عمل «الخرّاز» قديما؟
- الخراز هو الاسكافي، والخراز أو الخرازة حرفةمن الحرف والمهن القديمة التي توارثها الحرفيون عمن سبقوهم، ومن أشهر الخرازين فيقطر رجل يدعى ابراهيم القعود رحمه الله، وعبد الله بن مالك وكان للخراز أهمية كبيرةفي المنطقة قديما.
- من الخرازين من كان متجولا بين المنازل والأماكن العامة، ويبحثالناس عنه في السوق، أو في منزله، ومنهم من كان ثابتا اتخذ لنفسه مكانا لمقرعمله.
وكان الخراز يختار مكان عمل واضحا، في وسط تجمع سكاني لكي يعرفهويأتيه الناس من قريبين وبعيدين خاصه المسافرين والعابرين الذين يحتاجون خدماتهلتصليح احذيتهم او شراء حذاء جديد.
أدوات «الخراز»
{ الأدوات التي استخدمها الخرازقديما؟
- استخدم الخراز الجلود التي كانت أداة لكل شيء، منها تصنع أشياء كثيرة ينتفع بها الناس، فمثلا جلود الابل كانت تستعمل في صنع الاشياء الكبيرةمثل دلو المزارع، والذي غالبا ما يكون كبيرا جدا، والقِرَب الكبيرة التي تستعمل فينقل الماء على ظهورالابل، كما تستعمل هذه الجلود كغطاء لصناديق البدو الرحل، أولأشياء مختلفة حسب الحاجة لها، أما جلود البقر والغنم فتستعمل في الأشياء الصغيرة،مثل قِرَب الماء مختلفة الأحجام وكذلك «السِقا» وهو ما يحرك فيه الحليب ليتحول الىلبن رائب وزبدة تتحول بعدها الى سمن ينتفع به الناس.
وكذلك يستفاد من الجلودالصغيرة مثل جلد الأرنب وجلد الثعلب أو أي حيوان بري آخر لحفظ الأشياء الصغيرة أوالقليلة، مثل السمن والعطورات وبعض السوائل كالمر والصبر والموميان.
ويستخدم الخراز عادة أسلاكا قوية أو أسلاكا جلدية يصنعها هو من الجلد، كما يستخدم المئبر اوالمخيط او الابرة او المطرقة والمسمار الصغير في صناعته كما يستخدم أداة حديدية «لايحضرني اسمها الآن» لها لسان طويل من الحديد يضع عليه الحذاء ويطرقه اويخرزه.
- الخراز وحده الذي يعرف كيف يعالج الجلود ليجعلها صالحة للاستعمال، فيقوم أولا بتنظيف الجلود من الداخل بازالة الشحوم وماعلق بها ثم يقوم بعملية الدباغة
دباغة الجلود
- هناك عدة طرق لدبغ الجلود منهااستخدام المريسة وهي عبارة عن خلطة تمر مع ماء وملح، «تمرس» أي «تهرس» حتى تختلطوتصبح سائلة، ثم تصب داخل الجلد المسلوخ ويربط من كل الجهات ثم يدفن في الأرض، وهذهالعملية تجري عندما يراد ازالة الشعر أو الصوف من الجلد، اما اذا أريد تجفيف الجلدوالاستفادة منه في فرش البيت واستعماله كـ «جاعد» أو كما يسميه البعض «الفروة» فبعدتنظيفه من الداخل وازالة الشوائب والشحوم العالقة فيه، يرش بالملح الغزير والقرط،وهو ثمر لبعض الأشجار التي تنبت على أرض قطر، بعدها تتم عملية الشد للجلد حتى يأخذوضعه الطبيعي، ويترك في مكان لاتأتيه الشمس الا قليلا حتى يجف، وبعد أن يجف يغسلوينظف ويصبح صالحا للاستعمال.
{ خطوات دباغة الجلود؟
- يقوم الخراز بداية بتحضير الجلود من المسلخة «المذبحة»،ويحرص أنيكون الجلد سليما وخاليا من العيوب، ثم يقوم بوضع الجلود في الأواني الخزفية «الجرار» ويغمره بالماء ثم يرش عليه الملح، ويضع الحليب الأبيض والمستخرج من شجرةالعشر. ويتركه لعدة أيام حتى تتحلل الشحوم والدم والأوساخ اللاصقة بسطح الجلد وتخفرائحته الشديدة.
بعدها يتم نقل الجلود الى اوان خزفية أخرى وتغمر بالماءالنظيف والمخلوط بمسحوق اشجار، وتبقى الجلود في هذه المرحلة عشرة أيام. مع تقليبهاودعسها يوميا لمدة نصف ساعة. وبعد أن يتأكد الدباغ من أن الجلود بدت نظيفة وخاليةمن الشعر وبقايا الشحوم والأوساخ، ينقل الجلود في أوان خزفية نظيفة وتغمر بالماءومسحوق شجر القرض لمدة تتراوح من اسبوع الى عشرة أيام، ثم تستخرج الجلود وتجفف فيالشمس لتصبح جاهزة للتصنيع.
أعمال متعددة
- والخراز في فترة ما قبل النفط وحتى أواخر الخمسينيات كانله دور كبير في دفع عجلة الحياة، فمن اختصاصاته صناعة دلاء الماء بمختلف أحجامهاسواء المستخدمة في ري المزارع أو اخراج الماء من الآبار في المنازل كما أنه يصنعالقِرَب التي تزود المنازل بالماء أو لحفظ الماء لوقت الحاجة، ويصنع القرب الصغيرةلحفظ اللبن والدهن والحليب ومعظم السوائل المستعملة في تلك الايام، كما يصنعالمحافظ بأنواعها صغيرة كانت أم كبيرة حسب الحاجة، بالاضافة لصناعة محازم الرصاص أوطلقات البنادق وبيوت المسدسات والسيوف والبنادق والخناجر والسكاكين، وصناعة أنواعمتعددة من الأحذية، وأشياء كثيرة منها مايخص الانسان ومنها مايخص الحيوان.
