المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب لا يحترق..فيصل يقف حائراً أمام قرار حاسم بعد احتراق منزله



اشتقت للامارات
12-03-2006, 04:04 AM
بينما كانت أم «عبدالله» منهمكة في بعض أعمالها المنزلية، فجأة ودونما سابق إنذار تصاعدت ألسنة اللهب من حجرة النوم، وراح الدخان الكثيف ينتشر في كل مكان، تذكرت أن ابنها الوحيد «عبدالله» ما زال فوق السرير، استجمعت قوتها وصلابتها وهرعت داخل الحجرة تبحث عنه، لكن غيمة من الدخان المتكاثف اعترضت طريقها فباتت لا ترى شيئاً، أسرعت تتلمس الأرض والحيطان المشتعلة بحثاً عن «عبدالله» ولكن بلا جدوى، تتأجج ألسنة النار.. تلسعها.. تحرقها، والدخان الكثيف يخنقها لكنها لا تأبه بكل ذلك، همها الوحيد أن ترى «عبدالله» على قيد الحياة، صرخت بأعلى صوتها أين أنت يا بني؟

فجأة تسمع صوتاً هامساً ينادي.. ماما.. ماما، انه ابنها، فلذة كبدها ما زال على قيد الحياة يختبئ تحت السرير ليحمي جسده الرقيق النحيل من ألسنة اللهب المتصاعدة، امتدت يداها المرتعشتان لانتشاله.. ها هي تلتقطه تجري به مسرعة خارج الغرفة، التقطت أنفاس النصر، نظرت إليه لثمت وجنتيه ومسحت وجهه الشاحب، احتضنته ومشاعر الأمومة تعتصر قلبها المتعب.. لم تصدق عينيها أنها بقربه الآن، تراه وتسمع لهاثه، تكحل عينيها المرهقتين بملامحه التي أضنتها استغاثات النجدة.. إنها تحاول شحذ قوتها.. كادت ترتسم فرحة النجاة على شفتيها.. ولكن ما هي إلا لحظات حتى انهارت.. وسقطت على الأرض مغشياً عليها.. سرعان ما دب الصوت في المكان.. فتجمهر الجيران ليجدوا الطفل يبكي والأم ملقاة على الأرض لا تحرك ساكناً، أما الحجرة فتحولت إلى كتلة من اللهب بعد أن التهمت النار أرجاءها.

عودة قلقة

حان موعد عودة فيصل أبي «عبدالله» من العمل، اقترب من المكان وتساؤلات الدهشة تملأ خاطره تسمرت عيناه وهو يحاول قراءة الأحداث، النار تتأجج والدخان يتصاعد من حجرة النوم صعق بما رأى.. تمنى لو أن ما شاهده مجرد حلم مزعج، لكنه أدرك بأنها الحقيقة لا محالة، لملم بقايا قواه التي كادت تنهار انطلق نحو الحجرة لإنقاذ أسرته وكاد أن يدخلها، حاول اختراق المكان المشتعل بالنار، لكن الجيران اعترضوا طريقه ومنعوه، بدأوا يهدئون من روعه.. ظل في حالة من الهلع إلى أن لامس خبر نجاة زوجته وابنه مسامعه، اجتاحته مشاعر الأبوة.. تهللت أساريره وارتسمت تباشير السرور على وجهه فهمس متنهداً: إنهما على قيد الحياة.

أخذ يبحث عن اثر لهما لتستقر عيناه على زوجته الممدة على الأرض بقرب باب الحجرة ومن حولها الجارات يحاولن إيقاظها برشق المياه على وجهها بينما «عبدالله» يبكي بين يدي إحدى النساء المتحلقات حول الزوجة، اقترب منه بهدوء.. التقطه.. أخذ يترنم على لحن أنفاسه الدافئة.. بدأ يقلبه كأنه يحاول أن يكتشفه من جديد، وجد بعض الحروق الطفيفة على وجهه ويده، حمد الله على سلامته. ثم لاحت في ذهنه هواجس البحث عن زوجته والاطمئنان عليها، وإذا به يسمع صوتاً هامساً ينادي فيصل.. فيصل.. التفت باتجاه الصوت فإذا بها زوجته، سارع إليها يتلمسها ليطمئن عليها إنه صوتها، صوت زوجته أم «عبدالله».. لكن الملامح مختلفة، سمعها تقول بصوت خافت أضناه التعب: اطمئن «عبدالله» بخير..، هنا أدرك بأن زوجته قامت بعمل بطولي عظيم، قدمت حياتها رخيصة وآثرت سلامة طفلها على نفسها، رمت بجسدها في حجرة ملتهبة، تشتعل في أرجائها النار، فداء لابنهما الصغير، واجهت ألسنة اللهب العالية والدخان الكثيف الذي كان يملأ حجرة النوم غير آبهة بآلام الحروق الشديدة.. أدمى المنظر جرحه النازف واعتصر الألم فؤاده.

