعم متأكد .. سأذهب لأبحث عنها في منزلنا للمرة العاشرة .
سعيد : حسناً وأنا سأبحث معك أيضاً .
وذهبا ليكملا البحث عنها ولم يتركا شبر في المنزل لم يبحثا فيها عنها واستمرا يبحثان طويلاً وكأنهم يفتشون عن إبرة في كومة قش .. وعند الساعة الثانية عشر دخل عليهم خالد مسرعاً .
خالد : لقد وجدتها .. لقد وجدتها .
سعيد : حقاً أين .. أين وجدتها ؟؟
خالد : وجدتها عند خالنا سلطان .
سالم : عند خالي سلطان !!
خالد : نعم .. لقد رأيتها تنزل من سيارته وعندما سألتها إلى أين ذهبت أجابني خالي بأنه أخذها إلى الطبيب.
سعيد : أيعقل ذلك !! منذ متى خالي يفعل عملاً طيباً وبدون مقابل أيضاً؟!
سالم : حقاً منذ متى ؟؟
سعيد : دعنا نسأل جدتي .
سالم : هيا .
واتجهوا مسرعين إلى جدتهم التي كانت بالكاد تستطيع السير على أقدامها من هول ما بها من تعب وإرهاق من مرضها .
سعيد : جدتي الحبيبة إلى أين ذهبتِ ؟؟ .. لقد أقلقتنا عليكِ .
الجدة ( موزه ) : ذهبت مع خالكم سلطان إلى العيادة .
سالم : وماذا قال الطبيب عن صحتكِ ؟؟
الجدة : لا لم يرني الطبيب فقط أعطوني أدوية جديدة كثيرة تنفعني وتخفف من آلامي .
تبادل سالم وسعيد النظرات فيما بينهم .
سعيد : دعيني أنظر للأدوية التي وصفوها لكِ .
الجدة : هاك يا بني .
وتناول سعيد حقيبة الدواء ونظر في داخلها ولكنه تفاجئ بما رآه .. فالذي رآه كان مسكن للآلام فقط وليس دواء عما هيه فيه .. وجه أنظاره إلى سالم وغمز له : أنظر يا سالم إلى هذه الأدوية .
أخذ سالم حقيبة الدواء ونظر داخلها وتفاجئ هو أيضاً بما وجده والتفت إلى أخيه والشك يتراقص في عينيه.
سالم باهتمام شديد : جدتي هل أخذكِ خالي إلى مكان آخر غير العيادة ؟؟
الجدة : لا أدري يا ولدي لست أذكر جيداً .. مم أجل لقد أخذني إلى مكان يعج بأناس لا تعد ولا تحصى .
سالم بقلق : أناس !!
سعيد : أتعرفينهم ؟؟.
الجدة : ومن أين لي أن أعرفهم وأنا لا أخرج من المنزل إلا ليراني الطبيب.
سالم : وهل تحدث أحدٌ إليكِ ؟.
الجدة: نعم لقد تحدثوا كثيراً ولكني لم أعي شيئاً مما قالوا .. فأنا متعبة جداً وساقيّ لن تستطيع حملي أكثر فأنا أحتاج للراحة .
سعيد : حسناً يا جدتي تعالي لكي ترتاحي .. انكِ متعبة .
الجدة : حقاً لقد أهلكني الطريق إنه طويل جداً أراه كمسيرة يوم كامل.
وحمل سعيد جدته ليدخلها منزلهم لتنال قسطاُ من الراحة وحثها على تناول طعامها حتى تتناول دواءها وتأخذ قيلولة الظهيرة .. وخرجا بعد أن نامت جدتهما .. وذهبا إلى دارهما ليكملا نقاشهما عن خالهم سلطان .. دخلاء إلى غرفة سالم التي تطل على الباب الرئيسي للمنزل .. وجلسا متقابلين كأن هما ندين ينتظران بدأ المبارزة .. وبان على وجه سعيد الغضب الذي يعتمل في نفسه من ناحية خاله سلطان .
سعيد : أرأيت إن خالي ينوي على شيء كبير وأنا متأكد من ذالك .
سالم : سعيد لا تستبق الأمور وتظلمه .. ودعني أفكر.. و قد تكون نيته طيبة .
