سدّد متبرع المبلغ الذي تحتاج إليه أسرة الطفل مسلم عبدالله (خمس سنوات ـ عماني) المصاب بسرطان الدم، لرحلة علاجه في مستشفى سنغافوري، وقيمتها مليون و‬395 ألفاً و‬411 درهماً،كما تكفل آخرون بمساعدته على تذاكر السفر.

ونسق «الخط الساخن» بين المتبرع ووزارة الصحة التي ستنسق مع سفارة الدولة في سنغافورة بهدف الاتصال بإدارة المستشفى لتحويل المبلغ لحساب المريض في المستشفى، وقال وكيل وزارة الصحة المساعد للعلاقات الدولية، ناصر خليفة البدور، إن «الوزارة ستعمل على تذليل العقبات أمام أسرة الطفل، إذ ستنسق مع سفارة الدولة في سنغافورة، التي ستنسق مع إدارة المستشفى الذي سيخضع الطفل للعلاج فيه، لافتاً إلى أننا «نشيد بالمتبرعين سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، والدولة دائماً سباقة في المبادرات الإنسانية والمجتمعية فهذا نتاج غرس القيادة في العمل الخيري، ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج».

وأعرب والد الطفل عن سعادته البالغة وشكره العميق للمتبرعين، ووقفتهم معه في معاناته في ظل الوضع الصحي الذي يمر به طفله، مشيراً إلى أن «هذا الأمر ليس غريباً على شيوخ وشعب وحكومة الدولة في مد يد المساعدة لكل محتاج على أرض الإمارات، وهم يسيرون على خطى مؤسس الدولة، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه».

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت، أول من أمس، قصة معاناته نتيجة عدم قدرته على التكفل بمبلغ علاج طفله، نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها.

ويعاني الطفل مسلم عبدالله (خمس سنوات ـ عماني) مرض سرطان الدم (لوكيميا متعددة)، ويخوض صراعاً مع السرطان منذ سنتين، وفق تقارير مستشفى مدينة خليفة الطبية في أبوظبي، ويحتاج إلى زرع نخاع عظمي في أسرع وقت ممكن، للقضاء على الأورام السرطانية المنتشرة في منطقة الرأس، وتهدد حياة الطفل، خصوصاً بعد تعرضه لانتكاسة صحية أثناء فترة تلقيه العلاج الكيميائي، وتمكن الفريق الطبي في مستشفى خليفة من السيطرة على المرض في الفترة الأولى، وتبلغ كلفة علاج الطفل في مستشفى في سنغافورة مليوناً و‬395 ألفاً و‬411 درهماً، وناشدت أسرته أهل الخير مساعدة (مسلم) حتى يستطيع العلاج من السرطان الذي ينهش رأسه، وفق والدته، مضيفة أن (مسلم) ابنها الوحيد بعد زواج استمر نحو ‬17 عاماً.

وتفصيلاً، قال استشاري طب الأطفال والدم والأورام في مدينة خليفة الطبية في أبوظبي، الدكتور محمد فهد، إن الطفل (مسلم) وصل إلى قسم الطوارئ محولاً من مستشفى زايد العسكري، وتم إجراء الفحوص والتحاليل الطبية اللازمة، وتبين أنه يعاني سرطان الدم (لوكيميا متعددة)، بعد تعرضه لارتفاع شديد في درجة الحرارة، وزيادة عدد كريات الدم البيضاء بشكل كبير، ومكث في المستشفى لمدة شهر، لتلقي العلاج الكيميائي، وتم تبديل دم الطفل (مسلم) مرتين، أثناء فترة العلاج.

وأضاف فهد أن الطفل خضع للعلاج الكيميائي، وتم القضاء على بعض الأورام السرطانية المنتشرة، وأثناء تلقيه العلاج تعرض لانتكاس مبكر في حالته الصحية، وعاد السرطان إلى الانتشار في منطقة الرأس، مشيراً إلى أنه «يتعين أن يحصل (مسلم) على زراعة نخاع عظمي (نقي العظام)، في أسرع وقت للقضاء على الأورام السرطانية، وهو الحل المناسب لشفائه».

وأشار إلى أنه بعد إجراء الفحوص للأم والأب لمعرفة تطابق الأنسجة، تبين تطابق نصفي فقط، ولابد من مصدر بديل يماثله من غير أقربائه، وليس لدى الطفل (مسلم) أي إخوة ليكون أحدهم المانح له، لأنه الطفل الوحيد للأسرة بعد فترة زواج دامت ‬17 عاماً، موضحاً أن «العلاج غير متوافر في مدينة خليفة الطبية أو أي مركز آخر داخل الدولة، وأنه بحاجة إلى السفر والعلاج في الخارج».