مصير مجهول

ها هي الأم بعد مرور أيام على الحادثة تصارع الحروق والآلام والتشوهات العديدة التي أصابتها في مختلف أنحاء جسدها وهي الآن في العناية المركزة في مستشفى كلباء، حيث ما زال مصيرها مجهولاً أما «فيصل» فما زالت زوجته هي الأجمل بين نساء الدنيا في نظره فهو يؤكد أنها الآن أغلى وأجمل من أي وقت مضى كيف لا؟! وقد ضحت بنفسها من أجل ابنهما الوحيد، لكنه الآن في حيرة من أمره أمام إصرار زوجته على العودة إلى البيت الذي احترق على الرغم من حالته الإنشائية السيئة فهو غير صالح للسكن نهائياً إذ انتهى عمره الافتراضي، وتكررت به الحرائق أكثر من مرة بسبب حوادث التماس الكهربائي، وهو ينتظر الهدم بقرار من البلدية، وما زالت زوجته تفضل ذلك البيت على بيت العائلة بسبب تكرار المشاكل بينهما وبين أهله ويظل «أبو عبدالله» حائراً أمام هذه المشكلة فلا علم له عن مصيره مع أسرته، أين سيعيش وكيف يستطيع تدبير أموره في ظل ظروفه الحالية؟ فهو يتقاضى راتباً قدره 3800 درهم يخصم منه 2600 درهم لسداد قرض سابق قدره 200 ألف درهم لأحد البنوك وما تبقى 1200 درهم لا تكفي لسد رمق العائلة واستئجار شقة تأويه وأسرته.

الحوار هو الأساس

يجيب على حيرة «أبو عبدالله» وتساؤلاته جمال فيصل الطويل استشاري الخط الساخن للمشكلات الأسرية والنفسية والتربوية في جمعية توعية ورعاية الأحداث يقول: بداية أسجل تعاطفي مع أسرة الأخ «أبو عبدالله» متمنياً له حياة سعيدة مطمئنة خالية من المشكلات وأنصحه أن يحاول التوفيق قدر الإمكان بين أهله وزوجته وذلك بالحسنى، ومثل هذه المشكلات تتكرر كثيراً حيث أصبحت كل امرأة تريد أن تبني مملكتها وبيتها ولا تريد أن يشاركها أحد، فالسكن مع أهل الزوج له سلبياته وايجابياته، لكن ذلك لا يعني أن نهدم الأسرة مقابل السكن وعلى الأخص ألا ننسى ما قدمت هذه الزوجة عندما ضحت بنفسها وعرضت نفسها للحريق لإنقاذ الابن الصغير، وبما أن بيت العائلة مكون من طابقين فإنني أقترح أن يتم إقناع الزوجة بأن تسكن في طابق مع من لا تختلف معهم من الأهل وأن يتم التفاهم مع الآخرين وإقناعهم بالسكن في الطابق الثاني لحين التقديم للحصول على بيت جديد.

وأنصحك أيضاً يا أخي أبو عبدالله أن تسمع لزوجتك وتشاركها همومها، وأن تعطيها الأمل بأن المشكلة ستحل قريباً بإذن الله، وإن لم تستطع إقناعها بهذا الحل فأرجو أن تتواصل مع إحدى أخواتها أو أفراد أسرتها ممن لهم تأثير عليها لإقناعها بالسكن المؤقت في الطابق العلوي مثلاً، وأريدك أن تكون الأقوى أمام هذه المشكلة وألا تستعجل قراراتك أو تأخذ المشاكل بعصبية وتشنج.

أما بالنسبة للزوجة والأهل فمعظم المشاكل التي تحدث من هذا النوع سببها «الغيرة والكره» فأنصحهم بالاحتكام لصوت العقل والنقاش الهادئ والتفاهم على الأولويات وعلى الأخص بعد التعرض لحادث الحريق، فهناك الآن طفل يحتاج لحنان، وزوجة تحتاج أيضاً للحنان والرأفة، وبالحوار تحل جميع المشاكل وبالرضى والقناعة نصل إلى الطمأنينة والحب

عذبة السجايا
12-03-2006, 11:01 AM
يعطيك العافيه خويه ,,,,

روح الهير
12-03-2006, 12:40 PM
تسلم عالقصة الغاوية

لا تحرمنا من اليديد..........................

بدوي الهير
12-03-2006, 06:26 PM
يسلمواااااا خيوا

عالقصه

ويعطيك العافيه


ونتريا المزيد من التفاعل

اشتقت للامارات
12-03-2006, 09:52 PM
مشكورين على تفاعلكم

بنت زاااخر
15-05-2006, 07:56 PM
يسلموووووووووووووووووووو على القصه الحلوه

ونتريه يديدك