سعيد : طيبة !! هل جننت ؟؟ تقول طيبة .. الطيبة وخالي ضدان من المستحيل إن يلتقيان .. وتريد الحقيقة أنا لا أراها طيبه إنه يخطط على شيء يضر به جدتي .. أنسيت ما فعله في المرحوم جدي ؟؟ أتريدني أن أذكرك به إذا كنت قد نسيت ؟؟! .
سالم : لا لم ولن أنسى .. إن ما فعله به شيء لا يغتفر أبداً .. ولكن مهما كان فأنه أخو جدتي و هو في منزلة خالنا.
سعيد : لا يشرفني بأن أناديه خالي .. ثق فيّ يا أخي هذا الشخص لا يستحق سوى لقب لص .. أبعد الذي فعله تريد مني أن ألقبه بخالي ؟!!! .. لقد سرق جدي أو بالأحرى نصب عليه ليسرق ماله.
سالم : أرجوك يا سعيد لا تذكر هذه الحادثة أمام أحد من أخوتك لكي لا يحدث مالا تحمد عقباه .
سعيد : اطمئن لن أذكره لأحد .. أتريد أن نصبح أضحوكة الناس .. ماذا سيقولون عن جدي ؟؟ إن أخ زوجته استغفله وسرق ماله ؟؟ لا يا سالم لن نصبح أضحوكة أو حدث تلوكه ألسنت الناس .. ولكن ما يحيرني أين أخذ جدتي ؟؟
سالم : ربما أخذها إلى عيادة أو إلى أي مكان عام .
سعيد ( ينظر إلى أخيه نظرة استهزاء ) : مكان عام منذ متى وخالي يحمل أخته أو أحد من أبنائه إلى مكان عام .. لا يعقل ما تقوله يا سالم لا يدخل العقل .. لدي شعور أنه يكيد شيء وشيءٌ كبير هذه المرة .
سالم : لا يا أخي .. أحسن الظن لا أتصوره لهذه الدرجة دنيء النفس .. مهما كان فهذه أخته .
سعيد ( وعلامات الاستنكار تعلو وجهه ) : أخته !! وماذا في ذالك ؟؟ ألا تنظر إلى ما يفعله بنفسه .. أنظر إلى حالته كيف يعيش ؟؟ انه يحرم نفسه وأبنائه مما يحل لهم من ماله الذي يكنزه لا أدري لمن ؟؟ يعتقد انه سيعيش طويلاً ليرتع بهذا المال .
سالم : سعيد إن الأعمار بيد الله ولا أحد يدري أين نهايته .. ولا تحقد على أحد .. وأنسى هذا الحدث .
سعيد : حسناًً سأنساه .. ولكن أعود وأقول لك إن ما فعله اليوم سينكشف قريباً .. وسترى إن شكي في محله .
سالم : الله يستر .
وخرج سعيد من غرفة أخيه وتوجه إلى غرفته وفي عقله الشكوك بدأت تثور في عقله .. وبقي طوال الظهيرة يفكر في ما فعله خاله سلطان بجدته .. وأين ذهب بها ولكن لم يسفر تفكيره عن شيء .. وتعب من كثرة التفكير وخرج ليصلي صلاة العصر .
وغربت شمس هذا اليوم وطوت معها سر الخال ( سلطان ) ومع غروب هذه الشمس غربت شمس بيت حمد ( أبو سالم ) برحيل الجدة التي كانت تعاني من ارتفاع في الحمى بجانب الاكزيما الحادة التي أودت بحياتها وتوارت في التراب وتوارى السر معها .. ولكن إلى متى سيظل هذا السر دفين في طيات الزمن هل ستقضي عليه السنون أم سيرى النور وينكشف المستور .
ومرت أيام العزاء التي جعلت أهل البيت منهكِ القوى من الصدمة العظيمة التي حلت عليهم فجأة برحيل نور البيت وبركته .. برحيل الجدة التي بذهابها أصبح كبيرهم وصغيرهم أيتام .. رحل القلب الدافئ والصدر الحنون رحل أريج البيت .. وأضحوا من بعدها يتامى وتأثر القريب والبعيد برحيلها معهم .. ولكن ما لفت انتباههم أن خالهم ( سلطان ) لم تنزل من عينه دمعة واحدة على موت شقيقته الوحيدة ولم يأتِ إلى عزائها إلا مرة واحده فقط في آخر يوم.