وقالت والدة الطفل لـ«الإمارات اليوم» إن (مسلم) طفلها الوحيد بعد ‬17 عاما من الزواج، مضيفة «عندما حدث الحمل هللت من السعادة، وبدأت في متابعته بصورة منتظمة شهرياً، وتمت ولادة (مسلم) بعملية قيصرية، بسبب زيادة وزن الجنين، وخوفاً من اختناقه أثناء الولادة».

وتابعت «عشت في سعادة مع زوجي بعد إنجاب (مسلم)، خصوصاً أننا انتظرنا هذه اللحظة فترة طويلة لم نفقد خلالها الأمل، وكنا حريصين على إعطائه جميع التطعيمات الصحية في مواعيدها، وكانت صحة (مسلم) جيدة لم يعانِ أمراضاً في تلك الفترة، وظل كذلك إلى أن أكمل ثلاث سنوات، إذ لاحظت اختلاط بول الطفل بدم بشكل كبير مع ارتفاع في درجة حرارته بشكل كبير، فأسرعت بنقله إلى المستشفى للاطمئنان على حالته الصحية، وتم عمل التحاليل والفحوص الطبية ومنحه الأدوية، لكن وضع الطفل لم يتحسن وبات غير مستقر، وكانت حالته الصحية تزداد سوءاً، وأبلغتنا إدارة المستشفى بأنه يجب علينا تحويل الطفل فوراً إلى مستشفى مدينة خليفة الطبية، لتلقي العلاج وعمل فحوص طبية متخصصة، لتحديد حالته بدقة.

وأضافت الأم «كانت صدمة شديدة علينا، ولم نصدق الأمر، وتم نقل (مسلم) ليلاً إلى قسم الطوارئ في مستشفى مدينة خليفة الطبية في أبوظبي، وحاول الأطباء إسعافه عن طريق تبديل الدم مرتين، وتركيب (أنبوب) من الدماغ إلى البطن لتصريف السوائل من الرأس، وتخفيف الضغط عن الدماغ»، لافتة إلى أن الضغط كان شديداً على الدماغ، وكان الطفل يعاني توقف التنفس أكثر من ‬10 مرات يومياً.

وقالت،إن «الوضع تغير، وتحولت السعادة إلى حزن عميق خيم علينا بعد إخبارنا بأن الطفل يعاني سرطان الدم (لوكيميا متعددة)، ويحتاج إلى علاج كيميائي مستمر، حتى تتحسن حالته الصحية، وعلى ضوء ذلك خضع مسلم للعلاج الكيميائي والإشعاعي لمدة ‬30 يوماً،وفي أثناء فترة علاجه جاءت الصدمة مرة أخرى قوية وغير متوقعة، إذ فوجئنا بتعرض الطفل لانتكاسة صحية مرة أخرى، وعاوده المرض من جديد في منطقة أخرى وخطرة في الرأس.



[bor=000000]


سعادة أسرة مسلم



قالت والدة مسلم: «حالياً نشعر بالسعادة بعد تبرع فاعل خير لتوفير نفقات علاج طفلنا الوحيد، خصوصاً بعدما بدأ المرض ينهش جسده الصغير، وبدأ يشعر بالتعب الشديد في تلك الفترة، وحالته الصحية تتدهور تدريجياً، ولا نستطيع إنقاذ حياته، أو تخفيف الألم عنه».

وأشارت إلى أن مسلم يستعد للسفر الآن إلى سنغافورة بعد إرسال تقاريره الطبية إلى مستشفى في سنغافورة، ونصيحة الأطباء بضرورة زراعة نخاع عظمي، ويتعين أن يحصل على مصدر بديل يماثله من غير أقربائه، حتى تتحسن حالته الصحية، ومثل هذا العلاج متوافر في سنغافورة، وتصل نسبة مخاطر الوفاة المتصلة بعملية العلاج بين ‬15 و‬20٪.

وبينت أن والد الطفل يعمل في قطاع حكومي في أبوظبي براتب ‬6000 درهم، يدفع منه أقساطاً بنكية بقيمة ‬2000 درهم شهرياً، والمتبقي ينفق على متطلبات الحياة.
[/bor]



وإن شاء الله يكون في ميزان حسنات لكل من تبرع ويسعى لفعل الخير