{ الصناعات التي كان يقوم بها}
- ومن الصناعات اللتي يصنعها الخراز القرب وهي من جلد الماعز اوالضأن وتستخدم القرب لحمل الماء وتبريده وحمل الحليب وخضه وتحويله الى لبن وزبدوحفظ السمن ونقله. كمايصنع العكك ايضا وهي من جلود الماعز او الماعز الصغيرةوالارانب والضببة احيانا وغالبا ماتستخدم العكه لحفظ السمن ونقله. ايضا الخراز يصنعالبريم وهو حزام خاص للمرأة تستخدمه تحت ثوبها او فوقه ويكون مزخرفا ومن اكسسوارات التجميل.
{ هل كانت هذه الصناعات أبرز ما ينتجهالخراز؟
- استفاد الانسان منذ القدم من صناعة الجلود ودخلت هذهالصناعة ضمن أوعية عديدة منها «القربة» وهي وعاء من الجلد لحفظ الماء وتصنع باحجاممختلفة منها الصغيرة.و«الشكوة» وهي وعاء من الجلد اصغر من القربة تستعمل في عمليةمخض الحليب وتحويله الى حليب رائب لاستخراج الزبدة وتحويلها الىسمن
و«الدلو»وهو وعاء يصنع من الجلد باحجام مختلفة والكبير منه يسمى «الغرب»و بواسطة الدلو يتم جلب الماء من قعر البئر.
و«الصمار» أو السمار وهووعاء من الجلد القاسي يحفظ فيه الزيت (السليط) أو السمن أو العسل. أما «البطة»فهيوعاء جلدي مجوف يوضع فيه الزيت.
و«المسب» وهو وعاء جلدي يستخدم لحفظالأشياء وامتعة الانسان الخاصة ويقوم مقام الحقيبة في زماننا هذا. وكانت نساءالبادية يهتمين بتزيين المسب بالودع والاصداف والالوان الزاهية والى عهد قريب كانوايعلقنه على اكتافهن.
وهناك «الجفير» وهو غم السلاح، و«الأحزمة الجلدية» التيتوضع في وسط خاصرة الرجل أو المرأة وكانت الاحزمة التي تستعملها النساء تزينبالمعدن والاحجار الكريمة، والأحذية الجلدية وهي المعروفة أكثر من صناعاتالخراز.
استخدامات الخراز قديما؟
- يقوم بخرز الجلود وتحويلها الى ادوات تستخدم مثل الأحذية والدلاوة والمحازم العاديةومحازم السلاح التي يضاف لها اماكن لتخزين الرصاص أو أماكن لحمل المسدسات أو وضعالجلود في مناطق معينة من الزبلان لكي تقويها وتجعلها تتحمل الاستعمال الشاق اومحافظ النقود والشنط.
والخراز يستعمل الربل ايضا في صناعته كما استعملالكفرات المستهلكة بعد وصول السيارات في تصنيع الأحذية.
- كان يشتري جلود الماعزوالأغنام التي كانت تباع بحوالي روبية، بينما تباع جلود البقر والجمال بحوالي ثلاثروبيات، وفيما بعد أصبح يشتري الخراز الجلود الجاهزة من المدابغ المحلية، والتييقوم أصحابها بدورهم بشراء الجلود من القصابين أو الدلالين لتنظيفها ودبغها وشدهاوتجهيزها لاستخدام الخرازين.
دكان الخراز
- كان الخراز يقوم بصناعة منتجاته في محله الذي كان عبارة عندكان صغير في مكان معروف، ويستخدم لذلك عدة بسيطة عبارة عن مقص كبير وسكين طرفهامدبب ومخراز، وهو ابرة كبيرة لها مسكة «مقبض» خشبية مستديرة، ومسلّة، وهي ابرةكبيرة بالاضافة الى مدقّة لضرب الجلد،وقطعة خشبية مستطيلة طولها حوالي 15 سنتيمترامدببة من جهة وتزداد سماكتها بالتدريج تسمى «سمبة»، وقطعة من الحجر الخشن تسمى «محكّة».
- ويشتهرالخراز بدقة العمل والمهارة الفائقة في هذه الحرفة، وتتميز منتجاتهم بالجودةالعالية وجمال المنظر، وكان الخراز يلبي معظم حاجات البلد المتنوعة من المنتجاتالجلدية الكثيرة التي كان يستخدمها المحتاجون لها سواء في منازلهم أو في الدكاكينأو لوسائل نقل المياه وغيرها، وكان اعتماده الرئيسي على صناعة الأنواع المختلفة منالقرب «الجرب».
- الخرازين كانوا معروفين نظرا لقلتهم قديما، وكان لكلفريج خرازه الذي يثق به، وبدقة عمله حتى لو اضطر الأشخاص للذهاب اليه من مكانلآخر.
{ كيف كان «الخراز» يتعلم المهنة}
- معظم الخرازين توارثوا المهنة عن آبائهم وأجدادهم، وتعلقت بهم منذ عهدالطفولة.
ولم يكن «الخراز» يرتدي حذاء الا من صنعه، ولا يرتدي من صنع غيره،بينما يسمح لأبنائه بارتداء أي حذاء ولو كان من صنع غيره، وهذه المهنة تناثرت اليوموأصبح من النادر ان نرى خرازا، أو من يطلب من الخراز صنع حذاء له، اذ لم يعد هناكاقبال على شراء الاحذية من الخراز، أمام التطور الكبير الذي شهدته هذهالصناعة.
منقول
المفضلات