سعيد الذي كان يحتقر خاله ( سلطان ) كان ينظر إليه شزراً حتى إنه لم يذهب لتعزيته بل وقف ينظر إليه ببغضٍ وكرهٍ شديدين واضحٌ على وجهه وكاد أن يفقد جنونه ويذهب ليضربه ضرباً مبرحاً .. ولكن سالم تدخل وأوقفه عن نيته وأخرجه إلى خارج المجلس لكي يُهدئ من ثورة أخيه على خاله.
سالم : ماذا دهاك يا سعيد ؟؟ هل جننت ؟؟ أنسيت من يكون هذا الرجل الذي تريد ضربه ؟ أنه خالنا و اليوم ثالث أيام العزاء ؟؟ إن لم تكن تقدّر خالك وتحترمه هذا شأنك ولكن على الأقل احترم وفاة جدتك .. وأيضاً أنسيت الجمع الموجودين في الداخل ؟؟ أتريد أن تقدم على هذا الفعل القبيح على مرأى ومسمع الجميع ؟!
سعيد : نعم لقد جننت .. ألم تراه كيف ينظر إلينا ؟؟ وكيف أن ثغره يكاد يبتسم ونحن في حزن وغم ؟؟ حتى انه لم تنزل دمعه من عينيه على أخته الوحيدة .. اهذا أخ ؟!؟!
سالم بصرامة : سعيد اذهب إلى غرفتك حالاً وخذ قسطاً من الراحة لكي تريح أعصابك . هيه يا أخي اذهب .
سعيد : اتركني يا سالم .. دعني اذهب إليه وأوقفه عند حده .
سالم : فعلاً جننت !! توقف من عند حده ؟!! إنه خالك ولا تنسى إن هناك أُناسٌ كثر في الداخل .. اهدأ يا أخي العزيز وحاول أن تضبط أعصابك من أجلي هيا اذهب لترتاح .
سعيد : ولكن يا ....
سالم : أنا أعلم بأنك عنيدٌ جداً ولن تستطيع التحكم بأعصابك أمامه لذلك أرجو منك أن تذهب لترتاح قليلاً في غرفتك حتى يغادر خالي .
سعيد ( وهو يطلق تنهيدة طويلة من كبته لمشاعره ) : حسناً سأذهب لكي أرتاح .
وذهب سعيد ليرتاح من عناء همومه وأحزانه التي عصفت به من جراء ما حدث لهم من فاجعة بموت جدته .
وفي اليوم التالي صحا كل من في البيت على صوت وهو يصرخ فيهم ويوقظهم من نومهم .. صحا سالم وهو ينظر إلى المنبه ووجد الساعة تشير إلى السابعة والربع وجلس في مكانه ليتأكد من سماعه لصوت خاله سلطان .. في اعتقاده انه يتوهم .. وعاد له صوت خاله .. وخرج من غرفته ليجد كل من في البيت مجتمعين في غرفة الجلوس وكان الخال سلطان في وسطهم وفي يده رزمة من الأوراق وكان يلوح بها في وجوههم ويهدد ويتوعد .. والجميع واقف وعلى وجههم علامات الاستفهام و الدهشة .
سلطان : هيا .. هيا .. لا أريد أن أرى أحداً هنا .. هيا بسرعة اخرجوا من بيتي .
( حمد ) أبو سالم : ماذا دهاك يا خالي أيُّ بيت ؟؟ ولماذا نخرج من بيتنا؟!
سلطان : البيت بيتي هيا اخرجوا منه .
سعيد والغضب يعتمل في نفسه وأصبح وجهه كتلة من النار .. ( وصرخ صرخةً رجت أركان البيت ) : بــــيـــــتـــــــك !!! مـــنــذ مـــتــــى بــــيـــتـــــك ؟؟ إنـــــه بـــيـــت جــــدتــــي .
سلطان : إنه بيتي برسم القانون وهذه الأوراق تثبت صحة كلامي انه ملكي .
أبو سالم : أوراق ؟!؟ أية أوراق ؟!؟
سلطان : أوراق ملكية البيت إنه ملكي .. ملكي وحدي فقط .
أبو سالم : ملكك !!! منذ متى ؟!؟
سلطان : منذ اليوم أنا صاحب البيت .. هيا ارحلوا منه لا أريد أن أرى وجوهكم هـــــيــــــــــــــا
النهــايــــة
تقبلوا تحياتي
كيفي عيناوية